المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء الباب...



rushin_911
30-09-2005, 08:17 AM
أهلين
هذي قصّة قصيرة حبيت أشارككم فيها، و مقدّماً أحب أعتذر عن أي خطأ إملائي موجود (كتبتها من كيبورد إنجليزي ما فيه عربي)
أتمنّى تحوز على إعجابكم :)

================================


ما وراء الباب



ما أجمل هذه الغرفة. صغيرة، لكن أنيقة، مرتّبة، نظيفة من كل الجوانب. تلك الجدران البيضاء الصافية، و عليها بعض المنشورات المعلّقة. و ذلك الكرسي الخشبي، قد ﻻ يكون الأفخم و لكن بلا شك يظل جميلاً خاصّةً مع العناية التي يحظى عليها، و لعلّ بساطته هي أجمل ما فيه. و تلك الطاولة الصّغيرة، و بعض الكتيّبات الموجودة عليها. و ذلك الدّوﻻب الموجود في أحد أركان الغرفة و قد وقف صامداً أمام الزّمن و التآكل. كلّ شيء مرتّب، كل شيء يتم الاهتمام فيه. قد ﻻ تحتوي الغرفة على الكثير، لكن لعلّ هذا "الخلو" من الأشياء هو أفضل شيء بها، فلا هموم كثيرة وﻻ عناء بالتّفكير. أحسن نعمة!






ذهب يتأمل النافذة بالغرفة، تلك النّافذة التي سدّت ستائرها الضوء عنها، لم يرى الخارج الآخر منها وﻻ مرّة. و ذلك الباب، موجود، لكن موصود، لم يفتح يوماً، و بالتّأكيد لن يفتح. ما الحاجة إلى البحث عن الحياة هناك أصلاً و كل ما يحتاجه المرء موجودٌ بالغرفة؟






التفّ إلى الناحية الأخرى، و توجّه إلى الجدار ذو المنشورات المعلّقة. تلك الأوراق الصفراء تفوح منها رائحة القدم، ما أريح وجودها للنّفس! أخذ يقرأ التعليمات الموجودة على كل ورقة، ورقة بعد ورقة. مجموعها حول العشرة، و قد واثب على قراءتها منذ أوّل ذكرى له عن الحياة إلى الآن. و هو يحفظ كل جملة موجودة على الورقة، و كل فكرة جاهزة، معلّبة، و معدّة للاستهلاك المحلّي، غير أن إعادة قراءتها مريحة لنفسه، و تزيد من ثقته بنفسه، و تنفض عنها كل شكوك حول طريقته في الحياة!






صوّب نظره مرّة أخرى إلى النافذة، و اقترب منها، هي و الباب كونهما بجانب بعض. ثمّ سحب كرسيّه و جلس هناك يتأمّلهما. يا ترى، ما هذا الذي بالخارج؟ المنشورات تحذّر من الخطر الموجود هناك، ذلك الخطر العظيم المريب، الخطر المدمّر. المنشورات تلقّننا و تحفّظنا من أن الخروج فتنة، أن الخروج هو كالموت! إﻻّ أن بعض الأصوات التي يسمعهها، و التي لم تستطع حتّى جدران هذه الغرفة من صدّها عن أذنيه، تصله، و تشدّه. ما هو هذا الشي الغامض بالخارج؟ ما الذي بالخارج؟ ما الذي علينا أن نخافه و نحتاط منه؟ لم تبدو تلك الأصوات تلك المخيفة التّي تحذّرنا و تخوّفنا منه المنشورات المعلّقة؟ لحظة، من علّق المنشورات أصلاً؟






ثم فجأة انتفض من كرسيّه. كادت الشكوك أن تغتاله، فعلاً ذاك الشك الخطير كما تقول عنه المنشورات، ﻻبد من طرده، ﻻ بد من نسيانه للأبد! الحياة هي في اتّباع ما يقال، و ليس التّفكير للذات، فالتّفكير خطير، التّفكير هو أمّ المخاطر و الأهوال و مفتاح الجحيم! و فجأة وجد نفسه يتّجه نحو الدّوﻻب. وقف أمامه لحظة. لم يعلم بالتحديد ماذا سيفعل، أيظلّ فقط واقفاً هناك؟ و بعد مرور بعض اللّحظات، مدّ يده و فتح الدّوﻻب. و قد كانت هناك بعض الأدراج الصّغيرة المتواجدة فيه. فتح أحدها وأخرج مفتاحاً منها، و أخذ يتأمّله.






مفتاح الباب، هذا هو! أخذ يقترب رويداً رويداً من الباب حتى كان أمامه. و أخذ يراقب قفل الباب. أيتجرّأ و يحاول فتح الباب؟ هذا الباب الموصد منذ زمن أبعد من أن يذكر، و الذي اغبرّ حتّى تغيّر لونه، و الذي كان مقبضه قد صدّأ، أيتجرّأ و يفتحه، أيتجرّأ أن يخترق الحاجز؟ هل الحاجز خرافي أصلاً؟






كانت يداه تنتفضان الخوف، لم يعلم بالضّبط ماذا يفعل. أيكسر ما تقول عنه المنشورات أنّه صمّام الأمان؟ لكن، و من وراء الخوف، كانت روح غامضة تتواجد فيه، روح الرّغبة إلى التعرّف على ما هو غامض، على ما يتواجد من وراء الضّباب. استجمع نفسه، و أدخل المفتاح. الآن لحظة الحقيقة، الآن ستُرى الحقيقة! فتح الباب، و ذهل ممّا رأى.






ما هذا العالم المذهل؟ خرج من الغرفة و هو غير مصدّق لما يرى! تلك المروج الخضراء، و العصافير المغرّدة، و الأنهار المتدفّقة! و من وراء الغابات كأنّما يرى ما يبدو صحراء ممتدّة. أهذا هو الخطر العظيم الذي كانت المنشورات تحذّرنا منه؟ أكان الخطر العظيم، الحياة؟


أخذ يركض فيما بين المروج، و قفز في ذلك النهر الأزرق الفاتح، و أخذ يشرب من ماءه العذبة الّلذيذة. ثم استلقى على ظهره بجانب النهر على الأعشاب الخضراء، و أخذت أشعّة الشّمس تداعب وجهه و هو يضحك. ما أجمل الحياة! ما أجمل تلك الأفكار الموجودة من وراء صمّام أمان المنشورات! ثم جلس متربّعاً و أخذ بتأمل ما حوله. الأماني، الأحلام، الرّغبات، الخيال، التأمل، كلّها موجودة هنا.






عاد إلى غرفته من بعد جولته كي يغيّر لباسه. كم كان محروماً من وراء هذه الجدران، و من وراء ذلك الباب المغلق الموصد، و من وراء تلك المنشورات المعلّقة التي كانت تحدّ من شخصه، و من عقله. أين العقل في الحفظ و الترديد فقط؟






أخذ يجهّز نفسه، فقد قرّر السفر و ترك حياته السابقة، لكي يستكشف ذلك الذي كان قد حرم من جديد. لقد ولد قبل قليل من جديد، و ما أجمل ذلك الشّعور، ما أجمل الحريّة! لقد كان غرفته مريحة، و كان اتّباع المنشورات أمراً سهلاً، و مريحاً، فهي مجرّد إرشادات وُضعت له، و أخذ يتبعها كما جاءت. كانت له كالصّنم المقدّس، كاد أن يعبدها، و كان ليحميها من كل شرّ آت، أو من كل فكر مشكّك فيها. غير أنّه بفتحه للباب قد كسر الصّنم، و بكسره للصّنم بدأ يحيا و يعيش حياته من جديد. قد يضيع بين تلك الشّعاب، غير أن الضّياع بنفسه أفضل من أن يعيش عبداً لإرشادات أشخاص مثله.






الآن ستبدأ الحياة، الآن!

Y a z e e d
30-09-2005, 08:26 AM
جميلة جميلة !..
أعجبتني فعلاً ..


مفتاح الباب، هذا هو! أخذ يقترب رويداً رويداً من الباب حتى كان أمامه. و أخذ يراقب قفل الباب. أيتجرّأ و يحاول فتح الباب؟ هذا الباب الموصد منذ زمن أبعد من أن يذكر، و الذي اغبرّ حتّى تغيّر لونه، و الذي كان مقبضه قد صدّأ، أيتجرّأ و يفتحه، أيتجرّأ أن يخترق الحاجز؟ هل الحاجز خرافي أصلاً؟

كُلّنا هذا المحجوز المشتت..


تسلم لؤي ..
عمييقة جداً !

rushin_911
30-09-2005, 08:53 AM
أهلين يزيد :)
شكراً عزيزي على مرورك الكريم
أخجلني كلامك! الحمدلله إن الموضوع أعجب كاتب قدير مثلك :)

احلامو ادوماتو
01-10-2005, 11:55 AM
آخ :)

كأنك تقص قصة حياتي :D

الخوف من المجهول طبيعة في الانسان ، لكن الرغبة هي السلاح التي تحطم الخوف ...

الرغبة في الأفضل ...

قصة جميلة ، لكنها مباشرة جدا ولا أيش ;)

ينطيك العافيه :biggthump

rushin_911
02-10-2005, 04:41 AM
آخ :)

كأنك تقص قصة حياتي :D

الخوف من المجهول طبيعة في الانسان ، لكن الرغبة هي السلاح التي تحطم الخوف ...

الرغبة في الأفضل ...

قصة جميلة ، لكنها مباشرة جدا ولا أيش ;)

ينطيك العافيه :biggthump

أهليييييييين من زمان عنك ياخي :D


ههه إي مرّة مباشرة :09:
زين إنّها أعجبتك :)

شكراً على مرورك!

][-][Mr.ZeNoN][-][
02-10-2005, 05:37 AM
ما أجمل هذه الغرفة. صغيرة، لكن أنيقة، مرتّبة، نظيفة من كل الجوانب. تلك الجدران البيضاء الصافية، و عليها بعض المنشورات المعلّقة. و ذلك الكرسي الخشبي، قد ﻻ يكون الأفخم و لكن بلا شك يظل جميلاً خاصّةً مع العناية التي يحظى عليها، و لعلّ بساطته هي أجمل ما فيه. و تلك الطاولة الصّغيرة، و بعض الكتيّبات الموجودة عليها. و ذلك الدّوﻻب الموجود في أحد أركان الغرفة و قد وقف صامداً أمام الزّمن و التآكل. كلّ شيء مرتّب، كل شيء يتم الاهتمام فيه. قد ﻻ تحتوي الغرفة على الكثير، لكن لعلّ هذا "الخلو" من الأشياء هو أفضل شيء بها، فلا هموم كثيرة وﻻ عناء بالتّفكير. أحسن نعمة!

هذه هي غرفتي.. لكن ماهي مخشبة ولامرتبة :D

ومشكور على الموضوع :)

rushin_911
03-10-2005, 02:52 AM
[-][Mr.ZeNoN][-][']هذه هي غرفتي.. لكن ماهي مخشبة ولامرتبة :D

ومشكور على الموضوع :)
أهلين أخوي
هههه كثير اللي غرفهم كذا، و كاتب هذي الكلمات كان منهم;)

و شكراً على مرورك الكريم :)