فيصل بامعروف
28-08-2005, 11:30 AM
إلى شركة المملكة القابضة، وإلى مالكها الأمير الوليد بن طلال، وإلى المجتمع السعودي، وإلى جميع العرب والمسلمين، وإلى كافة الناس أجمعين، إلى هؤلاء جميعاً نوجه هذه الرسالة ديانةً لله وانتصاراً لحرماته المنتهكة وذباً عن بلاد الحرمين وسمعة أهلها، وشهادة للتاريخ.
في يوم الأحد 19جمادى الأولى 1426هـ -الموافق 26 يونيو 2005 م نشرت معظم الصحف السعودية إعلاناً في صفحتين تضمن صورتين ونصاً على النحو التالي:
الصورة الأولى:
تضم الفتاة هنادي زكريا هندي الحاصلة على شهادة طيران وهي حاسرة الرأس كاشفة الشعر وتلبس لبس الطيران وتصافح الأمير الوليد بن طلال، وفي نفس الصورة والدها، ووالدتها التي ظهرت وهي تلبس حجاباً سابغاًَ وتكشف عن وجهها.
الصورة الثانية:
صورة تضم جميع المذكورين في الصورة الأولى وبالأوصاف المذكورة ولكن بدون مصافحة.
* كُتب في النصف الأعلى للإعلان فوق الصورتين ما نصه : بسم الله الرحمن الرحيم { للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن } وقال عليه الصلاة والسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) .
استمراراً لدعم عمل المرأة السعودية في جميع المجالات ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية، تهنئ شركة المملكة القابضة كابتن طيار هنادي ووالديها بمناسبة حصولها على رخصة الطيران التجاري كأول كابتن سعودية .
* كُتب في النصف الأسفل للإعلان تحت الصورتين ما نصه :بعد أن وقَّعت شركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، أول عقد عمل مع امرأة سعودية كابتن طيار للعمل على طائرات الشركة، استقبل سموه في مكتبه بالرياض الكابتن طيار هنادي زكريا هندي بصحبة والديها لتهنئتها بمناسبة حصولها على رخصة الطيران التجاري، وتهنئة والديها الفخورين بإنجازها المتميز، وتكريمهما على تربيتهما الإسلامية الصالحة وحسن تنشئتهما لشابة سعودية نفخر بها وساهمنا في تحقيق أمنيتها ضمن إطار تعاليم ديننا الإسلامي السمح، ومن هذا المنطلق، سنساهم وندعم كل الشابات السعوديات اللواتي يرغبن أن يكن كابتن طيار وفق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء .
ولنا مع هذا الإعلان عدة وقفات على النحو التالي :
الوقفة الأولى :
ظهور (هنادي) سافرة متبرجة كاشفة عن شعرها أمر محرم لاخلاف في حرمته، إذ الخلاف الموجود محدود في كشف الوجه أو ستره، وأما الظاهر في الصورة فهو مخالف لأحكام الشريعة الواردة في القرآن والسنة، ومن أدلة الحرمة – وهي كثيرة – قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [ الأحزاب – 59] قال السيوطي : هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن [ عون المعبود 11/158 ] ، وقال القرطبي :الجلباب:الثوب الذي يستر جميع البدن [ تفسير القرطبي2/2506 ] .
ومن السنة حديث أم عطية قالت : أمرنا رسول الله أن نخرجهن - أي النساء - في الفطر والأضحى، قلت : يارسول الله إحدانا لايكون لها جلباب، قال: ( لتلبسها أختها من جلبابها ) [ متفق عليه ] .
الوقفة الثانية:
مصافحة المرأة للرجل الأجنبي غير المحرَم ليست جائزة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إني لا أصافح النساء ) [ رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ] ، وقالت عائشة رضي الله عنها : لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ، غير أنه يبايعهن كلاما [ متفق عليه ] ، قال العراقي : وإذا لم يفعل هو صلى الله عليه وسلم مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه فغيره من باب أولى .
وروى معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لئن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) [ رواه الطبراني ]، وقال المنذري:رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح – الترغيب والترهيب 3/39)، وجاء في الفتوى رقم (1742) من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة ما نصه: لا يجوز أن يضع رجل يده في السلام في يد امرأة ليس لها بمحرم، ولو توقَّت بثوبها .
