الرســــــام
17-09-2005, 09:08 PM
هذه بصراحة .. من أعز ماكتبت من كتاباتي المتواضعة ...
هي طويلة شوي ...
لكنني خوفا من الإطالة لم أكتب إلا ربعها .. أو بمعنى آخر "" خمس همسات ""
وراح أجزئها على جزئين
فأتمنى أن تحوز على إعجابكم ... كما أتمنى أن لا تحرمونا من نقدكم
كنت أنا وصاحبي في طريقنا إلى مدينتنا "المجمعة"
وفجأة..انفجر إطار السيارة لتحذفنا جنباً بجنب عند سور المقبرة ..
فهرعت أنا وصاحبي لنركِّب إطارا جديداً ... وعندما انتهينا إكتشفنا أننا أقفلنا السيارة
ونسينا المفتاح في وسطها ...
ومع تأخرالوقت .. وخلو الطريق من المارة .. قررنا أن ننتظر حتى الصباح...
فتوسدنا جدار المقبرة ... في صمت رهيب .. وفي هدوء موحش ..
وبعد فترة قلت لصاحبي :
أولا تحس بإحساس غريب وأنت تتوسد جدار مقبرة حوت في وسطها أمواتا ؟!!
فقال : وأي إحساس أحسست به أنت ؟
فقلت : إحساسك بالموت .. ويقينك أنك في يوم ما ستكون ههنا !!
في هدأتنا هذه ... أحس بهم يتسامرون .. وفيما بينهم يتكلمون ..
يروننا فيقولون لبعضهم : ما أغبى هاذين !!
يخافون منا ونحن رفاة .. ولا يأبهون بنا ونحن تدب فينا الحياة ...
ليتكلم منهم ميت توفي منذ سنين فيقول :
إنني لأذكر نفسي حينما كنت في عمرهم ...
لقد كنت شابا تضرب به الأمثال ..
قوة وشهامة ... وصلابة ورجولة ...
لطالما صارعت أقسى الكروب .. ولطالما سلكت أعتى وأظلم الدروب
لم أتخيل يوما أنني سأموت !.. وسينساني من بحبهم وطلتهم حييت ...
أخذت من الحياة ما استطعت ... وصبرت على ما أخذته الحياة
عشتها دوما على قناعة ورضى ... وتركتها أيضا على قناعة ورضى
... أتعلمون متى كرهت الحياة ؟... حينما وسد رأسي في هذا القبر !!
فرأيت الدنيا بعين غير عين الأحياء
فقاطعه رجل آخر يقول :
لم أكن في يوم من الأيام حيًّا ... بل كنت ميْــتا أرغم على الحياة !!
عشت الحياة وكأنها لعنة ... واستقبلت الموت وكأنه رحمة !!
ولم أعرف روعة الحياة .. إلا عندما وسد رأسي في هذا القبر ...
لأني رأيت حياتي .. بعين غير عيني المتشائمة ...
رأيت الهوى ... يتسامر العشاق فيه
ورأيت الرضى ... بنيت سعادة الناس عليه
رأيت الأبناء يلتفون حول آبائهم ... كالورود المزهرة على جوانب الشجرة
لم أكن أرى من الحياة إلا أسوءها ... وعندما مت .. لم أعد أرى إلا أروعها !!
أهي سخرية القدر ... أم عيبي أنا ؟!!
لينهي حديثه آخر فيقول :
أواه على ما مضى أواه ...
أرأيتم رجلا وضع أمامه كنز في صندوق ..؟
وبدل أن يأخذ الكنز ... أخذ بغباوته الصندوق !!!
لطالما كنت هذا الرجل ... ولطالما كانت الحياة هذا الكنز ... ولطالما كانت أفعالي هي ذلك الصندوق...
لقد عشت حياتي في عدم يتبعه عدم ...
ليس لها أي معنى .. وليس فيها أي مضمون
آكل وأشرب وأنام ... وأسهر وألعب وأهيم ...
حتى حينما تزوجت ..
لم أعرف زوجتي إلا امرأة تعيش معي .. وأعيش معها .. وننام على سرير واحد ..
وسط صمت رهيب ... وبين جدران مقيتة
قمة الجمود ... ونهاية التبلد
وعندما ماتت...
وقفلت إلى بيتي راجعا ...
فإذا به هادئ ... كهدوء هذه المقابر ..
أسمع فيه صدى وقع أقدامي ... ويخترق مسامعي حفيف الهوى
لأجده موحشاً من غيرها ... ولتنقدح في قلبي نار لم أكن أعهدها ...
أحببتها .... نعم أحببتها .....
بعد كل هذه السنوات !!!!
ولم أشتق إليها ... إلا عندما صارت رفاة !!!
فأي جنون هذا ... وأي مجنون أنا
(الجزء الثاني ... سيكون بإذن الله غدا)
مع أعطر تحية ..
ومع أزكى سلام .
هي طويلة شوي ...
لكنني خوفا من الإطالة لم أكتب إلا ربعها .. أو بمعنى آخر "" خمس همسات ""
وراح أجزئها على جزئين
فأتمنى أن تحوز على إعجابكم ... كما أتمنى أن لا تحرمونا من نقدكم
كنت أنا وصاحبي في طريقنا إلى مدينتنا "المجمعة"
وفجأة..انفجر إطار السيارة لتحذفنا جنباً بجنب عند سور المقبرة ..
فهرعت أنا وصاحبي لنركِّب إطارا جديداً ... وعندما انتهينا إكتشفنا أننا أقفلنا السيارة
ونسينا المفتاح في وسطها ...
ومع تأخرالوقت .. وخلو الطريق من المارة .. قررنا أن ننتظر حتى الصباح...
فتوسدنا جدار المقبرة ... في صمت رهيب .. وفي هدوء موحش ..
وبعد فترة قلت لصاحبي :
أولا تحس بإحساس غريب وأنت تتوسد جدار مقبرة حوت في وسطها أمواتا ؟!!
فقال : وأي إحساس أحسست به أنت ؟
فقلت : إحساسك بالموت .. ويقينك أنك في يوم ما ستكون ههنا !!
في هدأتنا هذه ... أحس بهم يتسامرون .. وفيما بينهم يتكلمون ..
يروننا فيقولون لبعضهم : ما أغبى هاذين !!
يخافون منا ونحن رفاة .. ولا يأبهون بنا ونحن تدب فينا الحياة ...
ليتكلم منهم ميت توفي منذ سنين فيقول :
إنني لأذكر نفسي حينما كنت في عمرهم ...
لقد كنت شابا تضرب به الأمثال ..
قوة وشهامة ... وصلابة ورجولة ...
لطالما صارعت أقسى الكروب .. ولطالما سلكت أعتى وأظلم الدروب
لم أتخيل يوما أنني سأموت !.. وسينساني من بحبهم وطلتهم حييت ...
أخذت من الحياة ما استطعت ... وصبرت على ما أخذته الحياة
عشتها دوما على قناعة ورضى ... وتركتها أيضا على قناعة ورضى
... أتعلمون متى كرهت الحياة ؟... حينما وسد رأسي في هذا القبر !!
فرأيت الدنيا بعين غير عين الأحياء
فقاطعه رجل آخر يقول :
لم أكن في يوم من الأيام حيًّا ... بل كنت ميْــتا أرغم على الحياة !!
عشت الحياة وكأنها لعنة ... واستقبلت الموت وكأنه رحمة !!
ولم أعرف روعة الحياة .. إلا عندما وسد رأسي في هذا القبر ...
لأني رأيت حياتي .. بعين غير عيني المتشائمة ...
رأيت الهوى ... يتسامر العشاق فيه
ورأيت الرضى ... بنيت سعادة الناس عليه
رأيت الأبناء يلتفون حول آبائهم ... كالورود المزهرة على جوانب الشجرة
لم أكن أرى من الحياة إلا أسوءها ... وعندما مت .. لم أعد أرى إلا أروعها !!
أهي سخرية القدر ... أم عيبي أنا ؟!!
لينهي حديثه آخر فيقول :
أواه على ما مضى أواه ...
أرأيتم رجلا وضع أمامه كنز في صندوق ..؟
وبدل أن يأخذ الكنز ... أخذ بغباوته الصندوق !!!
لطالما كنت هذا الرجل ... ولطالما كانت الحياة هذا الكنز ... ولطالما كانت أفعالي هي ذلك الصندوق...
لقد عشت حياتي في عدم يتبعه عدم ...
ليس لها أي معنى .. وليس فيها أي مضمون
آكل وأشرب وأنام ... وأسهر وألعب وأهيم ...
حتى حينما تزوجت ..
لم أعرف زوجتي إلا امرأة تعيش معي .. وأعيش معها .. وننام على سرير واحد ..
وسط صمت رهيب ... وبين جدران مقيتة
قمة الجمود ... ونهاية التبلد
وعندما ماتت...
وقفلت إلى بيتي راجعا ...
فإذا به هادئ ... كهدوء هذه المقابر ..
أسمع فيه صدى وقع أقدامي ... ويخترق مسامعي حفيف الهوى
لأجده موحشاً من غيرها ... ولتنقدح في قلبي نار لم أكن أعهدها ...
أحببتها .... نعم أحببتها .....
بعد كل هذه السنوات !!!!
ولم أشتق إليها ... إلا عندما صارت رفاة !!!
فأي جنون هذا ... وأي مجنون أنا
(الجزء الثاني ... سيكون بإذن الله غدا)
مع أعطر تحية ..
ومع أزكى سلام .