المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب تفجيرات لندن و قتل السفير المصرى



سفيان المصرى
22-08-2005, 07:26 AM
تفجيرات لندن . . للشيخ محمد اسماعيل المقدم

رابط الكتاب (http://saaid.net/ahdath/50.zip)

مقتبسات من الكتاب :

من أخلاق الحرب كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تقتلُن ذريةً ولا عسيفاً)، وفي بعض الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان، وكثير من النصوص التي تضبط سلوك المسلمين في مسألة الحرب، وكيف أنهم لا يقربون مثلاً من اعتزل في صومعة وتعبد ونحو ذلك من الأمور التي لتفصيلها مجال آخر.
على الجانب الآخر.. طبعاً الأحداث التي تحصل هذه: موضوع قتل السفير المصري أو الدبلوماسي المصري في العراق، أمامنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما بعث إليه مسيلمة الكذاب بعض الرسل يحملون رسالة من مسيلمة الكذاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على فحواها قال في شأنهم: (لولا أن الرسل لا تُقتَل لأمرت بقتلهم)، هذا مبدأ من مبادئ الدبلوماسية العالمية تقريباً في كل العصور أن الشخص الدبلوماسي يمثل أمة بكاملها لا يمثل نفسه.

مسألة أن واحداً أو مجموعة من المسلمين يدخلون مثلاً بعض بلاد الكفار -خاصةً بريطانيا أو أمريكا أو غيرها من البلاد التي تحارب المسلمين وتنكِّل بالمسلمين في بلادهم كما لا يخفى على أحد- هناك مبادئ تحكم مثل هذه الأشياء: أن دخولك هذه البلاد بالطريق الرسمي، وإعطاءك تأشيرة دخول هذا ما يسميه الفقهاء عقد أمان، وهم ما منحوك هذه التأشيرة وهذا العقد والمعاقدة أو المعاهدة بينك وبينهم إلا لما يترتب عليها من آثار، أولها تأمينك أنت في بلادهم أنه لا يتعرض لك أحد، ثانياً أنك أيضاً لا تغدر بهم ولا ترتكب أموراً فيها تعرض لأموالهم أو ذراريهم أو نسائهم أو أعراضهم أو نحو ذلك، فهذا مقتضى عقد الأمان، فهو داخل في احترام العهود التي نص الله سبحانه وتعالى على احترامها بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) (1) سورة المائدة، هذا عقد من العقود، وهذا أمر متبادل أي أنه لو كل بلد تقوم بما تقدر عليه.. لو كل بلد تمكنت من أشخاص أو عدد معين من الناس ولأنها قادرة على شيء فإنها تفعله فإذاً الأمر سيتم بالتبادل، بمعنى أننا أيضاً بداخل بلادنا نتعرض لأشد بكثير جداً مما يمكن أن نفعله بهم.

فالمسألة أن هذه لغة دبلوماسية، والشرع يحترمها، وجاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي سفيان لما سأله هرقل: (وسألتُك هل يغدر، فذكرتَ أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر) ومعروف ما أتى من النصوص في حق من غدر يوم القيامة وكيف أنه يُرفع له لواءٌ بقدر غدرته.


قصة رائعة :


يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: (وقد قتل جنكيز خان من الخلائق ما لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم، ولكن كان البداءة من خوارزم شاه) الملك (فإنه لما أرسل جنكيز خان تجاراً من جهته معهم بضائع كثيرة من بلاده فانتهوا إلى إيران) يعني هو وفد دبلوماسي معهم بضائع كثيرة من بلادهم وجلبوا البضائع (فانتهوا إلى إيران، فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه) محافظ المكان أو الوالي، وهو مندوب من؟ خوارزم شاه الملك، (فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه، وأخذ جميع ما كان معهم) نفس المنطق أنني قدرت عليهم فلا أضيع الفرصة وأهتدرها بدون انضباط ولا بصر في العواقب ولا في النتائج (فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه وأخذ جميع ما كان معهم، فأرسل جنكيز خان إلى خوارزم شاه يستعلمه: هل وقع هذا الأمر عن رضىً منه، أم أنه لم يعلم به فأنكره؟) أي ما موقفه طبعاً خطاب دبلوماسي، نفس اللغة الدبلوماسية، هل هذا الأمر وقع بغير رضا منك -حادثة عابرة- أم أنك عرفت به وأقررته ولم تنكره (وقال فيما أرسل إليه: من المعهود من الملوك أن التجار لا يُقتلون، لأنهم عمارة الأقاليم، وهم الذي يحملون إلى الملوك ما فيه التحف والأشياء النفيسة، ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك) كانوا مسلمين (ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك فقتلهم نائبك، فإن كان أمراً أمرتَ به طلبنا بدمائهم، وإلا فأنت تنكره وتقتصُّ من نائبك.

فلما سمع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيز خان، لم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عنقه) أمر بضرب الرسول حامل رسالة جنكيز خان، الغباء السياسي والحماقة التي لا تحسب ولا تتبصر في العواقب (فلم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عنقه فأساء التدبير، وقد كان خرَّف، وكبرت سنه، وقد ورد في الحديث: اتركوا الترك ما تركوكم، فلما بلغ ذلك جنكيز خان تجهز لقتاله وأخذ بلاده، فكان بقدر الله تعالى ما كان من الأمور التي لم يسمع بأغرب منها ولا أبشع).

فهنا نرى أن المسلمين لما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك الترك جاءت العاقبة عنيفة مروعة مريرة حيث اجتاح التتار ديار الإسلام في كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

وفي أكثر من موضع ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وقائع القتال بين المسلمين والتتار، وبيَّن أن المسلمين لم يكونوا يتعقبون التتار إذا فروا هاربين أمامهم، كانوا دائماً إذا قُدر صدام مع التتار فكان بخلاف الشأن مع الكفار الآخرين -إذا فروا يُتتبع هاربهم ويجهز عليه- لكن مع التتار بالذات كان المسلمون على وعي وانضباط بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره إياهم: (اتركوا الترك ما تركوكم) فكان المسلمون لا يتعقبون التتار إذا فروا هاربين أمامهم ولو كانت الرماح تنالُهم، ومثال ذلك ما ذكره في حوادث سنة ثلاث وأربعين وست مائة يقول: (وفي هذه السنة كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار لعنهم الله، فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة، وفرقوا شملهم، وهُزموا من بين أيديهم فلم يلحقوهم) المسلمون لم يطاردوهم (ولم يتبعوهم خوفاً من غائلة مكرهم وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: اتركوا الترك ما تركوكم)

فهذه عبرة من عبر التاريخ أنه لا يكون من مصلحة المسلمين خاصة في مثل هذه الأوضاع التي نحن فيها الآن أن يكون هناك استعداء واستفزاز لأمم لا نقوى على مواجهتها بالمثل، بل بالعكس الوضع لا يخفى على أحد.

وليس معنى ذلك أننا نثبط عن الدفاع عن بلاد المسلمين أو المقاومة المشروعة، لكن نتكلم عن مثل هذه الاجتهادات التي تأتي بعواقب، وتعطي للقوم مسوِّغات، ومزيد من التنكيل، ومزيد من الحرب على الإسلام وأهله.

islam4hak
23-08-2005, 01:06 PM
اااااااااااااهاااااااااااااااااااااااا يعنى سياسا :bigeyes: :bigeyes:

لاء معطلكش:ciao:

kheddr
12-09-2005, 01:13 AM
تحية للجميع--
هذه صورة مشرفة عن عدل الاسلام فى أكثر المواقف الذى يختفى فيها العدل
وأسجل اختلافى الفكرى مع فكر المؤلف:ciao: