المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «أوان» رهان على أهمية الكتاب والقراءة وعرض لتقنيات الترجمة



Private Jeddawi
31-08-2005, 12:29 PM
في العدد الجديد والذي حمل رقم (9) من مجلة «أوان» والتي تعنى بمراجعات الكتب وتصدرها كلية الآداب بجامعة البحرين وفي الافتتاحية التي يكتبها التحرير تحت عنوان «أنفاس» كانت هنالك اشارة بأن هذا العدد يتزامن في صدوره مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب الأمر الذي جعل التحرير يتوقفون من أجل مساءلة طبيعة علاقة العرب بالكتاب والقراءة فالاحصاءات التي وردت في تقرير التنمية البشرية وفي تقارير اليونسكو تبعث على الاحباط، وهي مؤشر على وجود أزمة في إنتاج الكتاب وتوزيعه وقراءته، فبحسب هذه الاحصاءات فإن ما ينتجه العالم العربي لا يتجاوز 1,1٪ من مجموع الإنتاج العالمي للكتاب، وان القارئ العربي لا يقرأ في العام سوى نصف ساعة في حين يقرأ الألماني سبعة كتب في العام.



وقد أوضح التحرير مدى اهتمام «أوان» بالكتاب وبقراءاته التي خصص لها في كل عدد ثلاثة أبواب أساسية هي: «قراءات وقرطاس وسطور» اضافة إلى ملف العدد، وقد حفل العدد الجديد من «أوان» بالعديد من الدراسات والمقالات والقراءات المتعددة، فمن ترجمة فريد الزاهي نشرت المجلة مقالة «الخوف من الصورة» لميشيل مافيزولي، وقدم شعبان مكاوي ترجمة كاملة لمقالة «مابعد الكولونيالية» لفردوس عظيم من موسوعة كيمبردج بلندن المجلد التاسع، حيث يمكن القول ان مصطلح مابعد الكولونيالية جاء مع صدور كتاب الاستشراق لادوارد سعيد عام 1978م ذلك الكتاب الرائد الذي بدأ ثورة في مجال الدراسات الأدبية، حيث يبين سعيد في كتابه انه ليس ثمة شكل أو نشاط عقلي أو ثقافي بريء من الصلة الوثيقة بتراتب القوة الأمر الذي يكشف عن التواطؤ بين أشكال التمثيل الأدبي والقوة الكولونيالية، ويوضح أن كل فرع من فروع العلوم الطبيعية والإنسانية ليس ذا صلة وثيقة بالهيمنة السياسية لاوروبا من خلال الغزو الاستعماري والسيطرة فحسب، بل هو جزء لا يتجزأ منها، بيد أن التأكيد على النص الأدبي هو الذي ميز ورسم الحدود الواضحة لمجال الدراسات مابعد الكولونيالية، ويقدم محمد عبدالمطلب دراسة بعنوان الاطلال من نوافذ الغيطاني.

ويطرح فيصل غرايبة قراءة سوسيولوجية حول السود في المتخيل العربي الوسيط من خلال مراجعته لكتاب تمثيلان الآخر لنادر كاظم، وتنشر المجلة قراءة كتبها المعز بن مسعود لكتاب عبدالاله بلقريز «العولمة والممانعة دراسات في المسألة الثقافية»، ويتحدث تركي علي الربيعو عن الجابري بين دعاته ومعارضيه من خلال قراءات في فكر الجابري.

وتخصص مجلة «أوان» ملفاً عن «بول ريكور» وهو آخر الفلاسفة الكبار الذين غادروا مؤخراً، وهو ممن أوتوا قدرة استثنائية على التوفيق بين فلسفات عدة، واهتمامات مترامية الأطراف تبدأ بفلسفة الإرادة ورمزية الشر وفرويد والفلسفة وتمر باشكالية التأويل والهيرمنوطيقا وسطوة الاستعارة ولا تنتهي عند نظرية الفعل واشكالية الزمان والهوية والسرد، حيث نشر «أوان» عدداً من دراساته منها «العملية الاستعارية بوصفها معرفة، وخيالاً، وشعوراً» من ترجمة طارق النعمان، و«رحلة ختامية في - الزمان والسرد» ترجمة سعيد الغانمي، و«البلاغة الشعرية، الهيرمينوطيقا» ترجمة مصطفى النحال، و«حول الترجمة، تحدي الترجمة وسعادتها»، ترجمة محمد المزديوي، ويقدم محمد شوقي الزين دراسة عن ريكور بعنوان «من أنا ومن أنت حفريات الاعتراف في الثقافة الإنسانية»، وتنشر «أوان» حواراً مع فريدريك جيمسون أستاذ الأدب المقارن واللغة الفرنسية بجامعة ديوك في درهام بالولايات المتحدة الامريكية وقد عرف بتحليلاته لثقافة مابعد الحداثة، الحوار أجراه ولفجانج نيهوس وترجمه محمد هاشم عبدالسلام.
وفي قسم قراءات يتحدث محمد شاهين عن «احسان عباس في - موبي ديك - بين انتقال المعنى وارتحال النص»، ويقدم صلاح نيازي «من تقنيات الترجمة» ويشارك نعمان صالح الموسوي في قسم قراءات، بقراءة في كتاب «خارج حدود المنطق - الجامعة والايديولوجيا» من تأليف رونالد بارنيت، ويقدم مصطفى العارف دراسة بعنوان: «الانوار بين كانط وفوكو» وتنشر المجلة قراءة شربل «اعراباً لشكل» كتبها مصطفى الكيلاني تحت عنوان: «لعب جاء قبل انتهاء الحاكية واحتجاب الكائن»، وكتاب من تأليف كونيويانا جيدا بعنوان «لقد جاء الثعلب هذه المرة حقاً»، اليابان وأزمة النفط 1973م قراءة محمد نعمان جلال الذي تحدث عن المنهج الياباني في إدارة الأزمات، وتحت عنوان «تحولات المركز» تناول حسين حمودة النسق التاريخي في قراءته لرؤية عمارة يعقوبيان، وقدمت منى عباس فضل قراءة لكتاب شهرزاد ليست مغربية لفاطمة المرنيسي، وتحدث الياس بلكا عن الاستشراق الروسي في مدخل إلى تاريخ الدراسات العربية والإسلامية في روسيا.. لمؤلفه الدكتور عبدالرحيم العطاوي، وفي نهاية العدد نشرت «أوان» مراجعات سريعة لعدد من الاصدارات منها دريدا عربياً.. قراءة التفكيك في الفكر النقدي العربي، وجيوب متنقلة بالحجارة لفرجينا وولف، وخزانة الحكايات، وعصر الصورة، والنظام السياسي في مملكة البحرين، والصورة والتلفزيون وجغرافية الفكر، هذه القراءات والدراسات المتعددة بالكتاب والقراءة تؤكد بأن «أوان» جعلت ذلك رهاناً مصيرياً ليكون حافزاً على بذل المزيد من الجهود للاهتمام بالقراءة والكتاب في الوطن العربي.

المصـــدر (http://www.alriyadh.com/)