المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخاريف أحلام ...!!!



osamaroshdi
16-09-2005, 12:19 AM
تخاريف أحلام ...!!!



احتفالا منا بمرور خمسين عامًا على هذا الحدث العظيم الذي سيظل في ذاكرة الجميع.. يُسعدنا أن ننشر ولأول مرة هذا التقرير الذي عثر عليه الطفل إسلام ضمن مذكرات جده د.عاصم خشبة التي تعود إلى سنة 2010، أي منذ خمسين عامًا، بالطبع كلكم تعرفون هذا التاريخ جيدًا.. إن هذا التقرير كنز لا يقدر بثمن.. إنه تاريخ وتراث.. فمع هذا التقرير..



"كانت الاستعدادات تجري في إسرائيل على قدم وساق للاحتفال بالعاشر من يوليو لعام ألفين وعشرة باعتباره يومًا تاريخيًّا في حياة الشعب الإسرائيلي.



أما خصوصية هذا اليوم فتعود إلى أنه اليوم المتوقع أن يصل فيه إلى سواحل تل أبيب أول (جبل جليدي) يتم نقله في التاريخ من القطب الشمالي إلى إسرائيل؛ وذلك لحل مشكلة نقص المياه العذبة، والتي هددت وجود الدولة اليهودية كلها.



حصل الجميع على إجازة استعدادًا للحدث المهم، فخرج الناس إلى الشوارع يرقصون ويمرحون، وازدانت الشوارع بالزينات والأضواء وتقاطر على إسرائيل عشرات الآلاف من السائحين اليهود للمشاركة في الاحتفالية غير المسبوقة، وتوافدت جميع محطات الإذاعة والتليفزيونات العالمية؛ لنقل الحدث إلى جميع أنحاء العالم.



ولم يعكر صفو الاستعدادات الكبيرة سوى المسيرات الهادرة التي نظمتها جماعة أمناء الهيكل اليهودي المتطرفة، والتي رددوا فيها عزمهم على الاحتفال بالمناسبة بطريقتهم الخاصة وذلك بنسف المسجد الأقصى في هذا اليوم من أجل إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.



وفي حين أن هذه التهديدات ملأت قلوب الفلسطينيين رعبًا وخوفًا على المسجد الأقصى مما دفع الألوف منهم للاعتصام داخله من أجل الدفاع عنه خاصة بعد تسرب أخبار مؤكدة أن الجماعة المتطرفة أعدت مئات الكيلو جرامات من المتفجرات من أجل تنفيذ العمل الإجرامي؛ فإن الجانب الإسرائيلي قلل من شأن تهديدات الجماعة المتطرفة.



وما إن تم الإعلان عن قرب وصول الجبل الجليدي إلى سواحل تل أبيب حتى اندفعت موجات بشرية إلى الساحل على الأقدام وبالسيارات وحتى المقعدون تحركوا بمقاعدهم المتحركة صوب الساحل، ولم ينتبه أحد إلى المئات الذين سقطوا تحت الأقدام والعجلات المندفعة في نشوة وجنون تجاه الساحل.



أطلقت القاطرات العملاقة التي تجر (الجبل الجليدي) نفيرها عاليًا، وبدأت قمة الجبل الضخم تظهر في الأفق فتعالت الصرخات والصيحات، وانطلقت الآلاف من الألعاب النارية تشق عنان السماء وترسم لوحات ملونة زاهية، وتبادل الجميع العناق حتى دون سابق معرفة.



أرخى الليل جفونه على الشاطئ وعم الظلام الأرجاء ومع ذلك استمرت الاحتفالات الصاخبة على الساحل حتى حل التعب على الجميع فافترشوا رمال الشاطئ والطرق المؤدية إليه، وأبصارهم شاخصة تجاه الجبل الحلم، وهم غير مصدقين أن شبح العطش أصبح بعيدًا عنهم، وسرعان ما حل الهدوء وسكون لا يقطعه سوى حديث هنا وضحكة هناك، وانتشرت المصابيح الضوئية بطول الشاطئ، فبددت جزءاً من ظلمة الليل وسواده، وانعكست أضواؤها على صفحة المياه فبدت كقناديل بحرية مضيئة.



فجأة شقت سكون الليل أصوات طرقعات مدوية أعقبها فوران شديد في مياه البحر وساد الذعر بين الجماهير واندفعوا هاربين في كل الاتجاهات، واختلط الحابل بالنابل بعد أن ظنوا أن زلزالاً مدمرًا قد ضرب المنطقة.



