المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { .. الجناحان المقطوعان للاندونيسي المُسمى "نور الدين" (2-2) .. }



ثريول
21-08-2005, 06:01 PM
http://www.trustdot.com/images/bismilah.gif


إضغط هنا لقراءة الجزء الأول. (http://www.montada.com/showthread.php?t=407488)


____



221767

في إحدى البلدان التي تمتلئ بالجبال الباردة, عاش قردٌ صغير يدعى " بامبامنغ" مع قبيلته من القرده, كان يأكل الموز طوال اليوم ويرقص مع حيوانات الغابة بلا هدف.

في تلك الجبال العالية, تجتمع القردة ليلاً في كهفٍ له بوابة يغلقونها عليهم كي لا يأكلهم الرجل الثلجي الضخم الذي يحب لحم القردة كثيراً.

لطالما حذّرت أم بامبامنغ ابنها من خطورة التأخر ليلاً, لأن الرجل الثلجي سينزل من فوق الجبل ليأكله. في إحدى الليالي, وعلى عكس ما طلبته أمه منه, كان بامبامنغ يلعب الكرة مع صديقه النمر الصغير إلى أن تأخر الوقت, وذهب النمر إلى منزله.. شعر القرد الصغير بالنعاس, وراودته نفسه الأمارة –دائماً- بالسوء بأن ينام خارج الكهف ذاك اليوم. افترش الثرا سريره والثريّا فراشه, إلى أن أتى الرجل الثلجي راكضاً من أعلى الجبل, وأمسك بالقرد من ذيله, ليضعه في فمه ويمضغه...... ومن يومها, عرف أطفال القردة أن الخروج في الليل أمرٌ خطر.



____

أكانت القردة تسمي أنفسها وتلعب الكرة مع النمور؟!, وهل هناك كهوف لها أبواب يعيش بداخلها القردة؟! , بل هل هناك رجل ثلجي ضخم مليء بالشعر الأبيض؟!!. لم تكن هذه الأسئلة مهمة لنور الدين (الطفل) حين كان يسمع هذه القصة كثيراً من أمه في طفولته, ولكن راويتها تهم نور الدين (اليافع) كثيراً وهو يراها تصرخ باكية, لعلمها أن زوجها سيشنق بعد ساعة واحدة في السجن الرئيسي في مدينة "بيكانبارو" .. فأبكاه بكاء أمه زيادة على بكائه على ابيه.

لم تفق العائلة من صدمتها بعد, ولم تعرف ماذا يحصل وماذا سيحصل, هم في خضم عاصفة تعصف بهم وتشتت فكرهم؛ الأب رحل والجد رحل, والحياة انقلبت عليهم فجأة. تصارع نور الدين كوابيس عدّة كلها سيئة: مستقبل العائلة, مستقبل الدراسة, وحزنه الشديد على ذاك الأب البسيط الذي فقده. أما الأم, فلم تصارع شيئاً سوى الحزن والظلام, لكنها –بعد ثلاثة أيام- بدأت بالتفكير بما بعد المرحلة, حين قامت بحزم أمتعة العائلة المهمّة, لأنها قرّرت أن ترحل هي وابنيها من المزرعة ومن القرية, رغم اصرار نور الدين على البقاء لأن له نصيب من المزرعة.. لكن أمه أصرّت على موقفها, وأقسمت عليه أن يخرج معها وألا يتركها تواجه صروف الدهر وحدها.

كانت تخاف على نفسها وعلى عيالها من أبناء عمهم وانتقامهم المحتمل, فمن الصعب أن يُفقد والدي المرء في ساعةٍ واحدة, ومن الصعب الوثوق بأبناء "زينب" المتهورين, ومن الصعب جداً عليها مجرّد التفكير باحتمالية فقد شخصٍ آخر. قرّر نور الدين قراراً حازماً اضطرارياً بترك المدرسة والرحيل مع والدته إلى مدينة "بيكانبارو" حيث يعيش خاله, ليعمل معه في تصليح المباني وبنائها. الخال رجلٌ ثلاثيني أعزب يتميّز بالقوّة البدنيّة؛ خرج من القرية باحثاً عن وسيلة رزقٍ أفضل, لكن وظيفته الحالية ليست أفضل بكثيرٍ ماديّاً من العمل كـ(مُزارع).



