المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لايفوتك هل موضوع واحد سني كاتبة



نور محمد
10-10-2001, 02:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ... :):):):):)



الشك والحيرة


كانت أجوبة السيد محمد باقر الصدر ، واضحة ومقنعة ولكن أنى لها أن تغوص في أعماق واحد مثلي قضى خمسة وعشرين عاما من عمره على مبدأ تقديس الصحابة واحترامهم وخصوصا الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله بالتمسك بسنتهم والسير على هديهم ، وعلى رأس هؤلاء سيدنا أبوبكر الصديق وسيدنا عمر الفاروق ، وإني لم أسمع لهما ذكرا منذ قدمت العراق ، وإنما سمعت أسماء أخرى غريبة عني أجهلها تماما ، وأئمة بعدد إثنى عشر إماما ، وإدعاء بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قد نص على الامام علي بالخلافة قبل وفاته ، كيف لي أن أصدق ذلك .
أي أن يتفق المسلمون وهم الصحابة الكرام خير البشر بعد رسول الله ويتصافقوا ضد الامام علي كرم الله وجهه ، وقد علمونا منذ نعومة أظافرنا بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحترمون الامام عليا ويعرفون حقه فهو زوج فاطمة الزهراء وأبوالحسن والحسين وباب مدينة العلم ، كما يعرف سيدنا علي حق أبي بكر الصديق الذي أسلم قبل الناس جميعا وصاحب رسول الله في الغار ذكره الله تعالى في القرآن ، وقد ولاه رسول الله إمامة الصلاة في مرضه وقد قال صلى الله عليه وآله : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا ، ولكل ذلك اختاره المسلمون خليفة لهم ، كما يعرف الامام علي حق سيدنا عمر الذي أعز الله به الاسلام وسماه رسول الله بالفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل كما يعرف حق سيدنا عثمان
--------------------------------------------------------------------------------

( 72 )
الذي استحت منه ملائكة الرحمن والذي جهز جيش العسرة وسماه رسول الله بذي النورين ، فكيف يجهل إخواننا الشيعة كل هذا أو يتجاهلونه ويجعلون من هؤلاء أشخاصا عاديين تميل بهم الاهواء والاطماع الدنيوية عن اتباع الحق فيعصون أوامر الرسول بعد وفاته وهم الذين كانوا يتسابقون لتنفيذ أوامره فيقتلون أولادهم وآباءهم وعشيرتهم في سبيل عزة الاسلام ونصرته ، والذي يقتل أباه وولده طاعة لله ورسوله لا يمكن أن تغره أطماع دنيوية زائلة هي اعتلاء منصة الخلافة فيتجاهل أمر رسول الله ويتركه ظهريا .
نعم من أجل كل هذا ما كنت لاصدق الشيعة في كل ما يقولون رغم أني اقتنعت بأمور كثيرة ، وبقيت بين الشك والحيرة ، الشك الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي لان كلامهم معقول ومنطقي ، والحيرة التي غمرتني فلم أصدق أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ينزلون إلى هذا المستوى الاخلاقي فيصبحون بشرا عاديين مثلنا ، لم تصقلهم أنوار الرسالة ولم يهذبهم الهدى المحمدي ؟ يا إلهي كيف يكون ذلك ؟ أيمكن أن يكون الصحابة على هذا المستوى الذي يقول به الشيعة ؟ والمهم هو أن هذا الشك وهذه الحيرة هما بداية الوهن وبداية الاعتراف بأن هناك أمورا مستورة لابد من كشفها للوصول إلى الحقيقة .
جاء صديقي منعم وسافرنا إلى كربلاء ، وهناك عشت محنة سيدنا الحسين كما يعيشها شيعته وعلمت وقتئذ بأن سيدنا الحسين لم يمت ، فالناس يتزاحمون ويتراصون حول ضريحه كالفراشات ويبكون بحرقة ولهفة لم أشهد لهما مثيلا ، فكأن الحسين استشهد الآن ، وسمعت الخطباء هناك يثيرون شعور الناس بسردهم لحادثة كربلاء في نواح ونحيب ، ولا يكاد السامع لهم أن يمسك نفسه ويتماسك حتى ينهار ، فقد بكيت وبكيت وأطلقت لنفسي عنانها وكأنها كانت مكبوتة ، وأحسست براحة نفسية كبيرة ما كنت أعرفها قبل ذلك اليوم ، وكأني كنت في صفوف أعداء الحسين وانقلبت فجأة إلى أصحابه وأتباعه الذين يفدونه بأرواحهم ، وكان الخطيب يستعرض قصة الحر وهو أحد القادة المكلفين بقتال الحسين ، ولكنه وقف في المعركة يرتعش كالسعفة ولما سأله بعض أصحابه : أخائف أنت من الموت أجابه الحر ، لا والله ولكنني أخير نفسي بين الجنة والنار ثم
--------------------------------------------------------------------------------

