الغــــــادي
25-09-2005, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------
إننا الآن أمام بيت من بيوت الأنصار ،عرف أهله بالفضل والسبق إلى الفضائل ،في هذا البيت ترى رجلا من البدريين ، وآخر من البكائين ، وثالثا من المجاهدين ... لكن أهم ما يستوقفك في هذا البيت هو مشهد هذه المرأة السابقة إلى الإسلام ، المجاهدة في سبيل الله ، إنها أم عمارة ، نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف ،الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية ،كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين ،وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين ،وكان أبناؤها من المجاهدين .
خالطت أنوار التوحيدبشاشة قلبها ؛ فشهدت شهادة الحق ، ولحقت بركب السابقين ،نعم ،لقدشهدت أم عمارة بيعة العقبة الثانية ؛ فبايعت النبي صلى الله عليه وسلم .
أم عمارة وغزوة أحد
خرجت نسيبة يوم أحد ومعها سقاء فيه ماء ، فانتهت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أصحابه ، والدولة والربح للمسلمين ، فلمّا انهزم المسلمون انحازت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فكانت تباشر القتال وتذود عنه بالسيف ، حتى جُرِحَت على عاتقها جُرحاً أجوف له غَوْر ، أصابها به ابن قمئة000وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :" لمقامُ نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقام فلانٍ وفلان"000وكان يراها تقاتل أشدَّ القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جُرِحَت ، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها وفي أهل بيتها :" اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة" ،فقالت : ما أبالي ما أصابني من الدنيا )
انقضت غزوة أحد وجرح أم عمارة رضي الله عنها الشديد ما زال ينزف ؛فأخذت تداويه ،لكنها سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي المسلمين إلى حمراء الأسد ،فشدت عليها ثيابها تريد الخروج مع المجاهدين فما استطاعت من نزف الدم ،رضي الله عنها ورحمها.
شجاعة وثبات
قالت أم عمارة : رأيتني انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه ،والناس يمرون به منهزمين ، ورآني ولا ترس معي فرأى رجلا موليا ومعه ترس ،فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل ، فألقاه ،فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله ،وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله ، فيقبل رجل على فرس فيضربني ، وترست له فلم يصنع شيئا وولى ،فأضرب عرقوب فرسه ؛ فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : يا ابن أم عمارة ،أمك أمك، قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب .
من يطيق ..
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا وجعل الدم لا يرقأ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اعصب جرحك "، فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف ،فقالت : انهض بني فضارب القوم ،وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟" ، فأقبل الذي ضرب ابنها ؛فقال رسول الله: " هذا ضارب ابنك"، قالت: فأعترض له فأضرب ساقه؛ فبرك ،فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى رأيت نواجذه ،وقال استقدت يا أم عمارة ، ثم أقبلنا نعلوه بالسلاح حتى أتينا على نفسه ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله الذي ظفرك."
شهدت أم عمارة الحديبية ،ويوم حنين، ويوم اليمامة ، وقطعت يدها يومئذ ،وجرحت سوى يدها أحد عشر جرحا ،فقدمت المدينة وبها الجراحة ،فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة يأتيها يسأل عنها .
وابنها حبيب بن زيد بن عاصم هو الذي قطعه مسيلمة الكذاب، وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني ، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قتل يوم الحرة ،وكان قد شهد أحدا.
فرضي الله عن نسيبة و أرضاها.
الشبكة الاسلامية
منقول
والله ولي التوفيق
..
---------------------------
إننا الآن أمام بيت من بيوت الأنصار ،عرف أهله بالفضل والسبق إلى الفضائل ،في هذا البيت ترى رجلا من البدريين ، وآخر من البكائين ، وثالثا من المجاهدين ... لكن أهم ما يستوقفك في هذا البيت هو مشهد هذه المرأة السابقة إلى الإسلام ، المجاهدة في سبيل الله ، إنها أم عمارة ، نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف ،الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية ،كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين ،وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين ،وكان أبناؤها من المجاهدين .
خالطت أنوار التوحيدبشاشة قلبها ؛ فشهدت شهادة الحق ، ولحقت بركب السابقين ،نعم ،لقدشهدت أم عمارة بيعة العقبة الثانية ؛ فبايعت النبي صلى الله عليه وسلم .
أم عمارة وغزوة أحد
خرجت نسيبة يوم أحد ومعها سقاء فيه ماء ، فانتهت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في أصحابه ، والدولة والربح للمسلمين ، فلمّا انهزم المسلمون انحازت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فكانت تباشر القتال وتذود عنه بالسيف ، حتى جُرِحَت على عاتقها جُرحاً أجوف له غَوْر ، أصابها به ابن قمئة000وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :" لمقامُ نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقام فلانٍ وفلان"000وكان يراها تقاتل أشدَّ القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جُرِحَت ، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها وفي أهل بيتها :" اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة" ،فقالت : ما أبالي ما أصابني من الدنيا )
انقضت غزوة أحد وجرح أم عمارة رضي الله عنها الشديد ما زال ينزف ؛فأخذت تداويه ،لكنها سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي المسلمين إلى حمراء الأسد ،فشدت عليها ثيابها تريد الخروج مع المجاهدين فما استطاعت من نزف الدم ،رضي الله عنها ورحمها.
شجاعة وثبات
قالت أم عمارة : رأيتني انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه ،والناس يمرون به منهزمين ، ورآني ولا ترس معي فرأى رجلا موليا ومعه ترس ،فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل ، فألقاه ،فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله ،وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله ، فيقبل رجل على فرس فيضربني ، وترست له فلم يصنع شيئا وولى ،فأضرب عرقوب فرسه ؛ فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : يا ابن أم عمارة ،أمك أمك، قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب .
من يطيق ..
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا وجعل الدم لا يرقأ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اعصب جرحك "، فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف ،فقالت : انهض بني فضارب القوم ،وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟" ، فأقبل الذي ضرب ابنها ؛فقال رسول الله: " هذا ضارب ابنك"، قالت: فأعترض له فأضرب ساقه؛ فبرك ،فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى رأيت نواجذه ،وقال استقدت يا أم عمارة ، ثم أقبلنا نعلوه بالسلاح حتى أتينا على نفسه ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله الذي ظفرك."
شهدت أم عمارة الحديبية ،ويوم حنين، ويوم اليمامة ، وقطعت يدها يومئذ ،وجرحت سوى يدها أحد عشر جرحا ،فقدمت المدينة وبها الجراحة ،فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة يأتيها يسأل عنها .
وابنها حبيب بن زيد بن عاصم هو الذي قطعه مسيلمة الكذاب، وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني ، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قتل يوم الحرة ،وكان قد شهد أحدا.
فرضي الله عن نسيبة و أرضاها.
الشبكة الاسلامية
منقول
والله ولي التوفيق
..