الوقفة الثالثة:
عمل المرأة في قيادة الطائرات يقتضي عدة أمور منها:
* الخلوة مع الرجل في كابينة الطائرة وذلك يستمر أوقاتاً طويلة، وهو أمرٌ معروف إذ لابدَّ من وجود قائد للطائرة ومساعدٍ له والغالب هو وجود الرجال في هذه المهنة وندرة النساء مما يجزم معه بوجود الرجل مع المرأة وحصول الخلوة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، وقد حصل ذلك فعلاً في فترة التدريب على الطيران كما ذكرته هنادي في مقابلتها المنشورة في جريدة الرياض الجمعة 7/محرم/1425هـ، العدد(13034) حيث قالت: تدربت على يد أول كابتنة فلسطينية ثم كبتنيين عربيين غير أن هناك اثنين من الأجانب .
* السفر بدون محرم إذ لا يمكن أن تصطحب معها في كل رحلاتها محرماً، وكذا الإقامة لعدة أيام في بلاد مختلفة بدون محرم، وذلك من الأمور المنهي عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجلٌ بامرأة ولا تسافرنَّ امرأة إلا ومعها محرم ) فقام رجل فقال يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة قال : ( اذهب فحجّ مع امرأتك ) [ متفق عليه ] .
* حصول الاختلاط بالرجال وكثرة التعامل معهم بشكل مستمر فجُلُّ العاملين في مجال الطيران من الرجال، فهناك تعامل مع القائد أو المساعد، ومع المهندس الجوي إن وجد، ومشرفي الصيانة، ومرحِّلي الرحلات، ورئيس المضيفين إن كان رجلاً، وغيرهم، فضلاً عما تقتضيه المهنة من بقائها لوحدها في بلادٍ كثيرة لأيام متعددة واحتياجها لقضاء مصالحها للاحتكاك والاختلاط بالرجال في الفنادق والمطاعم وغيرها .
* الاختلاط - وخاصة في أجواء مهنة الطيران المعروفة - غير سائغ شرعاً وتكون المرأة - خاصة وهي غير متحجبة - سبباً للفتنة والإغواء، كما تتعرض هي للإغراء والإيذاء من الرجال، ويذهب عنها - في الغالب - سمت الحياء .
الوقفة الرابعة :
ما ورد في الإعلان من أنَّ مجال هذا العمل ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية باطل ومجانب للحق، بل فيه مخالفات لأحكام الشريعة كما تم إيضاحه فيما سبق من الوقفات.
الوقفة الخامسة :
ما ورد في الإعلان من تهنئة والدي ( هنادي ) وتكريمهما على تربيتهم الإسلامية الصالحة وحسن تنشئتهما لشابة سعودية نفخر بها ، هذا القول غير مقبول بل هو قول ساقط فيه تشويه ومسخ للتربية الإسلامية، فهل من التربية الإسلامية أن تظهر صورتها وهي كاشفة عن شعرها بدون حجاب؟، وكيف نفهم التربية الإسلامية مع ظهورها بهذا السفور والمصافحة لرجل غير محرم لها، ولها صورٌ أخرى بكامل الزينة في مجلـة سيدتي وغيرها، إضافة إلى السفر والمعيشة بغير محرم، فما صلة ذلك كله بالتربية الإسلامية؟.
الوقفة السادسة :
شطر الآية الذي وضع في أول الإعلان كنوع من الإشارة إلى التدليل على المساواة بين الرجل والمرأة في هذا العمل أو إعطائه مشروعية إسلامية، نقول : إن هذا غير صحيح، وهو إيراد للآية في غير موردها، لأن الآية بتمامها هي قوله تعالى:{ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} وهذا بعض ما قاله المفسرون في الآية:
(أ) قال البغوي في معالم التنـزيل (1/420) :معناه: أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وذلك أن الحسنة تكون بعشرة أمثالها يستوي فيها الرجال والنساء، وإن فضل الرجال على النساء في الدنيا، وقيل: معناه للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد، وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج وحفظ الفروج.