( 73 )
همز جواده وانطلق إلى الحسين قائلا : هل من توبة يابن رسول الله ، ولم أتمالك عند سماع هذا أن سقطت على الارض باكيا وكأني أمثل دور الحر وأطلب من الحسين : هل من توبة ياابن رسول الله ، سامحني ياابن رسول الله ، وكان صوت الخطيب مؤثرا ، وارتفعت أصوات الناس بالبكاء والنحيب عند ذلك سمع صديقي صياحي وانكب علي معانقا ، باكيا وضمني إلى صدره كما تضم الام ولدها وهو يردد يا حسين ، يا حسين ، كانت دقائق ولحظات عرفت فيها البكاء الحقيقي وأحسست وكان دموعي غسلت قلبي وكل جسدي من الداخل وفهمت وقتها حديث الرسول : « لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا » .
بقيت كامل اليوم مقبوض النفس وقد حاول صديقي تسليتي وتعزيتي وقدم إلي بعض المرطبات ولكن شهيتي انقطعت تماما ، وبقيت أسأله أن يعيد علي قصة مقتل سيدنا الحسين ، لاني ما كنت أعرف منها قليلا أو كثيرا غاية ما هناك أن شيوخنا إذا حدثونا عن ذلك يقولون أن المنافقين أعداء الاسلام الذين قتلوا سيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي هم الذين قتلوا سيدنا الحسين ، ولا نعرف غير هذا الاقتضاب بل إننا نحتفل بيوم عاشوراء على أنه من الاعياد الاسلامية وتخرج فيه زكاة الاموال وتطبخ فيه شتى المأكولات وأنواع الاطعمة الشهية ، ويطوف الصبيان على الكبار ليعطوهم بعض النقود لشراء الحلويات والالعاب .
صحيح أن هناك بعض التقاليد والعادات في بعض القرى منها أنهم يشعلون النار ، ولا يعملون في ذلك اليوم ولا يتزوجون ولا يفرحون ، ولكن نسميها عادات وتقاليد بدون ذكر أي تفسير لها ، ويروي علماؤنا في ذلك أحاديث عن فضائل يوم عاشوراء وما فيه من بركات ورحمات أنه أمر عجيب ! .
زرنا بعد ذلك ضريح العباس أخي الحسين ، ولم أكن أعرف من هو وقد روى لي صديقي قصة بطولته وشجاعته ، كما التقينا بالعديد من العلماء الافاضل الذين لا أتذكر أسماءهم بالتفصيل سوى بعض الالقاب ، كبحر العلوم والسيد الحكيم وكاشف الغطاء وآل ياسين والطباطبائي والفيروزآبادي وأسد حيدر وغيرهم ممن تشرفت بمقابلتهم .

--------------------------------------------------------------------------------

( 74 )
والحق يقال إنهم علماء أتقياء ، تعلوهم هيبة ووقار ، والشيعة يحترمونهم كثيرا ويؤدون إليهم خمس أموالهم ، والتي بها يديرون شؤون الحوزات العلمية ويؤسسون المدارس والمطابع وينفقون على طلاب العلم الوافدين من كل البلاد الاسلامية ، إنهم مستقلون ولا يرتبطون بالحكام من قريب أو من بعيد كما هو شأن علمائنا الذين لا يفتون ولا يتكلمون إلا برأي السلطة التي تضمن معاشهم ، وتعزل من تشاء منهم وتنصب من تشاء .
إنه عالم جديد بالنسبة إليّ اكتشفته ، أو كشفه الله لي وقد أنست به بعد ما كنت أنفر منه وانسجمت معه بعد ما كنت أعاديه ، وقد أفادني هذا العالم أفكارا جديدة وبعث في حب الاطلاع والبحث والدراسة حتى أدرك الحقيقة المنشودة التي طالما راودتني عندما قرأت الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : « افترقت بنو إسرائيل إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة » .
فلا كلام لنا مع الاديان المتعددة التي يدّعي كل منها أنه هو الحق وغيره الباطل ، ولكن أعجب واندهش وأحتار عند قراءة هذا الحديث ، وليس عجبي وإندهاشي وحيرتي للحديث نفسه ولكن للمسلمين الذي يقرؤون هذا الحديث ويرددونه في خطبهم ويمرون عليه مر الكرام بدون تحليل ، ولا بحث في مدلوله لكي يتبينوا الفرقة الناجية من الفرق الضالة .
والغريب أن كل فرقة تدعي أنها هي وحدها الناجية وقد جاء في ذيل الحديث : « قالوا من هم يارسول الله ؟ قال من هم على ما أنا عليه أنا وأصحابي » فهل هناك فرقة إلا وهي متمسكة بالكتاب والسنة ، وهل هناك فرقة إسلامية تدعي غير هذا ؟ فلو سئل الامام مالك أو أبوحنيفة أو الامام الشافعي أو أحمد بن حنبل فهل يدعي أي واحد منهم إلا التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة ؟ .
فهذه المذاهب السنية وإذا أضفنا إليها الفرق الشيعية التي كنت أعتقد
--------------------------------------------------------------------------------

( 75 )
بفسادها وانحرافها ، فها هي الاخرى تدعي أيضا أنها متمسكة بالقرآن والسنة الصحيحة المنقولة عن أهل البيت الطاهرين ، وأهل البيت أدري بما فيه كما يقولون .
فهل يمكن أن يكونوا كلهم على حق كما يدعون ؟ وهذا غير ممكن لان الحديث الشريف يفيد نقيض ذلك ، اللهم إلا إذا كان الحديث موضوعا ، مكذوبا ، وهذا لا سبيل إليه لان الحديث متواتر عند السنة والشيعة ، أم أن الحديث لا معنى له ولا مدلول ؟ وحاشى لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يقول شيئاً لا معنى له ولا مدلول وهو الذي لا ينطق عن الهوى وكل أحاديثه حكمة وعبر .
إذا لم يبق أمامنا إلا الاعتراف بأن هناك فرقة واحدة على الحق وما بقي فهو باطل ، فالحديث يبعث على الحيرة كما يبعث على البحث والتنقيب لمن يريد لنفسه النجاة .
ومن أجل هذا داخلني الشك والحيرة بعد لقائي بالشيعة فمن يدري لعلهم يقولون حقا وينطقون صدقا ! ولماذا لا أبحث ولا أنقب .
وقد كلفني الاسلام بقرآنه وسنته أن أبحث وأقارن وأتبين قال الله تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )(1) وقال أيضا : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الالباب )(2).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « ابحث عن دينك حتى يقال عنك مجنون » فالبحث والمقارنة واجب شرعي على كل مكلف .
بهذا القرار وبهذه العزيمة الصادقة واعدت نفسي وأصدقائي من الشيعة في العراق وأنا أودعهم معانقا ومتأسفا لفراقهم فقد أحببتهم وأحبوني ، وقد تركت أحباء أعزاء مخلصين ضحوا بأوقاتهم من أجلي لا لشيء كما قالوا لا خوفا ولا طمعا ، وإنما ابتغاء مرضاة الله سبحانه فقد ورد في الحديث الشريف « لان يهدي
____________
( 1 ) سورة العنكبوت : آية 69 .
( 2 ) سورة الزمر : آية 18 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 76 )
الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس » .
وغادرت العراق بعد قضاء عشرين يوماً في ربوع الائمة وشيعتهم ، مرت كأنها حلم لذيذ يتمنى النائم أن لا يستيقظ حتى يستوفيه ، غادرت العراق متأسفاً على قصر المدة ، متأسفاً على فراق الافئدة التي أهوي إليها والقلوب التي تنبض بمحبة أهل البيت وتوجهت للحجاز قاصداً بيت الله الحرام وقبر سيد الاولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .


***

--------------------------------------------------------------------------------

( 77 )


السفر إلى الحجاز


وصلت إلى جدة والتقيت صديقي البشير الذي فرح بقدومي وأنزلني في بيته ، وأكرمني غاية الاكرام ، وكان يقضي أوقات فراغه معي في النزهة والمزارات بسيارته ، وذهبنا للعمرة معا وعشنا أياما كلها عبادة وتقوى ، واعتذرت له عن تأخري لبقائي في العراق وحكيت له عن اكتشافي الجديد أو الفتح الجديد ، وكان متفتحا ومطلعا فقال : فعلا أنا أسمع أن فيهم بعض العلماء الكبار وعندهم ما يقولون ، ولكن عندهم فرقا كثيرة كافرة منحرفة يخلقون لنا مشاكل متعددة في كل موسم للحج .
سألته ما هي هذه المشاكل التي يخلقونها ؟ .
أجاب : إنهم يصلون حول القبور ، يدخلون البقيع جماعات فيبكون وينوحون ويحملون في جيوبهم قطعا من الحجارة يسجدون عليها ، وإذا ذهبوا إلى قبر سيدنا الحمزة في أحد فهناك يقيمون جنازة بلطم وعويل وكأن الحمزة مات في ذلك الحين ، ومن أجل كل ذلك منعتهم الحكومة السعودية من الدخول إلى المزارات .
ابتسمت ، وقلت له : ألهذا تحكم عليهم بأنهم منحرفون عن الاسلام ؟ .
قال : هذا وغيره ، أنهم يأتون لزيارة النبي ولكنهم في نفس الوقت يقفون
--------------------------------------------------------------------------------

( 78 )
على قبر أبي بكر وعمر ويسبونهما ويلعنونهما ومنهم من يلقي على قبر أبي بكر وقبر عمر القذارات والنجاسات .
وذكرني هذا القول بالرواية التي سمعتها من والدي غداة رجع من الحج ولكنه قال بأنهم يلقون القذارات على قبر النبي ، ولا شك بأن والدي لم يشاهد ذلك بعينيه لانه قال : شاهدنا جنودا من الجيش السعودي يضربون بعض الحجاج بالعصي ولما استنكرنا عليهم إهانتهم لحجاج بيت الله الحرام : أجابونا بأن هؤلاء ليسوا من المسلمين فهم من الشيعة جاؤوا بالقذارات ليلقوها على قبر النبي ، قال والدي : عند ذلك لعناهم وبصقنا عليهم .
وها أنا الآن أسمع من صديقي السعودي المولود في المدينة المنورة بأنهم يأتون لزيارة قبر النبي ولكنهم يلقون النجاسات على قبر أبي بكر وعمر ، وشككت في صحة الروايتين ، لاني حججت ورأيت أن الحجرة المباركة التي يوجد فيها ضريح النبي وأبي بكر وعمر مغلقة ولا يمكن لاي شخص أن يقترب منها للتمسح على بابها أو شباكها ، فضلا على أن يلقي فيها أشياء ، أولا ، لعدم وجود فجوات وثانيا لوجود حراسة مشددة من الجنود الغلاظ الذين يتداولون على الرقابة والحراسة أمام كل باب وفي أيديهم سياط يضربون بها كل من يقترب أو يحاول أن ينظر داخل الحجرة ، والغالب على الظن أن بعض الجنود من السعودية وهم يكفرون الشيعة ، رماهم بهذه التهمة ليبرر ضربه لهم ، وحتى يستفز المسلمين لمقاتلتهم أو على الاقل ليسكتوا على إهانتهم ، ويروجوا إذا رجعوا إلى بلدانهم أن الشيعة يبغضون رسول الله ويلقون على قبره النجاسات ، وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد .
وهذا نظير ما حكاه أحد الفضلاء ممن أثق بهم إذ قال : كنا نطوف بالبيت فإذا بشاب « أصابه مغص من شدة الزحام فتقيأ » ، وضربه الجنود الذين كانوا يحرسون الحجر الاسود وأخرجوه وهو في حالة يرثى لها واتهموه بأنه جاء بالنجاسة لتوسيخ الكعبة وشهدوا عليه وأعدم في نفس اليوم .
وجالت بخاطري هذه المسرحيات وبقيت أفكر برهة في تعليل صديقي
--------------------------------------------------------------------------------

( 79 )
السعودي لتكفير هؤلاء الشيعة ، فلم أسمع غير أنهم يبكون ويلطمون ويسجدون على الحجر ويصلون حول القبور ، وتساءلت أفي هذا دليل على تكفير من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
وما أردت معاندة صديقي والدخول معه في جدال لا طائل من ورائه فاقتصرت على القول : هدانا الله وإياهم إلى صراطه المستقيم ولعن الله أعداء الدين الذين يكيدون للاسلام والمسلمين .
وكنت كلما طفت بالبيت العتيق خلال العمرة وفي كل زيارة لمكة المكرمة ، ولم يكن يطوف بها الا نفر قليل من المعتمرين ، صليت وسألت الله سبحانه من كل جوارحي أن يفتح بصيرتي ويهديني إلى الحقيقة .
وقفت على مقام ابراهيم ( ع ) واستعرضت الآية الكريمة ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )(1) صدق الله العظيم .
وبدأت أناجي سيدنا إبراهيم أو أبانا إبراهيم كما سماه القرآن :
- يا أبتاه ، يامن سميتنا المسلمين ، ها قد اختلف أبناؤك من بعدك فأصبحوا يهودا ونصارى ومسلمين ، واختلف اليهود فيما بينهم إلى أحدى وسبعين فرقة واختلف النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، واختلف المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلهم في الضلالة حسبما أخبر بذلك ابنك محمد وفرقة واحدة بقيت على عهدك يا أبتاه ! .
أهي سنة الله في خلقه كما يقول القدرية ، فالله سبحانه هو الذي كتب على كل نفس أن تكون يهودية أو نصرانية أو مسلمة ، أو ملحدة ، أو مشركة ، أم أنه
____________
( 1 ) سورة الحج : آية 78 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 80 )
حب الدنيا والابتعاد عن تعاليمه سبحانه ، ذلك بأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، إن عقلي لا يطاوعني بتصديق أن القضاء والقدر هو الذي حتم مصير الانسان ، بل أميل وأكاد أجزم بأن الله سبحانه خلقنا وهدانا وألهمنا الفجور والتقوى ، وأرسل إلينا رسله ليوضحوا لنا ما أشكل علينا ويعرفوننا الحق من الباطل ، ولكن الانسان غرته الحياة الدنيا وزينتها ، الانسان بأنانيته وكبريائه ، بجهله وفضوله ، بعناده ولجاجته ، بظلمه وطغيانه مال عن الحق واتبع الشيطان وابتعد عن الرحمن فورد غير مورده ، وأكل غير مأكله ، وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك أحسن تعبير وأوجزه بقوله تعالى : ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون )(1) .
ياأبانا إبراهيم ، لا لوم على اليهود والنصارى الذين عاندوا الحق بغيا بينهم لما جاءتهم البينة ، فها هي الامة التي أنقذها الله بولدك محمد وأخرجها من الظلمات إلى النور وجعلها خير أمة أخرجت للناس ، فهي الاخرى اختلفت وتفرقت وكفر بعضها بعضا ، وقد حذرهم رسول الله ونبههم إلى ذلك وضيق عليهم حتى قال : « لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث » فما بال هذه الامة قد انقسمت وافترقت وأصبحت دويلات يعادي بعضها البعض ويحارب بعضها البعض ويكفر بعضها البعض وحتى لا يعرف بعضها البعض الآخر ، فيهجره طيلة حياته ، ما لهذه الامة ياأبانا إبراهيم بعد ما كانت خير الامم وقد ملكت الشرق والغرب وأوصلت للناس الهداية والعلوم والمعرفة والحضارة ، إذا بها اليوم أصبحت أقل الامم وأذلها فأراضيهم مغتصبة وشعوبهم مشردة ومسجدهم الاقصى تحتله عصابة من الصهاينة ولا يقدرون على تحريره ، وإذا زرت بلدانهم فإنك لا ترى إلا الفقر المدقع والجوع القاتل والاراضي القاحلة ، والامراض الفتاكة والاخلاق السيئة ، والتخلف الفكري والتقني ، والظلم والاضطهاد ، والاوساخ والحشرات ، ويكفيك فقط أن تقارن بيوت الراحة « المراحيض » العمومية كيف هي في أوروبا وكيف هي عندنا ، فإذا دخل المسافر إلى المراحيض
____________
( 1 ) سورة يونس : آية 44 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 81 )
في أوروبا بأسرها وجدها نظيفة تلمع كالبلور وفيها روائح طيبة بينما لا يطيق المسافر إلى البلاد الاسلامية الدخول إلى المراحيض لعفونتها ونجاستها ونتونتها ونحن الذين علمنا الاسلام « إن النظافة من الايمان والوسخ من الشيطان » ، فهل تحول الايمان إلى أوروبا وسكن الشيطان عندنا ؟ لماذا أصبح المسلمون يخافون من إظهار عقيدتهم حتى في بلدانهم ، ولا يتحكم المسلم حتى في وجهه فلا يتمكن من إعفاء لحيته ولا من لبسه الزي الاسلامي بينما يتجاهر الفاسقون بشرب الخمر والزنا وهتك الاعراض ولا يقدر المسلم دفعهم بل ولا حتى أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقد بلغني أن في بعض البلاد الاسلامية مثل مصر والمغرب من يبعث الاباء بناتهم للبغاء من شدة الفقر والبؤس والاحتياج فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ياإلهي لماذا ابتعدت عن هذه الامة وتركتها تتخبط في الظلمات ، لا ، لا ، أستغفرك ياإلهي وأتوب إليك ، فهي التي ابتعدت عنك عن ذكرك ، واختارت طريق الشيطان ، وأنت جلت حكمتك ، وتعالت قدرتك قلت ، وقولك الحق : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين )(1) وقلت أيضا : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )(2).
ولا شك أن ما وصلت إليه الامة الاسلامية من الانحطاط والتخلف والذلة والمسكنة لدليل قاطع على بعدها عن الصراط المستقيم ، ولا شك أن القلة القليلة أو الفرقة الواحدة من بين ثلاثة وسبعين ، لا تؤثر في مسيرة أمة بأكملها .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله « لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم » .
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا
____________
( 1 ) سورة الزخرف : آية 36 .
( 2 ) سورة آل عمران : آية 144 .

