المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تستطيع الرد ... مسابقة مخيفة



محمد شعيب
21-09-2005, 11:34 AM
أعلم أن الكثير سوف يلعنونني و يصفونني بأوصاف لم يوصف بها أبو جهل لكن خربانة خربانة
أي منكم من له رد عبقري فليشارك وسأعترف به و أطلب من المشرفين اعطائه العضوية المميزة
و سأرشحة و أنقل له أفضل الملفات الدعوية بالنسبة لدي و سأرشح مواضيعة اينما كانت
الموضوع الاول

____________

للاسف اخى الكريم روابط المنتديات ممنوعه من قبل الادارة

حنـــظله
21-09-2005, 11:53 AM
أخي العزيز محمد شعيب

أنت وضعت وصلة لموضوع واحد فقط


ثانيا قرأت الموضوع , وأعجبني حقيقة
لكنني لا أرى مبرر لأنفعالك , ولم أفهم دعوتك بصراحة





أعجبني هذا المقطع

إذاًَ، فقد كان فقه الوعظ كما مضى هو الغائب الوحيد في الخطاب الوعظي المعاصر، ولذا قرأ هؤلاء قوله تعالي (معذرة إلى ربكم)، وظنوا أنَّ العظة والنصيحة تقتصر علي الإعذار والبلاغ فقط، من دون أن يُتيحوا لأنفسهم النظر في كيفية الموعظــة، ولا شك في أنَّ الموعظة أسلوبٌ إصلاحي ناجح يجب الاستمرار فيه، ولكن مع العناية بآدابه. ولذا فالله يقول (الموعظة الحسنة) في إشارة إلى أنَّ من المواعظ ما هو خارج عن الحسن والحكمة، وبذا فقد كان وعظ هؤلاء هروبياً يرى الدعوة هماً يجب أن يُزيله عن كاهله

محمد شعيب
21-09-2005, 01:02 PM
لا عليك يا عزيزي
فأنا لم أقصد أمثالك...
و أكبر دليل على هذا أنك لم تفهم مالذي أقصده ببعض كلامي ...
ما علينا مارأيك أن تسجل في المنتدى فهوا رائع و مناسب لك و لو كانت فيه العديد من التيارات
و ذلك لأنني أؤمن بمقولة ( عدو عاقل خير من صديق جاهل)
أفضل أن يحذف المشرف الموضوع :أفكر:

محمد شعيب
21-09-2005, 01:17 PM
أقول أغير رايي

عبد الله الوشمي

الخطاب الوعظي ، ماذا بقي منه ؟


تُعنى الحركة الاصلاحية في العالم الإسلامي على امتداده باستخدام سبل كثيرة لتمرير مشروعها الفكري، وذلك بإنتاج خطاب يتزامن مع الحراك الاجتماعي المعاصر، مع المحافظة على الثوابت الإسلامية ، رغبة في الوصول إلى الشريحة الكبرى من المجتمع الذي تحكمه معطيات كثيرة أحدها : التوافق الاجتماعي ، في عملية يشير إليها الندوي باعتبارها نموذجا من نماذج الحرية التي يتيحها التصور الإسلامي .

وحيث إن الإسلاميين - كتسمية اجرائية - يتفاوتون في قراءة الدرس الوعظي وتطبيقاته في التراث الإسلامي، فإننا سنلجأ الى قراءة الخطاب الوعظي المعاصر بوصفه أداة من الأدوات التي جاء الإسلام بتشريعها، واعتمد عليها كثير من المناهج المعاصرة، حتى غدت بضاعة رائجة في السوق الإسلامي: وسوف نجد أن هذا الخطاب متشبع بالنسق الفكري الذي ينتمي إليه، ومن هنا يسوغ لنا أن نسائل هذا الخطاب، عن هويته المعاصرة، وعن جوانب الاهتزاز في تجربته .