(ب) قال ابن عطية في المحرر الوجيز (ص429) :لا تتمنوا في أمرٍ خلاف ما حكم الله به لاختيارٍ ترونه أنتم، فإن الله قد جعل لكل أحدٍ من الأجر والفضل بحسب اكتسابه فيما شرع له، وهذا هو القول الواضح البين الأعم، وقالت فرقة: معناه: لا تتمنوا خلاف ما حدَّ الله في تفضيله، فإنه قد جعل لكل أحدٍ مكاسب تختص به فهي نصيبه، قد جعل الجهاد والإنفاق وسعي المعيشة وحمل الكلف كالأحكام والإمارة والحسبة وغير ذلك للرجال، وجعل الحمل ومشقته وحسن التبعل وحفظ غيب الرجل وخدمة البيوت للنساء.
(ج) قال المراغي في تفسيره (5/23) : أي إن الله كلَّف كلاً من الرجال والنساء أعمالاً، فما كان خاصاً بالرجال لهم نصيب من أجره لايُشاركهم فيه النساء، وما كان خاصاً بالنساء لهن نصيب من أجره لايُشاركهن فيه الرجال، وليس لأحدهما أن يتمنى ما هو مختص بالآخر
ومما سبق يتبين أن المراد بالآية مخالف للمقصود الذي وضعت له في مقدمة الإعلان، فضلاً عما في الإعلان من الصورة السافرة والمصافحة.
الوقفة السابعة:
شطر الحديث الوارد في أول الإعلان وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنما النساء شقائق الرجال ) ، يراد منه الإيهام بأن دلالته تسوِّغ هذه المهنة للمرأة وتسوِّغ ما تضمنه الإعلان في جملته، ونصُّ الحديث كاملاً :عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً، قال :يغتسل، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولايجد البلل، قال :لا غُسل عليه ، فقالت أم سليم : المرأة ترى ذلك أعليها غُسل ؟ قال: ( نعم إنما النساء شقائق الرجال ) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما، وهذا النص وسياقه يوضح أنه لا يصلح للاستدلال على ما تضمنه الإعلان بحالٍ من الأحوال، ومعناه كما قال ابن حجر : النساء شقائق الرجال في الأحكام إلا ما خُصَّ (فتح الباري 2/254)، فالمرأة كالرجل في التكليف والثواب لكن هناك أحكام خاصة بها تختلف فيها عن الرجل، وللرجل أحكام يختلف فيها عنها وهذا من المعروف في دين الإسلام وتشريعاته .
الوقفة الثامنة :
رغم تعدد ووضوح المخالفات الشرعية في الإعلان، ووضوح التباين بين دلالات النصوص الشرعية الواردة فيه وبين ما اشتمل عليه من محرمات شرعية، رغم ذلك فإن الإعلان قصد إلى التنصيص والتأكيد على أنَّ كل ما تضمنه الإعلان وأشار إليه مطابق للشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية وتكرر ذلك بصورة ملفتة من خلال أربع جمل ٍوردت في الإعلان النحو التالي :
(أ) دعم عمل المرأة السعودية في جميع المجالات ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية .
(ب) وتكريمهما أي والديها على تربيتهما الإسلامية الصالحة.
(ج) ساهمنا في تحقيق أمنيتها ضمن إطار تعاليم ديننا الإسلامي السمح.
(د) وندعم كل الشابات السعوديات اللواتي يرغبن أن يكن كابتن طيار وفق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء.
وهذا له عدة احتمالات في الدلالة والمعنى :
الأول: العلم بأن هناك مخالفات شرعية والرغبة في تغطية ذلك بهذه العبارات والتأكيدات ، على حدِّ قول القائل كاد المريب أن يقول خذوني .
الثاني : الجهل وعدم معرفة حقائق وتشريعات وأحكام الإسلام .
الثالث: السخرية والاستهزاء بمبدأ المناداة بضبط كل عمل بأحكام الشريعة الإسلامية على حدِّ المقولة المشهورة في العبارة التي تُكتب على الأسماك المثلجة المعدَّة للبيع وهي : مذبوحة على الطريقة الإسلامية .
