مشاهدة النسخة كاملة : حوار هادئ وجميل ومفيد بين ..عبدالله ..وعبد النبي
إسلامية
05-08-2005, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لقي رجل أسمه عبد الله رجلاً آخر اسمه عبد النبي فأنكر عبدالله هذا الأسم في نفسه ,
وقال كيف يتعبد أحد لغير الله جل جلاله , ثم خاطب عبد النبي قائلاً له :
هل انت تعبد غير الله ؟
فقال عبد النبي :
لا , أنا لا أعبد غير الله , أنا مسلم وأعبد الله وحده .
قال عبد الله :
إذا ما هذا الإسم الذي يشبه أسماء النصارى في تسميهم بعبد المسيح – ولا غرابة فإن النصارى يعبدون عيسى عليه السلام – والذي يسمع اسمك يتبادر إلى ذهنه أنك تعبد النبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا هو معتقد المسلم في نبيه , وإنما يجب عليه أن يعتقد أنه عبد الله ورسوله .
فقال عبد النبي :
ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر وسيد المرسلين , ونحن نتسمى بهذا الأسم تبركاً وتقرباً إلى الله بجاه نبيه صلى الله عليه وسلم ومكانته عنده , فنطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لمكانته عند ربه عز وجل , ولا تستغرب فإن أخي اسمه : عبد الحسين , وقبله أبي اسمه : عبد الرسول , والتسمي بهذه الأسماء قديم ومنتشربين الناس,
وقد وجدنا آباءنا على هذا , فلا تشدد في المسألة , فإن الأمر سهل والدين يسر .
فقال عبد الله :
وهذا منكر أعظم من المنكر الأول , وهو ان تطلب من غير الله مالا يقدر عليه إلا الله , سواء كان هذا المسؤول هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو من دونه من الصالحين , مثل الحسين رضي الله عنه أو غيره وهو مناف للتوحيد , ولمعنى لا إله إلا الله .
وسوف أعرض عليك بعض الأسئلة ليتبين لك عظم الأمر , وتبعات التسمي بهذا الاسم وأمثاله , وليس لي هدف ولا مقصد إلا الحق واتباعه , وبيان الباطل واجتنابه , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , والله المستعان وعليه التكلان , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ’
ولكن أذكرك بقوله عز وجل (( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) النور51
وقوله عز وجل (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلا)) النساء59
)
عبد الله :
أنت قلت أنك توحد الله , وتشهد أن لا إله إلا الله فهل لك أن تبين لي معناها ؟
عبد النبي :
التوحيد هو أن تؤمن أن الله موجود , وهو الذي خلق السماوات والأرض , وأنه المحيي المميت المتصرف بالكون الرزاق ..الخ
عبد الله :
لو كان هذا هو تعريف التوحيد فقط لكان فرعون وقومه وأبو جهل وغيرهم موحدين , لأنه ليس هناك أحد ينكر هذه الأمور التي ذكرتها ’ ففرعون الذي ادعى الربوبية كان يعترف ويؤمن في نفسه أن الله موجود وهو المتصرف بالكون,
والدليل قوله عز وجل (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)) النمل14
وقد ظهر هذا الإعتراف جلياً حين أدركه الغرق .
ولكن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة , والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة , والإله في ( لا إله إلا الله ) بمعنى : المعبود الذي لا تصلح
العبادة إلا له .
عبد الله :
وهل تعلم لماذا أرسلت الرسل في الأرض وأولهم نوح عليه السلام ؟
عبد النبي :
لكي يدعو المشركين إلى عبادة الله وحده وترك كل شريك له عز وجل .
عبد الله :
ماهو سبب شرك قوم نوح ؟
عبد النبي :
لا أعرف !
عبد الله :
أرسل الله نوحاً إلى قومه لما غلوا في الصالحين ود , وسواع , ويغوث , ويعوق , ونسر.
عبد النبي :
أتعني أن وداً , وسواعاً ويغوث ويعوق , ونسراً هي أسماء رجال صالحين وليست أسماء لجبابرة كافرين ؟
عبد الله :
نعم هذه أسماء رجال صالحين اتخذها قوم نوح آلهة, وتبعهم العرب في ذلك , ودليل ذلك مارواه البخاري عن ابن عباس- رضي الله عنهما – قال :
( صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ, أما ود كانت لكلب بدومه الجندل ,وأما سواع كانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيفً بالجوف عند سبأ, وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح, فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد , حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت ) .
عبد النبي : هذا كلامٌ عجيب !
