المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المـجـلـة الـرمـضـانـيـة 1426 هـ ..



سهم الاسلام
04-10-2005, 08:37 AM
http://www.n0f.net/uploads/10-04-05~ramadhan_pic.jpg

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه و أفضل الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين ..
أما بعد ..
إن من كرم الله و رحمتهِ وواسعِ مغفرتهِ و جودِ عطائهِ .. أن مَنَّ على أمتي حبيبتي المصطفى صلى الله عليه و سلم بشهرٍ مبارك , شهر البركات و الخيرات , شهر تتنزل فيه الرحمات و تحط فيه الخطايا و السيئات و يستجاب فيه الدعاء .. و يباهي الله عز وجل الملائكة بالمؤمنين الصائمين و يتنافس أهل الصلاح و التقوى على أعلى الدرجات ..

بـدا عليـــه من الأنوار إكليــل شهـر تحايــاه تكبير و تهليــل
شهـر عليــه من الإجلال روعتـه لـه بكـل بقـاع الأرض تبجيــل
شهـر التُّقى و الهُدى و الصوم حيـن بـدت أنواره زهقت منـه الأباطيـل
شهـر تفتـح أبـواب النعـيـم بـه و التَّـوب فيه من العاصين مقبـول
الـلـه عظَّـمـهُ قـدرا و فـضَّلـَهُ و ليس بعـد كـلام الـلـه تفضيـل

فهو شهر أوله رحمة , و أوسطه مغفرة , و آخره عتـق من النار ..
هو شهر فيه ليلةٌ خير من ألف شهر ، تصفد فيه الشياطين و تُغِلَُ فيه المردة المفسدين و تفتح فيه أبواب النعيم ..
و ينادي منادي السماء يا باغي الخير أقبل . و يا باغي الشر أقصر . و يا أهل البر هيا إلى الميدان
" و في ذلك فليتنافس المتنافسون "المطففين " لمثل هذا فليعمل العاملون " الصافات..
هو الشهر الذي مهما تكلمنا عنه و كلمنا عن فضله ما أدينا حقه ..
ألا و هو شهر رمضان ومن واجبنا كمسلمين أن نعمق معرفتنا بهذا الشهر الفضيل حتى نتمكن من الفوز بمغفرة ربنا و عتق رقابنا وزيادة حسناتنا و رفعةِ درجاتنا .
فيا سعادة من استجاب . و يا خسارة من غفل و أغلق الباب . باب الريان ينتظر الصائمين .
ليدخلهم إلى نعيم رب العالمين فليحرص المسلم على اغتنام الفرص فإن قطار الحياة سائر و العاقبة للمتقين ..

سـلام من الرحمـن كل أوان علـى خير شهـر قد مضى وزمـان
سـلام على شهر الصيام فإنه أمـان مـن الـرحمـن كـل أمـان
لـئن فنيت أيامـك الغُـرَّ بغتةً فما الحـزن مـن قلبـي عليـك بفانِ

جاء رمضان ليعود الناس فيه إلى ربهم ويؤموا بيوته .. ليعمروها بالتراويح والذكر ..
حيث تحفل المساجد بالعباد صفاً واحداً متراصة أقدامهم وجباههم على الأرض سواء الغني والفقير والوضيع والوزير..
يذلون لله فيعطيهم الله بهذه الذلة عزة على الناس أجمعين ومن كان لله عبداً مطيعاً جعله الله بين الناس سيداً
ومن كان مع الله بإتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه كان الله معه بالنصرة والتوفيق والغفران ..
لقد حاز أجدادنا على المجد وأقاموا دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل ولا أكرم ولا أعدل ..
نعم لم يكونوا خواء بل إنهم يُذكرون إذا ذكر رمضان ويُذكر رمضان إن ذكروا
فيه نزل القرآن على سيد البشر و خاتم الأنبياء " محمد صلى الله عليه وسلم "
وفي رمضان .. نصر الله المؤمنين ببدر.. وسماه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان..
وفي رمضان فُتحت مكة لنبينا صلى الله عليه وسلم فطهرها من وساوس الوثنية ..
وفي رمضان يفتح الله على خالد بن الوليد في اليرموك وعلى سعد في القادسية
وعلى طارق بن زياد في الأندلس وعلى الملك قطز والظاهر بيبرس ضد جحافل التتار فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ..
وكذا حطين .. ورمضان فيه وفيه وفيه ..
هذا هو رمضان الذي يجمع للصائم صحة الجسم وعلو الروح وعظمة النفس ورضاء الله قبل كل شيء وبعده .
شهر رمضان أيها الأخوة ليس شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس و لكنه شهر جهاد و عبادة و عمل ..
لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم ,
وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس
وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة
وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات .
رمضان أيها الناس.. شهر الحب والوئام فكونوا أوسع صدراً وأندى لساناً وأبعد عن المخاصمة والشر..
وإذا رأيتم من أهلكم زلة فاحتملوها وإن بادئكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله بل ليقل أحدكم: إني صائم .
وإلا فكيف يرجو من يمقت ذلك أن يكون له ثواب الصائمين .. وهو قد صام عن الطعام الحلال وأفطر على ما سواه من الحرام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري..
ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين ,
وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه "
ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته
وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات ,
وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين
" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
و لأجل هذا قمنا بفضل الله بإنشاء مجلة رمضانية و سنذكر فيها من أهم الأمور التي تتعلق بشهر رمضان .. من أحكام الصلاة و الصيام و من الأعمال التي تقربنا إلى الله تعالى و بيان فضائلها ..
و سنذكر فيها كيفية تنظيم الوقت و تخطيطه للمسلم في هذا الشهر الفضيل حتى يفوز بتأدية قدر من الخيرات ..
و من الأعمال الخاصة بالعشر الأخير .. و سنذكر بعض الفتاوى رمضانية الهامة و الفوائد الصحية و معلومات ثقافية خاصة من مقتطفات طريفة و أحداث رمضانية
و غير ذلك من الأمور التي تفيدنا في هذا الشهر المبارك ..
و سيكون نشر هذه المـجـلـة الـرمـضـانيـة على مدار الشهر حرصاً منا على تقديم الأفضل في الوقت الأفضل ..
و قد بوبنا فقرة خاصة لمشاركتكم و آرائكم لتواصلكم معنا ..
و نرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم و أن ينفع بهِ أمة حبيبه المصطفى صلى الله عليه و سلم ..

إخوانكم ..
أبو خالد – سهم الاسلام – شاب مصري

سهم الاسلام
04-10-2005, 08:40 AM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري
و السلام

ابو خالد
04-10-2005, 02:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحبه فى الله
كل عام وانتم بخير ها هو الشهر الكريم يبداء ونريد ان ننهل منه بقدر ما يمكنا فيه واننى اذ اشكر
اخوتى الاحبه الكرام اخى القدير ومراقبنا الفاضل سهم الاسلام
وكذا اخى القدير ومراقبنا الفاضل شاب مصرى
وابداء ان شاء الله معكم فيما خصص لى فى الموضوع بالحديث عن صلاة التراويح
هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى
____________

الخلاصة في أحكام صلاة التراويح وتعريفها

ففي الموسوعة الفقهية :
صَلاَةُ التَّراوِيح
التّعريف :
1 - تقدّم تعريف الصّلاة لغةً واصطلاحًا في مصطلح : ( صلاة ) .
والتّراويح : جمع ترويحة ، أي ترويحة للنّفس ، أي استراحة ، من الرّاحة وهي زوال المشقّة والتّعب ، والتّرويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقةً ، وسمّيت الجلسة الّتي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالتّرويحة للاستراحة ، ثمّ سمّيت كلّ أربع ركعات ترويحةً مجازاً ، وسمّيت هذه الصّلاة بالتّراويح ، لأنّهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
وصلاة التّراويح : هي قيام شهر رمضان ، مثنى مثنى ، على اختلاف بين الفقهاء في عدد ركعاتها ، وفي غير ذلك من مسائلها .
الألفاظ ذات الصّلة :
أ - إحياء اللّيل :
2 - إحياء اللّيل ، ويطلق عليه بعض الفقهاء أيضًا قيام اللّيل ، هو : إمضاء اللّيل ، أو أكثره في العبادة كالصّلاة والذِّكْر وقراءة القرآن الكريم ، ونحو ذلك . ( ر : إحياء اللّيل ) . وإحياء اللّيل : يكون في كلّ ليلة من ليالي العام ، ويكون بأيّ من العبادات المذكورة أو نحوها وليس بخصوص الصّلاة .
أمّا صلاة التّراويح فتكون في ليالي رمضان خاصّةً .
ب - التّهجّد :
3 - التّهجّد في اللّغة : من الهجود ، ويطلق الهجود على النّوم وعلى السّهر ، يقال : هجد إذا نام باللّيل ، ويقال أيضاً هجد : إذا صلّى اللّيل ، فهو من الأضداد ، ويقال : تهجّد إذا أزال النّوم بالتّكلّف .
وهو في الاصطلاح : صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم .
والتّهجّد - عند جمهور الفقهاء - صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم ، في أيّ ليلة من ليالي العام .
أمّا صلاة التّراويح فلا يشترط لها أن تكون بعد النّوم ، وهي في ليالي رمضان خاصّةً .
ج - التّطوّع :
4 - التّطوّع هو : ما شُرع زيادةً على الفرائض والواجبات من الصّلاة وغيرها ، وسمّي بذلك ، لأنّه زائد على ما فرضه اللّه تعالى ، وصلاة التّطوّع أو النّافلة تنقسم إلى نفل مقيّد ومنه صلاة التّراويح ، وإلى نفل مطلق أي غير مقيّد بوقت .
وللتّفصيل ينظر مصطلح : ( تطوّع ) .
د - الوتر :
5 - الوتر هو : الصّلاة المخصوصة بعد فريضة العشاء ، سمّيت بذلك لأنّ عدد ركعاتها وتر لا شفع .
الحكم التّكليفيّ :
6 - اتّفق الفقهاء على سُنِّيَّةِ صلاة التّراويح ، وهي عند الحنفيّة والحنابلة وبعض المالكيّة سنّة مؤكّدة ، وهي سنّة للرّجال والنّساء ، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة .
وقد سنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاة التّراويح ورغّب فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم : « إنّ اللّه فرض صيام رمضان عليكم ، وسننت لكم قيامه ... » .
وروى أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : « كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه » قال الخطيب الشّربينيّ وغيره : اتّفقوا على أنّ صلاة التّراويح هي المرادة بالحديث المذكور .
وقد صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة التّراويح في بعض اللّيالي ، ولم يواظب عليها ، وبيّن العذر في ترك المواظبة وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها ، فعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ، فصلّى بصلاته ناس ، ثمّ صلّى من القابلة فكثر النّاس ، ثمّ اجتمعوا من الثّالثة فلم يخرج إليهم ، فلمّا أصبح قال : قد رأيت الّذي صنعتم ،فلم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أنّي خشيت أن تفرض عليكم »، وذلك في رمضان زاد البخاريّ فيه : « فتوفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك » .
وفي تعيين اللّيالي الّتي قامها النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه روى أبو ذرّ - رضي الله تعالى عنه - قال : « صمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشّهر حتّى بقي سبع ، فقام بنا حتّى ذهب ثلث اللّيل ، فلمّا كانت السّادسة لم يقم بنا ، فلمّا كانت الخامسة قام بنا حتّى ذهب شطر اللّيل ، فقلت : يا رسول اللّه لو نفلتنا قيام هذه اللّيلة؟ قال : فقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف حسب له قيام ليلة قال : فلمّا كانت الرّابعة لم يقم ، فلمّا كانت الثّالثة جمع أهله ونساءه والنّاس فقام بنا حتّى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السّحور ، ثمّ لم يقم بنا بقيّة الشّهر » .
وعن النّعمان بن بشير - رضي الله تعالى عنهما - قال : « قمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث اللّيل الأوّل ، ثمّ قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف اللّيل ، ثمّ قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتّى ظننّا أن لا ندرك الفلاح وكانوا يسمّونه السّحور » .
وقد واظب الخلفاء الرّاشدون والمسلمون من زمن عمر - رضي الله تعالى عنه - على صلاة التّراويح جماعةً ، وكان عمر - رضي الله تعالى عنه - هو الّذي جمع النّاس فيها على إمام واحد .
عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ ، قال : خرجت مع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - ليلةً في رمضان إلى المسجد ، فإذا النّاس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرّجل لنفسه ، ويصلّي الرّجل فيصلّي بصلاته الرّهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أبيّ بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلةً أخرى والنّاس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال : نعمت البدعة هذه ، والّتي ينامون عنها أفضل من الّتي يقومون . يريد آخر اللّيل ، وكان النّاس يقومون أوّله .
وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن التّراويح وما فعله عمر ، فقال : التّراويح سنّة مؤكّدة ، ولم يتخرّص عمر من تلقاء نفسه ، ولم يكن فيه مبتدعاً ، ولم يأمر به إلاّ عن أصل لديه وعهد من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولقد سنّ عمر هذا وجمع النّاس على أبيّ بن كعب فصلّاها جماعةً والصّحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار وما ردّ عليه واحد منهم ، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك .
فضل صلاة التّراويح :
7 - بيَّن الفقهاء منزلة التّراويح بين نوافل الصّلاة .
قال المالكيّة : التّراويح من النّوافل المؤكّدة ،حيث قالوا : وتأكّد تراويح ، وهو قيام رمضان. وقال الشّافعيّة : التّطوّع قسمان :
قسم تسنّ له الجماعة وهو أفضل ممّا لا تسنّ له الجماعة لتأكّده بسنّها له ، وله مراتب :
فأفضله العيدان ثمّ الكسوف للشّمس ، ثمّ الخسوف للقمر ، ثمّ الاستسقاء ، ثمّ التّراويح ... وقالوا : الأصحّ أنّ الرّواتب وهي التّابعة للفرائض أفضل من التّراويح وإن سنّ لها الجماعة، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم واظب على الرّواتب دون التّراويح .
قال شمس الدّين الرّمليّ : والمراد تفضيل الجنس على الجنس من غير نظر لعدد .
وقال الحنابلة : أفضل صلاة تطوّع ما سنّ أن يصلّى جماعةً ، لأنّه أشبه بالفرائض ثمّ الرّواتب ، وآكد ما يسنّ جماعةً : كسوف فاستسقاء فتراويح .
تاريخ مشروعيّة صلاة التّراويح والجماعة فيها :
8 - روى الشّيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - : « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج من جوف اللّيل ليالي من رمضان وصلّى في المسجد ، وصلّى النّاس بصلاته ، وتكاثروا فلم يخرج إليهم في الرّابعة ، وقال لهم : خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ». قال القليوبيّ : هذا يشعر أنّ صلاة التّراويح لم تشرع إلاّ في آخر سني الهجرة لأنّه لم يرد أنّه صلّاها مرّةً ثانيةً ولا وقع عنها
يتبع بفضل من الله

ابو خالد
04-10-2005, 02:08 PM
سؤال .
وجمع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - النّاس في التّراويح على إمام واحد في السّنة الرّابعة عشرة من الهجرة ، لنحو سنتين خلتا من خلافته ، وفي رمضان الثّاني من خلافته .
النّداء لصلاة التّراويح :
9 - ذهب الفقهاء إلى أنّه لا أذان ولا إقامة لغير الصّلوات المفروضة ، لما ثبت « أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أذّن للصّلوات الخمس والجمعة دون ما سواها من الوتر ، والعيدين، والكسوف ، والخسوف ، والاستسقاء ، وصلاة الجنازة ، والسّنن والنّوافل » .
وقال الشّافعيّة : ينادى لجماعة غير الصّلوات المفروضة : الصّلاة جامعة ، ونقل النّوويّ عن الشّافعيّ قوله : لا أذان ولا إقامة لغير المكتوبة ، فأمّا الأعياد والكسوف وقيام شهر رمضان فأحبّ أن يقال : الصّلاة جامعةً .
واستدلّوا بما روى الشّيخان « أنّه لمّا كسفت الشّمس على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نودي : إنّ الصّلاة جامعة » وقيس بالكسوف غيره ممّا تشرع فيه الجماعة ومنها التّراويح . وكالصّلاة جامعةً : الصّلاة الصّلاة ، أو هلمّوا إلى الصّلاة ،أو الصّلاة رحمكم اللّه، أو حيّ على الصّلاة خلافاً لبعضهم .
وذهب الحنابلة إلى أنّه لا ينادى على التّراويح " الصّلاة جامعة " لأنّه محدث .
تعيين النّيّة في صلاة التّراويح :
10 - ذهب الشّافعيّة وبعض الحنفيّة ، وهو المذهب عند الحنابلة إلى اشتراط تعيين النّيّة في التّراويح ، فلا تصحّ التّراويح بنيّة مطلقة ، بل ينوي صلاة ركعتين من قيام رمضان أو من التّراويح لحديث : « إنّما الأعمال بالنّيّات » وليتميّز إحرامه بهما عن غيره .
وعلَّل الحنفيّة القائلون بذلك قولهم بأنّ التّراويح سنّة ، والسّنّة عندهم لا تتأدّى بنيّة مطلق الصّلاة أو نيّة التّطوّع ، واستدلّوا بما روى الحسن عن أبي حنيفة أنّه : لا تتأدّى ركعتا الفجر إلاّ بنيّة السّنّة .
لكنّهم اختلفوا في تجديد النّيّة لكلّ ركعتين من التّراويح ، قال ابن عابدين في الخلاصة : الصّحيح نعم ،لأنّه صلاة على حدة ، وفي الخانيّة : الأصحّ لا ، فإنّ الكلّ بمنزلة صلاة واحدة، ثمّ قال ويظهر لي " ترجيح " التّصحيح الأوّل ، لأنّه بالسّلام خرج من الصّلاة حقيقةً ، فلا بدّ من دخوله فيها بالنّيّة ، ولا شكّ أنّه الأحوط خروجاً من الخلاف .
وقال عامّة مشايخ الحنفيّة : إنّ التّراويح وسائر السّنن تتأدّى بنيّة مطلقة ، لأنّها وإن كانت سنّةً لا تخرج عن كونها نافلةً ، والنّوافل تتأدّى بمطلق النّيّة ، إلاّ أنّ الاحتياط أن ينوي التّراويح أو سنّة الوقت أو قيام رمضان احترازاً عن موضع الخلاف .
وذهب الحنابلة إلى أنّه يندب في كلّ ركعتين من التّراويح أن ينوي فيقول سرّاً : أصلّي ركعتين من التّراويح المسنونة أو من قيام رمضان .
عدد ركعات التّراويح :
11 - قال السّيوطيّ : الّذي وردت به الأحاديث الصّحيحة والحسان الأمر بقيام رمضان والتّرغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، ولم يثبت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى التّراويح عشرين ركعةً ، وإنّما صلّى ليالي صلاةً لم يذكر عددها ، ثمّ تأخّر في اللّيلة الرّابعة خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها .
وقال ابن حجر الهيثميّ : لم يصحّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى التّراويح عشرين ركعةً ، وما ورد « أنّه كان يصلّي عشرين ركعةً » فهو شديد الضّعف .
واختلفت الرّواية فيما كان يصلّى به في رمضان في زمان عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه :
فذهب جمهور الفقهاء - من الحنفيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ، وبعض المالكيّة - إلى أنّ التّراويح عشرون ركعةً ، لما رواه مالك عن يزيد بن رومان والبيهقيّ عن السّائب بن يزيد من قيام النّاس في زمان عمر - رضي الله تعالى عنه - بعشرين ركعةً ، وجمع عمر النّاس على هذا العدد من الرّكعات جمعاً مستمرّاً ، قال الكاسانيّ : جمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنه - فصلّى بهم عشرين ركعةً ، ولم ينكر عليه أحد فيكون إجماعاً منهم على ذلك .
وقال الدّسوقيّ وغيره : كان عليه عمل الصّحابة والتّابعين .
وقال ابن عابدين : عليه عمل النّاس شرقاً وغرباً .
وقال عليّ السّنهوريّ : هو الّذي عليه عمل النّاس واستمرّ إلى زماننا في سائر الأمصار وقال الحنابلة : وهذا في مظنّة الشّهرة بحضرة الصّحابة فكان إجماعاً والنّصوص في ذلك كثيرة .
وروى مالك عن السّائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطّاب أبيّ بن كعب وتميماً الدّاريّ أن يقوما للنّاس بإحدى عشرة ركعةً ، قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين ، حتّى كنّا نعتمد على العصيّ من طول القيام ، وما كنّا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . وروى مالك عن يزيد بن رومان أنّه قال : كان النّاس يقومون في زمان عمر بن الخطّاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعةً ، قال البيهقيّ والباجيّ وغيرهما : أي بعشرين ركعةً غير الوتر ثلاث ركعات ، ويؤيّده ما رواه البيهقيّ وغيره عن السّائب بن يزيد - رضي الله تعالى عنه - قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - في شهر رمضان بعشرين ركعةً .
قال الباجيّ : يحتمل أن يكون عمر أمرهم بإحدى عشرة ركعةً ، وأمرهم مع ذلك بطول القراءة ، يقرأ القارئ بالمئين في الرّكعة ، لأنّ التّطويل في القراءة أفضل الصّلاة ، فلمّا ضعف النّاس عن ذلك أمرهم بثلاث وعشرين ركعةً على وجه التّخفيف عنهم من طول القيام، واستدرك بعض الفضيلة بزيادة الرّكعات .
وقال العدويّ : الإحدى عشرة كانت مبدأ الأمر ، ثمّ انتقل إلى العشرين .
وقال ابن حبيب : رجع عمر إلى ثلاث وعشرين ركعةً .
وخالف الكمال بن الهمام مشايخ الحنفيّة القائلين بأنّ العشرين سنّة في التّراويح فقال : قيام رمضان سنّة إحدى عشرة ركعةً بالوتر في جماعة ، فعله النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ تركه لعذر ، أفاد أنّه لولا خشية فرضه عليهم لواظب بهم ، ولا شكّ في تحقّق الأمن من ذلك بوفاته صلى الله عليه وسلم فيكون سنّةً ، وكونها عشرين سنّة الخلفاء الرّاشدين ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين » ندب إلى سنّتهم ، ولا يستلزم كون ذلك سنّته ، إذ سنّته بمواظبته بنفسه أو إلاّ لعذر ، وبتقدير عدم ذلك العذر كان يواظب على ما وقع منه ، فتكون العشرون مستحبّاً ، وذلك القدر منها هو السّنّة ، كالأربع بعد العشاء مستحبّة وركعتان منها هي السّنّة ، وظاهر كلام المشايخ أنّ السّنّة عشرون ، ومقتضى الدّليل ما قلنا فيكون هو المسنون ، أي فيكون المسنون منها ثماني ركعات والباقي مستحبّاً .
وقال المالكيّة : القيام في رمضان بعشرين ركعةً أو بستّ وثلاثين واسع أي جائز ، فقد كان السّلف من الصّحابة - رضوان الله عليهم - يقومون في رمضان في زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - في المساجد بعشرين ركعةً ، ثمّ يوترون بثلاث ، ثمّ صلّوا في زمن عمر بن عبد العزيز ستّاً وثلاثين ركعةً غير الشّفع والوتر .
قال المالكيّة : وهو اختيار مالك في المدوّنة ، قال : هو الّذي لم يزل عليه عمل النّاس أي بالمدينة بعد عمر بن الخطّاب ، وقالوا : كره مالك نقصها عمّا جعلت بالمدينة .
وعن مالك - أي في غير المدوّنة - قال : الّذي يأخذ بنفسي في ذلك الّذي جمع عمر عليه النّاس ، إحدى عشرة ركعةً منها الوتر ، وهي صلاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي المذهب أقوال وترجيحات أخرى .
وقال الشّافعيّة : ولأهل المدينة فعلها ستّاً وثلاثين ، لأنّ العشرين خمس ترويحات ، وكان أهل مكّة يطوفون بين كلّ ترويحتين سبعة أشواط ، فحمل أهل المدينة بدل كلّ أسبوع ترويحةً ليساووهم ، قال الشّيخان : ولا يجوز ذلك لغيرهم .. وهو الأصحّ كما قال الرّمليّ لأنّ لأهل المدينة شرفاً بهجرته صلى الله عليه وسلم ومدفنه ، وخالف الحليميّ فقال : ومن اقتدى بأهل المدينة فقام بستّ وثلاثين فحسن أيضاً .
وقال الحنابلة : لا ينقص من العشرين ركعةً ، ولا بأس بالزّيادة عليها نصّاً ، قال عبد اللّه بن أحمد : رأيت أبي يصلّي في رمضان ما لا أحصي ، وكان عبد الرّحمن بن الأسود يقوم بأربعين ركعةً ويوتر بعدها بسبع .
قال ابن تيميّة : والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلّين ، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام ، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها ، كما كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل . وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل . وهو الّذي يعمل به أكثر المسلمين ، فإنّه وسط بين العشر وبين الأربعين ، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك . وقد نصّ على ذلك غير واحد من الأئمّة كأحمد وغيره .
قال : ومن ظنّ أنّ قيام رمضان فيه عدد موقّت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ .
الاستراحة بين كلّ ترويحتين :
12 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات ، لأنّه المتوارث عن السّلف ، فقد كانوا يطيلون القيام في التّراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
وقال الحنفيّة : يندب الانتظار بين كلّ ترويحتين ، ويكون قدر ترويحة ، ويشغل هذا الانتظار بالسّكوت أو الصّلاة فرادى أو القراءة أو التّسبيح .
وقال الحنابلة : لا بأس بترك الاستراحة بين كلّ ترويحتين ، ولا يسنّ دعاء معيّن إذا استراح لعدم وروده .
التّسليم في صلاة التّراويح :
13 - ذهب الفقهاء إلى أنّ من يصلّي التّراويح يسلّم من كلّ ركعتين ، لأنّ التّراويح من صلاة اللّيل فتكون مثنى مثنى ، لحديث : « صلاة اللّيل مثنى مثنى » ولأنّ التّراويح تؤدّى بجماعة فيراعى فيها التّيسير بالقطع بالتّسليم على رأس الرّكعتين لأنّ ما كان أدوم تحريمةً كان أشقّ على النّاس .
واختلفوا فيمن صلّى التّراويح ولم يسلّم من كلّ ركعتين :
فقال الحنفيّة : لو صلّى التّراويح كلّها بتسليمة وقعد في كلّ ركعتين فالصّحيح أنّه تصحّ صلاته عن الكلّ ، لأنّه قد أتى بجميع أركان الصّلاة وشرائطها ، لأنّ تجديد التّحريمة لكلّ ركعتين ليس بشرط عندهم ، لكنّه يكره إن تعمّد على الصّحيح عندهم ، لمخالفته المتوارث ، وتصريحهم بكراهة الزّيادة على ثمانٍ في صلاة مطلق التّطوّع فهنا أولى .
وقالوا : إذا لم يقعد في كلّ ركعتين وسلّم تسليمةً واحدةً فإنّ صلاته تفسد عند محمّد ، ولا تفسد عند أبي حنيفة وأبي يوسف ، والأصحّ أنّها تجوز عن تسليمة واحدة ، لأنّ السّنّة أن يكون الشّفع الأوّل كاملاً ، وكماله بالقعدة ولم توجد ، والكامل لا يتأدّى بالنّاقص .
وقال المالكيّة : يندب لمن صلّى التّراويح التّسليم من كلّ ركعتين ، ويكره تأخير التّسليم بعد كلّ أربع ، حتّى لو دخل على أربع ركعات بتسليمة واحدة فالأفضل له السّلام بعد كلّ ركعتين . وقال الشّافعيّة : لو صلّى في التّراويح أربعاً بتسليمة واحدة لم يصحّ ، فتبطل إن كان عامداً عالماً ، وإلاّ صارت نفلاً مطلقاً ، وذلك لأنّ التّراويح أشبهت الفرائض في طلب الجماعة فلا تغيّر عمّا ورد . ولم نجد للحنابلة كلاماً في هذه المسألة .
القعود في صلاة التّراويح :
14 - جاء في مذهب الحنفيّة أنّ من يصلّي التّراويح قاعداً فإنّه يجوز مع الكراهة تنزيهاً لأنّه خلاف السّنّة المتوارثة .
وصرّح الحنفيّة بأنّه : يكره للمقتدي أن يقعد في صلاة التّراويح ، فإذا أراد الإمام أن يركع قام ، واستظهر ابن عابدين أنّه يكره تحريماً ، لأنّ في ذلك إظهار التّكاسل في الصّلاة والتّشبّه بالمنافقين ، قال اللّه تعالى : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } فإذا لم يكن ذلك لكسل بل لكبر ونحوه لا يكره ، ولم نجد مثل هذا لغير الحنفيّة .
وقت صلاة التّراويح :
15 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ وقت صلاة التّراويح من بعد صلاة العشاء ، وقبل الوتر إلى طلوع الفجر ، لنقل الخلف عن السّلف ، ولأنّها عرفت بفعل الصّحابة فكان وقتها ما صلّوا فيه ، وهم صلّوا بعد العشاء قبل الوتر ، ولأنّها سنّة تبع للعشاء فكان وقتها قبل الوتر. ولو صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء وهو الأصحّ عند الحنفيّة على أنّها لا تجزئ عن التّراويح ، وتكون نافلةً عند المالكيّة ، ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّها تصحّ ، لأنّ جميع اللّيل إلى طلوع الفجر قبل العشاء وبعدها وقت للتّراويح ، لأنّها سمّيت قيام اللّيل فكان وقتها اللّيل .
وعلّل الحنابلة عدم الصّحّة بأنّها تفعل بعد مكتوبة وهي العشاء فلم تصحّ قبلها كسنّة العشاء، وقالوا : إنّ التّراويح تصلّى بعد صلاة العشاء وبعد سنّتها ، قال المجد : لأنّ سنّة العشاء يكره تأخيرها عن وقت العشاء المختار ، فكان إتباعها لها أولى .
ولو صلّاها بعد العشاء وبعد الوتر فالأصحّ عند الحنفيّة أنّها تجزئ .
وذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه يستحبّ تأخير التّراويح إلى ثلث اللّيل أو نصفه ، واختلف الحنفيّة في أدائها بعد نصف اللّيل ، فقيل يكره ، لأنّها تبع للعشاء كسنّتها ، والصّحيح لا يكره لأنّها من صلاة اللّيل والأفضل فيها آخره .
وذهب الحنابلة إلى أنّ صلاتها أوّل اللّيل أفضل ، لأنّ النّاس كانوا يقومون على عهد عمر - رضي الله تعالى عنه - أوّله ، وقد قيل لأحمد : يؤخّر القيام أي في التّراويح إلى آخر اللّيل ؟ قال : سنّة المسلمين أحبّ إليّ .
الجماعة في صلاة التّراويح :
16 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الجماعة في صلاة التّراويح ، لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما سبق ، ولفعل الصّحابة - رضوان اللّه تعالى عليهم - ومن تبعهم منذ زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - ; ولاستمرار العمل عليه حتّى الآن .
وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الجماعة في صلاة التّراويح سنّة .
قال الحنفيّة : صلاة التّراويح بالجماعة سنّة على الكفاية في الأصحّ ، فلو تركها الكلّ أساءوا، أمّا لو تخلّف عنها رجل من أفراد النّاس وصلّى في بيته فقد ترك الفضيلة ، وإن صلّى في البيت بالجماعة لم ينل فضل جماعة المسجد .
وقال المالكيّة : تندب صلاة التّراويح في البيوت إن لم تعطّل المساجد ، وذلك لخبر : « عليكم بالصّلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصّلاة المكتوبة » ولخوف الرّياء وهو حرام ، واختلفوا فيما إذا صلّاها في بيته ، هل يصلّيها وحده أو مع أهل بيته ؟ قولان ، قال الزّرقانيّ : لعلّهما في الأفضليّة سواء .
وندب صلاة التّراويح - في البيوت عندهم - مشروط بثلاثة أمور : أن لا تعطّل المساجد ، وأن ينشط لفعلها في بيته ، ولا يقعد عنها ، وأن يكون غير آفاقيّ بالحرمين ، فإن تخلّف شرط كان فعلها في المسجد أفضل ، وقال الزّرقانيّ : يكره لمن في المسجد الانفراد بها عن الجماعة الّتي يصلّونها فيه ، وأولى إذا كان انفراده يعطّل جماعة المسجد .
وقال الشّافعيّة : تسنّ الجماعة في التّراويح على الأصحّ ، لحديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - الّذي سبق ذكره ،وللأثر عن عمر - رضي الله تعالى عنه - ولعمل النّاس على ذلك. ومقابل الأصحّ عندهم أنّ الانفراد بصلاة التّراويح أفضل كغيرها من صلاة اللّيل لبعده عن الرّياء .
وقال الحنابلة : صلاة التّراويح جماعةً أفضل من صلاتها فرادى ، قال أحمد : كان عليّ وجابر وعبد اللّه - رضي الله عنهم - يصلّونها في الجماعة .
وفي حديث أبي ذرّ - رضي الله تعالى عنه - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه ، وقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف كتب له قيام ليلة » .
وقالوا : إن تعذّرت الجماعة صلّى وحده لعموم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه » .
القراءة وختم القرآن الكريم في التّراويح :
17 - ذهب الحنابلة وأكثر المشايخ من الحنفيّة وهو ما رواه الحسن عن أبي حنيفة إلى أنّ السّنّة أن يختم القرآن الكريم في صلاة التّراويح ليسمع النّاس جميع القرآن في تلك الصّلاة . وقال الحنفيّة : السّنّة الختم مرّةً ، فلا يترك الإمام الختم لكسل القوم ، بل يقرأ في كلّ ركعة عشر آيات أو نحوها ، فيحصل بذلك الختم ، لأنّ عدد ركعات التّراويح في شهر رمضان ستّمائة ركعة ، أو خمسمائة وثمانون ، وآي القرآن الكريم ستّ آلاف وشيء .
ويقابل قول هؤلاء ما قيل : الأفضل أن يقرأ قدر قراءة المغرب لأنّ النّوافل مبنيّة على التّخفيف خصوصاً بالجماعة ، وما قيل : يقرأ في كلّ ركعة ثلاثين آيةً لأنّ عمر - رضي الله تعالى عنه - أمر بذلك ، فيقع الختم ثلاث مرّات في رمضان ، لأنّ لكلّ عشر فضيلةً كما جاءت به السّنّة ، « أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار » .
وقال الكاسانيّ : ما أمر به عمر - رضي الله تعالى عنه - هو من باب الفضيلة ، وهو أن يختم القرآن أكثر من مرّة ، وهذا في زمانهم ، وأمّا في زماننا فالأفضل أن يقرأ الإمام على حسب حال القوم ، فيقرأ قدر ما لا ينفّرهم عن الجماعة ، لأنّ تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة .
ومن الحنفيّة من استحبّ الختم ليلة السّابع والعشرين رجاء أن ينالوا ليلة القدر ، وإذا ختم قبل آخره .. قيل : لا يكره له التّراويح فيما بقي ، قيل : يصلّيها ويقرأ فيها ما يشاء . وصرّح المالكيّة والشّافعيّة بأنّه يندب للإمام الختم لجميع القرآن في التّراويح في الشّهر كلّه، وقراءة سورة في تراويح جميع الشّهر تجزئ ، وكذلك قراءة سورة في كلّ ركعة ، أو كلّ ركعتين من تراويح كلّ ليلة في جميع الشّهر تجزئ وإن كان خلاف الأولى إذا كان يحفظ غيرها أو كان هناك من يحفظ القرآن غيره ، قال ابن عرفة : في المدوّنة لمالك : وليس الختم بسنّة .
وقال الحنابلة : يستحبّ أن يبتدئ التّراويح في أوّل ليلة بسورة القلم : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } بعد الفاتحة لأنّها أوّل ما نزل من القرآن ، فإذا سجد للتّلاوة قام فقرأ من البقرة نصّ عليه أحمد ، والظّاهر أنّه قد بلغه في ذلك أثر ، وعنه : أنّه يقرأ بسورة القلم في عشاء الآخرة من اللّيلة الأولى من رمضان .
قال الشّيخ : وهو أحسن ممّا نقل عنه أنّه يبتدئ بها التّراويح ويختم آخر ركعة من التّراويح قبل ركوعه ويدعو ، نصّ عليه .
المسبوق في التّراويح :
18 - قال الحنفيّة : من فاته بعض التّراويح وقام الإمام إلى الوتر أوتر معه ثمّ صلّى ما فاته .
وقال المالكيّة : من أدرك مع الإمام ركعةً فلا يخلو أن تكون من الرّكعتين الأخيرتين من التّرويحة أو من الأوليين ، فإن كانت من الأخيرتين فإنّه يقضي الرّكعة الّتي فاتته بعد سلام الإمام في أثناء فترة الرّاحة ، وإن كانت من الرّكعتين الأوليين فقد روى ابن القاسم عن مالك أنّه لا يسلّم سلامه ولكن يقوم فيصحب الإمام فإذا قام الإمام من الرّكعة الأولى من الأخريين تشهّد وسلّم ثمّ دخل معه في الرّكعتين الأخريين فصلّى منهما ركعةً ثمّ قضى الثّانية منهما حين انفراده بالتّنفّل .
وعند الحنابلة : سئل أحمد عمّن أدرك من ترويحة ركعتين يصلّي إليها ركعتين ؟ فلم ير ذلك، وقال : هي تطوّع .
قضاء التّراويح :
19 - إذا فاتت صلاة التّراويح عن وقتها بطلوع الفجر ، فقد ذهب الحنفيّة في الأصحّ عندهم، والحنابلة في ظاهر كلامهم إلى أنّها لا تقضى ; لأنّها ليست بآكد من سنّة المغرب والعشاء ، وتلك لا تقضى فكذلك هذه .
وقال الحنفيّة : إن قضاها كانت نفلًا مستحبًّا لا تراويح كرواتب اللّيل ، لأنّها منها ، والقضاء عندهم من خواصّ الفرض وسنّة الفجر بشرطها .
ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّ من لم يؤدّ التّراويح في وقتها فإنّه يقضيها وحده ما لم يدخل وقت تراويح أخرى ، وقيل : ما لم يمض الشّهر .
ولم نجد تصريحاً للمالكيّة والشّافعيّة في هذه المسألة .
لكن قال النّوويّ : لو فات النّفل المؤقّت ندب قضاؤه في الأظهر .
هذا وبالله التوفيق لى ولكم ولسائر المسلمين
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ووفقكم لكل خير
اخوتكم فى الله
ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
ابوخــــــالد

ابو خالد
04-10-2005, 02:12 PM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
اخوتكم فى الله
ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
ابوخــــــالد


و السلام

شاب مصري
04-10-2005, 03:48 PM
بسم الله والصلوات والسلام علي رسول الله تعالي

أما بعد

هنيئا علي المسلمين قدوم شهر الرحمات المنزلة .. شهر الكرامات .. شهر المغفرة والقرب من الله تعالي جل علاه

كم من مسلم تمني أن يبلغه الله رمضان وحال قدره دون ذلك فساواه التراب؟!

أسأل الله من فضله أن يبلغنا رمضان مرات ومرات لننهل من رحمة البارئ ونطرق أبوب عفوه ومغفرته

قال تعالي في كتابه الكريم

(سارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)

نسأل الله جل علاه أن نخرج من هذا السباق وهذا الشهر المتسارع وهذا الجهاد العظيم بذنوب مغفورة وأعمال صالحة متقبلة باذن الله تعالي

رمضان شرف ساقه الله عز وجل لأهل الايمان

ورحمة ساق الله عز وجل أهل الايمان اليها

قال المصطفي عنه

"من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

وقال كذلك

"من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

لذا فعلينا جميعا أن نعي ما يناسبنا في جهادنا وفي سباقنا هذا من معلومات وفتاوي ومشاريع استثمارية نتشارك بها باذن الله تعالي وهذا ما نرجوه من مجلتنا المتواضعة

آمل أن تحوز علي اعجابكم واغفروا لنا أي تقصير فقد كنا في سباق لنخرج بها ولم يكن أمامنا الكثير من الوقت

ولا أنسي أن أشكر أخي الحبيب سهم الاسلام علي مبادرته بالفكرة وعلي أخي الغالي أبو خالد علي استضافته للمجلة بالقسم الغالي الذي طالما حننت اليه واشتقت اليه كثيرا قسمنا الغالي القسم الاسلامي

لا أرغب في الاطالة والمقدمة .. خاصة أن أحبائنا لم يتركوا ما يقال ونبدأ بعون الله تعالي في أول المواضيع المخصصة لي

نصائح رمضانية تهمك

قبل كل شئ

أذكر نفسي وأذكركم بها

1- ان كان شهر رمضان أعاده الله علينا وعلي جموع المسلمين بالخير شهر للتخلص من المعاصي

وشهر لنفض الذنوب عن كاهل المسلم فلابد من استغلاله في محاسبة النفس وتقويم الأعمال ومراجعة

وتصحيح كل معوج وكل ما هو سئ في حياتك .. طيبا أن نحاسب أنفسنا كل يوم قبل النوم وننبهها

ونعنفها علي كل سوء بدر خلال نهار الصيام أو مسائه ونعقد العزم ونعاهد الله علي عدم التكرار

فيكون الشهر كله نقطة محاسبة وتقويم وتصحيح ومراجعة لحياة المسلم كلها

..

2- الحرص علي قيام الليل وصلوات التراويح والتهجد والتسابق اليها قدر الامكان وقدر الطاقة فرمضان كالسوق ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر

كذلك قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه" من صلي مع الامام حتي ينصرف كتب له قيام ليلة" فلا تفوتوا الفرص ولا تخرجوا من السوق دون ربح وفير

..

3- الانسان عبارة عن مكونان (روح ومادة)

نقضي حياتنا كلها في تغذية المادة وغذاء المادة من المادة سواء بالأكل أو الشرب أو المتعة أوالمال والبنون وما الي ذلك من متع زائفة أما الروح فنتركها دون غذائها .. لذا نجدها دوما مشتاقة الي كل فرصة لتطرق باب الرحمن وتنهل من القرآن والعبادة والصلاة والذكر فلا تحرموها من الجانب الروحاني ولنترك الجانب المادي قليلا هذا الشهر

وان عاودت النفس اشتياقها الي المادة كان لنا ثواب ترويضها وتغذيتها روحانيا

..

4- احذر من الاسراف في المال والأكل والشرب فالاسراف محرم ويقلل من حظ المرأ في الصدقات التي يؤجر عليها

..

5- لابد من عقد العزيمة علي الاستمرار بعد رمضان فيما اعتدنا عليه وفيما روضنا النفس لأجله

..

6- علي المسلم أن ينسي كل متعة ويعتبر بمضي الزمن ويتفكر فيما خرج به من مضي عمره فيجاهد بالعمل الصالح قبل انقضاء العمر وخسرانه الخسران المبين

..

7- شهر رمضان شهر جهاد مع النفس وترويض لها .. شهر طاعات وشهر عبادة وعمل لذا فالصيام لم نؤمر به ليكون شهر نوم وكسل

..

8- عود لسانك علي الذكر ولا تكن ممن يذكروا الله قليلا

فاجعل من ذكر الله بالقلب واللسان وسيلة للتقرب دوما الي الرحمن .. وقت العمل ووقت الفراغ

..

9- اذا ما شعرت بالجوع فلا تنسي ضعفك وتذكر أنك لا تستطع الاستغناء عن أي نعمة من نعم الله

فهل يعقل أن نغضبه وناصيتنا كلها بيده وحده ؟!!

..

10- انتهز الفرصة واستغني عن تعاطي كل ما يضرك ولا ينفعك

..

11- اعلم أن العمل عبادة وأمانة فحاسب نفسك هل تؤدي الأمانة كما ينبغي أم لا؟

..

12- سارع الي طلب العفو والسماح من كل من ظلمتهم قبل أن يأتي يوما يأخذ فيه حقه من حسناتك

..



13- احرص علي أن تفطر صائما فيكون لك مثل أجره

مرحي بمثل هذا الثواب فلا تفوتوه

..

14- اعلم أن الله تعالي جل علاه أكرم الأكرمين أرحم الراحمين عفو يحب العفو وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل

..

15- سارع بالتوبة وطلب المغفرة عند كل ذنب وكل معصية واندم واعقد العزم علي عدم التكرار فستر الله علي المعاصي وعدم فضحها ليس الا انذار

..

16- الترويح الغير محرم عن النفس مقبول لكن التمادي فيه اضعاف للنفس وتفويت لفرصة الاستزادة بالخير

..

17- احرص علي تعلم ما تجهله في دينك واستزيد مما تعلمه فاطلب تفسير القرآن والعلم والفقه والشريعة واقرأ عن السيرة العطرة وعلم نفسك منها محبة الله ومحبة المصطفي

..

18- اقرأ يوميا ما تيسر من كتاب الله وتدبر معانيه واعمل بها ولا تكن ممن يهجره

..

19- ابتعد عن جلساء السوء وأصحاب السوء وأبدلهم بالخيريين فهم دوما أول الطريق لكل خير وعمل صالح متقبل باذن الله

..

20- لا تفوت الصلاة بالمساجد وتذكر أن الاعتياد علي التبكير الي المساجد يدل علي عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة خالق الأكوان

..

21- تقرب الي الله بالنوافل فلا تنساها

..

22- احرص علي توجيه من تحت كلمتك ومن تحت ادارتك الي ما ينفعهم في دينهم فقد يتقبلوا منك ولا يتقبلوا من غيرك وباذن الله لك من أجرهم وثوابهم

..

23- لا تكثر من أصناف الطعام وطلبها فهو يزيد من غذاء مادتك علي غذاء روحك كما أسلفنا ويشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في الطاعات والعبادات فاحرص علي أن تكون عادلا مع نفسك ومع أهل بيتك

..

24- قلل من الذهاب الي الأسواق خلال رمضان لئلا تضيع ثوابك ووقتك

..

25- اعلم أن رمضان ضيف راحل فاحسن ضيافته واستغلال كرم الرحمن فيه

..

26- لا تكن ضعيفا فتزول حماستك في أواخر رمضان عن العبادات بل احرص علي قيام الليل وكثرة العبادات في العشرة الأواخر وتذكر أن فيها ليلة القدر فهي ليلة أفضل من ألف شهر

..

27- الفطر دون عذر اثم كبير ومصيبة عظيمة اجتنبوها كفارتها التوبة والاستغفار واعادة الصيام

..

28- تذكر أن يوم العيد يوم شكر لله فلا تجعله يوم فجور والعياذ بالله وانطلاق الي محرمات منعت نفسك عنها طيلة الشهر

..

29- تذكر وأنت فرح مسرور بالعيد اخوتك واخوانك اليتامي والثكالي والمعدمين في بلاد الاسلام والمسلمين فاشكر الله من فضله عليك وادعو لهم ولا تبخل عليهم مما أعطاك الله في يدك ليختبر صنيعك

..

30- يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة

..





31- اجعل لنفسك نصيبا من صيام التطوع ولا يكن عهدك بالصيام رمضان فقط

..

32- حاسب نفسك في أمورك وأصلح من حالك واستمر علي الخير وانفر الشر

ولا تنسي سؤال نفسك علي

الصفح والسماح عند المقدرة وعمن بينك وبينه شحناء

بر الوالدين

حسن معاملة الجار ووده

صلة الأرحام

عدم الاسراف

التربية الصالحة لنفسك ولمن تحت يديك

دورك ومدي اهتمامك باخوانك المسلمين

استجابتك وفرحك وعملك بالنصح

حبك لأخيك ما تحبه لنفسك

سعيك للاصلاح في الأرض وبين الخلائق وعدم الفساد فيها

نفسك من الغيبة والكذب والربا و....

تلاوة القرآن وصيام التطوع وذكر الله وقيام الليل وصلوات النوافل

أخواتكم في الله

سهم الاسلام ** أبو خـــــالد


وأخاكم المحب
شاب مصري

ابو خالد
04-10-2005, 04:23 PM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
اخوتكم فى الله
ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
ابوخــــــالد


و السلام

شاب مصري
04-10-2005, 05:25 PM
رمضان نحتاج فيه الي وقفة مع النفس وحساب لها ومن ثم بداية صفحة جديدة ونظيفة
لذا فلابد من حديث عن
التوبة
بسم الله الرحمن
قال الله في كتابه الكريم
( اتل مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا مَا تَصْنَعُونَ)
وقال تعالي(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) النور /31 .
قسم الله جل علاه العباد الي تائب وظالم فقال عز وجل : ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات /11
ونحن اذ نرغب في شئ فاننا نطرق باب الله واثقين من رحمته راجين مغفرته وقبول توبتنا توبة نصوحة لا عودة بعدها باذن الله
حسبكم من الاستهانة بالذنوب أو انقضاء العمر قبل التوبة
فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتبت واحدة ) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1209 نسأل الله أن يحط عنّا خطايانا ويلقيها عن كواهلنا الضعيفة
عن أنس رضي الله عنه قال : ( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ) والموبقات هي المهلكات .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا – أي بيده – فذبه عنه "
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه ( وفي رواية ) إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ) رواه أحمد ، صحيح الجامع 2686-2687
قال بعض العلماء قولا حكيما ستكون له فائدة جليلة باذن الله ان طبقناها بصدق "لا تنظر الي صغر المعصية ولكن انظر الي من عصيت"
نسأل الله من عفوه ومغفرته في شهر العفو والرحمة
أما وقد علمنا خطورة الذنوب فلابد من التوبة النصوحة للتخلص منها قبل الهلاك
التوبة وشروطها
التوبة لم تكن يوما كلمة تقال باللسان ثم عودة الي الذنب والمعصية بل أمرها عظيم ولابد لها من شروط ، فقد ذكر العلماء شروطاً للتوبة مأخوذة من الآيات والأحاديث ، وهذا ذكر بعضها :
1. الإقلاع عن الذنب فوراً .
2. الندم على ما فات .
3. العزم على عدم العودة .
4. إرجاع حقوق من ظلمهم ، أو طلب البراءة منهم .
وذكر بعض أهل العلم تفصيلات أخرى لشروط التوبة النصوح ، نسوقها مع بعض الأمثلة :
1- أن يكون ترك الذنب لله لا لشيء آخر ، كعدم القدرة عليه أو على معاودته ، أو خوف كلام الناس مثلاً . فلا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس ، أو ربما طرد من وظيفته . ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته ، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو أنها تضعف جسمه وذاكرته . ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً . ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه . وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ، كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه ، بل لابد لمثل هذا من الندم والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف على فواتها ولمثل هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الندم توبة ) رواه أحمد وابن ماجه ، صحيح الجامع 6802 .
..
والله نزّل العاجز المتمني بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الدنيا لأربعة نفر ، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء ) رواه أحمد والترمذي وصححه صحيح الترغيب والترهيب 1/9 .
..
2- أن يستشعر قبح الذنب وضرره . وهذا يعني أن التوبة الصحيحة لا يمكن معها الشعور باللذة والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية ، أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل . وقد ساق ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء والفوائد أضراراً كثيرة للذنوب منها : حرمان العلم والوحشة في القلب وتعسير الأمور ووهن البدن وحرمان الطاعة ومحق البركة وقلة التوفيق وضيق الصدر وتولد السيئات واعتياد الذنوب وهوان المذنب على الله وهوانه على الناس ولعنة البهائم له ولباس الذل والطبع على القلب والدخول تحت اللعنة ومنع إجابة الدعاء والفساد في البر والبحر وانعدام الغيرة وذهاب الحياء وزوال النعم ونزول النقم والرعب في قلب العاصي والوقوع في أسر الشيطان وسوء الخاتمة وعذاب الآخرة .
..
3- أن يبادر العبد إلى التوبة ، ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة .
..
4- أن يخشى على توبته من النقص ، ولا يجزم بأنها قد قبلت، فيركن إلى نفسه ويأمن مكر الله .
..
5- استدراك ما فات من حق الله إن كان ممكناً ، كإخراج الزكاة التي منعت في الماضي ولما فيها من حق الفقير كذلك .
..
6- أن يفارق موضع المعصية إذا كان وجوده فيه قد يوقعه في المعصية مرة أخرى .
..
7- أن يفارق من أعانه على المعصية وهذا والذي قبله من فوائد حديث قاتل المائة وسيأتي سياقه . والله يقول : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) الزخرف /67 . وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة ، ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم ولا يستجرينك الشيطان فيزين لك العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف لا تقاوم . وهناك حالات كثيرة رجع فيها أشخاص إلى المعصية بإعادة العلاقات مع قرناء الماضي .
..
8- إتلاف المحرمات الموجودة عنده مثل المسكرات وآلات اللهو كالعود والمزمار ، أو الصور والأفلام المحرمة والقصص الماجنة والتماثيل ، وهكذا فينبغي تكسيرها وإتلافها أو إحراقها . ومسألة خلع التائب على عتبة الاستقامة جميع ملابس الجاهلية لابد من حصولها ، وكم من قصة كان فيها إبقاء هذه المحرمات عند التائبين سبباً في نكوصهم ورجوعهم عن التوبة وضلالهم بعد الهدى، نسأل الله الثبات .
..
9- أن يختار من الرفقاء الصالحين من يعينه على نفسه ويكون بديلاً عن رفقاء السوء وأن يحرص على حلق الذكر ومجالس العلم ويملأ وقته بما يفيد حتى لا يجد الشيطان لديه فراغاً ليذكره بالماضي .
..
10- أن يعمد إلى البدن الذي رباه بالسحت فيصرف طاقته في طاعة الله ويتحرى الحلال حتى ينبت له لحم طيب .
..
11- أن تكون التوبة قبل الغرغرة ، وقبل طلوع الشمس من مغربها : والغرغرة الصوت الذي يخرج من الحلق عند سحب الروح والمقصود أن تكون التوبة قبل القيامة الصغرى والكبرى لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه ) رواه أحمد والترمذي ، صحيح الجامع 6132 . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم
..
منا من يصر علي المعصية ويبدل معصية بأخري وهذه بعض الأسباب
- أن يعتقد أن وزنها أخف .
- لأن النفس تميل إليها أكثر ، والشهوة فيها أقوى .
- لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها ، بخلاف المعصية التي تحتاج إلى إعداد وتجهيز ، أسبابها حاضرة متوافرة .
- لأن قرناءه وخلطاؤه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقهم .
- لأن الشخص قد تجعل له المعصية المعينة جاهاً ومكانة بين أصحابه فيعز عليه أن يفقد هذه المكانة فيستمر في المعصية ، كما يقع لبعض رؤساء عصابات الشر والفساد ، وكذلك ما وقع لأبي نواس الشاعر الماجن لما نصحه أبو العتاهية الشاعر الواعظ ولامه على تهتكه في المعاصي ، فأنشد أبو نواس :
أتراني يا عتاهي تاركاً تلك الملاهي

أتراني مفسداً بالنسك عند القوم جاهي

شاب مصري
04-10-2005, 05:45 PM
نماذج من التوبة النصوحة

عن بريدة رضي الله عنه : أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت ، وإني أريد أن تطهرني فرده ، فلما كان من الغد أتاه ، فقال : يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه ، فقال : ( أتعلمون بعقله بأساً ؟ أتنكرون منه شيئاً ؟ ) قالوا : ما نعلمه إلا وفيّ العقل ، من صالحينا فيما نرى ، فأتاه الثالثة ، فأرسل إليهم أيضاً ، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله ، فلما كان الرابعة حفر له حفرة ، ثم أمر به فرجم ، قال : فجاءت الغامدية ، فقالت : يا رسول الله إني زنيت فطهرني ، وإنه ردها ، فلما كان الغد ، قالت : يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً ، فوالله إني لحبلى ، قال : ( أما لا ، فاذهبي حتى تلدي ) ، قال : فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة ، قالت : هذا قد ولدته ، قال : ( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ) ، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز ، فقالت : هذا يا رسول الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام ، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها ، فسمع نبي الله سبه إياها ، فقال: ( مهلاً يا خالد ! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس {وهو الذي يأخذ الضرائب } لغفر له ) رواه مسلم . ثم أمر بها فصلى عليها ، ودفنت .

وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها ! فقال : ) لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم ، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل . رواه عبد الرزاق في مصنفه 7/325 .

رحمة الله في

توبة قاتل المائة

عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله فكمّل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدّل على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه ملك الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط , فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم – أي حكماً - فقال : قيسوا ما بين الأرضيين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة ) متفق عليه . وفي رواية في الصحيح ( فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها ) وفي رواية في الصحيح ( فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال : قيسوا ما بينهما ، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له ) .

نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ! فهل ترى الآن يا من تريد التوبة أن ذنوبك أعظم من هذا الرجل الذي تاب الله عليه ، فلم اليأس ؟ بل إن الأمر أيها الأخ المسلم أعظم من ذلك ، تأمل قول الله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) الفرقان /68 – 70 .

ووقفة عند قوله : ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) الفرقان /70 تبين لك فضل الله العظيم ، قال العلماء التبديل هنا نوعان :







الأول : تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة كإبدالهم بالشرك إيماناً وبالزنا عفة وإحصاناً وبالكذب صدقاً وبالخيانة أمانة وهكذا .




والثاني : تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة ، وتأمل قوله تعالى : ( يبدل الله سيئاتهم حسنات ) ولم يقل مكان كل سيئة حسنة فقد يكون أقل أو مساوياً أو أكثر في العدد أو الكيفية ، وذلك بحسب صدق التائب وكمال توبته ، فهل ترى فضلاً أعظم من هذا الفضل ؟ وانظر إلى شرح هذا الكرم الإلهي في الحديث الجميل :

عن عبد الرحمن بين جبير عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم - وفي طرق أخرى – " جاء شيخ هرم قد سقط حاجباه على عينيه وهو يدّعم على عصا حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة أي صغيرة ولا كبيرة إلا أتاها ، وفي رواية ، إلا اقتطعها بيمينه لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم أي أهلكتهم فهل لذلك من توبة ؟ قال : ( فهل أسلمت ) قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . قال : ( تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ) قال : وغدراتي وفجراتني ، قال : ( نعم ) قال : الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى. قال الهيثمي رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون أبي نشيطة وهو ثقة ، المجمع 1/36 وقال المنذري في الترغيب إسناده جيد قوي 4/113 وقال ابن حجر في الإصابة هو على شرط الصحيح 4/149.

وهنا قد يسأل تائب ، فيقول : إني لما كنت ضالاً لا أصلي خارجاً عن ملة الإسلام قمت ببعض الأعمال الصالحة فهل تحسب لي بعد التوبة أو تكون ذهبت أدراج الرياح .

وإليك الجواب : عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي رسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتِاقة أو صلة رحم أفيها أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسلمت على ما أسلفت من خير ) رواه البخاري .

فهذه الذنوب تغفر ، وهذه السيئات تبدل حسنات ، وهذه الحسنات أيام الجاهلية تثبت لصاحبها بعد التوبة ، فماذا بقي !

أسئلة خاصة بالتوبة





التوبة تمحو ما قبلها ؟



وقد يقول قائل : أريد أن أتوب ولكن من يضمن لي مغفرة الله إذا تبت وأنا راغب في سلوك طريق الاستقامة ولكن يداخلني شعور بالتردد ولو أني أعلم أن الله يغفر لي لتبت ؟ فأقول له ما داخلك من المشاعر داخل نفوس أناس قبلك من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولو تأملت في هاتين الروايتين بيقين لزال ما في نفسك إن شاء الله .





الأولى : روى الإمام مسلم رحمه الله قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه وفيها : " فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه فقبضت يديّ قال : مالك يا عمرو ؟ قال : قلت أردت أن أشترط ، قال ( تشترط بماذا؟) قلت : أن يغفر لي . قال : ( أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ ) .










والثانية : وروى الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن أناساً من أهل الشرك قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا : " إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن ، ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزل قول الله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً ) الفرقان /68 . ونزل : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) .




هل يغفر الله لي؟

وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جداً ولم أترك نوعاً من الفواحش إلا واقترفته ، ولا ذنباً تتخيله أو لا تتخيله إلا ارتكبته لدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة . وأقول لك أيها الأخ الكريم : هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدون التوبة وأذكر مثالاً عن شاب وجه سؤالاً مرة بأنه قد بدأ في عمل المعاصي من سن مبكرة وبلغ السابعة عشرة من عمره فقط وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعها المختلفة مارسها مع أشخاص مختلفين صغاراً وكباراً حتى اعتدى على بنت صغيرة ، وسرق عدة سرقات ثم يقول : تبت إلى الله عز وجل ، أقوم وأتهجد بعض الليالي وأصوم الاثنين والخميس ، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة ؟

والمبدأ عندنا أهل الإسلام أن نرجع إلى الكتاب والسنة في طلب الأحكام والحلول والعلاجات ، فلما عدنا إلى الكتاب وجدنا قول الله عز وجل : ( قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً أنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) الزمر الآيتان 53،54 فهذا الجواب الدقيق للمشكلة المذكورة وهو واضح لا يحتاج إلى بيان .

أما الإحساس بأن الذنوب أكثر من أن يغفرها الله فهو ناشيء عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولاً . ونقص في الإيمان بقدرة الله على مغفرة جميع الذنوب ثانياً . وضعف عمل مهم من أعمال القلوب هو الرجاء ثالثاً . وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعاً . ونجيب عن كل منها .

فأما الأول : فيكفي في تبيانه قول الله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الأعراف /56 .






وأما الثاني : فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح : ( قال تعالى من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئاً ) رواه الطبراني في الكبير والحاكم ، صحيح الجامع 4330 . وذلك إذا لقي العبد ربه في الآخرة .
وأما الثالث : فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم : ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي ، صحيح الجامع 4338 .




وأما الرابع : فيكفي فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) رواه ابن ماجه ، صحيح الجامع 3008 .

وإلى كل من يستصعب أن يغفر الله له فواحشه المتكاثرة نسوق هذا الحديث :






كيف أفعل إذا أذنبت؟
وقد تقول إذا وقعت في ذنب فكيف أتوب منه مباشرة وهل هناك فعل أقوم به بعد الذنب فوراً ؟ . فالجواب : ما ينبغي أن يحصل بعد الإقلاع عملان .









الأول : عمل القلب بالندم والعزم على عدم العودة ، وهذه تكون نتيجة الخوف من الله .
الثاني : عمل الجوارح بفعل الحسنات المختلفة ومنها صلاة التوبة وهذا نصها :




عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ) رواه أصحاب السنن ، صحيح الترغيب والترهيب 1/284 . ثم قرأ هذه الآية : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران /135 . وقد ورد في روايات أخرى صحيحة صفات أخرى لركعتين تكفران الذنوب وهذا ملخصها :

- ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ( لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء

- ومن إحسان الوضوء قول بسم الله قبله والأذكار بعده وهي : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين – سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . وهذه أذكار ما بعد الوضوء لكل منها أجر عظيم .

- يقوم فيصلي ركعتين .

- لا يسهو فيهما .

- لا يحدث فيهما نفسه .

- يحسن فيهن الذكر والخشوع .

- ثم استغفر الله .

والنتيجة :غفر له ما تقدم من ذنبه .

إلا وجبت له الجنة . صحيح الترغيب 1/ 94 ، 95

ثم الإكثار من الحسنات والطاعات ، ألا ترى أن عمر رضي الله عنه لما أحس بخطئه في المناقشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية ، قال بعدها فعلمت لذلك أعمالاً أي صالحات لتكفير الذنب. وتأمل في المثل الوارد في هذا الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع أي لباس من حديد يرتديه المقاتل ضيقة ، قد خنقته ، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض ) رواه الطبراني في الكبير ، صحيح الجامع 2192 . فالحسنات تحرر المذنب من سجن المعصية ، وتخرجه إلى عالم الطاعة الفسيح ، ويلخص لك يا أخي ما تقدم هذه القصة المعبرة . : عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت ، فلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه لو ستر نفسه ، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ، ثم قال : ( ردوه علي ) ، فردوه عليه فقرأ عليه : ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) . فقال معاذ – وفي رواية عمر – يا رسول الله أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : ( بل للناس كافة ) رواه مسلم .

أهل السوء يطاردونني

وقد تقول أريد أن أتوب ولكن أهل السوء من أصحابي يطاردونني في كل مكان وما أن علموا بشيء من التغير عندي حتى شنوا عليّ حملة شعواء وأنا أشعر بالضعف فماذا أفعل ؟! ونقول لك اصبر فهذه سنة الله في ابتلاء المخلصين من عباده ليعلم الصادقين من الكاذبين وليميز الله الخبيث من الطيب . وما دمت وضعت قدميك على بداية الطريق فاثبت ، وهؤلاء شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض لكي يردوك على عقبيك فلا تطعهم ، إنهم سيقولون لك في البداية هذا هوس لا يلبث أن يزول عنك ، وهذه أزمة عارضة ، والعجب أن بعضهم قال لصاحب له في بداية توبته عسى ما شر !! والعجب أن إحداهن لما أغلق صاحبها الهاتف في وجهها لأنه تاب ولا يريد مزيداً من الآثام اتصلت به بعد فترة وقالت عسى أن يكون زال عنك الوسواس ؟ والله يقول : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس ) الناس /1-6 .

فهل ربك أولى بالطاعة أم ندماء السوء ؟!

وعليك أن تعلم أنهم سيطاردونك في كل مكان وسيسعون لردك إلى طريق الغواية بكل وسيلة ولقد حدثني بعضهم بعد توبته أنه كانت له قرينة سوء تأمر سائق سيارتها أن يمشي وراءه وهو في طريقه إلى المسجد وتخاطبه من النافذة . هنالك : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) إبراهيم /27 . سيسعون إلى تذكيرك بالماضي وتزيين المعاصي السابقة لك بكل طريقة ، ذكريات .. توسلات .. صور .. ورسائل .. فلا تطعهم واحذرهم أن يفتنوك وتذكر هنا قصة كعب بن مالك الصحابي الجليل ، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة جميعاً بمقاطعته لتخلفه عن غزوة تبوك حتى يأذن الله ، أرسل إليه ملك غسان الكافر رسالة يقول فيها : " أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك " يريد الكافر استمالة المسلم حتى يخرج من المدينة ويضيع هناك في ديار الكفر .

ما هو موقف الصحابي الجليل قال كعب : " فقلت حين قرأتها وهذه أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور أي الفرن فسجرتها أي أحرقتها . وهكذا اعمد أنت أيها المسلم من ذكر أو أنثى إلى كل ما يرسل إليك من أهل السوء فاحرقه حتى يصير رماداً وتذكر وأنت تحرقه نار الآخرة . ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذي لا يوقنون )





إنهم يهددونني



أريد أن أتوب ولكن أصدقائي القدامى يهددونني بإعلان فضائحي بين الناس ، ونشر أسراري على الملأ ، إن عندهم صوراً ووثائق ، وأنا أخشى على سمعتي ، إني خائف !! ونقول : جاهد أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ، فهذه ضغوط أعوان إبليس تجتمع عليك كلها ، ثم لا تلبث أن تتفرق وتتهاوى أمام صبر المؤمن وثباته . واعلم أنك إن سايرتهم ورضخت لهم فسيأخذون عليك مزيداً من الإثباتات ، فأنت الخاسر أولاً وأخيراً ، لكن لا تطعهم واستعن بالله عليهم ، وقل حسبي الله ونعم الوكيل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال : ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ) رواه أحمد وأبو داود ، صحيح الجامع 4582 . صحيح أن الموقف صعب وأن تلك المسكينة التائبة التي اتصل بها قرين السوء يقول مهدداً : لقد سجلت مكالمتك ولديّ صورتك ولو رفضت الخروج معي لأفضحنك عند أهلك !! صحيح أنها في موقف لا تحسد عليه . وانظر إلى حرب أولياء الشياطين لمن تاب من المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات فإنهم يطرحون أسوأ إنتاجهم السابق في الأسواق للضغط والحرب النفسية ، ولكن الله مع المتقين ، ومع التائبين ، وهو ولي المؤمنين ، لا يخذلهم ولا يتخلى عنهم ، وما لجأ عبد إليه فخاب أبداً ، واعلم أن مع العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً .



وإليك أيها الأخ التائب هذه القصة المؤثرة شاهداً واضحاً على ما نقول .



إنها قصة الصحابي الجليل مرثد بن أبي مرثد الغنويّ الفدائي الذي كان يهرب المستضعفين من المسلمين من مكة إلى المدينة سراً . " كان رجل يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، وكان رجلاً يحمل الأسرى من مكة ، حتى يأتي بهم المدينة ، قال : وكانت امرأة بمكة بغي يقال لها عناق وكانت صديقة له ، وأنه كان وعد رجلاً من أسارى مكة يحتمله ، قال : فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة ، قال : فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط ، فلما انتهت إليّ عرفت ، فقالت : مرثد ؟ فقلت: مرثد ، قالت : مرحباً وأهلاً ، هلم فبت عندنا الليلة ، قلت : يا عناق حرم الله الزنا ، قالت : يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية ، وسلكت الخندمة ( وهو جبل معروف عند أحد مداخل مكة ) فانتهيت إلى غار أو كهف ، فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي وعماهم الله عني قال : ثم رجعوا ، ورجعت إلى صاحبي فحملته ، وكان رجلاً ثقيلاً ، حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه أكبله ( أي قيوده ) فجعلت أحمله ويُعييني ( أي يرهقني) حتى قدمت المدينة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أنكح عناقاً ؟ مرتين ، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليّ شيئاً ، حتى نزلت ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) النور /3 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها ) صحيح سنن الترمذي 3/80 .





هل رأيت كيف يدافع الله عن الذين آمنوا وكيف يكون مع المحسنين؟.

وعلى أسوأ الحالات لو حصل ما تخشاه أو انكشفت بعض الأشياء واحتاج الأمر إلى بيان فوضح موقفك للآخرين وصارحهم ، وقل نعم كنت مذنباً فتبت إلى الله فماذا تريدون ؟ ولنتذكر جميعاً أن الفضيحة الحقيقة هي التي تكون بين يدي الله يوم القيامة ، يوم الخزي الأكبر ، ليست أمام مائة أو مائتين ولا ألف أو ألفين ، ولكنها على رؤوس الأشهاد ، أما الخلق كلهم من الملائكة والجن والإنس ، من آدم وحتى آخر رجل . فهلم إلى دعاء إبراهيم :

( ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) الشعراء /87-89

وتحصن في اللحظات الحرجة بالأدعية النبوية : اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ، اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم لا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين

شاب مصري
04-10-2005, 06:00 PM
فتاوى مهمة للتائبين
وقد تقول : أريد أن أتوب ولكني أجهل أحكام التوبة ، وتدور في ذهني أسئلة كثيرة عن صحة التوبة من بعض الذنوب ، وكيفية قضاء حقوق الله التي فرطت فيها ، وطريقة إرجاع حقوق العباد التي أخذتها ، فهل من إجابات على هذه التساؤلات ؟ وإليك أيها العائد إلى الله ما علّه يشفي الغليل .
س1 : إنني أقع في الذنب فأتوب منه ، ثم تغلبني نفسي الأمارة بالسوء فأعود إليه ! فهل تبطل توبتي الأولى ويبقى عليّ إثم الذنب الأول وما بعده ؟
جـ1 : ذكر أكثر العلماء على أنه لا يشترط في صحة التوبة ألا يعود إلى الذنب ، وإنما صحة التوبة تتوقف على الإقلاع عن الذنب، والندم عليه ، والعزم الجازم على ترك معاودته ، فإن عاوده يصبح حينئذ كمن عمل معصية جديدة تلزمه توبة جديدة منها وتوبته الأولى صحيحة .
س2 : هل تصح التوبة من ذنب وأنا مصر على ذنب آخر ؟
جـ2 : تصح التوبة من ذنب ولو أصر على ذنب آخر ، إذا لم يكن من النوع نفسه ، ولا يتعلق بالذنب الأول ، فمثلاً لو تاب من الربا ولم يتب من شرب الخمر فتوبته من الربا صحيحة ، والعكس صحيح ، أما إذا تاب من ربا الفضل وأصر على ربا النسيئة فلا تقبل توبته حينئذ ، وكذلك من تاب من تناول الحشيشة وأصر على شرب الخمر أو العكس ، وكذلك من تاب عن الزنا بامرأة وهو مصر على الزنا بغيرها فهؤلاء توبتهم غير صحيحة ، وغاية ما فعلوه أنهم عدلوا عن نوع من الذنب إلى نوع آخر منه . راجع المدارج.
س3 : تركت حقوقاً لله في الماضي من صلوات لم أؤدها وصيام تركته وزكاة منعتها ، فماذا أفعل الآن ؟
جـ3 : أما تارك الصلاة فالراجح أنه لا يلزمه القضاء لأنه قد فات وقتها ، ولا يمكن استدراكه ويعوضه بكثرة التوبة والاستغفار ، والإكثار من النوافل لعل الله أن يتجاوز عنه .
وأما تارك الصيام فإن كان مسلماً وقت تركه للصيام ، فإنه يجب عليه القضاء مع إطعام مسكين عن كل يوم أخره من رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده ، من غير عذر وهذه كفارة التأخير ، وهي واحدة لا تتضاعف ولو توالت أشهر رمضان .
مثال : رجل ترك 3 أيام من رمضان سنة 1400 هـ و 5 أيام من رمضان سنة 1401 هـ تهاوناً ، وبعد سنين تاب إلى الله ، فإنه يلزمه قضاء الصيام ثمانية أيام ، وإطعام مسكين عن كل يوم من الأيام الثمانية .
مثال آخر : امرأة بلغت عام 1400 هـ وخجلت من إخبار أهلها ، فصامت أيام عادتها الثمانية مثلاً ولم تقضها ، ثم تابت إلى الله الآن فعليها الحكم السابق نفسه ، وينبغي أن يعلم أن هناك فروقاً بين ترك الصلاة وترك الصيام ، ذكره أهل العلم على أن هناك في العلماء من يرى عدم القضاء على من ترك الصيام متعمداً دون عذر .
وأما تارك الزكاة فيجب عليه إخراجها وهي حق لله من جهة ، وحق للفقير من جهة أخرى . للمزيد راجع مدارج السالكين 1/383 .
س4 : إذا كانت السيئة في حق آدميّ فكيف تكون التوبة ؟
جـ4 : الأصل في هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت لأخيه عنده مظلمة ، من عرض أو مال ، فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه) رواه البخاري فيخرج التائب من هذه المظالم إما بأدائها إلى أصحابها وإما باستحلالها منهم وطلب مسامحتهم ، فإن سامحوه وإلا ردها .
س5 : وقعت في غيبة شخص أو أشخاص ، وقذفت آخرين بأمورٍ هم بريئون منها فهل يشترط إخبارهم بذلك مع طلب المسامحة وإذا كان لا يشترط فكيف أتوب ؟!
جـ5 : المسألة هنا تعتمد على تقدير المصالح والمفاسد .
فإن كان إذا أخبرهم بم اغتابهم أو قذفهم لا يغضبون منه ولا يزدادون عليه حنقاً وغماً صارحهم وطلب منهم المسامحة ولو بعبارات عامة ، كأن يقول إني أخطأت في حقك في الماضي ، أو ظلمتك بكلام ، وإني تبت إلى الله فسامحني ، دون أن يفصل فلا بأس بهذا .
وإن كان إذا أخبرهم بما اغتابهم أو قذفهم حنقوا عليه وازدادوا غماً وغيظاً – وربما يكون هذا هو الغالب – أو أنه إذا أخبرهم بعبارات عامة لم يرضوا إلا بالتفاصيل التي إذا سمعوها زادوا كراهية له ، فإنه حينئذ لا يجب عليه إخبارهم أصلاً لأن الشريعة لا تأمر بزيادة المفاسد ، وإخبار شخص بأمور كان مستريحاً قبل سماعها على وجه يسبب البغضاء وينافي مقصد الشريعة في تأليف القلوب والتحاب بين المسلمين ، وربما يكون الإخبار سبباً لعداوة لا يصفو بعدها قلب المغتاب أبداً لمن اغتابه ، وفي هذه الحالة يكفي التوبة أمور منها :
1- الندم وطلب المغفرة من الله والتأمل في شناعة هذه الجريمة واعتقاد تحريمها .
2- أن يكذب نفسه عند من سمع الغيبة ، أو القذف ويبرئ المقذوف.
3- أن يثني بالخير على من اغتابه في المجالس التي ظلمته فيها ، ويذكر محاسنه .
4- أن يدافع عمن اغتابه ، ويرد عنه إذا أراد أحد أن يسيء إليه .
5- أن يستغفر له بظهر الغيب المدارج 1/291 ، والمغني مع الشرح 12/78
ولاحظ أيها الأخ المسلم الفرق بين الحقوق المالية وجنايات الأبدان ، وبين الغيبة والنميمة ، فالحقوق المالية يستفيد أهلها إذا أخبروا بها ، وردت إليهم ، ويسرون بذلك ، ولذلك لا يجوز كتمها بخلاف الحقوق التي في جانب العِرض ، والتي لا تزيد من يُخبر بها إلا ضرراً وتهييجاً .
س6 : كيف يتوب القاتل المتعمد ؟
جـ6 : القاتل المتعمد عليه ثلاثة حقوق :
خلق الله ، وحق القتيل ، وحق الورثة .
فحق الله لا يُقضى إلا بالتوبة .
حق الورثة أن يسلم نفسه إليهم ليأخذوا حقهم ، إما بالقصاص أو بالدية أو العفو .
ويبقى حق القتيل الذي لا يمكن الوفاء به في الدنيا ، وهنا قال أهل العم إذا حسنت توبة القاتل ، فإن الله يرفع عنه حق القتيل ويعوض القتيل يوم القيامة خيراً من عنده عز وجل ، وهذا أحسن الأقوال . المدارج 1/299 .
س7 : كيف يتوب السارق ؟
جـ7 : إذا كان الشيء عنده الآن رده إلى أصحابه .
وإن تلف أو نقصت قيمته بالاستعمال أو الزمن وجب عليه أن يعوضهم عن ذلك ، إلا إذا سامحوه فالحمد لله .
س8 : أشعر بالحرج الشديد إذا واجهت من سرقت منهم ، ولا أستطيع أن أصارحهم ، ولا أن أطلب منهم المسامحة فكيف أفعل ؟
جـ8 : لا حرج عليك في البحث عن طريق تتفادى فيه هذا الإحراج الذي لا تستطيع مواجهته ، كأن ترسل حقوقهم مع شخص آخر ، وتطلب عدم ذكر اسمك ، أو بالبريد ، أو تضعها خفية عندهم، أو تستخدم التورية وتقول هذه حقوق لكم عند شخص ، وهو لا يريد ذكر اسمه ، والمهم رجوع الحق إلى أصحابه .
س9 : كنت أسرق من جيب أبي خفية ، وأريد الآن أن أتوب ولا أعلم كم سرقت بالضبط ، وأنا محرج من مواجهته ؟
جـ9 : عليك أن تقدر ما سرقته بما يغلب على ظنك أنه هو أو أكثر منه ، ولا بأس أن تعيده إلى أبيك خفية كما أخذته خفية .
س10 : سرقت أموالاً من أناس وتبت إلى الله ، ولا أعرف عناوينهم ؟
وآخر يقول أخذت من شركة أموالاً خلسة ، وقد أنهت عملها وغادرت البلد ؟
وثالث يقول سرقت من محل تجاري سلعاً ، وتغير مكانه ولا أعرف صاحبه ؟
جـ10 : عليك بالبحث عنهم على قدر طاقتك ووسعك ، فإذا وجدتهم فادفعها إليهم والحمد لله ، وإذا مات صاحب المال فتعطى لورثته ، وإن لم تجدهم على الرغم من البحث الجاد فتصدق بهذه الأموال بالنيابة عنهم ، وانوها لهم ولو كانوا كفاراً لأن الله يعطيهم في الدنيا ولا يعطيهم في الآخرة .
ويشبه هذه المسألة ما ذكره ابن القيم رحمه الله في المدراج 1/388 أن رجلاً في جيش المسلمين غل ( أي سرق ) من الغنيمة ، ثم تاب بعد زمن ، فجاء بما غله إلى أمير الجيش فأبى أن يقبله منه ، وقال كيف لي بإيصاله إلى الجيش وقد تفرقوا ؟ فأتى هذا التائب حجاج بن الشاعر يستفتيه فقال له حجاج : يا هذا إن الله يعلم الجيش وأسماءهم وأنسابهم فادفع خمسه إلى صاحب الخمس وتصدق بالباقي عنهم ، فإن الله يوصل ذلك إليهم ففعل فلما أخبر معاوية قال لأن أكون أفتيتك بذلك أحب إليّ من نصف ملكي ، وهناك فتوى مشابهة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قريبة من هذه قصة مذكورة في المدارج .
س11 : غصبت مالاً لأيتام وتاجرت به وربحت ، ونما المال أضعافاً وخفت من الله فكيف أتوب ؟
جـ11 : للعلماء في هذه المسألة أقوال أوسطها وأعدلها أنك ترد رأس المال الأصلي للأيتام ، زائداً نصف الأرباح ، فتكون كأنك وإياهم شركاء في الربح مع إعادة الأصل إليهم .
وهذه رواية عن الإمام أحمد ، وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وترجيح تلميذه ابن القيم رحمه الله ( المدراج 1/392 )
وكذلك لو غصب سائمة من إبل أو غنم فنتجت أولاداً فهي ونصف أولادها للمالك الأصلي ، فإن ماتت أعطى قيمتها مع نصف النتاج إلى مالكها .
س12 : رجل يعمل في الشحن الجوي وتتخلف عندهم بضائع أخذ منها مسجلاً خلسة وبعد سنوات تاب فهل يُرجع المسجل نفسه أو قيمته أو شبيهاً به ، علماً بأن هذا النوع قد انتهى من السوق ؟
جـ12 : يرجع المسجل نفسه زائداً عليه ما نقص من قيمته لقاء الاستعمال أو تقادم الزمن ، وذلك بطريقة مناسبة دون أن يؤذي نفسه ، فإن تعذر ، تصدق بقيمته نيابة عن صاحبه الأصلي .
س13 : كان عندي أموال من الربا ولكني أنفقتها كلها ، ولم يبق عندي منها شيء ، وأنا الآن تائب فماذا يلزمني ؟
جـ13 : لا يلزمك إلا التوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحاً والربا خطير ، ولم يؤذن بحرب أحد في القرآن الكريم إلا أهل الربا وما دامت الأموال الربوية قد ذهبت كلها ، فليس عليك من جهتها شيء الآن .
س14 : اشتريت سيارة بمال بعضه حلال وبعضه حرام ، وهي موجودة عندي الآن فكيف أفعل ؟
جـ14 : من اشترى شيئاً لا يتجزأ كالبيت أو السيارة بمال بعضه حلال وبعضه حرام فيكفيه أن يخرج ما يقابل الحرام من ماله الآخر ويتصدق به تطييباً لتلك الممتلكات ، فإن كان هذا الجزء من المال الحرام هو حق للآخرين وجب ردّ مثله إليهم على التفصيل السابق .
س15 : ماذا يفعل بالمال الذي ربحه من تجارة الدخان ، وكذلك إذا احتفظ بأمواله الأخرى الحلال ؟
جـ15 : من تاجر بالمحرمات كبيع آلات اللهو والأشرطة المحرمة والدخان وهو يعلم حكمها ثم تاب يصرف أرباح هذه التجارة المحرمة في وجوه الخير تخلصاً لا صدقة ، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً .
وإذا اختلط هذا المال الحرام بأموال أخرى حلال كصاحب البقالة الذي يبيع الدخان مع السلع المباحة ، فإنه يقدر هذا المال الحرام تقديراً باجتهاده ، ويخرجه بحيث يغلب على ظنه أنه نقى أمواله من الكسب الحرام ، والله يعوضه خيراً وهو الواسع الكريم .
وعلى وجه العموم فإن من لديه أموالاً من كسب حرام ، وأراد أن يتوب فإن كان :
1- كافراً عند كسبها فلا يُلزم عند التوبة بإخراجها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُلزم الصحابة بإخراج ما لديهم من الأموال المحرمة لما أسلموا .
2- وأما إن كان عند كسبه للحرام مسلماً عالماً بالتحريم فإنه يُخرج ما لديه من الحرام إذا تاب .
س16 : شخص يأخذ الرشاوي ، ثم هداه الله إلى الاستقامة ، فماذا يفعل بالأموال التي أخذها من الرشوة ؟
جـ16 : هذا الشخص لا يخلو من حالتين :
1- إما أن يكون أخذ الرشوة من صاحب حق مظلوم اضطر أن يدفع الرشوة ليحصل على حقه لأنه لم يكن له سبيل للوصول إلى حقه إلا بالرشوة ، فهنا يجب على هذا التائب أن يرد المال إلى الراشي صاحب الحق لأنه في حكم المال المغصوب ولأنه ألجأه إلى دفعه بالإكراه .
2- أن يكون أخذ الرشوة من راش ظالم مثله تحصل عن طريق الرشوة على أشياء ليست من حقه ، فهذا لا يُرجع إليه ما أخذه منه ، وإنما يتخلص التائب من هذا المال الحرام في وجوه الخير كإعطائه للفقراء مثلاً ، كما يتوب مما تسبب فيه من صرف الحق عن أهله .
س17 : عملت أعمالاً محرمة وأخذت مقابلها أموالاً فهل يجب عليّ وقد تبت إرجاع هذه الأموال لمن دفعها إليّ ؟
جـ17 : الشخص الذي يعمل في أعمال محرمة ، أو يقدم خدمات محرمة ، ويأخذ مقابلاً أو أجرة على ذلك إذا تاب إلى الله وعنده هذا المال الحرام فإنه يتخلص منه ولا يعيده إلى من أخذه منه .
فالزانية التي أخذت مالاً على الزنا لا تعيده إلى الزاني إذا تابت ، والمغني الذي أخذ أموالاً على الغناء المحرم لا يعيده إلى أصحاب الحفلة إذا تاب ، وبائع الخمر أو المخدارت لا يعيدها إلى من اشتروها منه إذا تاب ، وشاهد الزور الذي أخذ مقابلاً لا يعيد المال من استخدمه لشهادة الزور وهكذا ، والسبب أنه إذا أرجع المال للعاصي الذي دفعه فإنه يكون قد جمع له بين العِوض الحرام والمُعوَّض بالتخلص منه ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وترجيح تلميذه ابن القيم . كما في المدارج 1/390 .
س18 : هناك أمر يقلقني ويسبب لي إرهاقاً وأرقاً ، وهو أني وقعت في الفاحشة مع امرأة فكيف أتوب ، وهل يجوز لي أن الزواج منها لستر القضية ؟
وآخر يسأل أنه وقع في الفاحشة في الخارج ، وأن المرأة حملت منه فهل يكون هذا ولده ، وهل يجب عليه إرسال نفقة الولد .
جـ18 : لقد كثرت الأسئلة عن الموضوعات المتعلقة بالفواحش كثرة تجعل من الواجب على المسلمين جميعاً إعادة النظر في أوضاعهم وإصلاحها على هدي الكتاب والسنة وخصوصاً في مسائل غض البصر وتحريم الخلوة ، وعدم مصافحة المرأة الأجنبية والالتزام بالحجاب الشرعي الكامل وخطورة الاختلاط ، وعدم السفر إلى بلاد الكفار والاعتناء بالبيت المسلم والأسرة المسلمة والزواج المبكر وتذليل صعوباته .
أما بالنسبة إلى السؤال فمن فعل الفاحشة فلا يخلو من حالتين :
1- إما أنه زنى بالمرأة اغتصاباً وإكراهاً فهذا عليه أن يدفع لها مهر مثلها ، عوضاً عما ألحق بها من الضرر ، مع توبته إلى الله توبة نصوحاً ، وإقامة الحد عليه إذا وصل أمره إلى الإمام ، أو من ينوب عنه كالقاضي ونحوه . انظر المدارج 1/366
2- أن يكون قد زنى بها برضاها ، فهذا لا يجب عليه إلا التوبة ، ولا يُلحق به الولد مطلقاً ولا تجب عليه النفقة لأن الولد جاء من سفاح ومثل هذا ينسب لأمه ، ولا يجوز إلحاقه بنسب الزاني .
ولا يجوز للتائب الزواج منها لستر القضية والله يقول : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) التوبة /3 .
ولا يجوز العقد على امرأة في بطنها جنين من الزنا ، ولو كان منه، كما لا يجوز العقد على امرأة لا يدرى أهي حامل أم لا .
أما إذا تاب هو وتابت المرأة توبة صادقة وتبين براءة رحمها ، فإنه يجوز له حينئذ أن يتزوج منها ، ويبدأ معها حياة جديدة يحبها الله .
س19 : لقد حصل والعياذ بالله أني ارتكبت الفاحشة وعقدت على المرأة الزانية ، وقد صار لنا سنوات وقد تبنا أنا وهي إلى الله توبة صادقة فماذا يجب عليّ ؟
جـ19 : ما دامت التوبة قد صحت من الطرفين فعليكما إعادة العقد بشروطه الشرعية من الولي والشاهدين ، ولا يلزم أن يكون ذلك في المحكمة بل لو حصل في البيت لكان كافياً .
س20 : امرأة تقول إنها تزوجت من رجل صالح وقد فعلت أموراً لا ترضي الله قبل زواجها ، وضميرها يؤنبها الآن ، وتسأل هل يجب عليها إخبار زوجها بما حصل منها في الماضي ؟
جـ20 : لا يجب على أيٍّ من الزوجين إخبار الآخر بما فعل في الماضي من المنكرات ، ومن ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله وتكفيه التوبة النصوح .
وأما من تزوج بكراً ثم تبين له عند الدخول بها أنها ليست كذلك لفاحشة ارتكبتها في الماضي ، فإنه يحق له أخذ المهر الذي أعطاها ويفارقها ، وإن رأى أنها تابت فستر الله عليها وأبقاها فله الأجر والمثوبة من الله .
س21 : ماذا يجب على التائب من فاحشة اللواط ؟
جـ21 : الواجب على الفاعل والمفعول به التوبة إلى الله توبة عظيمة ، فإنه لا يُعلم أن الله أنزل أنواعاً من العذاب بأمة كما أنزله بقوم لوط لشناعة جريمتهم فإنه :
1- أخذ أبصارهم فصاروا عمياناً ، يتخبطون كما قال تعالى : ( فطمسنا أعينهم )
2- أرسل عليهم الصيحة .
3- قلب ديارهم ، فجعل عاليها سافلها .
4- أمطرهم بحجارة من سجيل منضود ، فأهلكهم عن بكرة أبيهم .
ولذلك كان الحد الذي يقام على مرتكب هذه الفاحشة القتل محصناً أو غير محصن ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في إرواء الغليل .
س22 : تبت إلى الله ولديّ أشياء محرمة كأدوات موسيقية وأشرطة وأفلام ، فهل يجوز لي بيعها خصوصاً وأنها تساوي مبلغاً كبيراً ؟
جـ22 : لا يجوز بيع المحرمات وثمن بيعها حرام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا حرم شيئاً حرك ثمنه ) رواه أبو داود وهو حديث صحيح . وكل ما تعلم أن غيرك سيستخدمه في الحرام فلا يجوز لك بيعه إياه، لأن الله نهى عن ذلك فقال : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ومهما خسرت من مال الدنيا فما عند الله خير وأبقى ، وهو يعوضك بمنه وفضله وكرمه .
س23 : كنت إنساناً ضالاً أنشر الأفكار العلمانية ، وأكتب القصص والمقالات الإلحادية ، وأستخدم شعري في نشر الإباحية والفسوق ، وقد تداركني الله برحمته ، فأخرجني من الظلمات إلى النور وهداني فكيف أتوب ؟
جـ23 : هذه والله النعمة الكبرى والمنة العظمى ، وهي الهداية فاحمد الله عليها ، واسأل الله الثبات والمزيد من فضله .
أما من كان يستخدم لسانه وقلمه في حرب الإسلام ونشر العقائد المنحرفة أو البدع المضلة والفجور والفسق فإنه يجب عليه الآتي :
أولاً : أن يعلن توبته منها جميعاً ، ويُظهر تراجعه على الملأ بكل وسيلة وسبيل يستطيعه حتى يُعذر فيمن أضلهم ، ويبين الباطل الذي كان لئلا يغتر من تأثر به من قبل ، ويتتبع الشبهات التي أثارها والأخطاء التي وقع فيها فيرد عليها ، ويتبرأ مما قال وهذا التبيين واجب من واجبات التوبة ، قال تعالى : ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم ، وأنا التواب الرحيم ) البقرة /160 .
ثانياً : أن يسخر قلمه ولسانه في نشر الإسلام ، ويوظف طاقته وقدراته في نصر دين الله ، وتعليم الناس الحق والدعوة إليه .
ثالثاً : أن يستخدم هذه الطاقات في الرد على أعداء وفضحهم وفضح مخططاتهم ، كما كان يناصرهم من قبل ويفند مزاعم أعداء الإسلام، ويكون سيفاً لأهل الحق على أهل الباطل ، وكذلك كل من اقنع شخصاً ولو في مجلس خاص بأمر محرم كجواز الربا ، وأنه فوائد مباحة ، فإنه ينبغي عليه أن يعود ويبين له كما أضله حتى يكفّر عن خطيئته والله الهادي .
---
وأخيرا أعتذر عن الاطالة لكني اهتممت بهذا الموضوع لأهميته الكبيرة
بتصرف عن مقال للشيخ محمد إبراهيم الحمد ورسالة الأستاذ محمد صالح المنجد

ابو خالد
04-10-2005, 06:20 PM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري وذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله
وحتى تظهر المجله بالصوره المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركه من الاخوه
اخوتكم فى الله
ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
ابوخــــــالد










و السلام

سهم الاسلام
04-10-2005, 10:19 PM
كيف تنظم وقتك ؟ و كيف تخطط لرمضان ؟


لا بد من تنظيم الوقت و التخطيط .. إذاً
خطوة خطوة ..
لنبدأ بالوقت أولاً ..

يا ترى أين ذهب الوقت
" أتمنى لو كان اليوم 36 ساعة بدلا من 24 ساعة "
" آسف لا يوجد لدي متسع من الوقت "
" إن الوقت يطير بسرعة " " إننا نعمل ضد الوقت "
" الوقت يزحف " " الوقت يلاحقنا"
" انتبه للوقت " " انتهى الوقت ".


http://www.n0f.net/uploads/10-04-05~46saa.JPG

كلمات تتردد على ألسنتنا كثيرا عندما نتحدث عن الوقت مما يعطي انطباعا عجيبا لو تمعنا في أي منها عن ما أهمية الوقت !!

ولقد أغرقت الدراسات على تنوعها في معرفة ماهية الزمن أو الوقت إلا أننا هنا لن نتطرق إلى ماهية الوقت بالقدر الذي نود أن نبين أهميته .
ولو راجعنا كل مناحي النشاط الإنساني لوجدنا الوقت عاملا أساسيا في نجاحها أو فشلها ،
وصدق من قال أن " الوقت هو الحياة " فحقا حينما نقول " تنظيم الوقت " فإننا نعني ببساطة تنظيم الحياة ،
حياة الفرد و حياة الأمة وما فلحت أمة على مر التاريخ عندما قلت أهمية الوقت في حسابها ،
وحتى من يقيس الوقت بالذهب والفضة فإنه لم يعطي الوقت مكانته المطلوبة ,
وفي هذه الفقرة سنحاول أن نعطي فكرتاً عملياً عن كيفية استغلال الوقت خلال شهر رمضان المبارك بشكل حسن فيما يعود علينا بالفائدة .

أهمية الوقت :
أقسم الله عز وجل في كتابه الكريم بالزمن في أثر من موضوع يقول سبحانه: " كلا والقمر، والليل إذ أدبر، والصبح إذا أسفر "
ويقول تعالى : " والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر "
ويقول: " والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها "
ويقول: " والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى" ويقول : " والضحى، والليل إذا سجى "
ويقول عز وجل: " والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"
وأقسام الله سبحانه بهذه الأزمان دليل على عظمة أهميتها ،
هذا عدا ما تحدثت عنه الآيات الأخرى فيما يخص تصور الكافرين للوقت في هذه الحياة وفي الآخرة
فمنهم من تجده حريصا عليه ولكن ليس فيما يرضى الله فهو يتمنى أن يعمر ألف سنة حتى يضل فيما هو فيه من العصيان،
ومنهم من يرى أن عمره كله الذي قضه كان يوما أو يومين
" قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين، قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون "
ويبين الله سبحانه وتعالى أن هذه الحياة فرصة من الزمن الممتد حتى بعد الموت وهي فرصة قصيرة قياسا للحياة السرمدية في الدار الآخرة،
فرصة لابتلاء الناس أيهم أحسن عملا حتى يتميز الخبيث من الطيب
يقول سبحانه : " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور "
وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لنا مثلا رائعا في حسن استغلال وتدبير الوقت، وسيرته كلها تشهد بذلك،
ولقد كان حريصا أشد الحرص على أن تنتهج أمته ذلك النهج فوجهها في أكثر من حديث إلى أهمية الوقت مستغلا ما أمكن لترسيخ ذلك المفهوم في وجدان أتباعه،
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه:
" بادروا بالأعمال سبعا : هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطفيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر "
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال:
"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
" خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا،
وخط خطا في الوسط خارجا منه،
وخط خطوطا صغارا إلى هذه الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط،
فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيطا به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج أمله،
وهذه الخطط الصغار الأعراض: فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا" رواه البخاري.
هذه الأحاديث وغيرها كثير دليل على أهمية الوقت في حساب الإسلام كما وضحه جليا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ما هية تنظيم الوقت :
كثيرا ما تمر علينا كلمات مثل "نظم وقتك حتى تنجح" لا بد من تنظيم وقتنا لننجز هذا العمل" "إنه يجيد فن إدارة الوقت"
وكأنما الوقت شيء بين أيدينا نستطيع أن نتحكم به وفي الحقيقة هذا الاصطلاح "تنظيم الوقت" هو اصطلاح تعارف عليه الناس ولا يعني حقيقة أننا بمقدرتنا تنظيم أو إدارة الوقت.
فلا يوجد إنسان يستطيع التحكم بالوقت كأن يوقف الدقائق عن الغد أو يرجع ثواني مضت من عمره.
إن فن إدارة الوقت هو في الحقيقة فن إدارة الأعمال والأحداث المرتبطة بالوقت الذي لا يتوقف. فإذا كنت تحسن التحكم بأعمال وأحداث حياتك فأنت تدير وقتك بنجاح والعكس صحيح.

أين يذهب وقتنا :
يتساوى كل الناس على اختلاف أجناسهم وأقيامهم في المقدار الذي ينالونه من الوقت
فهناك بالتمام 24 ساعة في اليوم، و 168 ساعة في الأسبوع، و720 ساعة في الشهر و 8736 ساعة في السنة لا أكثر ولا أقل .
كما أوضحنا سابقا إدارة الوقت هي عملية إدارة الأحداث التي تنتج في فترة 168 ساعة في الأسبوع.
قد يوهمنا هذا العدد (168) أن هناك وقت كثير لقضائه بينما لو جمعت الوقت الذي تستغرقه في قضاء المهمات التي يتوجب عليك قضائها أو التي تود فعلها فإن هذا الرقم لا يكون كافيا .
و من خلال الفقرة الآتية سيتبين لك التوضيح أكثر إن شاء الله ..

كيف توزع عدد الساعات في رمضان ؟ :
سنقوم الآن بوضع مقال للجدول للأنشطة اليومية التي نقوم بعملها ولكي تقوم أنت بعمل جدول مثلهِ تماماً حسب أعمالك و قدرتــك ..

http://www.n0f.net/uploads/10-04-05~gadwal1.jpg

ملاحظــة : هذا الجدول يختلف من أيام لأيام .. و من شخص لشخص ..
فمثلاً : في النوم ربما يقل في أيام العشر الأخير إلى خمس ساعات يومياً و سيكون عدد الإجمالي للساعات " الأيام العشر الأول و الثاني 140 + العشر الأخير 50 " أي 190 ساعة
و أيضاً يقل عدد الساعات للمواصلات و العمل و متطلبات العائلة و يزيد عدد ساعات لصلاة قيام الليل إلى ساعة واحدة يومياً .. و هكــذا ...
و أما الآن أصبح دورك أخي الحبيب لتضع جدول أوقاتك أمامك .. و لكن لا تنسى أن تترك على الأقل يوميــاًَ ساعة واحدة لقراءة القرآن الكريم .
أي في الشهر ثلاثون ساعة .. و بعض الأعمال الخاصة بــك ..
و يفضل أن تقسم الجدول إلى ثلاث جداول و هي :
الأولى : العشر الأول باسم أولــه رحمــه .. تضع في الجدول نفس الأنشطة الموجودة أعلاه و كالأنشطة التاليـة :
الانترنت – مجالس علم – برامج فضائية – قنوات إخبارية – قراءة القرآن الكريم ..
الثانية : العشر الثاني باسم أوسطـه مغفـرة .. تضع في الجدول نفس الأنشطة السابقة و حسب رغبتك ..
الثالثة : العشر الأخير باسم آخره عتق من النار .. تضع في الجدول نفس الأنشطة السابقة مـع إضافات خاصة بأعمالنا مثل :
العشر الأخير كصلاة التهجد - صلاة قيام الليل – الاعتكاف - أدعية و أذكار و غير ذلك حسب رغبتك ..
و هي تختلف من شخصٍ إلى آخر ..
هذا بالنسبة للوقت .. هنا نكتفي وأما الآن ننتقل إلى التخطيط ..

ثانياً .. التخطيط ..

يا ترى أين نحن من التخطيط ؟
هل نخطط في عملنا في دراستنا في صيامنا في صلاتنا ؟
ماالفرق بين التنظيم و التخطيط ؟

التخطيط هو الأساس في العمل لولا التخطيط لما أكمل التنظيم فعند تنفيذ شيئاً ما يجب أن يكون هناك خطةً و زمناً لتنفيذها ..
فمثلاً : كتاب القرآن الكريم كيف نختمه في الشهر دون التخطيط و التنظيم ؟ يجب علينا أن نخطط وننظم الوقت لها كالتالي :
التخطيط : كتاب القرآن فيه ثلاثون جزءاً و في كل جزء 20 صفحة ..
التنظيم : سنقرأ القرآن يومياً بعد صلاة الفجر و بعد صلاة العصر و مع الإمام في صلاة التراويح ..
مدة الوقت : بعد صلاة الفجر سنأخذ نصف ساعة لقراءة القرآن نكون هنا قد قرأنا جزءاً واحداً و كذلك نفس الأمر بعد صلاة العصر نصف ساعة يكون قد قرأنا جزأين في ساعة واحدة أي في الشهر الواحد خاتمتين و إن زدنا ساعة ونصف أخرى لوقت صلاة التراويح نكون قد ختمناها ثلاث مرات في الشهر ..

كيف تضع جدول التخطيط في رمضان ؟ :
سنقوم الآن بوضع مقال للجدول للأنشطة اليومية التي نقوم بعملها ولكي تقوم أنت بعمل جدول مثلهِ تماماً حسب أعمالك و قدرتــك ..

http://www.n0f.net/uploads/10-04-05~gadwal2.jpg

و لهذا أخي الحبيب أحببت أن أضع نقاطاً هاماً لكي تضعها في جدولك و من النصائح الهامــة ..

الفجر ..
1- عند الأذان: متابعة المؤذن، والدعاء بعده
2- القيام للصلاة واستشعار قول الله عز وجل " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ".
3- مجلس علم ديني بعد صلاة الفجر في إحدى بيوت الله تعالى ..
4- أذكار الصباح بعد أداء الصلاة و حضور مجلس العلم ..
5- الانتظار إلى وقت الإشراق مع كتاب الله تعالى .
الضحى ..
صلاة الضحى ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" ..
الظهر ..
1-مع أذان الظهر: الحرص على ترديد أذان المؤذن.
2- الدعاء بين الأذان والإقامة، فهو دعاء لا يرد بإذن الله.
3- القيام بالسنن الرواتب: أربع ركعات قبل الظهر، واثنتين بعدها، فمن حافظ عليها حرمه الله على النار.
4-الحرص على أذكار الصلاة ، والمكوث في المصلى فالملائكة تستغفر لك ما دمت في مصلاك مطهراً.
العصر ..
1- مع أذان العصر: متابعة المؤذن، والترداد وراءه والدعاء، وتذكر قول الله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" .
2-أداء الصلاة مع الذكر بعدها، وتلاوة القرآن نصف ساعة تقريباً بعد الصلاة.
3- من خير ما يستغل به وقت العصر مشاهدة برامج فضائية إسلامية , سماع إذاعة القرآن الكريم ، وتدوين الفوائد .
4-إعداد الإفطار واستشعار قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من فطر صائماً كان له مثل أجره، لا ينقص من أجر الصائم شيء"
وقوله " في كل ذات كبد رطبة أجر" واستشعار أن ذالك قربة لله بإخلاص النية واحتساب الأجر فيها.
قبيل المغرب ..
1- قال تعالى " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب" فاحرص على أذكار المسلم في هذا الوقت
وكثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح إلى أن يحين وقت الإفطار، ولا تفرط في هذه الأوقات الغالية.
2- والحرص على الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد"
ولا تنسى المسلمين من دعائك فدعوة المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجابة ، وللداعي مثل ما دعا به لأخيه.
المغرب ..
1-عند الأذان يستحب التبكير بالإفطار ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور".
2- الترداد مع المؤذن .
3-إتباع السنة عند الإفطار، وذلك بالإفطار على رطب ، فإن لم تجد فعلى تمر .
4-التبكير لصلاة المغرب وعدم الانشغال عنها بالأكل والاسترخاء، والحرص على أداء الأذكار بعدها.
5- غالباً ما يكون وقت ما بعد المغرب لتجمع الأهل فيستغل بما ينفع. واحذر من إضاعته في المنكرات والملهيات، فما هكذا تُشكر نعمة الفطر.
العشاء ..
1-الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح مع إتباع السنة في ذلك، والحرص على أداء الأذكار بعد الصلاة.
2- مجلس علم ديني .
3- حبذا لو كان النوم قبل الساعة الحادية عشرة، ليكون ذلك عوناً على قيام الثلث الأخير من الليل.
وقبل النوم :
أ- الوضوء.
ب- أذكار النوم .
ج- لا تنس وقفة محاسبة ليوم غربت عليك الشمس نقص فيه عمرك ولم يزد عملك
وتذكر يوماً فات من هذا الشهر ماذا أودعت فيه من العمل الصالح ؟
ثلث الليل الأخير ..
قال تعالى " أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"
إن دقائق الأسحار غالية فلا ترخصها بالغفلة فأحيها بـ صلاة ودعاءاً واستغفاراً.
1- الاستيقاظ قبل الفجر، والحرص على إتباع السنة في :
أذكار الاستيقاظ من النوم - السواك- قراءة الآيات من آخر سورة آل عمران (إن في خلق السماوات ..) الآية
إيقاظ الأهل للصلاة، وإطالة القيام كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- قبل أذان الفجر تناوُل السحور، وينبغي تأخيره لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر قوله سبحانه "والمستغفرين بالأسحار".
3-التهيؤ لصلاة الفجر.
أخي الكريم أحرص على :
1- تقوى الله عز وجل في كل حال.
2- كثرة الذكر والتوبة والاستغفار وقراءة القرآن.
3- تجنب الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها.
4-الحرص على أعمال الخير والإحسان، مثل تفطير الصائم، الصدقة، الإحسان لغير، صلة الرحم،
بر الوالدين، الكلمة الطيبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدعاء، حسن الخلق،
أداء العمرة إن استطعت، الحرص على السواك، إقامة حلقة ذكر للأهل ..
هنــا نكون قد أنتهينا من التخطيط فقد علمت أخي الحبيب كيف تضع تخطيطك لشهر رمضان ؟
و أرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم ..

سهم الاسلام
04-10-2005, 10:41 PM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري و ذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله .
وحتى تظهر المجله بالصورة المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركة من الأخوة

إخوانكم في الله ..
أبو خالد , سهم الاسلام , شاب مصري ..
و السلام

شاب مصري
06-10-2005, 02:09 PM
فضائل رمضان
ظننتك أخي الصادققد جمعت عزيمة قلبك، وبدأت في تدبير وترتيب أمرك، وهجرت ما كان من سئ عوائدك، وعزمت علي أن تستقبل حالا غير الذي كنت عليه في سابق أمرك
وظننت حالك يتغير عن حالك من قبل حتي تستقبل هذا الضيف الكريم أحسن استقبال
فيه ليلة القدر
ففي سنن ابن ماجة باسناد حسن عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه كان اذا دخل رمضان قال"ان هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم"
وقد نزل ذلك التنبيه علي أصحاب النبي منزل الاستعداد والتهيؤ والاقبال علي الله جل علاه والتغيير لعوائد الدنيا
فعساك أن تكون كذلك
(فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين)
في الصحيحين عن أبي هريرة أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال"اذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"
وفي غير الصحيحين "ونادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر"
يا باغي الخير .. يا مريد الخير
ذا أوانه .. ذا زمانه
فأكثر من تحصيل خصال الخير وأسبابه
فيا باغي الخير أقبل
قد فتحت أبواب الجنة وزينت وتهيأت لأهل الايمان حتي يدخلوها
وغلقت أبواب النار وحيل بين أهل الايمان وبين الشهوات
وصفدت الشياطسن فلم يعودوا يبلغون من اغواء بني آدم ما كان يبلغونه من قبل
يسر تحصيل المغفرة فيه
في مستدرك الحاكم عن كعب عن عجرة أن رسول الله قال "احضروا المنبر" قال: فحضرنا فارتقي رسول الله درجة فقال "آمين" ثم ارتقي درجة ثانية فقال"آمين" ثم ارتقي ثالثة فقال "آمين" فلما نزل رسول الله قالوا يا رسول الله سمعنا منك اليوم شيئا لم نكن نسمعه .
فقال "عرض لي جبريل فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين ثم قال "بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ثم قال: "بعد من أدرك أبوابه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت :آمين"
فان لك وظهر أن تلك الأيام التي تستقبلها ان لم تحصل مغفرة الله عز وجل فيها فذا كمال خذلان وحرمان أن يقصر العبد فيما يتيسر له وأن يفرط العبد في تحصيل أسباب نجاته، وقد هان عليه تلك الأسباب ولم تستصعب
"بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له"
لله فيه عند كل فطر عتقاء
وفي مسند الامام أحمد باسناد حسن عن أبي امامة أن رسول الله قال: " لله عند كل فطر عتقاء" فتلك مكافأة الصائمين
ان مدار استباقهم علي اصلاح صيامهم علي ترك اللغو والرفث علي ترك قول الزور والعمل به ...
ان مدار استباقهم أن يتوصلوا من ترك المباحات الي ترك المحرمات والي التقرب الي رب الأرض والسموات
فواصل قريبا وواصل بعده بأيام ومدرك ذلك آخر الصيام
ولا يزال مدار السباق قائما في تحصيل الخيرات وفي التقرب الي رب الأرض والسموات
فيه الفوز بثواب الصديقين والشهداء
في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم أن رجلا جاء رسول الله فقال " أرأيت ان شهدت أن لا اله الا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات المكتوبة وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟
فقال الرسول "من الصديقين والشهداء"
فمن استكمل أركان الاسلام وضم الي ذلك القيام كان ذلك مدرجا له في الصديقين والشهداء
اللهم اجعلنا منهم وفيهم وبينهم يا رب العالمين
فمن شهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأدي الصلوات المكتوبة وأدي زكاة ماله وحج البيت ان قدر وأما من لم يقدر فان صام رمضان فذلك يعني أنه من الصديقين والشهداء
فيه مغفرة ما تقدم من الذنوب
في الصحيحين أن رسول الله قال
" من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
فكان في ذلك بشارتان ..
أما الأولي فالبشارة بمغفرة الله عز وجل لمن قام ليلة القدر
وأما الثانية فمغفرة الله لمن صام رمضان ايمانا واحتسابا

سهم الاسلام
06-10-2005, 06:52 PM
عذراً ..

نرجو من الأخوة الأحبة عدم الرد على المجلة حتى ننتهي من إعدادها و سيكون هناك فقرة خاصة للمشاركة و الحوار إن شاء الله من قبل الأخ شاب مصري و ذلك لاختلاف التوقيت بيننا رحمكم الله .
وحتى تظهر المجله بالصورة المشرفه باذنه تعالى ، وسيحذف هذا الرد بعد كل مشاركة من الأخوة

إخوانكم في الله ..
أبو خالد , سهم الاسلام , شاب مصري ..
و السلام

سهم الاسلام
07-10-2005, 01:03 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبـه و سلــم .. و بعد أيها الأخوة الأحبة :

سنقدم صفة صلاة النبي صلى الله عليــه و سلــم إلى كل مسلم و مسلمة ..
ليجتهد فيها و الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام و هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين . فيجب علينا جميعاً معرفة أحكام الصلاة الدقيقة ..
لقوله صلى الله عليه و سلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري ..

الصلاة ..

الصلاة : صلة بين العبد وبين ربه .
الصلاة : روضة عبادات فيها من كل زوج بهيج تكبير ويفتتح به الصلاة وقيام يتلو فيه المصلي كلام الله ، وركوع يعظم فيه الرب ،
وقيام من الركوع يملؤه بالثناء على الله ، وسجود يسبح الله تعالى فيه بعلوه ويبتهل إليه بالدعاء ، وقعود للدعاء والتشهد ، وختام بالتسليم .
الصلاة : عون في المهمات ونهي عن الفحشاء والمنكرات , قال الله تعالى : " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ "
الصلاة : سرور نفوس المؤمنين وقرة أعينهم ،
الصلاة : نور المؤمنين في قلوبهم ومحشرهم ، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : " الصلاة نور " ،
وقال : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة
الصلاة : تمحى بها الخطايا وتكفر بها السيئات
قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه (وسخه) شيء ؟
قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " ،
وقال ، صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر "

صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ، رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيت ينادي بهن ،
فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ،
ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ،
وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ،
ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ،
ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ".

الخشوع في الصلاة :( وهو حضور القلب ) والمحافظة عليها من أسباب دخول الجنات
قال الله تعالى :
" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ "
" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ "
"وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ "
"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ "
"إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ "
"فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ "
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ "
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ "
" أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ "
"الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .

الإخلاص لله تعالى في الصلاة وأداؤها كما جاءت به السنة ، هما الشرطان الأساسيان لقبولها ،
قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى

الصلاة : عبادة ذات أقوال وأفعال ، أولها التكبير وآخرها التسليم .

وإذا أراد الصلاة فإنه يجب عليه أن يتوضأ إن كان عليه حدث أصغر ، أو يغتسل إن كان عليه حدث أكبر ،
أو يتيمم إن لم يجد الماء أو تضرر باستعماله وينظف بدنه وثوبه ومكان صلاته من النجاسة .

و إليكم صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم من موقع صيد الفوائد :

استقبال القبلة وتكبيرة الإحرام

إذا أراد المسلم أن يصلي فإنه يستقبل القبلة ثم يقول ( الله أكبر ) وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها ،
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر ) متفق عليه .
ـ ولا بد من قولها باللسان ، ولا يشترط أن يرفع صوته بها .
ـ إذا كان الإنسان أخرس فإنه ينويها بقلبه .
ـ يُسَن أن يرفع يديه عند التكبير إلى منكبيه وتكون مضمومتي الأصابع أنقر هنــا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah1.jpg)
لقول ابن عمر رضي الله عنه
( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا كبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ) متفق عليه
يرفعهما بمحاذاة أذنيه ، لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ) رواه مسلم، أنقر هنــا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah2.jpg) ..

ـ ثم يقبض كوع يده اليسرى بيده اليمنى ويضعهما على صدره
رواه النسائي وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) ، أنقر هنــا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah3.jpg)
، أو يضع يده اليمنى على كفه وذراعه الأيسر ويضعهما على صدره أنقر هنــا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah4.jpg) ،
لحديث وائل ابن حُجر ( فكبر – أي النبي صلى الله عليه وسلم – ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه الأيسر والرسغ والساعد )
رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
ولحديث وائل : ( كان يضعهما على صدره ) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .

ـ وينظر إلى موضع سجوده ، لقول عائشة رضي الله عنها عن صلاته صلى الله عليه وسلم :
( ما خَلّف بَصرهُ موضعَ سجوده ) رواه البيهقي وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (88) .
ـ ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ، وهو سنة ، وأدعية الاستفتاح كثيرة ، منها :
( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) رواه أبو داود وصححه الألباني
في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (93) .
أو يقول :
( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، الله اغسلني بالماء والثلج والبَرَد )
رواه البخاري .
ـ ثم يستعيذ ، أي يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )
وإن شاء قال : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ) الهمز نوع من الجنون و ( نفخه ) أي الكِبْر ، و ( نفثه ) أي الشعر المذموم .
ـ ثم يبسمل ، أي يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
ـ ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) متفق عليه ، وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها .
ـ وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ،
فإذا كان لا يجيد ذلك ، فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )
رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (98) .
ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة .
ـ ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم . إما سورة كاملة ، أو عدة آيات .

الركوع

ـ ثم يركع قائلاً : ( الله أكبر ) ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، كما سبق عند تكبيرة الإحرام أنقرهنا 1 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah1.jpg) و 2 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah2.jpg) ،
ويجب أن يسوى ظهره في الركوع أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah5.jpg) ، ويُمَكن أصابع يديه من ركبتيه مع تفريقها أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah6.jpg) .
ـ ويقول في ركوعه ( سبحان ربي العظيم ) . والواجب أن يقولها مرة واحدة ،
وما زاد فهو سنة .
ـ ويسن أن يقول في ركوعه : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) متفق عليه ،
أو يقول : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم .
أنقرهنا 1 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah66.jpg) و 2 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah666.jpg) و 3 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah6666.jpg)

الرفع من الركوع

ـ ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) ويُسَن أن يرفع يديه – كما سبق - أنقرهنا 1 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah1.jpg) و 2 (http://www.aliman.org/sala_files/Salah2.jpg)
ثم يقول بعد أن يستوي قائماً ( ربنا لك الحمد ) ، أو ( ربنا ولك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا لك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا ولك الحمد ) .
ـ ويُسن أن يقول بعدها : ( ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ،
وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )رواه مسلم .
ـ ويُسَن أن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في هذا القيام ،
كما فعل في القيام الأول قبل الركوع كما في أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah3.jpg) و و هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah4.jpg) 4 .
ـ ثم يسجد قائلاً: ( الله أكبر ) .
ـ ويقدم ركبتيه قبل يديه عند سجوده أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah7b.jpg) ، لحديث وائل بن حُجر رضي الله عنه قال :
( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ) ، حديث صحيح رواه أهل السنن .
ـ ويجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء : رجليه ، وركبتيه ، ويديه ، وجبهته مع الأنف ،
ولا يجوز أن يرفع أي عضو منها عن الأرض أثناء سجوده ،
وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته حتى يقرب من هيئة السجود .
ـ يُسَن في السجود أن يُبعد عضديه عن جنبيه أنقرهنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah7d.jpg) ، لأنه صلى الله عليه وسلم ( كان يسجد حتى يُرى بياض إبطيه ) ، متفق عليه ،
إلا إذا كان ذلك يؤذي من بجانبه .
ـ ويُسَن في السجود أن يُبعد بطنه عن فخذيه .
ـ ويُسَن في السجود أن يفرق ركبتيه ، أي لا يضمهما إلى بعض ، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض
لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في سجوده ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان ( يرص عقبيه في سجوده )
رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (42) ، أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah7d.jpg) .
ـ يكره أن يتكئ المصلي بيديه على الأرض في سجوده كما في أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah9.jpg) لقوله صلى الله عليه ( لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) متفق عليه ،
ولكن يجوز أن يتكئ بيديه على فخذيه إذا تعب من طول السجود أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah10.jpg) .
ـ يجب أن يقول في سجوده ( سبحان ربي الأعلى ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
ـ ويُسَن أن يقول في سجوده : ( سُبُوح قُدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم ، أو يقول : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) متفق عليه .

الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين

ثم يرفع رأسه قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah11.jpg) .

ـ ويجب أن يقول وهو جالس بين السجدتين : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .

ـ ويُسَن أن يقول : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (153) .

ـ ويضع يديه في هذه الجلسة على فخذيه ، وأطراف أصابعه عند ركبتيه ، أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah12.jpg) ،
وله أن يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى ، كأنه قابض لهما ، أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah13.jpg).

ـ ثم يسجد ويفعل في هذه السجدة ما فعل في السجدة الأولى

شاهد الأخطاء أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah11a.jpg) و هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah11b.jpg)

الرفع من السجود للركعة الثانية

ـ ثم ينهض من السجود إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه ، عكس الصورة أنفرهنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah7.jpg) ، قائلاً : ( الله أكبر ) .

ـ ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى ، إلا أنه لا يقول دعاء الاستفتاح في أولها ، ولا يتعوذ قبل قراءته القرآن ،
لأنه قد استفتح وتعوذ في بداية الركعة الأولى .

نهاية الركعة الثانية والتشهد الأول

ـ ثم في نهاية الركعة الثانية يجلس للتشهد الأول مفترشاً ، أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah11.jpg) ، وتكون هيئة يده اليمنى كما في الصورة
يقبض أصبعه الخنصر والبنصر ويُحلق الإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة عند الدعاء ( أي عند عبارة في التشهد فيها معنى الدعاء ) أنقر هنــا (http://www.aliman.org/sala_files/salah14_15.jpg) ،
أو يقبض جميع أصابع يده اليمنى ويشير بالسبابة عند الدعاء أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah15.jpg) ، أما يده اليسرى فيقبض بها على ركبته اليسرى ،
وله أن يبسطها على فخذه الأيسر دون قبض الركبة .

ـ ويقول في هذا الموضع :
( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ،
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) .

ـ إذا كانت الصلاة من أربع ركعات ، كالظهر والعصر والعشاء ، فإنه يجلس في التشهد الأخير متوركاً ،
أنقر هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah16.jpg) و هنا (http://www.aliman.org/sala_files/Salah17.jpg)،
وتكون هيئة يديه كما سبق في التشهد الأول ، ويقول كما قال في التشهد الأول ( التحيات لله .... الخ ) ، ثم يقول بعدها
( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .

ـ ويُسَن أن يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ) متفق عليه .

ـ ثم يدعو بما شاء ، كقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (347) .

التسليمتين

ثم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعن يساره كذلك .

الأذكار بعد الصلاة

ـ ثم يقول الأذكار الواردة بعد السلام كقول : ( استغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ) رواه مسلم .
وقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الـجَد منك الـجَد ) متفق عليه .
وقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) رواه مسلم .
ثم يقول : ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ) (33) مرة ،
ويقول بعدها مرة واحدة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) رواه مسلم .
ـ ويقرأ آية الكرسي . رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (972) .
وسورة { قل هو الله أحد ) ، و { قل أعوذ برب الفلق } ، و { قل أعوذ برب الناس } رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1348) .
ـ ينبغي على المسلم المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد وعدم التهاون في ذلك ، ليكون من المفلحين إن شاء الله .

والله أعلم ..
راجعها فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله


على الهامش شاهد هنــا ..
-- أخطاء شائعة في صلاتنا -- (http://www.saaid.net/rasael/salah/sfhsalahx.gif)


واجبات الصلاة

1 - الواجب الركني : وهو الواجب الذي تبطل الصلاة بزيادته أو نقصانه في الصلاة عمداً أو سهواً.
2 - الواجب غير الركني: وهو الواجب الذي تبطل الصلاة بزيادته أو نقصانه عمداً لا سهواً.

الواجبات الركنية

1 - النية.
2 - تكبيرة الإحرام.
3 - القيام للنية ولتكبيرة الإحرام , والقيام الذي يقع الركوع بعده مباشرة.
4 - الركوع .
5 - السجدتان معاً.

الواجبات غير الركنية

1 - قراءة الحمد والسورة في الركعتين الأولى والثانية.
2 - الذكر في الركعتين الثالثة والرابعة وفي الركوع والسجود.
3 - السجدة الواحدة.
4 - التشهد.
5 - التسليم.
6 ـ الاستقرار وعدم الحركة.
7 ـ الترتيب.
8 ـ الموالاة.

مبطلات الصلاة

1- كل ما يبطل الوضوء من نواقض كخروج البول أو الريح.
2-الأكل والشرب عمداً أو سهواً .
3 - الضحك مع الصوت (القهقهة) عمداً.
4 - كل فعل ماح لصورة الصلاة عمداً أو سهواً . كاللعب والتصفيق .
5 - الانحراف الكبير عن القبلة عمداً أو سهواً.
6 - التكلم أثناء الصلاة عمداً.
7 - التكتف وهو وضع اليد على الأخرى عمداً (التكفير).
8 - البكاء لأمر دنيوي عمداً ولا بأس لأمر أخروي.
9 - بطلان أحد شروط الصلاة في أثنائها.
10 - الشك في عدد ركعات صلاة الصبح وصلاة المغرب وصلاة القصر , والشك في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية.
11- الشكوك في عدد الركعات والتي لا يوجد لها حلٌّ شرعي. كالشك بين الأربع والست.
12- زيادة أو نقصان ركن من أركان الصلاة عمداً أو سهواً.
13 - زيادة أو نقصان واجب غير ركني في الصلاة عمداً.
14 - تعمّد الالتفات بكلِّ البدن على وجه يخرجه عن الاستقبال .
15 - تعمد قول (آمين) بعد الفاتحة.
16 ـ كل ما يبطل الغسل, كخروج المني مجدداً.

مسائل في الشكوك في افعال الصلاة

1 - من شك في شيء من أفعال الصلاة - أي في أصل وقوعه - فإن كان شكه قبل الدخول في الجزء الذي يليه مما هو مترتب عليه
وجب الاتيان بالمشكوك كما إذا شك في تكبيرة الاحرام قبل ان يدخل في القراءة وإن كان شكه بعد الدخول لا يعتني بشكه كما إذا شك في التشهد وقد دخل في التسليم.
2- ومن شك في صحة فعل أو قول بعد الفراغ منه لا يعتني بشكه كما إذا شك في صحة قراءة الفاتحة بعد الانتهاء منها.

الشكوك المبطلة للصلاة

1 - الشك في عدد ركعات الصلاة الثنائية والثلاثية والأوليين من الرباعية قبل إتمام السجدتين من الركعة الثانية.
2 - الشك بين الثانية والخامسة فأكثر.
3 - الشك بين الثالثة والسادسة فأكثر.
4 - الشك بين الرابعة والسادسة فأكثر.

الشكوك التي لا يُعتنى بها

1 - الشك في الإتيان بواجب من واجبات الصلاة وقد دخل في غيره مما هو مترتب عليه, فلا يلتفت الى الشك في الفاتحة وهو آخذ في السورة ولا في السورة وهو في القنوت.
ولا يلتفت الى الشك في الركوع أو الانتصاب منه وهو في الهوي الى السجود, ولا في السجود وهو في التشهد, ولا في التشهد وهو قائم.
2 - الشك بعد التسليم.
3 - الشك في أفعال الصلاة بعد خروج وقت الصلاة.
4 - شك كثير الشك .
5 - شك الإمام في عدد الركعات والحال أن المأموم لا يشك في ذلك ففي هذه الحالة لا يعتني الإمام بشكه بل يبني على ما يقوله المأموم
والعكس حيث يرجع الشاك منهما الى الآخر.
6 - الشكوك في الصلاة المستحبة. فإنه يستطيع أن يبني على أحد طرفي الشك ويتم صلاته.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..


أخوانكم في الله ..
أبو خالد ، شاب مصري
و
سهم الاسلام

و السلام عليكم

شاب مصري
07-10-2005, 09:45 PM
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم
منقولة ومراجعة عن فضيـلة الشـيخ
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:

فهذه نبذة في صفة صوم النبي -صلى الله عليه وسلم- وما فيها من واجبات وآداب وأدعية وفى حكم الصيام وأقسام الناس فيه ، والمفطرات ، وفوائد أخرى على وجه الإيجاز، ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لتطبيق سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، والله الموفق0

تعريف الصيام:

هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

صيام رمضان:

أحد أركان الإسلام العظيمة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام" [متفق عليه] 0

الناس في الصيام:

* الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم 0

* الكافر لا يصوم، ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم 0

* الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم ، لكن يؤمر به ليعتاده 0

* المريض مرضاً طارئاً ينتظر برؤه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضى بعد برئه 0

* المجنون لا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه وإن كان كبيراً ، ومثله المعتوه الذي لا تمييز له، والكبير المخرف الذي لا تمييز له 0

* العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه - يطعم عن كل يوم مسكيناً 0

* الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع ، أو خافتا على ولديهما، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف0

* الحائض والنفساء لا تصومان حال الحيض والنفاس ، وتقضيان ما فاتهما0

* المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق يفطر لينقذه ويقضي0

* المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى ما أفطره، سواءً كان سفره طارئاً كسفر العمرة أم دائما كأصحاب سيارات الأجرة فيفطرون إن شاءوا ما داموا في غير بلدهم0

أحكام الصيام:

1- النيـــة:

وجوب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" [صحيح أبي داود] 0

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" [صحيح النسائي]0 والنية محلها القلب، والتلفظ بها لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم 0

2- وقت الصوم:

قال تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187] 0 والفجر فجران:

* الفجر الكاذب: وهو لا يُحِلُ صلاة الصبح، ولا يُحرِمُ الطعام على الصائم، وهو البياض المستطيل الساطع المُصعَّد كذنب السرحان 0

* الفجر الصادق: وهو الذي يحرم الطعام على الصائم ، ويحل صلاة الفجر، وهو الأحمر المستطيل المعترض على رؤوس الشعاب والجبال 0

فإذا أقبل الليل من جهة الشرق وأدبر من جهة الغرب وغربت الشمس فليفطر0 قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" [متفق عليه]0 وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس مباشرة وإن كان ضوءها ظاهراً0

3- السحور:

قال -صلى الله عليه وسلم-: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" [رواه مسلم] وقال -صلى الله عليه وسلم-: "البركة في ثلاثة: الجماعة، والثريد، والسحور" [صحيح رواه الطبراني في الكبير]، وكون السحور بركة ظاهرة لا ينبغي تركه، لأنه اتباع للسنة، ويقوي على الصيام0 وهو الغذاء المبارك كما سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "هلمّ إلى الغذاء المبارك" [صحيح أبي داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: "السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [حسن رواه الإمام أحمد] 0 وقال -صلى الله عليه وسلم-: " نعم سحور المؤمن التمور" [صحيح أبي داود]0 وكان من هديه تأخير السحور إلى قبيل الفجر0

4- ما يجب على الصائم تركه:

* قول الزور: قال صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله عز وجل حاجة أن يدع طعامه وشرابه" [رواه البخاري] 0

* اللغو والرفث: قال : صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الأكل والشراب ، وإنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابَّـك أحد أو جَهِل عليك فقل : إني صائم" [صحيح ابن خزيمة] 0

5- ما يباح للصائم:

* الصائم يصبح جنباً: عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم" [متفق عليه] 0

* السواك للصائم: قال صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " [متفق عليه] 0 فلم يخص الرسول صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره، ففي هذا دلالة على أن السواك للصائم ولغيره عند كل وضوء وكل صلاة عام، وفي كل الأوقات قبل الزوال أو بعده.

* المضمضة والاستنشاق: كان صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق وهو صائم ، لكنه منع الصائم من المبالغة فيهما، قال صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" [صحيح أبي داود] 0

* المباشرة والقبلة للصائم: عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه" [متفق عليه]0 ويكره ذلك للشباب دون الشيخ، قال صلى الله عليه وسلم: "000 إن الشيخ يملك نفسه" [صحيح رواه أحمد] 0

* تحليل الدم وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية: فإنها ليست من المفطرات، لأنها ليست مغذية ولا تصل إلى الجوف0

* قلع السن: لا يفطر الصائم0

* ذوق الطعام: وهذا مقيد بعدم دخوله الحلق، وكذلك الأمر بمعجون الأسنان0 لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه: "لا باس أن يذوق الخل أو الشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم" [رواه البخاري] 0

* الكحل والقطرة ونحوهما مما يدخل العين: هذه الأمور لا تفطر سواء وجد طعمه في حلقه أم لم يجده ، وقال الإمام البخاري في صحيحه: "ولم ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم باساً " 0

6- الإفطـار :

* تعجيل الفطر من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه مخالفة اليهود والنصارى ، فإنهم يؤخرون ، وتأخيرهم له أمد ، وهو ظهور النجم 00 قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" [متفق عليه] 0 وقال - صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم" [صحيح ابن حبان] 0

* الفطر قبل صلاة المغرب: عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلي" [حسن رواه أبو داود] 0

* على ماذا يفطر؟ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" [ صحيح أبي داود ] 0

* ماذا يقول عند الإفطار؟ قال - صلى الله عليه وسلم- : "للصائم عند فطره دعوة لا ترد" [صحيح ابن ماجه] 0 وكان يدعو -صلى الله عليه وسلم- عند إفطاره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله" [صحيح أبي داود] 0

7- مفسدات الصوم :

* الأكل والشرب متعمداً : سواء كان نافعاً أم ضاراً كالدخان0 أما إذا فعل ذلك ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا شيء عليه إن شاء الله 0 قال صلى الله عليه وسلم: "إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه" [متفق عليه] 0

* تعمد القيء: وهو إخراج ما في المعدة عن طريق الفم لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض" [صحيح أبي داود] فإن قاء من غير قصد لم يفطر 0

* الجماع: وإذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم فعليه مع القضاء كفارة مغلظة وهي عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً 0

* الحقن الغذائية: وهي إيصال بعض المواد الغذائية إلى الأمعاء أو إلى الدم بقصد تغذية المريض ، فهذا النوع يفطر الصائم ، لأنه إدخال إلى الجوف.

* الحيض والنفاس: خروج دم من المرأة في جزء من النهار سواء وجد في أوله أو آخره أفطرت وقضت0

* إنزال المني: يقظة باستمناء أو مباشرة أو تقبيل أو ضم أو نحو ذلك، وأما الإنزال بالاحتلام فلا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم 0

* حقن الدم: مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن به دمه تعويضاً عما نزف منه0

8- القضــاء:

* يستحب المبادرة إلى القضاء وعدم التأخير ، ولا يجب التتابع في القضاء 0 أجمع أهل العلم أن من مات وعليه صلوات فاتته فلا يقضي عنه ، وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه أحد في حياته، بل يطعم عن كل يوم مسكيناً 000 ولكن من مات وعليه صوم صام عنه وليه ، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من مات وعليه صوم صام عنه وليه" [متفق عليه] 0

9- الصوم مع تركه الصلاة:

* من صام وترك الصلاة فقد ترك الركن الأهم من أركان الإسلام بعد التوحيد، ولا يفيده صومه شيئاً ما دام تاركاً للصلاة ، لأن الصلاة عماد الدين الذي يقوم عليه، وتارك الصلاة محكوم بكفره، والكافر لا يقبل منه عمل لقوله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" [صحيح رواه الإمام أحمد]0

10- قيام الليل ( التراويح ):

* لقد سن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأمة فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة0 وعدد ركعاتها ثمان ركعات دون الوتر لحديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [متفق عليه]0

ولما أحيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه السنة جمع إحدى عشرة ركعة، وصلّوا في زمانه ثلاثة وعشرين، وصلّوا بعده تسعاً وثلاثين ركعة، والعمل على ثلاثة وعشرين كما في صلاة الحرمين الشريفين، وهو قول الأئمة الثلاثة وغيرهم0

ومما ابتلي به المسلمون اليوم في صلاة التراويح السرعة في القراءة وفي الركوع والسجود وغير ذلك0 وهذا مخل بالصلاة ، مذهب لخشوعها ، وقد يبطلها في بعض الحالات 000 والله المستعان

11- زكاة الفطر:

*وهى فرض لحديث ابن عمر رضي الله عنه : "فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر من رمضان على الناس " [متفق عليه]0 وتجب زكاة الفطر على الصغير والكبير ، والذكر والأنثى ، والحر والعبد من المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وليلته وقوت عياله ، والأفضل فيها الأنفع للفقراء

ووقت إخراجها: يوم العيد قبل الصلاة ، ويجوز قبله بيوم أو يومين ، ولا يجوز تأخيرها عن يوم العيد.

ابو خالد
08-10-2005, 04:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاحبه فى الله
كل عام وانتم بخير ها هو الشهر الكريم يبداء ونريد ان ننهل منه بقدر ما يمكنا فيه واننى اذ اشكر
اخوتى الاحبه الكرام
اخى القدير ومراقبنا الفاضل سهم الاسلام
اخى القدير ومراقبنا الفاضل شاب مصرى
وابداء ان شاء الله معكم فيما خصص لى فى الموضوع بالحديث عن صلاة التراويح
هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى
____________

الخلاصة في أحكام صلاة التراويح وتعريفها

ففي الموسوعة الفقهية :
صَلاَةُ التَّراوِيح
التّعريف :
1 - تقدّم تعريف الصّلاة لغةً واصطلاحًا في مصطلح : ( صلاة ) .
والتّراويح : جمع ترويحة ، أي ترويحة للنّفس ، أي استراحة ، من الرّاحة وهي زوال المشقّة والتّعب ، والتّرويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقةً ، وسمّيت الجلسة الّتي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالتّرويحة للاستراحة ، ثمّ سمّيت كلّ أربع ركعات ترويحةً مجازاً ، وسمّيت هذه الصّلاة بالتّراويح ، لأنّهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
وصلاة التّراويح : هي قيام شهر رمضان ، مثنى مثنى ، على اختلاف بين الفقهاء في عدد ركعاتها ، وفي غير ذلك من مسائلها .
الألفاظ ذات الصّلة :
أ - إحياء اللّيل :
2 - إحياء اللّيل ، ويطلق عليه بعض الفقهاء أيضًا قيام اللّيل ، هو : إمضاء اللّيل ، أو أكثره في العبادة كالصّلاة والذِّكْر وقراءة القرآن الكريم ، ونحو ذلك . ( ر : إحياء اللّيل ) . وإحياء اللّيل : يكون في كلّ ليلة من ليالي العام ، ويكون بأيّ من العبادات المذكورة أو نحوها وليس بخصوص الصّلاة .
أمّا صلاة التّراويح فتكون في ليالي رمضان خاصّةً .
ب - التّهجّد :
3 - التّهجّد في اللّغة : من الهجود ، ويطلق الهجود على النّوم وعلى السّهر ، يقال : هجد إذا نام باللّيل ، ويقال أيضاً هجد : إذا صلّى اللّيل ، فهو من الأضداد ، ويقال : تهجّد إذا أزال النّوم بالتّكلّف .
وهو في الاصطلاح : صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم .
والتّهجّد - عند جمهور الفقهاء - صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم ، في أيّ ليلة من ليالي العام .
أمّا صلاة التّراويح فلا يشترط لها أن تكون بعد النّوم ، وهي في ليالي رمضان خاصّةً .
ج - التّطوّع :
4 - التّطوّع هو : ما شُرع زيادةً على الفرائض والواجبات من الصّلاة وغيرها ، وسمّي بذلك ، لأنّه زائد على ما فرضه اللّه تعالى ، وصلاة التّطوّع أو النّافلة تنقسم إلى نفل مقيّد ومنه صلاة التّراويح ، وإلى نفل مطلق أي غير مقيّد بوقت .
وللتّفصيل ينظر مصطلح : ( تطوّع ) .
د - الوتر :
5 - الوتر هو : الصّلاة المخصوصة بعد فريضة العشاء ، سمّيت بذلك لأنّ عدد ركعاتها وتر لا شفع .
الحكم التّكليفيّ :
6 - اتّفق الفقهاء على سُنِّيَّةِ صلاة التّراويح ، وهي عند الحنفيّة والحنابلة وبعض المالكيّة سنّة مؤكّدة ، وهي سنّة للرّجال والنّساء ، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة .
وقد سنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاة التّراويح ورغّب فيها ، فقال صلى الله عليه وسلم : « إنّ اللّه فرض صيام رمضان عليكم ، وسننت لكم قيامه ... » .
وروى أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : « كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدّم من ذنبه » قال الخطيب الشّربينيّ وغيره : اتّفقوا على أنّ صلاة التّراويح هي المرادة بالحديث المذكور .
وقد صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة التّراويح في بعض اللّيالي ، ولم يواظب عليها ، وبيّن العذر في ترك المواظبة وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها ، فعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ، فصلّى بصلاته ناس ، ثمّ صلّى من القابلة فكثر النّاس ، ثمّ اجتمعوا من الثّالثة فلم يخرج إليهم ، فلمّا أصبح قال : قد رأيت الّذي صنعتم ،فلم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أنّي خشيت أن تفرض عليكم »، وذلك في رمضان زاد البخاريّ فيه : « فتوفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك » .
وفي تعيين اللّيالي الّتي قامها النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه روى أبو ذرّ - رضي الله تعالى عنه - قال : « صمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئاً من الشّهر حتّى بقي سبع ، فقام بنا حتّى ذهب ثلث اللّيل ، فلمّا كانت السّادسة لم يقم بنا ، فلمّا كانت الخامسة قام بنا حتّى ذهب شطر اللّيل ، فقلت : يا رسول اللّه لو نفلتنا قيام هذه اللّيلة؟ قال : فقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف حسب له قيام ليلة قال : فلمّا كانت الرّابعة لم يقم ، فلمّا كانت الثّالثة جمع أهله ونساءه والنّاس فقام بنا حتّى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السّحور ، ثمّ لم يقم بنا بقيّة الشّهر » .
وعن النّعمان بن بشير - رضي الله تعالى عنهما - قال : « قمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث اللّيل الأوّل ، ثمّ قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف اللّيل ، ثمّ قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتّى ظننّا أن لا ندرك الفلاح وكانوا يسمّونه السّحور » .
وقد واظب الخلفاء الرّاشدون والمسلمون من زمن عمر - رضي الله تعالى عنه - على صلاة التّراويح جماعةً ، وكان عمر - رضي الله تعالى عنه - هو الّذي جمع النّاس فيها على إمام واحد .
عن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ ، قال : خرجت مع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - ليلةً في رمضان إلى المسجد ، فإذا النّاس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرّجل لنفسه ، ويصلّي الرّجل فيصلّي بصلاته الرّهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أبيّ بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلةً أخرى والنّاس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال : نعمت البدعة هذه ، والّتي ينامون عنها أفضل من الّتي يقومون . يريد آخر اللّيل ، وكان النّاس يقومون أوّله .
وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن التّراويح وما فعله عمر ، فقال : التّراويح سنّة مؤكّدة ، ولم يتخرّص عمر من تلقاء نفسه ، ولم يكن فيه مبتدعاً ، ولم يأمر به إلاّ عن أصل لديه وعهد من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولقد سنّ عمر هذا وجمع النّاس على أبيّ بن كعب فصلّاها جماعةً والصّحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار وما ردّ عليه واحد منهم ، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك .
فضل صلاة التّراويح :
7 - بيَّن الفقهاء منزلة التّراويح بين نوافل الصّلاة .
قال المالكيّة : التّراويح من النّوافل المؤكّدة ،حيث قالوا : وتأكّد تراويح ، وهو قيام رمضان. وقال الشّافعيّة : التّطوّع قسمان :
قسم تسنّ له الجماعة وهو أفضل ممّا لا تسنّ له الجماعة لتأكّده بسنّها له ، وله مراتب :
فأفضله العيدان ثمّ الكسوف للشّمس ، ثمّ الخسوف للقمر ، ثمّ الاستسقاء ، ثمّ التّراويح ... وقالوا : الأصحّ أنّ الرّواتب وهي التّابعة للفرائض أفضل من التّراويح وإن سنّ لها الجماعة، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم واظب على الرّواتب دون التّراويح .
قال شمس الدّين الرّمليّ : والمراد تفضيل الجنس على الجنس من غير نظر لعدد .
وقال الحنابلة : أفضل صلاة تطوّع ما سنّ أن يصلّى جماعةً ، لأنّه أشبه بالفرائض ثمّ الرّواتب ، وآكد ما يسنّ جماعةً : كسوف فاستسقاء فتراويح .
تاريخ مشروعيّة صلاة التّراويح والجماعة فيها :
8 - روى الشّيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - : « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج من جوف اللّيل ليالي من رمضان وصلّى في المسجد ، وصلّى النّاس بصلاته ، وتكاثروا فلم يخرج إليهم في الرّابعة ، وقال لهم : خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ». قال القليوبيّ : هذا يشعر أنّ صلاة التّراويح لم تشرع إلاّ في آخر سني الهجرة لأنّه لم يرد أنّه صلّاها مرّةً ثانيةً ولا وقع عنها
يتبع بفضل من الله

ابو خالد
08-10-2005, 04:26 PM
سؤال .
وجمع عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - النّاس في التّراويح على إمام واحد في السّنة الرّابعة عشرة من الهجرة ، لنحو سنتين خلتا من خلافته ، وفي رمضان الثّاني من خلافته .
النّداء لصلاة التّراويح :
9 - ذهب الفقهاء إلى أنّه لا أذان ولا إقامة لغير الصّلوات المفروضة ، لما ثبت « أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أذّن للصّلوات الخمس والجمعة دون ما سواها من الوتر ، والعيدين، والكسوف ، والخسوف ، والاستسقاء ، وصلاة الجنازة ، والسّنن والنّوافل » .
وقال الشّافعيّة : ينادى لجماعة غير الصّلوات المفروضة : الصّلاة جامعة ، ونقل النّوويّ عن الشّافعيّ قوله : لا أذان ولا إقامة لغير المكتوبة ، فأمّا الأعياد والكسوف وقيام شهر رمضان فأحبّ أن يقال : الصّلاة جامعةً .
واستدلّوا بما روى الشّيخان « أنّه لمّا كسفت الشّمس على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نودي : إنّ الصّلاة جامعة » وقيس بالكسوف غيره ممّا تشرع فيه الجماعة ومنها التّراويح . وكالصّلاة جامعةً : الصّلاة الصّلاة ، أو هلمّوا إلى الصّلاة ،أو الصّلاة رحمكم اللّه، أو حيّ على الصّلاة خلافاً لبعضهم .
وذهب الحنابلة إلى أنّه لا ينادى على التّراويح " الصّلاة جامعة " لأنّه محدث .
تعيين النّيّة في صلاة التّراويح :
10 - ذهب الشّافعيّة وبعض الحنفيّة ، وهو المذهب عند الحنابلة إلى اشتراط تعيين النّيّة في التّراويح ، فلا تصحّ التّراويح بنيّة مطلقة ، بل ينوي صلاة ركعتين من قيام رمضان أو من التّراويح لحديث : « إنّما الأعمال بالنّيّات » وليتميّز إحرامه بهما عن غيره .
وعلَّل الحنفيّة القائلون بذلك قولهم بأنّ التّراويح سنّة ، والسّنّة عندهم لا تتأدّى بنيّة مطلق الصّلاة أو نيّة التّطوّع ، واستدلّوا بما روى الحسن عن أبي حنيفة أنّه : لا تتأدّى ركعتا الفجر إلاّ بنيّة السّنّة .
لكنّهم اختلفوا في تجديد النّيّة لكلّ ركعتين من التّراويح ، قال ابن عابدين في الخلاصة : الصّحيح نعم ،لأنّه صلاة على حدة ، وفي الخانيّة : الأصحّ لا ، فإنّ الكلّ بمنزلة صلاة واحدة، ثمّ قال ويظهر لي " ترجيح " التّصحيح الأوّل ، لأنّه بالسّلام خرج من الصّلاة حقيقةً ، فلا بدّ من دخوله فيها بالنّيّة ، ولا شكّ أنّه الأحوط خروجاً من الخلاف .
وقال عامّة مشايخ الحنفيّة : إنّ التّراويح وسائر السّنن تتأدّى بنيّة مطلقة ، لأنّها وإن كانت سنّةً لا تخرج عن كونها نافلةً ، والنّوافل تتأدّى بمطلق النّيّة ، إلاّ أنّ الاحتياط أن ينوي التّراويح أو سنّة الوقت أو قيام رمضان احترازاً عن موضع الخلاف .
وذهب الحنابلة إلى أنّه يندب في كلّ ركعتين من التّراويح أن ينوي فيقول سرّاً : أصلّي ركعتين من التّراويح المسنونة أو من قيام رمضان .
عدد ركعات التّراويح :
11 - قال السّيوطيّ : الّذي وردت به الأحاديث الصّحيحة والحسان الأمر بقيام رمضان والتّرغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، ولم يثبت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى التّراويح عشرين ركعةً ، وإنّما صلّى ليالي صلاةً لم يذكر عددها ، ثمّ تأخّر في اللّيلة الرّابعة خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها .
وقال ابن حجر الهيثميّ : لم يصحّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلَّى التّراويح عشرين ركعةً ، وما ورد « أنّه كان يصلّي عشرين ركعةً » فهو شديد الضّعف .
واختلفت الرّواية فيما كان يصلّى به في رمضان في زمان عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه :
فذهب جمهور الفقهاء - من الحنفيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ، وبعض المالكيّة - إلى أنّ التّراويح عشرون ركعةً ، لما رواه مالك عن يزيد بن رومان والبيهقيّ عن السّائب بن يزيد من قيام النّاس في زمان عمر - رضي الله تعالى عنه - بعشرين ركعةً ، وجمع عمر النّاس على هذا العدد من الرّكعات جمعاً مستمرّاً ، قال الكاسانيّ : جمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنه - فصلّى بهم عشرين ركعةً ، ولم ينكر عليه أحد فيكون إجماعاً منهم على ذلك .
وقال الدّسوقيّ وغيره : كان عليه عمل الصّحابة والتّابعين .
وقال ابن عابدين : عليه عمل النّاس شرقاً وغرباً .
وقال عليّ السّنهوريّ : هو الّذي عليه عمل النّاس واستمرّ إلى زماننا في سائر الأمصار وقال الحنابلة : وهذا في مظنّة الشّهرة بحضرة الصّحابة فكان إجماعاً والنّصوص في ذلك كثيرة .
وروى مالك عن السّائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطّاب أبيّ بن كعب وتميماً الدّاريّ أن يقوما للنّاس بإحدى عشرة ركعةً ، قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين ، حتّى كنّا نعتمد على العصيّ من طول القيام ، وما كنّا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . وروى مالك عن يزيد بن رومان أنّه قال : كان النّاس يقومون في زمان عمر بن الخطّاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعةً ، قال البيهقيّ والباجيّ وغيرهما : أي بعشرين ركعةً غير الوتر ثلاث ركعات ، ويؤيّده ما رواه البيهقيّ وغيره عن السّائب بن يزيد - رضي الله تعالى عنه - قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - في شهر رمضان بعشرين ركعةً .
قال الباجيّ : يحتمل أن يكون عمر أمرهم بإحدى عشرة ركعةً ، وأمرهم مع ذلك بطول القراءة ، يقرأ القارئ بالمئين في الرّكعة ، لأنّ التّطويل في القراءة أفضل الصّلاة ، فلمّا ضعف النّاس عن ذلك أمرهم بثلاث وعشرين ركعةً على وجه التّخفيف عنهم من طول القيام، واستدرك بعض الفضيلة بزيادة الرّكعات .
وقال العدويّ : الإحدى عشرة كانت مبدأ الأمر ، ثمّ انتقل إلى العشرين .
وقال ابن حبيب : رجع عمر إلى ثلاث وعشرين ركعةً .
وخالف الكمال بن الهمام مشايخ الحنفيّة القائلين بأنّ العشرين سنّة في التّراويح فقال : قيام رمضان سنّة إحدى عشرة ركعةً بالوتر في جماعة ، فعله النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ تركه لعذر ، أفاد أنّه لولا خشية فرضه عليهم لواظب بهم ، ولا شكّ في تحقّق الأمن من ذلك بوفاته صلى الله عليه وسلم فيكون سنّةً ، وكونها عشرين سنّة الخلفاء الرّاشدين ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين » ندب إلى سنّتهم ، ولا يستلزم كون ذلك سنّته ، إذ سنّته بمواظبته بنفسه أو إلاّ لعذر ، وبتقدير عدم ذلك العذر كان يواظب على ما وقع منه ، فتكون العشرون مستحبّاً ، وذلك القدر منها هو السّنّة ، كالأربع بعد العشاء مستحبّة وركعتان منها هي السّنّة ، وظاهر كلام المشايخ أنّ السّنّة عشرون ، ومقتضى الدّليل ما قلنا فيكون هو المسنون ، أي فيكون المسنون منها ثماني ركعات والباقي مستحبّاً .
وقال المالكيّة : القيام في رمضان بعشرين ركعةً أو بستّ وثلاثين واسع أي جائز ، فقد كان السّلف من الصّحابة - رضوان الله عليهم - يقومون في رمضان في زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله تعالى عنه - في المساجد بعشرين ركعةً ، ثمّ يوترون بثلاث ، ثمّ صلّوا في زمن عمر بن عبد العزيز ستّاً وثلاثين ركعةً غير الشّفع والوتر .
قال المالكيّة : وهو اختيار مالك في المدوّنة ، قال : هو الّذي لم يزل عليه عمل النّاس أي بالمدينة بعد عمر بن الخطّاب ، وقالوا : كره مالك نقصها عمّا جعلت بالمدينة .
وعن مالك - أي في غير المدوّنة - قال : الّذي يأخذ بنفسي في ذلك الّذي جمع عمر عليه النّاس ، إحدى عشرة ركعةً منها الوتر ، وهي صلاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وفي المذهب أقوال وترجيحات أخرى .
وقال الشّافعيّة : ولأهل المدينة فعلها ستّاً وثلاثين ، لأنّ العشرين خمس ترويحات ، وكان أهل مكّة يطوفون بين كلّ ترويحتين سبعة أشواط ، فحمل أهل المدينة بدل كلّ أسبوع ترويحةً ليساووهم ، قال الشّيخان : ولا يجوز ذلك لغيرهم .. وهو الأصحّ كما قال الرّمليّ لأنّ لأهل المدينة شرفاً بهجرته صلى الله عليه وسلم ومدفنه ، وخالف الحليميّ فقال : ومن اقتدى بأهل المدينة فقام بستّ وثلاثين فحسن أيضاً .
وقال الحنابلة : لا ينقص من العشرين ركعةً ، ولا بأس بالزّيادة عليها نصّاً ، قال عبد اللّه بن أحمد : رأيت أبي يصلّي في رمضان ما لا أحصي ، وكان عبد الرّحمن بن الأسود يقوم بأربعين ركعةً ويوتر بعدها بسبع .
قال ابن تيميّة : والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلّين ، فإن كان فيهم احتمال لطول القيام ، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها ، كما كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل . وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل . وهو الّذي يعمل به أكثر المسلمين ، فإنّه وسط بين العشر وبين الأربعين ، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك . وقد نصّ على ذلك غير واحد من الأئمّة كأحمد وغيره .
قال : ومن ظنّ أنّ قيام رمضان فيه عدد موقّت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ .
الاستراحة بين كلّ ترويحتين :
12 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات ، لأنّه المتوارث عن السّلف ، فقد كانوا يطيلون القيام في التّراويح ويجلس الإمام والمأمومون بعد كلّ أربع ركعات للاستراحة .
وقال الحنفيّة : يندب الانتظار بين كلّ ترويحتين ، ويكون قدر ترويحة ، ويشغل هذا الانتظار بالسّكوت أو الصّلاة فرادى أو القراءة أو التّسبيح .
وقال الحنابلة : لا بأس بترك الاستراحة بين كلّ ترويحتين ، ولا يسنّ دعاء معيّن إذا استراح لعدم وروده .
التّسليم في صلاة التّراويح :
13 - ذهب الفقهاء إلى أنّ من يصلّي التّراويح يسلّم من كلّ ركعتين ، لأنّ التّراويح من صلاة اللّيل فتكون مثنى مثنى ، لحديث : « صلاة اللّيل مثنى مثنى » ولأنّ التّراويح تؤدّى بجماعة فيراعى فيها التّيسير بالقطع بالتّسليم على رأس الرّكعتين لأنّ ما كان أدوم تحريمةً كان أشقّ على النّاس .
واختلفوا فيمن صلّى التّراويح ولم يسلّم من كلّ ركعتين :
فقال الحنفيّة : لو صلّى التّراويح كلّها بتسليمة وقعد في كلّ ركعتين فالصّحيح أنّه تصحّ صلاته عن الكلّ ، لأنّه قد أتى بجميع أركان الصّلاة وشرائطها ، لأنّ تجديد التّحريمة لكلّ ركعتين ليس بشرط عندهم ، لكنّه يكره إن تعمّد على الصّحيح عندهم ، لمخالفته المتوارث ، وتصريحهم بكراهة الزّيادة على ثمانٍ في صلاة مطلق التّطوّع فهنا أولى .
وقالوا : إذا لم يقعد في كلّ ركعتين وسلّم تسليمةً واحدةً فإنّ صلاته تفسد عند محمّد ، ولا تفسد عند أبي حنيفة وأبي يوسف ، والأصحّ أنّها تجوز عن تسليمة واحدة ، لأنّ السّنّة أن يكون الشّفع الأوّل كاملاً ، وكماله بالقعدة ولم توجد ، والكامل لا يتأدّى بالنّاقص .
وقال المالكيّة : يندب لمن صلّى التّراويح التّسليم من كلّ ركعتين ، ويكره تأخير التّسليم بعد كلّ أربع ، حتّى لو دخل على أربع ركعات بتسليمة واحدة فالأفضل له السّلام بعد كلّ ركعتين . وقال الشّافعيّة : لو صلّى في التّراويح أربعاً بتسليمة واحدة لم يصحّ ، فتبطل إن كان عامداً عالماً ، وإلاّ صارت نفلاً مطلقاً ، وذلك لأنّ التّراويح أشبهت الفرائض في طلب الجماعة فلا تغيّر عمّا ورد . ولم نجد للحنابلة كلاماً في هذه المسألة .
القعود في صلاة التّراويح :
14 - جاء في مذهب الحنفيّة أنّ من يصلّي التّراويح قاعداً فإنّه يجوز مع الكراهة تنزيهاً لأنّه خلاف السّنّة المتوارثة .
وصرّح الحنفيّة بأنّه : يكره للمقتدي أن يقعد في صلاة التّراويح ، فإذا أراد الإمام أن يركع قام ، واستظهر ابن عابدين أنّه يكره تحريماً ، لأنّ في ذلك إظهار التّكاسل في الصّلاة والتّشبّه بالمنافقين ، قال اللّه تعالى : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } فإذا لم يكن ذلك لكسل بل لكبر ونحوه لا يكره ، ولم نجد مثل هذا لغير الحنفيّة .
وقت صلاة التّراويح :
15 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ وقت صلاة التّراويح من بعد صلاة العشاء ، وقبل الوتر إلى طلوع الفجر ، لنقل الخلف عن السّلف ، ولأنّها عرفت بفعل الصّحابة فكان وقتها ما صلّوا فيه ، وهم صلّوا بعد العشاء قبل الوتر ، ولأنّها سنّة تبع للعشاء فكان وقتها قبل الوتر. ولو صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء وهو الأصحّ عند الحنفيّة على أنّها لا تجزئ عن التّراويح ، وتكون نافلةً عند المالكيّة ، ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّها تصحّ ، لأنّ جميع اللّيل إلى طلوع الفجر قبل العشاء وبعدها وقت للتّراويح ، لأنّها سمّيت قيام اللّيل فكان وقتها اللّيل .
وعلّل الحنابلة عدم الصّحّة بأنّها تفعل بعد مكتوبة وهي العشاء فلم تصحّ قبلها كسنّة العشاء، وقالوا : إنّ التّراويح تصلّى بعد صلاة العشاء وبعد سنّتها ، قال المجد : لأنّ سنّة العشاء يكره تأخيرها عن وقت العشاء المختار ، فكان إتباعها لها أولى .
ولو صلّاها بعد العشاء وبعد الوتر فالأصحّ عند الحنفيّة أنّها تجزئ .
وذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه يستحبّ تأخير التّراويح إلى ثلث اللّيل أو نصفه ، واختلف الحنفيّة في أدائها بعد نصف اللّيل ، فقيل يكره ، لأنّها تبع للعشاء كسنّتها ، والصّحيح لا يكره لأنّها من صلاة اللّيل والأفضل فيها آخره .
وذهب الحنابلة إلى أنّ صلاتها أوّل اللّيل أفضل ، لأنّ النّاس كانوا يقومون على عهد عمر - رضي الله تعالى عنه - أوّله ، وقد قيل لأحمد : يؤخّر القيام أي في التّراويح إلى آخر اللّيل ؟ قال : سنّة المسلمين أحبّ إليّ .
الجماعة في صلاة التّراويح :
16 - اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الجماعة في صلاة التّراويح ، لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما سبق ، ولفعل الصّحابة - رضوان اللّه تعالى عليهم - ومن تبعهم منذ زمن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - ; ولاستمرار العمل عليه حتّى الآن .
وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الجماعة في صلاة التّراويح سنّة .
قال الحنفيّة : صلاة التّراويح بالجماعة سنّة على الكفاية في الأصحّ ، فلو تركها الكلّ أساءوا، أمّا لو تخلّف عنها رجل من أفراد النّاس وصلّى في بيته فقد ترك الفضيلة ، وإن صلّى في البيت بالجماعة لم ينل فضل جماعة المسجد .
وقال المالكيّة : تندب صلاة التّراويح في البيوت إن لم تعطّل المساجد ، وذلك لخبر : « عليكم بالصّلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصّلاة المكتوبة » ولخوف الرّياء وهو حرام ، واختلفوا فيما إذا صلّاها في بيته ، هل يصلّيها وحده أو مع أهل بيته ؟ قولان ، قال الزّرقانيّ : لعلّهما في الأفضليّة سواء .
وندب صلاة التّراويح - في البيوت عندهم - مشروط بثلاثة أمور : أن لا تعطّل المساجد ، وأن ينشط لفعلها في بيته ، ولا يقعد عنها ، وأن يكون غير آفاقيّ بالحرمين ، فإن تخلّف شرط كان فعلها في المسجد أفضل ، وقال الزّرقانيّ : يكره لمن في المسجد الانفراد بها عن الجماعة الّتي يصلّونها فيه ، وأولى إذا كان انفراده يعطّل جماعة المسجد .
وقال الشّافعيّة : تسنّ الجماعة في التّراويح على الأصحّ ، لحديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - الّذي سبق ذكره ،وللأثر عن عمر - رضي الله تعالى عنه - ولعمل النّاس على ذلك. ومقابل الأصحّ عندهم أنّ الانفراد بصلاة التّراويح أفضل كغيرها من صلاة اللّيل لبعده عن الرّياء .
وقال الحنابلة : صلاة التّراويح جماعةً أفضل من صلاتها فرادى ، قال أحمد : كان عليّ وجابر وعبد اللّه - رضي الله عنهم - يصلّونها في الجماعة .
وفي حديث أبي ذرّ - رضي الله تعالى عنه - « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه ، وقال : إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتّى ينصرف كتب له قيام ليلة » .
وقالوا : إن تعذّرت الجماعة صلّى وحده لعموم قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه » .
القراءة وختم القرآن الكريم في التّراويح :
17 - ذهب الحنابلة وأكثر المشايخ من الحنفيّة وهو ما رواه الحسن عن أبي حنيفة إلى أنّ السّنّة أن يختم القرآن الكريم في صلاة التّراويح ليسمع النّاس جميع القرآن في تلك الصّلاة . وقال الحنفيّة : السّنّة الختم مرّةً ، فلا يترك الإمام الختم لكسل القوم ، بل يقرأ في كلّ ركعة عشر آيات أو نحوها ، فيحصل بذلك الختم ، لأنّ عدد ركعات التّراويح في شهر رمضان ستّمائة ركعة ، أو خمسمائة وثمانون ، وآي القرآن الكريم ستّ آلاف وشيء .
ويقابل قول هؤلاء ما قيل : الأفضل أن يقرأ قدر قراءة المغرب لأنّ النّوافل مبنيّة على التّخفيف خصوصاً بالجماعة ، وما قيل : يقرأ في كلّ ركعة ثلاثين آيةً لأنّ عمر - رضي الله تعالى عنه - أمر بذلك ، فيقع الختم ثلاث مرّات في رمضان ، لأنّ لكلّ عشر فضيلةً كما جاءت به السّنّة ، « أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار » .
وقال الكاسانيّ : ما أمر به عمر - رضي الله تعالى عنه - هو من باب الفضيلة ، وهو أن يختم القرآن أكثر من مرّة ، وهذا في زمانهم ، وأمّا في زماننا فالأفضل أن يقرأ الإمام على حسب حال القوم ، فيقرأ قدر ما لا ينفّرهم عن الجماعة ، لأنّ تكثير الجماعة أفضل من تطويل القراءة .
ومن الحنفيّة من استحبّ الختم ليلة السّابع والعشرين رجاء أن ينالوا ليلة القدر ، وإذا ختم قبل آخره .. قيل : لا يكره له التّراويح فيما بقي ، قيل : يصلّيها ويقرأ فيها ما يشاء . وصرّح المالكيّة والشّافعيّة بأنّه يندب للإمام الختم لجميع القرآن في التّراويح في الشّهر كلّه، وقراءة سورة في تراويح جميع الشّهر تجزئ ، وكذلك قراءة سورة في كلّ ركعة ، أو كلّ ركعتين من تراويح كلّ ليلة في جميع الشّهر تجزئ وإن كان خلاف الأولى إذا كان يحفظ غيرها أو كان هناك من يحفظ القرآن غيره ، قال ابن عرفة : في المدوّنة لمالك : وليس الختم بسنّة .
وقال الحنابلة : يستحبّ أن يبتدئ التّراويح في أوّل ليلة بسورة القلم : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } بعد الفاتحة لأنّها أوّل ما نزل من القرآن ، فإذا سجد للتّلاوة قام فقرأ من البقرة نصّ عليه أحمد ، والظّاهر أنّه قد بلغه في ذلك أثر ، وعنه : أنّه يقرأ بسورة القلم في عشاء الآخرة من اللّيلة الأولى من رمضان .
قال الشّيخ : وهو أحسن ممّا نقل عنه أنّه يبتدئ بها التّراويح ويختم آخر ركعة من التّراويح قبل ركوعه ويدعو ، نصّ عليه .
المسبوق في التّراويح :
18 - قال الحنفيّة : من فاته بعض التّراويح وقام الإمام إلى الوتر أوتر معه ثمّ صلّى ما فاته .
وقال المالكيّة : من أدرك مع الإمام ركعةً فلا يخلو أن تكون من الرّكعتين الأخيرتين من التّرويحة أو من الأوليين ، فإن كانت من الأخيرتين فإنّه يقضي الرّكعة الّتي فاتته بعد سلام الإمام في أثناء فترة الرّاحة ، وإن كانت من الرّكعتين الأوليين فقد روى ابن القاسم عن مالك أنّه لا يسلّم سلامه ولكن يقوم فيصحب الإمام فإذا قام الإمام من الرّكعة الأولى من الأخريين تشهّد وسلّم ثمّ دخل معه في الرّكعتين الأخريين فصلّى منهما ركعةً ثمّ قضى الثّانية منهما حين انفراده بالتّنفّل .
وعند الحنابلة : سئل أحمد عمّن أدرك من ترويحة ركعتين يصلّي إليها ركعتين ؟ فلم ير ذلك، وقال : هي تطوّع .
قضاء التّراويح :
19 - إذا فاتت صلاة التّراويح عن وقتها بطلوع الفجر ، فقد ذهب الحنفيّة في الأصحّ عندهم، والحنابلة في ظاهر كلامهم إلى أنّها لا تقضى ; لأنّها ليست بآكد من سنّة المغرب والعشاء ، وتلك لا تقضى فكذلك هذه .
وقال الحنفيّة : إن قضاها كانت نفلًا مستحبًّا لا تراويح كرواتب اللّيل ، لأنّها منها ، والقضاء عندهم من خواصّ الفرض وسنّة الفجر بشرطها .
ومقابل الأصحّ عند الحنفيّة أنّ من لم يؤدّ التّراويح في وقتها فإنّه يقضيها وحده ما لم يدخل وقت تراويح أخرى ، وقيل : ما لم يمض الشّهر .
ولم نجد تصريحاً للمالكيّة والشّافعيّة في هذه المسألة .
لكن قال النّوويّ : لو فات النّفل المؤقّت ندب قضاؤه في الأظهر .
هذا وبالله التوفيق لى ولكم ولسائر المسلمين
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ووفقكم لكل خير
اخوتكم فى الله
ســـــــهم الاســــلام ** شـــــــاب مــصرى **
والفقير الى الله راجى عفوه ورحمته
ابوخــــــالد

