Private Jeddawi
02-09-2005, 01:13 PM
http://www.alriyadh.com/2005/09/02/img/w020901.jpg صورتان فضائيتان لخليج المسيسيبي قبل الإعصار.. وبعده وتبدو آثار الدمار الذي لحق بالمنطقة (أ.ب)
نيويورك - أحمد حسين اليامي / واشنطن - وكالات الأنباء:
أعلنت الحكومة الفدرالية الأمريكية تعبئة لا سابق لها لمساعدة ضحايا الإعصار (كاترينا) نظراً لحجم هذه الكارثة التي أوقعت آلاف القتلى ومسحت أحياء كاملة من الوجود.
وفيما تحدث مسؤولو لويزيانا ومسيسيبي عن احتمال سقوط آلاف الضحايا وتظهر الصور على التلفزيون مناطق باكملها وقد غمرتها المياه .. فقد تحركت السلطات الفدرالية متحدة بشكل لا سابق له.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان الكارثة «هي احدى اسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد» مضيفا ان «العودة إلى الاوضاع الطبيعية ستستغرق سنوات».
واضاف متوجها إلى المتضررين من الإعصار «ان التحديات التي تواجهنا ميدانيا لا سابق لها (...) واليوم كل شيء يبدو قاتما بالنسبة لمن طالهم الإعصار. واتفهم ذلك ولكني على يقين من انه مع مرور الوقت، ستعود حياتكم إلى مجراها».
واوضح الرئيس بوش ان الجهود تتركز حاليا على «ثلاث اولويات» قائلا «اولويتنا الاولى هي انقاذ ارواح، ونساعد المسؤولين المحليين في نيو اورليانز على اجلاء المواطنين الذين مكثوا في المنطقة المنكوبة».
واضاف «ان اولويتنا الثانية هي توفير الطعام والماء والملاجئ للمواطنين النازحين والاولوية الثالثة هي اعادة التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات التي دمرها الإعصار».
وكان وزير الامن الداخلي مايكل شيرتوف برفقة وزير الطاقة سامويل بودمان ووزير النقل نورمان مينيتا ومساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الداخلي بول ماكال ومسؤول البيئة ستيفن جونسون اكدوا خلال مؤتمر صحافي انهم يعتزمون «العمل بدون كلل وكفريق واحد لتقديم المساعدة اللازمة» للمنكوبين.
ويتولى شيرتوف تنسيق عمليات الانقاذ فيما تقوم وزارة الامن الداخلي التي اعلنت ان نتائج الإعصار «تشكل كارثة ذات بعد وطني» بادارة الموارد الفدرالية لعمليات الانقاذ.
سفن حربية وفرق إنقاذ من البنتاغون
كما قرر البنتاغون ارسال خمس سفن وثماني فرق انقاذ بحرية ومروحيات وطوافات ومواد إغاثة إلى المنطقة الجنوبية من البلاد والتي ضربها الإعصار (كاترينا) المدمر، كما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز).
ومن المتوقع ان يطلب بوش من الكونغرس صرف مبالغ اضافية لتقديم مساعدة للمنكوبين.
وقبل قطع عطلته للعودة إلى واشنطن، ترأس الرئيس الأمريكي خلية ازمة حول عواقب الإعصار. وفي مزرعته عقد ايضا دائرة تلفزيونية مغلقة مع فريقه في البيت الابيض وسلطات نيو اورليانز ونائب الرئيس ديك تشيني الموجود في وايومينغ (غرب).
وسيتوجه بوش إلى الاماكن التي ضربها الإعصار في لويزيانا ومسيسيبي الجمعة او السبت.
وعلى طريق عودته إلى العاصمة الفدرالية، غيرت الطائرة الرئاسية مسارها العادي للتحليق على علو منخفض لمدة 35 دقيقة فوق مناطق لويزيانا ومسيسيبي والاباما التي ضربها الإعصار. وحلقت طائرته خصوصا لفترة قصيرة فوق نيو اورليانز.
