المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو الابداع ؟؟؟



حسين-911
04-10-2001, 06:54 AM
س1/ مامعني الإبداع في اللغة ؟

الإبداع هو إيجاد شيء غير مسبوق بمادة ولا زمان .
بدع ، بدعاً ، بدع الشيء : أي أخترعه لا على مثال . وابتدع الشيء أنشأه .

س2/ ما هو فن الإبداع ؟

الإبداع : وهو نوعان :

الأول : إيجاد الشيء من العدم .. وهذا النوع من الإبداع يختص به الباري عز وجل ، لأن له القدرة الكاملة على إيجاد الشيء من اللاشيء .. ويسمى هذه الإيجاد ( خلقا ) .. حيث يخلق الأشياء لامن شيء كان قبلها ، أو تخطر على قلب بشر ، بشكل إبداعي مذهل .

الثاني : إيجاد شيء جديد من شيء آخر قديم ، لم يكن موجوداً برمته بطريقة أخرى أفضل من السابق ، كإيجاد السيارة مثلاً عوضاً عن عربة الخيل ، أو الطائرة عوضاً عن السيارة ، وفي مجال الأدب كإيجاد مقطوعة شعرية أو قصة نثرية عوضاً عن حدث ما كان حياً .. أي أن هذا الإيجاد يحتاج إلى أدوات تكون موجودة في الطبيعة سابقاً يكتسبها ويتحصل عليها ويستفيد منها الموجد في إيجاد ما أبدع فيه .. وهذا الإيجاد ينفرد به الإنسان لمحدودية قدرته المركبة ، ويسمى هذا الإيجاد الإنساني غير المسبوق بـ ( الإبداع أو الأختراع أو الاكتشاف ) .


والإبداع سمة عليا يحوزها أو يتسنمها كل ذي لب يخصب ما يتلقاه من معارف ، فيزداد كمها من جهة ، ومن جهة أخرى تتأتى عن عمليات التخصيب هذه ، كيفيات جديدة لم تكن متوافرة لما تلقاه المخ من معارف .. لأنه ينظر إلى عقله بأنه جهاز متمتع بالقدرة على القيام بعمليات التوفيق والتبادل بين المعارف التي امتصها ، وقادر على إحداث تفاعلات خبرية فيما بين تلك المعارف التي تلقاها من الخارج ، كما يعتبره شيئاً يشبه المزرعة التي تتكاثر فيها الكائنات الحية .. لا أن يعتبر عقله – مثل أولئك الذين يطلق عليهم ( النقليين )- كالوعاء الذي تصب فيه المعرفة فلا يزداد ما يسكب فيه ، بل قد يكون معرضاً للنقص بسبب ما تفقده الذاكرة من معرفة ، أو يصاب بالتلف بسبب أخطاء الذاكرة ، أو بسبب ضعف الخيال الذي يشوه ما سبق أن امتصته الذاكرة .

حسين-911
04-10-2001, 06:55 AM
س3/ ماهي الأساسيات التي يرتكز عليها الإبداع ؟

هي :
أ- الموهبة .
ب- الذائقة .
ت- التفكر .

س4 ماهي عناصر الإبداع ؟

هي :

أ- المحصلات الخبرية .

أي أن الكاتب لابد وأن يكون ذا خلفية خبرية عن الكتابة متمكنة ، فالجهل بمقومات الكتابة ومبادئها لايسمح باستحداث ذلك الإبداع فيها .

ب- الوسائل الإبداعية :

أي الإمكانات التي تسمح بالإبداع وتحفزه على الإقبال على الانشاء الأدبي كتوافر الكتب والأقلام والأوراق في البيت وكذا توفر الجو المناسب .

ت- الموهبة الإبداعية :

أي توفر المقوم النفسي الذي يحفز بالإقبال على الإبداع وهو مايسمى (الاستعداد النفسي أو الموهبة ) وعلى سبيل المثال من تتوفر له آلة موسيقية ولا توجد لديه موهبة لأدائها فإنها تكون مطمورة في إحدى الزوايا الهامشية من غير اهتمام بها .. وإن استعملها دون موهبة فإنه لايمكن أن يجيد العمل عليها .


ث- الطاقة الوجدانية :

أي توافر الحماس والرغبة الجامحة إزاء النشاط الإبداعي وهو مايحفز الإرادة على القيام بالإبانة عن ذات النفس . والنكتة في هذا هي أن البعض من يكون حماسة محدوداً يجد نفسه غير واثق من نفسه بالقدر الكافي ، تجدة ينقاعس عن الإبانة الإبداعية ، وربما يكتفي بـ ( العنعنة) عن غيره . أي الترجمة أو بعمل بحث يستند فيه إلى مراجع الآخر ، على الرغم من أن ذلك ليس عيباً ، لكنة دلالة واضحة على عدم توافر الطاقة الوجدانية الكافية للإضطلاع بالكتابة الإبداعية البحتة دون الاستعانة بالغير .

