المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر (رصاصة الرحمة)-رؤية عن قصتي مع الواقع



أبو الراوية
19-09-2005, 02:01 PM
هي أولى المشاركات لي في المنتدى المتميز
وأتمنى أن أكون صديقا لكل المثقفين المتميزين في هذا المنتدى


رصاصة الرحمة



يا له من دوي عنيف ... يجتث الخيال من الجذور ... ليطرحة للبيع أو المقايضة...



المقايضة بما لا يقل خيالا عن (( الحلم ))



نعم ... فالأجراس الأولى لساعة النبيه ... تعصف بالخيال والأحلام ... وتبعدها عن النظر شيئا فشيئا... وتكاد أن تختفي ... حتى يستثار الشعور .... والغيرة الخجلة .... من فقد ذلك الخيال مهما كان محتواه....

.

فتهرع اليد دونما تثاقل ....لإبطال هذا الصوت ... ولإنهاء هذه العاصفة ...

وتنجح بالعادة في إبرام هدنة قد لا تتجاوز الخمس دقائق ... يتعهد الجسد – بأكمله – بعدها بالتدخل...



وبالطبع. ... فإن جدية النوايا مجهولة ... بالذات إن كان الجسد (عربيا) .... واليد ؟؟؟



والمبرر كالعادة ..... أن (( ما هي إلا غفوة )) ... تتوالى بعدها الغفوات ... وتتسابق أثناءها الأمنيات ... تارة بالدعاء على عربة الحياة لتتوقف .....وأخرى بإشعال الضمير والإسراع خلف العربة ...



لكن الأهم ... تلك الأجواء البرزخية الآسرة .... والرابطة للحلم بالواقع ..... والتي قد (( تطـــــــــــول )) إن بان ذبولها .... و (( تقصر )) إن بان ازدهارها ...



وآه ما أطولها ....إن استرسل ذبولها مع الهدنة... أو إن تشابهت مع (غفوتي ) التي لن أنسى ... والتي امتزجت بصور من كنت أراهم زوارا للمعابد الإسلامية وفي أياديهم معاول هدم وحراب مسنونة ... يحفرون بها قبور ضحاياهم ....



أو إن امتزجت – كما كان معي- ... بصور أناس ...يعيش أحدهم انفصاما في شخصيته .... وقتالا مريرا بين نفسه وجسده...فيتحدث في شتى المجالات ...ويردد عبارات براقة ما لبثت أن غدا التملك أحد أجزاءها ....



وتزداد طولا وتشويها إن اختلطت – كحكايتي - بصورة من كان يشاطر نفسه أشلاء الحديث ... متفاخرا أمامها بجنون معرفته المزعومة ...



نعم ... اذكرهم.....

كانوا يتحدثون عن الفضيلة وقدسيتها .... وسجلاتهم طافحة بالموبقات والعاصي



تشبثت هذه التفاصيل بذاكرتي رغما عني... بسبب حادث مستنقع ...أذكره جيدا...

ذلك عندما تسلل أحدهم إلى مكان العبادة ... ليطلق رصاصته الأخيرة علي ...لكنه فوجئ بدخول رجال الدين ... فتظاهر بتقبيلي ....وكانت بذلك ...رصاصة رحمة ... اخترقت مقتلي .... إلى حين ...

إلى حين استُل فيه سلاح رقيق مر على جبيني المنهك... وانطلقت أثناءها همسات نصر لامست مسامعي:

(( عين الله ترعاك.... يا ولدي... أصبحنا وأصبح الملك لله))

إنـــــــــــــها ....

كــــف أمي.... هــمـــس أمي... أمــــــــــــــــــــي



أطلقت رصاصة رحمة ... بل إنها رصاصة الرحمة

للهدنة.... للغفوة .... ولهم


أبو الراوية