وجميع هذه الاحتمالات ذات دلالات سيئة وغير مقبولة، وبعضها يُعدُّ - لو كان هو المقصود فعلاً - خطراً كبيراً وجُرأة غير محمودة في شأنٍ هو أعظم الشئون، وأمرٍ هو أجلُّ الأمور ألا وهو دين الإسلام وأحكامه وتشريعاته.
الوقفة التاسعة :
الدلالة الاقتصادية تؤكد تماماً أنَّ الإعلان ليس له أي صلةٍ بالاقتصاد والربح، فدعايات الشركات تهدف إلى تحقيق أرباح وعوائد، وأما الإعلان عن توظيف موظفٍ واحدٍ في وظيفة محدودة في صفحتين كاملتين في عدة صحف بما يعادل كلفة مادية لا تقل عن مائة ألف ريال ليس له مردود مادي، ويثير التساؤل عن هدفه ومغزاه.
الوقفة العاشرة :
قد يقال إن الهدف من الإعلان خدمة الوطن وتوظيف أبنائه أو الإسهام في معالجة البطالة، وهنا نقول: إنه يوجد أعداد غير قليلة من الشباب السعوديين الحاصلين على رخصة الطيران التجاري بل وبعضهم لديه عدد ساعات طيران بعد التخرج وحتى الآن لم يجدوا فرصة عمل ، وهم أسبق تخرجاً وأكثر عدداً وأشدُّ حاجة للتوظيف لما ينتظرهم من مسئوليات تأسيس الأسرة وتكاليف الحياة ، فلماذا لم يحصل اهتمام بهؤلاء ؟! وعناية بتوظيفهم ؟! وإعلانات للافتخار بهم وبإنجازاتهم ؟! وإبراز الدور في توظيفهم وإنهاء بطالتهم ؟.
الوقفة الحادية عشر:
قد يقال إن الهدف من الإعلان تشجيع الطاقات المتميزة وتبني أصحاب الإنجازات وخاصة من السيدات، وهنا نقول: إن لدينا عدداً كبيراً من النساء المبدعات اللواتي سجلن براءات اختراعات وقدَّمن مشروعات علمية متميزة وبعضهن ينتظرن من يلتفت إلى منجزاتهن أو يتبنى مشروعاتهن، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الدكتورة إيمان كامل الدقس التي توصلت إلى منتج حيوي للقضاء على البكتريا العنقودية، وعند تكريمها على رأس الموهوبات لم تظهر ولم تصافح ولم تنشر لها الصحف أي صورة، والدكتور حياة سندي صاحبة الإبداع في مجال التقنية الحيوية التي لم تظهر في أي محفل محلي أو عالمي إلا بحجابها، وغيرهن من الطبيبات الاستشاريات المتميزات ، والطالبات المتفوقات المبتكرات، أين العناية والافتخار بهن ؟ وأين العمل على تشجيعهن وتبني مشروعاتهن ؟ وهل إنجازهن دون الحصول على شهادة طيران في دراسة لا تتجاوز العامين ؟! .
الوقفة الثانية عشر:
كلنا يعلم ما مرت به المملكة من الحوادث الإرهابية التفجيرية التي ارتكبها من خالفوا أحكام الشرع واستحلوا الإخلال بالأمن ، وأزهقوا الأرواح وقتلوا الأنفس، مما قد بيّن العلماء والدعاة حرمته وخطورته وأهمية مواجهته ومعالجته، ومن المعلوم أن من الأسباب التي يتذرع بها بعض هؤلاء وجود بعض المنكرات والاستعلان بها وتأييدها وإنفاق المال عليها، ومثل هذا الإعلان بكل ما سبق من الملحوظات في الوقفات يعدُّ تغذية لبعض أسباب الإرهاب وإن كان ذلك لا يبرره ولا يسوغه شرعاً، وقد ظهر مما سبق أن الإعلان مستفز في إظهار أمر لا خلاف في حرمته بالنسبة لكشف المرأة شعرها وإبداء زينتها مع تأكيد الإعلان على التطابق مع الشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية وهو أمر مستهجن مستنكر لدى كل مسلم بصير بدينه غيور على عقيدته.
