المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف الجهاد في الإسلام



مـحمد الهاشمي
11-08-2005, 04:06 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :




هل المراد بالجهاد في الإسلام هو مجاهدة النفس ؟ أم هو مجاهدة الهوى ؟ أم هو مجاهدة الوساوس والشيطان ؟

من المفاهيم التي ضاعت عند أبناء الأمة الإسلامية .. مفهوم الجهاد .. بل لا أبالغ إن قلت أن لفظ كلمة " الجهاد " أصبح غريبًا عند الكثيرين .. بسبب بعد الأمة عن هذه العبادة ، وترك الدعوة إليها .. وتسلط الحكومات العلمانية على بلاد المسلمين التي أضاعت مفاهيم الولاء والبراء ، وعملت على نزع روح الجهاد من الإسلام والمسلمين .. وإشاعة أن الإسلام إنما هو بعض الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام وبعض الأذكار .. وربط أي محاولة جهادية بألفاظ الإرهاب والتطرف والخروج .. وغير ذلك من أوصاف يصف بها الذين كفروا الذين آمنوا .

هذا مع الفتنة الكبيرة التي ألقاها أدعياء العلم ، وعلماء السلطة من أن الجهاد إنما هو جهاد النفس والهوى !!!
لذا فإننا سنحاول في هذه السطور تعريف المعنى الصحيح للجهاد الذي أراده الله تبارك وتعالى ، وأمر به النبي عليه الصلاة والسلام .

تعريف الجهاد :

يقول ابن منظور : "وجاهد العدو مجاهدة وجهادًا قاتله وجاهد في سبيل الله ، وفي الحديث (( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية )) .
الجهاد : محاربة الأعداء وهو المبالغة واستفراغ الوسع والطاقة من قول أو فعل .
والمراد بالنية : إخلاص العمل لله أي أنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأنها قد صارت دار إسلام ، وإنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار .
والجهاد : المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أو اللسان أو ما أطاق من شيء" ا.هـ

وأما تعريف الجهاد في الشرع : فهو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله ، والمعاونة على ذلك كما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه الإمام أحمد في مسنده ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ :

قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ ؟
قَالَ : أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ .
قَالَ :فَأَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : الإِيمَانُ .
قَالَ : وَمَا الإِيمَانُ ؟
قَالَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ .
قَالَ : فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : الْهِجْرَةُ
قَالَ : فَمَا الْهِجْرَةُ .
قَالَ : تَهْجُرُ السُّوءَ ؟
قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : الْجِهَادُ .
قَالَ : وَمَا الْجِهَادُ ؟
قَالَ : أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ .
قَالَ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( ثُمَّ عَمَلانِ هُمَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ إِلا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ )) رواه أحمد وابن ماجه.

وبمثل هذا التفسير للجهاد الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر علماء الإسلام الجهاد ..

قال ابن حجر رحمه الله : " بذل الجهد في قتال الكفار "
وقال القسطلاني رحمه الله : " قتال الكفار لنصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله "
وقال الكاساني رحمه الله : " وفي عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتل في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك أو المبالغة في ذلك "
وقال صاحب الدر المختار : " الدعاء إلى الدين الحق وقتال من لم يقبله "

وقد يطلق الجهاد في النصوص الشرعية على غير قتال الكفار كما قال صلى الله عليه وسلم (( المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ‎))
وقوله صلى الله عليه وسلم للذي استأذنه في الجهاد أحي والداك ؟ ، قال نعم ، قال ففهيما فجاهد .

ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى ، ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار إلا بقرينة تدل على المراد كما في الحديثين السابقين .
يقول ابن رشد : " وجهاد السيف قتال المشركين على الدين ، فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون "

ومما يدل على أن الجهاد إذا أطلق ينصرف إلى قتال الكفار ما يلي :

1ـ عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : لا أَجِدُهُ
قَالَ صلى الله عليه وسلم : هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ .
قَالَ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ !!!
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : (( إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ )) رواه البخاري ومسلم .

ودلالة هذا الحديث على المراد ظاهرة ، فالصيام والقيام هما من جهاد النفس ، ومع هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا أجد ما يعدل الجهاد )) فدل على أن المراد بالجهاد إذا أطلق : هو جهاد الكفار لا مجاهدة النفس .

2ـ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ))
قالُوا : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ : ((مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ )) رواه البخاري ومسلم

فالذي يتقي الله في شعب من الشعاب مجاهد لنفسه ، ومع هذا صرف النبي صلى الله عليه وسلم معنى الجهاد إلى قتال الكفار .

3ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ))
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ ؟
قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ و فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )) رواه أحمد والبخاري

فقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم من جلس في أرضه غير مجاهد ، مع أنه يجاهد نفسه على الصلاة والصيام ونحو ذلك من الجهاد النفسي على التكاليف الشرعية .

وكل الآيات والأحاديث التي تدل على فضائل الجهاد فالمراد بها الجهاد الحقيقي وهو قتال الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى ، ولا تحمل على جهاد النفس ، وكذلك علماء الإسلام من محدثين وفقهاء إذا بوبوا في كتبهم للجهاد فالمراد به جهاد الكفار القتالي لا مجاهدة النفس .
وليس جهاد النفس هو الجهاد الأكبر على الإطلاق كما يزعمه المتصوفة ، وأدعياء العلم الذين يثبطون الناس عن الجهاد

أما حديث (( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )) فهو حديث ضعيف لا يصح ..



<LI>ضعفه البيهقي والعراقي والسيوطي والألباني في ضعيف الجامع الصغير .. وغيرهم رحمهم الله .

<LI>كما أن الحديث مخالف لقول الله تعالى (( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )) النساء (95)

وقال حسن البنا رحمه الله : (( شاع بين كثير من المسلمين أن قتال العدو هو الجهاد الأصغر وأن هناك جهادًا أكبر هو جهاد النفس وكثير منهم يستدل لذلك بما يروى "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، قالوا وما الجهاد الأكبر ؟ قال جهاد القلب أو جهاد النفس " .
وبعضهم يحاول بهذا أن يصرف الناس عن أهمية القتال والاستعداد له ونية الجهاد والأخذ في سبيله ، فأما هذا الأثر فليس بحديث على الصحيح ، قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ بن حجر في تسديد القوس : هو مشهور على الألسنة وهو من كلام إبراهيم بن عبلة ، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء رواه البيهقي بسند ضعيف عن جابر ، ورواه الخطيب في تاريخه عن جابر ، على أنه لو صح فليس يعطي أبدًا الانصراف عن الجهاد والاستعداد لإنقاذ بلاد المسلمين ، ورد عادية أهل الكفر عنها ، وإنما يكون معناه وجوب مجاهدة النفس حتى تخلص لله في كل عملها .. فليعلم )) .

كما أن وصف قتال الكفار بالجهاد الأصغر لم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة ، ثم إن من جاهد نفسه حقيقة حتى تغلب عليها فإنه يسرع إلى امتثال أمر الله عز وجل بقتال الكفار ، ومن تأخر عن قتال الكفار فليس بمجاهد لنفسه على امتثال أمر الله ، فالتذرع بجهاد النفس من الحيل الشيطانية الصارفة للمسلمين عن جهاد أعداءهم .

ولو كان الأمر كما يدعون ما أمر الله سبحانه وتعالى ولا نبيه صلى الله عليه وسلم بقتال الكفار والحث عليه وبيان وجوبه وفرضيته ، وترغيب المؤمنين فيه بذكر ثواب المجاهدين والشهداء ، ولا جاء الوعيد الشديد والتوعد بالعقاب والعذاب الأليم لمن يتخلف عن الجهاد .