سهم الاسلام
08-10-2005, 10:22 PM
الحمدلله و الصلاة و السلام على سيدنما محمد و على آله وصحبه و سلم ..

أخوتي الأحبة :

نقدم اليوم بعض الفتاوى الهامة التي تتعلق بشهرنا الفضيل و يجيب عليها
العالم الاسلامي
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله ..

السؤال باللون الأزرق الفاتح و الجواب باللون الأحمر الغامق ..

نبدأ ..

عمري 33 سنة‏،‏ بعد بلوغي لم أصُم رمضان لعدة سنين‏،‏ جهلاً مني بأهمية ومعنى فرض الصوم‏،‏ فهل تجب الفدية مع القضاء‏،‏ أم يمكن التقليد على مذهب آخر‏،‏ دون دفع الفدية‏؟‏ وهل تتكرر الفدية بتكرار السنين‏،‏ وسيصعب عليَّ حسابه‏؟‏
يجب قضاء ما فاتك من صوم رمضان‏،‏ ويجب إخراج فدية معه عن تأخرك في القضاء إلى دخول شهر رمضان اللاحق‏،‏ عن كل يوم ما يساوي قيمة نصف كيلو قمح تقريباً.


هل يمكن أن تصلى صلاة الوتر جماعة وجهرا" بغير رمضان‏؟‏
صلاة الوتر جماعة في غير رمضان بدعة مخالفة لهدي رسول الله.


نحن كجالية إسلامية في أستراليا نختلف كل سنة على ثبوت شهري رمضان وشوال‏،‏ وقد اتفق مجلس الأئمة على الأخذ بأقوال الأرصاد الجوية بحيث يثبتوا الشهر بمجرد إمكانية رؤية الهلال‏،‏ وليس برؤيته بالعين المجردة‏،‏ وأنا كإمام مسجد أخالفهم في هذا الرأي وأرى ضرورة رؤية الهلال‏،‏ فإن غُمَّ علينا أكملنا الشهر 30 يوماً. فهل يجوز الأخذ بقول المجلس وإن لم يُر الهلال بالعين المجردة‏؟‏
إذا كان المسلمون في إستراليا يهتمون برؤية هلال رمضان ويتحرونه بالطريقة السليمة‏،‏ إذن لا يكفي الاعتماد على الإمكان العلمي لرؤيته.
وأما إن كانوا غير مهتمين بالأمر‏،‏ والقلة اليسيرة فقط تهتم بالأمر‏،‏ مع عدم توفر الإمكان والوسائل اللازمة‏،‏ فيكفي الاعتماد على ولادة الهلال بالأدلة العلمية التي تثبت إمكان رؤية الهلال بعد غروب الشمس.


ما حكم التقبيل بين الزوجين في رمضان‏؟‏
التقبيل بين الزوجين في رمضان منهي عنه‏،‏ ولكنه وحده لا يبطل الصيام.


أنا متزوج منذ سبع سنوات‏،‏ وقد هداني الله لطريق الالتزام والحمد لله‏،‏ ولكنني قبل ذلك وفي السنوات الأولى من زواجي‏،‏ كنت آتي زوجتي في الدبر‏،‏ دون إنزال مع علمي بحرمة ذلك ومع تمنع زوجتي‏،‏ وقد صادف زواجنا في رمضان‏،‏ وقد جامعتها مرات عديدة في نهار رمضان ونحن صائمين دون إنزال ودون إرادتها‏،‏ ظناً مني على جهالة أن الجماع دون إنزال لا يفسد الصوم‏،‏ وقمت بصيام شهرين متتابعين كفارة لذلك‏،‏ وأحياناً كنت آتي زوجتي وهي حائض‏،‏ مع علمي بحرمة ذلك‏،‏ وإحدى تلك المرات في نهار رمضان‏،‏ والآن قد عزمت على التوبة وأنا نادم أشد الندم‏،‏ لذا أسأل‏:‏ هل من كفارات لتلك المعاصي والكبائر‏؟‏ وهل تجب كفارة الجماع في نهار رمضان عن كل مرة ارتكبت فيها تلك المعصية‏؟‏ بمعنى أنني إذا ارتكبت تلك المعصية ثلاث مرات فهل يجب علي صيام ستة أشهر متتالية‏؟‏
يجب التكفير عن الجماع في نهار رمضان. ولكن إذا تكرر الجماع في يوم واحد‏،‏ فلاتجب إلاّ كفارة واحدة.
فإذا علمت أنك الآن مطالب بالتكفير عن محرمات ماضية من هذا القبيل‏،‏ ورأيت أنك عاجز عن الصيام فبوسعك أن تكفر بالبديل عنه‏،‏ وهو إطعام ستين مسكيناً كلَّ واحد وجبة طعام.


أضطر أحيانا لفحص المريضة فحصاً رحمياً‏،‏ فهل يوجب ذلك عليها الغسل‏؟‏ وإن كان في رمضان فهل يصح صيامها أم عليها قضاء ذلك اليوم‏؟‏.
إن مجرد هذا الفحص لا يستوجب غسل المريضة‏،‏ ولكنه يستوجب بطلان صومها ومن ثم فعليها قضاء ذلك اليوم من رمضان.


رجل من المسلمين زنى في رمضان ويريد التوبة‏؟‏
إذا استغفر الله وتاب‏،‏ تاب الله عليه. ولكن عليه إن أفطر عن طريق الزنا في رمضان أن يكفِّر بصيام ستين يوماً متتابعاً. فإن لم يستطع أطعم عن كل يوم فقيراً وجبة طعام أو أعطاه قيمتها.


ما حكم صلاة قيام الليل أو التهجد جماعة في غير رمضان‏؟‏
لم يؤثر عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أنه صلى التهجد جماعة‏،‏ وقيام الليل الذي صلاه الصحابة جماعة‏،‏ وجمع سيدنا عمر الناس عليه هو قيام رمضان‏،‏ الذي سمي فيما بعد بالتراويح.


مارس الجنس مع زوجته في نهار رمضان وهو صائم فهل يُغفر ذنبه‏؟‏
إذا جامع الصائم في شهر رمضان‏،‏ زوجته‏،‏ ارتكب بذلك إثماً كبيراً. وكفارة هذا الإثم أن يصوم شهرين متتابعين‏،‏ أي دون تفريق بين أيام الشهرين. فإن عجز عن الصيام بهذا الشكل وجب عليه أن يطعم ستين مسكيناً‏،‏ يطعم كلاًّ منهم وجبة طعام من أوسط ما يأكل منه هو وأولاده.


إذا ظهر هلال رمضان في إحدى الدول العربية‏،‏ ولم يظهر في دولة عربية أخرى‏،‏ فهل من الواجب أن تصوم الثانية أم ماذا‏؟‏
من المعلوم أن البلدين إذا كانا على خط طول واحد‏،‏ فإن مطلع الهلال يكون واحداً في حقِّ كلٍّ منهما. فمهما رؤي الهلال في بلدة منهما وجب على أهل البلدة الأخرى اتِّباعها. أما إن كانا موزعين على أكثر من خط طول واحد‏،‏ فإن مطلع الهلال لا يكون متساوياً بينهما. ولكن يلزم من رؤيته في البلدة التي هي أقرب إلى الشرق ظهوره في البلدة التي هي أقرب إلى الغرب دون العكس.
ثم إن من الفقهاء من جعل من هذه الحقيقة الفلكية ميزاناً للحكم الشرعي‏،‏ وهم فقهاء الشافعية‏،‏ ومنهم من لم يجعل لهذا الفارق الفلكي أهميةً شرعيةً‏،‏ نظراً لدقَّة الفارق الزمني وضآلته‏،‏ وهم الحنفية والمالكية والحنابلة.
والذي يقضي على هذا الخلاف في الاجتهاد الفقهي‏،‏ هو موقف حكّام وقادة الدول الإسلامية‏،‏ فإذا اتَّفقوا على اتِّباعهم لأي بلد ظهر فيه الهلال برؤية شرعية معتدّ بها بالمقاييس العلمية‏،‏ فإن كلمة الفقهاء جميعاً تتَّفق في هذه الحالة على وجوب اتِّباع ذلك البلد‏،‏ سواء بالنسبة لأول الصيام أم نهايته.
إذن‏،‏ فوحدة البلاد العربية في بداية شهر رمضان ونهايته‏،‏ رهن باتِّفاق قادة هذه الأقطار على ذلك.

جامعت زوجتي في رمضان نهاراً وأنا صائم عدة مرات‏،‏ وأكملت صيامي حتى وقت الإفطار‏،‏ وقد علمت أنه يجب علي كفارة صيام شهريين متتابعين عن كل يوم‏،‏ وأنا لدي عمل طويل ولا أستطيع الصيام بشكل متتابع‏،‏ بسبب ظروف العمل ولم أكن أصلي عندما اقترفت هذا الذنب‏،‏ وأنا الآن ولله الحمد أصلي فما العمل‏؟‏.
إذا ثبت عجزك عن الصيام وجب عليك عن كل يوم فدية‏،‏ لا تزيد قيمتها على قيمة وجبة طعام من أوسط ما تأكله مع أهلك‏،‏ تعطيها للفقراء.


حول موضوع دفع الكفارة‏،‏ عند عدم الصيام في رمضان‏،‏ هل يجوز دفع مبلغ معين بحدود 100ل.س في جمعية خيرية شهرية‏؟‏ أم أنها تعتبر صدقة‏؟‏ وهل يجوز الصيام في أيام متباعدة‏؟‏ لعدم القدرة على الصيام المتواصل.
المهم في فدية الصيام وحولها إلى فقراء‏،‏ وقضاء الصيام الفائت لا يشترط فيه الموالاة.


نذرت والدتي صيام شهر في حال عودتي من العراق سالماً‏،‏ وهي سيدة كبيرة بالعمر فما حكم ذلك‏؟‏ وهل تجوز الكفارة‏؟‏ وما هي‏؟‏.
يجب عليها أن تصوم الأيام التي نذرت صيامها‏،‏ فإن عجزت وجبت عليها الفدية‏،‏ وهي وجبة طعام أو قيمتها عن كل يوم تعطى لفقير.


نذرت لله تعالى نذراً‏،‏ وقلت إنني أنذر لله تعالى مبلغ كذا من المال و صيام ثلاثة أيام‏،‏ فهل يجوز أن أعطي هذا المال لأحد أفراد أسرتي‏؟‏ مثل والدتي أو أحد أخواتي البنات‏،‏ أم هذا المبلغ من حق الفقراء والمساكين فقط‏؟‏ وهل يجوز أن أعطي المبلغ على دفعات مثلاً إن كان المبلغ 1000 ليرة فهل يجوز أن أعطيه على دفعتين مثلاً‏؟‏ وهل يجوز أن أصوم الأيام الثلاثة بشكل متقطع أم يجب أن أصومها متتالية‏؟‏
‏-‏ هذا المبلغ من حق الفقراء حصراً.
وإذا كان المبلغ متوفراً‏،‏ فالمفضل إعطاؤه دفعة واحدة.
‏-‏ نعم يجوز صيام الأيام الثلاثة بشكل متقطع.

كنت أمارس العادة السرية منذ أن كان عمري اثنا عشرة عاماً‏،‏ وكنت أمارسها ولم أكن أعرف ما هذا العمل الذي أقوم به‏،‏ و لم أكن أعرف أنها العادة السرية‏،‏ وأنها محرمة‏،‏ وأنه يجب الاغتسال بعد ممارستها بسبب نزول المني‏،‏ وبقيت على هذه الحال إلى أن وقع في يدي كتابكم مع الناس وعندما قرأت فيه‏،‏ علمت أن ما أقوم به يسمى العادة السرية‏،‏ وأنها محرمة‏،‏ وكان عمري وقتها ثمانية عشر عاماً‏،‏ ومنذ أن عرفت ذلك توقفت عن ممارستها‏،‏ واستغفرت الله‏،‏ ولكن ماحكم صلاتي وصيامي وجميع أعمالي خلال السنوات الماضية فقد كنت أؤدي الواجبات الدينية‏،‏ وأنا جنبة بسبب جهلي‏،‏ هل علي إعادة الصلاة والصيام هل سيسامحني الله‏؟‏
نعم‏،‏ عليك إعادة تلك الصلوات‏،‏ بوسعك أن تقضي مع كل صلاة أداء صلاة مثلها قضاء‏،‏ فهذا يريحك بطريقة منظمة‏،‏ أما الصيام فصحيح ولا يجب قضاؤه.


إن كنت أريد أن أصوم بعون الله صيام سيدنا داود أصوم يوم وأفطر يوم فكيف يكون لي ذلك وقد سمعت أن أيّام الجمعة والسبت والأحد لا يجوز صيامها وحدها ولكن يجب صيام يوم قبلها أو بعدها كما أريد صيام أيام الاثنين والخميس‏؟‏
عندما تنوي أن تصوم صيام سيدنا داود‏،‏ فإن مشكلة إفراد الجمعة والسبت بالصوم تحلّ‏،‏ ويصبح صومك لهذه الأيام جائزاً ومبروراً شرعاً.

ما حكم قضاء الصيام عن الميت‏؟‏
لا يقضى الصيام عن الميت‏،‏ بل تصدق عنه والمأمول أن يكون ذلك كفارة عنه.


سمعت أن التطيب ‏(‏وضع العطر‏)‏ يفسد الصيام فما صحة ذلك‏؟‏
استعمال الطيب لا يفسد الصيام‏،‏ ولم يقل بذلك أحد.


أنا حامل وأود أن أعرف ماذا يمكن أن أفعل في رمضانِ حيث لا يمكنني الصيام من الشروق إلى الغروب خلال هذا الشهر‏؟‏
تفطرين عند العجز عن الصيام ولا حرج‏،‏ ثم تقضين أيام الإفطار عندما تتمكين من القضاء.

أسهر في رمضان لوقت متأخر جداً أصلي الفجر وأقرأ القرآن حتى الصباح ولا أستيقظ باكراً‏،‏ فمتى علي أن أستيقظ لأنهم يقولون لي أن الصيام لا يحسب لي إذا استيقظت قبل أذان المغرب بساعتين أو ثلاثة فهل هذا صحيح‏؟‏
لا علاقة للنوم بالصوم‏،‏ صيامك صحيح‏،‏ حتى وإن أمضيت النهار كله نائماً‏،‏ ولكن نومك المتواصل هذا يكلفك ترك الصلوات لأوقاتها...


ما حكم صيام يوم الشك‏؟‏ وإذا أعلنت أي دولة إسلامية الصيام‏،‏ فهل يجوز الصوم معها‏؟‏
لايجوز صيام يوم الشك‏،‏ ولايجوز لك وأنت في حمص‏،‏ أن تخرج على تعليمات الحكومة السورية‏،‏ فتنفرد بالصوم مع دولة أخرى خلافاً لسورية‏،‏ لو فتح الشارع هذا الباب للناس لدبت الفوضى وانتشرت الفتنة.


أنا متزوج منذ سبع سنوات‏،‏ وقد هداني الله لطريق الالتزام والحمد لله‏،‏ ولكنني قبل ذلك وفي السنوات الأولى من زواجي‏،‏ كنت آتي زوجتي في الدبر‏،‏ دون إنزال مع علمي بحرمة ذلك ومع تمنع زوجتي‏،‏ وقد صادف زواجنا في رمضان‏،‏ وقد جامعتها مرات عديدة في نهار رمضان ونحن صائمين دون إنزال ودون إرادتها‏،‏ ظناً مني على جهالة أن الجماع دون إنزال لا يفسد الصوم‏،‏ وقمت بصيام شهرين متتابعين كفارة لذلك‏،‏ وأحياناً كنت آتي زوجتي وهي حائض‏،‏ مع علمي بحرمة ذلك‏،‏ وإحدى تلك المرات في نهار رمضان‏،‏ والآن قد عزمت على التوبة وأنا نادم أشد الندم‏،‏ لذا أسأل‏:‏ هل من كفارات لتلك المعاصي والكبائر‏؟‏ وهل تجب كفارة الجماع في نهار رمضان عن كل مرة ارتكبت فيها تلك المعصية‏؟‏ بمعنى أنني إذا ارتكبت تلك المعصية ثلاث مرات فهل يجب علي صيام ستة أشهر متتالية‏؟‏
يجب التكفير عن الجماع في نهار رمضان. ولكن إذا تكرر الجماع في يوم واحد‏،‏ فلاتجب إلاّ كفارة واحدة.
فإذا علمت أنك الآن مطالب بالتكفير عن محرمات ماضية من هذا القبيل‏،‏ ورأيت أنك عاجز عن الصيام فبوسعك أن تكفر بالبديل عنه‏،‏ وهو إطعام ستين مسكيناً كلَّ واحد وجبة طعام.


ماهي الأيام التي كان يصومها الرسول عليه الصلاة والسلام من كل شهر هجري‏؟‏ كنت أتأخر في قضاء أيام الصيام التي أفطرها بعذر لعام آخر‏،‏ دون أن أعلم أن ذلك يستوجب دفع كفارة عن كل يوم أفطرته فما هي الكفارة التي يجب أن أدفعها عن تلك الأيام‏؟‏ كما قرأت في كتاب أن من قرأ سورة ياسين في صدر النهار لحاجة أجيبت بإذن الله فما المقصود بصدر النهار‏؟‏
* يُسن صيام يومي الخميس والأثنين‏،‏ وصيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري‏،‏ وصيام ما تيسر من شهر شعبان على أن لا يبدأ بالصوم فيه من بعد اليوم الخامس عشر منه.
* الكفارة تجب إن تأخرتِ في قضاء ما فاتك من رمضان العام الماضي مثلاً إلى دخول رمضان الذي بعد‏،‏ فعندئذ تجب مع الصيام الفدية‏،‏ وهي لاتزيد عن قيمة وجبة طعام لفقير عن كل يوم.
* لم أجد فيما صح من السنة شيئاً عن هذه المزية التي تذكرينها لسورة ياسين.


أود السؤال عما يحسن للمرء أن يستحضره في الذهن في الصلاة على النبي عليه السلام‏،‏ أيتصوره المرء مثلاً أم يتفكر في أمر آخر‏؟‏ ثم إن كان هذا الأمر الآخر مجرداً تعسر استحضاره‏،‏ وما حكم رجل ألحد وترك الدين لبضع سنين في جهالة شبابه إلى أن هداه الله‏؟‏ أعليه قضاء الصلوات والصيام‏؟‏ وهل تلزمه كفارة عن تركه الدين وعن الآثام الأخرى التي اكتسبها في تلك المدة‏؟‏
لست بحاجة إلى أن تتصور رسول الله أثناء صلاتك عليه‏،‏ لأنك إنما تخاطب الله أثناء ذلك‏،‏ ويفضل أن تكون في تلك الأثناء منصرفاً إلى التأمل في صفات الله الذي تناجيه بالصلاة على رسوله‏،‏ وإذا شرد الذهن دون قصد فاعلم أنه لايكلف الله نفساً إلا وسعها.
إذا كان فلان من الناس ملحداً ثم آمن وحسن إسلامه‏،‏ فليس عليه قضاء شيء من صلاته أو صيامه أيام كان ملحداً‏،‏ لأن الإسلام يجبّ ما قبله.


عندما كنت صغيرة توقفت عن الصلاة والصيام مدة تقرب من سنة وفعلت العديد من الأفعال السيئة‏،‏ وبعد ذلك هداني الله إلى الطريق القويم طريق الهدى والتوبة والحمد لله‏،‏ أريد أن أسأل عن رمضان الذي لم أصمه هل علي صيام ثلاثين يوماً فقط أم أكثر‏؟‏ وهل التوبة كافية أم لا‏؟‏
ليس عليك أكثر من صيام الأيام التي فاتتك.. هذا ما ذهب إليه كثير من الفقهاء ومنهم الشافعية‏،‏ ومادام الدين يَسراً كما هو معروف وثابت فإن بوسعك أن تتبعي هؤلاء الفقهاء‏،‏ وإن كان ذلك مخالفاً لمذهب الإمام مالك الذي يوجب صيام ستين يوماً عن إفطار كل يوم إفطاراً متعمداً.

عمري 23 وأنا مصاب بداء السكري الشبابي منذ ثمان سنوات‏،‏ وقد منعني الطبيب المسلم من الصيام‏،‏ أريد أن أسأل فضيلتكم عن مقدار الفدية التي يجب علي إخراجها‏،‏ وما الذي علي أن أفعله للتخلص من شعوري بالتقصير في شهر رمضان المبارك‏؟‏
إذا منعك الطبيب الذي تثق به من الصيام‏،‏ ولم يكن شفاؤك مظنوناً‏،‏ وجب عليك إخراج الفدية‏،‏ وهي لا تزيد على قيمة وجبة طعام لفقير عن كل يوم‏،‏ على أن تكون قيمة الوجبة ناظرة إلى وسطيّ ما تَطعمه أنت. واذكر في هذا قول رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ‏:‏
‏(‏‏(‏إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه‏)‏‏)‏ يغيب عنك هذا الشعور.


هنــا ننتهي من الفتاوى في هذا اليوم ..
و أرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ..
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين ..

شاب مصري
08-10-2005, 11:24 PM
الخلاصة في أحكام الصوم في الفقه الإسلامي المقارن ***********************
وفي الموسوعة الفقهية :
صُوْم *
التّعريف :
1 - الصّوم في اللّغة : الإمساك مطلقاً عن الطّعام والشّراب والكلام والنّكاح والسّير .
قال تعالى - حكايةً عن مريم عليها السلام - : { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً } .
والصّوم : مصدر صام يصوم صوماً وصياماً .
وفي الاصطلاح : هو الإمساك عن المفطر على وجه مخصوص .
الألفاظ ذات الصّلة :
أ - الإمساك :
2 - الإمساك لغةً : هو حبس الشّيء والاعتصام به ، وأخذه وقبضه ، والإمساك عن الكلام هو : السّكوت ، والإمساك : البخل .
وقوله تعالى : { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ } أمر بحبسهنّ وهو بذلك أعمّ من الصّوم .
ب - الكفّ :
3 - الكفّ عن الشّيء لغةً : تركه ، وإذا ذكر المتعلّق من الطّعام والشّراب كان مساوياً للصّوم .
ج - الصّمت :
4 - الصّمت وكذا السّكوت لغةً : الإمساك عن النّطق ، وهما أخصّ من الصّوم لغةً ، لا شرعاً ، لأنّ بينهما وبينه تبايناً .
الحكم التّكليفيّ :
5 - أجمعت الأمّة على أنّ صوم شهر رمضان فرض .
والدّليل على الفرضيّة الكتاب والسّنّة والإجماع .
أمّا الكتاب : فقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } وقوله { كُتِبَ عَلَيْكُمُ } : أي فرض .
وقوله تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } .
وأمّا السّنّة : فحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّداً رسول اللّه ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، والحجّ ، وصوم رمضان « .
كما انعقد الإجماع على فرضيّة صوم شهر رمضان ، لا يجحدها إلاّ كافر .
فضل الصّوم :
6 - وردت في فضل الصّوم أحاديث كثيرة ، نذكر منها ما يلي :
أ - عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال : » من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدّم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه « .
ب - وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : » كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبشّر أصحابه بقدوم رمضان ، يقول : قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب اللّه عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنّة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغلّ فيه الشّياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر « .
ج - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » إنّ في الجنّة باباً ، يقال له : الرّيّان ، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصّائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلم يدخل منه أحد « .
د - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يغفر له « .
حكمة الصّوم :
7 - تتجلّى حكمة الصّوم فيما يلي :
أ - أنّ الصّوم وسيلة إلى شكر النّعمة ، إذ هو كفّ النّفس عن الأكل والشّرب والجماع ، وإنّها من أجلّ النّعم وأعلاها ، والامتناع عنها زماناً معتبراً يعرّف قدرها ، إذ النّعم مجهولة، فإذا فقدت عرفت ، فيحمله ذلك على قضاء حقّها بالشّكر ، وشكر النّعم فرض عقلاً وشرعاً، وإليه أشار الرّبّ سبحانه وتعالى بقوله في آية الصّيام : { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
ب - أنّ الصّوم وسيلة إلى التّقوى ، لأنّه إذا انقادت نفس للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة اللّه تعالى ، وخوفاً من أليم عقابه ، فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام ، فكان الصّوم سبباً لاتّقاء محارم اللّه تعالى ، وإنّه فرض ، وإليه وقعت الإشارة بقوله تعالى في آخر آية الصّوم { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
ج - أنّ في الصّوم قهر الطّبع وكسر الشّهوة ، لأنّ النّفس إذا شبعت تمنّت الشّهوات ، وإذا جاعت امتنعت عمّا تهوى ، ولذا قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » يا معشر الشّباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ، فإنّه أغضّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم ، فإنّه له وجاء « فكان الصّوم ذريعةً إلى الامتناع عن المعاصي .
د - أنّ الصّوم موجب للرّحمة والعطف على المساكين ، فإنّ الصّائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات ، ذكر من هذا حاله في جميع الأوقات ، فتسارع إليه الرّقّة عليه ، والرّحمة به ، بالإحسان إليه ، فينال بذلك ما عند اللّه تعالى من حسن الجزاء .
هـ - في الصّوم موافقة الفقراء ، بتحمّل ما يتحمّلون أحياناً ، وفي ذلك رفع حاله عند اللّه تعالى .
و - في الصّوم قهر للشّيطان ، فإنّ وسيلته إلى الإضلال والإغواء : الشّهوات ، وإنّما تقوى الشّهوات بالأكل والشّرب ، ولذلك جاء في حديث صفيّة رضي الله عنها قوله - عليه الصلاة والسلام - : » إنّ الشّيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدّم ، فضيّقوا مجاريه بالجوع « .
أنواع الصّوم :
8 - ينقسم الصّوم إلى صوم عين ، وصوم دين .
وصوم العين : ماله وقت معيّن :
أ - إمّا بتعيين اللّه تعالى ، كصوم رمضان ، وصوم التّطوّع خارج رمضان ، لأنّ خارج رمضان متعيّن للنّفل شرعاً .
ب - وإمّا بتعيين العبد ، كالصّوم المنذور به في وقت بعينه .
وأمّا صوم الدّين ، فما ليس له وقت معيّن ، كصوم قضاء رمضان ، وصوم كفّارة القتل والظّهار واليمين والإفطار في رمضان ، وصوم متعة الحجّ ، وصوم فدية الحلق ، وصوم جزاء الصّيد ، وصوم النّذر المطلق عن الوقت ، وصوم اليمين ، بأن قال : واللّه لأصومنّ شهراً .
الصّوم المفروض :
ينقسم الصّوم المفروض من العين والدّين ، إلى قسمين :
منه ما هو متتابع ، ومنه ما هو غير متتابع ، بل صاحبه بالخيار : إن شاء تابع ، وإن شاء فرّق .
أوّلاً : ما يجب فيه التّتابع ، ويشمل ما يلي :
9 - أ - صوم رمضان ، فقد أمر اللّه تعالى بصوم الشّهر بقوله سبحانه : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } والشّهر متتابع ، لتتابع أيّامه ، فيكون صومه متتابعا ضرورةً .
ب - صوم كفّارة القتل الخطأ ، وصوم كفّارة الظّهار ، والصّوم المنذور به في وقت بعينه ، وصوم كفّارة الجماع في نهار رمضان .
وتفصيله في مصطلح : ( تتابع ) .
ثانياً : ما لا يجب فيه التّتابع ، ويشمل ما يلي :
10 - أ - قضاء رمضان ، فمذهب الجمهور عدم اشتراط التّتابع فيه ، لقوله تعالى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } فإنّه ذكر الصّوم مطلقاً عن التّتابع .
ويروى عن جماعة من الصّحابة ، منهم : عليّ ، وابن عبّاس ، وأبو سعيد ، وعائشة ، رضي الله تعالى عنهم أنّهم قالوا : إن شاء تابع ، وإن شاء فرّق .
ولو كان التّتابع شرطاً ، لما احتمل الخفاء على هؤلاء الصّحابة ، ولما احتمل مخالفتهم إيّاه. ومذهب الجمهور هو : ندب التّتابع أو استحبابه للمسارعة إلى إسقاط الفرض .
وروي عن مجاهد أنّه يشترط تتابعه لأنّ القضاء يكون على حسب الأداء ، والأداء وجب متتابعاً ، فكذا القضاء .
ب - الصّوم في كفّارة اليمين ، وفي تتابعه خلاف ، وتفصيله في مصطلح : ( تتابع ) .
ج - صوم المتعة في الحجّ ، وصوم كفّارة الحلق ، وصوم جزاء الصّيد ، وصوم النّذر المطلق ، وصوم اليمين المطلقة .
قال اللّه - عزّ وجلّ - في صوم المتعة : { فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ } .
وقال في كفّارة الحلق : { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } .
وقال في جزاء الصّيد : { أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ } .
فذكر الصّوم في هذه الآيات مطلقاً عن شرط التّتابع .
وكذا : النّاذر ، والحالف في النّذر المطلق ، واليمين المطلقة ، ذكر الصّوم فيها مطلقاً عن شرط التّتابع .
وللتّفصيل انظر مصطلح : ( نذر ، وأيمان ) .
الصّوم المختلف في وجوبه ، ويشمل ما يلي :
الأوّل : وهو قضاء ما أفسده من صوم النّفل :
11 - ذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى أنّ قضاء نفل الصّوم إذا أفسده واجب ، واستدلّ له الحنفيّة : بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » كنت أنا وحفصة صائمتين ، فعرض لنا طعام اشتهيناه ، فأكلنا منه . فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة - وكانت ابنة أبيها - فقالت يا رسول اللّه : إنّا كنّا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه قال : اقضيا يوماً آخر مكانه « .
وروي أنّ عمر رضي الله تعالى عنه خرج يوماً على أصحابه ، فقال : إنّي أصبحت صائماً ، فمرّت بي جارية لي ، فوقعت عليها ، فما ترون ؟ فقال عليّ : أصبت حلالاً ، وتقضي يوماً مكانه ، كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم . قال عمر : أنت أحسنهم فتيا .
ولأنّ ما أتى به قربةً ، فيجب صيانته وحفظه عن البطلان ، وقضاؤه عند الإفساد ، لقوله تعالى : { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } ولا يمكن ذلك إلاّ بإتيان الباقي ، فيجب إتمامه وقضاؤه عند الإفساد ضرورةً ، فصار كالحجّ والعمرة المتطوّعين .
والحنفيّة لا يختلفون في وجوب القضاء إذا فسد صوم النّافلة عن قصد ، أو غير قصد بأن عرض الحيض للصّائمة المتطوّعة .
وإنّما اختلفوا في الإفساد نفسه ، هل يباح أو لا ؟ فظاهر الرّواية ، أنّه لا يباح إلاّ بعذر ، وهذه الرّواية الصّحيحة .
وفي رواية أخرى ، هي رواية المنتقى : يباح بلا عذر ، واستوجهها الكمال إذ قال : واعتقادي أنّ رواية المنتقى أوجه لكن قيّدت بشرط أن يكون من نيّته القضاء .
واختلفوا - على ظاهر الرّواية - هل الضّيافة عذر أو لا ؟ .
قال في الدّرّ : والضّيافة عذر ، إن كان صاحبها ممّن لا يرضى بمجرّد حضوره ، ويتأذّى بترك الإفطار ، فيفطر ، وإلاّ لا ، هذا هو الصّحيح من المذهب ، حتّى لو حلف عليه رجل بالطّلاق الثّلاث ، أفطر ولو كان صومه قضاءً ، ولا يحنّثه على المعتمد .
وقيل : إن كان صاحب الطّعام يرضى بمجرّد حضوره ، وإن لم يأكل ، لا يباح له الفطر . وإن كان يتأذّى بذلك يفطر .
وهذا إذا كان قبل الزّوال ، أمّا بعده فلا ، إلاّ لأحد أبويه إلى العصر ، لا بعده .
والمالكيّة أوجبوا القضاء بالفطر العمد الحرام ، احترازاً عن الفطر نسياناً أو إكراهاً ، أو بسبب الحيض والنّفاس ، أو خوف مرض أو زيادته ، أو شدّة جوع أو عطش ، حتّى لو أفطر لحلف شخص عليه بطلاق باتّ ، فلا يجوز الفطر ، وإن أفطر قضى .
واستثنوا ما إذا كان لفطره وجه :
كأن حلف بطلاقها ، ويخشى أن لا يتركها إن حنث ، فيجوز الفطر ولا قضاء .
أو أن يأمره أبوه أو أمّه بالفطر ، حناناً وإشفاقاً عليه من إدامة الصّوم ، فيجوز له الفطر ، ولا قضاء عليه .
أو يأمره أستاذه أو مربّيه بالإفطار ، وإن لم يحلف الوالدان أو الشّيخ .
12 - والشّافعيّة والحنابلة ، لا يوجبون إتمام نافلة الصّوم ، ولا يوجبون قضاءها إن فسدت، وذلك لقول عائشة رضي الله تعالى عنها : » يا رسول اللّه ، أهدي إلينا حيس فقال: أرنيه فلقد أصبحت صائماً . فأكل « وزاد النّسائيّ : » إنّما مثل صوم المتطوّع مثل الرّجل يخرج من ماله الصّدقة ، فإن شاء أمضاها ، وإن شاء حبسها « .
ولحديث أمّ هانئ رضي الله تعالى عنها أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دخل عليها ، فدعا بشراب فشرب ، ثمّ ناولها فشربت ، فقالت : يا رسول اللّه ، أما إنّي كنت صائمةً ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » الصّائم المتطوّع أمين نفسه ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر « وفي رواية : » أمير نفسه « .
ولحديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله تعالى عنه قال : صنعت لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم طعاماً ، فأتاني هو وأصحابه ، فلمّا وضع الطّعام قال رجل من القوم : إنّي صائم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » دعاكم أخوكم ، وتكلّف لكم . ثمّ قال له : أفطر ، وصم مكانه يوماً إن شئت « .
ولأنّ القضاء يتبع المقضيّ عنه ، فإذا لم يكن واجباً ، لم يكن القضاء واجباً ، بل يستحبّ . ونصّ الشّافعيّة والحنابلة على أنّ من شرع في نافلة صوم لم يلزمه الإتمام ، لكن يستحبّ ، ولا كراهة ولا قضاء في قطع صوم التّطوّع مع العذر .
أمّا مع عدم العذر فيكره ، لقوله تعالى : { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } .
ومن العذر أن يعزّ على من ضيّفه امتناعه من الأكل .
وإذا أفطر فإنّه لا يثاب على ما مضى إن أفطر بغير عذر ، وإلاّ أثيب .
الثّاني : صوم الاعتكاف ، وفيه خلاف ، وتفصيله في مصطلح : ( اعتكاف ج 5 ف 17 ) .
صوم التّطوّع :
13 - وهو :
أ - صوم يوم عاشوراء .
ب - صوم يوم عرفة .
ج - صوم يوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع .
د - صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر ، وهي الأيّام البيض .
هـ- صيام ستّة أيّام من شوّال .
و- صوم شهر شعبان .
ز- صوم شهر المحرّم .
ح- صوم شهر رجب .
ط- صيام ما ثبت طلبه والوعد عليه في السّنّة الشّريفة .
وتفصيل أحكام هذا الصّوم في مصطلح : ( صوم التّطوّع ) .
الصّوم المكروه ، ويشمل ما يلي :
أ - إفراد يوم الجمعة بالصّوم :
14 - نصّ على كراهته الجمهور ، وقد ورد فيه حديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - : » لا تصوموا يوم الجمعة ، إلاّ وقبله يوم ، أو بعده يوم « ، وفي رواية : » إنّ يوم الجمعة يوم عيد ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ، إلاّ أن تصوموا قبله أو بعده « .
وورد في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » لا تصوموا يوم الجمعة وحده « .
وذكر في الخانيّة أنّه لا بأس بصوم يوم الجمعة عند أبي حنيفة ومحمّد ، لما روي عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه كان يصومه ولا يفطر ، وظاهر هذا أنّ المراد - بلا بأس- الاستحباب ، وقد صرّح الحصكفيّ بندب صومه ، ولو منفرداً .
وكذا الدّردير صرّح بندب صومه وحده فقط ، لا قبله ولا بعده وهو المذهب عند المالكيّة ، وقال : فإن ضمّ إليه آخر فلا خلاف في ندبه .
وقال الطّحطاويّ : ثبت في السّنّة طلب صومه، والنّهي عنه ، والأخير منهما : النّهي .
وقال أبو يوسف : جاء حديث في كراهة صومه ، إلاّ أن يصوم قبله أو بعده ، فكان الاحتياط في أن يضمّ إليه يوماً آخر .
قال الشّوكانيّ : فمطلق النّهي عن صومه مقيّد بالإفراد .
وتنتفي الكراهة بضمّ يوم آخر إليه ، لحديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة ، وهي صائمة ، فقال : أصمت أمس ؟ قالت : لا . قال : تريدين أن تصومي غداً ؟ قالت : لا . قال : فأفطري « .
ب - صوم يوم السّبت وحده خصوصاً :
15 - وهو متّفق على كراهته ، وقد ورد فيه حديث عبد اللّه بن بسر ، عن أخته ، واسمها الصّمّاء رضي الله تعالى عنهما أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : » لا تصوموا يوم السّبت إلاّ فيما افترض عليكم ، فإن لم يجد أحدكم إلاّ لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه « ووجه الكراهة أنّه يوم تعظّمه اليهود ، ففي إفراده بالصّوم تشبّه بهم ، إلاّ أن يوافق صومه بخصوصه يوماً اعتاد صومه ، كيوم عرفة أو عاشوراء .
ج - صوم يوم الأحد بخصوصه :
16 - ذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّ تعمّد صوم يوم الأحد بخصوصه مكروه ، إلاّ إذا وافق يوماً كان يصومه ، واستظهر ابن عابدين أنّ صوم السّبت والأحد معاً ليس فيه تشبّه باليهود والنّصارى ، لأنّه لم تتّفق طائفة منهم على تعظيمهما ، كما لو صام الأحد مع الاثنين، فإنّه تزول الكراهة ، ويستظهر من نصّ الحنابلة أنّه يكره صيام كلّ عيد لليهود والنّصارى أو يوم يفردونه بالتّعظيم إلاّ أن يوافق عادةً للصّائم .
د - إفراد يوم النّيروز بالصّوم :
17 - يكره إفراد يوم النّيروز ، ويوم المهرجان بالصّوم ، وذلك لأنّهما يومان يعظّمهما الكفّار ، وهما عيدان للفرس ، فيكون تخصيصهما بالصّوم - دون غيرهما - موافقةً لهم في تعظيمهما ، فكره ، كيوم السّبت .
وعلى قياس هذا كلّ عيد للكفّار ، أو يوم يفردونه بالتّعظيم ونصّ ابن عابدين على أنّ الصّائم إذا قصد بصومه التّشبّه ، كانت الكراهة تحريميّةً .
هـ - صوم الوصال :
18 - ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والشّافعيّة في قول - إلى كراهة صوم الوصال ، وهو : أن لا يفطر بعد الغروب أصلاً ، حتّى يتّصل صوم الغد بالأمس ، فلا يفطر بين يومين ، وفسّره بعض الحنفيّة بأن يصوم السّنة ولا يفطر في الأيّام المنهيّة . وإنّما كره ، لما روي عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : » واصل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فواصل النّاس .. فنهاهم ، قيل له : إنّك تواصل ، قال : إنّي لست مثلكم ، إنّي أطعم وأسقى « .
والنّهي وقع رفقاً ورحمةً ، ولهذا واصل النّبيّ صلى الله عليه وسلم .
وتزول الكراهة بأكل تمرة ونحوها ، وكذا بمجرّد الشّرب لانتفاء الوصال .
ولا يكره الوصال إلى السّحر عند الحنابلة ، لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - مرفوعاً : » فأيّكم إذا أراد أن يواصل ، فليواصل حتّى السّحر « ولكنّه ترك سنّةً ، وهي : تعجيل الفطر ، فترك ذلك أولى محافظةً على السّنّة .
وعند الشّافعيّة قولان : الأوّل وهو الصّحيح : بأنّ الوصال مكروه كراهة تحريم ، وهو ظاهر نصّ الشّافعيّ رحمه الله ، والثّاني : يكره كراهة تنزيه .
و - صوم الدّهر - صوم العمر - :
19 - ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة وبعض الشّافعيّة - على وجه العموم إلى كراهة صوم الدّهر ، وعلّلت الكراهة بأنّه يضعف الصّائم عن الفرائص والواجبات والكسب الّذي لا بدّ منه ، أو بأنّه يصير الصّوم طبعاً له ، ومبنى العبادة على مخالفة العادة. واستدلّ للكراهة ، بحديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » لا صام من صام الأبد « .
وفي حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : » قال عمر : يا رسول اللّه ، كيف بمن يصوم الدّهر كلّه ؟ قال : لا صام ولا أفطر ، أو لم يصم ولم يفطر « أي : لم يحصّل أجر الصّوم لمخالفته ، ولم يفطر لأنّه أمسك .
وقال الغزاليّ : هو مسنون .
وقال الأكثرون من الشّافعيّة : إن خاف منه ضرراً ، أو فوّت به حقّاً كره ، وإلاّ فلا .
والمراد بصوم الدّهر عند الشّافعيّة : سرد الصّوم في جميع الأيّام إلاّ الأيّام الّتي لا يصحّ صومها وهي : العيدان وأيّام التّشريق .