1 - يعطي القرآن الكريم قارئه تصوراً شاملاً للوعظ، لا تكاد تجد فيه شبهاً بما هو مستقرٌ في الذهن من النماذج الواقعية، وفيه نجد موعظة النساء، والمنافقين، والكافرين، وأنَّ الوعظ سبيل من سبل إبراء الأمانة تجاه الخالق، فهو نوعٌ من القيام بالخلافة الإلهية في الأرض، بل إنَّ القران نفسه موعظة من الرب، وذلك بوعده، ووعيده، وقصصه، وأخباره، ولذا أسندت المهمة إلى أنبياء الله وورثتهم من العلماء، فلم يكن الواعظ هو ذلك الرجل الذي يقوم في مجتمعات الناس بصفاته المعهودة ليلقي كلمته، ثم يعود محفوفاً بكلمات الدعاء والمباركة، مع غياب لفقه الوعظ: بل حلَّ الوعظ بنجوة من شداة العلم، فضلاً عن المتطفلين على موائده من العوام، وكان بذلك صورة مضيئة في التراث الإسلامي.
وقد استمرت الصورة المضيئة تلك في لمعانها إلى أنْ اندثرت في خبايا العصور المتأخرة. ويُسجِّل( ابن الجوزي ) في ( تلبيس إبليس ) النقلة التي مرت من خلالها تجربة الوعظ الإسلامية، وذلك في مقارنة بين الواعظ / الفقيه العالم والواعظ / الجاهل، حيث يُحيط الأول وعظه بالأفق الشرعي من حيث مراعاة الزمان، والمكان، والمخَاطب، ومقاصد الشرع، وحكَمه، ويبدأ الثاني وعظه في جو خطابي، يتحدث إلى مجالسيه ويُخاطبهم، ولكنَّه غائب عنهم في لا وعيه ،و ذلك لأنَّه يتنفس من هواء مجتمع غريب عنهم. يقول ابن الجوزي: (كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء، ثم خسَّت هذه الصناعة فتعرض لها الجهال). وهنا يقوم ابن الجوزي بالتقاط النقطة الجوهرية التي حدثت في تجربة الوعظ المعاصرة، ونلحظ في هذا النص، أنَّه يُمثل قراءة فكرية لظاهرة إسلامية، يُقدمها ابن الجوزي (597هـ)، وهو واعظٌ يقول عنه الذهبي: كان رأساً في التذكير بلا مدافعة، حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس ، وحسن السيرة ا .هـ ؛ ولذا اكتسبت الرؤية النقدية في هذا النص مشروعيتها العلمية، فكانت بمثابة التحليل الذي يرى الخلل في الخطاب الوعظي بوصفه يتلخص في تحوّل الريادة في فنون الوعظ من العلماء والفقهاء إلى الجهال. ولقد كانت مظاهر الإخفاق في التجربة الوعظية المعاصرة ناتجة ببعديها: المضموني والشكلي من وقوعها في أسر هذه الفئة من الوعاظ، ولم تكن خسارة الخطاب الوعظي مع هؤلاء بسيطة. ولذا نجد ابن الجوزي يصف الواقع الوعظي المذكور بالخسة، وهي كلمة تحمل فضاءاتها الدلالية المعروفة.

2 - تبدأ القراءة العلمية لهذا الخطاب بالحديث عن الأساس اللغوي لمفردة الوعظ، فعلي حين أنَّها تعني عند عددٍ من العلماء التذكير بالثواب والعقاب، ويري صاحب التعريفات أنَّ الوعظ هو التذكير بالخير، أقول: علي حين ذلك كلِّه فقد انتشر في الأدبيات الإسلامية المعاصرة التي تُعني بتأصيل الوعظ التأكيد علي جانب الوعيد فيه، وتخويف الناس من عاقبة أمورهم السيئة، ونسوا أنَّ الرجاء والخوف جناحان لا يطير دونهما طائر كما يرى ذلك ابن القيم، وإذا كان من الثقافة السائدة ضرورة تغليب الخوف في الصحة للاجتهاد في العبادة، وتغليب الرجاء في المرض لحسن الظن بالله، فلنا أن نتساءل ألا يحق للمسلم أنْ يُملأ قلبه رجاء بالله وظناً حسناً به في صحته ونشاطه !.

3 - يسلك بعض الوعاظ منهجاً يتلخص في أن الناس قد أقبلوا علي الدنيا وشهواتها، ولذا وجب أن يملأ الوعظ بالوعيد والتخويف من عقاب الله، ويرون في ترغيب الناس برحمة ربهم الواسعة نوعاً من تضليل الناس، ولا يخفى ما في هذا من مصادرة النصوص والمقاصد الشرعية، ولقد ضلوا الطريق هنا، وذلك حين هربوا من طرف ذميم إلى ما لا يقلُّ عنه، فشنَّعوا في تخويف الناس، حتى صرت تخرج من بعض مجالس الوعظ وأنت تظنُّ أنَّ ما أمرك الله به من عمل واجتهاد وكدح دنيوي لا قيمة له، وأنَّ الواعظ لم ينجح إلا في نزع ذلك من قلبك، ولكنه لم يُفلح أبداً في تحويل القابلية والجاهزية التي منحه إياها السامع إلى عمل فاعل، يُبصر دنياه وآخرته، حيث كان هذا الخطاب الوعظي غارقاً في أفقه الخاص، لا يرى الدنيا إلا من حيث إنها فتنة لا مزرعة للآخرة، ولقد كان علي رضي الله عنه أعلم حين نهي عن ذم الدنيا، لأنها لا تذم لذاتها، بل لما أودع فيها، يقول ابن الجوزي: (ومنهم من يحث علي الزهد وقيام الليل، ولا يُبين للعامة المقصود، فربما تاب الرجل منهم، وانقطع إلى زاوية، أو خرج إلى جبل، فبقيت عائلته لا شيء لهم)، وواضحٌ أنَّ الخلل الذي يعيشه الخطاب الوعظي يتركز في فقه الوعظ المهتز، ولذا فبدلاً من أن يخرج الموعوظ ليبدع ويعمل وينتج، فإنَّه يركن إلى زاوية أو غيرها ليمارس عبادة هي أقرب إلى الطقوس، ودليل ذلك أنَّ هذه العبادة يأتي رد فعل لا فعلاً مستقلاً، وربما كان هذا الرجل المتعبد برد الفعل ناسياً لواجبات كبرى، فقد ينصرف من درس الوعظ ليُكثر من النوافل في الوقت الذي يترك فيه بر الوالدين،أو الدعوة ذاتها، حيث أصبح الوعظ مختزلاً لواجبات الإنسان في الزهد فقط، ولقد كان هذا الزهد أقرب إلى صدمة الحضارة والمدنية منه إلى الزهد الحقيقي.

4 - إذاًَ، فقد كان فقه الوعظ كما مضى هو الغائب الوحيد في الخطاب الوعظي المعاصر، ولذا قرأ هؤلاء قوله تعالي (معذرة إلى ربكم)، وظنوا أنَّ العظة والنصيحة تقتصر علي الإعذار والبلاغ فقط، من دون أن يُتيحوا لأنفسهم النظر في كيفية الموعظــة، ولا شك في أنَّ الموعظة أسلوبٌ إصلاحي ناجح يجب الاستمرار فيه، ولكن مع العناية بآدابه. ولذا فالله يقول (الموعظة الحسنة) في إشارة إلى أنَّ من المواعظ ما هو خارج عن الحسن والحكمة، وبذا فقد كان وعظ هؤلاء هروبياً يرى الدعوة هماً يجب أن يُزيله عن كاهله، ومن هنا سقط وعظهم في التخويف، والتهويل، والمبالغات وغيرها، ولــم يُنتج فاعلية في الأداء - وهـو الجدير بذلك -، وها هو ذا ابن الجوزي يقول: (ومنهم من ْيُنشد أشعار النوح على الموتى، ويصف ما يجري لهم من البلاء، ويذكر الغربة، ومن مات غريباً، فيبكي بها النساء، ويصير المكان كالمأتم، وإنما ينبغي أن يذكر الصبر على فقد الأحباب لا ما يوجب الجزع). ولقد كان تصوير ابن القيم في زاده طريفاً حين رأى أنَّ مستمعي هذا النوع من الوعظ يخرجون (ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون، وتُقسم أموالهم، ويبلي التراب أجسادهم) فسار هذا الوعظ في اتجاه معاكس، حيث إنَّ الخوف المحمود هو ما يمنع المعاصي، لا ما يُبرِّرها أو يزيل التوازن بين أنواع الطاعات.

5 - وإذا كان أحد مظاهر التلبيس الذي صنعه إبليس للوعاظ من معاصري ابن الجوزي هو الكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فإنَّه حين غاب فقه الوعظ مرة أخري في عصرنا هذا، ارتقى التلبيسُ مرتقى آخر ، فأصبح الكذب في الرؤى، وفي قصص التوبة ، والهداية ، ديدناً لكثير من الوعاظ. ومن ثمَّ امتزجت أحاديثهم بنوع من الخرافة الأسطورية ، وأصبح هؤلاء من أحق الناس بالصفة التي كانت متداولةً عن سابقيهم ، وهي القصَّاص ، وإذا كان هذا المنهج داعٍ لإقبال جماهير العامة ؛ فإنَّه مبرِّرٌ لا يُستهان به لانصراف المثقفين عنه أو المميّزين بتعبير ابن الجوزي ، حيث يرون أنَّهم في غنية عن خطاب تتجلَّي فيه هذه الخصائص ، فضلاً على أنَّه لا يُقدِّم للعامة أنفسهم إلا خطاباً عاماً يسهب في البيان ويُخفق في تحقيق الثمرة ، يقول ابن الجوزي: ( بَعُد عن الحضور عندهم المميزون من الناس، وتعلَّق بهم العوام والنساء ، فلم يتشاغلوا بالعلم ، وأقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة ، وتنوعت البدع في هذا الفن ) ، وبذا أصبحت معطيات الخطاب الوعظي ليست موضوعية وإنَّما ذاتية ، أي أنَّ الواعظ يُقدّم ما يترجح لديه أنَّه يُعجب العامة ( الجهلة بتعبير ابن الجوزي) ، ولا مانع لديه من حشو وعظه بالبدع والمغالطات في سبيل تحقيق الجماهيرية ، وهنا يغيب الموضوع وتبرز الذات ، وما زلت أذكر ذلك الواعظ الذي يُمثّل الطرف الآخر المضيء حيث يحرص على ترغيب الناس برحمة الله وفضله وجنته ، وضرورة ابتعادهم عما يُغضب الله ، فيلتف الكثيرون حوله ، وهو نموذج نادر لكنَّه صارخٌ في وجه الذين يظنون أن الوعيد والتبكيت والغرائب هي وسيلة الوعظ الوحيدة .