وذكر شيرتوف ان «الوضع في كل المناطق المتضررة لا يزال خطرا» وطلب من السكان «البقاء في الملاجئ واتباع تعليمات السلطات المحلية».
وقال بوش ان عشرات الآلاف من المنازل والمصانع ومراكز المال والأعمال دمرت وأن نطاقا كبيرا من ساحل الخليج في المسيسيبي دمر تماما حتى ان مقر شركة موبيل غرق بكامله.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى اجتماع للحكومة وأصدر تعليمات بأن يرأس وزير الأمن الداخلي مايكل تشيرتوف قوة عمل تتولى تنسيق المساعدات المركزية من واشنطن إلى الولايات الثلاث المنكوبة لويزيانا ومسيسيبى وألاباما.
وأشار إلى ان التعافي من الكارثة سيستغرق وقتا طويلا ربما يصل إلى سنوات.
وذكرت تقارير صحافية إلى ان تعليقات بوش جاءت بعد قليل من اصدار رئيس بلدية نيو أورليانز أمرا باخلاء المدينة بالكامل، وحذر السكان من أنهم بحاجة إلى أربعة أشهر على الأقل قبل أن يعودوا إلى منازلهم بسبب الدمار الفظيع الذي لحق بها، مؤكدا ان عدد القتلى قد يبلغ الآلاف.
ويقول مسؤولو الولاية انهم توقفوا عن احصاء القتلى حتى يتفرغوا لانقاذ الأحياء، حيث تخطط السلطات لاجلاء نحو 20 ألف شخص من استاد المدينة حيث ساءت الأحوال بدرجة كبيرة « وقد فاضت المياه بداخله، كما انقطعت الكهرباء وطفحت المراحيض » وسينقل السكان الذين احتموا بالاستاد، في حافلات إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس على بعد مئات الأميال من نيو أورليانز.
وحذر المسؤولون في ولاية ميسيسيبي من احتمال ارتفاع حصيلة القتلى وقال حاكم الولاية هيلى باربر بعد أن شهد آثار الدمار من الجو اننى أتصور أن هذا هو منظر هيروشيما منذ 60 عاما مضت حيث صار 90٪ من مبانى الولاية حطاما.
وأعلنت السلطات الصحية الأمريكية حالة الطوارئ العامة في منطقة خليج المكسيك بالكامل، وسط تصاعد المخاوف من ارتفاع عدد القتلى إلى الآلاف بالولايات الثلاث التي ضربها الإعصار حيث قال وزير الصحة الأمريكى إن خطر انتشار الأوبئة والأمراض في المنطقة يهدد السكان،وانه يجرى دفع خبراء من مركز مكافحة الأمراض والوقاية.
وحثت الوزارة سكان المناطق المنكوبة على غلي الماء والتزام الحذر ضد الأخطار الصحية، بينما قال وزير المواصلات الأمريكى ان وزارته تعمل على استعادة وأصلاح الطرق المحطمة ط والمطارات والمرافئ وخطوط أنابيب النفط بالمنطقة.
وكان البيت الابيض اعلن اول من امس أن الرئيس سيطلب من الكونغرس الموافقة على صرف مبالغ اضافية لانفاقها على المناطق المنكوبة بالإعصار (كاترينا) كما اطلقت السلطات الامريكية خطة جديدة للطوارئ على مستوى البلاد.
وتسود اجواء من الخوف والارتباك نيو اورليانز بينما الامدادات الغذائية تتناقص، وتحاول الشرطة المدججة بالسلاح فرض نوع من حظر التجوال منعا لعمليات السلب والنهب حيث شوهد العديدون في ظل اجواء الفوضى ينهبون المراكز التجارية ويسرقون ما بها من بضائع، بينما يبحث البعض عن المواد الغذائية والدواء.