ونحن جميعاً مطالبون بالعمل على كل ما من شأنه إيقاف هذه الممارسات الآثمة ، وعدم توفير الأسباب التي تثيرها من خلال ارتكاب مايخالف الشرع والنظام المنصوص عليه والمعمول به في المملكة .
يتــــــــــــــــــــــتبع
في يوم الأحد 19جمادى الأولى 1426هـ -الموافق 26 يونيو 2005 م نشرت معظم الصحف السعودية إعلاناً في صفحتين تضمن صورتين ونصاً على النحو التالي:
الصورة الأولى:
تضم الفتاة هنادي زكريا هندي الحاصلة على شهادة طيران وهي حاسرة الرأس كاشفة الشعر وتلبس لبس الطيران وتصافح الأمير الوليد بن طلال، وفي نفس الصورة والدها، ووالدتها التي ظهرت وهي تلبس حجاباً سابغاًَ وتكشف عن وجهها.
الصورة الثانية:
صورة تضم جميع المذكورين في الصورة الأولى وبالأوصاف المذكورة ولكن بدون مصافحة.
* كُتب في النصف الأعلى للإعلان فوق الصورتين ما نصه : بسم الله الرحمن الرحيم { للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن } وقال عليه الصلاة والسلام : ( إنما النساء شقائق الرجال ) .
استمراراً لدعم عمل المرأة السعودية في جميع المجالات ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية، تهنئ شركة المملكة القابضة كابتن طيار هنادي ووالديها بمناسبة حصولها على رخصة الطيران التجاري كأول كابتن سعودية .
* كُتب في النصف الأسفل للإعلان تحت الصورتين ما نصه :بعد أن وقَّعت شركة المملكة القابضة التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، أول عقد عمل مع امرأة سعودية كابتن طيار للعمل على طائرات الشركة، استقبل سموه في مكتبه بالرياض الكابتن طيار هنادي زكريا هندي بصحبة والديها لتهنئتها بمناسبة حصولها على رخصة الطيران التجاري، وتهنئة والديها الفخورين بإنجازها المتميز، وتكريمهما على تربيتهما الإسلامية الصالحة وحسن تنشئتهما لشابة سعودية نفخر بها وساهمنا في تحقيق أمنيتها ضمن إطار تعاليم ديننا الإسلامي السمح، ومن هذا المنطلق، سنساهم وندعم كل الشابات السعوديات اللواتي يرغبن أن يكن كابتن طيار وفق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء .
ولنا مع هذا الإعلان عدة وقفات على النحو التالي :
الوقفة الأولى :
ظهور (هنادي) سافرة متبرجة كاشفة عن شعرها أمر محرم لاخلاف في حرمته، إذ الخلاف الموجود محدود في كشف الوجه أو ستره، وأما الظاهر في الصورة فهو مخالف لأحكام الشريعة الواردة في القرآن والسنة، ومن أدلة الحرمة – وهي كثيرة – قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [ الأحزاب – 59] قال السيوطي : هذه آية الحجاب في حق سائر النساء ، ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن [ عون المعبود 11/158 ] ، وقال القرطبي :الجلباب:الثوب الذي يستر جميع البدن [ تفسير القرطبي2/2506 ] .
ومن السنة حديث أم عطية قالت : أمرنا رسول الله أن نخرجهن - أي النساء - في الفطر والأضحى، قلت : يارسول الله إحدانا لايكون لها جلباب، قال: ( لتلبسها أختها من جلبابها ) [ متفق عليه ] .
الوقفة الثانية:
مصافحة المرأة للرجل الأجنبي غير المحرَم ليست جائزة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إني لا أصافح النساء ) [ رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ] ، وقالت عائشة رضي الله عنها : لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ، غير أنه يبايعهن كلاما [ متفق عليه ] ، قال العراقي : وإذا لم يفعل هو صلى الله عليه وسلم مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه فغيره من باب أولى .
وروى معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لئن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) [ رواه الطبراني ]، وقال المنذري:رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح – الترغيب والترهيب 3/39)، وجاء في الفتوى رقم (1742) من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة ما نصه: لا يجوز أن يضع رجل يده في السلام في يد امرأة ليس لها بمحرم، ولو توقَّت بثوبها .
الوقفة الثالثة:
عمل المرأة في قيادة الطائرات يقتضي عدة أمور منها:
* الخلوة مع الرجل في كابينة الطائرة وذلك يستمر أوقاتاً طويلة، وهو أمرٌ معروف إذ لابدَّ من وجود قائد للطائرة ومساعدٍ له والغالب هو وجود الرجال في هذه المهنة وندرة النساء مما يجزم معه بوجود الرجل مع المرأة وحصول الخلوة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، وقد حصل ذلك فعلاً في فترة التدريب على الطيران كما ذكرته هنادي في مقابلتها المنشورة في جريدة الرياض الجمعة 7/محرم/1425هـ، العدد(13034) حيث قالت: تدربت على يد أول كابتنة فلسطينية ثم كبتنيين عربيين غير أن هناك اثنين من الأجانب .
* السفر بدون محرم إذ لا يمكن أن تصطحب معها في كل رحلاتها محرماً، وكذا الإقامة لعدة أيام في بلاد مختلفة بدون محرم، وذلك من الأمور المنهي عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجلٌ بامرأة ولا تسافرنَّ امرأة إلا ومعها محرم ) فقام رجل فقال يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة قال : ( اذهب فحجّ مع امرأتك ) [ متفق عليه ] .
* حصول الاختلاط بالرجال وكثرة التعامل معهم بشكل مستمر فجُلُّ العاملين في مجال الطيران من الرجال، فهناك تعامل مع القائد أو المساعد، ومع المهندس الجوي إن وجد، ومشرفي الصيانة، ومرحِّلي الرحلات، ورئيس المضيفين إن كان رجلاً، وغيرهم، فضلاً عما تقتضيه المهنة من بقائها لوحدها في بلادٍ كثيرة لأيام متعددة واحتياجها لقضاء مصالحها للاحتكاك والاختلاط بالرجال في الفنادق والمطاعم وغيرها .
* الاختلاط - وخاصة في أجواء مهنة الطيران المعروفة - غير سائغ شرعاً وتكون المرأة - خاصة وهي غير متحجبة - سبباً للفتنة والإغواء، كما تتعرض هي للإغراء والإيذاء من الرجال، ويذهب عنها - في الغالب - سمت الحياء .
الوقفة الرابعة :
ما ورد في الإعلان من أنَّ مجال هذا العمل ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية باطل ومجانب للحق، بل فيه مخالفات لأحكام الشريعة كما تم إيضاحه فيما سبق من الوقفات.
الوقفة الخامسة :
ما ورد في الإعلان من تهنئة والدي ( هنادي ) وتكريمهما على تربيتهم الإسلامية الصالحة وحسن تنشئتهما لشابة سعودية نفخر بها ، هذا القول غير مقبول بل هو قول ساقط فيه تشويه ومسخ للتربية الإسلامية، فهل من التربية الإسلامية أن تظهر صورتها وهي كاشفة عن شعرها بدون حجاب؟، وكيف نفهم التربية الإسلامية مع ظهورها بهذا السفور والمصافحة لرجل غير محرم لها، ولها صورٌ أخرى بكامل الزينة في مجلـة سيدتي وغيرها، إضافة إلى السفر والمعيشة بغير محرم، فما صلة ذلك كله بالتربية الإسلامية؟.
الوقفة السادسة :
شطر الآية الذي وضع في أول الإعلان كنوع من الإشارة إلى التدليل على المساواة بين الرجل والمرأة في هذا العمل أو إعطائه مشروعية إسلامية، نقول : إن هذا غير صحيح، وهو إيراد للآية في غير موردها، لأن الآية بتمامها هي قوله تعالى:{ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} وهذا بعض ما قاله المفسرون في الآية:
(أ) قال البغوي في معالم التنـزيل (1/420) :معناه: أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وذلك أن الحسنة تكون بعشرة أمثالها يستوي فيها الرجال والنساء، وإن فضل الرجال على النساء في الدنيا، وقيل: معناه للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد، وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج وحفظ الفروج.
