المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القذافي بين الأمام موسى الصدر والملك عبدالله



almokdad
24-08-2005, 09:27 PM
القذافي بين الأمام موسى الصدر والملك عبدالله



في ظل التطورات المتسارعة للقضايا السياسية والدولية التي تشهدها الساحة الدولية والاقليمية بعد نكسة 11 سبتمبر وتغيير شبه كامل لسياسات وحكومات وتعرية انظمة مستبدة ودكتاتورية وتغير سياسة الدول العظمى المنفتحة الى دول منغلقة امنيا تحت هاجس الخوف من الاعمال الارهابية التي تدعيها مما اشكل عليها في فهم جديد لمعنى الديمقراطية والانفتاح والعالم الحر واعادة ترتيب وتنظيم كامل لسياسات جديدة تتماشى مع الأوضاع الراهنة التي تشهدها الساحة الدولية بمعنى معنا او ضدنا وكما يعلم السواد الاعظم أنه نستطيع القول بأن كل الانظمة والحكومات اصبحت مع وليست ضد, ولدرجة وصول بعض الانظمة لدرجة الاستجداء والتملق والخنوع والذل ودفع المليارات كما يحدث للنظام الليبي المتجبر على شعبه وفي سبيل نيل رضى الاسياد امريكا وحلفائها وكما يقول الزعيم الليبي المغوار طي صفحة الماضي وبداية صفحة جديدة مشرقة مع امريكا والغرب.

34 عاما من الدمار والظلم والدكتاتورية المفرطة والقهر والتعذيب لشعب اعزل خطأه الوثوق بزعامة هذا الرئيس بعد ان منى شعبه بكل الوعود الوردية المشرقة اياها.

في يوم حار من ايام الصيف تحديدا في شهر اغسطس سنة 1978 وفي مدينة طرابلس الليبية وبأحد اشهر مساجدها وهو مسجد مولاي محمد وبعد صلاة المغرب اطل علينا عبر الاذاعة المرئية الليبية صوت المذيع ليعلن للمشاهدين بالأنتقال الى اذاعة خارجية او بث حي لوقائع ندوة دينية للزعيم المبجل معمر القذافي مع بعض المشايخ والائمة من ليبيا وبعض الاقطار العربية والاسلامية وعلى رأسهم الامام الشيخ موسى الصدر , وللذين لا يعرفون بعض امراض هذا الزعيم نقول ومنذ توليه السلطة في ليبيا وبعد ان تخلص من اغلب معاونية في انقلاب سبتمبر المشبوه اصيب باحد الامراض المشهوره وهي الشيزوفرينيا والنرجزية وحب العظمى وزيادة في الايضاح حبه لنفسه لدرجة مفرطة وحادة وان يكون هو الوحيد دائما على الساحة ولا سواه وتمادى في هذا الامر حتى وصوله للأمور الدينية والعقائدية.

نعود لموضوع هذه الندوة والمنقولة مياشرة على الهواء وكان هذا الزعيم يتوسط الحضور كأنه ولي الاولياء وشيخ الشيوخ وامام الأئمة وكان يتكلم عن الدين بكلام غير مفهوم وغير محدد المعالم ولا يوجد نهاية لهذا النفق المظلم من هذا الحديث البيزنطي الفارغ من المضمون والهدف مما تسبب ذلك في ململة وعدم ارتياح للحضور وكانت لديهم رغبة داخلية كبيرة بأغلاق فمه بوسادة او التحول الى مواضيع اخرى غير المواضيع الدينية والعقائدية, كان يجلس بالمقربة من هذا الزعيم الشيخ الامام موسى الصدر وحتى ننقل الصورة كما حدثت , وصل الحديث بهذا الزعيم بدخولة في تفسيربعض ايات من القرآن الكريم وهنا زادت ململة وحركة الشيوخ والائمة واصبحت وجوه البعض كأنها تماثيل او وجوه محنطة منسعقة تنتظر كارثة مرتقبة قريبة الحدوث وصدق حدسهم حيث وصل بهذا الزعيم الاستهتار والكفر الى تحريف واضح بصور الاخلاص حيث اشار بحذف ( قل ) لتصبح السورة ( هو الله احد * الله الصمد....) وكانت وتيرة الغضب تتصاعد من قبل المشايخ والائمة مع كل حرف ينطق به هذا الزعيم حنى قام بعض الشيوخ بغضب عارم وكان اكثرهم هيجان وغضب هو الشيخ الامام موسى الصدر وبكلمات كبيرة جليلة في وجه سلطان جائر ( الا تخشى الله كيف يصل بك الامر لتحرف القرآن وهذا هو الكفر بعينه ) لم يجامل ولم يستكين ولم يخنع بل وقف وقفة يشهد لها التاريخ , في المشهد الاخر ذهول وصدمة هذا الزعيم ونظرات غضب شديدة تجاه الامام موسى الصدر حيث يعتبر ذلك اهانة كبيرة جدا في حق هذا الزعيم المريض ولم يتعود على حتى من يقول له لا او يعصي اوامره ما بالك لو اهانه, تجمع وبسرعة البرق رجال الحرس و الأمن الشخصي للزعيم القذافي واحاطوا الحضور وتم قطع البث المباشر او النقل الحي بعذر وجود عطل فني لتستمبر البرامج الثورية في تمجيد القائد وانجازاته العملاقة التي لا وجود لها على الكرة الارضية.

اصبح هذا الموضوع حديث الناس لمدة من الزمن واصبحت بعد ذلك الحادثة برمتها من الماضي.

في الحقيقة لم نعرف الامام موسى الصدر في ذلك الزمان الا بعد تلك الحادثة وظهورها بعد ذلك بأخبار مفادها اختفاء الامام ورفيقيه بالدولة الليبية مع عدم توجيه اي اتهام او تأكيدات بأختفائه بالدولة الليبية وملابسات تلك القضية وفي السنوات الاخيرة وجه اكثر من مرة اتهام مباشر لضلوع الحكومة الليبية بأخفاء الامام وعدم تصديق القصة التي مفادها انه خرج من ليبيا متوجها الى ايطاليا وبعدها لم يعرف عنه شيئا حتى الان .

نحن نقول ان هذه الحادثة حصلت في ذلك التاريخ اي منذ 25 عاما في زمن البث التلفزيوني المحدود اي كل دولة لها قناتها الخاصة بها وغالب بثها الاذاعي محصورا بتلك الدولة ولا يتمكن من رؤية هذا البث من كان في دولة اخرى حتى ولو كانت مجاورة لتلك الدولة , اي ان ما حدث في تلك الندوة بالتلفزيون الليبي لم يشاهدها الا الليبيين او من كان في ليبيا او بعضهم وزيادة في التشويش وطمس الحقائق تقوم وسائل الاعلام الثورية في تلك الفترة بالتشويش الاعلامي على تلك الحادثة وحتى ينسى الشعب ما حدث.

في مؤتمر القمة الأخير للرؤساء والحكام العرب وتلك الحادثة المشهورة والتي يعرفها القاصي والداني عندما وبخ الامير عبدالله الزعيم الليبي وجعله كالابلة وسط الحضور وحضور ملايين المشاهدين عبر القنوات الفضائية ولم يستطع احدا ان يشوش او يطمس تلك الحقيقة التي رأها الملايين, ولم يستطع ايضا ان يقوم القذافي بأخفاء الامير عبدالله لأنه سوف يؤكد الملايين بأن القذافي وراء تلك العملية, فماذا نقول على الامام موسى الصدر ولم يشاهد اختافئه الا القليل .

عنما تقوم الدولة الليبية والمتمثلة بحكم نظام لا يعرف الا لغة الارهاب والقتل والتدمير والظلم ببعثرة المليارات للغرب في قضايا تنتدرج تحت مسئولية النظام وحدة وهو المسئول الوحيد امام العالم على ارتكابه لهذه الجرائم وليس الشعب الليبي المغيب وكيف له هذا النظام ان يدفع هذه المليارات بدون وجه حق وهي من حق الشعب الليبي وكيف لا يعوض الشعب الليبي وهو صاحب الحق الاول في التعويض على حكم تدميري استمر منذ تاريخ 1969 حتى يومنا هذا اي 34 عاما.

هذا النظام الدكتاتوري لا يعرف الا لغة طمس واخفاء الاخر ولا صوت يعلو فوق صوته وهذا هو منهجهه ودستوره ولن يتغير في سياساته مادام قد تحصل على رضى الاسياد او من الممكن قد هيء له ذلك.

maximus2002
24-08-2005, 09:45 PM
اعتقد المكان هو المنتدى السياسي

M.C.C
24-08-2005, 10:09 PM
الموضوع سياسي

مغلق