واعترفت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية أريزونا بتفاقم عمليات النهب والسلب، ولكنها قالت ان المسؤولين اضطروا للتركيز على عمليات انقاذ الذين مازالوا على قيد الحياة.
وتتواصل عمليات البحث، كما يتم العثور على أحياء طوال الوقت، ويرفع الناجون من أسطح المنازل المحاصرة بالماء وقام الصليب الأحمر بنقل آلاف من المتطوعين ليواجه أكبر كارثة طبيعية يتعرض لها، كما يتم توزيع فرق الانقاذ التابعة للحكومة الفدرالية.
وتشير تقديرات اولية إلى ان حجم الخسائر الناجمة عن الإعصار قد يعنى أن صناعة التأمين ستواجه أبهظ تكلفة لكارثة طبيعية في التاريخ وأعلنت مصادر حرس السواحل الأمريكية أن أكثر من 20 محطة استخراج نفط قد فقدت بخليج المكسيك وأن النيران قد اشتعلت بخط أنابيب غاز بالخليج.
ورغم ذلك لا يزال الوقت مبكرا لتقييم حجم الضرر الذي لحق بأنابيب النفط، ومصافى التكرير ومرافئ التصدير بخليج المكسيك، التي تزود الولايات المتحدة بمعظم احتياجاتها من النفط.
مخاطر صحية وأعمال نهب
وتحذر السلطات الفدرالية ايضا من المخاطر الصحية المترتبة على الفيضانات. وبعد ان تحدث عن اعمال النهب التي حصلت في المناطق المنكوبة اعتبر مساعد وزير الدفاع للامن الداخلي ان قوات الامن المحلي والحرس الوطني تعمل على الحفاظ على الامن العام.
ولم يتسن الحصول على اي حصيلة رسمية لعدد الضحايا ولو حتى مؤقتة الاربعاء بعد اكثر من 48 ساعة على مرور الإعصار (كاترينا) صباح الاثنين على سواحل ثلاث ولايات هي لويزيانا ومسيسيبي والاباما.
آلاف القتلى
لكن رئيس بلدية نيواورليانز قال امس ان الاعصار (كاترينا) قتل الآلاف في المدينة التاريخية التي أسسها المستعمرون الفرنسيون. واضاف راى ناغين قائلا «اننا نعرف ان هناك عددا كبيرا من الناس الميتين في الماء واخرين في الطوابق السفلى للمباني». وذكر في اجابة عن توضيح العدد الكبير قائلا على اقل تقدير مئات والاغلب آلاف. واعلن الخبر المذهل بينما حاول المهندسون التابعون لسلاح المهندسين الامريكيين تدعيم السدود المتحطمة التي ادت إلى فيضان هائل اكتسح بشكل رئيسي كل المدينة.
وقد اشتركت الوكالات الاتحادية بما في ذلك وزارة الامن الداخلي ووزارة الطاقة في مهمة الانقاذ وانتشرت الطائرات لتخلي تماما المدينة وتنقل اللاجئين إلى هيوستن وتكساس.
تعزيزات عسكرية
وافادت مصادر عسكرية في واشنطن ان الافا اضافية من الحرس الوطني سيصلون في الايام المقبلة إلى المناطق المنكوبة وقالت متحدثة باسم البنتاغون ان اكثر من 5 الاف عنصر من الحرس الوطني منتشرون حاليا في الولايات الاكثر تضررا بينهم 3600 عنصر في لويزيانا ونحو الف في الميسيسبي، موضحة انه يمكن تعبئة 16500 عنصر آخر بسرعة في لويزيانا والميسيسبي والباما وفلوريدا.
وقال متحدث باسم الحرس الوطني في الميسيسبي لوكالة (فرانس برس) ان ولايات كثيرة عرضت ارسال اعضاء من حرسها الوطني إلى المناطق التي اجتاحها الاعصار يوم الاثنين، واضاف تيم بويل «العروض تتوافد بكثرة».