شاب مصري
08-10-2005, 11:27 PM
الصّوم المحرّم :
20 - ذهب الجمهور إلى تحريم صوم الأيّام التّالية :
أ - صوم يوم عيد الفطر ، ويوم عيد الأضحى ، وأيّام التّشريق ، وهي : ثلاثة أيّام بعد يوم النّحر .
وذلك لأنّ هذه الأيّام منع صومها لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - : » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين : يوم الفطر ، ويوم النّحر « .
وحديث نبيشة الهذليّ - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: » أيّام التّشريق أيّام أكل وشرب ، وذكر اللّه - عزّ وجلّ - « .
وذهب الحنفيّة إلى جواز الصّوم فيها مع الكراهة التّحريميّة ، لما في صومها من الإعراض عن ضيافة اللّه تعالى ، فالكراهة ليست لذات اليوم ، بل لمعنىً خارج مجاور ، كالبيع عند الأذان يوم الجمعة ، حتّى لو نذر صومها صحّ ، ويفطر وجوباً تحامياً عن المعصية ، ويقضيها إسقاطاً للواجب ، ولو صامها خرج عن العهدة ، مع الحرمة .
وصرّح الحنابلة بأنّ صومها لا يصحّ فرضاً ولا نفلاً ، وفي رواية عن أحمد أنّه يصومها عن الفرض .
واستثنى المالكيّة والحنابلة في رواية : صوم أيّام التّشريق عن دم المتعة والقران ، ونقل المرداويّ أنّها المذهب ، لقول ابن عمر وعائشة - رضي الله تعالى عنهم - لم يرخّص في أيّام التّشريق أن يصمن إلاّ لمن لم يجد الهدي .
وهذا هو القديم عند الشّافعيّة ، والأصحّ الّذي اختاره النّوويّ ما في الجديد وهو : عدم صحّة الصّوم فيها مطلقاً .
قال الغزاليّ : وأمّا صوم يوم النّحر ، فقطع الشّافعيّ - رحمه الله تعالى - ببطلانه ، لأنّه لم يظهر انصراف النّهي عن عينه ووصفه ، ولم يرتض قولهم : إنّه نهى عنه ، لما فيه من ترك إجابة الدّعوة بالأكل .
ب - ويحرم صيام الحائض والنّفساء ، وصيام من يخاف على نفسه الهلاك بصومه .
ثبوت هلال شهر رمضان :
21 - يجب صوم رمضان بإكمال شعبان ثلاثين يوماً اتّفاقاً ، أو رؤية الهلال ليلة الثّلاثين ، وفي ثبوت الرّؤية خلاف بين الفقهاء ينظر في مصطلح : ( رؤية ف 2 ، ورمضان ف 2 ).
صوم من رأى الهلال وحده :
22 - من رأى هلال رمضان وحده ، وردّت شهادته ، لزمه الصّوم وجوباً ، عند جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة - وهو مشهور مذهب أحمد ، وذلك : للآية الكريمة، وهي قوله تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } .
ولحديث : » صوموا لرؤيته « .
وحديث : » الصّوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون « .
ولأنّه تيقّن أنّه من رمضان ، فلزمه صومه ، كما لو حكم به الحاكم .
وروي عن أحمد : أنّه لا يصوم إلاّ في جماعة من النّاس .
وقيل : يصوم ندباً احتياطاً ، كما ذكره الكاسانيّ .
وقال المالكيّة : إن أفطر فعليه القضاء ، وإذا اعتقد عدم وجوب الصّوم عليه كغيره لجهله فقولان عندهم في وجوب الكفّارة ، لأنّه ليس بعد العيان بيان ، أو عدم وجوب الكفّارة ، بسبب عدم وجوب الصّوم على غيره .
23 - وإن رأى هلال شوّال وحده ، لم يفطر عند الجمهور ، خوف التّهمة وسدّاً للذّريعة ، وقيل : يفطر إن خفي له ذلك ، وقال أشهب : ينوي الفطر بقلبه ، وعلى المذهب - وقول الجمهور الّذين منهم المالكيّة - إن أفطر فليس عليه شيء فيما بينه وبين اللّه تعالى ، فإن عثر عليه عوقب إن اتّهم ، ولا كفّارة ، كما نصّ عليه الحنفيّة ، لشبهة الرّدّ .
وقال الشّافعيّ : له أن يفطر ، لأنّه تيقّن من شوّال ، فجاز له الأكل كما لو قامت بيّنة لكن يفطر سرّاً ، بحيث لا يراه أحد ، لأنّه إذا أظهر الفطر عرّض نفسه للتّهمة ، وعقوبة السّلطان .
وقال الحنفيّة : لو أفطر من رأى الهلال وحده في الوقتين : رمضان وشوّال قضى ولا كفّارة عليه ، لأنّه بردّ شهادته في رمضان ، صار مكذّباً شرعاً ، ولو كان فطره قبل ما ردّ القاضي شهادته لا كفّارة عليه في الصّحيح الرّاجح ، لقيام الشّبهة ، لأنّ ما رآه يحتمل أن يكون خيالاً ، لا هلالاً - كما يقول الحصكفيّ - .
وقيل : تجب الكفّارة فيهما - أي في الفطر وفي رمضان - وذلك للظّاهر بين النّاس في الفطر ، وللحقيقة الّتي عنده في رمضان .
ركن الصّوم :
24 - ركن الصّوم باتّفاق الفقهاء هو : الإمساك عن المفطرات ، وذلك من طلوع الفجر الصّادق ، حتّى غروب الشّمس .
ودليله قوله تعالى : { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } .
والمراد من النّصّ : بياض النّهار وظلمة اللّيل ، لا حقيقة الخيطين ، فقد أباح اللّه تعالى هذه الجملة من المفطرات ليالي الصّيام ، ثمّ أمر بالإمساك عنهنّ في النّهار ، فدلّ على أنّ حقيقة الصّوم وقوامه هو ذلك الإمساك .
شروط وجوب الصّوم :
25 - شروط وجوب الصّوم ، أي : اشتغال الذّمّة بالواجب - كما يقول الكاسانيّ - هي شروط افتراضه والخطاب به . وهي :
أ - الإسلام ، وهو شرط عامّ للخطاب بفروع الشّريعة .
ب - العقل ، إذ لا فائدة من توجّه الخطاب بدونه ، فلا يجب الصّوم على مجنون إلاّ إذا أثم بزوال عقله ، في شراب أو غيره ، ويلزمه قضاؤه بعد الإفاقة .
وعبّر الحنفيّة بالإفاقة بدلاً من العقل ، أي الإفاقة من الجنون والإغماء أو النّوم ، وهي اليقظة .
ج - البلوغ ، ولا تكليف إلاّ به ، لأنّ الغرض من التّكليف هو الامتثال ، وذلك بالإدراك والقدرة على الفعل - كما هو معلوم في الأصول - والصّبا والطّفولة عجز .
ونصّ الفقهاء على أنّه يؤمر به الصّبيّ لسبع - كالصّلاة - إن أطاقه ، ويضرب على تركه لعشر .
والحنابلة قالوا : يجب على وليّه أمره بالصّوم إذا أطاقه ، وضربه حينئذ إذا تركه ليعتاده ، كالصّلاة ، إلاّ أنّ الصّوم أشقّ ، فاعتبرت له الطّاقة ، لأنّه قد يطيق الصّلاة من لا يطيق الصّوم .
د - العلم بالوجوب ، فمن أسلم في دار الحرب ، يحصل له العلم الموجب ، بإخبار رجلين عدلين ، أو رجل مستور وامرأتين مستورتين ، أو واحد عدل ، ومن كان مقيماً في دار الإسلام ، يحصل له العلم بنشأته في دار الإسلام ، ولا عذر له بالجهل .
شروط وجوب أدائه :
26 - شروط وجوب الأداء الّذي هو تفريغ ذمّة المكلّف عن الواجب في وقته المعيّن له هي:
أ - الصّحّة والسّلامة من المرض ، لقوله تعالى : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
ب - الإقامة ، للآية نفسها . قال ابن جزيّ : وأمّا الصّحّة والإقامة ، فشرطان في وجوب الصّيام ، لا في صحّته ، ولا في وجوب القضاء ، فإنّ وجوب الصّوم يسقط عن المريض والمسافر ، ويجب عليهما القضاء ، إن أفطرا إجماعاً ، ويصحّ صومهما إن صاما .
ج - خلوّ المرأة من الحيض والنّفاس ، لأنّ الحائض والنّفساء ليستا أهلاً للصّوم ، ولحديث عائشة رضي الله تعالى عنها لمّا سألتها معاذة : » ما بال الحائض ، تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة ؟ فقالت : أحروريّة أنت ؟ قلت : لست بحروريّة ، ولكنّي أسأل ، قالت : كان يصيبنا ذلك ، فنؤمر بقضاء الصّوم ، ولا نؤمر بقضاء الصّلاة « .
فالأمر بالقضاء فرع وجوب الأداء .
والإجماع منعقد على منعهما من الصّوم ، وعلى وجوب القضاء عليهما .
شروط صحّة الصّوم :
27 - شروط صحّة الصّوم هي :
أ - الطّهارة من الحيض والنّفاس ، وقد عدّها بعض الفقهاء من شروط الصّحّة ، كالكمال من الحنفيّة ، وابن جزيّ من المالكيّة .
وعدّها بعضهم من شروط وجوب الأداء ، وشروط الصّحّة معاً .
ب - خلوّه عمّا يفسد الصّوم بطروّه عليه كالجماع .
ج - النّيّة . وذلك لأنّ صوم رمضان عبادة ، فلا يجوز إلاّ بالنّيّة ، كسائر العبادات . ولحديث : » إنّما الأعمال بالنّيّات « .
والإمساك قد يكون للعادة ، أو لعدم الاشتهاء ، أو للمرض ، أو للرّياضة ، فلا يتعيّن إلاّ بالنّيّة ، كالقيام إلى الصّلاة والحجّ .
قال النّوويّ : لا يصحّ الصّوم إلاّ بنيّة ، ومحلّها القلب ، ولا يشترط النّطق بها ، بلا خلاف . وقال الحنفيّة : التّلفّظ بها سنّة .

شاب مصري
08-10-2005, 11:28 PM
صفة النّيّة :
صفة النّيّة ، أن تكون جازمةً ، معيّنةً ، مبيّتةً ، مجدّدةً ، على ما يلي :
28 - أوّلاً : الجزم ، فقد اشترط في نيّة الصّوم ، قطعاً للتّردّد ، حتّى لو نوى ليلة الشّكّ ، صيام غد ، إن كان من رمضان لم يجزه ، ولا يصير صائماً لعدم الجزم ، فصار كما إذا نوى أنّه إن وجد غداءً غداً يفطر ، وإن لم يجد يصوم .
ونصّ الشّافعيّة والحنابلة على أنّه إن قال : إن كان غداً من رمضان فهو فرضي ، وإلاّ فهو نفل ، أو فأنا مفطر ، لم يصحّ صومه ، إن ظهر أنّه من رمضان ، لعدم جزمه بالنّيّة .
وإن قال ذلك ليلة الثّلاثين من رمضان ، صحّ صومه إن بان منه ، لأنّه مبنيّ على أصل لم يثبت زواله ، ولا يقدح تردّده ، لأنّه حكم صومه مع الجزم . بخلاف ما إذا قاله ليلة الثّلاثين من شعبان ، لأنّه لا أصل معه يبني عليه ، بل الأصل بقاء شعبان .
29 - ثانياً : التّعيين ، والجمهور من الفقهاء ذهبوا إلى أنّه لا بدّ من تعيين النّيّة في صوم رمضان ، وصوم الفرض والواجب ، ولا يكفي تعيين مطلق الصّوم ، ولا تعيين صوم معيّن غير رمضان .
وكمال النّيّة - كما قال النّوويّ - : أن ينوي صوم غد ، عن أداء فرض رمضان هذه السّنة للّه تعالى .
وإنّما اشترط التّعيين في ذلك ، لأنّ الصّوم عبادة مضافة إلى وقت ، فيجب التّعيين في نيّتها، كالصّلوات الخمس ، ولأنّ التّعيين مقصود في نفسه ، فيجزئ التّعيين عن نيّة الفريضة في الفرض ، والوجوب في الواجب .
وذهب الحنفيّة في التّعيين إلى تقسيم الصّيام إلى قسمين :
القسم الآول : لا يشترط فيه التّعيين ، وهو : أداء رمضان ، والنّذر المعيّن زمانه ، وكذا النّفل ، فإنّه يصحّ بمطلق نيّة الصّوم ، من غير تعيين .
وذلك لأنّ رمضان معيار - كما يقول الأصوليّون - وهو مضيق ، لا يسع غيره من جنسه وهو الصّوم ، فلم يشرع فيه صوم آخر ، فكان متعيّناً للفرض ، والمتعيّن لا يحتاج إلى تعيين ، والنّذر المعيّن معتبر بإيجاب اللّه تعالى ، فيصاب كلّ منهما بمطلق النّيّة ، وبأصلها، وبنيّة نفل ، لعدم المزاحم كما يقول الحصكفيّ .
وكلّ يوم معيّن للنّفل - كما سيأتي - ما عدا رمضان ، والأيّام المحرّم صومها ، وما يعيّنه المكلّف بنفسه ، فكلّ ذلك متعيّن ، ولا يحتاج إلى التّعيين .
والقسم الثّاني : يشترط فيه التّعيين ، وهو : قضاء رمضان ، وقضاء ما أفسده من النّفل ، وصوم الكفّارات بأنواعها ، والنّذر المطلق عن التّقييد بزمان ، سواء أكان معلّقاً بشرط ، أم كان مطلقاً ، لأنّه ليس له وقت معيّن ، فلم يتّأد إلاّ بنيّة مخصوصة ، قطعاً للمزاحمة .
30 - ثالثاً - التّبييت : وهو شرط في صوم الفرض عند المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة والتّبييت : إيقاع النّيّة في اللّيل ، ما بين غروب الشّمس إلى طلوع الفجر ، فلو قارن الغروب أو الفجر أو شكّ ، لم يصحّ ، كما هو قضيّة التّبييت .
وفي قول للمالكيّة ، يصحّ لو قارنت الفجر ، كما في تكبيرة الإحرام ، لأنّ الأصل في النّيّة المقارنة للمنويّ .
ويجوز أن تقدّم من أوّل اللّيل ، ولا تجوز قبل اللّيل .
وذلك لحديث ابن عمر ، عن حفصة رضي الله تعالى عنهم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال : » من لم يجمع الصّيام قبل الفجر ، فلا صيام له « .
ولأنّ صوم القضاء والكفّارات ، لا بدّ لها من تبييت النّيّة ، فكذا كلّ صوم فرض معيّن .
ولا تجزئ بعد الفجر ويجزئ مع طلوع الفجر إن اتّفق ذلك ، وإن روى ابن عبد الحكم أنّها لا تجزئ مع الفجر ، وكلام القرافيّ وآخرين يفيد أنّ الأصل كونها مقارنةً للفجر ، ورخّص تقدّمها عليه للمشقّة في مقارنتها له .
والصّحيح عند الشّافعيّة والحنابلة : أنّه لا يشترط في التّبييت النّصف الآخر من اللّيل ، لإطلاقه في الحديث ، ولأنّ تخصيص النّيّة بالنّصف الأخير يفضي إلى تفويت الصّوم ، لأنّه وقت النّوم ، وكثير من النّاس لا ينتبه فيه ، ولا يذكر الصّوم ، والشّارع إنّما رخّص في تقديم النّيّة على ابتدائه ، لحرج اعتبارها عنده ، فلا يخصّها بمحلّ لا تندفع المشقّة بتخصيصها به ، ولأنّ تخصيصها بالنّصف الأخير تحكّم من غير دليل ، بل تقرّب النّيّة من العبادة ، لمّا تعذّر اقترانها بها .
والصّحيح أيضاً : أنّه لا يضرّ الأكل والجماع بعد النّيّة ما دام في اللّيل ، لأنّه لم يلتبس بالعبادة ، وقيل : يضرّ فتحتاج إلى تجديدها ، تحرّزاً عن تخلّل المناقض بينها وبين العبادة ، لمّا تعذّر اقترانها بها .
والصّحيح أيضاً : أنّه لا يجب التّجديد لها إذا نام بعدها ، ثمّ تنبّه قبل الفجر ، وقيل : يجب ، تقريباً للنّيّة من العبادة بقدر الوسع .
والحنفيّة لم يشترطوا التّبييت في رمضان . ولمّا لم يشترطوا تبييت النّيّة في ليل رمضان ، أجازوا النّيّة بعد الفجر دفعاً للحرج أيضاً ، حتّى الضّحوة الكبرى ، فينوي قبلها ليكون الأكثر منويّاً ، فيكون له حكم الكلّ ، حتّى لو نوى بعد ذلك لا يجوز ، لخلوّ الأكثر عن النّيّة ، تغليباً للأكثر .
والضّحوة الكبرى : نصف النّهار الشّرعيّ ، وهو من وقت طلوع الفجر إلى غروب الشّمس. وقال الحنفيّة ، منهم الموصليّ : والأفضل الصّوم بنيّة معيّنة مبيّتة للخروج عن الخلاف . ودليل الحنفيّة على ما ذهبوا إليه ، من صحّة النّيّة حتّى الضّحوة الكبرى ، وعدم شرطيّة التّبييت : حديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : » أنّ النّاس أصبحوا يوم الشّكّ ، فقدم أعرابيّ ، وشهد برؤية الهلال ، فقال صلى الله عليه وسلم : أتشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّي رسول اللّه ؟ فقال : نعم ، فقال عليه الصلاة والسلام : اللّه أكبر ، يكفي المسلمين أحدهم ، فصام وأمر بالصّيام ، وأمر منادياً فنادى : ألا من أكل فلا يأكل بقيّة يومه ، ومن لم يأكل فليصم « .
فقد أمر بالصّوم ، وأنّه يقتضي القدرة على الصّوم الشّرعيّ ، ولو شرطت النّيّة من اللّيل لما كان قادراً عليه ، فدلّ على عدم اشتراطها .
واستدلّوا أيضاً ، بما ورد في الحديث : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطراً فليتمّ بقيّة يومه ، ومن أصبح صائماً فليصم« . وكان صوم عاشوراء واجباً ، ثمّ نسخ بفرض رمضان .
واشترط الحنفيّة تبييت النّيّة في صوم الكفّارات والنّذور المطلقة وقضاء رمضان .
31 - أمّا النّفل فيجوز صومه عند الجمهور - خلافاً للمالكيّة - بنيّة قبل الزّوال ، لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » دخل عليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال: هل عندكم شيء ؟ ، فقلنا : لا فقال : فإنّي إذن صائم « .
ولأنّ النّفل أخفّ من الفرض ، والدّليل عليه : أنّه يجوز ترك القيام في النّفل مع القدرة ، ولا يجوز في الفرض .
وعند بعض الشّافعيّة يجوز بنيّة بعد الزّوال ، والمذهب في القديم والجديد : لا يجوز ، لأنّ النّيّة لم تصحب معظم العبادة .
ومذهب المالكيّة : أنّه يشترط في صحّة الصّوم مطلقاً ، فرضاً أو نفلاً ، نيّة مبيّتة ، وذلك لإطلاق الحديث المتقدّم : » من لم يجمع الصّيام من اللّيل ، فلا صيام له « .
ومذهب الحنابلة جواز النّيّة في النّفل ، قبل الزّوال وبعده ، واستدلّوا بحديث عائشة ، وحديث صوم يوم عاشوراء ، وأنّه قول معاذ وابن مسعود وحذيفة رضي الله عنهم وأنّه لم ينقل عن أحد من الصّحابة ما يخالفه صريحاً ، والنّيّة وجدت في جزء من النّهار ، فأشبه وجودها قبل الزّوال بلحظه .
ويشترط لجواز نيّة النّفل في النّهار عند الحنابلة : أن لا يكون فعل ما يفطره قبل النّيّة ، فإن فعل فلا يجزئه الصّوم ، قال البهوتيّ : بغير خلاف نعلمه ، قاله في الشّرح ، لكن خالف فيه أبو زيد الشّافعيّ .
وعند الشّافعيّة وجهان في اعتبار الثّواب : من أوّل النّهار ، أم من وقت النّيّة ؟ أصحّهما عند الأكثرين : أنّه صائم من أوّل النّهار ، كما إذا أدرك الإمام في الرّكوع ، يكون مدركاً لثواب جميع الرّكعة ، فعلى هذا يشترط جميع شروط الصّوم من أوّل النّهار .
32 - رابعاً : تجديد النّيّة : ذهب الجمهور إلى تجديد النّيّة في كلّ يوم من رمضان ، من اللّيل أو قبل الزّوال - على الخلاف السّابق - وذلك : لكي يتميّز الإمساك عبادةً ، عن الإمساك عادةً أو حميةً .
ولأنّ كلّ يوم عبادة مستقلّة ، لا يرتبط بعضه ببعض ، ولا يفسد بفساد بعض ، ويتخلّلها ما ينافيها ، وهو اللّيالي الّتي يحلّ فيها ما يحرّم في النّهار ، فأشبهت القضاء ، بخلاف الحجّ وركعات الصّلاة .
وذهب زفر ومالك - وهو رواية عن أحمد - أنّه تكفي نيّة واحدة عن الشّهر كلّه في أوّله ، كالصّلاة . وكذلك في كلّ صوم متتابع ، ككفّارة الصّوم والظّهار ، ما لم يقطعه أو يكن على حاله يجوز له الفطر فيها ، فيلزمه استئناف النّيّة ، وذلك لارتباط بعضها ببعض ، وعدم جواز التّفريق ، فكفت نيّة واحدة ، وإن كانت لا تبطل ببطلان بعضها ، كالصّلاة .
فعلى ذلك لو أفطر يوماً لعذر أو غيره ، لم يصحّ صيام الباقي بتلك النّيّة ، كما جزم به بعضهم ، وقيل : يصحّ ، وقدّمه بعضهم .
ويقاس على ذلك النّذر المعيّن ومع ذلك ، فقد قال ابن عبد الحكم - من المالكيّة - : لا بدّ في الصّوم الواجب المتتابع من النّيّة كلّ يوم ، نظراً إلى أنّه كالعبادات المتعدّدة ، من حيث عدم فساد ما مضى منه بفساد ما بعده .
بل روي عن زفر أنّ المقيم الصّحيح ، لا يحتاج إلى نيّة ، لأنّ الإمساك متردّد بين العادة والعبادة ، فكان متردّداً بأصله متعيّناً بوصفه ، فعلى أيّ وجه أتى به وقع عنه .

شاب مصري
08-10-2005, 11:34 PM
استمرار النّيّة :
33 - اشترط الفقهاء الدّوام على النّيّة ، فلو نوى الصّيام من اللّيل ثمّ رجع عن نيّته قبل طلوع الفجر لا يصير صائماً .
قال الطّحطاويّ : ويشترط الدّوام عليها .
فلو نوى من اللّيل ، ثمّ رجع عن نيّته قبل طلوع الفجر ، صحّ رجوعه ولا يصير صائماً ، ولو أفطر لا شيء عليه إلاّ القضاء ، بانقطاع النّيّة بالرّجوع ، فلا كفّارة عليه في رمضان ، لشبهة خلاف من اشترط التّبييت ، إلاّ إذا جدّد النّيّة ، بأن ينوي الصّوم في وقت النّيّة ، تحصيلاً لها ، لأنّ الأولى غير معتبرة ، بسبب الرّجوع عنها .
ولا تبطل النّيّة بقوله : أصوم غداً إن شاء اللّه ، لأنّه بمعنى الاستعانة ، وطلب التّوفيق والتّيسير . والمشيئة إنّما تبطل اللّفظ ، والنّيّة فعل القلب .
قال البهوتيّ : وكذا سائر العبادات ، لا تبطل بذكر المشيئة في نيّتها .
ولا تبطل النّيّة بأكله أو شربه أو جماعه بعدها عند جمهور الفقهاء ،وحكي عن أبي إسحاق بطلانها ، ولو رجع عن نيّته قبل طلوع الفجر صحّ رجوعه .
ولو نوى الإفطار في أثناء النّهار فمذهب الحنفيّة والشّافعيّة أنّه لا يفطر ، كما لو نوى التّكلّم في صلاته ولم يتكلّم ، قال البيجوريّ : ويضرّ رفض النّيّة ليلاً ، ولا يضرّ نهاراً .
وقال المالكيّة والحنابلة : يفطر ، لأنّه قطع نيّة الصّوم بنيّة الإفطار ، فكأنّه لم يأت بها ابتداءً.
الإغماء والجنون والسّكر بعد النّيّة :
34 - اختلف الفقهاء فيما إذا نوى الصّيام من اللّيل ، ثمّ طرأ عليه إغماء أو جنون أو سكر، فإن لم يفق إلاّ بعد غروب الشّمس ، فذهب المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى عدم صحّة صومه ، لأنّ الصّوم هو الإمساك مع النّيّة ، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » قال اللّه : كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم ، فإنّه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي « فأضاف ترك الطّعام والشّراب إليه ، فإذا كان مغمىً عليه فلا يضاف الإمساك إليه ، فلم يجزئه .
وذهب الحنفيّة إلى صحّة صومه ، لأنّ نيّته قد صحّت ، وزوال الاستشعار بعد ذلك لا يمنع صحّة الصّوم ، كالنّوم .
أمّا إذا أفاق أثناء النّهار ، فذهب الحنفيّة إلى تجديد النّيّة إذا أفاق قبل الزّوال ، وذهب المالكيّة إلى عدم صحّة صومه ، وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى أنّه إذا أفاق في أيّ جزء من النّهار صحّ صومه ، سواء أكان في أوّله أم في آخره .
وفرّق الشّافعيّة بين الجنون والإغماء ، فالمذهب : أنّه لو جنّ في أثناء النّهار بطل صومه ، وقيل : هو كالإغماء .
وأمّا الرّدّة بعد نيّة الصّوم فتبطل الصّوم بلا خلاف .
سنن الصّوم ومستحبّاته :
35 - سنن الصّوم ومستحبّاته كثيرة ، أهمّها :
أ - السّحور ، وقد ورد فيه حديث أنس رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » تسحّروا فإنّ في السّحور بركةً « .
ب - تأخير السّحور ، وتعجيل الفطر ، وممّا ورد فيه حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر « .
وحديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - : » تسحّرنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ قام إلى الصّلاة . قلت : كم كان بين الأذان والسّحور ؟ قال : قدر خمسين آيةً « .
ج - ويستحبّ أن يكون الإفطار على رطبات ، فإن لم تكن فعلى تمرات ، وفي هذا ورد حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : » كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلّي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء « .
وورد فيه حديث عن سلمان بن عامر الضّبّيّ رضي الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنّه بركة ، فمن لم يجد فليفطر على ماء، فإنّه طهور « .
د - ويستحبّ أن يدعو عند الإفطار ، فقد ورد عن عبد اللّه بن عمرو رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً : » إنّ للصّائم دعوةً لا تردّ « .
وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: » ذهب الظّمأ ، وابتلّت العروق ، وثبت الأجر إن شاء اللّه تعالى « .
وهناك فضائل من خصائص شهر رمضان كالتّراويح ، والإكثار من الصّدقات ، والاعتكاف ، وغيرها تنظر في مصطلحاتها .
36 - ومن أهمّ ما ينبغي أن يترفّع عنه الصّائم ويحذره : ما يحبط صومه من المعاصي الظّاهرة والباطنة ، فيصون لسانه عن اللّغو والهذيان والكذب ، والغيبة والنّميمة ، والفحش والجفاء ، والخصومة والمراء ، ويكفّ جوارحه عن جميع الشّهوات والمحرّمات ، ويشتغل بالعبادة ، وذكر اللّه ، وتلاوة القرآن وهذا كما يقول الغزاليّ : هو سرّ الصّوم .
وفي الصّحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » قال اللّه تعالى : كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّيام ، فإنّه لي وأنا أجزي به ، والصّيام جنّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابّه أحد أو قاتله ، فليقل : إنّي امرؤ صائم « ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » الصّيام جنّة ، ما لم يخرقها بكذب أو غيبة « .
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » من لم يدع قول الزّور ، والعمل به ، فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
مفسدات الصّوم :
37 - يفسد الصّوم - بوجه عامّ - كلّما انتفى شرط من شروطه ، أو اختلّ أحد أركانه ، كالرّدّة ، وكطروء الحيض والنّفاس ، وكلّ ما ينافيه من أكل وشرب ونحوهما ، ودخول شيء من خارج البدن إلى جوف الصّائم .
38 - ويشترط في فساد الصّوم بما يدخل إلى الجوف ما يلي :
أ - أن يكون الدّاخل إلى الجوف ، من المنافذ الواسعة - كما قيّده بذلك المالكيّة - والمفتوحة - كما قال الشّافعيّة - أي : المخارق الطّبيعيّة الأصليّة في الجسم ، والّتي تعتبر موصّلةً للمادّة من الخارج إلى الدّاخل ، كالفم والأنف والأذن .
وقد استدلّ لذلك ، بالاتّفاق على أنّ من اغتسل في ماء ، فوجد برده في باطنه لا يفطر ، ومن طلى بطنه بدهن لا يضرّ ، لأنّ وصوله إلى الجوف بتشرّب .
ولم يشترط الحنابلة ذلك ، بل اكتفوا بتحقّق وصوله إلى الحلق والجوف ، والدّماغ جوف .
ب - أن يكون الدّاخل إلى الجوف ممّا يمكن الاحتراز عنه ، كدخول المطر والثّلج بنفسه حلق الصّائم إذا لم يبتلعه بصنعه ، فإن لم يمكن الاحتراز عنه - كالذّباب يطير إلى الحلق ، وغبار الطّريق - لم يفطر إجماعاً .
وهذا استحسان ، والقياس : الفساد ، لوصول المفطر إلى جوفه .
وجه الاستحسان ، أنّه لا يستطاع الاحتراز عنه ، فأشبه الدّخان .
والجوف هو : الباطن ، سواء أكان ممّا يحيل الغذاء والدّواء ، أي يغيّرهما كالبطن والأمعاء، أم كان ممّا يحيل الدّواء فقط كباطن الرّأس أو الأذن ، أم كان ممّا لا يحيل شيئاً كباطن الحلق.
قال النّوويّ : جعلوا الحلق كالجوف ، في بطلان الصّوم بوصول الواصل إليه ، وقال الإمام : إذا جاوز الشّيء الحلقوم أفطر .
قال : وعلى الوجهين جميعاً : باطن الدّماغ والأمعاء والمثانة ممّا يفطر الوصول إليه .
ج - والجمهور على أنّه لا يشترط أن يكون الدّاخل إلى الجوف مغذّياً ، فيفسد الصّوم بالدّاخل إلى الجوف ، ممّا يغذّي أو لا يغذّي ، كابتلاع التّراب ونحوه ، وإن فرّق بينهما بعض المالكيّة ، قال ابن رشد : وتحصيل مذهب مالك ، أنّه يجب الإمساك عمّا يصل إلى الحلق ، من أيّ المنافذ وصل ، مغذّياً كان أو غير مغذّ .
د - وشرط كون الصّائم قاصداً ذاكراً لصومه ، أمّا لو كان ناسياً أنّه صائم ، فلا يفسد صومه عند الجمهور ، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » من نسي وهو صائم ، فأكل أو شرب ، فليتمّ صومه ، فإنّما أطعمه اللّه وسقاه« .
ويستوي في ذلك الفرض والنّفل لعموم الأدلّة .
وخالف مالك في صوم رمضان فذهب إلى أنّ من نسي في رمضان ، فأكل أو شرب ، عليه القضاء ، أمّا لو نسي في غير رمضان ، فأكل أو شرب ، فإنّه يتمّ صومه ، ولا قضاء عليه. هـ - وشرط الحنفيّة والمالكيّة استقرار المادّة في الجوف ، وعلّلوه بأنّ الحصاة - مثلاً - تشغل المعدة شغلاً ما وتنقص الجوع .
ولم يشترط الشّافعيّة والحنابلة استقرار المادّة في الجوف إذا كان باختياره .
وعلى قول الحنفيّة والمالكيّة : لو لم تستقرّ المادّة ، بأن خرجت من الجوف لساعتها لا يفسد الصّوم ، كما لو أصابته سهام فاخترقت بطنه ونفذت من ظهره ، ولو بقي النّصل في جوفه فسد صومه ، ولو كان ذلك بفعله يفسد صومه ، قال الغزاليّ : ولو كان بعض السّكّين خارجاً .
و - وشرط الشّافعيّة والحنابلة وزفر من الحنفيّة ، أن يكون الصّائم مختاراً فيما يتناوله ، من طعام أو شراب أو دواء ، فلو أوجر الماء ، أو صبّ الدّواء في حلقه مكرهاً ، لم يفسد صومه عندهم ، لأنّه لم يفعل ولم يقصد .
ولو أكره على الإفطار ، فأكل أو شرب ، فللشّافعيّة قولان مشهوران في الفطر وعدمه . أصحّهما : عدم الفطر ، وعلّلوا عدم الإفطار بأنّ الحكم الّذي ينبني على اختياره ساقط ، لعدم وجود الاختيار .
ومذهب الحنابلة : أنّه لا يفسد صومه قولاً واحداً ، وهو كالإيجار ، وذلك لحديث : » إنّ اللّه وضع عن أمّتي الخطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه « . فإنّه عامّ .
ومذهب الحنفيّة والمالكيّة : أنّ الإكراه على الإفطار يفسد الصّوم ، ويستوجب القضاء ، وذلك لأنّ المراد من حديث : » إنّ اللّه وضع عن أمّتي الخطأ والنّسيان ، وما استكرهوا عليه « رفع الحكم ، لتصحيح الكلام اقتضاءً ، والمقتضي لا عموم له ، والإثم مراد إجماعاً ، فلا تصحّ إرادة الحكم الآخر - وهو الدّنيويّ - بالفساد .
ما يفسد الصّوم ، ويوجب القضاء :
39 - وذلك يرجع إلى الإخلال بأركانه وشروطه ، ويمكن حصره فيما يلي :
أ - تناول ما لا يؤكل في العادة .
ب - قضاء الوطر قاصراً .
ج - شئون المعالجة والمداواة .
د - التّقصير في حفظ الصّوم والجهل بأحكامه .
هـ- الإفطار بسبب العوارض .
أوّلاً : تناول ما لا يؤكل عادةً :
40 - تناول ما لا يؤكل عادةً كالتّراب والحصى ، والدّقيق غير المخلوط - على الصّحيح - والحبوب النّيئة ، كالقمح والشّعير والحمّص والعدس ، والثّمار الفجّة الّتي لا تؤكل قبل النّضج ، كالسّفرجل والجوز ، وكذا تناول ملح كثير دفعةً واحدةً يوجب القضاء دون الكفّارة، أمّا إذا أكله على دفعات ، بتناول دفعة قليلة ، في كلّ مرّة ، فيجب القضاء والكفّارة عند الحنفيّة .
أمّا في أكل نواة أو قطن أو ورق ، أو ابتلاع حصاة ، أو حديد أو ذهب أو فضّة ، وكذا شرب ما لا يشرب من السّوائل كالبترول فالقضاء دون كفّارة لقصور الجناية بسبب الاستقذار والعيافة ومنافاة الطّبع ، فانعدم معنى الفطر ، وهو بإيصال ما فيه نفع البدن إلى الجوف ، سواء أكان ممّا يتغذّى به أم يتداوى به . ولأنّ هذه المذكورات ليست غذائيّةً ، ولا في معنى الغذاء - كما يقول الطّحاويّ - ولتحقّق الإفطار في الصّورة ، وهو الابتلاع .
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : الفطر ممّا دخل .
وقال الزّيلعيّ : كلّ ما لا يتغذّى به ، ولا يتداوى به عادةً ، لا يوجب الكفّارة .
ثانياً : قضاء الوطر أو الشّهوة على وجه القصور :
وذلك في الصّور الآتية :
41 - أ - تعمّد إنزال المنيّ بلا جماع ، وذلك كالاستمناء بالكفّ أو بالتّبطين والتّفخيذ ، أو باللّمس والتّقبيل ونحوهما فإنّه يوجب القضاء دون الكفّارة عند جمهور الفقهاء - الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة - وعند المالكيّة يوجب القضاء والكفّارة معاً .
ب - الإنزال بوطء ميّتة أو بهيمة ، أو صغيرة لا تشتهى :
42 - وهو يفسد الصّوم ، لأنّ فيه قضاء إحدى الشّهوتين ، وأنّه ينافي الصّوم ، ولا يوجب الكفّارة ، لتمكّن النّقصان في قضاء الشّهوة ، فليس بجماع خلافاً للحنابلة ، فإنّه لا فرق عندهم بين كون الموطوءة كبيرةً أو صغيرةً ، ولا بين العمد والسّهو ، ولا بين الجهل والخطأ ، وفي كلّ ذلك القضاء والكفّارة ، لإطلاق حديث الأعرابيّ .
والمالكيّة يوجبون في ذلك الكفّارة ، لتعمّد إخراج المنيّ .
ج - المساحقة بين المرأتين إذا أنزلت :
43 - عمل المرأتين ، كعمل الرّجال ، جماع فيما دون الفرج ، ولا قضاء على واحدة منهما، إلاّ إذا أنزلت ، ولا كفّارة مع الإنزال ، وهذا عند الحنفيّة وهو وجه عند الحنابلة ، وعلّله الحنابلة بأنّه ، لا نصّ في الكفّارة ، ولا يصحّ قياسه على الجماع .
قال ابن قدامة : وأصحّ الوجهين أنّهما لا كفّارة عليهما ، لأنّ ذلك ليس بمنصوص عليه ، ولا في معنى المنصوص عليه ، فيبقى على الأصل .
د - الإنزال بالفكر والنّظر :
44 - إنزال المنيّ بالنّظر أو الفكر ، فيه التّفصيل الآتي :
مذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلاّ قليلاً منهم أنّ الإنزال بالفكر - وإن طال - وبالنّظر بشهوة ، ولو إلى فرج المرأة مراراً ، لا يفسد الصّوم ، وإن علم أنّه ينزل به ، لأنّه إنزال من غير مباشرة ، فأشبه الاحتلام .
قال القليوبيّ : النّظر والفكر المحرّك للشّهوة ، كالقبلة ، فيحرم وإن لم يفطر به .
ومذهب المالكيّة أنّه إن أمنى بمجرّد الفكر أو النّظر ، من غير استدامة لهما ، يفسد صومه ويجب القضاء دون الكفّارة . وإن استدامهما حتّى أنزل فإن كانت عادته الإنزال بهما عند الاستدامة ، فالكفّارة قطعاً ، وإن كانت عادته عدم الإنزال بهما عند الاستدامة ، فخالف عادته وأمنى ، فقولان في لزوم الكفّارة ، واختار اللّخميّ عدم اللّزوم .
ولو أمنى في أداء رمضان بتعمّد نظرة واحدة يفسد صومه ويجب القضاء ، وفي وجوب الكفّارة وعدمه تأويلان ، محلّهما إذا كانت عادته الإنزال بمجرّد النّظر ، وإلاّ فلا كفّارة اتّفاقاً.
وقال الأذرعيّ من الشّافعيّة ، وتبعه شيخ القليوبيّ ، والرّمليّ : يفطر إذا علم الإنزال بالفكر والنّظر ، وإن لم يكرّره .
ومذهب الحنابلة ، التّفرقة بين النّظر وبين الفكر ، ففي النّظر ، إذا أمنى يفسد الصّوم ، لأنّه أنزل بفعل يتلذّذ به ، ويمكن التّحرّز منه ، فأفسد الصّوم ، كالإنزال باللّمس ، والفكر لا يمكن التّحرّز منه ، بخلاف النّظر .
ولو أمذى بتكرار النّظر ، فظاهر كلام أحمد لا يفطر به ، لأنّه لا نصّ في الفطر به ، ولا يمكن قياسه على إنزال المنيّ ، لمخالفته إيّاه في الأحكام ، فيبقى على الأصل .
وإذا لم يكرّر النّظر لا يفطر ، سواء أمنى أو أمذى ، وهو المذهب ، لعدم إمكان التّحرّز ، ونصّ أحمد : يفطر بالمنيّ لا بالمذي .
أمّا الفكر ، فإنّ الإنزال به لا يفسد الصّوم . واختار ابن عقيل : الإفساد به ، لأنّ الفكر يدخل تحت الاختيار ، لكن جمهورهم استدلّوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه : » إنّ اللّه تجاوز لأمّتي عمّا وسوست أو حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل به أو تكلّم « .
ولأنّه لا نصّ في الفطر به ولا إجماع ، ولا يمكن قياسه على المباشرة ولا تكرار النّظر ، لأنّه دونهما في استدعاء الشّهوة ، وإفضائه إلى الإنزال .
ثالثاً : المعالجات ونحوها ، وهي أنواع أهمّها :
أ - الاستعاط :
45 - الاستعاط : افتعال من السّعوط ، مثال رسول : دواء يصبّ في الأنف ، والاستعاط والإسعاط عند الفقهاء : إيصال الشّيء إلى الدّماغ من الأنف .
وإنّما يفسد الاستعاط الصّوم ، بشرط أن يصل الدّواء إلى الدّماغ ، والأنف منفذ إلى الجوف ، فلو لم يصل إلى الدّماغ لم يضرّ ، بأن لم يجاوز الخيشوم ، فلو وضع دواءً في أنفه ليلاً ، وهبط نهاراً ، فلا شيء عليه .
ولو وضعه في النّهار ، ووصل إلى دماغه أفطر ، لأنّه واصل إلى جوف الصّائم باختياره فيفطّره كالواصل إلى الحلق ، والدّماغ جوف - كما قرّروا - والواصل إليه يغذّيه ، فيفطّره، كجوف البدن .
والواجب فيه القضاء لا الكفّارة ، هذا هو الأصحّ ، لأنّ الكفّارة موجب الإفطار صورةً ومعنىً، والصّورة هي الابتلاع ، وهي منعدمة ، والنّفع المجرّد عنها يوجب القضاء فقط . وهذا الحكم لا يخصّ صبّ الدّواء ، بل لو استنشق الماء ، فوصل إلى دماغه أفطر عند الحنفيّة .
ب - استعمال البخور :
46 - ويكون بإيصال الدّخان إلى الحلق ، فيفطر ، أمّا شمّ رائحة البخور ونحوه بلا وصول دخانه إلى الحلق فلا يفطر ولو جاءته الرّائحة واستنشقها ، لأنّ الرّائحة لا جسم لها .
فمن أدخل بصنعه دخاناً حلقه ، بأيّة صورة كان الإدخال ، فسد صومه ، سواء أكان دخان عنبر أم عود أم غيرهما ، حتّى من تبخّر بعود ، فآواه إلى نفسه ، واشتمّ دخانه ، ذاكراً لصومه ، أفطر ، لإمكان التّحرّز من إدخال المفطر جوفه ودماغه .
قال الشرنبلالي : هذا ممّا يغفل عنه كثير من النّاس ، فلينبّه له ، ولا يتوهّم أنّه كشمّ الورد والمسك ، لوضوح الفرق بين هواء تطيّب بريح المسك وشبهه ، وبين جوهر دخان وصل إلى جوفه بفعله
ج - بخار القدر :
47 - بخار القدر ، متى وصل للحلق باستنشاق أوجب القضاء ، لأنّ دخان البخور وبخار القدر كلّ منهما جسم يتكيّف به الدّماغ ، ويتقوّى به ، أي تحصل له قوّة كالّتي تحصل من الأكل ، أمّا لو وصل واحد منهما للحلق بغير اختياره فلا قضاء عليه .
هذا بخلاف دخان الحطب ، فإنّه لا قضاء في وصوله للحلق ، ولو تعمّد استنشاقه ، لأنّه لا يحصل للدّماغ به قوّة كالّتي تحصل له من الأكل .
وقال الشّافعيّة : لو فتح فاه عمداً حتّى دخل الغبار في جوفه ، لم يفطر على الأصحّ . ومذهب الحنابلة الإفطار بابتلاع غربلة الدّقيق وغبار الطّريق ، إن تعمّده .
د - التّدخين :
48 - اتّفق الفقهاء على أنّ شرب الدّخان المعروف أثناء الصّوم يفسد الصّيام ، لأنّه من المفطرات .
وتفصيل ذلك ينظر في مصطلح : ( تبغ ، الموسوعة الفقهيّة 10 فقرة 30 ) .
هـ - التّقطير في الأذن :
49 - ذهب جمهور الفقهاء ، وهو الأصحّ عند الشّافعيّة إلى فساد الصّوم بتقطير الدّواء أو الدّهن أو الماء في الأذن .
فقال المالكيّة : يجب الإمساك عمّا يصل إلى الحلق ، ممّا ينماع أو لا ينماع .
والمذهب : أنّ الواصل إلى الحلق مفطّر ولو لم يجاوزه ، إن وصل إليه ، ولو من أنف أو أذن أو عين نهاراً .
وتوجيهه عندهم : أنّه واصل من أحد المنافذ الواسعة في البدن ، وهي : الفم والأنف والأذن، وأنّ كلّ ما وصل إلى المعدة من منفذ عال ، موجب للقضاء ، سواء أكان ذلك المنفذ واسعاً أم ضيّقاً . وأنّه لا تفرقة عندهم ، بين المائع وبين غيره في الواصل إلى المعدة من الحلق . وقال النّوويّ : لو صبّ الماء أو غيره في أذنيه ، فوصل دماغه أفطر على الأصحّ عندنا ، ولم ير الغزاليّ الإفطار بالتّقطير في الأذنين .
وقال البهوتيّ : إذا قطّر في أذنه فوصل إلى دماغه فسد صومه ، لأنّ الدّماغ أحد الجوفين ، فالواصل إليه يغذّيه ، فأفسد الصّوم .
والحنفيّة قالوا : بفساد الصّوم بتقطير الدّواء والدّهن في الأذن ، لأنّ فيه صلاحاً لجزء من البدن ، فوجد إفساد الصّوم معنىً .
واختلف الحنفيّة في تقطير الماء في الأذن : فاختار المرغينانيّ في الهداية - وهو الّذي صحّحه غيره - عدم الإفطار به مطلقاً ، دخل بنفسه أو أدخله .
وفرّق قاضي خان ، بين الإدخال قصداً فأفسد به الصّوم ، وبين الدّخول فلم يفسده به ، وهذا الّذي صحّحوه ، لأنّ الماء يضرّ الدّماغ ، فانعدم الإفساد صورةً ومعنىً .
فالاتّفاق عند الحنفيّة على الفطر بصبّ الدّهن ، وعلى عدمه بدخول الماء ، والاختلاف في التّصحيح في إدخاله .

شاب مصري
08-10-2005, 11:36 PM
و - مداواة الآمّة والجائفة والجراح :
50 - الآمّة : جراحة في الرّأس ، والجائفة : جراحة في البطن .
والمراد بهذا - كما يقول الكاسانيّ - ما يصل إلى الجوف من غير المخارق الأصليّة .
فإذا داوى الصّائم الآمّة أو الجراح ، فمذهب الجمهور - بوجه عامّ - فساد الصّوم ، إذا وصل الدّواء إلى الجوف .
قال النّوويّ : لو داوى جرحه فوصل الدّواء إلى جوفه أو دماغه أفطر عندنا سواء أكان الدّواء رطباً أم يابساً .
وعلّله الحنابلة بأنّه أوصل إلى جوفه شيئاً باختياره ، فأشبه ما لو أكل .
قال المرداويّ : وهذا هو المذهب ، وعليه الأصحاب .
وعلّله الحنفيّة - مع نصّهم على عدم التّفرقة بين الدّواء الرّطب وبين الدّواء اليابس - بأنّ بين جوف الرّأس وجوف المعدة منفذاً أصليّاً ، فمتى وصل إلى جوف الرّأس ، يصل إلى جوف البطن .
أمّا إذا شكّ في وصول الدّواء إلى الجوف ، فعند الحنفيّة بعض التّفصيل والخلاف : فإن كان الدّواء رطباً ، فعند أبي حنيفة الظّاهر هو الوصول ، لوجود المنفذ إلى الجوف ، وهو السّبب، فيبنى الحكم على الظّاهر ، وهو الوصول عادةً ، وقال الصّاحبان : لا يفطر ، لعدم العلم به ، فلا يفطر بالشّكّ ، فهما يعتبران المخارق الأصليّة ، لأنّ الوصول إلى الجوف من المخارق الأصليّة متيقّن به ، ومن غيرها مشكوك به ، فلا نحكم بالفساد مع الشّكّ .
وأمّا إذا كان الدّواء يابساً ، فلا فطر اتّفاقاً ، لأنّه لم يصل إلى الجوف ولا إلى الدّماغ .
لكن قال البابرتيّ : وأكثر مشايخنا على أنّ العبرة بالوصول ، حتّى إذا علم أنّ الدّواء اليابس وصل إلى جوفه ، فسد صومه ، وإن علم أنّ الرّطب لم يصل إلى جوفه ، لم يفسد صومه عنده ، إلاّ أنّه ذكر الرّطب واليابس بناءً على العادة .
وإذا لم يعلم يقيناً فسد عند أبي حنيفة ، نظراً إلى العادة ، لا عندهما .
ومذهب المالكيّة عدم الإفطار بمداواة الجراح ، وهو اختيار الشّيح تقيّ الدّين .
قال المرداويّ : واختار الشّيخ تقيّ الدّين عدم الإفطار بمداواة جائفة ومأمومة .
قال ابن جزيّ : أمّا دواء الجرح بما يصل إلى الجوف ، فلا يفطر .
وقال الدّردير ، معلّلاً عدم الإفطار بوضع الدّهن على الجائفة ، والجرح الكائن في البطن الواصل للجوف : لأنّه لا يصل لمحلّ الطّعام والشّراب ، وإلاّ لمات من ساعته .
ز - الاحتقان :
51 - الاحتقان : صبّ الدّواء أو إدخال نحوه في الدّبر .
وقد يكون بمائع أو بغيره : فالاحتقان بالمائع من الماء - وهو الغالب - أو غير الماء ، يفسد الصّوم ويوجب القضاء ، فيما ذهب إليه الجمهور ، وهو مشهور مذهب المالكيّة ، ومنصوص خليل ، وهو معلّل بأنّه يصل به الماء إلى الجوف من منفذ مفتوح ، وبأنّ غير المعتاد كالمعتاد في الواصل ، وبأنّه أبلغ وأولى بوجوب القضاء من الاستعاط استدراكاً للفريضة الفاسدة .
ولا تجب الكفّارة ، لعدم استكمال الجناية على الصّوم صورةً ومعنىً ، كما هو سبب الكفّارة ، بل هو لوجود معنى الفطر ، وهو وصول ما فيه صلاح البدن إلى الجوف ، دون صورته ، وهو الوصول من الفم دون ما سواه .
واستدلّ المرغينانيّ وغيره للإفطار بالاحتقان وغيره ، كالاستعاط والإفطار ، بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها : إنّما الإفطار ممّا دخل ، وليس ممّا خرج .
وقول ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : الفطر ممّا دخل ، وليس ممّا يخرج .
أمّا الاحتقان بالجامد ، ففيه بعض الخلاف :
فذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى أنّ ما يدخل إلى الجوف من الدّبر بالحقنة يفطر ، لأنّه واصل إلى الجوف باختياره ، فأشبه الأكل .
كذلك دخول طرف أصبع في المخرج حال الاستنجاء يفطر ، قال النّوويّ : لو أدخل الرّجل أصبعه أو غيرها دبره ، وبقي البعض خارجاً ، بطل الصّوم ، باتّفاق أصحابنا .
وذهب الحنفيّة إلى أنّ تغييب القطن ونحوه من الجوامد الجافّة ، يفسد الصّوم ، وعدم التّغييب لا يفسده ، كما لو بقي طرفه خارجاً ، لأنّ عدم تمام الدّخول كعدم دخول شيء بالمرّة ، كإدخال الأصبع غير المبلولة ، أمّا المبلولة بالماء والدّهن فيفسده .
وخصّ المالكيّة الإفطار وإبطال الصّوم ، بالحقنة المائعة نصّاً .
وقالوا : احترز " خليل " بالمائع عن الحقنة بالجامد ، فلا قضاء فيها ، ولا في فتائل عليها دهن لخفّتها .
وفي المدوّنة ، قال ابن القاسم : سئل مالك عن الفتائل تجعل للحقنة ؟ قال مالك : أرى ذلك خفيفاً ، ولا أرى عليه فيه شيئاً ، قال مالك : وإن احتقن بشيء يصل إلى جوفه ، فأرى عليه القضاء ، قال ابن القاسم : ولا كفّارة عليه .
ويبدو مع ذلك تلخيصاً ، أنّ للمالكيّة في الحقنة أربعة أقوال :
أحدها : وهو المشهور المنصوص عليه في مختصر خليل : الإفطار بالحقنة المائعة .
الثّاني : أنّ الحقنة تفطر مطلقاً .
الثّالث : أنّها لا تفطر ، واستحسنه اللّخميّ ، لأنّ ذلك لا يصل إلى المعدة ، ولا موضع يتصرّف منه ما يغذّي الجسم بحال .
الرّابع : أنّ استعمال الحقنة مكروه .
قال ابن حبيب : وكان من مضى من السّلف وأهل العلم يكرهون التّعالج بالحقن إلاّ من ضرورة غالبة ، لا توجد عن التّعالج بها مندوحة ، فلهذا استحبّ قضاء الصّوم باستعمالها . ح - الحقنة المتّخذة في مسالك البول :
ويعبّر عن هذا الشّافعيّة بالتّقطير ، ولا يسمّونه احتقاناً وفيه هذا التّفصيل :
الأوّل : التّقطير في الإحليل ، أي الذّكر :
52 - في التّقطير أقوال : فذهب أبو حنيفة ومحمّد ومالك وأحمد ، وهو وجه عند الشّافعيّة، إلى أنّه لا يفطر ، سواء أوصل إلى المثانة أم لم يصل ، لأنّه ليس بين باطن الذّكر وبين الجوف منفذ ، وإنّما يمرّ البول رشحاً ، فالّذي يتركه فيه لا يصل إلى الجوف ، فلا يفطر ، كالّذي يتركه في فيه ولا يبتلعه ، وقال الموّاق : هو أخفّ من الحقنة .
وقال البهوتيّ : لو قطّر فيه ، أو غيّب فيه شيئاً فوصل إلى المثانة لم يبطل صومه . وللشّافعيّة - مع ذلك - في المسألة أقوال :
أحدها : إذا قطّر فيه شيئاً لم يصل إلى المثانة لم يفطر ، وهذا أصحّها ، لأنّه - كما قال المحلّيّ - في جوف غير محيل .
الثّاني : لا يفطر .
الثّالث : إن جاوز الحشفة أفطر ، وإلاّ لا .
وذهب أبو يوسف إلى أنّه يفطر إذا وصل إلى المثانة ، أمّا ما دام في قصبة الذّكر فلا يفسد. الثّاني : التّقطير في فرج المرأة :
53 - الأصحّ عند الحنفيّة ، والمنصوص في مذهب المالكيّة ، والّذي يؤخذ من مذهب الشّافعيّة والحنابلة - الّذين نصّوا على الإحليل فقط - هو فساد الصّوم به ، وعلّله الحنفيّة بأنّه شبيه بالحقنة .
ووجهه عند المالكيّة ، استجماع شرطين :
أحدهما : أنّه من المنفذ السّافل الواسع ، والآخر : الاحتقان بالمائع .
وقد نصّ الدّردير على الإفطار به ، ونصّ الدّسوقيّ على وجوب القضاء على المشهور ، ومقابله ما لابن حبيب من استحباب القضاء ، بسبب الحقنة من المائع الواصلة إلى المعدة ، من الدّبر أو فرج المرأة ، كما نصّ الدّردير على أنّ الاحتقان بالجامد لا قضاء فيه ، ولا في الفتائل الّتي عليها دهن .
رابعاً : التّقصير في حفظ الصّوم والجهل به :
الأوّل : التّقصير :
54 - أ - من صور التّقصير ما لو تسحّر أو جامع ، ظانّاً عدم طلوع الفجر ، والحال أنّ الفجر طالع ، فإنّه يفطر ويجب عليه القضاء دون الكفّارة ، وهذا مذهب الحنفيّة ، ومشهور مذهب المالكيّة ، والصّحيح من مذهب الشّافعيّة ، وهو المذهب عند الحنابلة ، وذلك للشّبهة، لأنّ الأصل بقاء اللّيل ، والجناية قاصرة ، وهي جناية عدم التّثبّت ، لا جناية الإفطار ، لأنّه لم يقصده ، ولهذا صرّحوا بعدم الإثم عليه .
واختار الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة - أنّه لا قضاء عليه .
وإذا لم يتبيّن له شيء ، لا يجب عليه القضاء في ظاهر الرّواية - عند الحنفيّة - وقيل : يقضي احتياطاً وكذلك الحكم إذا أفطر بظنّ الغروب ، والحال أنّ الشّمس لم تغرب ، عليه القضاء ولا كفّارة عليه ، لأنّ الأصل بقاء النّهار ، وابن نجيم فرّع هذين الحكمين على قاعدة: اليقين لا يزول بالشّكّ .
قال ابن جزيّ : من شكّ في طلوع الفجر ، حرّم عليه الأكل ، وقيل : يكره .
فإن أكل فعليه القضاء وجوباً - على المشهور - وقيل : استحباباً ، وإن شكّ في الغروب ، لم يأكل اتّفاقاً ، فإن أكل فعليه القضاء والكفّارة ، وقيل : القضاء فقط ، وقال الدّسوقيّ : المشهور عدمها .
ومن المالكيّة من خصّ القضاء بصيام الفرض في الشّكّ في الفجر ، دون صيام النّفل ، ومنهم من سوّى بينهما .
وقيل عند الشّافعيّة : لا يفطر في صورتي الشّكّ في الغروب والفجر ، وقيل : يفطر في الأولى ، دون الثّانية .
ومن ظنّ أو اشتبه في الفطر ، كمن أكل ناسياً فظنّ أنّه أفطر ، فأكل عامداً ، فإنّه لا تجب عليه الكفّارة ، لقيام الشّبهة الشّرعيّة .
والقضاء هو ظاهر الرّواية عند الحنفيّة وهو الأصحّ .
أمّا لو فعل ما لا يظنّ به الفطر ، كالفصد والحجامة والاكتحال واللّمس والتّقبيل بشهوة ونحو ذلك ، فظنّ أنّه أفطر بذلك ، فأكل عمداً ، فإنّه يقضي في تلك الصّور ويكفّر لأنّه ظنّ في غير محلّه .
فلو كان ظنّه في محلّه فلا كفّارة ، كما لو أفتاه مفت - يعتمد على قوله ويؤخذ بفتواه في البلد - بالإفطار في الحجامة فأكل عامداً ، بعدما احتجم لا يكفّر .
والمالكيّة قسّموا الظّنّ في الفطر إلى قسمين :
أ - تأويل قريب ، وهو الّذي يستند فيه المفطر إلى أمر موجود ، يعذر به شرعاً ، فلا كفّارة عليه ، كما في هذه الصّور :
لو أفطر ناسياً ، فظنّ لفساد صومه إباحة الفطر ، فأفطر ثانياً عامداً ، فلا كفّارة عليه .
أو لزمه الغسل ليلاً لجنابة أو حيض ، ولم يغتسل إلاّ بعد الفجر ، فظنّ الإباحة ، فأفطر عمداً.
أو تسحّر قرب الفجر ، فظنّ بطلان صومه ، فأفطر .
أو قدم المسافر ليلاً ، فظنّ أنّه لا يلزمه صوم صبيحة قدومه ، فأفطر مستنداً إلى هذا التّأويل، لا تلزمه الكفّارة .
أو سافر دون مسافة القصر ، فظنّ إباحة الفطر فبيّت الفطر ، فلا كفّارة عليه .
أو رأى هلال شوّال نهاراً ، يوم ثلاثين من رمضان ، فاعتقد أنّه يوم عيد ، فأفطر .
فهؤلاء إذا ظنّوا إباحة الفطر فأفطروا ، فعليهم القضاء ولا كفّارة عليهم ، وإن علموا الحرمة ، أو شكّوا فيها فعليهم الكفّارة .
ب - تأويل بعيد ، وهو المستند فيه إلى أمر معدوم ، أو موجود لكنّه لم يعذر به شرعاً ، فلا ينفعه ، وعرّفه الأبيّ بأنّه : ما لم يستند لموجود غالباً ، مثال ذلك .
من رأى هلال رمضان ، فشهد عند حاكم ، فردّ ولم يقبل لمانع ، فظنّ إباحة الفطر ، فأفطر، فعليه الكفّارة لبعد تأويله .
وقال أشهب : لا كفّارة عليه لقرب تأويله لاستناده لموجود ، وهو ردّ الحاكم شهادته . والتّحقيق : أنّه استند لمعدوم ، وهو أنّ اليوم ليس من رمضان ، مع أنّه منه برؤية عينه . أو بيّت الفطر وأصبح مفطراً ، في يوم لحمّى تأتيه فيه عادةً ، ثمّ حمّ في ذلك اليوم ، وأولى إن لم يحمّ .
أو بيّتت الفطر امرأة لحيض اعتادته في يومها ، ثمّ حصل الحيض بعد فطرها ، وأولى إن لم يحصل .
أو أفطر لحجّامة فعلها بغيره ، أو فعلت به ، فظنّ الإباحة ، فإنّه يكفّر .
لكن قال الدّردير : المعتمد في هذا عدم الكفّارة ، لأنّه من القريب ، لاستناده لموجود ، وهو قوله عليه الصلاة والسلام : » أفطر الحاجم والمحجوم « .
أو اغتاب شخصاً في نهار رمضان ، فظنّ إباحة الفطر فأفطر ، فعليه الكفّارة .
ونصّ الشّافعيّة على أنّ من جامع عامداً ، بعد الأكل ناسياً ، وظنّ أنّه أفطر به ، لا كفّارة عليه ، وإن كان الأصحّ بطلان صومه بالجماع ، لأنّه جامع وهو يعتقد أنّه غير صائم ، فلم يأثم به ، لذلك قيل : لا يبطل صومه ، وبطلانه مقيس على من ظنّ اللّيل وقت الجماع ، فبان خلافه .
وعند القاضي أبي الطّيّب ، أنّه يحتمل أن تجب به الكفّارة ، لأنّ هذا الظّنّ لا يبيح الوطء . وأمّا لو قال : علمت تحريمه ، وجهلت وجوب الكفّارة ، لزمته الكفّارة بلا خلاف .
ونصّ الحنابلة على أنّه لو جامع في يوم رأى الهلال في ليلته ، وردّت شهادته لفسقه أو غيره ، فعليه القضاء والكفّارة ، لأنّه أفطر يوماً من رمضان بجماع ، فلزمته كما لو قبلت شهادته .
وإذا لم يعلم برؤية الهلال إلاّ بعد طلوع الفجر ، أو نسي النّيّة ، أو أكل عامداً ، ثمّ جامع تجب عليه الكفّارة ، لهتكه حرمة الزّمن به ، ولأنّها تجب على المستديم للوطء ، ولا صوم هناك ، فكذا هنا .
الثّاني : الجهل :
54 - ب - الجهل : عدم العلم بما من شأنه أن يعلم .
فالجمهور من الحنفيّة والشّافعيّة ، وهو مشهور مذهب المالكيّة ، على إعذار حديث العهد بالإسلام ، إذا جهل الصّوم في رمضان .
قال الحنفيّة : يعذر من أسلم بدار الحرب فلم يصم ، ولم يصلّ ، ولم يزكّ بجهله بالشّرائع ، مدّة جهله ، لأنّ الخطاب إنّما يلزم بالعلم به أو بدليله ، ولم يوجد ، إذ لا دليل عنده على فرض الصّلاة والصّوم .
وقال الشّافعيّة : لو جهل تحريم الطّعام أو الوطء ، بأن كان قريب عهد بالإسلام ، أو نشأ بعيداً عن العلماء ، لم يفطر ، كما لو غلب عليه القيء .
والمعتمد عند المالكيّة : أنّ الجاهل بأحكام الصّيام لا كفّارة عليه ، وليس هو كالعامد .
وقسّم الدّسوقيّ الجاهل إلى ثلاثة :
فجاهل حرمة الوطء ، وجاهل رمضان ، لا كفّارة عليهما ، وجاهل وجوب الكفّارة - مع علمه بحرمة الفعل - تلزمه الكفّارة .
وأطلق الحنابلة وجوب الكفّارة ، كما قرّر بعض من المالكيّة ، وصرّحوا بالتّسوية بين العامد والجاهل والمكره والسّاهي والمخطئ .

شاب مصري
08-10-2005, 11:37 PM
خامساً : عوارض الإفطار :
55 - المراد بالعوارض : ما يبيح عدم الصّوم .
وهي : المرض ، والسّفر ، والحمل ، والرّضاع ، والهرم ، وإرهاق الجوع والعطش ، والإكراه .
أوّلاً : المرض :
56 - المرض هو : كلّ ما خرج به الإنسان عن حدّ الصّحّة من علّة .
قال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة .
والأصل فيه قول اللّه تعالى : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه قال : » لمّا نزلت هذه الآية : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } كان من أراد أن يفطر ، يفطر ويفتدي ، حتّى أنزلت الآية الّتي بعدها يعني قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } فنسختها « .
فالمريض الّذي يخاف زيادة مرضه بالصّوم أو إبطاء البرء أو فساد عضو ، له أن يفطر ، بل يسنّ فطره ، ويكره إتمامه ، لأنّه قد يفضي إلى الهلاك ، فيجب الاحتراز عنه .
ثمّ إنّ شدّة المرض تجيز الفطر للمريض .
أمّا الصّحيح إذا خاف الشّدّة أو التّعب ، فإنّه لا يجوز له الفطر ، إذا حصل له بالصّوم مجرّد شدّة تعب ، هذا هو المشهور عند المالكيّة ، وإن قيل بجواز فطره .
وقال الحنفيّة : إذا خاف الصّحيح المرض بغلبة الظّنّ فله الفطر ، فإن خافه بمجرّد الوهم ، فليس له الفطر .
وقال المالكيّة : إذا خاف حصول أصل المرض بصومه ، فإنّه لا يجوز له الفطر - على المشهور - إذ لعلّه لا ينزل به المرض إذا صام . وقيل : يجوز له الفطر .
فإن خاف كلّ من المريض والصّحيح الهلاك على نفسه بصومه ، وجب الفطر .
وكذا لو خاف أذىً شديداً ، كتعطيل منفعة ، من سمع أو بصر أو غيرهما ، لأنّ حفظ النّفس والمنافع واجب ، وهذا بخلاف الجهد الشّديد ، فإنّه يبيح الفطر للمريض ، قيل : والصّحيح أيضاً .
وقال الشّافعيّة : إنّ المريض - وإن تعدّى بفعل ما أمرضه - يباح له ترك الصّوم ، إذا وجد به ضرراً شديداً ، لكنّهم شرطوا لجواز فطره نيّة التّرخّص - كما قال الرّمليّ واعتمده - وفرّقوا بين المرض المطبق ، وبين المرض المتقطّع : فإن كان المرض مطبقاً ، فله ترك النّيّة في اللّيل .
وإن كان يحمّ وينقطع ، نظر : فإن كان محموماً وقت الشّروع في الصّوم ، فله ترك النّيّة ، وإلاّ فعليه أن ينوي من اللّيل ، فإن احتاج إلى الإفطار أفطر .
ومثل ذلك الحصّاد والبنّاء والحارس - ولو متبرّعاً - فتجب عليهم النّيّة ليلاً ، ثمّ إن لحقتهم مشقّة أفطروا .
قال النّوويّ : ولا يشترط أن ينتهي إلى حالة لا يمكنه فيها الصّوم ، بل قال أصحابنا : شرط إباحة الفطر أن يلحقه بالصّوم مشقّة يشقّ احتمالها ، وأمّا المرض اليسير الّذي لا يلحق به مشقّة ظاهره فلم يجز له الفطر ، بلا خلاف عندنا ، خلافاً لأهل الظّاهر .
وخوف الضّرر هو المعتبر عند الحنابلة ، أمّا خوف التّلف بسبب الصّوم فإنّه يجعل الصّوم مكروهاً ، وجزم جماعة بحرمته ، ولا خلاف في الإجزاء ، لصدوره من أهله في محلّه ، كما لو أتمّ المسافر .
قالوا : ولو تحمّل المريض الضّرر ، وصام معه ، فقد فعل مكروهاً ، لما يتضمّنه من الإضرار بنفسه ، وتركه تخفيفاً من اللّه وقبول رخصته ، لكن يصحّ صومه ويجزئه ، لأنّه عزيمة أبيح تركها رخصةً ، فإذا تحمّله أجزأه ، لصدوره من أهله في محلّه ، كما أتمّ المسافر ، وكالمريض الّذي يباح له ترك الجمعة ، إذا حضرها .
قال في المبدع : فلو خاف تلفاً بصومه ، كره ، وجزم جماعة بأنّه يحرم . ولم يذكروا خلافاً في الإجزاء .
ولخصّ ابن جزيّ من المالكيّة أحوال المريض بالنّسبة إلى الصّوم ، وقال : للمريض أحوال: الأولى : أن لا يقدر على الصّوم أو يخاف الهلاك من المرض أو الضّعف إن صام ، فالفطر عليه واجب .
الثّانية : أن يقدر على الصّوم بمشقّة ، فالفطر له جائز ، وقال ابن العربيّ : مستحبّ . الثّالثة : أن يقدر بمشقّة ، ويخاف زيادة المرض ، ففي وجوب فطره قولان .
الرّابعة : أن لا يشقّ عليه ، ولا يخاف زيادة المرض ، فلا يفطر عند الجمهور ، خلافاً لابن سيرين .
ونصّ الشّافعيّة على أنّه إذا أصبح الصّحيح صائماً ، ثمّ مرض ، جاز له الفطر بلا خلاف ، لأنّه أبيح له الفطر للضّرورة ، والضّرورة موجودة ، فجاز له الفطر .
ثانياً : السّفر :
57 - يشترط في السّفر المرخّص في الفطر ما يلي :
أ - أن يكون السّفر طويلاً ممّا تقصر فيه الصّلاة قال ابن رشد : وأمّا المعنى المعقول من إجازة الفطر في السّفر فهو المشقّة ، ولمّا كانت لا توجد في كلّ سفر ، وجب أن يجوز الفطر في السّفر الّذي فيه المشقّة ، ولمّا كان الصّحابة كأنّهم مجمعون على الحدّ في ذلك ، وجب أن يقاس ذلك على الحدّ في تقصير الصّلاة .
ب - أن لا يعزم المسافر الإقامة خلال سفره مدّة أربعة أيّام بلياليها عند المالكيّة والشّافعيّة، وأكثر من أربعة أيّام عند الحنابلة ، وهي نصف شهر أو خمسة عشر يوماً عند الحنفيّة .
ج - أن لا يكون سفره في معصية ، بل في غرض صحيح عند الجمهور ، وذلك : لأنّ الفطر رخصة وتخفيف ، فلا يستحقّها عاص بسفره ، بأن كان مبنى سفره على المعصية ، كما لو سافر لقطع طريق مثلاً .
والحنفيّة يجيزون الفطر للمسافر ، ولو كان عاصياً بسفره ، عملاً بإطلاق النّصوص المرخّصة ، ولأنّ نفس السّفر ليس بمعصية ، وإنّما المعصية ما يكون بعده أو يجاوره ، والرّخصة تتعلّق بالسّفر لا بالمعصية .
د - أن يجاوز المدينة وما يتّصل بها ، والبناءات والأفنية والأخبية .
وذهب عامّة الصّحابة والفقهاء ، إلى أنّ من أدرك هلال رمضان وهو مقيم ، ثمّ سافر ، جاز له الفطر ، لأنّ اللّه تعالى جعل مطلق السّفر سبب الرّخصة ، بقوله : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } ، ولما ثبت من » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة الفتح في رمضان مسافرًا ، وأفطر « .
ولأنّ السّفر إنّما كان سبب الرّخصة لمكان المشقّة .
وحكى النّوويّ عن أبي مخلد التّابعيّ أنّه لا يسافر ، فإن سافر لزمه الصّوم وحرّم الفطر وعن سويد بن غفلة التّابعيّ : أنّه يلزمه الصّوم بقيّة الشّهر ، ولا يمتنع السّفر ، واستدلّ لهما بقوله تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } .
حكى الكاسانيّ عن عليّ وابن عبّاس - رضي الله تعالى عنهم - أنّه إذا أهلّ في المصر ، ثمّ سافر ، لا يجوز له أن يفطر .
واستدلّ لهم بقوله تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } .
ولأنّه لمّا استهلّ في الحضر لزمه صوم الإقامة ، وهو صوم الشّهر حتماً ، فهو بالسّفر يريد إسقاطه عن نفسه فلا يملك ذلك ، كاليوم الّذي سافر فيه ، فإنّه لا يجوز له أن يفطر فيه . 58 - وفي وقت جواز الفطر للمسافر ثلاث أحوال :
الأولى : أن يبدأ السّفر قبل الفجر ، أو يطلع الفجر وهو مسافر ، وينوي الفطر ، فيجوز له الفطر إجماعاً - كما قال ابن جزيّ - لأنّه متّصف بالسّفر ، عند وجود سبب الوجوب . الثّانية : أن يبدأ السّفر بعد الفجر ، بأن يطلع الفجر وهو مقيم ببلده ، ثمّ يسافر بعد طلوع الفجر ، أو خلال النّهار ، فإنّه لا يحلّ له الفطر بإنشاء السّفر بعدما أصبح صائماً ، ويجب عليه إتمام ذلك اليوم ، وهذا مذهب الحنفيّة والمالكيّة ، وهو الصّحيح من مذهب الشّافعيّة ، ورواية عن أحمد . وذلك تغليباً لحكم الحضر .
ومع ذلك لا كفّارة عليه في إفطاره عند الحنفيّة ، وفي المشهور من مذهب المالكيّة ، خلافاً لابن كنانة ، وذلك للشّبهة في آخر الوقت . ولأنّه لمّا سافر بعد الفجر صار من أهل الفطر ، فسقطت عنه الكفّارة .
والصّحيح عند الشّافعيّة أنّه يحرم عليه الفطر حتّى لو أفطر بالجماع لزمته الكفّارة . والمذهب عند الحنابلة وهو أصحّ الرّوايتين عن أحمد ، وهو ما ذهب إليه المزنيّ وغيره من الشّافعيّة : أنّ من نوى الصّوم في الحضر ، ثمّ سافر في أثناء اليوم ، طوعاً أو كرهاً ، فله الفطر بعد خروجه ومفارقته بيوت قريته العامرة ، وخروجه من بين بنيانها ، واستدلّوا بما يلي :
ظاهر قوله تعالى : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
وحديث جابر - رضي الله تعالى عنه - » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكّة عام الفتح فصام حتّى بلغ كراع الغميم ، وصام النّاس معه ، فقيل له : إنّ النّاس قد شقّ عليهم الصّيام ، وإنّ النّاس ينظرون فيما فعلت ، فدعا بقدح من ماء بعد العصر ، فشرب - والنّاس ينظرون إليه - فأفطر بعضهم ، وصام بعضهم ، فبلغه أنّ ناساً صاموا ، فقال : أولئك العصاة « .
وحديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال : » خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكّة ، في شهر رمضان ، فصام حتّى مرّ بغدير في الطّريق ، وذلك في نحر الظّهيرة . قال : فعطش النّاس ، وجعلوا يمدّون أعناقهم ، وتتوق أنفسهم إليه . قال : فدعا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء ، فأمسكه على يده ، حتّى رآه النّاس ، ثمّ شرب ، فشرب النّاس « .
وقالوا : إنّ السّفر مبيح للفطر ، فإباحته في أثناء النّهار كالمرض الطّارئ ولو كان بفعله . وقال الّذين أباحوه من الشّافعيّة : إنّه تغليب لحكم السّفر .
وقد نصّ الحنابلة ، المؤيّدون لهذا الرّأي على أنّ الأفضل لمن سافر في أثناء يوم نوى صومه إتمام صوم ذلك اليوم ، خروجاً من خلاف من لم يبح له الفطر ، وهو قول أكثر العلماء ، تغليباً لحكم الحضر ، كالصّلاة .
الثّالثة : أن يفطر قبل مغادرة بلده .
وقد منع من ذلك الجمهور ، وقالوا : إنّ رخصة السّفر لا تتحقّق بدونه ، كما لا تبقى بدونه، ولمّا يتحقّق السّفر بعد ، بل هو مقيم وشاهد ، وقد قال تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } ولا يوصف بكونه مسافراً حتّى يخرج من البلد ، ومهما كان في البلد فله أحكام الحاضرين ، ولذلك لا يقصر الصّلاة .
والجمهور الّذين قالوا بعدم جواز الإفطار في هذه الصّورة ، اختلفوا فيما إذا أكل ، هل عليه كفّارة ؟ فقال مالك : لا . وقال أشهب : هو متأوّل وقال غيرهما : يكفّر .
وقال ابن جزيّ : فإن أفطر قبل الخروج ، ففي وجوب الكفّارة عليه ثلاثة أقوال : يفرّق في الثّالث بين أن يسافر فتسقط ، أو لا ، فتجب .
59 - ويتّصل بهذه المسائل في إفطار المسافر : ما لو نوى في سفره الصّوم ليلاً ، وأصبح صائماً ، من غير أن ينقض عزيمته قبل الفجر ، لا يحلّ فطره في ذلك اليوم عند الحنفيّة والمالكيّة ، وهو وجه محتمل عند الشّافعيّة ، ولو أفطر لا كفّارة عليه للشّبهة .
قال ابن عابدين : وكذا لا كفّارة عليه بالأولى ، لو نوى نهاراً .
وقال ابن جزيّ : من كان في سفر ، فأصبح على نيّة الصّوم ، لم يجز له الفطر إلاّ بعذر ، كالتّغذّي للقاء العدوّ ، وأجازه مطرّف من غير عذر ، وعلى المشهور : إن أفطر ، ففي وجوب الكفّارة ثلاثة أقوال : يفرّق في الثّالث بين أن يفطر بجماع فتجب ، أو بغيره فلا تجب.
لكن الّذي في شروح خليل ، وفي حاشية الدّسوقيّ : أنّه إذا بيّت نيّة الصّوم في السّفر وأصبح صائماً فيه ثمّ أفطر ، لزمته الكفّارة سواء أفطر متأوّلاً أم لا . فسأل سحنون ابن القاسم ، عن الفرق بين من بيّت الصّوم في الحضر ثمّ أفطر بعد أن سافر بعد الفجر من غير أن ينويه فلا كفّارة عليه ، وبين من نوى الصّوم في السّفر ثمّ أفطر فعليه الكفّارة ؟ فقال : لأنّ الحاضر من أهل الصّوم ، فسافر فصار من أهل الفطر ، فسقطت عنه الكفّارة ، والمسافر مخيّر فيهما ، فاختار الصّوم وترك الرّخصة ، فصار من أهل الصّيام ، فعليه ما عليهم من الكفّارة .
والشّافعيّة في المذهب ، والحنابلة قالوا : لو أصبح صائماً في السّفر ، ثمّ أراد الفطر ، جاز من غير عذر ، لأنّ العذر قائم - وهو السّفر - أو لدوام العذر - كما يقول المحلّيّ .
وممّا استدلّوا به حديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : » ... فصام حتّى مرّ بغدير في الطّريق « .
وحديث جابر - رضي الله تعالى عنه - » ... فصام حتّى بلغ كراع الغميم « .
قال ابن قدامة : وهذا نصّ صريح ، لا يعرج على ما خالفه .
قال النّوويّ : وفيه احتمال لإمام الحرمين ، وصاحب المهذّب : أنّه لا يجوز ، لأنّه دخل في فرض المقيم ، فلا يجوز له التّرخّص برخصة المسافر ، كما لو دخل في الصّلاة بنيّة الإتمام، ثمّ أراد أن يقصر ، وإذا قلنا بالمذهب ، ففي كراهة الفطر وجهان ، وأصحّهما أنّه لا يلزمه ذلك ، للحديث الصّحيح ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .
وزاد الحنابلة أنّ له الفطر بما شاء ، من جماع وغيره ، كأكل وشرب ، لأنّ من أبيح له الأكل أبيح له الجماع ، كمن لم ينو ، ولا كفّارة عليه بالوطء ، لحصول الفطر بالنّيّة قبل الجماع ، فيقع الجماع بعده .



صحّة الصّوم في السّفر :
60 - ذهب الأئمّة الأربعة ، وجماهير الصّحابة والتّابعين إلى أنّ الصّوم في السّفر جائز صحيح منعقد ، وإذا صام وقع صيامه وأجزأه .
وروي عن ابن عبّاس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنّه غير صحيح ، ويجب القضاء على المسافر إن صام في سفر . وروي القول بكراهته .
والجمهور من الصّحابة والسّلف ، والأئمّة الأربعة ، الّذين ذهبوا إلى صحّة الصّوم في السّفر، اختلفوا بعد ذلك في أيّهما أفضل ، الصّوم أم الفطر ، أو هما متساويان ؟
فمذهب الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة ، وهو وجه عند الحنابلة ، أنّ الصّوم أفضل ، إذا لم يجهده الصّوم ولم يضعفه ، وصرّح الحنفيّة والشّافعيّة بأنّه مندوب .
قال الغزاليّ : والصّوم أحبّ من الفطر في السّفر ، لتبرئة الذّمّة ، إلاّ إذا كان يتضرّر به . وقيّد القليوبيّ الضّرر بضرر لا يوجب الفطر .
واستدلّوا لذلك بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } إلى قوله { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ } . فقد دلّت الآيات على أنّ الصّوم عزيمة والإفطار رخصة ، ولا شكّ في أنّ العزيمة أفضل ، كما تقرّر في الأصول ، قال ابن رشد : ما كان رخصةً ، فالأفضل ترك الرّخصة . وبحديث أبي الدّرداء المتقدّم قال : » خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ، في حرّ شديد ... ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعبد اللّه بن رواحة « .
وقيّد الحدّاديّ ، صاحب الجوهرة من الحنفيّة ، أفضليّة الصّوم - أيضاً - بما إذا لم تكن عامّة رفقته مفطرين ، ولا مشتركين في النّفقة ، فإن كانوا كذلك ، فالأفضل فطره موافقةً للجماعة .
ومذهب الحنابلة ، أنّ الفطر في السّفر أفضل ، بل قال الخرقيّ : والمسافر يستحبّ له الفطر قال المرداويّ : وهذا هو المذهب .
وفي الإقناع : والمسافر سفر قصر يسنّ له الفطر . ويكره صومه ، ولو لم يجد مشقّةً . وعليه الأصحاب ، ونصّ عليه ، سواء وجد مشقّةً أو لا ، وهذا مذهب ابن عمر وابن عبّاس رضي الله عنهم وسعيد والشّعبيّ والأوزاعيّ .
واستدلّ هؤلاء بحديث جابر رضي الله تعالى عنه : » ليس من البرّ الصّوم في السّفر « وزاد في رواية : » عليكم برخصة اللّه الّذي رخّص لكم فاقبلوها « .
قال المجد : وعندي لا يكره لمن قوي ، واختاره الآجرّيّ .
قال النّوويّ والكمال بن الهمام : إنّ الأحاديث الّتي تدلّ على أفضليّة الفطر ، محمولة على من يتضرّر بالصّوم ، وفي بعضها التّصريح بذلك ، ولا بدّ من هذا التّأويل ، ليجمح بين الأحاديث ، وذلك أولى من إهمال بعضها ، أو ادّعاء النّسخ ، من غير دليل قاطع .
والّذين سوّوا بين الصّوم وبين الفطر ، استدلّوا بحديث عائشة رضي الله عنها : » أنّ حمزة بن عمرو الأسلميّ رضي الله تعالى عنه قال للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أأصوم في السّفر ؟ - وكان كثير الصّيام - فقال : إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر « .
انقطاع رخصة السّفر :
61 - تسقط رخصة السّفر بأمرين اتّفاقاً :
الأوّل : إذا عاد المسافر إلى بلده ، ودخل وطنه ، وهو محلّ إقامته ، ولو كان دخوله بشيء نسيه ، يجب عليه الصّوم ، كما لو قدم ليلاً ، أو قدم قبل نصف النّهار عند الحنفيّة .
أمّا لو قدم نهاراً ، ولم ينو الصّوم ليلاً ، أو قدم بعد نصف النّهار - عند الحنفيّة ، ولم يكن نوى الصّوم قبلاً - فإنّه يمسك بقيّة النّهار ، على خلاف وتفصيل في وجوب إمساكه . الثّاني : إذا نوى المسافر الإقامة مطلقاً ، أو مدّة الإقامة الّتي تقدّمت في شروط جواز فطر المسافر في مكان واحد ، وكان المكان صالحاً للإقامة ، لا كالسّفينة والمفازة ودار الحرب ، فإنّه يصير مقيماً بذلك ، فيتمّ الصّلاة ، ويصوم ولا يفطر في رمضان ، لانقطاع حكم السّفر . وصرّحوا بأنّه يحرم عليه الفطر - على الصّحيح - لزوال العذر ، وفي قول يجوز له الفطر، اعتباراً بأوّل اليوم .
قال ابن جزيّ : إنّ السّفر لا يبيح قصراً ولا فطراً إلاّ بالنّيّة والفعل ، بخلاف الإقامة ، فإنّها توجب الصّوم والإتمام بالنّيّة دون الفعل .
وإذا لم ينو الإقامة لكنّه أقام لقضاء حاجة له ، بلا نيّة إقامة ، ولا يدري متى تنقضي ، أو كان يتوقّع انقضاءها في كلّ وقت ، فإنّه يجوز له أن يفطر ، كما يقصر الصّلاة .
قال الحنفيّة : ولو بقي على ذلك سنين .
فإن ظنّ أنّها لا تنقضي إلاّ فوق أربعة أيّام عند الجمهور ، أو خمسة عشر يوماً عند الحنفيّة، فإنّه يعتبر مقيماً ، فلا يفطر ولا يقصر ، إلاّ إذا كان الفرض قتالاً - كما قال الغزاليّ- فإنّه يترخّص على أظهر القولين ، أو دخل المسلمون أرض الحرب أو حاصروا حصناً فيها ، أو كانت المحاصرة للمصر على سطح البحر ، فإنّ لسطح البحر حكم دار الحرب .
ودليل هذا : » أنّه - صلى الله عليه وسلم - أقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصّلاة « ويلاحظ أنّ الفطر كالقصر الّذي نصّوا عليه في صلاة المسافر ، من حيث التّرخّص ، فإنّ المسافر له سائر رخص السّفر .
ثالثاً : الحمل والرّضاع :
62 - الفقهاء متّفقون على أنّ الحامل والمرضع لهما أن تفطرا في رمضان ، بشرط أن تخافا على أنفسهما أو على ولدهما المرض أو زيادته ، أو الضّرر أو الهلاك ، فالولد من الحامل بمنزلة عضو منها ، فالإشفاق عليه من ذلك كالإشفاق منه على بعض أعضائها . قال الدّردير : ويجب - يعني الفطر - إن خافتا هلاكاً أو شديد أذىً ، ويجوز إن خافتا عليه المرض أو زيادته .
ونصّ الحنابلة على كراهة صومهما ، كالمريض .
ودليل ترخيص الفطر لهما : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } وليس المراد من المرض صورته ، أو عين المرض ، فإنّ المريض الّذي لا يضرّه الصّوم ليس له أن يفطر ، فكان ذكر المرض كنايةً عن أمر يضرّ الصّوم معه ، وهو معنى المرض ، وقد وجد هاهنا ، فيدخلان تحت رخصة الإفطار .
وصرّح المالكيّة بأنّ الحمل مرض حقيقةً ، والرّضاع في حكم المرض ، وليس مرضاً حقيقةً. وكذلك ، من أدلّة ترخيص الفطر لهما ، حديث أنس بن مالك الكعبيّ رضي الله تعالى عنه أنّ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال : » إنّ اللّه وضع عن المسافر الصّوم وشطر الصّلاة ، وعن الحامل أو المرضع الصّوم أو الصّيام « وفي لفظ بعضهم : » عن الحبلى والمرضع « .
وإطلاق لفظ الحامل يتناول - كما نصّ القليوبيّ - كلّ حمل ، ولو من زنىً وسواء أكانت المرضع أمّاً للرّضيع ، أم كانت مستأجرةً لإرضاع غير ولدها ، في رمضان أو قبله ، فإنّ فطرها جائز ، على الظّاهر عند الحنفيّة ، وعلى المعتمد عند الشّافعيّة ، بل لو كانت متبرّعةً ولو مع وجود غيرها ، أو من زنىً ، جاز لها الفطر مع الفدية .
وقال بعض الحنفيّة ، كابن الكمال والبهنسيّ : تقيّد المرضع بما إذا تعيّنت للإرضاع ، كالظّئر بالعقد ، والأمّ بأن لم يأخذ ثدي غيرها ، أو كان الأب معسراً ، لأنّه حينئذ واجب عليها ، لكن ظاهر الرّواية خلافه ، وأنّ الإرضاع واجب على الأمّ ديانةً مطلقاً وإن لم تتعيّن ، وقضاءً إذا كان الأب معسراً ، أو كان الولد لا يرضع من غيرها .
وأمّا الظّئر فلأنّه واجب عليها بالعقد ، ولو كان العقد في رمضان ، خلافاً لمن قيّد الحلّ بالإجارة قبل رمضان .
كما قال بعض الشّافعيّة كالغزاليّ : يقيّد فطر المرضع ، بما إذا لم تكن مستأجرةً لإرضاع غير ولدها ، أو لم تكن متبرّعةً ، لكن المعتمد المصحّح عندهم خلافه ، قياساً على السّفر فإنّه يستوي في جواز الإفطار به من سافر لغرض نفسه ، وغرض غيره ، بأجرة وغيرها .

شاب مصري
08-10-2005, 11:43 PM
رابعاً : الشّيخوخة والهرم :
63 - وتشمل الشّيخوخة والهرم ما يلي :
الشّيخ الفاني ، وهو الّذي فنيت قوّته ، أو أشرف على الفناء ، وأصبح كلّ يوم في نقص إلى أن يموت .
المريض الّذي لا يرجى برؤه ، وتحقّق اليأس من صحّته .
العجوز ، وهي المرأة المسنّة .
قال البهوتيّ : المريض الّذي لا يرجى برؤه في حكم الكبير .
وقيّد الحنفيّة عجز الشّيخوخة والهرم ، بأن يكون مستمرّاً ، فلو لم يقدرا على الصّوم لشدّة الحرّ مثلاً ، كان لهما أن يفطرا ، ويقضياه في الشّتاء .
ولا خلاف بين الفقهاء في أنّه لا يلزمهما الصّوم ، ونقل ابن المنذر الإجماع عليه ، وأنّ لهما أن يفطرا ، إذا كان الصّوم يجهدهما ويشقّ عليهما مشقّةً شديدةً .
قال ابن جزيّ : إنّ الشّيخ والعجوز العاجزين عن الصّوم ، يجوز لهما الفطر إجماعاً ، ولا قضاء عليهما .
والأصل في شرعيّة إفطار من ذكر :
أ - قوله تعالى : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } فقد قيل في بعض وجوه التّأويل : إنّ ( لا ) مضمرة في الآية ، والمعنى : وعلى الّذين لا يطيقونه .
وقال ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : الآية ليست بمنسوخة ، وهي للشّيخ الكبير ، والمرأة الكبيرة ، لا يستطيعان أن يصوما ، فيطعمان مكان كلّ يوم مسكيناً .
والآية في محلّ الاستدلال ، حتّى على القول بنسخها ، لأنّها إن وردت في الشّيخ الفاني - كما ذهب إليه بعض السّلف - فظاهر ، وإن وردت للتّخيير فكذلك ، لأنّ النّسخ إنّما يثبت في حقّ القادر على الصّوم ، فبقي الشّيخ الفاني على حاله كما كان .
ب - والعمومات القاضية برفع الحرج ، كقوله تعالى : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } .
وموجب الإفطار بسبب الشّيخوخة عند الحنفيّة والحنابلة ، وهو الأظهر عند الشّافعيّة ، وهو قول عند المالكيّة : وجوب الفدية ، ويأتي تفصيله .
خامساً : إرهاق الجوع والعطش :
64 - من أرهقه جوع مفرط ، أو عطش شديد ، فإنّه يفطر ويقضي .
وقيّده الحنفيّة بأمرين :
الأوّل : أن يخاف على نفسه الهلاك ، بغلبة الظّنّ ، لا بمجرّد الوهم ، أو يخاف نقصان العقل، أو ذهاب بعض الحواسّ ، كالحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما الهلاك أو على أولادهما .
قال المالكيّة : فإن خاف على نفسه حرّم عليه الصّيام ، وذلك لأنّ حفظ النّفس والمنافع واجب .
الثّاني : أن لا يكون ذلك بإتعاب نفسه ، إذ لو كان به تلزمه الكفّارة ، وقيل : لا .
وألحقه بعض الفقهاء بالمريض ، وقالوا : إنّ الخوف على النّفس في معنى المرض .
وقال القليوبيّ : ومثل المرض غلبة جوع وعطش ، لا نحو صداع ، ووجع أذن وسنّ خفيفة.
ومثّلوا له بأرباب المهن الشّاقّة ، لكن قالوا : عليه أن ينوي الصّيام ليلاً ، ثمّ إن احتاج إلى الإفطار ، ولحقته مشقّة ، أفطر .
قال الحنفيّة : المحترف المحتاج إلى نفقته كالخبّاز والحصّاد ، إذا علم أنّه لو اشتغل بحرفته يلحقه ضرر مبيح للفطر ، يحرم عليه الفطر قبل أن تلحقه مشقّة .
وقال أبو بكر الآجرّيّ من الحنابلة : من صنعته شاقّة ، فإن خاف بالصّوم تلفاً ، أفطر وقضى ، إن ضرّه ترك الصّنعة ، فإن لم يضرّه تركها أثم بالفطر وبتركها ، وإن لم ينتف الضّرر بتركها ، فلا إثم عليه بالفطر للعذر .
65 - وألحقوا بإرهاق الجوع والعطش خوف الضّعف عن لقاء العدوّ المتوقّع أو المتيقّن كأن كان محيطاً : فالغازي إذا كان يعلم يقيناً أو بغلبة الظّنّ القتال بسبب وجوده بمقابلة العدوّ ، ويخاف الضّعف عن القتال بالصّوم ، وليس مسافراً ، له الفطر قبل الحرب .
قال في الهنديّة : فإن لم يتّفق القتال فلا كفّارة عليه ، لأنّ في القتال يحتاج إلى تقديم الإفطار، ليتقوّى ولا كذلك المرض .
وقال البهوتيّ : ومن قاتل عدوّاً ، أو أحاط العدوّ ببلده ، والصّوم يضعفه عن القتال ، ساغ له الفطر بدون سفر نصّاً ، لدعاء الحاجة إليه .
ولا خلاف بين الفقهاء ، في أنّ المرهق ومن في حكمه ، يفطر ، ويقضي - كما ذكرنا - وإنّما الخلاف بينهم فيما إذا أفطر المرهق ، فهل يمسك بقيّة يومه ، أم يجوز له الأكل ؟
سادساً : الإكراه :
66 - الإكراه : حمل الإنسان غيره ، على فعل أو ترك ما لا يرضاه بالوعيد .
ومذهب الحنفيّة والمالكيّة ، أنّ من أكره على الفطر فأفطر قضى .
قالوا : إذا أكره الصّائم بالقتل على الفطر ، بتناول الطّعام في شهر رمضان ، وهو صحيح مقيم ، فمرخّص له به ، والصّوم أفضل ، حتّى لو امتنع من الإفطار حتّى قتل ، يثاب عليه ، لأنّ الوجوب ثابت حالة الإكراه ، وأثر الرّخصة في الإكراه هو سقوط المأثم بالتّرك ، لا في سقوط الوجوب ، بل بقي الوجوب ثابتاً ، والتّرك حراماً ، وإذا كان الوجوب ثابتاً ، والتّرك حراماً ، كان حقّ اللّه تعالى قائماً ، فهو بالامتناع بذل نفسه لإقامة حقّ اللّه تعالى ، طلباً لمرضاته ، فكان مجاهداً في دينه ، فيثاب عليه .
وأمّا إذا كان المكره مريضاً أو مسافراً ، فالإكراه - كما يقول الكاسانيّ - حينئذ مبيح مطلق، في حقّ كلّ منهما ، بل موجب ، والأفضل هو الإفطار ، بل يجب عليه ذلك ، ولا يسعه أن لا يفطر ، حتّى لو امتنع من ذلك ، فقتل ، يأثم . ووجه الفرق : أنّ في الصّحيح المقيم كان الوجوب ثابتاً قبل الإكراه من غير رخصة التّرك أصلاً ، فإذا جاء الإكراه - وهو سبب من أسباب الرّخصة - كان أثره في إثبات رخصة التّرك ، لا في إسقاط الوجوب .
وأمّا في المريض والمسافر ، فالوجوب مع رخصة التّرك ، كان ثابتاً قبل الإكراه ، فلا بدّ أن يكون للإكراه أثر آخر لم يكن ثابتاً قبله ، وليس ذلك إلاّ إسقاط الوجوب رأساً ، وإثبات الإباحة المطلقة ، فنزل منزلة الإكراه على أكل الميتة ، وهناك يباح له الأكل ، بل يجب عليه، فكذا هنا .
وفرّق الشّافعيّة بين الإكراه على الأكل أو الشّرب ، وبين الإكراه على الوطء : فقالوا في الإكراه على الأكل : لو أكره حتّى أكل أو شرب لم يفطر ، كما لو أوجر في حلقه مكرهاً ، لأنّ الحكم الّذي ينبني على اختياره ساقط لعدم وجود الاختيار .
أمّا لو أكره على الوطء زنىً ، فإنّه لا يباح بالإكراه ، فيفطر به ، بخلاف وطء زوجته . واعتمد العزيزيّ الإطلاق ، ووجّهه بأنّ عدم الإفطار ، لشبهة الإكراه ، على الوطء ، والحرمة من جهة الوطء ، فعلى هذا يكون الإكراه على الإفطار مطلقاً بالوطء والأكل والشّرب ، إذا فعله المكره لا يفطر به ، ولا يجب عليه القضاء إلاّ في الإكراه على الإفطار بالزّنى ، فإنّ فيه وجهاً بالإفطار والقضاء عندهم .
وهذا الإطلاق عند الشّافعيّة ، هو مذهب الحنابلة أيضاً : فلو أكره على الفعل ، أو فعل به ما أكره عليه ، بأن صبّ في حلقه ، مكرهاً أو نائماً ، كما لو أوجر المغمى عليه معالجةً ، لا يفطر ، ولا يجب عليه القضاء ، لحديث : » وما استكرهوا عليه « .
ملحقات بالعوارض :
67 - يمكن إلحاق ما يلي ، من الأعذار ، بالعوارض الّتي ذكرها الفقهاء ، وأقرّوها وأفردوا لها أحكاماً كلّما عرضت في الصّوم ، كالحيض والنّفاس والإغماء والجنون والسّكر والنّوم والرّدّة والغفلة .
وأحكامهما تنظر في مصطلحاتها .
ما يفسد الصّوم ويوجب القضاء والكفّارة :
أوّلاً : الجماع عمداً :
68 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ جماع الصّائم في نهار رمضان عامداً مختاراً بأن يلتقي الختانان وتغيب الحشفة في أحد السّبيلين مفطر يوجب القضاء والكفّارة ، أنزل أو لم ينزل . وفي قول ثان للشّافعيّة لا يجب القضاء ، لأنّ الخلل انجبر بالكفّارة .
وفي قول ثالث لهم : إن كفّر بالصّوم دخل فيه القضاء ، وإلاّ فلا يدخل فيجب القضاء .
وعند الحنابلة : إذا جامع في نهار رمضان - بلا عذر - آدميّاً أو غيره حيّاً أو ميّتاً أنزل أم لا فعليه القضاء والكفّارة ، عامداً كان أو ساهياً ، أو جاهلاً أو مخطئاً ، مختاراً أو مكرهاً ، وهذا لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : » بينما نحن جلوس عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل ، فقال : يا رسول اللّه ، هلكت ، قال : ما لك ؟ قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبةً تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستّين مسكيناً ؟ قال : لا . قال : فمكث النّبيّ صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك ، أتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعرَقٍ فيها تمر ، قال : أين السّائل ؟ فقال : أنا ، قال : خذ هذا فتصدّق به ، فقال الرّجل : على أفقر منّي يا رسول اللّه ، فواللّه ما بين لابتيها - يريد الحرّتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى بدت أنيابه ، ثمّ قال : أطعمه أهلك « .
ولا خلاف في فساد صوم المرأة بالجماع لأنّه نوع من المفطرات ، فاستوى فيه الرّجل والمرأة . وإنّما الخلاف في وجوب الكفّارة عليها :
فمذهب أبي حنيفة ومالك وقول للشّافعيّ ، ورواية عن أحمد وهي المذهب عند الحنابلة ، وجوب الكفّارة عليها أيضاً ، لأنّها هتكت صوم رمضان بالجماع فوجبت عليها كالرّجل . وعلّل الحنفيّة وجوبها عليها ، بأنّ السّبب في ذلك هو جناية الإفساد ، لا نفس الوقاع ، وقد شاركته فيها ، وقد استويا في الجناية ، والبيان في حقّ الرّجل بيان في حقّ المرأة ، فقد وجد فساد صوم رمضان بإفطار كامل حرام محض متعمّد ، فتجب الكفّارة عليها بدلالة النّصّ، ولا يتحمّل الرّجل عنها ، لأنّ الكفّارة عبادة أو عقوبة ، ولا يجري فيها التّحمّل . وفي قول للشّافعيّ وهو الأصحّ ، ورواية أخرى عن أحمد : أنّه لا كفّارة عليها ، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر الواطئ في رمضان أن يعتق رقبةً ، ولم يأمر المرأة بشيء ، مع علمه بوجود ذلك منها . ولأنّ الجماع فعله ، وإنّما هي محلّ الفعل .
وفي قول للشّافعيّة : تجب ، ويتحمّلها الرّجل .
وروي عن أحمد : أنّ الزّوج تلزمه كفّارة واحدة عنهما ، وضعّفها بعض الحنابلة بأنّ الأصل عدم التّداخل .
وقال ابن عقيل من الحنابلة : إن أكرهت المرأة على الجماع في نهار رمضان حتّى مكّنت الرّجل منها لزمتها الكفّارة ، وإن غصبت أو أتيت نائمةً فلا كفّارة عليها .
ثانياً : الأكل والشّرب عمداً :
69 - ممّا يوجب القضاء والكفّارة ، عند الحنفيّة والمالكيّة : الأكل والشّرب .
فإذا أكل الصّائم ، في أداء رمضان أو شرب غذاءً أو دواءً ، طائعاً عامداً ، بغير خطأ ولا إكراه ولا نسيان ، أفطر وعليه الكفّارة .
وضابطه عند الحنفيّة : وصول ما فيه صلاح بدنه لجوفه ، بأن يكون ممّا يؤكل عادةً على قصد التّغذّي أو التّداوي أو التّلذّذ ، أو ممّا يميل إليه الطّبع ، وتنقضي به شهوة البطن ، وإن لم يكن فيه صلاح البدن ، بل ضرره .
وشرطوا أيضاً لوجوب الكفّارة : أن ينوي الصّوم ليلاً ، وأن لا يكون مكرهاً ، وأن لا يطرأ عذر شرعيّ لا صنع له فيه ، كمرض وحيض .
وشرط المالكيّة : أن يكون إفساد صوم رمضان خاصّةً ، عمداً قصداً لانتهاك حرمة الصّوم ، من غير سبب مبيح للفطر .
وتجب الكفّارة في شرب الدّخان عند الحنفيّة والمالكيّة ، فإنّه ربّما أضرّ البدن ، لكن تميل إليه بعض الطّباع ، وتنقضي به شهوة البطن ، يضاف إلى ذلك أنّه مفتر وحرام ، لحديث أمّ سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : » نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن كلّ مسكر ومفتر « .
ودليل وجوب الكفّارة على من أكل أو شرب عمداً ، ما ورد في الصّحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً أفطر في رمضان ، أن يعتق رقبةً أو يصوم شهرين متتابعين ، أو يطعم ستّين مسكيناً « فإنّه علّق الكفّارة بالإفطار ، وهي وإن كانت واقعة حال لا عموم لها ، لكنّها علّقت بالإفطار ، لا باعتبار خصوص الإفطار ولفظ الرّاوي عامّ ، فاعتبر ، كقوله : » قضى بالشّفعة للجار « .
ومذهب الشّافعيّة والحنابلة عدم وجوب الكفّارة على من أكل أو شرب عمداً في نهار رمضان أداءً ، وذلك لأنّ النّصّ - وهو حديث الأعرابيّ الّذي وقع على امرأته في رمضان - ورد في الجماع ، وما عداه ليس في معناه .
ولأنّه لا نصّ في إيجاب الكفّارة بهذا ، ولا إجماع .
ولا يصحّ قياسه على الجماع ، لأنّ الحاجة إلى الزّجر عنه أمسّ ، والحكمة في التّعدّي به آكد ، ولهذا يجب به الحدّ إذا كان محرّماً .
ثالثاً : رفع النّيّة :
70 - وممّا يوجب الكفّارة عند المالكيّة ، ما لو تعمّد رفع النّيّة نهارًا ، كأن يقول وهو صائم : رفعت نيّة صومي ، أو يقول رفعت نيّتي .
وأولى من ذلك ، رفع النّيّة في اللّيل ، كأن يكون غير ناو للصّوم ، لأنّه رفعها في محلّها فلم تقع النّيّة في محلّها .
وكذلك تجب الكفّارة عند المالكيّة بالإصباح بنيّة الفطر ، ولو نوى الصّيام بعده ، على الأصحّ كما يقول ابن جزيّ .
أمّا إن علّق الفطر على شيء ، كأن يقول : إن وجدت طعاماً أكلت فلم يجده ، أو وجده ولم يفطر فلا قضاء عليه .
أمّا عند الحنابلة - وفي وجه عند الشّافعيّة - فإنّه يجب القضاء بترك النّيّة دون الكفّارة . وعند الحنفيّة ، وفي الوجه الآخر عند الشّافعيّة : لا يجب القضاء .
ما لا يفسد الصّوم :
أوّلاً : الأكل والشّرب في حال النّسيان :
71 - ذهب الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى أنّ الأكل والشّرب في حال النّسيان لا يفسد الصّوم فرضاً أو نفلاً ، خلافاً للمالكيّة ، كما تقدّم في ف /38.
ثانياً : الجماع في حال النّسيان :
72 - ذهب الحنفيّة والشّافعيّة في المذهب ، والحسن البصريّ ومجاهد وإسحاق وأبو ثور وابن المنذر إلى أنّ الجماع في حال النّسيان لا يفطّر قياساً على الأكل والشّرب ناسياً . وذهب المالكيّة في المشهور - وهو ظاهر مذهب الحنابلة - إلى أنّ من جامع ناسياً فسد صومه ، وعليه القضاء فقط عند المالكيّة ، والقضاء والكفّارة عند الحنابلة .
ثالثاً : دخول الغبار ونحوه حلق الصّائم :
73 - إذا دخل حلق الصّائم غبار أو ذباب أو دخان بنفسه ، بلا صنعه ، ولو كان الصّائم ذاكراً لصومه ، لم يفطر إجماعاً - كما قال ابن جزيّ - لعدم قدرته على الامتناع عنه ، ولا يمكن الاحتراز منه .
وكذلك إذا دخل الدّمع حلقه وكان قليلاً نحو القطرة أو القطرتين فإنّه لا يفسد صومه ، لأنّ التّحرّز منه غير ممكن .
وإن كان كثيراً حتّى وجد ملوحته في جميع فمه وابتلعه فسد صومه .
رابعاً : الادّهان :
74 - لو دهن الصّائم رأسه ، أو شاربه لا يضرّه ذلك ، وكذا لو اختضب بحنّاء ، فوجد الطّعم في حلقه لم يفسد صومه ، ولا يجب عليه القضاء ، إذ لا عبرة بما يكون من المسامّ ، وهذا قول الجمهور .
لكن صرّح الدّردير من المالكيّة ، بأنّ المعروف من المذهب وجوب القضاء .
خامساً : الاحتلام :
75 - إذا نام الصّائم فاحتلم لا يفسد صومه ، بل يتمّه إجماعاً ، إذا لم يفعل شيئاً يحرم عليه ويجب عليه الاغتسال .
وفي الحديث عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: » ثلاث لا يفطرن الصّائم : الحجامة والقيء والاحتلام « .
ومن أجنب ليلاً ، ثمّ أصبح صائماً ، فصومه صحيح ، ولا قضاء عليه عند الجمهور .
وقال الحنفيّة : وإن بقي جنباً كلّ اليوم ، وذلك لحديث : عائشة وأمّ سلمة رضي الله تعالى عنهما قالتا : » نشهد على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن كان ليصبح جنباً ، من غير احتلام ثمّ يغتسل ، ثمّ يصوم « .
قال الشّوكانيّ : وإليه ذهب الجمهور ، وجزم النّوويّ بأنّه استقرّ الإجماع على ذلك ، وقال ابن دقيق العيد : إنّه صار إجماعاً أو كالإجماع .
وقد أخرج الشّيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه صلى الله عليه وسلم قال : » من أصبح جنباً فلا صوم له « وحمل على النّسخ أو الإرشاد إلى الأفضل ، وهو : أنّه يستحبّ أن يغتسل قبل الفجر ، ليكون على طهارة من أوّل الصّوم .
سادساً : البلل في الفم :
76 - ممّا لا يفسد الصّوم البلل الّذي يبقى في الفم بعد المضمضة ، إذا ابتلعه الصّائم مع الرّيق ، بشرط أن يبصق بعد مجّ الماء ، لاختلاط الماء بالبصاق ، فلا يخرج بمجرّد المجّ ، ولا تشترط المبالغة في البصق ، لأنّ الباقي بعده مجرّد بلل ورطوبة ، لا يمكن التّحرّز عنه .
سابعاً : ابتلاع ما بين الأسنان :
77 - ابتلاع ما بين الأسنان ، إذا كان قليلاً ، لا يفسد ولا يفطر ، لأنّه تبع لريقه ، ولأنّه لا يمكن الاحتراز عنه ، بخلاف الكثير فإنّه لا يبقى بين الأسنان ، والاحتراز عنه ممكن . والقليل : هو ما دون الحمّصة ، ولو كان قدرها أفطر .
ومذهب زفر ، وهو قول للشّافعيّة : فساد الصّوم مطلقاً ، بابتلاع القليل والكثير ، لأنّ الفم له حكم الظّاهر ، ولهذا لا يفسد صومه بالمضمضة - كما قال المرغينانيّ - ولو أكل القليل من خارج فمه أفطر ، فكذا إذا أكل من فمه .
وللشّافعيّة قول آخر بعدم الإفطار به مطلقاً .
وشرط الشّافعيّة والحنابلة ، لعدم الإفطار بابتلاع ما بين الأسنان شرطين :
أوّلهما : أن لا يقصد ابتلاعه .
والآخر : أن يعجز عن تمييزه ومجّه ، لأنّه معذور فيه غير مفرّط ، فإن قدر عليهما أفطر ، ولو كان دون الحمّصة ، لأنّه لا مشقّة في لفظه ، والتّحرّز عنه ممكن .
ومذهب المالكيّة : عدم الإفطار بما سبق إلى جوفه من بين أسنانه ، ولو عمداً ، لأنّه أخذه في وقت يجوز له أخذه فيه - كما يقول الدّسوقيّ - وقيل : لا يفطر ، إلاّ إن تعمّد بلعه فيفطر ، أمّا لو سبق إلى جوفه فلا يفطر .
ثامناً : دم اللّثة والبصاق :
78 - لو دميت لثته ، فدخل ريقه حلقه مخلوطاً بالدّم ، ولم يصل إلى جوفه ، لا يفطر عند الحنفيّة ، وإن كان الدّم غالباً على الرّيق ، لأنّه لا يمكن الاحتراز منه ، فصار بمنزلة ما بين أسنانه أو ما يبقى من أثر المضمضة ، أمّا لو وصل إلى جوفه ، فإن غلب الدّم فسد صومه، وعليه القضاء ولا كفّارة ، وإن غلب البصاق فلا شيء عليه ، وإن تساويا ، فالقياس أن لا يفسد وفي الاستحسان يفسد احتياطاً .
ولو خرج البصاق على شفتيه ثمّ ابتلعه ، فسد صومه ، وفي الخانيّة : ترطّبت شفتاه ببزاقه، عند الكلام ونحوه ، فابتلعه ، لا يفسد صومه ، وهذا ما ذهب إليه الحنفيّة .
ومذهب الشّافعيّة والحنابلة : الإفطار بابتلاع الرّيق المختلط بالدّم ، لتغيّر الرّيق ، والدّم نجس لا يجوز ابتلاعه وإذا لم يتحقّق أنّه بلع شيئاً نجساً لا يفطر ، إذ لا فطر ببلع ريقه الّذي لم تخالطه النّجاسة .
تاسعاً : ابتلاع النّخامة :
79 - النّخامة هي : النّخاعة ، وهي ما يخرجه الإنسان من حلقه ، من مخرج الخاء المعجمة .
قال الفيّوميّ : هكذا قيّده ابن الأثير ، وهكذا قال المطرّزيّ ، وزاد : ما يخرج من الخيشوم عند التّنحنح .
ومذهب الحنفيّة ، والمعتمد عند المالكيّة : أنّ النّخامة سواء أكانت مخاطاً نازلاً من الرّأس ، أم بلغماً صاعداً من الباطن ، بالسّعال أو التّنحنح - ما لم يفحش البلغم - لا يفطر مطلقاً . وفي نصوص المالكيّة : إنّ البلغم لا يفطر مطلقاً ، ولو وصل إلى طرف اللّسان ، لمشقّته ، خلافاً لخليل ، الّذي رأى الفساد ، فيما إذا أمكن طرحه ، بأن جاوز الحلق ، ثمّ أرجعه وابتلعه ، وأنّ عليه القضاء .
وفي رواية عن أحمد أنّ ابتلاع النّخامة لا يفطر ، لأنّه معتاد في الفم غير واصل من خارج، فأشبه الرّيق .
وعند الشّافعيّة هذا التّفصيل :
إن اقتلع النّخامة من الباطن ، ولفظها فلا بأس بذلك في الأصحّ ، لأنّ الحاجة إليه ممّا يتكرّر، وفي قول : يفطر بها كالاستقاءة .
ولو صعدت بنفسها ، أو بسعاله ، ولفظها لم يفطر جزماً .
ولو ابتلعها بعد وصولها إلى ظاهر الفم ، أفطر جزماً .
وإذا حصلت في ظاهر الفم ، يجب قطع مجراها إلى الحلق ، ومجّها ، فإن تركها مع القدرة على ذلك ، فوصلت إلى الجوف ، أفطر في الأصحّ ، لتقصيره ، وفي قول : لا يفطر ، لأنّه لم يفعل شيئاً ، وإنّما أمسك عن الفعل .
ولو ابتلعها بعد وصولها إلى ظاهر الفم ، أفطر جزماً .
ونصّ الحنابلة على أنّه يحرم على الصّائم بلع نخامة ، إذا حصلت في فمه ، ويفطر بها إذا بلعها ، سواء أكانت في جوفه أم صدره ، بعد أن تصل إلى فمه ، لأنّها من غير الفم ، فأشبه القيء ، ولأنّه أمكن التّحرّز منها فأشبه الدّم .
من أجل هذا الخلاف ، نبّه ابن الشّحنة على أنّه ينبغي إلقاء النّخامة ، حتّى لا يفسد صومه على قول الإمام الشّافعيّ ، وليكون صومه صحيحاً بالاتّفاق لقدرته على مجّها .
عاشراً : القيء :
80 - يفرّق بين ما إذا خرج القيء بنفسه ، وبين الاستقاءة .
وعبّر الفقهاء عن الأوّل ، بما : إذا ذرعه القيء ، أي غلب القيء الصّائم .
فإذا غلب القيء ، فلا خلاف بين الفقهاء في عدم الإفطار به ، قلّ القيء أم كثر ، بأن ملأ الفم ، وهذا لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: » من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ، ومن استقاء عمداً فليقض « .
أمّا لو عاد القيء بنفسه ، في هذه الحال ، بغير صنع الصّائم ، ولو كان ملء الفم ، مع تذكّر الصّائم للصّوم ، فلا يفسد صومه ، عند محمّد - من الحنفيّة - وهو الصّحيح عندهم ، لعدم وجود الصّنع منه ، ولأنّه لم توجد صورة الفطر ، وهي الابتلاع ، وكذا معناه ، لأنّه لا يتغذّى به عادةً ، بل النّفس تعافه .
وعند أبي يوسف : يفسد صومه ، لأنّه خارج ، حتّى انتقضت به الطّهارة ، وقد دخل .
وإن أعاده ، أو عاد قدر حمّصة منه فأكثر ، فسد صومه باتّفاق الحنفيّة ، لوجود الإدخال بعد الخروج ، فتتحقّق صورة الفطر ولا كفّارة فيه .
وإن كان أقلّ من ملء الفم ، فعاد ، لم يفسد صومه ، لأنّه غير خارج ، ولا صنع له في الإدخال .
وإن أعاده فكذلك عند أبي يوسف لعدم الخروج ، وعند محمّد يفسد صومه ، لوجود الصّنع منه في الإدخال .
ومذهب المالكيّة : أنّ المفطر في القيء هو رجوعه ، سواء أكان القيء لعلّة أو امتلاء معدة، قلّ أو كثر ، تغيّر أو لا ، رجع عمداً أو سهواً ، فإنّه مفطر وعليه القضاء .
ومذهب الحنابلة : أنّه لو عاد القيء بنفسه ، لا يفطر لأنّه كالمكره ، ولو أعاده أفطر ، كما لو أعاد بعد انفصاله عن الفم .
81 - أمّا الاستقاءة ، وهي : استخراج ما في الجوف عمداً ، أو هي : تكلّف القيء فإنّها مفسدة للصّوم موجبة للقضاء عند جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة - مع اختلافهم في الكفّارة .
وروي عند الحنابلة ، أنّه لا يفطر بالاستقاءة إلاّ بملء الفم ، قال ابن عقيل : ولا وجه لهذه الرّواية عندي .

شاب مصري
08-10-2005, 11:46 PM
حادي عشر : طلوع الفجر في حالة الأكل أو الجماع :
82 - اتّفق الفقهاء على أنّه إذا طلع الفجر وفي فيه طعام أو شراب فليلفظه ، ويصحّ صومه . فإن ابتلعه أفطر ، وكذا الحكم عند الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة فيمن أكل أو شرب ناسياً ثمّ تذكّر الصّوم ، صحّ صومه إن بادر إلى لفظه . وإن سبق شيء إلى جوفه بغير اختياره ، فلا يفطر عند الحنابلة ، وهو الصّحيح عند الشّافعيّة .
وأمّا المالكيّة فقالوا : إذا وصل شيء من ذلك إلى جوفه - ولو غلبه - أفطر .
وإذا نزع ، وقطع الجماع عند طلوع الفجر في الحال فمذهب الحنفيّة والشّافعيّة - وأحد قولين للمالكيّة - لا يفسد صومه ، وقيّده القليوبيّ بأن لا يقصد اللّذّة بالنّزع ، وإلاّ بطل صومه ، حتّى لو أمنى بعد النّزع ، لا شيء عليه ، وصومه صحيح ، لأنّه كالاحتلام ، كما يقول الحنفيّة ، ولتولّده من مباشرة مباحة ، كما يقول الشّافعيّة .
ومشهور مذهب المالكيّة : أنّه لو نزع عند طلوع الفجر ، وأمنى حال الطّلوع - لا قبله ولا بعده - فلا قضاء ، لأنّ الّذي بعده من النّهار والّذي قبله من اللّيل ، والنّزع ليس وطئاً . والقول الآخر للمالكيّة هو وجوب القضاء .
وسبب هذا الاختلاف عند المالكيّة هو أنّه : هل يعدّ النّزع جماعاً ، أو لا يعدّ جماعاً ؟
ولهذا قالوا : من طلع عليه الفجر - وهو يجامع - فعليه القضاء ، وقيل : والكفّارة . ومذهب الحنابلة : أنّ النّزع جماع ، فمن طلع عليه الفجر وهو مجامع فنزع في الحال ، مع أوّل طلوع الفجر ، فعليه القضاء والكفّارة ، لأنّه يلتذّ بالنّزع ، كما يلتذّ بالإيلاج ، كما لو استدام بعد طلوع الفجر .
ولو مكث بعد طلوع الفجر مجامعاً ، بطل صومه ، ولو لم يعلم بطلوعه .
وفي وجوب الكفّارة في المكث والبقاء ، في هذه الحال ، خلاف : فظاهر الرّواية ، في مذهب الحنفيّة ، والمذهب عند الشّافعيّة عدم وجوب الكفّارة ، لأنّها تجب بإفساد الصّوم ، والصّوم منتف حال الجماع فاستحال إفساده ، فلم تجب الكفّارة .
أو كما قال النّوويّ : لأنّ مكثه مسبوق ببطلان الصّوم .
وروي عن أبي يوسف وجوب الكفّارة .
مكروهات الصّوم :
83 - يكره للصّائم بوجه عامّ - مع الخلاف - ما يلي :
أ - ذوق شيء بلا عذر ، لما فيه من تعريض الصّوم للفساد ، ولو كان الصّوم نفلاً ، على المذهب عند الحنفيّة ، لأنّه يحرم إبطال النّفل بعد الشّروع فيه ، وظاهر إطلاق الكراهة يفيد أنّها تحريميّة .
ومن العذر مضغ الطّعام للولد ، إذا لم تجد الأمّ منه بدّاً ، فلا بأس به ، ويكره إذا كان لها منه بدّ .
وليس من العذر ، ذوق اللّبن والعسل لمعرفة الجيّد منه والرّديء عند الشّراء ، فيكره ذلك . وكذا ذوق الطّعام ، لينظر اعتداله ، ولو كان لصانع الطّعام .
لكن نقل عن الإمام أحمد قوله : أحبّ إليّ أن يجتنب ذوق الطّعام ، فإن فعل فلا بأس به ، بل قال بعض الحنابلة : إنّ المنصوص عنه : أنّه لا بأس به لحاجة ومصلحة ، واختاره ابن عقيل وغيره وإلاّ كره .
وإن وجد طعم المذوق في حلقه أفطر .
ب - ويكره مضغ العلك ، الّذي لا يتحلّل منه أجزاءً ، فلا يصل منه شيء إلى الجوف . ووجه الكراهة : اتّهامه بالفطر ، سواء أكان رجلاً أم امرأةً ، قال عليّ رضي الله تعالى عنه: إيّاك وما يسبق إلى العقول إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره .
أمّا ما يتحلّل منه أجزاء ، فيحرم مضغه ، ولو لم يبتلع ريقه ، إقامةً للمظنّة مقام المئنّة ، فإن تفتّت فوصل شيء منه إلى جوفه عمداً أفطر ، وإن شكّ في الوصول لم يفطر .
ج - تكره القبلة إن لم يأمن على نفسه وقوع مفسد من الإنزال أو الجماع .
وللتّفصيل ينظر مصطلح : ( تقبيل ف /17 ) .
د - ويرى جمهور الفقهاء أنّ المباشرة والمعانقة ودواعي الوطء - كاللّمس وتكرار النّظر- حكمها حكم القبلة فيما تقدّم .
وخصّ الحنفيّة المباشرة الفاحشة ، بالكراهة التّحريميّة ، وهي - عندهم - أن يتعانقا ، وهما متجرّدان ، ويمسّ فرجه فرجها . ونصّوا على أنّ الصّحيح أنّها تكره ، وإن أمن على نفسه الإنزال والجماع .
ونقل الطّحاويّ وابن عابدين عدم الخلاف في كراهتها ، وكذلك القبلة الفاحشة ، وهي : أن يمصّ شفتها ، فيكره على الإطلاق .
هـ - الحجامة ، وهي أيضاً ممّا يكره للصّائم - في الجملة - وهي استخراج الدّم المحقن من الجسم ، مصّاً أو شرطاً .
ومذهب الجمهور أنّها لا تفطّر الحاجم ولا المحجوم ، ولكنّهم كرهوها بوجه عامّ .
وقال الحنفيّة : لا بأس بها ، إن أمن الصّائم على نفسه الضّعف ، أمّا إذا خاف الضّعف ، فإنّها تكره ، وشرط شيخ الإسلام الكراهة ، إذا كانت تورث ضعفاً يحتاج معه إلى الفطر . وقال المالكيّة : إنّ المريض والصّحيح ، إذا علمت سلامتهما بالحجامة أو ظنّت ، جازت الحجامة لهما ، وإن علم أو ظنّ عدم السّلامة لهما حرّمت لهما ، وفي حالة الشّكّ تكره للمريض ، وتجوز للصّحيح .
قالوا : إنّ محلّ المنع إذا لم يخش بتأخيرها عليل هلاكاً أو شديد أذىً ، وإلاّ وجب فعلها وإن أدّت للفطر ، ولا كفّارة عليه .
وقال الشّافعيّة : يستحبّ الاحتراز من الحجامة ، من الحاجم والمحجوم ، لأنّها تضعفه .
قال الشّافعيّ في الأمّ : لو ترك رجل الحجامة صائماً للتّوقّي ، كان أحبّ إليّ ، ولو احتجم لم أره يفطره .
ونقل النّوويّ عن الخطّابيّ ، أنّ المحجوم قد يضعف فتلحقه مشقّة ، فيعجز عن الصّوم فيفطر بسببها ، والحاجم قد يصل إلى جوفه شيء من الدّم .
ودليل عدم الإفطار بالحجامة ، حديث : ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ، واحتجم وهو صائم « .
ودليل كراهة الحجامة حديث ثابت البنانيّ أنّه قال لأنس بن مالك : » أكنتم تكرهون الحجامة للصّائم على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، إلاّ من أجل الضّعف « .
وقالوا أيضاً : إنّه دم خارج من البدن ، فأشبه الفصد .
ومذهب الحنابلة أنّ الحجامة يفطر بها الحاجم والمحجوم ، لحديث رافع بن خديج رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » أفطر الحاجم والمحجوم « .
قال المرداويّ : ولا نعلم أحداً من الأصحاب ، فرّق - في الفطر وعدمه - بين الحاجم والمحجوم .
قال الشّوكانيّ : يجمع بين الأحاديث ، بأنّ الحجامة مكروهة في حقّ من كان يضعف بها ، وتزداد الكراهة إذا كان الضّعف يبلغ إلى حدّ يكون سبباً للإفطار ، ولا تكره في حقّ من كان لا يضعف بها ، وعلى كلّ حال تجنّب الحجامة للصّائم أولى .
أمّا الفصد ، فقد نصّ الحنفيّة على كراهته ، كالحجامة ، وكراهة كلّ عمل شاقّ ، وكلّ ما يظنّ أنّه يضعف عن الصّوم ، وكذلك صرّح المالكيّة والشّافعيّة بأنّ الفصادة كالحجامة .
غير أنّ الحنابلة الّذين قالوا ، بالفطر في الحجامة ، قالوا : لا فطر بفصد وشرط ، ولا بإخراج دمه برعاف ، لأنّه لا نصّ فيه ، والقياس لا يقتضيه .
وفي قول لهم - اختاره الشّيخ تقيّ الدّين - إفطار المفصود دون الفاصد ، كما اختار إفطار الصّائم ، بإخراج دمه ، برعاف وغيره .
و - وتكره المبالغة في المضمضة والاستنشاق في الصّوم .
ففي المضمضة : بإيصال الماء إلى رأس الحلق ، وفي الاستنشاق : بإيصاله إلى فوق المارن .
وذلك لحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له : » بالغ في الاستنشاق إلاّ أن تكون صائماً « ، وذلك خشية فساد صومه .
ومن المكروهات الّتي عدّدها المالكيّة : فضول القول والعمل ، وإدخال كلّ رطب له طعم - في فمه - وإن مجّه ، والإكثار من النّوم في النّهار .
وللحنفيّة تفصيل في الاستقاءة :
أ - فإن كانت عمداً ، والصّائم متذكّر لصومه ، غير ناس ، والقيء ملء فمه ، فعليه القضاء للحديث المذكور ، والقياس متروك به ، ولا كفّارة فيه لعدم صورة الفطر .
ب - وإن كان أقلّ من ملء الفم ، فكذلك عند محمّد ، يفسد صومه ، لإطلاق الحديث ، وهو ظاهر الرّواية .
وعند أبي يوسف لا يفسد ، لعدم الخروج حكماً ، قالوا : وهو الصّحيح ، ثمّ إن عاد بنفسه لم يفسد عنده ، لعدم سبق الخروج ، وإن أعاده فعنه : أنّه لا يفسد لعدم الخروج ، وهي أصحّ الرّوايتين عنه .
ونصّ الحنفيّة على أنّ هذا كلّه إذا كان القيء طعاماً ، أو مرّةً فإن كان الخارج بلغماً ، فغير مفسد للصّوم ، عند أبي حنيفة ومحمّد ، خلافاً لأبي يوسف

شاب مصري
08-10-2005, 11:49 PM
ما لا يكره في الصّوم :
84 - لا يكره للصّائم - في الجملة - ما يلي ، مع الخلاف في بعضها :
أ - الاكتحال غير مكروه عند الحنفيّة والشّافعيّة ، بل أجازوه ، ونصّوا على أنّه لا يفطر به الصّائم ولو وجد طعمه في حلقه ، قال النّوويّ : لأنّ العين ليست بجوف ، ولا منفذ منها إلى الحلق .
واحتجّوا بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » اكتحل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو صائم « ، وحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : » جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكت عيني ، أفأكتحل وأنا صائم ؟ قال : نعم « .
وتردّد المالكيّة في الاكتحال ، فقالوا : إن كان لا يتحلّل منه شيء لم يفطر ، وإن تحلّل منه شيء أفطر . وقال أبو مصعب : لا يفطر . ومنعه ابن القاسم مطلقاً .
وقال أبو الحسن : إن تحقّق أنّه يصل إلى حلقه ، لم يكن له أن يفعله ، وإن شكّ كره ، ولْيَتَمَادَ - أي يستمرّ في صومه - وعليه القضاء ، فإن علم أنّه لا يصل ، فلا شيء عليه . وقال مالك في المدوّنة : إذا دخل حلقه ، وعلم أنّه قد وصل الكحل إلى حلقه ، فعليه القضاء ولا كفّارة عليه . وإن تحقّق عدم وصوله للحلق لا شيء عليه ، كاكتحاله ليلاً وهبوطه نهاراً للحلق ، لا شيء عليه في شيء من ذلك .
وهذا أيضاً مذهب الحنابلة ، فقد قالوا : إذا اكتحل بما يصل إلى حلقه ويتحقّق الوصول إليه فسد صومه ، وهذا الصّحيح من المذهب .
واستدلّوا بأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » أمر بالإثمد المروّح عند النّوم ، وقال : ليتّقه الصّائم « ولأنّ العين منفذ ، لكنّه غير معتاد ، وكالواصل من الأنف .
واختار الشّيخ تقيّ الدّين أنّه لا يفطر بذلك .
ب - التّقطير في العين ، ودهن الأجفان ، أو وضع دواء مع الدّهن في العين لا يفسد الصّوم، لأنّه لا ينافيه وإن وجد طعمه في حلقه ، وهو الأصحّ عند الحنفيّة ، والظّاهر من كلام الشّافعيّة أنّهم يوافقون الحنفيّة .
وذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنّ التّقطير في العين مفسد للصّوم إذا وصل إلى الحلق ، لأنّ العين منفذ وإن لم يكن معتاداً .
ج - دهن الشّارب ونحوه ، كالرّأس والبطن ، لا يفطر بذلك عند الحنفيّة والشّافعيّة ، ولو وصل إلى جوفه بشرب المسامّ ، لأنّه لم يصل من منفذ مفتوح ، ولأنّه ليس فيه شيء ينافي الصّوم ، ولأنّه - كما يقول المرغينانيّ - : نوع ارتفاق ، وليس من محظورات الصّوم . لكن المالكيّة قالوا : من دهن رأسه نهاراً ، ووجد طعمه في حلقه ، أو وضع حنّاء في رأسه نهاراً ، فاستطعمها في حلقه ، فالمعروف في المذهب وجوب القضاء وإن قال الدّردير : لا قضاء عليه ، والقاعدة عندهم : وصول مائع للحلق ، ولو كان من غير الفم ، مع أنّهم قالوا: لا قضاء في دهن جائفة ، وهي : الجرح النّافذ للجوف ، لأنّه لا يدخل مدخل الطّعام .
د - الاستياك ، لا يرى الفقهاء بالاستياك بالعود اليابس أوّل النّهار بأساً ، ولا يكره عند الحنفيّة والمالكيّة بعد الزّوال ، وهو وجه عند الشّافعيّة في النّفل ، ليكون أبعد من الرّياء ، ورواية عند الحنابلة آخر النّهار . بل صرّح الأوّلون بسنّيّته آخر النّهار وأوّله ، وذلك لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » من خير خصال الصّائم السّواك « .
ولقول عامر بن ربيعة رضي الله تعالى عنه : » رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي ، يتسوّك وهو صائم « .
وقد أطلقت هذه الأحاديث السّواك ، فيسنّ ولو كان رطباً ، أو مبلولاً بالماء ، خلافاً لأبي يوسف في رواية كراهة الرّطب ، ولأحمد في رواية كراهة المبلول بالماء ، لاحتمال أن يتحلّل منه أجزاء إلى حلقه ، فيفطّره ، وروي عن أحمد أنّه لا يكره .
وشرط المالكيّة لجوازه أن لا يتحلّل منه شيء ، فإن تحلّل منه شيء كره ، وإن وصل إلى الحلق أفطر .
وذهب الشّافعيّة إلى سنّيّة ترك السّواك بعد الزّوال ، وإذا استاك فلا فرق بين الرّطب واليابس ، بشرط أن يحترز عن ابتلاع شيء منه أو من رطوبته .
واستحبّ أحمد ترك السّواك بالعشيّ ، وقال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » خلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه من ريح المسك الأذفر « لتلك الرّائحة لا يعجبني للصّائم أن يستاك بالعشيّ .
وعنه روايتان في الاستياك بالعود الرّطب :
إحداهما : الكراهة - كما تقدّم - والأخرى : أنّه لا يكره ، قال ابن قدامة : ولم ير أهل العلم بالسّواك أوّل النّهار بأساً ، إذا كان العود يابساً .
هـ - المضمضة والاستنشاق في غير الوضوء والغسل لا يكره ذلك ولا يفطر .
وقيّده المالكيّة بما إذا كان لعطش ونحوه ، وكرهوه لغير موجب ، لأنّ فيه تغريراً ومخاطرةً، وذلك لاحتمال سبق شيء من الماء إلى الحلق ، فيفسد الصّوم حينئذ .
وفي الحديث عن عمر رضي الله تعالى عنه : » أنّه سأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن القبلة للصّائم ؟ فقال : أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم ؟ قلت : لا بأس ، قال : فمه « .
ولأنّ الفم في حكم الظّاهر ، لا يبطل الصّوم بالواصل إليه كالأنف والعين .
ومع ذلك ، فقد قال ابن قدامة : إنّ المضمضة ، إن كانت لحاجة كغسل فمه عند الحاجة إليه ونحوه ، فحكمه حكم المضمضة للطّهارة ، وإن كان عابثاً ، أو مضمض من أجل العطش كره .
ولا بأس أن يصبّ الماء على رأسه من الحرّ والعطش ، لما روي عن بعض أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : » لقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالعرج ، يصبّ الماء على رأسه وهو صائم ، من العطش ، أو من الحرّ « .
وكذا التّلفّف بثوب مبتلّ للتّبرّد ودفع الحرّ على المفتى به - عند الحنفيّة - لهذا الحديث ، ولأنّ بهذه عوناً له على العبادة ، ودفعاً للضّجر والضّيق .
وكرهها أبو حنيفة ، لما فيها من إظهار الضّجر في إقامة العبادة .
و - اغتسال الصّائم ، فلا يكره ، ولا بأس به حتّى للتّبرّد ، عند الحنفيّة وذلك لما روي عن عائشة وأمّ سلمة رضي الله تعالى عنهما قالتا : » نشهد على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن كان ليصبح جنباً ، من غير احتلام ، ثمّ يغتسل ثمّ يصوم « .
وعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه دخل الحمّام وهو صائم هو وأصحاب له في شهر رمضان .
وأمّا الغوص في الماء ، إذا لم يخف أن يدخل في مسامعه ، فلا بأس به ، وكرهه بعض الفقهاء حال الإسراف والتّجاوز أو العبث ، خوف فساد الصّوم .

الآثار المترتّبة على الإفطار :
85 - حصر الفقهاء الآثار المترتّبة على الإفطار في أمور ، منها : القضاء ، والكفّارة الكبرى ، والكفّارة الصّغرى - وهذه هي الفدية - والإمساك بقيّة النّهار ، وقطع التّتابع ، والعقوبة .
أوّلاً : القضاء :
86 - من أفطر أيّاماً من رمضان - كالمريض والمسافر - قضى بعدّة ما فاته ، لأنّ القضاء يجب أن يكون بعدّة ما فاته ، لقوله تعالى : { وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
ومن فاته صوم رمضان كلّه ، قضى الشّهر كلّه ، سواء ابتدأه من أوّل الشّهر أو من أثنائه ، كأعداد الصّلوات الفائتة .
قال الأبيّ : القضاء لما فات من رمضان بالعدد : فمن أفطر رمضان كلّه ، وكان ثلاثين ، وقضاه في شهر بالهلال ، وكان تسعةً وعشرين يوماً ، صام يوماً آخر . وإن فاته صوم رمضان وهو تسعة وعشرون يوماً ، وقضاه في شهر - وكان ثلاثين يوماً - فلا يلزمه صوم اليوم الأخير ، لقوله تعالى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
وقال ابن وهب : إن صام بالهلال ، كفاه ما صامه ، ولو كان تسعةً وعشرين ، ورمضان ثلاثين .
وكذا قال القاضي من الحنابلة : إن قضى شهراً هلاليّاً أجزأه ، سواء كان تامّاً أو ناقصاً وإن لم يقض شهراً ، صام ثلاثين يوماً . وهو ظاهر كلام الخرقيّ .
قال المجد : وهو ظاهر كلام الإمام أحمد وقال : هو أشهر .
ويجوز أن يقضي يوم شتاء عن يوم صيف ، ويجوز عكسه ، بأن يقضي يوم صيف عن يوم شتاء ، وهذا لعموم الآية المذكورة وإطلاقها .
وقضاء رمضان يكون على التّراخي . لكن الجمهور قيّدوه بما إذا لم يفت وقت قضائه ، بأن يهلّ رمضان آخر ، لقول عائشة رضي الله تعالى عنها : » كان يكون عليّ الصّوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلاّ في شعبان ، لمكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم « . كما لا يؤخّر الصّلاة الأولى إلى الثّانية .
ولا يجوز عند الجمهور تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر ، من غير عذر يأثم به ، لحديث عائشة هذا ، فإن أخّر فعليه الفدية : إطعام مسكين لكلّ يوم ، لما روي عن ابن عبّاس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالوا فيمن عليه صوم فلم يصمه حتّى أدركه رمضان آخر : عليه القضاء وإطعام مسكين لكلّ يوم ، وهذه الفدية للتّأخير ، أمّا فدية المرضع ونحوها فلفضيلة الوقت ، وفدية الهرم لأصل الصّوم ، ويجوز الإطعام قبل القضاء ومعه وبعده .
ومذهب الحنفيّة ، وهو وجه محتمل عند الحنابلة : إطلاق التّراخي بلا قيد ، فلو جاء رمضان آخر ، ولم يقض الفائت ، قدّم صوم الأداء على القضاء ، حتّى لو نوى الصّوم عن القضاء لم يقع إلاّ عن الأداء ، ولا فدية عليه بالتّأخير إليه ، لإطلاق النّصّ ، وظاهر قوله تعالى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } .
وعند غير الحنفيّة يحرم التّطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان ، ولا يصحّ تطوّعه بالصّوم قبل قضاء ما عليه من رمضان ، بل يبدأ بالفرض حتّى يقضيه ، وإن كان عليه نذر صامه بعد الفرض ، لأنّ الصّوم عبادة متكرّرة ، فلم يجز تأخير الأولى عن الثّانية ، كالصّلوات المفروضة .

شاب مصري
08-10-2005, 11:50 PM
مسائل تتعلّق بالقضاء :
الأولى :
87 - إن أخّر قضاء رمضان - وكذا النّذر والكفّارة - لعذر ، بأن استمرّ مرضه أو سفره المباح إلى موته ، ولم يتمكّن من القضاء ، فلا شيء عليه ، ولا تدارك للغائب بالفدية ولا بالقضاء ، لعدم تقصيره ، ولا إثم به ، لأنّه فرض لم يتمكّن منه إلى الموت ، فسقط حكمه ، كالحجّ ، ولأنّه يجوز تأخير رمضان بهذا العذر أداءً ، فتأخير القضاء أولى ، كما يقول النّوويّ .
وسواء استمرّ العذر إلى الموت ، أم حصل الموت في رمضان ، ولو بعد زوال العذر كما قال الشّربينيّ الخطيب .
وقال أبو الخطّاب : يحتمل أن يجب الصّوم عنه أو التّكفير
الثّانية :
88 - لو أفطر بعذر واتّصل العذر بالموت فقد اتّفق الفقهاء على أنّه لا يصام عنه ولا كفّارة فيه ، لأنّه فرض لم يتمكّن من فعله إلى الموت فسقط حكمه ، كالحجّ .
أمّا إذا زال العذر وتمكّن من القضاء ، ولم يقض حتّى مات ففيه تفصيل :
فذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة في المذهب ، وهو الأصحّ والجديد عند الشّافعيّة - إلى أنّه لا يصام عنه ، لأنّ الصّوم واجب بأصل الشّرع لا يقضى عنه ، لأنّه لا تدخله النّيابة في الحياة فكذلك بعد الممات كالصّلاة .
وذهب الشّافعيّة في القديم ، وهو المختار عند النّوويّ ، وهو قول أبي الخطّاب من الحنابلة إلى أنّه يجوز لوليّه أن يصوم عنه ، زاد الشّافعيّة : ويصحّ ذلك ، ويجزئه عن الإطعام ، وتبرأ به ذمّة الميّت ولا يلزم الوليّ الصّوم بل هو إلى خيرته ، لحديث عائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » من مات وعليه صيام صام عنه وليّه « .
أمّا في وجوب الفدية فقد اختلفوا فيه على النّحو التّالي :
قال الحنفيّة : لو أخّر قضاء رمضان بغير عذر ، ثمّ مات قبل رمضان آخر أو بعده ، ولم يقض لزمه الإيصاء بكفّارة ما أفطره بقدر الإقامة من السّفر والصّحّة من المرض وزوال العذر ، ولا يجب الإيصاء بكفّارة ما أفطره على من مات قبل زوال العذر .
وذهب الشّافعيّة - في الجديد - إلى أنّه يجب في تركته لكلّ يوم مدّ من طعام .
وذهب الحنابلة في المذهب إلى الإطعام عنه لكلّ يوم مسكيناً .
والظّاهر من مذهب المالكيّة : وجوب مدّ عن كلّ يوم أفطره إذا فرّط ، بأن كان صحيحاً مقيماً خالياً من الأعذار .
ثانياً : الكفّارة الكبرى :
89 - ثبتت الكفّارة الكبرى بالنّصّ في حديث الأعرابيّ الّذي واقع زوجته في نهار رمضان . ولا خلاف بين الفقهاء في وجوبها بإفساد الصّوم بالوقاع في الجملة ، وإنّما الخلاف في وجوبها بإفساده بالطّعام والشّراب : فتجب - في الجملة أيضاً - بإفساد صوم رمضان خاصّةً ، طائعاً متعمّداً غير مضطرّ ، قاصداً انتهاك حرمة الصّوم ، من غير سبب مبيح للفطر .
وقال الحنفيّة : إنّما يكفّر إذا نوى الصّيام ليلاً ، ولم يكن مكرهاً ، ولم يطرأ مسقط ، كمرض وحيض .
فلا كفّارة في الإفطار في غير رمضان ، ولا كفّارة على النّاسي والمكره - عند الجمهور - ولا على النّفساء والحائض والمجنون ، ولا على المريض والمسافر ، ولا على المرهق بالجوع والعطش ، ولا على الحامل ، لعذرهم .
ولا على المرتدّ ، لأنّه هتك حرمة الإسلام ، لا حرمة الصّيام خصوصاً .
فتجب بالجماع عمداً، لا ناسياً - خلافاً لأحمد وابن الماجشون من المالكيّة - وتجب بالأكل والشّرب عمداً ، خلافاً للشّافعيّ وأحمد ، وتقدّمت موجبات أخرى مختلف فيها ، كالإصباح بنيّة الفطر ، ورفض النّيّة نهاراً والاستقاء العامد ، وابتلاع ما لا يغذّي عمداً .
أمّا خصال الكفّارة فهي : العتق والصّيام والإطعام ، وهذا بالاتّفاق بين الفقهاء ، لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : » بينما نحن جلوس عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل ، فقال : يا رسول اللّه ، هلكت ، قال : ما لك ؟ قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبةً تعتقها ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : فهل تجد إطعام ستّين مسكيناً ؟ قال : لا ، قال : فمكث النّبيّ صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك ، أتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيها تمر ، قال : أين السّائل ؟ فقال : أنا ، قال : خذ هذا فتصدّق به ، فقال الرّجل : على أفقر منّي يا رسول اللّه ، فواللّه ما بين لابتيها - يريد الحرّتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى بدت أنيابه ، ثمّ قال : أطعمه أهلك « .
قال ابن تيميّة الجدّ في تعليقه على هذا الحديث : وفيه دلالة قويّة على التّرتيب .
قالوا : فكفّارته ككفّارة الظّهار ، لكنّها ثابتة بالكتاب ، وأمّا هذه فبالسّنّة .
وقال الشّوكانيّ : ظاهر الحديث أنّ الكفّارة بالخصال الثّلاث على التّرتيب .
قال ابن العربيّ : لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نقله من أمر بعد عدمه إلى أمر آخر ، وليس هذا شأن التّخيير .
وقال البيضاويّ : إنّ ترتيب الثّاني على الأوّل ، والثّالث على الثّاني ، بالفاء يدلّ على عدم التّخيير ، مع كونها في معرض البيان وجواب السّؤال ، فنزل منزلة الشّرط وإلى القول بالتّرتيب ذهب الجمهور . وأنّها ككفّارة الظّهار : فيعتق أوّلاً ، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع أطعم ستّين مسكيناً ، لهذا الحديث .
ثالثاً : الكفّارة الصّغرى :
90 - الكفّارة الصّغرى : هي الفدية ، وتقدّم أنّها مدّ من طعام لمسكين إذا كان من البرّ ، أو نصف صاع إذا كان من غيره ، وذلك عن كلّ يوم ، وهي عند الحنفيّة كالفطرة قدراً ، وتكفي فيها الإباحة ، ولا يشترط التّمليك هنا ، بخلاف الفطرة .
وتجب على من أخّر قضاء رمضان حتّى دخل رمضان آخر ، وعلى الحامل والمرضع والشّيخ الهرم .
وينظر التّفصيل في مصطلح : ( فدية ) .
رابعاً : الإمساك لحرمة شهر رمضان :
91 - من لوازم الإفطار في رمضان : الإمساك لحرمة الشّهر ، قال النّوويّ : وهو من خواصّ رمضان ، كالكفّارة ، فلا إمساك على متعدّ بالفطر ، وفي نذر أو قضاء وفيه خلاف وتفصيل وتفريع في المذاهب الفقهيّة :
فالحنفيّة وضعوا أصلين لهذا الإمساك :
أوّلهما : أنّ كلّ من صار في آخر النّهار بصفة ، لو كان في أوّل النّهار عليها للزمه الصّوم، فعليه الإمساك .
ثانيهما : كلّ من وجب عليه الصّوم ، لوجود سبب الوجوب والأهليّة ، ثمّ تعذّر عليه المضيّ، بأن أفطر متعمّداً ، أو أصبح يوم الشّكّ مفطراً ، ثمّ تبيّن أنّه من رمضان ، أو تسحّر على ظنّ أنّ الفجر لم يطلع ، ثمّ تبيّن طلوعه ، فإنّه يجب عليه الإمساك تشبّهاً على الأصحّ ، لأنّ الفطر قبيح ، وترك القبيح واجب شرعاً ، وقيل : يستحبّ .
وأجمع الحنفيّة على أنّه لا يجب على الحائض والنّفساء والمريض والمسافر هذا الإمساك . وأجمعوا على وجوبه على من أفطر عمداً ، أو خطأً ، أو أفطر يوم الشّكّ ثمّ تبيّن أنّه من رمضان ، وكذا على مسافر أقام ، وحائض ونفساء طهرتا ، ومجنون أفاق ، ومريض صحّ، ومفطر ولو مكرهاً أو خطأً ، وصبيّ بلغ ، وكافر أسلم .
وقال ابن جزيّ من المالكيّة : وأمّا إمساك بقيّة اليوم ، فيؤمر به من أفطر في رمضان خاصّةً ، عمداً أو نسياناً ، لا من أفطر لعذر مبيح ثمّ زال العذر مع العلم برمضان ، فإنّه لا يندب له الإمساك ، كمن اضطرّ للفطر في رمضان ، من شدّة جوع أو عطش فأفطر ، وكحائض ونفساء طهرتا نهاراً ، ومريض صحّ نهاراً ، ومرضع مات ولدها ، ومسافر قدم ، ومجنون أفاق ، وصبيّ بلغ نهاراً ، فلا يندب الإمساك منهم .
وقيّد العلم برمضان ، احتراز عمّن أفطر ناسياً ، وعمّن أفطر يوم الشّكّ ثمّ ثبت أنّه من رمضان ، فإنّه يجب الإمساك ، كصبيّ بيّت الصّوم ، واستمرّ صائماً حتّى بلغ ، فإنّه يجب عليه الإمساك ، لانعقاد صومه له نافلةً ، أو أفطر ناسياً قبل بلوغه فيجب عليه بعد الإمساك، وإن لم يجب القضاء على الصّبيّ في هاتين الصّورتين .
ونصّوا كذلك على أنّ من أكره على الفطر ، فإنّه يجب عليه الإمساك ، بعد زوال الإكراه قالوا : لأنّ فعله قبل زوال العذر ، لا يتّصف بإباحة ولا غيرها .
ونصّوا على أنّه يندب إمساك بقيّة اليوم لمن أسلم ، لتظهر عليه علامة الإسلام بسرعة ، ولم يجب ، تأليفاً له للإسلام ، كما ندب قضاؤه ، ولم يجب لذلك .
والشّافعيّة بعد أن نصّوا على أنّ الإمساك تشبّهاً من خواصّ رمضان ، كالكفّارة ، وأنّ من أمسك تشبّهاً ليس في صوم وضعوا هذه القاعدة ، وهي : أنّ الإمساك يجب على كلّ متعدّ بالفطر في رمضان ، سواء أكل أو ارتدّ أو نوى الخروج من الصّوم - وقلنا إنّه يخرج بذلك- كما يجب على من نسي النّيّة من اللّيل ، وهو غير واجب على من أبيح له الفطر إباحةً حقيقيّةً ، كالمسافر إذا قدم ، والمريض إذا برئ بقيّة النّهار .
ونظروا بعد ذلك في هذه الأحوال :
المريض والمسافر ، اللّذان يباح لهما الفطر ، لهما ثلاثة أحوال :
الأولى : أن يصبحا صائمين ، ويدوما كذلك إلى زوال العذر ، فالمذهب لزوم إتمام الصّوم . الثّانية : أن يزول العذر بعد ما أفطر ، فلا يجب الإمساك ، لكن يستحبّ لحرمة الوقت - كما يقول المحلّيّ - فإن أكلا أخفياه ، لئلاّ يتعرّضا للتّهمة وعقوبة السّلطان ، ولهما الجماع بعد زوال العذر ، إذا لم تكن المرأة صائمةً ، بأن كانت صغيرةً ، أو طهرت من الحيض ذلك اليوم .
الثّالثة : أن يصبحا غير ناويين ، ويزول العذر قبل أن يأكلا ، ففي المذهب قولان :
لا يلزمهما الإمساك في المذهب ، لأنّ من أصبح تاركاً للنّيّة فقد أصبح مفطراً ، فكان كما لو أكل وقيل : يلزمهما الإمساك حرمةً لليوم .
وإذا أصبح يوم الشّكّ مفطراً غير صائم ، ثمّ ثبت أنّه من رمضان ، فقضاؤه واجب ، ويجب إمساكه على الأظهر ، وقيل : لا يلزمه ، لعذره .
أمّا لو بان أنّه من رمضان قبل الأكل : فقد حكى المتولّي في لزوم الإمساك القولين ، وجزم الماورديّ وجماعة بلزومه .
قال القليوبيّ وهو المعتمد .
وإذا بلغ صبيّ مفطراً أو أفاق مجنون ، أو أسلم كافر أثناء يوم من رمضان ففيه أوجه : أصحّها أنّه لا يلزمهم إمساك بقيّة النّهار لأنّه يلزمهم قضاؤه ، والثّاني : أنّه يلزمهم ، بناءً على لزوم القضاء .
والثّالث : يلزم الكافر دونهما ، لتقصيره .
والرّابع : يلزم الكافر والصّبيّ لتقصيرهما ، أو لأنّهما مأموران على الجملة - كما يقول الغزاليّ - دون المجنون .
قال المحلّيّ : لو بلغ الصّبيّ بالنّهار صائماً ، بأن نوى ليلاً ، وجب عليه إتمامه بلا قضاء ، وقيل : يستحبّ إتمامه ، ويلزمه القضاء ، لأنّه لم ينو الفرض .
والحائض والنّفساء إذا طهرتا في أثناء النّهار ، فالمذهب أنّه لا يلزمهما الإمساك ، ونقل الإمام الاتّفاق عليه .
وفي مذهب الحنابلة هذه القاعدة بفروعها :
من صار في أثناء يوم من رمضان أهلاً للوجوب لزمه إمساك ذلك اليوم وقضاؤه لحرمة الوقت ، ولقيام البيّنة فيه بالرّؤية ، ولإدراكه جزءاً من وقته كالصّلاة .
وكذا كلّ من أفطر والصّوم يجب عليه ، فإنّه يلزمه الإمساك والقضاء ، كالفطر لغير عذر ، ومن أفطر يظنّ أنّ الفجر لم يطلع وكان قد طلع ، أو يظنّ أنّ الشّمس قد غابت ولم تغب ، أو النّاسي للنّيّة ، فكلّهم يلزمهم الإمساك ، قال ابن قدامة : لا نعلم بينهم فيه اختلافاً . أو تعمّدت مكلّفة الفطر ، ثمّ حاضت أو نفست ، أو تعمّد الفطر مقيم ثمّ سافر ، فكلّهم يلزمهم الإمساك والقضاء ، لما سبق .
فأمّا من يباح له الفطر في أوّل النّهار ظاهراً وباطناً كالحائض والنّفساء والمسافر والصّبيّ والمجنون والكافر والمريض إذا زالت أعذارهم في أثناء النّهار ، فطهرت الحائض والنّفساء، وأقام المسافر ، وبلغ الصّبيّ ، وأفاق المجنون ، وأسلم الكافر ، وصحّ المريض ، ففيهم روايتان :
إحداهما : يلزمهم الإمساك بقيّة اليوم ، لأنّه معنى لو وجد قبل الفجر أوجب الصّيام ، فإذا طرأ بعد الفجر أوجب الإمساك ، كقيام البيّنة بالرّؤية .
واقتصر على موجب هذه الرّواية البهوتيّ ، في كشّافه وروضه .
والأخرى : لا يلزمهم الإمساك ، لأنّه روي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنّه قال : من أكل أوّل النّهار ، فليأكل آخره .
ولأنّه أبيح له الفطر أوّل النّهار ظاهراً وباطناً ، فإذا أفطر كان له أن يستديمه إلى آخر النّهار ، كما لو دام العذر .
قال ابن قدامة : فإذا جامع أحد هؤلاء ، بعد زوال عذره ، انبنى على الرّوايتين ، في وجوب الإمساك :
1 - فإن قلنا : يلزمه الإمساك ، فحكمه حكم من قامت البيّنة بالرّؤية في حقّه إذا جامع .
2 - وإن قلنا : لا يلزمه الإمساك ، فلا شيء عليه .
وقد روي عن جابر بن يزيد : أنّه قدم من سفره فوجد امرأته قد طهرت من حيض ، فأصابها .