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:13 PM
عبد الله :
ألا أدلك على ماهو أعجب منه ؟
أن تعلم أن خاتم الأنبياء محمداً صلى الله عليه وسلم قد ارسله الله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله ,, يقولون :
نريد منهم التقرب إلى الله , ونريد شفاعتهم عنده , مثل الملائكة ,وعيسى عليه السلام , وأناس غيرهم من الصالحين , فبعث الله محمداًصلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام , ويخبرهم ان هذا التقرب والإعتقاد محض حق لله لا يصلح منه شئ لغير الله , فهو الخالق وحده لا شريك له , والذي لا يرزق إلا هو , وجميع السماوات السبع ومن فيهن ’ والأرضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره, بل حتى اللآلهة التي كانوا يعبدونها يعترفون أنها تحت ملكه وتصرفه .
عبد النبي :
هذا كلامٌ خطير وعجيب فهل من دليل عليه ؟
عبد الله :
هناك أدلة كثيرة منها
قوله عز وجل(( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تتقون )) يونس 31
وقال جل وعلا (( قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ . قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)) المؤمنون 84-89
وكان المشركون يلبون في الحج بقولهم ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك , إلا شريكاً هو لك , تملكه وما ملك )
فأعتراف مشركي قريش بأن الله هو المتصرف بالكون ,أو مايسمى ( توحيد الربوبية ) لم يدخلهم الإسلام , وإن قصدهم الملائكة أو الانبياء أو الأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماؤهم وأموالهم , لذا فيجب صرف الدعاء كله لله , والنذر كله لله , والذبح كله لله , والإستعانة كلها بالله , وجميع أنواع العبادة كلها لله .
عبد النبي :
إذا لم يكن التوحيد الذي دعت إليه الرسل وهو الإقرار بأن الله موجود وهو المتصرف بالكون كما تزعم , إذاً فما هو ؟
عبد الله :
التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقراربه المشركون : هو إفراد الله تعالى بالعبادة , فلا يصرف شئ من أنواع العبادة لغيره كالدعاء , والنذر, والذبح , والإستغاثة , والإستعانة ...الخ ,
وهذا التوحيد هو معنى قولك :
لا إله إلا الله فإن الإله عند مشركي قريش هو الذي يقصد لهذه الأمور السابقة الذكر سواء كان ملكاً ,أو نبياً , او ولياً , أو شجرة , أو قبراً أو جنياً ,
ولم يريدوا ان الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك , فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي : لا إله إلا الله والمراد : معناها لا التلفظ بها فقط .
عبدالنبي :
كأنك تريد ان تقول أن مشركي قريش كانوا اعلم بمعنى لاإله إلا الله من كثير من المسلمين في هذا الزمان !
عبد الله :
وهذا هو الواقع - للأسف الشديد – فإن الكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو أفراد الله بالعبادة , والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه فإنه لما قال لهم : قولوا لا إله إلا الله قالوا :
(( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ )) ص5
مع إيمانهم بأن الله هو المتصرف بالكون , فإذا كان جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار, بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير إعتقاد القلب بشئ من المعنى , والحاذق منهم يظن أن معناه لا يخلق ولا يرزق إلا الله , ولا يدبر الامر إلا الله , فلا خير في رجال يدّعون الإسلام , وجهال كفار قريش أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله.
عبد النبي :
لكني أنا لا أشرك بالله , بل أشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له , وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً, فضلاً عن علي والحسين وعبد القادر وغيرهم , ولكني مذنب والصالحون لهم جاه عند الله , وأطلب الله بجاههم عنده .
عبد الله :
أجيب عليك بما سبق , وهو أن الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم مُقرون بما ذكرت ومُقرون أن أوثانهم لا تدبر شيئاً , وإنما أرادوا الجاه والشفاعة , وسبق أن دللنا على ذلك من القرآن .
عبد النبي :
لكن هذه الآيات نزلت فيمن يعبدُ الأصنام , وكيف تجعلون الصالحين مثل الأصنام ؟ أم كيف تجعلون الأنبياء أصناما ؟
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:20 PM
عبد الله :
سبق وأن اتفقنا على أن هذه الأصنام سميت بأسماء رجال صالحين , كما في وقت نوح عليه السلام , وأن الكفار ما أرادوا منها إلا الشفاعة عند الله , لأن لها مكانة عنده , والدليل قوله عز وجل :
(َوالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) (الزمر:3).
وأما قولك : كيف تجعلون الأولياء والأنبياء أصناماً ؟ فنقول لك :
إن الكفار الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم منهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم :
(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) (الاسراء:57) .