واكد انه يتوقع وصول نحو اكثر من 3400 عنصر اضافي من سبع ولايات مختلفة قبل حلول العطلة الاسبوعية للمساعدة على توزيع الماكولات والماء وحفظ الامن ورفع الانقاض.
واستنادا إلى معلومات صحافية، طلبت لويزيانا تعزيزات تقدر بنحو خمسة آلاف رجل لمساعدة قوات الامن خصوصا على وقف اعمال النهب.
اغلاق مطارات بسبب نقص الوقود
و تواجه عشرة مطارات أمريكية خطر التوقف والاغلاق او العمل بأقل من سعتها بسبب نقص الوقود الذي سببه الاعصار (كاترينا) بعد أن أوقف منشآت تكرير وصناعة النفط في خليج المكسيك.
وقالت مجموعة (امبراست) للطيران ان شركات الطيران والنفط تعكف حاليا على وضع خطط لتوفير وقود الطائرات للمطارات التي تعاني من نقصه بسبب تعرض خطوط البترول والمصافي للتلف.
ومن المطارات المهددة، دالاس الدولي وأطلنطا وتشارلوت ولودرديل ومايرز واورلاندو وتامبا وويست بالم بيتش.
20 مليار دولار
خسائر شركات التأمين
وسيكلف الاعصار (كاترينا) شركات التامين ما مجموعه 20 مليار دولار، بحسب ما اعتبرت الشركة السويسرية «سويس ري» ثاني اكبر شركة تامين في العالم.
واوضحت سويس ري في بيان انها «تتوقع ان يكلف اعصار (كاترينا) قطاع التامين نحو 20 مليار دولار، ما يضعه في المرتبة الثانية من حيث الكلفة بعد الاعصار (اندرو) عام 1992 الذي كلف قطاع التامين 22 مليار دولار».
وقدرت الشركة السويسرية استنادا إلى تقديرات اولية، كلفة التعويضات التي ستقدم اليها بنحو 500 مليون دولار.
ومنذ مطلع السنة، سبق لشركة (لسويس ري) ان تلقت طلبات تعويض قيمتها مليار دولار.
واشنطن تدرس عروض المساعدة من الخارج
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس ان الولايات المتحدة تدرس العروض التي اتتها من حكومات اجنبية لمساعدة ضحايا الاعصار الرهيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيان ماكورماك «تلقينا بعض العروض من قبل حكومات ترغب في مساعدتنا في عمليات البحث (عن الضحايا) واعادة بناء» المناطق المنكوبة.
واضاف المتحدث «ليست لدي حاليا لائحة كاملة (باسماء تلك الحكومات) ولا اريد ان اذكر دولا وانسى اخرى، لان هذه العروض لا تزال تصلنا» الا انه اوضح ان «نحو اثنتي عشرة حكومة اتصلت بنا» لهذه الغاية.
وتابع «نقدرها جميعا وسنبدأ في الايام المقبلة دراسة كيف يمكن ادارة عروض مساعداتها هذه على احسن وجه نظرا لحاجات المناطق».
واكد انه ليس على علم بان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي تقيم الادارة الاميركية علاقات سيئة معه، عرض ارسال وقود ومساعدات انسانية للولايات المتحدة.
ومن بين الدول التي عرضت المساعدة المملكة العربية السعودية وألمانيا وكندا.
واختفت نحو 20 منصة نفطية او حفارا في خليج المكسيك بعد ان غرقت او جنحت في حين اشتعلت النيران في خط انابيب احدث الاعصار (كاترينا) فيه ثقبا كما اعلن الاربعاء مسؤول في خفر سواحل لويزيانا.
وقال الضابط روبرت ريد لوكالة (فرانس برس) «تلقينا تاكيدات بغرق او جنوح 20 منصة او حفارا على الاقل ونشوب حريق في خط انابيب يبدا من احدى الابار»
واكد ان الحريق سيخمد من تلقاء نفسه مضيفا ان عمليات خفر السواحل «تتركز على عمليات الانقاذ والبحث عن الضحايا لانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح».