وازدادت أصوات الطرقعات علواً وحدة، وازداد فوران المياه وطغيانها على الساحل، وسرعان ما سمع الجميع صرخات مدوية وضجيجًا مرعبًا صادرًا من جهة البحر؛ حيث يقبع (جبل الرحمة) الجليدي الذي لم يمضِ على احتفالهم به عدة ساعات.



لحظات قليلة مرت واندفع مراسل الـ "سي. إن. إن" بطائرته إلى الساحل، وسرعان ما شاهد الهول بعينه حتى أن معداته سقطت منه بعد أن استبد به الفزع وفقد الطيار سيطرته على طائرته للحظات، وسرعان ما استعادا سيطرتهما على مختلف الأمور، واستيقظ العالم كله على صرخات المراسل وصوره الحية التي بثها إلى العالم كله ناقلة له صور وحش هائل يخرج من بين ركام الجبل الجليدي بعد أن انهار جزء منه في مياه المتوسط الدافئة، ثم بدأ الوحش يتحرك بثبات تجاه الساحل مثيرًا حوله دوامات هائلة من مياه البحر ومطلقًا صيحات مرعبة لم تسمع لها البشرية كلها مثيلاً من قبل، وحش هائل هائج خرج من تابوته الجليدي يندفع إلى شوارع تل أبيب يوزع الموت في جميع الاتجاهات تارة بأقدامه الضخمة التي كان يدهس بها الشاحنات وكأنها لعب أطفال وتارة بذيله العملاق الذي تعدى طوله خمسة عشر مترًا، والذي كان يحصد في حركته المنازل والعمارات وكأنه منجل حاد يعمل في حقول الأرز.



اندفع الوحش الهائج من شارع إلى شارع محولاً كل شيء إلى ركام، واندفع الإسرائيليون إلى الهرب ليس من تل أبيب فقط، ولكن من إسرائيل كلها، وسرعان ما تحول الهروب إلى نزوح جماعي من جميع مطارات إسرائيل ومن مطارات السلطة الفلسطينية والأردن ومصر باتجاه أمريكا.



أيام ثقيلة مرت والوحش مطلق السراح لا تؤثر فيه أسلحة ولا قنابل والهلع والرعب يزدادان بعد انتشار نبوءة فلسطينية تقول: إن هذا الوحش ما هو إلا (براق) جاء خصيصًا لمنع إسرائيل من هدم المسجد الأقصى بحجة بناء هيكل سليمان مكانه، وأضافت النبوءة أيضًا أنه لن يكون براقًا واحدًا فقط، وأن هناك آخرين في الطريق.



أيام أخرى و(البراق) يندفع من حي لآخر، ومن مدينة لأخرى مخلفًا آلاف القتلى والجرحى من الإسرائيليين حتى أن مراسل الـ "سي. إن. إن" لاحظ بسهولة أن النزوح الإسرائيلي تحول إلى هجرة، وأن المحطة النهائية للجميع هي (نيويورك) وسرعان ما بدأ اليهود المهاجرون بمساعدة مجموعة من اليهود المقيمين في حملة مكثفة لشراء العقارات والشقق والأراضي والشركات وتدفقت المليارات اليهودية من كل أنحاء أمريكا وأوروبا إلى نيويورك لتدعم المواطنين الجدد وتوطنهم.



وسرعان ما بدأت محطات التلفزيون والصحف الأمريكية والأوروبية الخاضعة للسيطرة اليهودية في الحديث عن مدى ارتباط اليهود بنيويورك على مر التاريخ، واستضافوا لأيام متتالية علماء يهودًا تحدثوا عن الحفريات والآثار اليهودية التي استخرجوها من أرض نيويورك، والتي أثبتت أن اليهود كانوا هناك قبل الهنود الحمر بآلاف السنين، وأعلن باحثون آخرون أن التاريخ اليهودي بدأ في نيويورك، وأن فلسطين لم تكن سوى مرحلة انتقالية، وقدموا عشرات الوثائق التي تؤكد أن نيويورك هي (أرض الميعاد) وأن الهجرة إلى نيويورك واجب ديني.



أسابيع قليلة مضت والهجرة الإسرائيلية من إسرائيل تبلغ ذروتها حتى أن العسكريين كانوا على رأس المغادرين. وسرعان ما نقلت الـ "سي.إن.إن" للعالم كله دخول الفلسطينيين من غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا ومصر إلى القدس مكبرين ومحلقين رؤوسهم ومهللين، وشاهد العالم كل صورة للوحش الضخم وسنامه يرتفع إلى أعلى من عمارة من عشرة طوابق، وهو في طريق عودته إلى الساحل، ومنه إلى البحر ليختفي في أعماق مياه المتوسط".



أسف ... هذه تخاريف أحلام .:afraid: