المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ّّ~~@{صفة المروءة}@~~



venito
25-08-2005, 08:36 PM
http://www.flashfp.net/pic/data/media/999/welk.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مقدمة



المروءة خلق عربي أصيل جاء الإسلام ليدخله في سياق منظومة أخلاقية تجمع خيري الدنيا والآخرة، لكن هذا الخلق أصابه العطب ضمن ما أصاب كثيراً من أخلاقنا، فأصبحنا نجد من علامات غياب المروءة ما كان يستنكف منه الجاهليون قبل الإسلام، أبو سفيان رفض أن يدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليستقصي عنه بناته خلال بحث المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته إلى المدينة وقال لمن حوله:"حتى لا تقول العرب روَّعنا بنات محمد"، أما أبو جهل فبعد أن أخطأ وضرب أسماء بنت أبي بكر حين سألها عن مكان أبيها فأجابت بأنها لا تعرف طلب أبو جهل ممن رأوا هذه الواقعة أن يستروا عليه حتى لا تحدِّث به العرب، أما عثمان بن طلحة فدقد دفعته مروءته أن يحمل أم سلمة على جمله ويذهب بها إلى المدينة عندما رآها على مشارف مكة وعرف أن زوجها هاجر وأن أهله أخذوا منها ابنها، وكان في الطريق إذا أناخ الجمل ليستريح ابتعد حتى تنزل أم سلمة ولا يرى منها شيئاً، وإذا أراد الرحيل أناخ الجمل وابتعد حتى تركب، وعندما قرب من المدينة ترك لها الجمل، كل هذا وهو لم يسلم بعد، فكان حرياً بمن كانت مروءته على هذه الشاكلة أن يهتدي للإسلام.



http://www.flashfp.net/pic/data/media/931/Decor09.gif

تعريف المروءة:



هي صيانة النفس عن كل خلقٍ رديء، وقيل: هي أن لا يأتي الإنسان ما يُـعتذر منه مما يحط مرتبته عند أهل الفضل، وقيل: هي كمال الرجولية











من مقومات المروءة وآدابها:



(1) أن يكون المرء ذا أناةٍ وتؤدة، فلا يبدو في حركته اضطراب أو عجلة، كأن يكثر الالتفات، أو يعجل في مشيته عجلة خارجة عن حدّ الاعتدال،أما السرعة بمعنى عدم التباطؤ فدليل الحزم، ومن مقومات المروءة.



(2) حسن البيان، وجمال المنطق، والترسل في الكلام.



(3) حفظ اللسان عن أعراض الناس،وعن ساقط القول ومرذوله.



وحذارِ من سفهٍ يشينـُـكَ وصـفـُــه ... إن السفاهبذي المروءةِ زاري



(4) ملاقاة الناس بوجهٍ طلق، ولسانٍ رطب، دون بحثٍ عمّ اتكنّه صدورهم.



(5) الإصغاء لمن يتحدث، ولو كان حديثه مكروراً معلوماً، فإنذلك يغري بمحبة من يصغي، ويشعر المتحدث بقيمته، وإلى هذا المعنى الجميل يشير أبوتمام بقوله:



من لي بإنسانٍ إذا أغضـبـْــتـُــه ... وجهلتُ كان الحلمُ رَدَّجوابـِــهِ





(6) الصراحة، والترفع عن النفاق والمواربة، فلا يبدي لشخص مودّةً وهو يحمل له العداوة، ولا يشهد له باستقامة السيرة وهو يراه منحرفاً عن سواءالسبيل:



فـسـِــرِّي كإعلاني، وتلك خليقـتـي ... وظلمة ليلي مثل ضوءِنهارِيــا



والمراد أن صاحب المروءة لا يتخذ الملق والرياء عادةً له، أما إذااقتضت الحكمة إخفاء بعض ما يضمر من نحو الصداقة والعداوة؛ فإن ذلك من مكملات المروءة.



(7) أن لا تطيش به الولاية في زهو، ولا ينزل به العزل فيحسرة.



(8) ضبط النفس عن هيجان الغضب، أو دهشة الفرح.