جريدة الرياض السعوديــة
نيويورك - أحمد حسين اليامي / واشنطن - وكالات الأنباء:
أعلنت الحكومة الفدرالية الأمريكية تعبئة لا سابق لها لمساعدة ضحايا الإعصار (كاترينا) نظراً لحجم هذه الكارثة التي أوقعت آلاف القتلى ومسحت أحياء كاملة من الوجود.
وفيما تحدث مسؤولو لويزيانا ومسيسيبي عن احتمال سقوط آلاف الضحايا وتظهر الصور على التلفزيون مناطق باكملها وقد غمرتها المياه .. فقد تحركت السلطات الفدرالية متحدة بشكل لا سابق له.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان الكارثة «هي احدى اسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد» مضيفا ان «العودة إلى الاوضاع الطبيعية ستستغرق سنوات».
واضاف متوجها إلى المتضررين من الإعصار «ان التحديات التي تواجهنا ميدانيا لا سابق لها (...) واليوم كل شيء يبدو قاتما بالنسبة لمن طالهم الإعصار. واتفهم ذلك ولكني على يقين من انه مع مرور الوقت، ستعود حياتكم إلى مجراها».
واوضح الرئيس بوش ان الجهود تتركز حاليا على «ثلاث اولويات» قائلا «اولويتنا الاولى هي انقاذ ارواح، ونساعد المسؤولين المحليين في نيو اورليانز على اجلاء المواطنين الذين مكثوا في المنطقة المنكوبة».
واضاف «ان اولويتنا الثانية هي توفير الطعام والماء والملاجئ للمواطنين النازحين والاولوية الثالثة هي اعادة التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات التي دمرها الإعصار».
وكان وزير الامن الداخلي مايكل شيرتوف برفقة وزير الطاقة سامويل بودمان ووزير النقل نورمان مينيتا ومساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الداخلي بول ماكال ومسؤول البيئة ستيفن جونسون اكدوا خلال مؤتمر صحافي انهم يعتزمون «العمل بدون كلل وكفريق واحد لتقديم المساعدة اللازمة» للمنكوبين.
ويتولى شيرتوف تنسيق عمليات الانقاذ فيما تقوم وزارة الامن الداخلي التي اعلنت ان نتائج الإعصار «تشكل كارثة ذات بعد وطني» بادارة الموارد الفدرالية لعمليات الانقاذ.
سفن حربية وفرق إنقاذ من البنتاغون
كما قرر البنتاغون ارسال خمس سفن وثماني فرق انقاذ بحرية ومروحيات وطوافات ومواد إغاثة إلى المنطقة الجنوبية من البلاد والتي ضربها الإعصار (كاترينا) المدمر، كما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز).
ومن المتوقع ان يطلب بوش من الكونغرس صرف مبالغ اضافية لتقديم مساعدة للمنكوبين.
وقبل قطع عطلته للعودة إلى واشنطن، ترأس الرئيس الأمريكي خلية ازمة حول عواقب الإعصار. وفي مزرعته عقد ايضا دائرة تلفزيونية مغلقة مع فريقه في البيت الابيض وسلطات نيو اورليانز ونائب الرئيس ديك تشيني الموجود في وايومينغ (غرب).
وسيتوجه بوش إلى الاماكن التي ضربها الإعصار في لويزيانا ومسيسيبي الجمعة او السبت.
وعلى طريق عودته إلى العاصمة الفدرالية، غيرت الطائرة الرئاسية مسارها العادي للتحليق على علو منخفض لمدة 35 دقيقة فوق مناطق لويزيانا ومسيسيبي والاباما التي ضربها الإعصار. وحلقت طائرته خصوصا لفترة قصيرة فوق نيو اورليانز.