--------------------------------------------------------------------------------

( 82 )
بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
سافرت إلى المدينة المنورة محملا برسالة من صديقي بشير إلى أحد أقربائه لكي أقيم عنده مدة بقائي هناك ، وقد كلمه من قبل بالهاتف ، واستقبلني هذا الاخير ورحب بي وأنزلني في بيته وتوجهت فور وصولي إلى زيارة رسول الله ، فاغتسلت وتطيبت ، ولبست أحسن ثيابي وأطهرها ، وكان الزوار قليلين بالنسبة إلى موسم الحج فتمكنت من الوقوف أمام قبر رسول الله وأبي بكر وعمر ، ولم أكن أتمكن من ذلك في موسم الحج لكثرة الازدحام ، وحاوت عبثا أن أمس أحد الابواب للتبرك ، فانتهرني الحرس الواقف هناك ، وكان على كل باب حرس يحرسه ، ولما أطلت الوقوف للدعاء وإبلاغ السلام الذي حملني إياه أصدقائي ، أمرني الحراس بالانصراف ، وحاولت أن أتكلم مع واحد منهم ولكن دون جدوى .
ورجعت إلى الروضة المطهرة حيث جلست أقرأ ما تيسر من القرآن ، وأحسن الترتيل وأعيده مرات لاني تخيلت وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله يستمع إلي ، وقلت في نفسي أيمكن أن يكون الرسول ميتا كسائر الاموات ، فلماذا نقول في صلاتنا ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بصفة المخاطب ، وإذا كان المسلمون يعتقدون بأن سيدنا الخضر عليه السلام لم يمت ويرد السلام على كل من يسلم عليه بل وأن مشايخ الطرق الصوفية يعتقدون جزما بأن شيخهم أحمد التيجاني أو عبد القادر الجيلاني يأتون إليهم جهارا ويقظة لا مناما ، فلماذا نشح على رسول الله بمثل هذه المكرمة وهو أفضل الخلق على الاطلاق ، ولكن يخفف على نفسي أن المسلمين لا يشحون بذلك على رسول الله ، إلا الوهابية الذين بدأت أنفر منهم لهذا ولعدة أسباب أخرى منها الغلظة التي شاهدتها فيهم والشدة على المؤمنين الذين يخالفونهم في معتقداتهم . زرت البقيع وكنت واقفا أترحم على أرواح أهل البيت ، وكان بالقرب مني شيخ طاعن في السن يبكي وعرفت من بكائه أنه شيعي ، واستقبل القبلة وبدأ يصلي وإذا بالجندي يأتي إليه بسرعة وكأنه كان يراقب تحركاته وركله بحذائه ركلة وهو في حالة سجود فقلبه على ظهره وبقي

METALLICA
10-10-2001, 05:15 PM
يا أخت سوسن

المشكلة إنكم إنتو الشيعة ما تقدروا تفهموا إننا نحب الإمام علي - كرم الله وجهه و رضي عنه و أرضاه - كثيراً
و هو عندنا من أفضل الصحابة إن لم يكن أفضلهم :)

انا مرة واحد خارجي جلس يسب على الإمام امامي و أمام أصحابي ( اصحابي كلهم سنة )
نزلنا فيه ضرب ليوم الضرب
و أنا الصراحة تمنيت يكون معي سكين أو موس عشان أشرحه تشريح

بس إنتوا ...............................
تسبون أبو بكر و عمر و عثمان - رضي الله عنهم - .
( لاحظي نحن أهل السنة نقول عن الإمام علي كرم الله وجهه و رضي عنه و أرضاه أما بقية الصحابة نقول فقط رضي الله عنهم )
تسبون الصحابة طيب ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟
عشان الخلافة ؟؟؟؟؟؟؟
أصلاً الصحابة كلهم و أولهم سيدنا علي - كرم الله وجهه و رضي عنه و أرضاه - ما كانت تهمهم الحياة الدنيا بل كان كل طموحهم هو الجنة ....

و أكبر دليل إن سيدنا علي بنفسه ما كان يريد الخلافة هو أنه صار يبكي لما تعين خليفة
ما صار يبكي من الفرح ...
صار يبكي من خوفه من الله لأنه يعلم عظم مسؤولية الحاكم

إستغفروا ربكم أيها الشيعة فإن الله غفور رحيم ......

YaWaRd_85
10-10-2001, 05:40 PM
شوي شوي


وش ذا الموضووووع الطوويل فاضي من يقراه

ابوتركي
10-10-2001, 05:49 PM
اقول الشيعة منافقين شوفو وش يسووون الحين متفقين مع الكفار ( الروس و الامريكان واللي معهم )
على طالبان هذا النفاق بعينه ولو كان الشيعة على الحق ماكان جاهم دعم من اهل الكفر والضلال والكفار دارين ان الشيعة منافقين لهذا استخدموهم ضد المسلمين

اللهم انصر اخواننا المسلمين في افغانستان على الكافرين والمنافقين