(9) الوقوف موقف الاعتدال في السراء والضراء:



ولستُ بمفراحٍ إذا الدهرُ سرّني ... ولا جازعٍمن صرفه المتقلبِ



(10) أن لا يكلف زائريه بأيّ عملٍ ولو قلّ، كأن يطلب منضيفه أن يناوله كتاباً أو كأساً أو نحو ذلك، قال عمر بن عبد العزيز: [ليس من المروءة استخدام الضيف]



(11) المروءة تنادي صاحبها أن يسود مجلسه الجدّ والحكمة، وأن لا يسوده إسفاف في مزاحٍ أو إفراطٍ فيه.



(12) أن لا يفعل المرء في الخفاء ما يستحيي منه في العلانية.



(13) لزوم الحياء.



(14) صدق اللهجة.



(15) العدل والإنصاف.



(16) العفة عما في أيدي الناس.



(17) الغيرة على الدين والمحارم.



(18) كبر النفس، وعلوّ الهمة، والترفع عن الدنايا ومحقرات الأمور.



(19) الوفاء للإخوان.



(20) قضاء حوائج الناس، والتودد إليهم، والتواضع لهم.



(21) تحمل ضيق العيش.



(22) تجنب المـنـّــة وتعداد الأيادي إلا في موضع العتاب.



(23) تجنب إظهار الشكوى من حوادث الدهر إلا عند تقاضي الحقوق.



(24) الحذر من إيذاء الآخرين أو جرح مشاعرهم بقولٍ أو فعلٍ أوإشارة.

















شروط المروءة: حتى يتصف بالمروءة عليه شرطان:



أولهما: شرط المروءة في نفسه

ثانيهما: شرط المروءة في غيره







الشرط الأول: يقتضي أن يلتزم المرء بما أوجبه الشرع من أحكام ويتحلى بثلاثة أمور هي:



· العفة وتعني: عفة عن المحارم من ضبط للفرج وكف للسان عن الأعراض وعفة عن الوقوع في المأثم كالغيبة والنميمة والظلم والخيانةوالبغي وما شابه ذلك.



· النزاهة وتعني: تنزهه عن المطامع وبعده عن بواعث الطمع وهي الشره وقلة الأنفة، ويكون ذلك باليأس مما في أيدي الناس والقناعة بما في يديه، وكذلك تنزهه عن مواقف الريبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دع ما يريبك إلى مالا يريبك".



· الصيانة وتعني: صيانة النفس بالعمل على كفايتها وعدم التذلل للآخرين، وطلب الحلال من أحسن وجوهه، والتدبر وحسن التقدير.





الشرط الثاني: وهو المروءة في غيره وهو ثلاثة أبواب:



· المؤازرة: وتكون من خلال الإسعاف بالجاه وهي أسهل المكارم وأرخصها، والإسعاف في النوائب.



· المباشرة: وهي نوعان:



1. العفو عن الهفوات.



2. المسامحة في الحقوق.



· الإفضال وهو نوعان



1. إفضال الاصطناع بأن ترد لصاحب الفضل فضله، أو أن تتألف بالفضل قلوب أناس أو تصلح به علاقتهم.



2. إفضال الإستكفاف بأن تكف بالفضل جاهلاً أو حاسداً أو معانداً أو سفيهاً.



http://www.flashfp.net/pic/data/media/931/Decor09.gif



قالوا عن المروءة؟


· قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" حسب المرء دينه وكرمه تقواه ومروءته عقله ".



· قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" قدر الرجل على قدر همته وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته ".



· وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:" المروءة حفظ الرجل نفسه، وإحرازه دينه، وحسن قيامه بصنعته، وحسن المنازعة، وإفشاء السلام ".



· وقال الإمام الزهري:" المروءة اجتناب الريب وإصلاح المال والقيام بحوائج الأهل "، وقال خالد بن صفوان:" لولا أن المروءة تشتد مؤنتها ويثقل حملها ما ترك اللئام للكرام منها مبيت ليلة، وفال صالح بن جناح:" أصل المروءة الحزم وثمارها الظفر، وإذا طلب رجلان أمراً ظفر به أعظمهما مروءة ".



· سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما صعصعة بن صوحان: ما المروءة؟ فأجاب: الصبر والصمت: الصبر على ما ينويك، والصمت حتى تحتاج إلى كلام، والكامل المروءة من أحرز دينه ووصل رحمه، واجتنب ما يلام عليه.



· قال ميمون بن مهران:" أول المروءة طلاقة الوجه، والثاني التودد إلى الناس والثالث قضاء الحوائج، وقال أحد الحكماء:" من شرائط المروءة أن يتعفف صاحبها عن الحرام، ويعرض عن الآثام، وينصف في الحكم، ويكفَّ عن الظلم، ولا يطمع فيما لا يستحق، ولا يستطيل على من لا يسترق، ولا يعين قوي على ضعيف،ولا يُسِّر ما يعقبه الوزر والإثم، ولا يفعل ما يقبح الذكر والاسم.



· سئل أحد الحكماء عن الفرق بين العقل والمروءة فقال: العقل يأمرك بالأنفع والمروءة تأمرك بالأجمل، وذكر الحكماء للعاقل خصالاً ستاً كلها من المروءة وهي أن يحفظ دينه ويصون عرضه، ويصل رحمه، ويحمي جاره، ويرعى حقوق إخوانه، ويخزن عن البذاءة لسانه.



· قال أحد الحكماء:" أول المروءة طاعة الله وآخرها استدامة البر، وأشرف المروءة حسن الأخوة وملك الغضب وإماتة الشهوة، وأحسن المروءة حفظ الود، وأفضل المروءة احتمال جنايات الآخرين وصلة الرحم واستبقاء الرجل ماء وجهه، وثمرة المروءة العفة، ورأسها الضيافة وعنوانها السعادة ".



· قال أحد الحكماء:" ثلاث فيهن المروءة: غض الطرف وغض البصر، ومشي القصد، وثلاث من جماع المرأة: عطاء من غير مسألة، ووفاء من غير عهد وجود مع إقلال، وثلاث هن المروءة: جود مع قلة، واحتمال من غير مذلة، وتعفف عن مسألة، ومن تمام المروءة: التنزه عن الدنية وأن تنسى الحق لك وتذكر الحق عليك، وصدق اللسان وبذل الإحسان وكثرة الحياء وكف الأذى، وغض الطرف ومشي القصد، والورع يصلح الدين ويصون النفس ويزين المروءة



وفي الأخير أرجو أن يكون قد نفعكم هذا الموضوع وأعجبكم وأتمنى أن يكون هذا الموضوع متميزاً بالنسبة لي ولكم ولا تنسوا الردود والترشيحات إذا عجبكم وشكراُ

venito
28-08-2005, 09:39 AM
وأتمنى لكم قراءة ممتعة

د/ المعتصم
28-08-2005, 11:27 AM
الله يجزاك ألف خير على الموضوع المتكامل ... ولي عودة

evil dragon
28-08-2005, 06:02 PM
مشكووور ويعطيك الف عافيه

venito
28-08-2005, 11:55 PM
الله يجزاك ألف خير على الموضوع المتكامل ... ولي عودة


أهلا بـ د/ المعتصم

آسف على الرد المتأخر
ومشكووور على ردك الحلو

venito
28-08-2005, 11:57 PM
مشكووور ويعطيك الف عافيه
مشكوووور على الرد
ويعطيك العافية

DETOO
29-08-2005, 02:21 AM
يزااااااااااااااااك الله خير ع الموضووووووووووووع



تحياااااااااااااااااااااااتي لك الغااااااالي

venito
30-08-2005, 12:57 AM
يزااااااااااااااااك الله خير ع الموضووووووووووووع



تحياااااااااااااااااااااااتي لك الغااااااالي
وجزاك الله خيرا على الرد
مشكووور على المرور

فان دام
30-08-2005, 06:00 AM
الف شكر على الموضوع ..

venito
30-08-2005, 01:13 PM
الف شكر على الموضوع ..
لا شكر على واجب
ومشكووور على ردك

الهوفي
30-08-2005, 03:19 PM
كم من الاخلاق العربية الاصيلة والتي جاء الاسلام بالحث لها والتحلي بها . في زمانا هذا فقدناها واصبح للرجولة معنى اخر ..

------------
اشكرك اخوي على الموضوع ، ولكن يحب ان تُذكر المصادر التي بني عليها الموضوع :)