monasir88
12-08-2005, 02:23 AM
الأمن العام يوقف زعيم "المهاجرون" بعد مقابلة مع "المستقبل"
مجلس الوزراء يناقش الموضوع واعتراض من حمادة والعريضي
جنبلاط يستنكر ويسأل عن التهمة الموجّهة إليه والمسوّغ لتوقيفه
المستقبل - الجمعة 12 آب 2005 - العدد 2006 - الصفحة الأولى - صفحة 1
http://www.almustaqbal.com/images/blank.gifhttp://www.almustaqbal.com/images/blank.gifhttp://www.almustaqbal.com/issues/images/2006/C1-N1.jpghttp://www.almustaqbal.com/images/blank.gif
أحمد الزعبي
لا تزال "أحجية" الزعيم السابق لجماعة "المهاجرون" المنحلة في بريطانيا الإسلامي عمر بكري محمد فستق، الذي وصل الى لبنان آتياً من العاصمة البريطانية لندن يوم الاحد الفائت تتفاعل فصولاً، وباتت مرشحة للتحول الى محور تجاذب وسباق، يتداخل فيها السياسي بالامني، بين اطراف عدة يحاول كل منها تفسيرها وكشف خلفياتها بطريقة تناسب رؤيته للظرف المحلي والاقليمي والدولي.
فصول جديدة أضيفت، أمس، الى قصة الاسلامي المثير للجدل بكري زادتها تعقيدا وضبابية، تمثل بتوقيف الامن العام له بعد مقابلة أجراها معه تلفزيون "المستقبل"، كشف في خلالها انه لن يعود الى بريطانيا، واتهم وسائل الاعلام الصهيونية والاميركية بالتركيز عليه لأنه يحمل مواقف "من مشروعية المقاومة في لبنان وفلسطين وأي بلد يدخله عدو خارجي او قوات احتلال اجنبية"، واستنكر تفجيرات لندن وقتل الابرياء في العراق واسبانيا وافغانستان وأي مكان آخر.
جنبلاط
وفي هذا المجال، استغرب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط توقيف بكري من قبل الامن العام واستنكره، وسأل "ألم يدخل بطريقة شرعية الى لبنان، وما هي التهمة الموجّهة اليه، وبأي مسوّغ يتم توقيفه، وكيف يتمّ توقيفه بدون استنابة قضائية؟".
أضاف في اتصال مع "المستقبل" أمس "هل هذا مسلسل لقمع الحريات وقمع الرأي في لبنان، وهل هذه وظيفة لبنان الجديد، وهل هذا نهج جديد في التعرض لحرية الفكر ومخالفة التقاليد اللبنانية، وهل نعود الى النظام البوليسي شيئاً فشيئاً؟".
وتطرق مجلس الوزراء في جلسته، أمس، إلى موضوع توقيف بكري، وعلمت "المستقبل" ان وزيري "اللقاء الديموقراطي" مروان وحمادة وغازي العريضي اعترضا على التوقيف وطريقته، وتساءلا عما إذا كانت هناك صفقات معينة وراء هذا الأمر؟.
وردَّ وزير الداخلية والبلديات حسن السبع ان "القانون يجيز للأمن العام التوقيف الاحتياطي لمدة 24 ساعة في حالات مشابهة من أجل التحقيق على أن تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة على ضوئها، ويمكن أن يتم إطلاق سراحه إن لم يثبت عليه شيء".
وقال العريضي بعد الجلسة: "تكثفت الاتصالات مع لبنان من قبل دول أجنبية ودول شقيقة نتيجة وضعية تتعلق بهذا الشخص في نظرهم". وأشار إلى ان "التعليمات واضحة إلى جميع المسؤولين بعد توقيف الشيخ بكري، بالتعامل بأفضل أساليب التعامل التي تحفظ الكرامة وإجراء التحقيقات اللازمة من أجل اتخاذ القرارات المناسبة وفق القوانين".
وكانت عناصر من الامن العام أوقفت بكري بعد مغادرته استديو الاخبار في تلفزيون "المستقبل" في محلة الروشة، ظهر أمس، بعد الانتهاء من المقابلة التي أجريت معه فيما كان متوجها الى اجراء مقابلة تلفزيونية أخرى.
وذكرت مصادر أمنية ان "الامن العام اللبناني اوقف بكري لاستيضاحه بعض المعلومات المتصلة بدخوله لبنان". ولم تعط المصادر الامنية تفاصيل عن مكان توقيف بكري، إلا انها أشارت الى ان الامن العام اللبناني "يحقق حاليا معه ويستفسر منه عن بعض الامور دون ان توجه إليه أيّ تهمة".
وصرّح المصدر بأن بكري "كان يستعد لاجراء مقابلة اخرى مع محطة فضائية عربية عندما ألقي القبض عليه".
الامن العام
وصدر عن المديرية العامة للأمن العام بيان جاء فيه: "بعد توفر معلومات أمنية، تقوم المديرية العامة للأمن العام باستجلاء وضع اللبناني عمر بكري فستق من أجل اتخاذ التدابير الملائمة".
وقال تلفزيون "المستقبل" ان الامن العام أوقف بكري "ليستوضح منه بعض المعلومات المتصلة بدخوله الى لبنان".
إشارة الى ان بكري كان دخل لبنان بشكل طبيعي حيث لا توجد بحقه أي مذكرة توقيف او ملاحقة قضائية، في حين ذكرت مصادر أمنية لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" ان بريطانيا "لم تطلب من لبنان تسلميها بكري الذي غادرها بشكل طبيعي".
حوار
وأكد بكري في حديثه الى تلفزيون "المستقبل"، أمس، قبل دقائق من توقيفه، انه لبناني بالولادة وليس بالتجنّس، وأشار إلى انه "خرج من لبنان في العام 1981واتجه الى الخليج للعمل حيث عمل لمدة 5 سنوات انتقل بعدها للاقامة في بريطانيا في العام 1986، وأنه يحمل اقامة دائمة"، وقال: "فكّرت بالعودة الى لبنان منذ خمس سنوات، لكن الظروف لم تساعدني، وخصوصا بعد احداث 11 ايلول في العام 2001"، مشيرا الى انه قام بحلّ جماعة "المهاجرون" منذ 8 تشرين الاول/اكتوبر 2004".
وكشف بكري انه لن يعود الى بريطانيا "إلا اذا أعلنت السلطات البريطانية انني شخص غير مرغوب به، فعندها سأعود لمتابعة حقي في الاقامة الدائمة، وإذا شاؤوا فليختموا على جواز سفري ان الاقامة انتهت صلاحيتها" (في اشارة الى ان القانون البريطاني يجيز له مقاضاة الحكومة فيما لو قرّرت منعه من العودة من دون مبرّر).
واتهم بكري وسائل الاعلام الصهيونية والاميركية بالتركيز عليه "لأنني أحمل مواقف من مشروعية المقاومة في لبنان وفلسطين وأيّ بلد يدخله عدو خارجي او قوات احتلال اجنبية"، وقال: "هذه الرؤية السياسية تعني عندهم أنك تناصر الارهاب"، وقال: "الاعلام في بريطانيا ضايقني كثيراً".
واستنكر تفجيرات لندن وقتل الابرياء في العراق وإسبانيا وأفغانستان ونيويورك وأي مكان آخر.
وحول علاقته بتنظيم "القاعدة"، قال بكري: "القاعدة تنظيم ليس له وجود على ارض الواقع، وكلّ ما نراه او نسمعه عنه هو على الشاشات فقط".
أضاف: "ليس لي موقف لا سلبي ولا ايجابي من "القاعدة"، فأنا لا اعرف هذا التنظيم إلا من خلال الاعلام فقط".
ولفت تأكيد بكري في خلال المقابلة انه لا يريد العودة الى بريطانيا، في حين كان أكد في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، الثلاثاء الفائت، انه "لم يهاجر من بريطانيا وأنه في لبنان في عطلة بهدف زيارة أهله وأنه يعتزم العودة إليها".
روايات بالجملة
واستتبع الاجراء الامني بحق بكري جملة من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خصوصا وأنه كان دخل الى لبنان بطريقة شرعية، وقبل ذلك خرج من بريطانيا من دون اي معوق، ومن المستبعد ان يكون أفلت من "مصفاة" الاجهزة الامنية البريطانية المتشعبة والمتيقظة والمستنفرة منذ أسابيع، وخصوصا بعد تفجيرات السابع من تموز الفائت.
واستتباعاً، فليس ثمة ما يمنعه من العودة إليها لأنه يحمل اقامة دائمة تجيز له البقاء خارج بريطانيا لمدة سنتين حداً أقصى، وبموجبها يستطيع مقاضاة الحكومة البريطانية فيما لو قرّرت منعه من العودة والالتحاق بعائلته المكونة من زوجة وسبعة أبناء.
هذه المعطيات جعلت من موضوع بكري مساحة مفتوحة للتكهنات والاشاعات والاقاويل والروايات المتعددة التي تتعدد بتعدد نوايا واهداف وخلفيات مطلقيها.
وثمة اشاعة، روّجت عقب وصول بكري الى لبنان من دوائر لبنانية تستخدم شعار ما يسمى "مكافحة الارهاب" للافادة منه محليا ودوليا، تقول ان بكري لم "يفر" من بريطانيا بل تلقى "مساعدة" للخروج منها على يد اجهزة استخبارات بريطانية وفي مقدمها جهاز الاستخبارات الداخلية "ام آي ـ 5"، في مقابل (والكلام لاصحاب هذه النظرية) خدمات قدّمها لهذا الجهاز على مدى السنوات الفائتة، وإن خدماته ساهمت بشكل فاعل في اعتقال عشرات المشتبه بإرهابيتهم وعلاقاتهم بتنظيمات ارهابية في الشرق الاوسط وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا والشيشان والبوسنة، وفي ابعادهم عن المملكة المتحدة.
ويؤكد أصحاب هذه الرواية ان بكري سافر من لندن معززا مكرما الى بيروت، لا للمكث فيها بشكل دائم، بل للانتقال في خلال اسابيع قليلة الى دولة الامارات العربية المتحدة، حيث يقال ان بريطانيا أمّنت له ملجأ مريحا بالاتفاق مع سلطاتها، بضمانات منها انه "لن يحرك ساكنا ارهابيا هناك".
ويستطرد هؤلاء متسائلين: هل هرب بكري من لندن خوفا على حياته من عناصر وخلايا اسلامية في لندن بعدما لعب دورا مهما في كشف مفجري وانتحاريي انفاق المترو التي وقعت في السابع من تموز الفائت، وإرشاد السلطات الى اماكنهم وعناوينهم وشققهم وتسليمهم؟!.
إلا أن متابعين للشأن الاسلامي، وخصوصا لملف اسلاميّي لندن، يؤكدن ان ثمة تضخيما كبيرا اعطي لبكري يفوق حجم تأثيره وموقعه الحقيقي هناك، وأن اجهزة استخباراتية تقف وراء تضخيم هذه الصورة بهدف تسويق الحملة البريطانية الجديدة على الاسلاميين الموجودين على اراضيها وتساوقا مع الحملة البريطانية المستجدة على ما يسمونه ارهابا، مشيرة الى ان بكري "لم يرتكب اي مخالفة طيلة مكثه هناك على مدى اكثر من عشرين سنة".
وتقول: "إن موضوع عزمه الانتقال الى دولة الامارات العربية المتحدة صحيح، ولكنه بهدف التدريس ليس إلا".
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=135538
مجلس الوزراء يناقش الموضوع واعتراض من حمادة والعريضي
جنبلاط يستنكر ويسأل عن التهمة الموجّهة إليه والمسوّغ لتوقيفه
المستقبل - الجمعة 12 آب 2005 - العدد 2006 - الصفحة الأولى - صفحة 1
http://www.almustaqbal.com/images/blank.gifhttp://www.almustaqbal.com/images/blank.gifhttp://www.almustaqbal.com/issues/images/2006/C1-N1.jpghttp://www.almustaqbal.com/images/blank.gif
أحمد الزعبي
لا تزال "أحجية" الزعيم السابق لجماعة "المهاجرون" المنحلة في بريطانيا الإسلامي عمر بكري محمد فستق، الذي وصل الى لبنان آتياً من العاصمة البريطانية لندن يوم الاحد الفائت تتفاعل فصولاً، وباتت مرشحة للتحول الى محور تجاذب وسباق، يتداخل فيها السياسي بالامني، بين اطراف عدة يحاول كل منها تفسيرها وكشف خلفياتها بطريقة تناسب رؤيته للظرف المحلي والاقليمي والدولي.
فصول جديدة أضيفت، أمس، الى قصة الاسلامي المثير للجدل بكري زادتها تعقيدا وضبابية، تمثل بتوقيف الامن العام له بعد مقابلة أجراها معه تلفزيون "المستقبل"، كشف في خلالها انه لن يعود الى بريطانيا، واتهم وسائل الاعلام الصهيونية والاميركية بالتركيز عليه لأنه يحمل مواقف "من مشروعية المقاومة في لبنان وفلسطين وأي بلد يدخله عدو خارجي او قوات احتلال اجنبية"، واستنكر تفجيرات لندن وقتل الابرياء في العراق واسبانيا وافغانستان وأي مكان آخر.
جنبلاط
وفي هذا المجال، استغرب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط توقيف بكري من قبل الامن العام واستنكره، وسأل "ألم يدخل بطريقة شرعية الى لبنان، وما هي التهمة الموجّهة اليه، وبأي مسوّغ يتم توقيفه، وكيف يتمّ توقيفه بدون استنابة قضائية؟".
أضاف في اتصال مع "المستقبل" أمس "هل هذا مسلسل لقمع الحريات وقمع الرأي في لبنان، وهل هذه وظيفة لبنان الجديد، وهل هذا نهج جديد في التعرض لحرية الفكر ومخالفة التقاليد اللبنانية، وهل نعود الى النظام البوليسي شيئاً فشيئاً؟".
وتطرق مجلس الوزراء في جلسته، أمس، إلى موضوع توقيف بكري، وعلمت "المستقبل" ان وزيري "اللقاء الديموقراطي" مروان وحمادة وغازي العريضي اعترضا على التوقيف وطريقته، وتساءلا عما إذا كانت هناك صفقات معينة وراء هذا الأمر؟.
وردَّ وزير الداخلية والبلديات حسن السبع ان "القانون يجيز للأمن العام التوقيف الاحتياطي لمدة 24 ساعة في حالات مشابهة من أجل التحقيق على أن تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة على ضوئها، ويمكن أن يتم إطلاق سراحه إن لم يثبت عليه شيء".
وقال العريضي بعد الجلسة: "تكثفت الاتصالات مع لبنان من قبل دول أجنبية ودول شقيقة نتيجة وضعية تتعلق بهذا الشخص في نظرهم". وأشار إلى ان "التعليمات واضحة إلى جميع المسؤولين بعد توقيف الشيخ بكري، بالتعامل بأفضل أساليب التعامل التي تحفظ الكرامة وإجراء التحقيقات اللازمة من أجل اتخاذ القرارات المناسبة وفق القوانين".
وكانت عناصر من الامن العام أوقفت بكري بعد مغادرته استديو الاخبار في تلفزيون "المستقبل" في محلة الروشة، ظهر أمس، بعد الانتهاء من المقابلة التي أجريت معه فيما كان متوجها الى اجراء مقابلة تلفزيونية أخرى.
وذكرت مصادر أمنية ان "الامن العام اللبناني اوقف بكري لاستيضاحه بعض المعلومات المتصلة بدخوله لبنان". ولم تعط المصادر الامنية تفاصيل عن مكان توقيف بكري، إلا انها أشارت الى ان الامن العام اللبناني "يحقق حاليا معه ويستفسر منه عن بعض الامور دون ان توجه إليه أيّ تهمة".
وصرّح المصدر بأن بكري "كان يستعد لاجراء مقابلة اخرى مع محطة فضائية عربية عندما ألقي القبض عليه".
الامن العام
وصدر عن المديرية العامة للأمن العام بيان جاء فيه: "بعد توفر معلومات أمنية، تقوم المديرية العامة للأمن العام باستجلاء وضع اللبناني عمر بكري فستق من أجل اتخاذ التدابير الملائمة".
وقال تلفزيون "المستقبل" ان الامن العام أوقف بكري "ليستوضح منه بعض المعلومات المتصلة بدخوله الى لبنان".
إشارة الى ان بكري كان دخل لبنان بشكل طبيعي حيث لا توجد بحقه أي مذكرة توقيف او ملاحقة قضائية، في حين ذكرت مصادر أمنية لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" ان بريطانيا "لم تطلب من لبنان تسلميها بكري الذي غادرها بشكل طبيعي".
حوار
وأكد بكري في حديثه الى تلفزيون "المستقبل"، أمس، قبل دقائق من توقيفه، انه لبناني بالولادة وليس بالتجنّس، وأشار إلى انه "خرج من لبنان في العام 1981واتجه الى الخليج للعمل حيث عمل لمدة 5 سنوات انتقل بعدها للاقامة في بريطانيا في العام 1986، وأنه يحمل اقامة دائمة"، وقال: "فكّرت بالعودة الى لبنان منذ خمس سنوات، لكن الظروف لم تساعدني، وخصوصا بعد احداث 11 ايلول في العام 2001"، مشيرا الى انه قام بحلّ جماعة "المهاجرون" منذ 8 تشرين الاول/اكتوبر 2004".
وكشف بكري انه لن يعود الى بريطانيا "إلا اذا أعلنت السلطات البريطانية انني شخص غير مرغوب به، فعندها سأعود لمتابعة حقي في الاقامة الدائمة، وإذا شاؤوا فليختموا على جواز سفري ان الاقامة انتهت صلاحيتها" (في اشارة الى ان القانون البريطاني يجيز له مقاضاة الحكومة فيما لو قرّرت منعه من العودة من دون مبرّر).
واتهم بكري وسائل الاعلام الصهيونية والاميركية بالتركيز عليه "لأنني أحمل مواقف من مشروعية المقاومة في لبنان وفلسطين وأيّ بلد يدخله عدو خارجي او قوات احتلال اجنبية"، وقال: "هذه الرؤية السياسية تعني عندهم أنك تناصر الارهاب"، وقال: "الاعلام في بريطانيا ضايقني كثيراً".
واستنكر تفجيرات لندن وقتل الابرياء في العراق وإسبانيا وأفغانستان ونيويورك وأي مكان آخر.
وحول علاقته بتنظيم "القاعدة"، قال بكري: "القاعدة تنظيم ليس له وجود على ارض الواقع، وكلّ ما نراه او نسمعه عنه هو على الشاشات فقط".
أضاف: "ليس لي موقف لا سلبي ولا ايجابي من "القاعدة"، فأنا لا اعرف هذا التنظيم إلا من خلال الاعلام فقط".
ولفت تأكيد بكري في خلال المقابلة انه لا يريد العودة الى بريطانيا، في حين كان أكد في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، الثلاثاء الفائت، انه "لم يهاجر من بريطانيا وأنه في لبنان في عطلة بهدف زيارة أهله وأنه يعتزم العودة إليها".
روايات بالجملة
واستتبع الاجراء الامني بحق بكري جملة من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خصوصا وأنه كان دخل الى لبنان بطريقة شرعية، وقبل ذلك خرج من بريطانيا من دون اي معوق، ومن المستبعد ان يكون أفلت من "مصفاة" الاجهزة الامنية البريطانية المتشعبة والمتيقظة والمستنفرة منذ أسابيع، وخصوصا بعد تفجيرات السابع من تموز الفائت.
واستتباعاً، فليس ثمة ما يمنعه من العودة إليها لأنه يحمل اقامة دائمة تجيز له البقاء خارج بريطانيا لمدة سنتين حداً أقصى، وبموجبها يستطيع مقاضاة الحكومة البريطانية فيما لو قرّرت منعه من العودة والالتحاق بعائلته المكونة من زوجة وسبعة أبناء.
هذه المعطيات جعلت من موضوع بكري مساحة مفتوحة للتكهنات والاشاعات والاقاويل والروايات المتعددة التي تتعدد بتعدد نوايا واهداف وخلفيات مطلقيها.
وثمة اشاعة، روّجت عقب وصول بكري الى لبنان من دوائر لبنانية تستخدم شعار ما يسمى "مكافحة الارهاب" للافادة منه محليا ودوليا، تقول ان بكري لم "يفر" من بريطانيا بل تلقى "مساعدة" للخروج منها على يد اجهزة استخبارات بريطانية وفي مقدمها جهاز الاستخبارات الداخلية "ام آي ـ 5"، في مقابل (والكلام لاصحاب هذه النظرية) خدمات قدّمها لهذا الجهاز على مدى السنوات الفائتة، وإن خدماته ساهمت بشكل فاعل في اعتقال عشرات المشتبه بإرهابيتهم وعلاقاتهم بتنظيمات ارهابية في الشرق الاوسط وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا والشيشان والبوسنة، وفي ابعادهم عن المملكة المتحدة.
ويؤكد أصحاب هذه الرواية ان بكري سافر من لندن معززا مكرما الى بيروت، لا للمكث فيها بشكل دائم، بل للانتقال في خلال اسابيع قليلة الى دولة الامارات العربية المتحدة، حيث يقال ان بريطانيا أمّنت له ملجأ مريحا بالاتفاق مع سلطاتها، بضمانات منها انه "لن يحرك ساكنا ارهابيا هناك".
ويستطرد هؤلاء متسائلين: هل هرب بكري من لندن خوفا على حياته من عناصر وخلايا اسلامية في لندن بعدما لعب دورا مهما في كشف مفجري وانتحاريي انفاق المترو التي وقعت في السابع من تموز الفائت، وإرشاد السلطات الى اماكنهم وعناوينهم وشققهم وتسليمهم؟!.
إلا أن متابعين للشأن الاسلامي، وخصوصا لملف اسلاميّي لندن، يؤكدن ان ثمة تضخيما كبيرا اعطي لبكري يفوق حجم تأثيره وموقعه الحقيقي هناك، وأن اجهزة استخباراتية تقف وراء تضخيم هذه الصورة بهدف تسويق الحملة البريطانية الجديدة على الاسلاميين الموجودين على اراضيها وتساوقا مع الحملة البريطانية المستجدة على ما يسمونه ارهابا، مشيرة الى ان بكري "لم يرتكب اي مخالفة طيلة مكثه هناك على مدى اكثر من عشرين سنة".
وتقول: "إن موضوع عزمه الانتقال الى دولة الامارات العربية المتحدة صحيح، ولكنه بهدف التدريس ليس إلا".
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=135538