ج- التمكن من وسائل الأداء :

وهو وجوب تمرس المبدع بتقنيات الكتابة ، أي يتعلم كيفية تركيب الجمل والقواعد النحوية ، قإن القيام بها بمثابة عادة آلية روتينية تحتم على الفرد أن يطفو على سطح تلك الآلية بقاربه الأدبي أو الفلسفي فينشئ أدباً وفلسفة باللغة التي تمرس بها أو اتقنها وصارت من صحيم عاداته .

حسين-911
04-10-2001, 06:57 AM
س5/ كيف يُحقق الكاتب الإبداع ؟

عليه أن يضطلع بعمليتين ، وهما :

1- عملية فك أواصر العلاقات الموجودة بين الأشياء أياً كان نوعها .

أي وقوع الحس على كل شيء من حوله مباشرة والغوص إلى أعماقه تحليلاً له .

2- عملية التركيـب لها بطريقة مختلفة ..

أي استدعاء ماوقع عليه الحس ، وتفاعله مع ماتم تسجيله من إخبار عن تلك الأشياء .. فإنه بتفاعل تلك الخاصيتين المتباينتين ينتج نتاجاً جديدا مستحدثاً لم يسبق أن استنتجه أو استحدثه الآخرين .

وعلى سبيل المثال :

1- يستقي من الواقع حدثاً فيدرسه دراسة تامة .
2- من جوانب الحدث المدروس المتباينة ، وبتفاعل خبري عن كيفية التركيب .
3- يكتب قصة أو شعراً .. لا أن يكتب الحدث كماهو بالضبط ، فيدعى عمله تكراراً واجتراراً.

حسين-911
04-10-2001, 06:59 AM
س/ ماهي أقطاب فن الإبداع ؟

بما أن فن الأدب يعتبر من الفنون الإبداعية ، إذ أنه لافرق بينه وبين الفنون الأخرى إلا أنه يصاغ في قوالب كلامية منطوقة ومكتوبة . فإن أقطاب الإبداع في تلك الفنون الأخرى كما هي فيه ، وتلك الأقطاب للفن بجيمع أنواعه الأدبية وغير الأدبية أيضاً هما قطبان رئسيان هما :

1- قطب الواقع المحيط بالفنان .

2- قطب الذاتية التي يعبر عنها .

وهذان القطبان يتفاعلان في قوام الفنان بحيث لا يتسنى لنا أن نقيم حاجزاً فيما بينهما ، وذلك لأنهما يشكلان عن طريق التفاعل الدائب مركباً خبرياً أو قواماً ديناميكياً يعبر عن نفسه فيما يقوم الفنان بالتعبير عنه بشكل أو بآخر من أشكال الفن المتباينة .

فهناك أصول وآليات ومهارات ينبغي على الفنان أن يتمرس بها في فنه ، أو قل هي قواعد يجب التمرن عليها والتمرس بها وإجادتها ليتحقق للفنان إبداعه وهي أنه يجب على الشاعر أن يلم بأصول الشعر ، والناثر يجب أن يمرن على التعبير النثري .

وللعلم بأنه هناك فرق بين الإجادة وبين الإبداع . فعلى سبيل المثال يقوم أحد الفنانين الأدبيين بإبتكار نوع جديد في استخدام كلمة أو تعبير معين عن شيء ما في الحياة ، فيعد عمله إبداعاً ، بينما يقوم آخرون بالتمرن على كيفية العمل بهذا الأسلوب فيعتبرون مجيدين وليس مبدعين .

وكذلك هناك فرق بين المبدع وبين المطور ، ولهذا عندما يرد السؤال : ( أخذت نصاً لكاتب ما ، وكتبته بطريقة أخرى أكثر حسناً مما كتبه ، هل يعد ذلك إبداعاً ؟ ) فإننا نجيب بقولنا :

بالطبع لا ، فهذا يعد تطويراً .. لأنه هنا خلط بين التطوير والإبداع ، وهذا للأسف مايقع فيه البعض وهو الخلط بين الجدة في الإبداع غير المسبوق ، وبين التطوير . فمن يقوم بما تفعل مثله مثل المصحح الذي يدخل بعض التعديلات على أحد النصوص ، وذلك على سبيل المثال : يجعل النص مشوقاً عما كان عليه من غير التشويق .. فيدخل عمله هذا ضمن نطاق التطوير لا الإبداع . فالإبداع طفرة أو قفزة أو نقلة من المهمة أو الوظيفة التي يؤديها الفرد إلى شيء آخر لم يكن موجوداً برمته بطريقة أخرى أفضل من السابقة ، كإيجاد القصة ذات الهدف المجدي ، أو أبيات من الشعر – مثلاً – عوضاً عن الحدث العادي في الحياة الواقعية .

حسين-911
04-10-2001, 07:00 AM
س/ ماهي المقومات التي يعتمد عليها الإبداع في شخصية الإديب :

المقومات هي :
1- الطاقة النفسية : في الواقع أن العمليات الإبداعية تحتاج إلى طاقة ضخمة حتى يتسنى إتمامها على خير وجه . وهي أنه عندما تكون طاقته قد وهنت في عمل ما ، فإنه عليه أن يلتقط أنفاسه لفترة زمنية يستطيع من خلالها أن يجهز طاقة نفسية جديدة ، ومن ثم يلج العمل الإبداعي الذي يليه .

2- لم الشعث : وهو ماتفرق من الأمور . والمقصود لم شتات النفس وتركيز الذهن بعيداً عن التشتت والتوزع والتخلص من المشاغل المتباينة . أي يعتكف بالدخول إلى عالمه الداخلي وأن ينـزع عن نفسه كل مايعمل على توزيع اهتماماته في مسائل متباينة بعيداً عن نطاق نشاطه الإبداعي .

3- تجديد الأهداف الإبداعية : ولأن حياة المرء ليست سوى سلسلة من العمليات المستمرة في التدفق والتنوع ، لذا فإن من الضروري بالنسبة للمبدع أن يلاحق التغيرات التي تقع بدخيلته من جهة ، والتغيرات التي تحدث من حوله في واقع الحياة من جهة أخرى . وكلما كانت الأهداف التي يترسمها المبدع أكثر غزارة وأكثر تنوعاً ، كانت إبداعاته أروع وأبدع .

4- إرادة التغيير : أي التسلح بالإرادة التغييرية ، ومن لم يستطع ذلك فإنه لا يستطيع أن يحيل ماترسمه في ذهنه إلى واقع حي . على أن التنفيذ الإبجاعي يعتمد اعتماداً قوياً على منهج التنفيذ . وجوانب أساسيات التنفيذ الإبداعي :

أ- المضمون الإبداعي .
ب- منهج أو طريقة التنفيذ .

5- المقوم التقييمي : استمرار المبدع في عملية التقييم المتعلقة بما تم له إبداعه من جهة ، وبإزاء المنهج أو المناهج التي تذرع بها من جهة ثانية ، وبإزاء مدى نموه واستحواذه على الخبرات الجديدة في مجاله الإبداعي من جهة ثالثة ، وبإزاء مواقف الناس المتلقين لما قام بإبداعه من جهة رابعة ، وأخيراً بإزاء مقارنة إبداعاته بإبداعات غيره في مجاله الإبجاعي من جهة خامسة .

حسين-911
04-10-2001, 07:02 AM
س8/ هـل يجوز لأي كاتب أن يدعي الإبداع ؟ ويبدي رأيه فيما كتبه بالإيجاب ؟

لايمكن لأي كاتب أن يدعي الإبداع مالم يأتِ بالجديد الغير مسبوق . لأنه من الملاحظ على بعض الكاتب أنهم لايمكن أن يبدون رأيهم في نفسهم أو فيما كتبون إلا بالإيجاب ، ويعتبرون نتاجهم إبداعاً وأفضل ما توصلوا إليه بحيث لا يستطيعوا نقد ذواتهم إلا وفق شروط تتوفر لهم ، وذلك حينما يتقدموا إلى مرحلة النضج ، حتى أنهم لايمكن أن يخضعوها لنقد الغير إلا تواضعاً منهم ولشعورهم بأنهم حائزون على مرتبة أعلى منهم كتابياً ليستفيدوا من أولئك النقاد .





س / هـل هناك عثرات تعتري طريق الفنانين والأدباء والتشكيليين وغيرهم تمنعهم من الإتيان بالجدة والإبداع غير المسبوق ؟

نعم ، توجد عثرات ، وربما تكون موهومة أيضاً ، ومنها :

1- نضوب معين المجالات الإبداعية وانغلاق سيلها المتدفق تقريباً قبالة من قلوبهم تهفو إلى الإبداع ، فناظم الشعر أو القاص أو الراسم للوحات أو الناحت للتماثيل ، يجد أن مايقوم بإنجازه قد سبقه كثيرون إلى تقديمه ممن يعملون في مجاله ، من هنا تنشأ حالة من الرتابة والروتين والتشابه والتكرار الممل ، وتكون الجدة غير المسبوقة شبيهة بالعدم كما نلاحظ في كثير من الكتابات المنتشره في ربوع البلاد .

2- الكمبيوتر الذي قد دخل مضمار الإبداع حتى أصبح يطغى على جميع الحالات التي يمكن تصورها ، ومازال مستمراً في تطوره مما جعل الكثير من الفنانين يخشى أن يسحب الكمبيوتر من تحت أقدامهم البساط ، باستيلائه على المجالات الفنية أو يعمل على أقل تقدير على الاستغناء عن إبداعاتهم فيها . وعلى سبيل المثال كما حدث بالنسبة للخط اليدوي وفنونه المتباينة التي هوت إلى الحضيض بعد اختراع آلة الطابعة ، حتى أن البعض يتوقع أن الكمبيوتر سيتطور بحيث يأتي بالإبداعات الفنية في شتى مجالات الفن . ولا ندري هل يكون ذلك أم سيبقى رهين التكهنات فقط ؟


3- المتلقون للفنون – سواء كانوا قراء أو مثقفين أو ناقدين – وهجرهم التذوق الفني والاستمتاع بما يقوم الفنانون بإبداعه ، أو كادوا يهجرون ، ويعود هذا لتغيير القيم النفعية عند الأجيال الحديثة . فالحضارة عملت على ترجيح كفة القيم النفيعة ، بينما أخذت تهون من شأن القيم الجمالية وإن كانت أولت القيم الجمالية بعض الأهمية ، فإنما يكون ذلك بمثابة وسيلة لتحقيق فائدة ما .

4-
ولكننا أمام تلك المعوقات المذكورة آنفاً أو غيرها لا نعطي عذراً للفنان المبدع – وخاصة الفنان الأدبي – ليقف في مكانه و لايأتي بالجديد الإبداعي ويطأطئ رأسه أمامها أو أمام أي أحد ، أو يخضع لتأثيراتها أو لأي أحد كائناً من كان ، وهو – أي الكاتب – يعبر عما يعتمل في خلجاته بحرية الفنان المبدع وكبريائه .

.

س/ بالتأمل في كثير من الكتابات المتباينة ، المطروحة في الساحة اليوم .. هل نجد فيها إبداعاً بالشكل المطلوب؟

للأسف لا نجد ذلك الإبداع المطلوب في الكثير منها. وهذا لايعني أن الساحة فارغة منه ، لأننا إذا اضطلعنا ببعض العطاءات الأدبية ، سنجد فيها إبداعاً متجلياً بقدر ما اكتسبته ذاتية كاتبيها وهم هائمون في عالم الفكر والتفكر والتحصيل العلمي، وهذا الـوجود الإبداعي ليس فقط على نطاق الكتاب الكبار الذين بلغوا مراتب العلوم العليا فقط ، بل حتى الكتاب الناشئين الذين لم يوفقوا لإكمال دراساتهم ..


س/ فــي رأيـــك ، لماذا لا نجد ذاك الشوق الذي يشدنا إلى كتابات اليوم ؟

لا نجد ذاك الشوق ، إذ أن الكثير من كتابات اليوم – للأسف – لا تخرج أحياناً عن كونها مجرد مناجاة ذاتية مباشرة تدور حول نفسها دورة أسطوانة مملة أو مناجاة خاصة بين اثنين لا ناقة للقارئ فيها ولا جمل ، أي أنها كتابة لا تثير تأمل واهتمام القارئ فيها ولا تحرك وجدانه ، وقد لا ترقى إلى مستوى الكتابة الأدبية المبدعة .. ولا أدري ، ماذا يهم القارئ في مناجاة بين اثنين محملة بالشكوى والتوجع والذكريات الخاصة التي يفضل لكاتبها أن يبعث بها مباشرة إلى من يهمه أمرها بدلاً من إضاعة وقت القارئ .. لأن القارئ عندما يقرأ يتوقع أن يحلق معه وبه إلى فضاءات الجمال المليئة بالإثارة والدهشة ، وأن يضيف إلى حصيلته الجمالية أو المعرفية شيئاً جديداً لا سابق له، أي أن يُـكسب المتلقي شيئاً من تجاربه .. ليتحقق للقارئ ، إما شيئاً من (تحريك العقل ) أو إما شيئاً من (المتعة ) أو إما شيئاً من (الفائدة) أو الثلاثة معاً .. فتحريك العقل يُمنح من التأمل فيما أبدع ، والمتعة تمنحها جماليات الشكل والفائدة التي تمنحها المعاني ، فإذا كان النص خاوي الإبداع ، متداعي الأركان ، رث الشكل فارغ المحتوى .. عاد القارئ بعد قراءته صفر اليدين .



وشكرا لحسن متابعتكم اخوكم حسين

S a L e M
04-10-2001, 08:25 AM
شكراً يا حسين-911 على هذا الموضوع الأكثر من رائع...

واتمنى انك تستمر على هذا المنوال...




تحياتي..
أخوك عفريت..

FSM
04-10-2001, 08:32 AM
مشكور على الموضع

الصراحه جهد تشكر عليه:)