فالجهاد سبيل العزة والكرامة لهذه الأمة .. وهو سبب بقائها وانتشار دعوتها .. وما وقعت الذلة والمهانة على هذه الأمة وتسلط أحفاد القردة والخنازير عليها إلا بسبب تركها للجهاد .. وظنها أن العبادة تنحصر في الصلاة والصيام وبعض الأذكار .. حتى صار أبناء الأمة كالدجاج يحصدهم الكفار في جميع أنحاء العالم ويذبحونهم ويشردونهم ويسومونهم سوء العذاب .. والأمة جامدة لا تتحرك .. وكأنها تنتظر أن يأتي إليها الجزار ليقضي عليها هي الأخرى .

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رصي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاً لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ )) رواه أحمد وأبو داود.

فهذا الموقف المخزي من الأمة .. ليس بموقف أهل الإيمان ، ولا أهل القرآن ، ولا موقف من يدعي إتباع النبي عليه الصلاة والسلام ..
فمن أراد أن يلبسه الله تعالى لباس أهل الإيمان .. فليستمع لقول الله تبارك وتعالى (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )) .. الحجرات (15)

ومن أراد أن يكتب في سجل أتباع النبي صلى الله عليه وسلم فليستمع لقول الله عز وجل : ((لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) التوبة (88)

ومن أراد أن يكون من أهل الجنة فليستمع لقوله سبحانه : (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) آل عمران (142)

فجاهد أخي الكريم .. هداك الله .. بمالك ونفسك في سبيل الله .. واسلك سبيل نبيك الكريم عليه الصلاة والسلام وأصحابه الأبرار .. يرزقك الله كرامة الدنيا والآخرة .
فإن أنت عشت فحر عزيز .. وإن أنت مت فشهيد كريم


(( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً ))
(( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ))

اللهم ابعث في هذه الأمة روح الجهاد ، وأخرج منها من يعيد لها العزة والرفعة والكرامة والتمكين .. ورد المسلمين إلى دينهم ردًا جميلاً .. إنك على كل شيء قدير.
واجعل إلهي بمنك وكرمك موتنا شهادة في سبيلك خالصة لوجهك الكريم ، وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

خرافي!
11-08-2005, 09:54 AM
جزاك الله خير:biggthump :biggthump :biggthump

ابو خالد
11-08-2005, 12:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا : ارحب بك اخى الكريم الفاضل
محمد الهاشمى
وبانضمامك معنا واهلا بك فى اولى مواضيعك وننتظر جديدك دوما
هدانا الله واياك لما يحب ويرضى
موضوعك مميز رائع نسئل الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه باحسان
وانى استئذن منك فى ان ارفق قول العلامه الشيخ بن باز رحمة الله فى كلمته القيمه
فضل الجهاد والمجاهدين والتى كانت فى العام 1393 هـ
فضل الجهاد والمجاهدين
(http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=913)الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله ، ووعد عليه الأجر العظيم والنصر المبين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله أفضل المجاهدين وأصدق المناضلين وأنصح العباد أجمعين صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى أصحابه الكرام الذين باعوا أنفسهم لله وجاهدوا في سبيله حتى أظهر الله بهم الدين وأعز بهم المؤمنين ، وأذل بهم الكافرين رضي الله عنهم وأكرم مثواهم وجعلنا من أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد : فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات ، ومن أعظم الطاعات ، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض ، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين ، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين ، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور ، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين ، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين ، وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية ، ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل ، والصدق في جهاد أعداء رب العالمين ، وهو فرض كفاية على المسلمين إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين ، وقد يكون في بعض الأحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها إلا بعذر شرعي ، كما لو استنفره الإمام أو حصر بلده العدو أو كان حاضرا بين الصفين .

والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة معلومة ، ومما ورد في فضل الجهاد والمجاهدين من الكتاب المبين قوله تعالى :
{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ }

ففي هذه الآيات الكريمات يأمر الله عباده المؤمنين أن ينفروا إلى الجهاد خفافا وثقالا ، أي : شيبا وشبابا ، وأن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، يخبرهم عز وجل بأن ذلك خير لهم في الدنيا والآخرة ، ثم يبين سبحانه حال المنافقين وتثاقلهم عن الجهاد وسوء نيتهم ، وأن ذلك هلاك لهم بقوله عز وجل :
لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ الآية .
ثم يعاتب نبيه صلى الله عليه وسلم عتابا لطيفا على إذنه لمن طلب التخلف عن الجهاد بقوله سبحانه : عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ويبين عز وجل أن في عدم الإذن لهم تبينا للصادقين وفضيحة للكاذبين ، ثم يذكر عز وجل أن المؤمن بالله واليوم الآخر لا يستأذن في ترك الجهاد بغير عذر شرعي؛ لأن إيمانه الصادق بالله واليوم الآخر يمنعه من ذلك ، ويحفزه إلى المبادرة إلى الجهاد والنفير مع أهله ، ثم يذكر سبحانه أن الذي يستأذن في ترك الجهاد هو عادم الإيمان بالله واليوم الآخر المرتاب فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك أعظم حث وأبلغ تحريض على الجهاد في سبيل الله ، والتنفير من التخلف عنه ،

وقال تعالى في فضل المجاهدين :
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

ففي هذه الآية الكريمة الترغيب العظيم في الجهاد في سبيل الله عز وجل ، وبيان أن المؤمن قد باع نفسه وماله على الله عز وجل ، وأنه سبحانه قد تقبل هذا البيع وجعل ثمنه لأهله الجنة ، وأنهم يقاتلون في سبيله فيقتلون ويقتلون ، ثم ذكر سبحانه أنه وعدهم بذلك في أشرف كتبه وأعظمها التوراة والإنجيل والقرآن ،

ثم بين سبحانه أنه لا أحد أوفى بعهده من الله ليطمئن المؤمنون إلى وعد ربهم ويبذلوا السلعة التي اشتراها منهم وهي نفوسهم وأموالهم في سبيله سبحانه ، عن إخلاص وصدق وطيب نفس حتى يستوفوا أجرهم كاملا في الدنيا والآخرة ، ثم يأمر سبحانه المؤمنين أن يستبشروا بهذا البيع لما فيه من الفوز العظيم والعاقبة الحميدة والنصر للحق والتأييد لأهله . وجهاد الكفار والمنافقين وإذلالهم ونصر أوليائه عليهم إفساح الطريق لانتشار الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة ، وقال عز وجل :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }

في هذه الآيات الكريمات الدلالة من ربنا عز وجل على أن الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله هما التجارة العظيمة المنجية من العذاب الأليم يوم القيامة ، ففي ذلك أعظم ترغيب وأكمل تشويق إلى الإيمان والجهاد ، ومن المعلوم أن الإيمان بالله ورسوله يتضمن توحيد الله وإخلاص العبادة له سبحانه ، كما يتضمن أداء الفرائض وترك المحارم ويدخل في ذلك الجهاد في سبيل الله لكونه من أعظم الشعائر الإسلامية ومن أهم الفرائض ، ولكنه سبحانه خصه بالذكر لعظم شأنه ، وللترغيب فيه لما يترتب عليه من المصالح العظيمة والعواقب الحميدة التي سبق بيان الكثير منها ،

ثم ذكر سبحانه ما وعد الله به المؤمنين المجاهدين من المغفرة والمساكن الطيبة في دار الكرامة ليعظم شوقهم إلى الجهاد وتشتد رغبتهم فيه ، وليسابقوا إليه ويسارعوا في مشاركة القائمين به ، ثم أخبر سبحانه أن من ثواب المجاهدين شيئا معجلا يحبونه وهو النصر على الأعداء والفتح القريب على المؤمنين ، وفي ذلك غاية التشويق والترغيب .

والآيات في فضل الجهاد والترغيب فيه وبيان فضل المجاهدين كثيرة جدا ، وفيما ذكر سبحانه في هذه الآيات التي سلف ذكرها ما يكفي ويشفي ويحفز الهمم ويحرك النفوس إلى تلك المطالب العالية والمنازل الرفيعة ، والفوائد الجليلة ، والعواقب الحميدة ، والله المستعان .
___________
وعذرا للاطاله وانما احببت ان اشارك مشاركه فاعله بموضوعك واهلا بك مره اخرى
وفقنى الله واياك وسائر الاخوه لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله