المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية 28عاصفة مدارية وإعصاراً قوياً تهب على الولايات المتحدة ما بين أغسطس ونوفمبر هذا العام



Private Jeddawi
31-08-2005, 12:10 PM
http://www.alriyadh.com/2005/08/31/img/019360.jpg



كتب - عقيل العنزي:
ألقى موسم الأعاصير و العواصف العاتية بظلاله على مسار أسعار النفط منذ منتصف العام الماضي حيث أدى إلى شل صناعة الطاقة وأفضى إلى شح في إمدادات المواد البترولية المكررة وكذلك النفط الخام الذي يأتي من منطقة خليج المكسيك ويزود الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للطاقة في العالم بحوالي 30٪ من احتياجاتها من الوقود المهم في تسيير التنمية بمختلف مجالاتها. واستمر توتر أسواق النفط العالمية ليوم أمس بانتظار تقارير من خليج المكسيك لتحديد الأضرار الناجمة عن إعصار «كاترينا» وحجم النقص الذي أصاب الإنتاج ، وقفزت الأسعار مجددا لتعانق 70 دولار لخام ناميكس القياسي كما شمل الارتفاع جميع النفوط القياسية. من جهة ثانية ارتفعت إيجارات الحفارات النفطية إلى 400 ألف دولار باليوم نتيجة لارتفاع أسعار البترول والغاز وبسبب الدمار الذي لحق بالمنشآت النفطية في البحار العميقة.




تأثيرات الإعصار القاتل

ساور القلق مستهلكو الطاقة منذ أن تحدثت الأنباء عن توجه الإعصار إلى مناطق توجد بها منشآت نفطية وهم يستذكرون إعصار «إيفان» الذي عطل إمدادات النفط من هذه المنطقة العام الماضي واشتد الوجل عندما دك هذا الإعصار القوي سواحل خليج المكسيك والذي يضخ حوالي 2 مليون برميل يوميا من الخام الأميركي تمثل ربع الإنتاج المحلي وكذلك قرابة ربع الإمدادات من الغاز الطبيعي وما يعادل حوالي 2٪ من إنتاج النفط العالمي.

وعلى الرغم من أن المعلومات الدقيقة عن حجم الدمار لم ترد بعد بسبب انهيار معظم البنى التحتية لشبكة الاتصالات السلكية منها واللاسلكية في خليج المكسيك إضافة إلى شبكات التغذية بالتيار الكهربائي التي تزود أكثر من 1,3 مليون مشترك بالكهرباء، ومنذ اللحظات الأولى لهبوب الإعصار بدأت شبكات الاتصال بالانقطاع تباعا تاركة سكان كل من لويزيانا ونيوأورلينز والميسيسيبي معزولين تماما وفي الظلام إلا أن البيانات الأولية تشير إلى أن إعصار كاترينا اتخذ مساره بخليج المكسيك مما اضطر شركات النفط لوقف إنتاجها في الكثير من المنصات البحرية التي توفر ربع إنتاج البترول والغاز الأميركي. وأشارت بيانات المسئولين الأمريكيين إلى أن منصة حفر نفطية انفكت من مراسيها في خليج موبايل بولاية ألاباما واصطدمت بجسر. وانطلق حفاران نفطيان على الأقل من وثاقهما في خليج المكسيك حيث عصف كاترينا بحقول النفط والغاز البحرية.

كما احدث الإعصار ضررا بالغا في المنصة النفطية العائمة التابعة لشركة رويال دتش والتي تعتبر اكبر منصة عائمة منتجة للنفط في المياه العميقة في خليج المكسيك حيث إنها تنتج أكثر من 220 ألف برميل يوميا من النفط بالإضافة إلى 220 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. وقالت الشركة في بيان لها في موقعها على شبكة الانترنت إنها استخدمت طائرات الهيلوكبتر من اجل إجلاء موظفيها من المنصة غير أنها لم تفصح عن حجم الضرر الذي لحق بمنصتها النفطية التي يعتقد بان أجزاء منها تدمرت أثناء مرور العاصفة التي هزت أركانها وتساقط جزء منها في المياه العميقة ويقول المسئولون في الشركة إنهم يقيمون الأضرار حاليا وسوف يتم الإعلان عن ذلك لاحقا. أما شركة بي بي اكبر شركة أوروبية منتجة للطاقة فقد قالت إن عدداً من حفاراتها العاملة في خليج المكسيك تعرضت لهزات عنيفة جراء الإعصار إلا انه من السابق لأوانه معرفة حجم الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت النفطية غير انه لا يوجد لديها أدلة واضحة على أن هناك ضرراً كبيراً قد لحق بالحفارات.

ومن ضمن الشركات التي أخلت موظفيها من منشآتها العاملة في خليج المكسيك شركة اكسون موبيل وشيفرون كما أوقفت شركة لووب عمليات بناء خط أنابيب لنقل النفط إلى مصاف على اليابسة بسبب هذا الإعصار المدمر وقالت إن إعادة العاملين إلى برنامج العمل قد يستغرق وقتا لتقييم حجم الأضرار.

وأفضى الإعصار القاتل أيضا إلى إغلاق ثماني مصافي أمريكية و توقف حوالي 1,4 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 7٪ من إنتاج الولايات المتحدة من النفط و حوالي 8,3 بلايين قدم مكعب من الغاز الطبيعي أي حوالي 83٪ من الطاقة الإنتاجية لخليج المكسيك. غير أن هناك أخباراً سارة في هذا المضمار حيث أفاد مسئولون في صناعة النفط الأمريكية أن هناك مصافي تقع في مسار الإعصار لم تتضرر وبقيت معظم مرافقها في وضع جيد قابل للعمل عند استئناف عمليات الإنتاج ، كما أفادت فنزولا وهي عضو بارز في الأوبك أنها لم تسجل أي حالة ضرر في منشآتها النفطية وبقيت في وضع سليم حيث يأتي إنتاج يصل إلى 450الف برميل يوميا من المنطقة الذي ضربها الإعصار ، بيد أنها لا تستبعد بعض العراقيل خلال الأسبوعين القادمين نتيجة الفيضانات.

ويقدر مركز الأعاصير الأمريكي أن هناك حوالي 28 عاصفة مدارية وإعصاراً قوياً سوف تضرب الولايات المتحدة الأمريكية خلال موسم هبوب الأعاصير في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر القادم منها 14 عاصفة استوائية قليلة الخطورة و 9 أعاصير خفيفة السرعة و5 أعاصير عاتية قوية وعنيفة من المرجح أن تخلف خسائر جسيمة ، وهو ما يزيد من مخاوف تجار النفط من أن إمكانية تعطل إمدادات النفط سوف يستمر إلى شهر نوفمبر القادم مما يعني استمرار ارتفاع الأسعار إلى مستويات قد تفوق 100 دولار لا سيما مع بداية حلول موسم الشتاء القادم حيث يتصاعد الطلب على النفط وتتباطأ الإمدادات من الدول المنتجة بسبب الأحوال المناخية.



قلق ارتفاع الأسعار

تعالت الأصوات القلقة من تنامي أسعار النفط إلى مستويات يرون بأنها ستضر بالاقتصاد العالمي و تعمل على الإضرار بمستقبل التنمية البشرية في المنظور البعيد خاصة بعد أن قفزت الأسعار إلى ما فوق مستوى 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى قبل أن تتراجع عن معظم مكاسبها ، حيث أيد القائم بأعمال الأمين العام لأوبك عدنان شهاب الدين اقتراح رئيس المنظمة الشيخ أحمد الفهد الصباح أمس الأول بزيادة إنتاج المنظمة بواقع 500 ألف برميل يوميا في اجتماعها في سبتمبر القادم في محاولة لتهدئة الأسعار الملتهبة.وأكد شهاب الدين أن الأساسيات الاقتصادية لا تبرر الأسعار القياسية الحالية للنفط وأن المخزونات آخذة في الارتفاع منوها بأنه يهدف من وراء هذا التأكيد إلى طمأنة الأسواق.ومن جهتها قالت نيجيريا العضو الأفريقي بأوبك أمس إن زيادة إنتاج منظمة أوبك بواقع مليون برميل يوميا سيكون لها أثر أفضل على أسعار النفط المرتفعة من زيادة بواقع نصف مليون برميل في اليوم اقترحها رئيس المنظمة وأشادت فنزولا بخطوات تهدئة السوق النفطية مشيرة إلى المنظمة من الممكن أن تضخ كميات لطمأنة المستهلكين.

وقد عاودت أسعار النفط إلى الصعود بعد أن ترددت أنباء بشأن استخدام الاحتياطي النفطي الإستراتيجي لمعالجة أي عرقلة للإمدادات بسبب الإعصار «كاترينا» حيث إن ضخ أي جزء من الاحتياطي يعني نقصاً من الضروري تعويضه ووسط ترقب المستثمرين لما خلفه الإعصار بمنصات النفط والمصافي ومنشآت الإنتاج إذ حام خام ناميكس قرب 70 دولارا للبرميل كما ارتفع الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات اليومية بمقدار 2,18 دولار إلى 67,70 دولاراً للبرميل وقفز خام مزيج برنت بمقدار ثلاثة دولارات إلى 67,65 دولاراً ، كما ارتفع سعر الجازولين إلى 2,18 دولار للجالون.وتسبب نقص إمدادات الغاز بارتفاع أسعاره إلى 11,66 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
أما المعادن النفيسة فقد منيت بتراجع ضئيل بسبب المخاوف من حمى بيع قادمة حيث هبط الذهب بمقدار 1,3 دولار إلى 441 دولاراً للأوقية وارتفعت الفضة بمقدار 10 سنتات إلى 6,84 دولارات كما بقي البلاتين عند سعر 9,5 دولارات أما البلاديوم فقد هبط إلى 186 دولاراً.

جريدة الرياض