ومنهم من يدعو عيسى عليه السلام وأمه وقد قال الله جل وعلا :
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (المائدة:116)
ومنهم من يدعو الملائكة , وقد قال الله عز وجل (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) (سـبأ:40)
فتأمل في هذه الآيات قد كفّر الله فيها من قصد الأصنام , وكفّرمن قصد الصالحين من الأنبياء والملائكة والأولياء على حدً سواء , وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم في ذلك .
عبد النبي :
لكن الكفار يريدون منهم , وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر , لا أريد إلا منه عز وجل والصالحون ليس لهم من الامر شئ ولكن اقصدهم أرجو من الله شفاعتهم ..
عبد الله :
قولك هذا هو قول الكفار سواء بسواء والدليل قوله عز وجل :
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) (يونس:18)
عبد النبي :
ولكني لا اعبد إلا الله , وهذا الإلتجاء إليهم ودعاؤهم ليس بعبادة !
عبد الله :
ولكني أسألك : هل تقر ان الله فرض عليك إخلاص العبادة له وهو حقه عليك , كما في قوله عز وجل :
(وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5)
عبد النبي :
نعم فرض عليّ ذلك .
عبد الله :
وأنا أطلب منك أن تبين لي هذا الذي فرضه الله عليك , وهو إخلاص العبادة ؟
عبد النبي :
لا اعلم .
عبد الله :
لكني ابين لك ذلك فأصغ لي , قال الله عز وجل:
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (لأعراف:55)
فهل الدعاء عبادة لله عز وجل أم لا ؟
عبد النبي :
بلى هو عبادة , هو مخها كما في الحديث ( الدعاء هو العبادة ) رواه أحمد وابو داود
عبد الله :
ما دمت أقررت انه عبادة لله ودعوت الله ليلاً ونهاراً وخوفاً وطمعاً في حاجة ما , ثم دعوت في تلك الحاجة نبياً أو ملكاً او صالحاً في قبره , فهل أشركت في هذه العبادة ؟
عبد النبي :
نعم أشركت, وهذا كلا مٌ وجيه وصحيح .
عبد الله :
وهاك مثال آخر : وهو إذا علمت بقول الله عز وجل:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2)
وأطعت هذا الأمر من الله وذبحت ونحرت له , هل هذه عبادة له جل جلاله .
عبد النبي:
نعم هذا عبادة .
عبد الله :
فإن نحرت لمخلوق نبي أو جني , أو غيرهما هل أشركت في هذه العبادة غير الله ؟
عبد النبي :
نعم هذا شرك بلا شك .
عبد الله :
وأنا مثلت لك بالدعاء والذبح ,لأن الدعاء آكد أنواع العبادة القولية , والذبح آكد أنواع العبادة الفعلية , وليست العبادة مقتصرة عليهما , بل هي أعم من ذلك , ويدخل فيها النذر والحلف والإستعاذة والإستعانة وغيرها , ولكن المشركين الذين نزل فيهم القرآن ,هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك , أم لا ؟
عبد النبي :
بلى هم كانوا يفعلون ذلك .
عبد الله :
وهل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح , والإستعاذة , والإستعانة, والألتجاء , وإلا فهم مقرون أنهم عبيده وتحت قهره , وأن الله هو الذي يدبر الامر , ولكن دعوهم والتجأوا إليهم للجاه والشفاعة , وهذا ظاهر جداً .
عبد النبي :
هل تنكر- ياعبد الله – شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها ؟
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:25 PM
عبد الله :
لا ,أنا لا أنكرها, ولا أتبرأ منها , بل هو الشافع المشفع صلى الله عليه وسلم وأرجو شفاعته , ولكن الشفاعة كلها لله , كما قال تعالى :
(قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً) (الزمر:44)
ولا تكون إلا من بعد أن يأذن الله كما قال الله تعالى :
( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (البقرة:255)
ولا يشفع لأحد إلا بعد أن يأذن الله فيه, كما قال الله تعالى:
(وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) (الانبياء:28)
وهو لا يرضى إلا التوحيد , كما قال الله تعالى :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)
فإذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون إلا بعد إذنه , ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه , ولا يأذن إلا لأهل التوحيد , فقد تبين أن الشفاعة كلها لله ,
فأنا أطلبها منه فأقول :
( اللهم لا تحرمني شفاعته , اللهم شفعه فيّ ونحو ذلك )
عبد النبي :
اتفقنا أنه لا يجوز أن يُطلب من أحد شئ لا يملكه , والنبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه الله الشفاعة ’ ولأنه أعطيها فقد ملكها , وبهذا يجوز أن أطلب منه ما يملكه ولا يكون ذلك شركاً .