6 - وإذا كان ابن الجوزي يذكر عدداً من السبل التي يسلكها هؤلاء لتحفيز الجماهير علي الإنضمام إلى موكبهم كالتباكي والتخاشع المفتعل ، فإنَّنا نجد في هذا العصر شغفاً بالصوت المتوتر المنفعل، الذي يعكس التفاعل المصطنع أحياناً ، والخارج عن الذوق المقبول أحياناً أخرى ، وهؤلاء يأرزون إلى وصف الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في خطابته بعلو الصوت ، واشتداد الغضب ، واحمرار العينين ، وكأنَّه منذر جيش، وتغيب عنهم قصر خطبته ، وبلاغتها ، وأنَّها صادرة من فمه الشريف الذي لا ينطق عن الهوى ، ويكتفون بالصوت المرتفع. وقد استمع رجل غير مسلم لواعظ يرفع صوته كثيراً في أحد المساجد ، فكان يتساءل عن سبب ذلك باستغراب لا يخلو من استنكار . وقد تناسلت فهوم هؤلا ء تبعاً لمقولة ابن الجوزي في صيد الخاطر: المواعظ كالسياط. وحملوا مرادها على قوة الصوت وجهارته ، ونسوا أنَّ معناها يكمــن في أنَّ السـوط لا يؤثــر ما لم يكن الضارب قوياً ، فشرط التأثير هو سلامة الواعظ نفسه من الموانع ، وممَّا تحمله مـن دلالات أنَّ تأثير المواعظ كالسياط تؤلم حال وقوعها ثم تزول ، ولذا يجب تكرارها ، ولما سبق ولغيره فإننا لا نستغرب أن ينتقل الوعظ إلى حقل آخر، وهو دعاء القنوت ، ومع ما في هذا من اعتداء في الدعاء ، إلا أنَّ فئة من الأئمة ما زالوا يتبارون في صنــوف الــوعظ في الدعاء ، وهو وعظ يتكئ علي إثارة العاطفة ، واستدرار الدموع.
وهم في هذا الفهم المغلوط لوصف الرسول صلي الله عليه وسلم ولكلمة ابن الجوزي لا يقفون عند تخومها الأولي فحسب ، بل يقع في لا وعي فئة من الوعاظ أنَّهم يُمثِّلون دوره صلى الله عليه وسلم وأنَّ منْ يستمع إليهم يمثل دور الصحابة الذين لا يفترون عن سماع الرسول وطاعة أوامره ، وحيث إنَّ الرسول مبلَّغٌ مبلِّغ ، فإنَّهم أسقطوا على أنفسهم صفات العظمة ، والعصمة ، والقبول ، ولذا ظهر في حديث أحدهم ما يُعتبر طرفة ، وذلك حين قال لموعوظيه: أنا لا أضمن دخول الجنة، فكيف أنتم!، وكان أقرب من ذلك العبارات المليئة بضمائر الخطاب لا المتكلم التي يُصدرها هؤلاء لموعوظيهم ، ويُخوفونهم من عاقبة تقصيرهم ، وهي وإنْ كانت مما يحصل صدفة ، فإنَّها تخفي نسقاً خطيراً ، حيث توحي بنجاة الواعظ وفلاحه ، وأنَّ العتب والحاجة ليست له وإنما لكم أيها المستمعون .
7 - وكان من تداعيات الخلل في فقه الوعظ ما يحدث من انصراف الناس عن سماعه، كما أشار إلي ذلك ابن الجوزي ، وعلي رغم أهمية الوعظ للمؤمن ، ولقلبه ، فإنَّ انصراف الناس عن المواعظ أمرٌ واقعي، وليست المعضلة في تفادي ذلك ، وإنَّما المعضل في أنْ يُجسِّد النسق الفكريُ ضرورة الاستماع للوعظ كخصيصة إيمانية ، يُصادَرُ حق المخالف لها بالانتماء إلى فئة المتمسكين بشرع الله . وفي قراءة النصوص الشرعية سوف نجد أنَّ حصول الملل جرَّاء سماع الموعظة من حيث المبدأ أمرٌ واقعي ، ولم يكن وقوعُه أمراً منذراً بعظائم الأمور وبضعف المسلمين ولهوهم كما يظنُّه بسطاء الفهم ، بل كان دافعاً لفقهاء الوعظ إلى معالجته بالقصد في الموعظة ، ولذا فإنَّ مفهوم (التخول في الموعظة) و(خشية الملل) لم يظهر في عصورنا المتأخرة ، بل ظهر في عصر الصحابة رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: إني أتخولكم بالموعظة ، أكره أنْ أملَّكم. ويَرِدُ في البخاري عن ابن عباس تقييد الحديث بطلب الحضور لا بالمبادرة الشخصية . ويردُ النهي عن قطع حديث الناس بُغية وعظهم ، لما يُسبب من ملل ونفور. ولعمري إنَّ ذلك لهو الفقه ، فليس الاقتصاد في الموعظة مطلب يسوّغُه مُغرض ، أو يدعو إليه بطَّال ، بل هو مطلب شرعي توافرت النصوص علي بيانه .

8 - هذه قراءة في نسق الخطاب الوعظي المعاصر، وهي قراءة تؤمن بأهميته من حيث المبدأ ، لكنها تُحاول استكناه الإخفاقات التي مُني بها هذا الخطاب ، فهي دعوةٌ إلى تحرر هذا الخطاب وأمثاله من التزامات الظروف والنماذج الضعيفة ، ومن ثمَّ البحث عن المقومات التي تنهض بهذا الخطاب من كبوته ، ليعود إلى موقعه المهم في خريطة الإصلاح .
بدادة المستيدة
الخطاب الوعظي..

في البداية يجب أن ندرك أن مفهوم الخطاب الوعظي قد تغير وتبدل كثيراً ولم يعد له اي اثر ولا تأثير لا في الأنفس ولا في الساحة الجتماعية..ففي العصور الماضية كان الخطاب الديني يعتمد على قوة اللغة ووضح المعنى وبيان الحجة وكان في أغلبه مما يرتجل ارتجالاً وبالتالي لم يكن كل الناس وعاظ ولا خطباء مما كان له أكبر الأثر في إدراك قيمة الوعظ والخطاب الوعظي والوعاظ..
مع اختلاط المفاهيم وضعف آليات الوعاظ وتبلورهم في الفهم الخاطئ لبرميجات الخطاب الوعظي أصبح ما نسمعه مجرد تناسق لفظي وأفكار مكررة وجامدة تدور في فلك التخويف والترهيب والتشكيك في اجتهادات الناس الدينية ومطالبتهم بالمثل العليا والعبادات والسلوكيات الخارقة والتحريض على نبذ واجتناب الحضارة الأنسانية الحالية ..



وسبب هذا التراجع والتخلف:
1- هو الرفض العميق للخوض في فهم الحضارة الحالية وتطويعها مع متطلبات الدين الإسلامي وعدم الثقة لا في النفس ولا في الآخرين من ناحية التطبيق الديني للشعائر والفروض بل أن البعض وصل به الحال لشك في حصول المغفرة وكأن الله سبحانة وتعالى خلقنا للنار وعلينا العيش في هذه الدنيا بحذر وتجنب تام لكل ما يؤدي إليها: أي أن الحياة وجمالياتها تحولت لدى مفهوم الوعاظ حالياً إلى تجربة أو امتحان صعب يضعه القدر في طريقنا لنفوز بعده بالجنة إذا خسرنا جمال الحياة وتنسكنا أو نكسب الدنيا والسعادة لنكون بعدها في النار..
ومنها بدأئنا في تطبيق مفهوم الحلال المطلق والحرام المطلق وأقفلنا باب الاجتهاد في بقية أمور الحياة وأوصدنا بوابات عقولن وأفهامنا في وجه التسامح والتصافح مع من حولنا ..
2-أليات وضع الخطاب التي صاغها ويتحكم فيها من نصب نفسه حامي الدين وحارس الفضيلة لهذا الزمان..ونسي أن الخطاب الوعظي من المفترض أنه يرغب ويحبب ويبسط الرسالة التي يدعو بها ليجد القبول والرضى ويدفع للاجتهاد والمثابرة والحرص على قيمة وفهم الخطاب الوعظي..وتنسى أهمية المشاركة والعمل الجماعي في نشر الدين وإيصاله بأبسط السبل والكلمات والسلوكيات إلى الآخرين لضمان انتشاره وتفاعلة مع الحياة.

__________________

حنـــظله
21-09-2005, 01:38 PM
أخي العزيز محمد شعيب

شكرا لك على إقتراحك القيّم

الموقع الذي أشرت إليه يضمّ عددا من الأقلام الممتازة وذوى الأسلوب العالي المبدع

إلا أن لدي بعض التحفظ حول المشاركة فيه, راجع لحساسية لدي ضد الأوساط المخملية
وكوني لا أرغب أن أكون كبعض المثقفين ممن يعزل نفسه عن الشارع وينسج حول نفسه ومن أفكاره شرنقة حريرية تخنقه في النهاية.



تقبل تحياتي.

محمد شعيب
21-09-2005, 01:53 PM
مثلما يقول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله (فش ..مشكلة) طبعا المنتدى يحوي أبوابا مختلفة هذا أكثرها دسما لم لا تجرب الشعر و الرواية..؟

ما علينا نعود للموضوع الثاني
نلسون مانديلا (طبعا ليس هو رئيس جنوب أفريقيا السابق ^_^)


لماذا حرمونا مشايخ نجد الكرام من جمال النصوص القرانية والنبوية؟؟؟...
إن المتأمل لكلام علماء الشام ، وتونس ، والمغرب وو.....، يجد الروعة
في التعبير والتحليل ، من ناحية المقصد الذي في النص القرآني والنبوي.....

ياترى هل البيئة لها تأثير ؟ أو لأن الجو حار عندنا............!
للأستاذ أحمد أمين مقولة رائعة وهي( ما أشقه عملا التوفيق بين علماء نجد،ومقتضيات الزمن، وبين طبائع البادية ،ومطالب الحضارة
عبد الواحد اليحيائي
وجوابا على سؤالك:

هو كذلك: لأن الغالب على المشايخ في نجد (وليسوا كلهم سواء) الجهل بآداب اللغة العربية: شعر، رواية، قصة.. بل وأحيانا يجهلون التاريخ والجغرافيا.. والمبرر أن الإشتغال بهذه العلوم اشتغال بما لا يفيد، وقد عاب ابن باز رحمه الله على ابن الجوزي كتابه المنتظم (وهو في التاريخ) وعده من شغل الوقت فيما لا ينفع، وللأسف الشديد فقد ولد هذا في كتاباتهم بعض السذاجة الثقافية، إضافة إلى الجفوة البادية في الكتابة،
التالي كتب بواسطة محمد شعيب
هيه يا شباب ما رأيكم نريد ردودا عبقرية لكن بعد أن تقرأو عبارة ذكرتها في المنتدى العام
مقولة منقولة عن وزير التربية والتعليم السابق د . محمد الرشيد في مقابلة تلفزيونية يقول بأن علينا ان لا نكون في حواراتنا وخلال استماعنا لوجهة نظر الاخرى ممن يختلف معنا في الرأي نفكر في كيفية الرد عليه فقط ، بدلا من الاستماع الى ما يبديه من رأي ثم بعد ذلك الرد عليه.
مفهوم ....؟

حنـــظله
21-09-2005, 02:18 PM
أمممممممممممممممممممم

عرفت سبب تيقظك وانفعالك , ولا أراك إلاّ عاضّا ثوبكا مجهّزا لنحشتك :)


أن ما جئت به يا أخي ابن شعيب لما يكرهه الملوك والصعلوك على حدّ سواء

أعانك الله على سينهمر عليك من إبداعات لفظية وصور وأستعارات غريبة تجود بها قرائح العرب الأقحاح وقت الشدائد , وأنّ موضوعك ليعدّ من عظائمها.


هذا وأطلب منك أيها الصديق الصدوق , أن تمهلني حتى يزورني شيطان قريحتى , فألبي لك مطلبك من جواب وأزيد عليه , ومن يعلم فلربما قدحت كلاماتك زناد فكري فيجود لنا برسالة غفران أخرى يتغني بها العرب لقرون قادمة.


فأن وجدتني أبطأت عنك , ولم تحمل لك الركبان ما يشفي الغليل من خبري
فألتمس لي العذر كون نسبي يمتدّ من نجد عائدا إليها, وأكون بذلك أعطيتك دليلا على ما رميتنا به من فقر مخيلة وجلافة الأعراب , وأنك والله لصادق.

محمد شعيب
22-09-2005, 07:01 AM
هيا يا شباب
الردود 00%
المشاركين00 المتفرجين 1
الا يوجد من يستطيع الرد
لدي خدع
تذكروا أبن تيمية فقد تساعدكم سيرته و كذلك أبو حامد الغزالي رحمهما الله
مازلت أنتظر...