____

رحّب الخال بعائلة اخته, وأرشدهم لبنايةٍ قديمةٍ فيها غرفة صغيرة إيجارها زهيدٌ يستطيع نور الدين دفعه إذا ساعد خاله في العمل. كان الخال غير متحمّس للكثير من ذاك المراهق ضئيل الجسم, ولكنه لم يملك أي خيار أمام الواقع المر الذي عاشته عائلة اخته.

الغرفة كانت صغيرة متهالكة, الماء ينقطع دائماً فيضطر سكان البناية إلى جلبه يدويّاً من بقالٍ يبيع ماء الصنبور لهم بيعاً؛ الكهرباء عبارة عن اختراع غير موثوقٍ باستمراره في هذه الغرفة. صبروا في تلك الأشهر كثيراً, وعملت الأم مع بنتها في سوبر ماركت قريب مقابل مبلغ زهيدٍ جداً لكي تساعد ابنها الذي كان يعود ليلاً إلى البيت منهار القوى من شدّة العمل عليه. يأكلون البطاطس ويتحدّثون عن الأغنياء بسوء, ثم يأكلون المزيد من البطاطس ويسبون البقالي البغيض, ثم يأكلون مجدداً ليأكل العمل طاقة جسدهم بعد الأكل.



____

بعد خمس سنوات وهم على ذاك الحال, وفي نفس المكان الكئيب ونفس الحياة الكئيبة, نور الدين بلغ الثلاث وعشرين سنة قضاها وهو يبني حياته تلك. عرض الخال على ابن أخته فكرة السفر إلى منجم الذهب العالمي "الخليج العربي" –حسب تخيّل العامة له هناك وفي غيره من أصقاع الأرض-, ودلّه على الطريقة المثلى للحصول على التأشيرة, ومن تحت الطاولة كالعادة في تلك الدولة التي تعاني من الفساد الإداري. ثم أخبره عن الرواتب هناك التي تصل إلى ضعف ما يحصل عليه هنا عادة.

اقتنع نور الدين بالفكرة, ولم تقتنع الأم لأنه –وبمنتهى البساطة- سيتركهم إذا سافر إلى "منجم الذهب". القرار كان صعباً على نور الدين الذي كان قد جمع هو وأمه وأخته مبلغاً من المال يوازي ما تكلفة فيزا القدوم..

كانت الأحلام الورديّة تراود الشاب اليافع الطموح "نور الدين", فتزوّج, وأنجبت له زوجته, وبنا سوبر ماركت بالمال الذي يتوقع أن يجنيه من هناك .. كل هذا في عمق وادي الأحلام الذي يعرفه البائسون ويحبونه. لذلك, وبعد عدة جلسات نقاش عائليّة, وافقوا على سفر نور الدين إلى الدوحة, بعد تكفّل الخال "سانتو" بالقيام بالأعمال التي لا تستطيع الأم "آس" وابنتها "سيدة" القيام بها.


ركب نور الدين باص النقل العام متوجهاً إلى وسط المدينة, بغيته هي مكتبٌ خدماتٍ في عمارة فخمة في إحدى الشوارع النظيفة القليلة. دُقَّ جرس مكتب السيد " ألكسندر" الأندونيسي المسيحي:

- أفتح الباب مفتوح.
-هل هذا هو مكتب السيد "ألكسندر ساندو" ؟
- نعم.
- أتيت للبحث عن فرصة عملٍ في الخارج.

وبعد إجراءات طويلة حالف الحظ نور الدين كما يحالفه في مرّات قليلة في حياته, وحصل على تأشيرة الإقامة في دولة قطر بمبلغ باهض, ولكن "منجم الذهب" يستحق ذلك.. هكذا خاطب نور الدين نفسه التي كانت تتحسّر على تضييع هذا القدر الهائل من المال.



____

توجّه نحو مطار المدينة, بعد أن ودّع عائلته وداعاً يعلم أنه سيطول إلى سـنتين. ركب الطائرة المتجهة إلى جاكرتا, ومنها طارت طائرته الثانية إلى مطار الدوحة؛ كان يود لو أن الرحلة تطول وتطول, مكانٌ مريح والكثير من الجميلات يخدمنه. لكن انخفاض الضغط الملازم لهبوط الطائرة وصوت الطيار يصدح باللغة الإنجليزيّة وإنارة مدينة الدوحة من نافذته الصغيرة جعلته يخرج من حلمه ليعيش الواقع الذي ينتظره, العمل المتعب مرّة أخرى.