عبد الله :
نعم هذا كلام صحيح لو لم يمنعك الله عز وجل من ذلك , حيث قال الله تعالى :
( فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) (الجـن:18)
وطلب الشفاعة دعاء , والذي أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة هو الله , وهو الذي منعك من أن تطلبها من غيره أياً كان المطلوب ، وأيضاً فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح أن الملائكة يشفعون والأفراط يشفعون – وهم الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ – والأولياء يشفعون , فهل تقول :
أن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم ؟
فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه , وإن قلت لا , بطل قولك أعطاه الله الشفاعة وانا أطلبه مما أعطاه الله .
عبد النبي :
لكني لا أشرك بالله شيئاً , والإلتجاء للصالحين ليس بشرك .
عبد الله :
هل تعترف وتقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا , وأن الله لا يغفره ؟
عبد النبي :
نعم أقر بذلك , وهو واضح في كلام الله جل وعلا .
عبد الله :
أنت الآن نفيت عن نفسك الشرك الذي حرمه الله , فهل لك بالله عليك أن تبين لي ماهو الشرك بالله الذي لم تقع انت فيه ؟ ونفيته عن نفسك ؟
عبد النبي :
الشرك هو عبادة الأصنام , والتوجه إليها , وطلبها , والخوف منها .
عبد الله :
ما معنى عبادة الأصنام ؟
أتظن أن كفار قريش يعتقدون أن تلك الاخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها ؟ هم لا يعتقدون ذلك كما ذكرت لك .
عبد النبي :
لا , بل من قصد خشبةً أو حجراً أو بنايةً على قبر أو غيره يدعون ذلك , ويذبحون له , ويقولون : إنه يقربنا إلى الله زلفى , ويدفع الله عنا ببركته , فهذه هي عبادة الأصنام التي أعني .
عبد الله :
صدقت , وهذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية والحديد التي على القبور وغيرها , وأيضاً قولك : الشرك عبادة الأصنام !هل مرادك أن الشرك مخصوص بمن فعل ذلك فقط ؟ وأن الإعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في مسمى الشرك؟
عبد النبي :
نعم هذا ما أردت .
عبد الله :
إذاً أين انت من الآيات الكثيرات التي ذكر الله فيها تحريم الإعتماد على الصالحين والتعلق بالملائكة وغيرهم , وكفر من فعل ذلك , كما سبق وأن ذكرت لك ذلك .
عبد النبي :
لكن الذين دعوا الملائكة , والأنبياء لم يكفروا بهذا السبب , ولكن كفروا لما قالوا أن الملائكة بنات الله , والمسيح ابن الله , ونحن لم نقل : عبد القادر ابن الله , ولا زينب بنت الله !
عبد الله :
أما نسبة الولد إلى الله فهو كفر مستقل , قال عز وجل :
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ) (الاخلاص:1-2) .
والأحد : الذي لا نظير له والصمد : المقصود في الحوائج , فمن جحد هذا فقد كفر , ولو لم يجحد آخر السورة , ثم
قال الله تعالى :
(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (المؤمنون:91)
ففرق بين الكفرين , والدليل على هذا أيضاً أن الذي كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحاً لم يجعلوه ابن الله , والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك , وكذلك المذاهب الاربعة يذكرون في باب ( حكم المرتد ) أن المسلم إذا زعم أن لله ولداً فهو مرتد , وان أشرك بالله فهومرتد , فيفرقون بين النوعين .
عبد النبي :
ولكن الله تعالى يقول :
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
عبد الله :
ونحن نؤمن أنه الحق ونقول به , ولكن لا يعبدون , ونحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله , وإشراكهم معه , وإلا فالواجب عليك حبهم واتباعهم , والإقرار بكراماتهم , ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع , ودين الله وسط بين طرفين , وهدى بين ضلالين , وحقٌ بين باطلين
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:30 PM
عبدالنبي :
الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله , ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم , وينكرون البعث , ويكذبون القرآن , ويجعلونه سحراً , ونحن نشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدأً رسول الله , ونصدق القرآن , ونؤمن بالبعث , ونصلي , ونصوم , فكيف تجعلوننا مثل اولئك ؟
عبد الله :
ولكن لاخلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ وكذبه في شئ أنه كافر لم يدخل في الإسلام , وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه , كمن أقر بالتوحيد وجحد الصلاة , أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة , او أقر بهذا كله وجحد الصوم , أو أقر بهذا كله وجحد وجوب الحج , ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج أنزل الله تعالى في حقهم :
( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:97)
وإن جحد البعث كفر بالإجماع , ولذلك صرّح الله في كتابه أن من آمن ببعضٍ وكفر ببعض فهو الكافر حقا , وأمر أن يؤخذ الإسلام جملة , ومن أخذ شيئاً وترك شيئاً فقد كفر , فهل أنت
تقر أن من آمن ببعض وترك البعض كفر ؟
عبد النبي :
نعم اقر بذلك وهو واضحٌ في القرآن الكريم .
عبدالله:
فإذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في شئ وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالإجماع , وكذلك إذا أقر بكل شئ إلا البعث ولا تختلف المذاهب فيه , وقد نطق القرآن كما قدمنا , فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم , وهو أعظم من الصلاة والزكاة والحج , فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الامور كفر ولو عمل بكل ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر ! سبحان الله ! ما أعجب هذا الجهل !
وأيضاً تامل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم , وهم يشهدون أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله ,
ويصلون ويؤذنون .
عبد النبي :
ولكنهم يشهدون أن مسيلمة نبي , ونحن نقل لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
عبد الله :
ولكنكم ترفعون علياً رضي الله عنه أو عبد القادر أوغيرهما من الأنبياء او الملائكة إلى مرتبة جبار السماوات والارض , فإذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر , وحُل ماله ودمه , ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة , فمن رفعه إلى مرتبة الله فمن باب اولى , وكذلك الذين حرّقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون إلى الإسلام , وهم أصحاب علي رضي الله عنه , وتعلموا العلم من الصحابة , ولكن اعتقدوا في علي مثل الإعتقاد في عبد القادر وغيره, فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم ؟ ,
أتظن ان الصحابة يكفرون المسلمين ؟, أم تظن أن الإعتقاد في السيد وأمثاله لا يضر , والإعتقاد في علي رضي الله عنه يكفر ؟ ويقال أيضاً :
إذا كان الاولون لم يكفروا إلا انهم جمعوا بين الشرك , وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم , والقرآن , وإنكار البعث , وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب ( باب حكم المرتد ) , وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه , ثم ذكروا أشياء كثيره , كل نوعً منها يكفر , ويحل دم الرجل وماله , حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها , مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه , او كلمةٍ يذكرها على وجه المزاح واللعب , وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم :
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ؟ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة65-66)
فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمةً ذكروا أنهم قالوها على وجه المزاح , ويقال أيضاً: ما حكى عز وجل عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم , أنهم قالوا لموسى :
(اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً..) (لأعراف:138)
وقول أناس من الصحابة
( إجعل لنا ذات انواط ),
فحلف النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا مثل قول بني إسرائيل :
(اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ..) (لأعراف:138) .
عبد النبي :
لكن بني إسرائيل , والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط لم يكفروا بذلك .
عبد الله :
الجواب أن بني إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا , ولو فعلوا ذلك لكفروا , وأن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه , واتخذوا ذات أنوط بعد نهيه لكفروا .
عبد النبي :
لكن عندي إشكال آخر , وهو قصة أسامة بن زيد رضي الله عنه حين قتل من قال " لا إله إلا الله "وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه وقوله :
( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله )؟, وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله )
فكيف أجمع بين ما قلت وبين هذين الحديثين , أرشدني أرشدك الله ؟
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:33 PM
عبد الله :
من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود , وسباهم , وهم يقولون : لا إله إلا الله , وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة , وهم يشهدون ان لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله , ويصلون , ويدعون إلى الإسلام , وكذلك الذين حرقهم علي رضي الله عنه .
وانت تقر أن من انكر البعث كفر وقتل , ولو قال : لا إله إلا الله , وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها , فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئاً من الفروع , وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه ؟!
وأنت لعلك لم تفهم معنى هذه الأحاديث :
أما حديث أسامة : فإنه قتل رجلاً إدعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما إدعاه إلا خوفاً على دمه وماله , والرجل الذي أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك , وأنزل الله تعالى في ذلك :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ...) (النساء:94)
أي فتثبتوا , فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت , فإن تبين بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله :
( فَتَبَيَّنُوا) , ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى .
وكذلك الحديث الآخر وأمثاله , معناه ما ذكرناه , وإن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه , إلا أن تبين منه ما يناقض ذلك , والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ؟) , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أمرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) هو الذي قال في الخوارج :
( أينما لقيتموهم فاقتلوهم ) , مع أنهم أكثر الناس عبادة وتهليلا , حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم , وهم تعلموا العلم من الصحابة , فلم تنفعهم لا إله إلا الله , ولا كثرة العبادة , ولا إدعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة .
عبد النبي :
وما هو قولك فيما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم , ثم بنوح , ثم بإبراهيم , ثم بموسى , ثم بعيسى , فكلهم يعتذرون , حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم )
فهذا يدل على أن الإستغاثة بغير الله ليست شركاً ؟
عبد الله :
هذا خلطٌ منك بحقيقة المسألة , فإن الإستغاثة بالمخلوق الحي على ما يقدر عليه لاننكرها , كما قال عز وجل :
(فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) (القصص:15)
وكما يستغيث إنسان بأصحابه في الحرب وغيره في أشياء يقدر عليها المخلوق, ونحن أنكرنا إستغاثة العبادة التي تفعلونها عند قبور الأولياء , أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل , فالناس يستغيثون بالأنبياء يوم القيامة , يريدون منهم أن يدعو الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف , وهذا جائزٌ في الدنيا والآخرة , أن تاتي عند رجلٍ صالح يجالسك , ويسمع كلامك , وتقول له : ادعو الله لي . كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته , وأما بعد موته فحاشا وكلا , فهم ما سألوه ذلك عند قبره بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره !
عبد النبي :
وما هو قولك في قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار أعترض له جبريل عليه السلام في الهواء , فقال: ألك حاجة ؟
فقال إبراهيم عليه السلام ( أما إليك فلا ) , فلو كانت الإستغاثة بجبريل عليه السلام شركاً لم يعرضها على إبراهيم ؟
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:39 PM
عبد الله :
هذه الشبهة من جنس الشبهة الأولى , والأثر غير صحيح , ولكن على القول بصحته فإن جبريل عليه السلام عرض عليه أن ينفعه بأمرٍ يقدر عليه فإنه كما قال الله عز وجل فيه:
( شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:5)
فلو أذن الله له أن يأخذ نارإبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويلقيها بالمشرق أو المغرب لما أعجزه ذلك , وهذا كرجل غني له مالٌ كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يقرضه شيئاً يقضي به حاجته , فيأبى ذلك الرجل المحتاج أن يأخذ , ويصبر حتى يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد , فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك التي تفعل الآن !
وأعلم يا أخي أن الأولين الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أخف شركاً من شرك أهل زماننا :
وذلك لأمور ثلاثة :
أحدها :
أن الأولين لا يشركون مع الله غيره إلا في الرخاء , وأما في الشدة فيخلصون الدين لله , والدليل قوله عز وجل :
(فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65)
وقوله عز وجل :
(وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (لقمان:32) ,
فالمشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء , وأما في الشدة فلا يدعون إلا الله وحده , وينسون سادتهم , وأما مشركوا زماننا فإنهم يدعون غير الله في الرخاء والشدة , ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً , والله المستعان !
الأمر الثاني :
أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله : إما نبياً أو ولياً أو ملكاً , أو على الأقل حجراً أو شجرة مطيعة لله عز وجل وليست عاصية , وأهل زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس , والذي يعتقد في الصالح , والذي لا يعصي مثل الخشب والشجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به .
الأمر الثالث :
أن جملة مشركي زمن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان شركهم في توحيد الألوهية ولم يكن في توحيد الربوبية ,خلاف لشرك المتأخرين , فإن الشرك واقع بكثرة في الربوبية ,
كما أنه واقع في الألوهية كذلك , فهم يجعلون الطبيعة مثلاً هي المتصرف في الكون من الإحياء والإماته ...الخ
ولعلي أختم كلامي بذكر مسألة عظيمة تفهم بما تقدم وهي أنه لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بقول وعمل القلب واللسان , وفعل الأسباب بعمل الجوارح , فإن اختل شئ من هذا لم يكن الرجل مسلماً. فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند , كفرعون وإبليس ,
وهذايغلط فيه كثير من الناس ويقولون :
هذا حق , ولكن لا نقدر أن نفعله , ولا يجوز عند أهل بلدنا , ولا بد من موافقتهم ومداهنتهم خوفاً من شرهم , ولم يعرف المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشئ من الأعذار , كما قال عز وجل :
(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (التوبة:9)
وإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه فهو منافق , وهو شرٌ من الكافر الخالص , لقوله عز وجل :
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) (النساء:145) وهذه المسألة تتبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس :
فترى من يعرف الحق , ويترك العمل به لخوف نقص دنياه كقارون , أو جاه كهامان , أو ملكه كفرعون , وترى من يعمل به ظاهراً لاباطناً كالمنافقين , فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه .
ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله عز وجل :
الآية الأولى:
ما تقدم وهو قوله تعالى :
(لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ..) (التوبة:66) ,
فإذا علمت أن بعض الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزاح تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفاً من نقص مال, أو جاه, أومداراة لأحد, أعظم ممن يتكلم بكلمةٍ يمزح بها , لأن المزاح في الغالب لا يعتقد في قلبه ما يقوله بلسانه لإضحاك القوم , أما الذي يتكلم بالكفر, أو يعمل به خوفاً أو طمعاً فيما عند المخلوق , فقد صدق الشيطان بميعاده
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ..) (البقرة:268)
وخافه بوعيده :
(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ..) (آل عمران:175)
, ولم يصدق الرحمن بميعاده :
(وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ..) (البقرة:268)
ولم يخف الجبار بوعيده :
(فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:175)
فهل يستحق أن يكون من أولياء الرحمن أم من أولياء الشيطان ؟!
والآية الثانية :
قوله تعالى :
(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:106)
فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان , وأما غيره فقد كفر بعد إيمانه سواء فعله خوفاً , أو طمعاً , أو مداراة لأحد , أو مشحة بوطنه , أو أهله أو عشيرته , أو ماله أو فعله على وجه المزاح , أو لغير ذلك من الأغراض إلا المكره , فإن الآية تدل على أن الإنسان لا يكره إلا على العمل , والكلام , والفعل , وأما عقيدة القلب فلا يكره عليها احد , وقوله تعالى :
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (النحل:107)
فصرح أن العذاب لم يكن بسبب الإعتقاد , والجهل والبغض للدين , أو محبة الكفر , إنما سببه إنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا , فآثره على الدين , والله أعلم ..
وبعد هذا كله ألم يأن لك – هداك الله – أن تتوب إلى ربك وتعود إليه وتترك ما أنت عليه , فإن الأمر كما سمعت جِِدُ خطير , والمسألة عظيمة , والخطب جَلَل.
يتبع ان شاء الله
إسلامية
05-08-2005, 09:43 PM
عبدالنبي:
أستغفر الله وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وقد كفرت بكل ما كنت أعبده من دون الله، وأسأله عز وجل أن يعذرني عما سبق، وأن يصفح عني، وأن يعاملني بلطفه ومغفرته ورحمته، وأن يثبتني على التوحيد والعقيدة الصحيحة حتى ألقاه، وأسأل الله أن يجزيك يا أخي عبدالله خيراً على هذا النصح، فإن الدين النصيحة، وعلى إنكارك ما أنا عليه من منكر، وهو اسمي (عبدالنبي)، وأخبرك بأني غيرته إلى اسم (عبدالرحمن)
وعلى إنكار المنكر الباطن، وهو المعتقد الضال الذي لو لقيت الله وأنا عليه لما أفلحت أبداً.
ولكن أريد أن أطلب منك طلباً أخيراً أن تذكر لي بعض الأمور التي كثر غلط الناس فيها.
عبدالله:
لا بأس، فأرعني سمعك :
* إياك أن يكون شعارك فيما اختلف فيه من كتاب أو سنة اتباع المختلف فيه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وفي الحقيقة لا يعلم تأويله إلا الله، وليكن شعارك شعار الراسخين في العلم، الذين يقولون في المتشابه:
آمنا به كلّ من عند ربنا،
وفي المختلف فيه،
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ) رواه أحمد والترمذي،
وقولـه صلى الله عليه وسلم:
( فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ) متفق عليه،
وقولـه صلى الله عليه وسلم:
(وَالإثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم،
وقولـه صلى الله عليه وسلم:
(اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ) ثَلاثَ مَرَّاتٍ (الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالإثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ).
* إياك واتباع الهوى فإن الله قد حذر من ذلك
بقولـه عز وجل: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾.
* إياك والتعصب للرجال والآراء، وما كان عليه الآباء فإنه يحول بين المرء وبين الحق، فإن الحق ضالة المؤمن أينما وجده فهو أحق به، قال عز وجل :
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾.
* إياك والتشبه بالكفار فإنه رأس كل بلية،
قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود.
* إياك أن تتوكل على غير الله، فقد قال عز وجل
: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
* لا تطع أي مخلوق في معصية الله. قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقْ)* إياك وسوء الظن بالله، فإن الله عز وجل قال في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) متفق عليه.
* إياك ولبس الحلقة أو الخيط ونحوهما، لدفع البلاء قبل أن يقع، أو رفعه إذا وقع.
* إياك وتعليق التمائم لدفع العين، فإنه شرك، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ)رواه أحمد والترمذي.* إياك والتبرك بالأحجار والأشجار والآثار والبنايات، فإنه شرك.
* إياك والتطير والتشاؤم من أي شيء، فإنه شرك، وفي الأثر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا) رواه أحمد وأبو داود .
* إياك وتصديق المنجمين الذين يدَّعون علم الغيب، ويظهرون الأبراج في الصحف، وسعادة أو تعاسة أصحابها، وتصديقهم في ذلك شرك، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله.
* إياك ونسبة نزول المطر إلى النجوم والفصول، فإنه شرك، وإنما ينسب لله عز وجل.
* إياك والحلف بغير الله أياً كان المحلوف به فإنه شرك، وقد جاء في الحديث: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ)رواه أحمد وأبو داود، كالحلف بالنبي، أو الأمانة، أو العرض، أو الذمة، أو الحياة.
* إياك وسب الدهر، وسب الريح، أو الشمس، أو البرد، أو الحرّ، فإنها مسبة لله الذي خلقها.
* إياك وكلمة (لو) إذا أصابك مكروه فإنها تفتح عمل الشيطان، وفيها اعتراض على قدر الله، ولكن قل: (قدر الله وما شاء فعل).
* إياك أن تقول: (السلام على الله) فإن الله هو السلام.
*إياك واتخاذ القبور مساجد، فإنه لا يُصَلَّى في مسجد فيه قبر، وقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في سكرات الموت: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا، قالت عائشة: وَلَوْلا ذَلِكَ لأبرَزُوا قَبْرَهُ) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) رواه أبو عوانة.* إياك وتصديق الأحاديث التي يرويها الكذابون، وينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على التوسل بذاته أو بالصالحين من أمته وهي موضوعة مكذوبة عليه، ومنها (توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم)، ومنها: (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور)، ومنها: (إن الله يوكل ملكاً على قبر كل ولي يقضي حوائج الناس)، ومنها: (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه)، وغيرها كثير.
* إياك والاحتفال بما يسمى بالمناسبات الدينية مثل المولد النبوي، والإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وغيرها، فإنه من الأمور المحدثة، وليس عليها دليل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة الذين يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر منا، ولو كان فيه خير لسبقونا إليه.
تم النقل بحمد الله ومنته من كتاب العشر الأخير من القرآن مع تفسيرة ويليه أحكام تهم المسلم
أشرف على مراجعتها نخبة من أهل العلم - جزاهم الله خيرا .
إسلامية
07-08-2005, 12:19 PM
من اهمية الموضوع ان تخبر بما فيه للاخرين لانهم ليس لديهم علم به
ابو خالد
07-08-2005, 12:51 PM
من اهمية الموضوع ان تخبر بما فيه للاخرين لانهم ليس لديهم علم به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكى الله خيرا اختى الكريمه وبارك الله فيكى ولكى
وجعله الله بميزان حسناتك
ومن اهمية الموضوع ان يثبت لاهميته اسبوع
وتقبلى سلامى وتقديرى
والسلام عليكم
إسلامية
07-08-2005, 01:24 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياك الله اخي الفاضل ابو خالد وجزاك الله خير على تقديرك لاهمية الموضوع وتثبيته
وبارك الله فيك وفي مجهودك
وفقك الله
أحْـــــمَـدْ
09-08-2005, 04:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة ... جزاك الله خيرا ...
موضوع قيم جدا وثرى للغاية ... بارك الله فيك ولك ... جعله الله فى ميزان حسناتك ونفع به الجميع ...اللهم آمين ...
اللهم أدخلها فردوسك الأعلى من الجنة ... اللهم أجرها من النار ... اللهم احفظها والمسلمات من كل مكروه وسوء ... اللهم ارزقهن الطهر والعفاف والتقى والايمان والاخلاص والرضا ... اللهم آمين ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوكم فى الله ...
بقايا حٌلم
12-08-2005, 11:29 PM
ماشاء الله جميييييييييييييييييل
بصمة الهكر
13-08-2005, 12:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكي الله أختي الفاضلة خير الجزاء
وأدخلنا الله وأياكي الفردوس الأعلى برحمة الله وفضله وكرمه
الموضوع قيم وهام للغاية
سلامي
العندلييب
19-08-2005, 03:05 PM
جزاك الله خير على الموضوع القيم والجميل
Nathan.D.Muir
21-08-2005, 01:34 AM
مشكوره يا اختي ( اسلاميه ) على هذا الموضوع الرائع فلقد بذلت حقا فيه الكثير من الجهد
----------
وسوف اخبر العديد من الناس بهذه المعلومات ان شاء الله
مشكوره مره اخرى
إسلامية
22-08-2005, 12:36 AM
اخوتي خواتي الكرام .. جزاكم الله خيرا
وشكرا على تفاعلكم بارك الله فيكم
وفقكم الله
حفيد السلف
24-08-2005, 12:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة إسلامية
بـارك الله فيكِ على هذه المشـاركة النافعة
جزاك الله خيراً ونفع بكِ
إسلامية
25-08-2005, 07:31 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياك الله اخي الكريم حفيد السلف وجزاك الله خيرا
شكرا على مرورك الطيب بارك الله فيك
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .