المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سهام صائبة لصيد القلوب .. لا تفوتوها !!



ابن الشمس
19-08-2005, 06:22 AM
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التيتستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريعوفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بهاالقلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.

·الوسيلة الأول: الابتسامة :
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرعسهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، (فتبسمك في وجه أخيكصدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثرتبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).


·الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقعفريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف علىالكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمرفما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد فيالمودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تحقرن من المعروفشيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.


·الوسيلة الثالثة : الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمعوالبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بلومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزتهفأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لاقال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير)انتهى كلامه.
انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهديةويكافئه على ذلك.


·الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
وإياكوارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلامورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسبالقلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضيالله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليهوسلم : (مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.


قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنهلمفوه

·الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعةالمتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هوالذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرةوالمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديثفأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).


·الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:
وجمال الشكل واللباس وطيبالرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله جميل يحبالجمال) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسكنظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظفثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضامن أحمد ابن حنبل).


·الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك بهالقلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَإحسانُ

بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس)، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.


إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
وكن مثل طعم الماءعذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق

عجباً لمن يشتريالمماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.


·الوسيلة الثامن: بذل المال :
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاحلكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار) كما في البخاري.
صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمينبعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليهوسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليهوسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنينوالطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فيالغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء.
فجعل عليهالصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبيصلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذاإلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

لقداستطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذاالقلب بعد أن عرف مفتاحه.

فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساكالعجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرموالإنفاق.


·الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
فما وجدتطريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهموأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب،واسمع لقول المتنبي:


إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم

عود نفسكعلى الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه،والمنافق يطلب عثراتهم ).


·الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببتأحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفسولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته فيمنزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنهأبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراضالدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهييوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).

والمرء معمن أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبةوالمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاءوالائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلمعلى تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان،وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بلأكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامهعليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذافعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.

وللأسف، فالمشاعروالعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوبجامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيقربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفةيختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه منيشاء.


·الوسيلة الحادي عشر: المداراة :
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرفالفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالىعنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخوالعشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلقالرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجههوانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إنشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر فيالفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراةوالمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحةوربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ).

إذا فالمداراة لينالكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل فيمداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط،وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطفوالاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال (مداراة الناس صدقة ) أخرجهالطبراني وابن السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناحللناس، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)

هذه المقالة الرائعة موجودة على جهازي منذ أكثر من سنة ، وليتني أعرف من صاحبها حتى أتبرك بالتعرف إليه ، أسأل الله أن يجمعنا تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله ... ابن الشمس

ابن الشمس
25-08-2005, 02:54 AM
يظهر أني أطلت عليكم .. آسف لذلك !!