وذكر شيرتوف ان «الوضع في كل المناطق المتضررة لا يزال خطرا» وطلب من السكان «البقاء في الملاجئ واتباع تعليمات السلطات المحلية».
وقال بوش ان عشرات الآلاف من المنازل والمصانع ومراكز المال والأعمال دمرت وأن نطاقا كبيرا من ساحل الخليج في المسيسيبي دمر تماما حتى ان مقر شركة موبيل غرق بكامله.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى اجتماع للحكومة وأصدر تعليمات بأن يرأس وزير الأمن الداخلي مايكل تشيرتوف قوة عمل تتولى تنسيق المساعدات المركزية من واشنطن إلى الولايات الثلاث المنكوبة لويزيانا ومسيسيبى وألاباما.
وأشار إلى ان التعافي من الكارثة سيستغرق وقتا طويلا ربما يصل إلى سنوات.
وذكرت تقارير صحافية إلى ان تعليقات بوش جاءت بعد قليل من اصدار رئيس بلدية نيو أورليانز أمرا باخلاء المدينة بالكامل، وحذر السكان من أنهم بحاجة إلى أربعة أشهر على الأقل قبل أن يعودوا إلى منازلهم بسبب الدمار الفظيع الذي لحق بها، مؤكدا ان عدد القتلى قد يبلغ الآلاف.
ويقول مسؤولو الولاية انهم توقفوا عن احصاء القتلى حتى يتفرغوا لانقاذ الأحياء، حيث تخطط السلطات لاجلاء نحو 20 ألف شخص من استاد المدينة حيث ساءت الأحوال بدرجة كبيرة « وقد فاضت المياه بداخله، كما انقطعت الكهرباء وطفحت المراحيض » وسينقل السكان الذين احتموا بالاستاد، في حافلات إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس على بعد مئات الأميال من نيو أورليانز.
وحذر المسؤولون في ولاية ميسيسيبي من احتمال ارتفاع حصيلة القتلى وقال حاكم الولاية هيلى باربر بعد أن شهد آثار الدمار من الجو اننى أتصور أن هذا هو منظر هيروشيما منذ 60 عاما مضت حيث صار 90٪ من مبانى الولاية حطاما.
وأعلنت السلطات الصحية الأمريكية حالة الطوارئ العامة في منطقة خليج المكسيك بالكامل، وسط تصاعد المخاوف من ارتفاع عدد القتلى إلى الآلاف بالولايات الثلاث التي ضربها الإعصار حيث قال وزير الصحة الأمريكى إن خطر انتشار الأوبئة والأمراض في المنطقة يهدد السكان،وانه يجرى دفع خبراء من مركز مكافحة الأمراض والوقاية.
وحثت الوزارة سكان المناطق المنكوبة على غلي الماء والتزام الحذر ضد الأخطار الصحية، بينما قال وزير المواصلات الأمريكى ان وزارته تعمل على استعادة وأصلاح الطرق المحطمة ط والمطارات والمرافئ وخطوط أنابيب النفط بالمنطقة.
وكان البيت الابيض اعلن اول من امس أن الرئيس سيطلب من الكونغرس الموافقة على صرف مبالغ اضافية لانفاقها على المناطق المنكوبة بالإعصار (كاترينا) كما اطلقت السلطات الامريكية خطة جديدة للطوارئ على مستوى البلاد.
وتسود اجواء من الخوف والارتباك نيو اورليانز بينما الامدادات الغذائية تتناقص، وتحاول الشرطة المدججة بالسلاح فرض نوع من حظر التجوال منعا لعمليات السلب والنهب حيث شوهد العديدون في ظل اجواء الفوضى ينهبون المراكز التجارية ويسرقون ما بها من بضائع، بينما يبحث البعض عن المواد الغذائية والدواء.
واعترفت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية أريزونا بتفاقم عمليات النهب والسلب، ولكنها قالت ان المسؤولين اضطروا للتركيز على عمليات انقاذ الذين مازالوا على قيد الحياة.
