zero.
28-09-2005, 12:55 PM
لقد ترددت كثيراً في الكتابة إليك وذلك لعدة أسباب .
أولاً أنني لا أعرف من أين أبدأ . ثانياً أني لا أعرف عن ماذا أكتب . وثالثها أني لا أعرف الطريقة المناسبة والوقت المناسب للكتابة .
فهناك أمور ومواضيع كثيرة تدفعني للكتابة إليكم وتحثني على المشاركة معكم في هذا المضمار المعرفي الطويل والسخي .
لذا و بعد طول تفكير اخترت موضوعاً لأكتب إليكم به وأرى أنه مناسب إلى حد يجعلني أثق بنفسي وأدفعها إلى الكتابة ولو لمجرد الكتابة .
في البداية لم أقتنع بكتابتي أبداً . ورأيت أنها بلا هدف .
ثم بدأت أتعود على ذلك مع الوقت .
فمع مرور الدقائق والثواني بدأت أفكر في تحريك قلمي وكتابة كلمات ربما لا أعرف ما هي ولا حتى أدرك معناها .
ولكن المهم أنها كلمات تملؤ الصفحة وتضع الحبر على الورق .
فما أجمل صورة الدفتر الملطخ بالحبر مع وكلماته الكثيرة الممحية .
التي تخبرني بحديث طويل وصراع مرير يدور بين القلم و الورقة .
و ما أروع المسودات التي تتواجد لتواجد الأخطاء الإملائية وليست أخطاء كلمات بكاملها .
فالمسألة ليست مسألة اختيار كلمات مناسبة ومعبرة .
المسألة هي فقط شغل وقت الفراغ بالكتابة .
ولو كانت سريعة .
وتمضي الساعات والدقائق . والهدف لم يتحدد بعد .
ولم أحصل على فائدة تذكر من الكتابة السريعة .
البعض يقول أن الخطوة الأولى في طريق الكتابة هي الكتابة .
ولكني أخالفهم الرأي .
قد يقول القارئ أني مخطئ .
فمع أني أخالف هذا الرأي فأنا أنفذه الآن عملياً .
والإنسان بطبعة غير معصوم من الخطأ .
ولكني حقاً أخالف هذا الرأي .
فأنا أرى أن الخطوة الأولى في طريق الكتابة هي المشاعر والأحاسيس التي تؤثر في النفس فتدفعها إلى التعبير عن ما فيها عن طريق كلمات معبرة .
ولكني أجد نفسي مرة أخرى في خطأ .
فأنا الآن أتحدث عن حقيقة وليس عن رأيي الشخصي .
إلا إذا تطابق رأيي الشخصي مع الحقيقة فتلك مسألة أخرى .
هناك حقاً أشياء تشغل نفسي وتؤثر فيها تأثيراً عميقاً .
والتعبير عن هذه الأحاسيس ليس بالأمر السهل .
ومع أن النظرة الأولى لهذه الكتابة لا توحي بأنها تدل على شيء معين في نفسي .
إلا أنني أجدها تعبر حقاً عن ما نفسي بطريقة أو بأخرى .
لا أعرف أين أجد ذلك في الكتابة نفسها .
ولكن شيئاً يجذبني هناك .
ربما هي الكلمات المعبرة التي بدأت تطفو على السطح .
مع تباطؤ ظهور الخربشات والكلمات الممحية .
يمنحني ذلك الثقة الكاملة والحرية المطلقة في الكتابة والتعبير عن ما يحلو لي .
بعيداً عن مجتمع عدائي وناقد لمجرد الظهور أمام المجتمعات الأخرى بصورة حسنة .
قد تكون هذه الصفة إحدى صفاتي حيث يظهر ذلك جلياً في الكتابة .
فالكاتب حين يكتب ( أنا لا أعد نفسي هنا كاتباً ) يرى نفسه مميزاً عن كل الناس .
ولكن ذلك جزؤ من الطبيعة النفسية للإنسان .
فكل امرئ حين يبدي رأيه يطرحه على أنه هو الصواب وكل ماسواه هو خطأ .
لحين ظهور حقيقة أخرى يقنعه بها غيره .
ولكن ( غيره ) هذا ...... من يمنحه أحقية التكلم بالحقيقة . ؟؟؟
طالما جميع الناس حوله يتكلمون بآراء . .؟!!
إنها الفطرة الإنسانية التي تحدد الحقيقة .
سواء جاءت على لسان فلان أوفلان .
والكل يقتنع بها اقتناعاً تاماً .
ولكن العناد يطغى في هذه الحاله .
ويمنع الإنسان من الاعتراف بالحقيقة .
رغم اقتناعه بها اقتناعاً كاملاً .
وأنا بدوري أظن أن الكاتب من هذه النوعية .
فهو يكتب ما يحلو له وما يجول في خاطره بطريقته الخاصة .
ويبدي رأيه في حرية تامة لا يقاطعه فيها أحد , حتى ينتهي من الكتابة .
ولو قاطعه أحد ربما يكون قد أوضح له نقطة معينة في كتاباته .
من صواب أو خطأ أو نسيان .
ولكن هذه هي الكتابة .
فهي ليست حواراً بين إنسان وآخر .
فالحوار أولاً لا يحفظ كتابةً ولا تسجيلاً .
والكتابة تسجل على الورق .
وثانياً : أثناء الحوار ....
قد يقاطع الإنسان محاوره ويمنعه بذلك من إبداء رأيه بصورة حسنة .
ويلفت انتباهه نحو رأيه هو .
وتتلاشى الفكرة التي كانت في رأي الأول وتوؤد قبل أن تظهر للعلن .
فمن يعلم .. تلك الفكرة ربما أمكنها تغيير تفكير الإنسان الثاني جذرياً .
وربما أمكنها اقناع الشخص الثاني برأي الشخص الأول .
ولكن ذلك لم ليحصل لولا عناد البعض وتعصبهم الأعمى لآرائهم الشخصية .
وذلك لأنهم يحبون المظاهر .
بمعنى أنهم يريدون أن يراهم الناس على أنهم على حق وعلى صواب .
ويريدون أن يراهم الناس وهم يتظاهرون بأنهم يدحضون رأي الشخص المقابل .
هذا النوع من البشر ربما يكون على صواب في حواره .. ( الله أعلم ) ..
ولكنهم قطعاً لا يحاورون بهدف معين .
بل يحاورون لمجرد الحوار .
ولو لم يتوافر موضوع معين .
فالحوار والنقاش له نكهة خاصة في نفوسهم .
أما أثناء الكتابة فلا وجود لمن يقاطعك .
بل تأخذ الحرية المطلقة .
وتطلق العنان لكل ما يجول في خاطرك .
إذاً فالحوار له نكهته الخاصة . والكتاب له جوه المميز .
و لا يمكن إجراء صفات أي منهما على الآخر .
لأن ذلك سيبخس من حق كل منهما .
ولو حصلنا على الإثنين معاً في صيغة جديدة تضع النقاط على الحروف .. وتجعل النقص في الكتاب زيادة , والمفقود في الحوار موجوداً .
لجاز لنا أن نحس بالترتيب والنظام وعدم إهمال النقاط الضائعة و الوقت الضائع .
أظن أن الكتابة قد اكتسبت هدفاً أخيراً .
وعلي الآن أن اتوقف .
شكراً للقلم وشكراً للورقة .
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/71/alam28.jpg
أولاً أنني لا أعرف من أين أبدأ . ثانياً أني لا أعرف عن ماذا أكتب . وثالثها أني لا أعرف الطريقة المناسبة والوقت المناسب للكتابة .
فهناك أمور ومواضيع كثيرة تدفعني للكتابة إليكم وتحثني على المشاركة معكم في هذا المضمار المعرفي الطويل والسخي .
لذا و بعد طول تفكير اخترت موضوعاً لأكتب إليكم به وأرى أنه مناسب إلى حد يجعلني أثق بنفسي وأدفعها إلى الكتابة ولو لمجرد الكتابة .
في البداية لم أقتنع بكتابتي أبداً . ورأيت أنها بلا هدف .
ثم بدأت أتعود على ذلك مع الوقت .
فمع مرور الدقائق والثواني بدأت أفكر في تحريك قلمي وكتابة كلمات ربما لا أعرف ما هي ولا حتى أدرك معناها .
ولكن المهم أنها كلمات تملؤ الصفحة وتضع الحبر على الورق .
فما أجمل صورة الدفتر الملطخ بالحبر مع وكلماته الكثيرة الممحية .
التي تخبرني بحديث طويل وصراع مرير يدور بين القلم و الورقة .
و ما أروع المسودات التي تتواجد لتواجد الأخطاء الإملائية وليست أخطاء كلمات بكاملها .
فالمسألة ليست مسألة اختيار كلمات مناسبة ومعبرة .
المسألة هي فقط شغل وقت الفراغ بالكتابة .
ولو كانت سريعة .
وتمضي الساعات والدقائق . والهدف لم يتحدد بعد .
ولم أحصل على فائدة تذكر من الكتابة السريعة .
البعض يقول أن الخطوة الأولى في طريق الكتابة هي الكتابة .
ولكني أخالفهم الرأي .
قد يقول القارئ أني مخطئ .
فمع أني أخالف هذا الرأي فأنا أنفذه الآن عملياً .
والإنسان بطبعة غير معصوم من الخطأ .
ولكني حقاً أخالف هذا الرأي .
فأنا أرى أن الخطوة الأولى في طريق الكتابة هي المشاعر والأحاسيس التي تؤثر في النفس فتدفعها إلى التعبير عن ما فيها عن طريق كلمات معبرة .
ولكني أجد نفسي مرة أخرى في خطأ .
فأنا الآن أتحدث عن حقيقة وليس عن رأيي الشخصي .
إلا إذا تطابق رأيي الشخصي مع الحقيقة فتلك مسألة أخرى .
هناك حقاً أشياء تشغل نفسي وتؤثر فيها تأثيراً عميقاً .
والتعبير عن هذه الأحاسيس ليس بالأمر السهل .
ومع أن النظرة الأولى لهذه الكتابة لا توحي بأنها تدل على شيء معين في نفسي .
إلا أنني أجدها تعبر حقاً عن ما نفسي بطريقة أو بأخرى .
لا أعرف أين أجد ذلك في الكتابة نفسها .
ولكن شيئاً يجذبني هناك .
ربما هي الكلمات المعبرة التي بدأت تطفو على السطح .
مع تباطؤ ظهور الخربشات والكلمات الممحية .
يمنحني ذلك الثقة الكاملة والحرية المطلقة في الكتابة والتعبير عن ما يحلو لي .
بعيداً عن مجتمع عدائي وناقد لمجرد الظهور أمام المجتمعات الأخرى بصورة حسنة .
قد تكون هذه الصفة إحدى صفاتي حيث يظهر ذلك جلياً في الكتابة .
فالكاتب حين يكتب ( أنا لا أعد نفسي هنا كاتباً ) يرى نفسه مميزاً عن كل الناس .
ولكن ذلك جزؤ من الطبيعة النفسية للإنسان .
فكل امرئ حين يبدي رأيه يطرحه على أنه هو الصواب وكل ماسواه هو خطأ .
لحين ظهور حقيقة أخرى يقنعه بها غيره .
ولكن ( غيره ) هذا ...... من يمنحه أحقية التكلم بالحقيقة . ؟؟؟
طالما جميع الناس حوله يتكلمون بآراء . .؟!!
إنها الفطرة الإنسانية التي تحدد الحقيقة .
سواء جاءت على لسان فلان أوفلان .
والكل يقتنع بها اقتناعاً تاماً .
ولكن العناد يطغى في هذه الحاله .
ويمنع الإنسان من الاعتراف بالحقيقة .
رغم اقتناعه بها اقتناعاً كاملاً .
وأنا بدوري أظن أن الكاتب من هذه النوعية .
فهو يكتب ما يحلو له وما يجول في خاطره بطريقته الخاصة .
ويبدي رأيه في حرية تامة لا يقاطعه فيها أحد , حتى ينتهي من الكتابة .
ولو قاطعه أحد ربما يكون قد أوضح له نقطة معينة في كتاباته .
من صواب أو خطأ أو نسيان .
ولكن هذه هي الكتابة .
فهي ليست حواراً بين إنسان وآخر .
فالحوار أولاً لا يحفظ كتابةً ولا تسجيلاً .
والكتابة تسجل على الورق .
وثانياً : أثناء الحوار ....
قد يقاطع الإنسان محاوره ويمنعه بذلك من إبداء رأيه بصورة حسنة .
ويلفت انتباهه نحو رأيه هو .
وتتلاشى الفكرة التي كانت في رأي الأول وتوؤد قبل أن تظهر للعلن .
فمن يعلم .. تلك الفكرة ربما أمكنها تغيير تفكير الإنسان الثاني جذرياً .
وربما أمكنها اقناع الشخص الثاني برأي الشخص الأول .
ولكن ذلك لم ليحصل لولا عناد البعض وتعصبهم الأعمى لآرائهم الشخصية .
وذلك لأنهم يحبون المظاهر .
بمعنى أنهم يريدون أن يراهم الناس على أنهم على حق وعلى صواب .
ويريدون أن يراهم الناس وهم يتظاهرون بأنهم يدحضون رأي الشخص المقابل .
هذا النوع من البشر ربما يكون على صواب في حواره .. ( الله أعلم ) ..
ولكنهم قطعاً لا يحاورون بهدف معين .
بل يحاورون لمجرد الحوار .
ولو لم يتوافر موضوع معين .
فالحوار والنقاش له نكهة خاصة في نفوسهم .
أما أثناء الكتابة فلا وجود لمن يقاطعك .
بل تأخذ الحرية المطلقة .
وتطلق العنان لكل ما يجول في خاطرك .
إذاً فالحوار له نكهته الخاصة . والكتاب له جوه المميز .
و لا يمكن إجراء صفات أي منهما على الآخر .
لأن ذلك سيبخس من حق كل منهما .
ولو حصلنا على الإثنين معاً في صيغة جديدة تضع النقاط على الحروف .. وتجعل النقص في الكتاب زيادة , والمفقود في الحوار موجوداً .
لجاز لنا أن نحس بالترتيب والنظام وعدم إهمال النقاط الضائعة و الوقت الضائع .
أظن أن الكتابة قد اكتسبت هدفاً أخيراً .
وعلي الآن أن اتوقف .
شكراً للقلم وشكراً للورقة .
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/71/alam28.jpg