(ب) قال ابن عطية في المحرر الوجيز (ص429) :لا تتمنوا في أمرٍ خلاف ما حكم الله به لاختيارٍ ترونه أنتم، فإن الله قد جعل لكل أحدٍ من الأجر والفضل بحسب اكتسابه فيما شرع له، وهذا هو القول الواضح البين الأعم، وقالت فرقة: معناه: لا تتمنوا خلاف ما حدَّ الله في تفضيله، فإنه قد جعل لكل أحدٍ مكاسب تختص به فهي نصيبه، قد جعل الجهاد والإنفاق وسعي المعيشة وحمل الكلف كالأحكام والإمارة والحسبة وغير ذلك للرجال، وجعل الحمل ومشقته وحسن التبعل وحفظ غيب الرجل وخدمة البيوت للنساء.
(ج) قال المراغي في تفسيره (5/23) : أي إن الله كلَّف كلاً من الرجال والنساء أعمالاً، فما كان خاصاً بالرجال لهم نصيب من أجره لايُشاركهم فيه النساء، وما كان خاصاً بالنساء لهن نصيب من أجره لايُشاركهن فيه الرجال، وليس لأحدهما أن يتمنى ما هو مختص بالآخر
ومما سبق يتبين أن المراد بالآية مخالف للمقصود الذي وضعت له في مقدمة الإعلان، فضلاً عما في الإعلان من الصورة السافرة والمصافحة.
الوقفة السابعة:
شطر الحديث الوارد في أول الإعلان وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنما النساء شقائق الرجال ) ، يراد منه الإيهام بأن دلالته تسوِّغ هذه المهنة للمرأة وتسوِّغ ما تضمنه الإعلان في جملته، ونصُّ الحديث كاملاً :عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً، قال :يغتسل، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولايجد البلل، قال :لا غُسل عليه ، فقالت أم سليم : المرأة ترى ذلك أعليها غُسل ؟ قال: ( نعم إنما النساء شقائق الرجال ) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما، وهذا النص وسياقه يوضح أنه لا يصلح للاستدلال على ما تضمنه الإعلان بحالٍ من الأحوال، ومعناه كما قال ابن حجر : النساء شقائق الرجال في الأحكام إلا ما خُصَّ (فتح الباري 2/254)، فالمرأة كالرجل في التكليف والثواب لكن هناك أحكام خاصة بها تختلف فيها عن الرجل، وللرجل أحكام يختلف فيها عنها وهذا من المعروف في دين الإسلام وتشريعاته .
الوقفة الثامنة :
رغم تعدد ووضوح المخالفات الشرعية في الإعلان، ووضوح التباين بين دلالات النصوص الشرعية الواردة فيه وبين ما اشتمل عليه من محرمات شرعية، رغم ذلك فإن الإعلان قصد إلى التنصيص والتأكيد على أنَّ كل ما تضمنه الإعلان وأشار إليه مطابق للشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية وتكرر ذلك بصورة ملفتة من خلال أربع جمل ٍوردت في الإعلان النحو التالي :
(أ) دعم عمل المرأة السعودية في جميع المجالات ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية .
(ب) وتكريمهما أي والديها على تربيتهما الإسلامية الصالحة.
(ج) ساهمنا في تحقيق أمنيتها ضمن إطار تعاليم ديننا الإسلامي السمح.
(د) وندعم كل الشابات السعوديات اللواتي يرغبن أن يكن كابتن طيار وفق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء.
وهذا له عدة احتمالات في الدلالة والمعنى :
الأول: العلم بأن هناك مخالفات شرعية والرغبة في تغطية ذلك بهذه العبارات والتأكيدات ، على حدِّ قول القائل كاد المريب أن يقول خذوني .
الثاني : الجهل وعدم معرفة حقائق وتشريعات وأحكام الإسلام .
الثالث: السخرية والاستهزاء بمبدأ المناداة بضبط كل عمل بأحكام الشريعة الإسلامية على حدِّ المقولة المشهورة في العبارة التي تُكتب على الأسماك المثلجة المعدَّة للبيع وهي : مذبوحة على الطريقة الإسلامية .
وجميع هذه الاحتمالات ذات دلالات سيئة وغير مقبولة، وبعضها يُعدُّ - لو كان هو المقصود فعلاً - خطراً كبيراً وجُرأة غير محمودة في شأنٍ هو أعظم الشئون، وأمرٍ هو أجلُّ الأمور ألا وهو دين الإسلام وأحكامه وتشريعاته.
الوقفة التاسعة :
الدلالة الاقتصادية تؤكد تماماً أنَّ الإعلان ليس له أي صلةٍ بالاقتصاد والربح، فدعايات الشركات تهدف إلى تحقيق أرباح وعوائد، وأما الإعلان عن توظيف موظفٍ واحدٍ في وظيفة محدودة في صفحتين كاملتين في عدة صحف بما يعادل كلفة مادية لا تقل عن مائة ألف ريال ليس له مردود مادي، ويثير التساؤل عن هدفه ومغزاه.
الوقفة العاشرة :
قد يقال إن الهدف من الإعلان خدمة الوطن وتوظيف أبنائه أو الإسهام في معالجة البطالة، وهنا نقول: إنه يوجد أعداد غير قليلة من الشباب السعوديين الحاصلين على رخصة الطيران التجاري بل وبعضهم لديه عدد ساعات طيران بعد التخرج وحتى الآن لم يجدوا فرصة عمل ، وهم أسبق تخرجاً وأكثر عدداً وأشدُّ حاجة للتوظيف لما ينتظرهم من مسئوليات تأسيس الأسرة وتكاليف الحياة ، فلماذا لم يحصل اهتمام بهؤلاء ؟! وعناية بتوظيفهم ؟! وإعلانات للافتخار بهم وبإنجازاتهم ؟! وإبراز الدور في توظيفهم وإنهاء بطالتهم ؟.
الوقفة الحادية عشر:
قد يقال إن الهدف من الإعلان تشجيع الطاقات المتميزة وتبني أصحاب الإنجازات وخاصة من السيدات، وهنا نقول: إن لدينا عدداً كبيراً من النساء المبدعات اللواتي سجلن براءات اختراعات وقدَّمن مشروعات علمية متميزة وبعضهن ينتظرن من يلتفت إلى منجزاتهن أو يتبنى مشروعاتهن، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الدكتورة إيمان كامل الدقس التي توصلت إلى منتج حيوي للقضاء على البكتريا العنقودية، وعند تكريمها على رأس الموهوبات لم تظهر ولم تصافح ولم تنشر لها الصحف أي صورة، والدكتور حياة سندي صاحبة الإبداع في مجال التقنية الحيوية التي لم تظهر في أي محفل محلي أو عالمي إلا بحجابها، وغيرهن من الطبيبات الاستشاريات المتميزات ، والطالبات المتفوقات المبتكرات، أين العناية والافتخار بهن ؟ وأين العمل على تشجيعهن وتبني مشروعاتهن ؟ وهل إنجازهن دون الحصول على شهادة طيران في دراسة لا تتجاوز العامين ؟! .
الوقفة الثانية عشر:
كلنا يعلم ما مرت به المملكة من الحوادث الإرهابية التفجيرية التي ارتكبها من خالفوا أحكام الشرع واستحلوا الإخلال بالأمن ، وأزهقوا الأرواح وقتلوا الأنفس، مما قد بيّن العلماء والدعاة حرمته وخطورته وأهمية مواجهته ومعالجته، ومن المعلوم أن من الأسباب التي يتذرع بها بعض هؤلاء وجود بعض المنكرات والاستعلان بها وتأييدها وإنفاق المال عليها، ومثل هذا الإعلان بكل ما سبق من الملحوظات في الوقفات يعدُّ تغذية لبعض أسباب الإرهاب وإن كان ذلك لا يبرره ولا يسوغه شرعاً، وقد ظهر مما سبق أن الإعلان مستفز في إظهار أمر لا خلاف في حرمته بالنسبة لكشف المرأة شعرها وإبداء زينتها مع تأكيد الإعلان على التطابق مع الشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية وهو أمر مستهجن مستنكر لدى كل مسلم بصير بدينه غيور على عقيدته.
ونحن جميعاً مطالبون بالعمل على كل ما من شأنه إيقاف هذه الممارسات الآثمة ، وعدم توفير الأسباب التي تثيرها من خلال ارتكاب مايخالف الشرع والنظام المنصوص عليه والمعمول به في المملكة .
يتــــــــــــــــــــــتبع