نزل من الطيارة مع الكثير من بني جلدته من الطبقة المسحوقة الممحوقة, ليدخل في باص النقل, ومنه إلى مبنى المطار, ومنه إلى الفحص الطبي والجمارك, ومنه –معهم- إلى مكتب الاستقدام الذي يديره "هاني" السمين الأصلع.



____

خاطب هاني الفراش الهندي الذي يعمل عنده في المكتب قائلاً :خلي يروه فوق يرقد هناك. أرشد الفراش الهندي الاندونيسيين بكل وقاحة إلى مرقدهم لهذه الليلة وهذه الليلة فقط, غرفة صغيرة لا تسعهم, ناموا فيها ونام نور الدين من بينهم بكل سلاسة ويسر, وهذا غير مستغربٍ لمن قضى 30 ساعة بلا نوم. نام وقام على صوت صياح الفراش نفسه, وكان في الانتظار في الأسفل ربُّ عملهم, وهو باكستاني طويل جداً يدعى "عبد المقصود". استلم عبد المقصود الأوراق الثبوتيّة وأشار لخمسةٍ منهم بالركوب معه في المايكروباص الأبيض, وكان نور الدين بين جملة الراكبين.

سار عبد المقصود من منطقة مشيرب وسط الدوحة غرباً ناحية المنطقة الصناعيّة, المقر الأبدي للبؤس والبائسين. نور الدين من الخلف "يلتقط" بقايا "مشاهد" المباني المجاورة بسبب سرعة عبدالمقصود الجنونيّة؛ لينتقل تفكيره للمرّة الأولى إلى "مشاهد" المباني في مدينته وهو في باص النقل العام؛ ثم ينتقل إلى قريته العتيقة و "مشاهد" القرويين وهم يعملون في قراهم, وهو على ظهر الحافلة متجهاً نحو مدرسته التي منعته صروف الدهر عنها.

بينما هو كذلك, إذ بالباص يتجه نحو مدخل مبنى متهالك من ثلاثة طوابق في وسط المنطقة, وقف عبدالمقصود وفتح باب الباص ليدل البائسين الجدد إلى بيتهم الجديد. فتح عبدالمقصود باب إحدى الغرف في الطابق الثاني, وكان في داخلها أربعة بنغاليين رمقوا الساكنين الجدد بنظرةٍ في غاية البلاهة. أفهمهم عبدالمقصود أن هذا هو مكانهم, وأن الحمام هناك, وأن الطعام يأتيهم في اليوم مرتين, مرة في منتصف وقت العمل في أماكنهم "الواحدة ظهراً", ومرة أخرى في الساعة الثامنة ليلاً, ثم أخبرهم أن عملهم يبدأ من الغد.



____

المسكن لطيف, في غااااااية اللطف, إلى درجة الغثيان! .. غرفة ضيقة نسبياً "6×6" مليئة بلوحاتٍ سيرياليّة رسمها السادة البنغاليين بثيابهم على الجدران وفي الممرات, الجدران رماديّة شاحبة يائسة, والمطبخ الصغير في المبنى مليء بالفلفل الحار والروائح الهنديّة الأصيلة, أما الحمّام, فهو امتحانٌ مجاني لقدرة أنوف الرجال على الصبر. الليل هناك فرصة وحيدة للتفكير, بالرغم من أصوات شاحنات النقل العاملة ليلاً, وثرثرة العاملين عن كل شيء وأي شيء. لا جديد بالنسبة للقمر, فالقمر هنا هو نفسه في سومطرة.

الجديد كل الجديد كان ينتظرهم في الصباح حين أتت حافلة النقل, الآنسة "مازدا", لنقلهم من على ظهرها إلى مكان بناء برجٍ فندقي سيرتفع 30 طابقاً. وبعد عدة دروس خصوصيّة في العمل والمطلوب استمرّت عدة أيام, بدأ نور الدين بالعمل فعليّاً في المساعدة في بناء هذا الصرح الضخم الذي يملكه رجل ستيني ثري يسافر كثيراً وبمبالغ ضخمةٍ إلى الجزائر لصيد الحباري. كان يشارك مع غيره في العمل تحت جو تصل حرارته إلى 42 درجة, جو مدينة الدوحة في شهر سبتمبر, وما يتطلّبه ذلك من صبرٍ وتحمّل.. فكان كما يكونون دائماً, آلاتٌ لصناعة العَرَق! .

مرّت الأيام بطيئة على نور الدين, ينهكه التعب ويحرقه الشوق لمنظر أمه تطبخ الأرز في غرفتهم الجميلة, ولنفحاتٍ استوائيّة من وطنه البعيد.. بينما كانت أمه هناك تذهب يوميّاً إلى مكتب البريد علّها تجد رسالة منه إليها, لكن انشغال فلذة كبدها برص الإسمنت في جدران الطابق الخامس عشر حال دون ذلك.

مرّت الشهور وأتى الشتاء, الشتاء الذي كان يلبس فيه نور الدين قميصين من قمصانه لكي يتقي بهما برد الفجر ومطر الصباح. وصل بعمله إلى الطابق الثالث والعشرون, ولا يزالون يعملون ويكدّون في الأعلى ملثمين بقطعٍ متسخة من القماش, مكسوين بخرقٍ بالية لا تقي البرد, سلاحهم الصبر, ولا شيء سوى الصبر: الصبر على البرد, وعلى المطر, وعلى تأخر رواتبهم الذي لم يستلموا منه شيئاً سوى راتب شهرٍ واحد !.


كادت أن تموت الأم من الفرحة بعد أن استلمت رسالة من الدوحة, كان قد وضعها نور الدين قبل شهرٍ في صندوق البريد الصغير الموجود في الشارع رقم (17) في المنطقة الصناعيّة. فتحها جارهم غير الأمّي وقرأ عليها كلمات نور الدين:


أمي الغالية آس ..

أعتذر وأعتذر وأعتذر على تأخري في إرسال المال لكم, أعلم أنكم تنتظرونه, لكن المسؤول اللعين لم يعطنا سوى راتب شهرٍ واحد صرفته في ملابسي وبعض الطعام, أشكو إلى الله..
يا أماه, اتمنى أن أقوم صباح يومي التالي وأنا بينكم في أحضان الوطن الغالي.....
ابنك المخلص "نور الدين".


بكت الأم, وسألت الله ما سأله ولدها, بدأت تستغني عن الوجبتين واكتفت مع ابنتها بوجبة واحدة, فمن الصعب تدبّر ظروفهم بدون نور الدين.



____

مر على وجوده ست أشهر ولم يستلم غير ذاك الراتب. وبعد اتفاقٍ المجموعة, توجه مع العمال ناحية مبنى جريدة الشرق القطريّة, محاولين التأثير على المقاول عبر الإعلام. استجابت الجريدة ونشرت في الصفحة الثانية والعشرين الخبر مع صورة لهم يشكون فيها. أما هذه الصفحة بالذات, فقد افترشها "بوسالم" المواطن ذو الدخل المحدود سفرة لغدائه, في تعبيرٍ رمزيٍ صارخٍ لعدم اكتراث المجتمع بهم, المجتمع الذي يعشق السخرية منهم ومن قدراتهم الكلاميّة والعقليّة. عموماً, فكرتهم نجحت, وسُلِّمت رواتبهم لهم.

بعد شهر, تسلّمت الأم مبلغاً محترماً من المال فرحت به جداً.. وبعد يومين من فرحها ذاك, وفي تمام الساعة الثالثة فجراً بتوقيت مدينة الدوحة, كان نور الدين نائماً نوماً عميقاً بين ثلاثة عشر مخلوقاً, وبينما هم كذلك, أتت القشة على ظهر المبنى المتهالك في الصناعيّة القديمة فقصمت ظهره معلنةً نهايته ونهاية خمسة عمالٍ معه وإصابة عشرين آخرين. كتبت الصحف عن الخبر في صفحاتها الأولى وناقشت وحاورت واتهمت وزمجرت, ولكن, وبنفس التعبير الصارخ على عدم الاهتمام, استعمل "بوسالم" الجريدة كسفرة طعامٍ له.





__________



نور الدين في المستشفى, بكسرٍ في عموده الفقري وشلل كلي..


أفاق وهو يرقد بجانب مسنٌ سقط من فراشه وكسِرَ حوضه, وبجانبه ابنه يقرأ عليه آية الكرسي والمعوذات؛ في الغرفة الكثير من باقات الورد والكثير من الزائرين للمرضى؛ الأصوات المزعجة تصيح من الأجهزة المعقدة التي امتلأت بها الغرفة.



221766

يحرّك عينه يمنة ويسرة, يتألم من تحرّك قلبه الثائر المنتفض في الداخل, ثم يهدأ..

.. ويـــــئن.














أبعدكم الله عن زمرة البائسين.
ثريول.

KJF
22-08-2005, 07:39 AM
التكملة رائعة والله يا ثريول..
بس عنجد النهاية يائسة ومحزنة :(

اسلوبك يخلي القارئ يندمج مع القصة ويدخل في حذاء نور الدين..
وهذا يؤدي الى حالة من البؤس والاعياء :|

بس ما فهمت وش الحادثة الي صارت بالنهاية.. ممكن تشرحها؟ :06:

والسلام عليكم..

HIROSHI_11
22-08-2005, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل ما سطره قلمك أخي الفاضل

النهاية مؤلمة ومحزنة

طريقة سردك للقصة رائع فعلا

وهذا ما نتوقعه منك دائما



في امان الله

Angel whisper
22-08-2005, 04:26 PM
صدق القصة تنبهنا على احوال هالناس اللي اتي وتشتغل شرات العبيد ومحد يهتم فيها ويعاملها مثل البشر ..
رائع ثريول كالعادة ..

Y a z e e d
22-08-2005, 05:08 PM
أخبرتك برأيي مرةً ..
و أعجّز الآن ..
صديقي .. كلماتك حيّة .. تتحدث .. وهذا ما يجعل القلم دستوراً للإنسانية .. فقط ..
وهذا ما نجح في إيصال الأحداث و الشخوص كمعاني و مفاهيم إلى قلب القارئ لا إلا عقله ..

احترامي .

ثريول
23-08-2005, 07:22 PM
بالأمس .. كنت في احدى الأسواق, وبعد المغادرة ركبت السيارة. فاجأني باكستاني في آخر الخمسينات كما يبدو بدقّات على باب السيارة, فتحت النافذة على أساس أنه شحّاذ اعتيادي, لكنه اثار عجبي حين رفع ستة أصابع من يده قائلاً: والله سته شهر ما في شركه فلوس!! كأن نور الدين يتكلّم بلسان هذا الملتحي الكهل!

____


الأخ العزيز/ KJF ,
المقصود: انهيار مبنى سكني. وبالمناسبة, حدث بالفعل انهيار لمبنى سكني لعمال قبل مدّة لا أذكرها بالضبط؛ وكتبت صحيفة الشرق عن شكوى عددٍ من العمّال في شركة مقاولات, واستجاب لهم المقاول بعد ذلك؛ ورأيت المشهد الأخير لـ"نيبالي" مرمي في مستشفى حمد.. كل هذا ضمّنته نور الدين.

شكراً لك على القراءة والرد :).

الأخت الكريمة / Hiroshi ,
وجميلٌ ردكِ, وجميلة هي النظرة لآلام الغير التي تذكرنا بهم وبما نحن فيه من خير. أسعدني ردّكِ :).


الأخت الكريمة / انجل,
انا اللي يجعلني اتعاطف معهم أنهم منبوذون, مع انهم يصنعون لنا كل شيء. وشكراً على المرور والتعليق :).

أخي العزيز/ يزيد,
أتشرّف بقراءتك وبتفضلك بالرد, والعين -كما يقال- لا تعلى على الحاجب :).

Kubaj
26-08-2005, 03:08 PM
تعرف.. إحساسك.. لمسته في قصتك.. الرائعة.. ابدعت.. والله وانا أقرأ.. اني اتذكر صورة الإندونيسي

بعد زلزال تسونامي.. ماتوا كلهم جميعاً الا هو.. ماراحت الصورة الا بالأخير..

نادراً.. ما ادخل في قصة.. وعالمها.. وعرق ودم كاتبها.. ومشاعر الإنسان..

والدنيا الدنيئة الفانية..

كما حصل لي اثناء قراءة مآساة نور الدين..

اعذرني.. فأنا ضعيف في الثناء على الناس.. وعلى رد الثناء ايضاً..

لك كل الإحترام و - Salute - مني لقلمك !

ثريول
29-08-2005, 03:23 PM
ونادراً .. ما اشعر بالرضا كالرضا الذي يغمرني هنا بما غمرتني به مما لا أستحق. ومنكم -دوماً- نستفيد.

سوليدس سنيك
31-08-2005, 10:59 AM
موضوع رائع

اشكرك اخوي على الموضوع

SFS
03-09-2005, 01:24 AM
قصة جميلة ومؤثرة...
أهنئك على اسلوبك المميز والمترابط والعميق..
بصراحة انا عشت في أجواء القصة...
لا تحرمناولاتبخل علينامن ابداعاتك..
تسلم على القصة..

ثريول
05-09-2005, 03:15 PM
أشكركما أيها الكريمان سوليديس سنيك و SFS11-Q8 على القراءة والرد :).