وتتواصل عمليات البحث، كما يتم العثور على أحياء طوال الوقت، ويرفع الناجون من أسطح المنازل المحاصرة بالماء وقام الصليب الأحمر بنقل آلاف من المتطوعين ليواجه أكبر كارثة طبيعية يتعرض لها، كما يتم توزيع فرق الانقاذ التابعة للحكومة الفدرالية.
وتشير تقديرات اولية إلى ان حجم الخسائر الناجمة عن الإعصار قد يعنى أن صناعة التأمين ستواجه أبهظ تكلفة لكارثة طبيعية في التاريخ وأعلنت مصادر حرس السواحل الأمريكية أن أكثر من 20 محطة استخراج نفط قد فقدت بخليج المكسيك وأن النيران قد اشتعلت بخط أنابيب غاز بالخليج.
ورغم ذلك لا يزال الوقت مبكرا لتقييم حجم الضرر الذي لحق بأنابيب النفط، ومصافى التكرير ومرافئ التصدير بخليج المكسيك، التي تزود الولايات المتحدة بمعظم احتياجاتها من النفط.
مخاطر صحية وأعمال نهب
وتحذر السلطات الفدرالية ايضا من المخاطر الصحية المترتبة على الفيضانات. وبعد ان تحدث عن اعمال النهب التي حصلت في المناطق المنكوبة اعتبر مساعد وزير الدفاع للامن الداخلي ان قوات الامن المحلي والحرس الوطني تعمل على الحفاظ على الامن العام.
ولم يتسن الحصول على اي حصيلة رسمية لعدد الضحايا ولو حتى مؤقتة الاربعاء بعد اكثر من 48 ساعة على مرور الإعصار (كاترينا) صباح الاثنين على سواحل ثلاث ولايات هي لويزيانا ومسيسيبي والاباما.
آلاف القتلى
لكن رئيس بلدية نيواورليانز قال امس ان الاعصار (كاترينا) قتل الآلاف في المدينة التاريخية التي أسسها المستعمرون الفرنسيون. واضاف راى ناغين قائلا «اننا نعرف ان هناك عددا كبيرا من الناس الميتين في الماء واخرين في الطوابق السفلى للمباني». وذكر في اجابة عن توضيح العدد الكبير قائلا على اقل تقدير مئات والاغلب آلاف. واعلن الخبر المذهل بينما حاول المهندسون التابعون لسلاح المهندسين الامريكيين تدعيم السدود المتحطمة التي ادت إلى فيضان هائل اكتسح بشكل رئيسي كل المدينة.
وقد اشتركت الوكالات الاتحادية بما في ذلك وزارة الامن الداخلي ووزارة الطاقة في مهمة الانقاذ وانتشرت الطائرات لتخلي تماما المدينة وتنقل اللاجئين إلى هيوستن وتكساس.
تعزيزات عسكرية
وافادت مصادر عسكرية في واشنطن ان الافا اضافية من الحرس الوطني سيصلون في الايام المقبلة إلى المناطق المنكوبة وقالت متحدثة باسم البنتاغون ان اكثر من 5 الاف عنصر من الحرس الوطني منتشرون حاليا في الولايات الاكثر تضررا بينهم 3600 عنصر في لويزيانا ونحو الف في الميسيسبي، موضحة انه يمكن تعبئة 16500 عنصر آخر بسرعة في لويزيانا والميسيسبي والباما وفلوريدا.
وقال متحدث باسم الحرس الوطني في الميسيسبي لوكالة (فرانس برس) ان ولايات كثيرة عرضت ارسال اعضاء من حرسها الوطني إلى المناطق التي اجتاحها الاعصار يوم الاثنين، واضاف تيم بويل «العروض تتوافد بكثرة».
واكد انه يتوقع وصول نحو اكثر من 3400 عنصر اضافي من سبع ولايات مختلفة قبل حلول العطلة الاسبوعية للمساعدة على توزيع الماكولات والماء وحفظ الامن ورفع الانقاض.
واستنادا إلى معلومات صحافية، طلبت لويزيانا تعزيزات تقدر بنحو خمسة آلاف رجل لمساعدة قوات الامن خصوصا على وقف اعمال النهب.
اغلاق مطارات بسبب نقص الوقود
و تواجه عشرة مطارات أمريكية خطر التوقف والاغلاق او العمل بأقل من سعتها بسبب نقص الوقود الذي سببه الاعصار (كاترينا) بعد أن أوقف منشآت تكرير وصناعة النفط في خليج المكسيك.
وقالت مجموعة (امبراست) للطيران ان شركات الطيران والنفط تعكف حاليا على وضع خطط لتوفير وقود الطائرات للمطارات التي تعاني من نقصه بسبب تعرض خطوط البترول والمصافي للتلف.
ومن المطارات المهددة، دالاس الدولي وأطلنطا وتشارلوت ولودرديل ومايرز واورلاندو وتامبا وويست بالم بيتش.
20 مليار دولار
خسائر شركات التأمين
وسيكلف الاعصار (كاترينا) شركات التامين ما مجموعه 20 مليار دولار، بحسب ما اعتبرت الشركة السويسرية «سويس ري» ثاني اكبر شركة تامين في العالم.
واوضحت سويس ري في بيان انها «تتوقع ان يكلف اعصار (كاترينا) قطاع التامين نحو 20 مليار دولار، ما يضعه في المرتبة الثانية من حيث الكلفة بعد الاعصار (اندرو) عام 1992 الذي كلف قطاع التامين 22 مليار دولار».
وقدرت الشركة السويسرية استنادا إلى تقديرات اولية، كلفة التعويضات التي ستقدم اليها بنحو 500 مليون دولار.
ومنذ مطلع السنة، سبق لشركة (لسويس ري) ان تلقت طلبات تعويض قيمتها مليار دولار.
واشنطن تدرس عروض المساعدة من الخارج
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس ان الولايات المتحدة تدرس العروض التي اتتها من حكومات اجنبية لمساعدة ضحايا الاعصار الرهيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيان ماكورماك «تلقينا بعض العروض من قبل حكومات ترغب في مساعدتنا في عمليات البحث (عن الضحايا) واعادة بناء» المناطق المنكوبة.
واضاف المتحدث «ليست لدي حاليا لائحة كاملة (باسماء تلك الحكومات) ولا اريد ان اذكر دولا وانسى اخرى، لان هذه العروض لا تزال تصلنا» الا انه اوضح ان «نحو اثنتي عشرة حكومة اتصلت بنا» لهذه الغاية.
وتابع «نقدرها جميعا وسنبدأ في الايام المقبلة دراسة كيف يمكن ادارة عروض مساعداتها هذه على احسن وجه نظرا لحاجات المناطق».
واكد انه ليس على علم بان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي تقيم الادارة الاميركية علاقات سيئة معه، عرض ارسال وقود ومساعدات انسانية للولايات المتحدة.
ومن بين الدول التي عرضت المساعدة المملكة العربية السعودية وألمانيا وكندا.
واختفت نحو 20 منصة نفطية او حفارا في خليج المكسيك بعد ان غرقت او جنحت في حين اشتعلت النيران في خط انابيب احدث الاعصار (كاترينا) فيه ثقبا كما اعلن الاربعاء مسؤول في خفر سواحل لويزيانا.
وقال الضابط روبرت ريد لوكالة (فرانس برس) «تلقينا تاكيدات بغرق او جنوح 20 منصة او حفارا على الاقل ونشوب حريق في خط انابيب يبدا من احدى الابار»
واكد ان الحريق سيخمد من تلقاء نفسه مضيفا ان عمليات خفر السواحل «تتركز على عمليات الانقاذ والبحث عن الضحايا لانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح».
جريدة الرياض السعوديــة