شاب مصري
08-10-2005, 11:53 PM
خامساً : العقوبة :
92 - يراد بالعقوبة هنا : الجزاء المترتّب على من أفطر عمداً في رمضان من غير عذر ، فهي من لوازم الإفطار وموجباته .
وفي عقوبة المفطر العامد ، من غير عذر ، خلاف وتفصيل :
فمذهب الحنفيّة أنّ تارك الصّوم كتارك الصّلاة ، إذا كان عمداً كسلاً ، فإنّه يحبس حتّى يصوم ، وقيل : يضرب في حبسه ، ولا يقتل إلاّ إذا جحد الصّوم أو الصّلاة ، أو استخفّ بأحدهما .
ونقل ابن عابدين عن الشرنبلالي ، أنّه لو تعمّد من لا عذر له الأكل جهاراً يقتل ، لأنّه مستهزئ بالدّين ، أو منكر لما ثبت منه بالضّرورة ، ولا خلاف في حلّ قتله ، والأمر به . وأطلق ابن جزيّ من المالكيّة في العقوبة قوله : هي للمنتهك لصوم رمضان .
وقال خليل : أدّب المفطر عمداً .
وكتب عليه الشّرّاح : أنّ من أفطر في أداء رمضان عمداً اختياراً بلا تأويل قريب ، يؤدّب بما يراه الحاكم : من ضرب أو سجن أو بهما معاً ، ثمّ إن كان فطره بما يوجب الحدّ ، كزنىً وشرب خمر ، حدّ مع الأدب ، وقدّم الأدب .
وإن كان فطره يوجب رجماً ، قدّم الأدب ، واستظهر المسناويّ سقوط الأدب بالرّجم ، لإتيان القتل على الجميع .
ومفهومه : أنّه إن كان الحدّ جلداً ، فإنّه يقدّم على الأدب - كما قال الدّسوقيّ - فإن جاء المفطر عمداً ، قبل الاطّلاع عليه ، حال كونه تائباً ، قبل الظّهور عليه ، فلا يؤدّب . والشّافعيّة نصّوا - بتفصيل - على أنّ من ترك صوم رمضان ، غير جاحد ، من غير عذر كمرض وسفر ، كأن قال : الصّوم واجب عليّ ، ولكن لا أصوم حبس ، ومنع من الطّعام والشّراب نهاراً ، ليحصل له صورة الصّوم بذلك .
قالوا : وأمّا من جحد وجوبه فهو كافر ، لأنّ وجوب صوم رمضان معلوم من أدلّة الدّين بالضّرورة : أي علماً صار كالضّروريّ في عدم خفائه على أحد ، وكونه ظاهراً بين المسلمين .
سادساً : قطع التّتابع :
93 - التّتابع هو : الموالاة بين أيّام الصّيام ، بحيث لا يفطر فيها ولا يصوم عن غير الكفّارة .
تتأثّر مدّة الصّوم الّتي يشترط فيها التّتابع نصّاً ، بالفطر المتعمّد ، وهي - بعدّ الكاسانيّ - : صوم رمضان ، وصوم كفّارة القتل ، وكفّارة الظّهار ، والإفطار العامد في رمضان ، وصوم كفّارة اليمين - عند الحنفيّة .
صوم المحبوس إذا اشتبه عليه شهر رمضان :
94 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ من اشتبهت عليه الشّهور لا يسقط عنه صوم رمضان ، بل يجب لبقاء التّكليف وتوجّه الخطاب .
فإذا أخبره الثّقات بدخول شهر الصّوم عن مشاهدة أو علم وجب عليه العمل بخبرهم ، وإن أخبروه عن اجتهاد منهم فلا يجب عليه العمل بذلك ، بل يجتهد بنفسه في معرفة الشّهر بما يغلب على ظنّه ، ويصوم مع النّيّة ولا يقلّد مجتهداً مثله .
فإن صام المحبوس المشتبه عليه بغير تحرّ ولا اجتهاد ووافق الوقت لم يجزئه ، وتلزمه إعادة الصّوم لتقصيره وتركه الاجتهاد الواجب باتّفاق الفقهاء ، وإن اجتهد وصام فلا يخلو الأمر من خمسة أحوال :
الحال الأولى : استمرار الإشكال وعدم انكشافه له ، بحيث لا يعلم أنّ صومه صادف رمضان أو تقدّم أو تأخّر ، فهذا يجزئه صومه ولا إعادة عليه في قول الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة ، والمعتمد عند المالكيّة ، لأنّه بذل وسعه ولا يكلّف بغير ذلك ، كما لو صلّى في يوم الغيم بالاجتهاد ، وقال ابن القاسم من المالكيّة : لا يجزيه الصّوم ، لاحتمال وقوعه قبل وقت رمضان .
الحال الثّانية : أن يوافق صوم المحبوس شهر رمضان فيجزيه ذلك عند جمهور الفقهاء ، قياساً على من اجتهد في القبلة ، ووافقها ، وقال بعض المالكيّة : لا يجزيه لقيامه على الشّكّ ، لكن المعتمد الأوّل .
الحال الثّالثة : إذا وافق صوم المحبوس ما بعد رمضان فيجزيه عند جماهير الفقهاء ، إلاّ بعض المالكيّة كما تقدّم آنفاً ، واختلف القائلون بالإجزاء : هل يكون صومه أداءً أو قضاءً ؟ وجهان ، وقالوا : إن وافق بعض صومه أيّاماً يحرم صومها كالعيدين والتّشريق يقضيها . الحال الرّابعة : وهي وجهان :
الوجه الأوّل : إذا وافق صومه ما قبل رمضان وتبيّن له ذلك ولمّا يأت رمضان لزمه صومه إذا جاء بلا خلاف ، لتمكّنه منه في وقته .
الوجه الثّاني : إذا وافق صومه ما قبل رمضان ولم يتبيّن له ذلك إلاّ بعد انقضائه ففي إجزائه قولان :
القول الأوّل : لا يجزيه عن رمضان بل يجب عليه قضاؤه ، وهذا مذهب المالكيّة والحنابلة ، والمعتمد عند الشّافعيّة .
القول الثّاني : يجزئه عن رمضان ، كما لو اشتبه على الحجّاج يوم عرفة فوقفوا قبله ، وهو قول بعض الشّافعيّة .
الحال الخامسة : أن يوافق صوم المحبوس بعض رمضان دون بعض ، فما وافق رمضان أو بعده أجزأه ، وما وافق قبله لم يجزئه ، ويراعى في ذلك أقوال الفقهاء المتقدّمة . والمحبوس إذا صام تطوّعاً أو نذراً فوافق رمضان لم يسقط عنه صومه في تلك السّنة ، لانعدام نيّة صوم الفريضة ، وهو مذهب الحنابلة والشّافعيّة والمالكيّة .
وقال الحنفيّة : إنّ ذلك يجزيه ويسقط عنه الصّوم في تلك السّنة ، لأنّ شهر رمضان ظرف لا يسع غير صوم فريضة رمضان ، فلا يزاحمها التّطوّع والنّذر .
صوم المحبوس إذا اشتبه عليه نهار رمضان بليله :
95 - إذا لم يعرف الأسير أو المحبوس في رمضان النّهار من اللّيل ، واستمرّت عليه الظّلمة ، فقد قال النّوويّ : هذه مسألة مهمّة قلّ من ذكرها ، وفيها ثلاثة أوجه للصّواب : أحدها : يصوم ويقضي لأنّه عذر نادر .
الثّاني : لا يصوم ، لأنّ الجزم بالنّيّة لا يتحقّق مع جهالة الوقت .
الثّالث : يتحرّى ويصوم ولا يقضي إذا لم يظهر خطؤه فيما بعد ، وهذا هو الرّاجح .
ونقل النّوويّ وجوب القضاء على المحبوس الصّائم بالاجتهاد إذا صادف صومه اللّيل ثمّ عرف ذلك فيما بعد ، وقال : إنّ هذا ليس موضع خلاف بين العلماء ، لأنّ اللّيل ليس وقتاً للصّوم كيوم العيد .

صَوْمُ التَّطوّع *
التّعريف :
1 - الصّوم لغةً : مطلق الإمساك .
واصطلاحاً : إمساك عن المفطرات حقيقةً أو حكماً في وقت مخصوص من شخص مخصوص مع النّيّة .
والتّطوّع اصطلاحاً : التّقرّب إلى اللّه تعالى بما ليس بفرض من العبادات .
وصوم التّطوّع : التّقرّب إلى اللّه تعالى بما ليس بفرض من الصّوم .
فضل صوم التّطوّع :
2 - ورد في فضل صوم التّطوّع أحاديث كثيرة ، منها :
حديث سهل رضي الله تعالى عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » إنّ في الجنّة باباً يقال له : الرّيّان ، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم . فيقال : أين الصّائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم . فإذا دخلوا أغلق ، فلم يدخل منه أحد «
ومنها ما روي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال : » من صام يوماً في سبيل اللّه باعد اللّه تعالى وجهه عن النّار سبعين خريفاً « .
أنواع صوم التّطوّع :
3 - قسّم الحنفيّة صوم التّطوّع إلى مسنون ، ومندوب ، ونفل .
فالمسنون : عاشوراء مع تاسوعاء .
والمندوب : صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر ، وصوم يوم الاثنين والخميس ، وصوم ستّ من شوّال ، وكلّ صوم ثبت طلبه والوعد عليه : كصوم داود عليه الصلاة والسلام ، ونحوه . والنّفل : ما سوى ذلك ممّا لم تثبت كراهته .
وقسّم المالكيّة - أيضاً - صوم التّطوّع إلى ثلاثة أقسام :
سنّة ، ومستحبّ ، ونافلة .
فالسّنّة : صيام يوم عاشوراء .
والمستحبّ : صيام الأشهر الحرم ، وشعبان ، والعشر الأول من ذي الحجّة ، ويوم عرفة ، وستّة أيّام من شوّال ، وثلاثة أيّام من كلّ شهر ، ويوم الاثنين والخميس .
والنّافلة : كلّ صوم لغير وقت ولا سبب ، في غير الأيّام الّتي يجب صومها أو يمنع .
وعند الشّافعيّة والحنابلة : صوم التّطوّع والصّوم المسنون بمرتبة واحدة .
أحكام النّيّة في صوم التّطوّع :
أ - وقت النّيّة :
4 - ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة - إلى أنّه لا يشترط تبييت النّيّة في صوم التّطوّع ، لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » دخل عليّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : هل عندكم شيء ؟ فقلنا :لا ، فقال : فإنّي إذاً صائم « وذهب المالكيّة إلى أنّه يشترط في نيّة صوم التّطوّع التّبييت كالفرض .
لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » من لم يبيّت الصّيام من اللّيل فلا صيام له « فلا تكفي النّيّة بعد الفجر ، لأنّ النّيّة : القصد ، وقصد الماضي محال عقلاً .
5- واختلف جمهور الفقهاء في آخر وقت نيّة التّطوّع :
فذهب الحنفيّة : إلى أنّ آخر وقت نيّة صوم التّطوّع الضّحوة الكبرى . والمراد بها : نصف النّهار الشّرعيّ ، والنّهار الشّرعيّ : من استطارة الضّوء في أفق المشرق إلى غروب الشّمس ، ونصّوا على أنّه لا بدّ من وقوع النّيّة قبل الضّحوة الكبرى ، فلا تجزئ النّيّة عند الضّحوة الكبرى اعتباراً لأكثر اليوم كما قال الحصكفيّ .
وذهب الشّافعيّة : إلى أنّ آخر وقت نيّة صوم التّطوّع قبل الزّوال ، واختصّ بما قبل الزّوال لما روي :» أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة يوماً : هل عندكم شيء ؟ قالت: لا . قال : فإنّي إذن صائم « . إذ الغداء اسم لما يؤكل قبل الزّوال ، والعشاء اسم لما يؤكل بعده ، ولأنّه مضبوط بيّن ، ولإدراك معظم النّهار به كما في ركعة المسبوق .
قال الشّربينيّ الخطيب : وهذا جرى على الغالب ممّن يريد صوم النّفل وإلاّ فلو نوى قبل الزّوال - وقد مضى معظم النّهار - صحّ صومه .
وذهب الحنابلة - والشّافعيّة في قول مرجوح - إلى امتداد وقت النّيّة إلى ما بعد الزّوال ، قالوا : إنّه قول معاذ وابن مسعود وحذيفة ، ولم ينقل عن أحد من الصّحابة - رضي الله عنهم - ما يخالفه صريحاً ، ولأنّ النّيّة وجدت في جزء النّهار ، فأشبه وجودها قبل الزّوال بلحظة .
ويشترط لصحّة نيّة النّفل في النّهار : أن لا يكون فعل ما يفطره قبل النّيّة ، فإن فعل فلا يجزئه الصّوم حينئذ .
ب - تعيين النّيّة :
6 - اتّفق الفقهاء على أنّه لا يشترط في نيّة صوم التّطوّع التّعيين ، فيصحّ صوم التّطوّع بمطلق النّيّة ، وقال النّوويّ : وينبغي أن يشترط التّعيين في الصّوم المرتّب ، كصوم عرفة ، وعاشوراء ، والأيّام البيض ، والسّتّة من شوّال ، ونحوها ، كما يشترط ذلك في الرّواتب من نوافل الصّلاة .
والمعتمد عند الشّافعيّة خلاف ما صرّح به النّوويّ ، قال المحلّيّ : ويجاب بأنّ الصّوم في الأيّام المذكورة منصرف إليها ، بل لو نوى به غيرها حصلت أيضاً - كتحيّة المسجد - لأنّ المقصود وجود الصّوم فيها ، قال القليوبيّ : هذا الجواب معتمد من حيث الصّحّة ، وإن كان التّعيين أولى مطلقاً .
ما يستحبّ صيامه من الأيّام :
أ - صوم يوم وإفطار يوم :
7 - من صيام التّطوّع صوم يوم وإفطار يوم ، وهو أفضل صيام التّطوّع ، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » أحبّ الصّلاة إلى اللّه صلاة داود عليه السلام ، وأحبّ الصّيام إلى اللّه صيام داود : وكان ينام نصف اللّيل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوماً ويفطر يوماً« .
ولقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعبد اللّه بن عمرو رضي الله عنهما : » صم يوماً وأفطر يوماً ، فذلك صيام داود عليه السلام ، وهو أفضل الصّيام ، فقلت : إنّي أطيق أفضل من ذلك. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : لا أفضل من ذلك « .
قال البهوتيّ : لكنّه مشروط بأن لا يضعف البدن حتّى يعجز عمّا هو أفضل من الصّيام ، كالقيام بحقوق اللّه تعالى وحقوق عباده اللازمة ، وإلاّ فتركه أفضل .
ب - صوم عاشوراء وتاسوعاء :
8 - اتّفق الفقهاء على سنّيّة صوم عاشوراء وتاسوعاء - وهما : اليوم العاشر ، والتّاسع من المحرّم - لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء : » أحتسب على اللّه أن يكفّر السّنة الّتي قبله « .
ولحديث معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : » هذا يوم عاشوراء ، ولم يكتب اللّه عليكم صيامه ، وأنا صائم ، فمن شاء فليصم ، ومن شاء فليفطر« .
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ التّاسع « .
وقد كان صوم يوم عاشوراء فرضاً في الإسلام ، ثمّ نسخت فرضيّته بصوم رمضان ، فخيّر النّبيّ صلى الله عليه وسلم المسلمين في صومه ، وهو اختيار كثيرين واختيار الشّيخ تقيّ الدّين من الحنابلة ، وهو الّذي قاله الأصوليّون .
وصوم يوم عاشوراء - كما سبق في الحديث الشّريف - يكفّر ذنوب سنة ماضية . والمراد بالذّنوب : الصّغائر ، قال الدّسوقيّ : فإن لم يكن صغائر ، حتّت من كبائر سنة ، وذلك التّحتيت موكول لفضل اللّه ، فإن لم يكن كبائر رفع له درجات .
وقال البهوتيّ : قال النّوويّ في شرح مسلم عن العلماء : المراد كفّارة الصّغائر ، فإن لم تكن له صغائر رجي التّخفيف من الكبائر ، فإن لم تكن له كبائر رفع له درجات .
وصرّح الحنفيّة : بكراهة صوم يوم عاشوراء منفرداً عن التّاسع ، أو عن الحادي عشر . كما صرّح الحنابلة : بأنّه لا يكره إفراد عاشوراء بالصّوم ، وهذا ما يفهم من مذهب المالكيّة.
قال الحطّاب : قال الشّيخ زرّوق في شرح القرطبيّة : واستحبّ بعض العلماء صوم يوم قبله ويوم بعده ، وهذا الّذي ذكره عن بعض العلماء غريب لم أقف عليه .

شاب مصري
08-10-2005, 11:54 PM
وذكر العلماء في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً :
أحدها : أنّ المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر ، وهو مرويّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : » صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً « .
الثّاني : أنّ المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم ، كما نهى أن يصوم يوم الجمعة وحده . الثّالث : الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع الغلط ، فيكون التّاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر .
واستحبّ الحنفيّة والشّافعيّة صوم الحادي عشر ، إن لم يصم التّاسع .
قال الشّربينيّ الخطيب : بل نصّ الشّافعيّ في الأمّ والإملاء على استحباب صوم الثّلاثة .
ج - صوم يوم عرفة :
9 - اتّفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاجّ - وهو : اليوم التّاسع من ذي الحجّة - وصومه يكفّر سنتين : سنةً ماضيةً ، وسنةً مستقبلةً ، روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » صيام يوم عرفة ، أحتسب على اللّه أن يكفّر السّنة الّتي قبله ، والسّنة الّتي بعده « .
قال الشّربينيّ الخطيب : وهو أفضل الأيّام لحديث مسلم : » ما من يوم أكثر من أن يعتق اللّه فيه عبداً من النّار من يوم عرفة « .
وذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة - إلى عدم استحبابه للحاجّ ، ولو كان قويّاً ، وصومه مكروه له عند المالكيّة والحنابلة ، وخلاف الأولى عند الشّافعيّة ، لما روت أمّ الفضل بنت الحارث رضي الله عنهما : » أنّها أرسلت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقدح لبن ، وهو واقف على بعيره بعرفة ، فشرب « .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما : » أنّه حجّ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ أبي بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، فلم يصمه أحد منهم « ، لأنّه يضعفه عن الوقوف والدّعاء ، فكان تركه أفضل ، وقيل : لأنّهم أضياف اللّه وزوّاره .
وقال الشّافعيّة : ويسنّ فطره للمسافر والمريض مطلقاً ، وقالوا : يسنّ صومه لحاجّ لم يصل عرفة إلاّ ليلاً ، لفقد العلّة .
وذهب الحنفيّة إلى استحبابه للحاجّ - أيضاً - إذا لم يضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يخلّ بالدّعوات ، فلو أضعفه كره له الصّوم .
د - صوم الثّمانية من ذي الحجّة :
10 - اتّفق الفقهاء على استحباب صوم الأيّام الثّمانية الّتي من أوّل ذي الحجّة قبل يوم عرفة ، لحديث ابن عبّاس : رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً : » ما من أيّام العمل الصّالح فيها أحبّ إلى اللّه من هذه الأيّام - يعني أيّام العشر - قالوا : يا رسول اللّه ولا الجهاد في سبيل اللّه ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل اللّه ، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء « .
قال الحنابلة : وآكده : الثّامن ، وهو يوم التّروية .
وصرّح المالكيّة : بأنّ صوم يوم التّروية يكفّر سنةً ماضيةً .
وصرّح المالكيّة ، والشّافعيّة : بأنّه يسنّ صوم هذه الأيّام للحاجّ أيضاً .
واستثنى المالكيّة من ذلك صيام يوم التّروية للحاجّ .
قال في المتيطيّة : ويكره للحاجّ أن يصوم بمنىً وعرفة تطوّعاً .
قال الحطّاب : بمنىً يعني في يوم التّروية ، يسمّى عند المغاربة : يوم منىً .
هـ - صوم ستّة أيّام من شوّال :
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ومتأخّرو الحنفيّة - إلى أنّه يسنّ صوم ستّة أيّام من شوّال بعد صوم رمضان ، لما روى أبو أيّوب رضي الله تعالى عنه قال : قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » من صام رمضان ، ثمّ أتبعه ستّاً من شوّال ، كان كصيام الدّهر « .
وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال : قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وستّة أيّام بعدهنّ بشهرين ، فذلك تمام سنة « يعني : أنّ الحسنة بعشرة أمثالها : الشّهر بعشرة أشهر ، والأيّام السّتّة بستّين يوماً ، فذلك سنة كاملة . وصرّح الشّافعيّة ، والحنابلة : بأنّ صوم ستّة أيّام من شوّال - بعد رمضان - يعدل صيام سنة فرضاً ، وإلاّ فلا يختصّ ذلك برمضان وستّة من شوّال ، لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها . ونقل عن أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - كراهة صوم ستّة من شوّال ، متفرّقاً كان أو متتابعاً .
وعن أبي يوسف : كراهته متتابعاً ، لا متفرّقاً . لكن عامّة المتأخّرين من الحنفيّة لم يروا به بأساً .
قال ابن عابدين ، نقلاً عن صاحب الهداية في كتابه التّجنيس : والمختار أنّه لا بأس به ، لأنّ الكراهة إنّما كانت لأنّه لا يؤمن من أن يعدّ ذلك من رمضان ، فيكون تشبّهاً بالنّصارى ، والآن زال ذلك المعنى ، واعتبر الكاسانيّ محلّ الكراهة : أن يصوم يوم الفطر ، ويصوم بعده خمسة أيّام ، فأمّا إذا أفطر يوم العيد ثمّ صام بعده ستّة أيّام فليس بمكروه ، بل هو مستحبّ وسنّة .
وكره المالكيّة صومها لمقتدىً به ، ولمن خيف عليه اعتقاد وجوبها ، إن صامها متّصلةً برمضان متتابعةً وأظهرها ، أو كان يعتقد سنّيّة اتّصالها ، فإن انتفت هذه القيود استحبّ صيامها .
قال الحطّاب : قال في المقدّمات : كره مالك - رحمه الله تعالى - ذلك مخافة أن يلحق برمضان ما ليس منه من أهل الجهالة والجفاء ، وأمّا الرّجل في خاصّة نفسه فلا يكره له صيامها .
وصرّح الشّافعيّة ، والحنابلة : بأنّه لا تحصل الفضيلة بصيام السّتّة في غير شوّال ، وتفوت بفواته ، لظاهر الأخبار .
ومذهب الشّافعيّة : استحباب صومها لكلّ أحد ، سواء أصام رمضان أم لا ، كمن أفطر لمرض أو صباً أو كفر أو غير ذلك ، قال الشّربينيّ الخطيب : وهو الظّاهر ، كما جرى عليه بعض المتأخّرين ، وإن كانت عبارة كثيرين : يستحبّ لمن صام رمضان أن يتبعه بستّ من شوّال كلفظ الحديث .
وعند الحنابلة : لا يستحبّ صيامها إلاّ لمن صام رمضان .
12 - كما ذهب الشّافعيّة وبعض الحنابلة إلى أفضليّة تتابعها عقب العيد مبادرةً إلى العبادة، ولما في التّأخير من الآفات .
ولم يفرّق الحنابلة بين التّتابع والتّفريق في الأفضليّة .
وعند الحنفيّة تستحبّ السّتّة متفرّقةً : كلّ أسبوع يومان .
أمّا المالكيّة : فذهبوا إلى كراهة صومها متّصلةً برمضان متتابعةً ، ونصّوا على حصول الفضيلة ولو صامها في غير شوّال ، بل استحبّوا صيامها في عشر ذي الحجّة ، ذلك أنّ محلّ تعيينها في الحديث في شوّال على التّخفيف في حقّ المكلّف ، لاعتياده الصّيام ، لا لتخصيص حكمها بذلك .
قال العدويّ : إنّما قال الشّارع : " من شوّال " للتّخفيف باعتبار الصّوم ، لا تخصيص حكمها بذلك الوقت ، فلا جرم إن فعلها في عشر ذي الحجّة مع ما روي في فضل الصّيام فيه أحسن، لحصول المقصود مع حيازة فضل الأيّام المذكورة . بل فعلها في ذي القعدة حسن أيضاً ، والحاصل : أنّ كلّ ما بعد زمنه كثر ثوابه لشدّة المشقّة .
و - صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر :
13 - اتّفق الفقهاء على أنّه يسنّ صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر ، وذهب الجمهور منهم - الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة - إلى استحباب كونها الأيّام البيض - وهي الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر من كلّ شهر عربيّ - سمّيت بذلك لتكامل ضوء الهلال وشدّة البياض فيها ، لما روى أبو ذرّ رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له : » يا أبا ذرّ ، إذا صمت من الشّهر ثلاثة أيّام ، فصم ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة « .
قال الشّافعيّة : والأحوط صوم الثّاني عشر معها - أيضاً - للخروج من خلاف من قال : إنّه أوّل الثّلاثة ، ويستثنى ثالث عشر ذي الحجّة فلا يجوز صومه لكونه من أيّام التّشريق . فيبدّل بالسّادس عشر منه كما قال القليوبيّ .
وذهب المالكيّة إلى كراهة صوم الأيّام البيض ، فراراً من التّحديد ، ومخافة اعتقاد وجوبها . ومحلّ الكراهة : إذا قصد صومها بعينها ، واعتقد أنّ الثّواب لا يحصل إلاّ بصومها خاصّةً . وأمّا إذا قصد صيامها من حيث إنّها ثلاثة أيّام من الشّهر فلا كراهة .
قال الموّاق : نقلاً عن ابن رشد : إنّما كره مالك صومها لسرعة أخذ النّاس بقوله ، فيظنّ الجاهل وجوبها . وقد روي أنّ مالكاً كان يصومها ، وحضّ مالك - أيضاً - الرّشيد على صيامها .
وصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر كصوم الدّهر ، بمعنى : أنّه يحصل بصيامها أجر صيام الدّهر بتضعيف الأجر : الحسنة بعشرة أمثالها .
لحديث قتادة بن ملحان رضي الله عنه : » كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض : ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة . قال : قال : وهنّ كهيئة الدّهر « أي كصيام الدّهر .
ز - صوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع :
14 - اتّفق الفقهاء على استحباب صوم يوم الاثنين والخميس من كلّ أسبوع .
لما روى أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين والخميس . فسئل عن ذلك ؟ فقال : إنّ أعمال العباد تعرض يوم الاثنين والخميس ، وأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم « ، ولما ورد من حديث أبي قتادة رضي الله عنه : » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين فقال : فيه ولدت ، وفيه أنزل عليّ « .
ح - صوم الأشهر الحرم :
15 - ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة - إلى استحباب صوم الأشهر الحرم .
وصرّح المالكيّة والشّافعيّة بأنّ أفضل الأشهر الحرم : المحرّم ، ثمّ رجب ، ثمّ باقيها : ذو القعدة وذو الحجّة .
والأصل في ذلك قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » أفضل الصّلاة بعد الصّلاة المكتوبة الصّلاة في جوف اللّيل ، وأفضل الصّيام بعد شهر رمضان صيام شهر اللّه المحرّم « . ومذهب الحنفيّة : أنّه من المستحبّ أن يصوم الخميس والجمعة والسّبت من كلّ شهر من الأشهر الحرم .
وذهب الحنابلة إلى أنّه يسنّ صوم شهر المحرّم فقط من الأشهر الحرم .
وذكر بعضهم استحباب صوم الأشهر الحرم ، لكن الأكثر لم يذكروا استحبابه ، بل نصّوا على كراهة إفراد رجب بالصّوم ، لما روى ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب « .
ولأنّ فيه إحياءً لشعار الجاهليّة بتعظيمه . وتزول الكراهة بفطره فيه ولو يوماً ، أو بصومه شهراً آخر من السّنة وإن لم يل رجباً .
ط - صوم شهر شعبان :
16 - ذهب جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة - إلى استحباب صوم شهر شعبان ، لما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » ما رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان « .
وعنها قالت : » كان أحبّ الشّهور إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ، بل كان يصله برمضان « .
قال الشّربينيّ الخطيب : ورد في مسلم : » كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كلّه : كان يصوم شعبان إلاّ قليلاً « .
قال العلماء : اللّفظ الثّاني مفسّر للأوّل ، فالمراد بكلّه غالبه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : » ما رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قطّ إلاّ رمضان « .
قال العلماء : وإنّما لم يستكمل ذلك لئلاّ يظنّ وجوبه .
وذهب الحنابلة إلى عدم استحباب صوم شعبان ، وذلك في قول الأكثر ، واستحبّه صاحب الإرشاد .
ى - صوم يوم الجمعة :
17 - لا بأس عند الحنفيّة بصوم يوم الجمعة بانفراده ، وهو قول أبي حنيفة ومحمّد ويندب عند المالكيّة ، لما روي عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنّه كان يصومه ولا يفطر . وقال أبو يوسف : جاء حديث في كراهته إلاّ أن يصوم قبله وبعده ، فكان الاحتياط أن يضمّ إليه يوماً آخر ، قال ابن عابدين : ثبت بالسّنّة طلبه والنّهي عنه ، والآخر منهما النّهي ، لأنّ فيه وظائف ، فلعلّه إذا صام ضعف عن فعلها .
ومحلّ النّهي عند المالكيّة هو مخافة فرضيّته ، وقد انتفت هذه العلّة بوفاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم .
وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى كراهة إفراد يوم الجمعة بالصّوم ، لحديث : » لا يصم أحدكم يوم الجمعة ، إلاّ أن يصوم قبله أو بعده « وليتقوّى بفطره على الوظائف المطلوبة فيه ، أو لئلاّ يبالغ في تعظيمه كاليهود في السّبت ، ولئلاّ يعتقد وجوبه ، ولأنّه يوم عيد وطعام .
حكم الشّروع في صوم التّطوّع :
18 - ذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى لزوم صوم التّطوّع بالشّروع فيه ، وأنّه يجب على الصّائم المتطوّع إتمامه إذا بدأ فيه ، لما ورد أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » إذا دعي أحدكم فليجب ، فإن كان صائماً فليصلّ ، وإن كان مفطراً فليطعم « قوله : فليصلّ : أي فليدع .
قال القرطبيّ : ثبت هذا عنه عليه الصلاة والسلام ، ولو كان الفطر جائزاً لكان الأفضل الفطر ، لإجابة الدّعوة الّتي هي السّنّة .
وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى عدم لزوم صوم التّطوّع بالشّروع فيه ، ولا يجب على الصّائم تطوّعاً إتمامه إذا بدأ فيه ، وله قطعه في أيّ وقت شاء ، لما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : » قلت : يا رسول اللّه ، أهدي لنا حيس ، فقال : أرنيه ، فلقد أصبحت صائماً فأكل « وزاد النّسائيّ : » إنّما مثل صوم التّطوّع مثل الرّجل يخرج من ماله الصّدقة ، فإن شاء أمضاها ، وإن شاء حبسها « .
ولقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » الصّائم المتطوّع أمين نفسه ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر « .
إفساد صوم التّطوّع وما يترتّب عليه :
19 - صرّح المالكيّة بحرمة إفساد صوم التّطوّع لغير عذر ، وهو ما يفهم من كلام الحنفيّة، حيث جاء في الفتاوى الهنديّة ما نصّه : ذكر الرّازيّ عن أصحابنا أنّ الإفطار بغير عذر في صوم التّطوّع لا يحلّ ، هكذا في الكافي .
وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى كراهة قطعه بلا عذر ، واستحباب إتمامه لظاهر قوله تعالى : { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } ، وللخروج من خلاف من أوجب إتمامه .
ومن الأعذار الّتي ذكرها الحنفيّة والمالكيّة لجواز الفطر : الحلف على الصّائم بطلاق امرأته إن لم يفطر ، فحينئذ يجوز له الفطر ، بل نصّ الحنفيّة على ندب الفطر دفعاً لتأذّي أخيه المسلم . لكن الحنفيّة قيّدوا جواز الفطر إلى ما قبل نصف النّهار أمّا بعده فلا يجوز .
وكذلك من الأعذار عند الحنفيّة : الضّيافة للضّيف والمضيف إن كان صاحبها ممّن لا يرضى بمجرّد الحضور ، وكان الصّائم يتأذّى بترك الإفطار ، شريطة أن يثق بنفسه بالقضاء ، وقيّد المالكيّة جواز الفطر بالحلف بالطّلاق بتعلّق قلب الحالف بمن حلف بطلاقها ، بحيث يخشى أن لا يتركها إن حنث ، فحينئذ يجوز للمحلوف عليه الفطر ، ولا قضاء عليه أيضاً .
ومن الأعذار - أيضاً - : أمر أحد أبويه له بالفطر . وقيّد الحنفيّة جواز الإفطار بما إذا كان أمر الوالدين إلى العصر لا بعده ، قال ابن عابدين : ولعلّ وجهها أنّ قرب وقت الإفطار يرفع ضرر الانتظار .
وألحق المالكيّة بالأبوين : الشّيخ في السّفر ، الّذي أخذ على نفسه العهد أن لا يخالفه ، ومثله عندهم : شيخ العلم الشّرعيّ .
وصرّح الشّافعيّة باستحباب قطع صوم التّطوّع إن كان هناك عذر ، كمساعدة ضيف في الأكل إذا عزّ عليه امتناع مضيفه منه ، أو عكسه . أمّا إذا لم يعزّ على أحدهما امتناع الآخر عن ذلك فالأفضل عدم خروجه منه .
20 - واختلف الفقهاء في حكم قضاء صوم التّطوّع عند إفساده :
فذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى وجوب قضاء صوم التّطوّع عند إفساده .
لما روت عائشة رضي الله تعالى عنها أنّها قالت : » كنت أنا وحفصة صائمتين ، فعرض لنا طعام اشتهيناه ، فأكلنا منه ، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة - وكانت ابنة أبيها - فقالت : يا رسول اللّه إنّا كنّا صائمتين ، فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه ، فقال : اقضيا يوماً آخر مكانه « .
ولأنّ ما أتى به قربةً ، فيجب صيانته وحفظه عن البطلان ، وقضاؤه عند الإفساد لقوله تعالى : { وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } ، ولا يمكن ذلك إلاّ بإتيان الباقي ، فيجب إتمامه ، وقضاؤه عند الإفساد ضرورةً ، فصار كالحجّ والعمرة التّطوّعين .
ومذهب الحنفيّة : وجوب القضاء عند الإفساد مطلقاً ، أي : سواء أفسد عن قصد - وهذا لا خلاف فيه - أو غير قصد ، بأن عرض الحيض للصّائمة المتطوّعة وذلك في أصحّ الرّوايتين ، واستثنوا من ذلك : صوم العيدين وأيّام التّشريق ، فلا تلزم بالشّروع ، لا أداءً ولا قضاءً ، إذا أفسد ، لارتكابه النّهي بصيامها ، فلا تجب صيانته ، بل يجب إبطاله ، ووجوب القضاء ينبني على وجوب الصّيانة ، فلم يجب قضاءً ، كما لم يجب أداءً .
وخصّ المالكيّة وجوب القضاء بالفطر العمد الحرام ، وذلك كمن شرع في صوم التّطوّع ، ثمّ أفطر من غير ضرورة ولا عذر ، قال الحطّاب : احترز بالعمد من النّسيان والإكراه ، وبالحرام عمّن أفطر لشدّة الجوع والعطش والحرّ الّذي يخاف منه تجدّد مرض أو زيادته ، وكذلك عمّن أفطر لأمر والديه وشيخه ، وعدّوا السّفر الّذي يطرأ عليه من الفطر العمد . وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى أنّه لا يجب القضاء على من أفسد صوم التّطوّع ، لأنّ القضاء يتبع المقضيّ عنه ، فإذا لم يكن واجباً ، لم يكن القضاء واجباً ، لكن يندب له القضاء ، سواء أفسد صوم التّطوّع بعذر أم بغير عذر ، خروجاً من خلاف من أوجب قضاءه .
ونصّ الشّافعيّة والحنابلة على أنّه إذا أفطر الصّائم تطوّعاً لم يثب على ما مضى ، إن خرج منه بغير عذر ، ويثاب عليه إن خرج بعذر .
الإذن في صوم التّطوّع :
21 - اتّفق الفقهاء على أنّه ليس للمرأة أن تصوم تطوّعاً إلاّ بإذن زوجها ، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : » لا تصم المرأة وبعلها شاهد ، إلاّ بإذنه « ، ولأنّ حقّ الزّوج فرض، فلا يجوز تركه لنفل .
ولو صامت المرأة بغير إذن زوجها صحّ مع الحرمة عند جمهور الفقهاء ، والكراهة التّحريميّة عند الحنفيّة ، إلاّ أنّ الشّافعيّة خصّوا الحرمة بما يتكرّر صومه ، أمّا ما لا يتكرّر صومه كعرفة وعاشوراء وستّة من شوّال فلها صومها بغير إذنه ، إلاّ إن منعها .
ولا تحتاج المرأة إلى إذن الزّوج إذا كان غائباً ، لمفهوم الحديث ولزوال معنى النّهي .
قال الشّافعيّة : وعلمها برضاه كإذنه .
ومثل الغائب عند الحنفيّة : المريض ، والصّائم والمحرم بحجّ أو عمرة ، قالوا : وإذا كان الزّوج مريضاً أو صائماً أو محرماً لم يكن له منع الزّوجة من ذلك ، ولها أن تصوم وإن نهاها .
وصرّح الحنفيّة والمالكيّة بأنّه لا يصوم الأجير تطوّعاً إلاّ بإذن المستأجر ، إن كان صومه يضرّ به في الخدمة ، وإن كان لا يضرّه فله أن يصوم بغير إذنه .
22 - وإذا صامت الزّوجة تطوّعاً بغير إذن زوجها فله أن يفطّرها ، وخصّ المالكيّة جواز تفطيرها بالجماع فقط ، أمّا بالأكل والشّرب فليس له ذلك ، لأنّ احتياجه إليها الموجب لتفطيرها إنّما هو من جهة الوطء .
التّطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان :
23 - اختلف الفقهاء في حكم التّطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان :
فذهب الحنفيّة إلى جواز التّطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان من غير كراهة ، لكون القضاء لا يجب على الفور ، قال ابن عابدين : ولو كان الوجوب على الفور لكره ، لأنّه يكون تأخيراً للواجب عن وقته الضّيّق .
وذهب المالكيّة والشّافعيّة إلى الجواز مع الكراهة ، لما يلزم من تأخير الواجب ، قال الدّسوقيّ : يكره التّطوّع بالصّوم لمن عليه صوم واجب ، كالمنذور والقضاء والكفّارة . سواء كان صوم التّطوّع الّذي قدّمه على الصّوم الواجب غير مؤكّد ، أو كان مؤكّداً ، كعاشوراء وتاسع ذي الحجّة على الرّاجح .
وذهب الحنابلة إلى حرمة التّطوّع بالصّوم قبل قضاء رمضان ، وعدم صحّة التّطوّع حينئذ ولو اتّسع الوقت للقضاء ، ولا بدّ من أن يبدأ بالفرض حتّى يقضيه ، وإن كان عليه نذر صامه بعد الفرض أيضاً ، لما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : » من صام تطوّعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنّه لا يتقبّل منه حتّى يصومه « ، وقياساً على الحجّ في عدم جواز أن يحجّ عن غيره أو تطوّعاً قبل حجّ الفريضة ومسألة انقلاب الصّوم الواجب إلى تطوّع ، والنّيابة في صوم التّطوّع سبق تفصيلها في مصطلح : ( تطوّع ف 19 ، 27 )

سهم الاسلام
10-10-2005, 01:22 AM
أريد أن أترك التدخين ... أخبروني ماذا أفعل ؟؟؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أشكر الأخوة الأحبــة المشاركون :
أبو خالد و شاب مصري على تفاعلهم و جهودهم الطيبة في المجلة
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير ..
و أشكر كل الأخوة الطيبين و الطيبات الذين قرأو و تابعوا معنا هذه المجلة و جزاهما الله كل خير ..
و نرجو من الله أن تتابعو معنا هذه المحلة لنهايه الشهر بإذن الله و أن لا تنسونا من دعائكم الطيب في هذا الشهر الفضيل ..

و أما اليوم , أيها الأخوة الأحبــة سنقدم ما هو خاص للأخوة المدخنين ..
أخوتي المدخنين ..
نرجو منكم أن تقرأو هذه الصفحة الخاصة بكم ..
و أن تطبقوها خلال ما تبقى من الشهر الفضيل و ما زلنا نحن في أوائل رمضان ..
و ذلك للإقلاع عن التدخين بإذن الله ..

و إليكم النص :
الإقلاع عن التدخين

http://www.n0f.net/uploads/10-10-05~Bottom_logo.gif

نصائح لإعداد المدخن للإقلاع :
قرر وبحزم وتصميم الإقلاع عن التدخين وحاول جاهدا أن تتجنب الأفكار السلبية المثبطة.
أكتب في قائمة جميع أسباب رغبتك في الإقلاع عن التدخين ، ثم اقرأ أحد هذه الأسباب (مرات في كل ليلة قبل النوم).
بالإضافة إلى الحفاظ على صحتك والتزامك أمام الغير بالإقلاع أسس أسبابا أخرى قوية وشخصية تدفعك إلى الإقلاع عن التدخين.
ابدأ في إعداد نفسك جسديا بالرياضة المعتدلة والإكثار من شرب السوائل وأخذ قسط كاف من النوم والابتعاد عن الإرهاق والتعب الشديد.

(1) عليك أن تدرك ما أنت مقدم عليه (صحح توقعاتك):
كن واقعيا في تصوراتك: فالإقلاع ليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل كذلك فهناك الملايين من المدخنين يقلعون عن التدخين كل عام.
عليك أن تدرك أن أعراض الإقلاع عن التدخين مؤقتة وهي أعراض صحية وجيدة تشير إلى أن الجسم يمر بمرحلة الإصلاح والشفاء بعد فترة طويلة من التعرض للنيكوتين وسموم الدخان. وتبدأ هذه الأعراض بعد 24 ساعة من التوقف عن التدخين.
إن معظم حالات التقهقر تحدث في الأسابيع الأولى من التوقف عن التدخين وذلك نتيجة ادمان الجسد للنيكوتين، فعليك أن تتأهب نفسيا للتغلب على هذه الفترة الصعبة وأن تستعين بكل من يستطيع أن يعينك من العائلة أو الأهل أو الأصدقاء حتى تنقضي هذه الفترة الحرجة.

(2) أشرك شخصا آخر معك:
تحدى أحد أصدقائك أنك ستقلع عن التدخين في اليوم الذي حددته.
أطلب من صديق لك أن يقلع عن التدخين معك.
أخبر عائلتك وأصدقائك بعزمك على الإقلاع في اليوم المحدد الذي اخترته.

(3) عليك أن تغير نظامك اليومي ونمط حياتك:
فرش أسنانك بعد الأكل مباشرة وقم بجولة مشيا على الأقدام.
غير ترتيب الأمور التي تقوم بها في يومك خاصة في الصباح فقدم بعضها على الآخر.
لا تجلس في مقعدك المفضل للتدخين.
تناول غذائك في مكان مختلف.

(4) استعن بالأفكار الإيجابية:
إذا بدأت الأفكار الهدامة والداعية للهزيمة والفشل تخطر ببالك فعليك أن تذكر نفسك بأنك غير مدخن الآن وإن لديك الأسباب الوجيهة للإقلاع عن التدخين.
أنظر حولك إلى الأشخاص الذين لا يدخنون وذكر نفسك بأنهم يعيشون حياة صحية ويشعرون بسعادة وحرية بدون تدخين.
تذكر الأجر والجزاء والبركة والرحمة والمغفرة من الرحمن واجعلها سندا لك.

(5) استعمل الوسائل المساعدة للارتخاء:
استعن بالصلاة والصيام والتسبيح وقراءة القرآن وزيارة المسجد.
خذ نفسا عميقا وبطيئا وأنت تعد إلى رقم 5 ثم اخرج الهواء كذلك ببطء.
إذا كنت لا تستطيع التركيز فلا تيأس فإنك ستصبح قادرا قريبا.

http://www.n0f.net/uploads/10-10-05~2.gif

نصائح قبل الإقلاع مباشرة:
لا تذكر نفسك بأنك لن تدخن طيلة عمرك وإنما فكر في التعامل مع كل يوم على حدة.
توقف عن حمل علبة سجائر معك في داخل البيت أو في مكان العمل واجعل الحصول عليها صعبا.
لا تنظف صحن إطفاء السجائر (الطفاية) بعد الاستعمال لأن هذا يذكرك بعدد السجائر ورائحته سيكون مزعجا.
ضع جميع أعقاب السجائر في وعاء زجاجي كبير لأن هذا يذكرك بمدى الأذى الذي يسببه المدخن لجسده.

نصائح ليوم الذي تقلع فيه عن التدخين:تخلص من جميع السجائر وعلب الكبريت وخبئ الولاعة في مكان بعيد.
قم بتنظيف جميع الملابس للتخلص من رائحة السجائر العالقة بها.
أحط نفسك بمناخ نقي ورائحة جميلة في البيت والعمل.
قم بزيارة طبيب الأسنان لتنظيف الأسنان وتخليصها من البقع التي فيها ولاحظ كيف أصبحت أنصع بياضا.
أشغل نفسك في يوم الإقلاع عن التدخين بعمل محبب إليك.
اقتن أو اشتر شيئا كنت تتوق إليه منذ فترة.
ابتعد عن باقي المدخنين (وهذا لفترة مؤقتة فقط وهي فترة الأسابيع الأولى من الإقلاع عن التدخين).
تذكر أن سيجارة واحدة فقط يمكن أن تبدد جهودك كلها وتؤدي إلى فشل محاولتك.
استخدم السواك كلما شعرت للحاجة لإمساك السيجارة.
لا تسمح لأي شيء أن يغبر رأيك.

نصائح تعينك على مقاومة النزعات وتنفرك من العودة إلى التدخين:
(1) عليك أن تذكر نفسك أنك قد أقلعت عن التدخين وأنت الآن في عداد الذين لا يدخنون،
ثم انظر إلى الحوافز التي تدفعك للتدخين
ثم اسأل نفسك: أين كنت عندما غمرتك نشوة التدخين؟
وماذا كنت تفعل؟
ومع من كنت؟
وبماذا كنت تفكر؟
ذكر نفسك بالدوافع التي دعتك للإقلاع عن التدخين.

(2) وردد على نفسك بصوت عالي ثلاثة من هذه الدوافع. اكتب هذه الدوافع الثلاثة ومقابلها ثلاثة دوافع للعودة ثانية للتدخين وقارن بينهما.

ترقب حدوث العوامل المثبطة وحاول أن تتفاداها:
حاول أن تجعل يدك مشغولة دائما (مثل التسبيح / السواك / الكتابة ...)
تفادى الأصدقاء المدخنين.
مارس النشاطات التي تجعل التدخين صعبا (الصلاة/ الرياضة ...الخ)
اشغل فمك بغير التدخين مثل أكل الفاكهة (الجزر/ التفاح/ الزبيب ..الخ) واقطع قصاصة بحجم السيجارة واستنشق هواء ... وأكثر من استعمال مطهر الفم.
إذا باغتتك رغبة العودة للتدخين فالجأ إلى تغيير موضعك ومحيطك .. فإذا كنت جالسا فتحرك واشغل نفسك بعمل يهمك.
تفادي الأماكن التي يسمح فيها بالتدخين خاصة في الأسابيع الأولى.
أنظر إلى ساعتك في كل مرة تباغتك فيها رغبة التدخين فستجد أنها تستمر فقط لبضع دقائق.
حفز وهيئ نفسك لكل عمل كنت تعمله في السابق كمدخن والآن تقوم به ولأول مرة كغير مدخن مثل أول إجازة كغير مدخن، أول رحلة طويلة بالسيارة كغير مدخن فإذا علمت أنك ستوضع في موقف كهذا فعليك أن تستعد له وتفكر في الطرق التي ستحميك من العودة للتدخين.

http://www.n0f.net/uploads/10-10-05~mte1426.jpg

نتائج الإقلاع عن التدخين

بعد التوقف عن التدخين بعشرين دقيقة:
يعود ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي.
يزداد تسارع دقات القلب.
تزداد درجة حرارة اليدين والقدمين نتيجة لتحسن الدورة الدموية في الأطراف فتعود إلى درجة حرارة طبيعية.


بعد التوقف عن التدخين بثمان ساعات (8 ساعات):
تعود نسبة أول أكسيد الكربون في الدم إلى نسبة طبيعية.
تعود نسبة الأكسجين في الدم إلى نسبتها طبيعية.
بعد التوقف عن التدخين بثمان وأربعين ساعة (48 ساعة):

تبدأ الأعصاب الدقيقة في النمو.
تبدأ حاسة التذوق والشم في التحسن التدريجي.

بعد التوقف عن التدخين باثنتين وسبعين ساعة (72 ساعة):
ترتخي القصبات الهوائية مما يجعل التنفس أسهل.
تزداد سعة الرئتين وتتحسن قدرتها على القيام بوظيفتها.

بعد التوقف عن التدخين بأسبوعين إلى ثلاثة أشهر:
تتحسن الدورة الدموية
ينشط الجسم ويسهل المشي لمسافات طويلة
تتحسن وظيفة الرئتين وقدرتها على القيام بعملها بما يزيد عن 30%.

بعد التوقف عن التدخين بشهر إلى تسعة شهور (9 شهور):
يقل كل من السعال واحتقان الجيوب الأنفية والشعور بالإرهاق وضيق التنفس.
تزداد الشعيرات الدقيقة في القصبات الهوائية والرئتين مما يزيد من قدرة الرئتين على طرد المخلفات والتسربات والتلوث وتنظيف الرئتين والدفاع ضد الأمراض والالتهابات الصدرية.
تزداد طاقة الجسم بشكل عام.

بعد التوقف عن التدخين بخمس سنوات (5 سنوات):تنخفض نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بسرطان الرئة من 72 حالة في المائة ألف إلى 37 حالة في المائة ألف (ما يعادل النصف ) وبعد عشر سنوات تصبح النسبة فقط 12 حالة في المائة ألف وهي تعادل نسبة الإصابة في غير المدخنين.

بعد التوقف عن التدخين لعشر سنوات (10 سنوات):
تتبدل الخلايا التي بدأت فيها التغيرات الأولية (التي تؤدي السرطان) بأخرى سليمة وصحيحة.
تنخفض نسبة الإصابة بجميع أنواع السرطان بما فيها سرطان الفم والبلعوم والمريء والمثانة والبنكرياس إلى أن تصل إلى معدلات مشابهة لمعدلات الأشخاص غير المدخنين.


إنتهى و أتمنى لكم التوفيق ..

و غداً إن شاء الله نتحدث عن الصحة في رمضان ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

سهم الاسلام
12-10-2005, 06:55 AM
السلام عليكم ..
أخوتي الأفاضل .. أعتذر عن التأخير ..
و نتابع موضوعنا عن الصحة ..

تعالو معنا لنتعرف على بعض فوائد الصيام الطبية و الصحية ..
فللصيام فوائد صحية كثيرة لا يغفل عنها فرمضان شهر للتدريب الجسمي و الروحي ، فمن تلك الفوائد :

- راحة الجهاز الهضمي فهو فترة راحة للجهاز الهضمي المسئول عن استهلاك و استقلاب الطعام
و بالتالي فان الكبد أيضاً يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم .
و لتحقيق هذه الغاية فعلى المسلمين الاقتداء بسنة الحبيب المصطفى بعدم الإكثار في وجبة الإفطار
حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم " ما ملئ ابن آدم وعاء شر من بطنه "

- و ذلك نقص الوزن المعتدل فخلال الصيام ينقص استهلاك السكريات و بالتالي فان مستوى سكر الدم ينخفض
و هذا يجعل الجسم يعتمد مخزونه من كولسترول الدم حيث أثبت الدراسات انخفاض مستوى الكولسترول في الدم أثناء الصيام

- و انخفاض ترسبه على جدران الشرايين مما يقلل من الجلطات القلبية و الدماغية و يجنب ارتفاع الضغط الدموي .
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم " صوموا تصحوا "

فسبحان الذي جعل في طاعته منفعة لعباده فلو بحث الإنسان في كل فرض فرضه الله عليه
لوجد فيه منفعة له في الدنيا و الآخرة فالله لا تنفعه طاعاتنا و لا تضره معاصينا و لكن هو خالقنا و يعلم ما ينفعنا
و ما يضرنا فكتب علينا ما فيه نفعنا و حرم علينا ما فيه ضررنا .

إلى هنا نقف
الصحة في رمضان
موعدنا اليوم في المساء
بعد صلاة التراويح
إن شاء الله
:)
و السلام

سهم الاسلام
12-10-2005, 10:06 PM
الفوائد العلاجية للصوم

هنالك أمراض خاصة ذكرها الأطباء و حرموا معها الصوم مثل : السل الرئوي وفقر الدم والحمى وغيرها..
إلا أنهم اتفقوا على أن الصوم يفيد كثيراً في أنواع من الأمراض وقد أظهرت عدة أبحاث علمية أجريت في السودان
و تركيا و الولايات المتحدة الأمريكية و مصر أن الصوم في أي وقت من أوقات السنة ليس له تأثيرات ضارة بل أن أثره في الجسم هو الفائدة لا الضرر.

وأوضح الطبيب المصري عصام العريان في بحثه الذي أجراه على 120 صائماً من الرجال والنساء في مختلف الأعمار ما يلي:

1- أن الصيام قد عمل على ضبط متوسط معدل الكلوكوز في الدم طول الشهر (80 - 120).

2- أنه قد ساعد على تخلص الجسم من الدهينات الزائدة.

3- أن الصوم يحدث انخفاضاً في معدل الكولسترول للصائمين الذين بدأوا الصوم بكولسترول مرتفع،
بينما لم يتأثر معدل الكولسترول للذين بدأوا الصوم وهو طبيعي لديهم.

4- إن الصوم يحدث انخفاضاً في مستوى حامض البوليك بينما لم يحدث أي تغيير في مستوى البولينا بالدم أثناء الصيام.

ويستفاد من أقوال بعض الأطباء المنشورة في جملة من الصحف والمجلات العامة والمتخصصة
أن الصوم ينفع في علاج أنواع عديدة من الحالات المرضية و منها :

1- السمنة والكرش: وهما داء الكسالى والأكلة والمترفين.

2- النقرس: المعروف قديماً بداء الملوك والمعروف بالأملاح في مصر.
3- ارتفاع الضغط الشرياني.
4- التهاب الكلى الحاد والحصوات البولية.
5- أمراض الكبد والحويصلة الصفراوية من الالتهابات والحصوات.
6- أمراض القلب المزمنة التي تصحب البدانة والضغط العالي.
7- مرض السكر، وقد كان علاج هذا المرض قبل اكتشاف الأنسولين هو الصوم والحمية.
8- اضطرابات المعدة المصحوبة بتخمر في المواد الزلالية والنشوية.

إلى غير ذلك من الأمراض الذاتية أو الفرعية التي يعرفها الأطباء وقد أجمعوا هم وجميع العلماء
والباحثين على أن لا ضرر مطلقاً من صوم رمضان بالطريقة الإسلامية الصحيحة لأن الجسم السليم يقوى على احتمال الجوع
والعطش لمدة أربع وعشرين ساعة دون أن يناله أي ضرر .
ويغنينا قول الرسول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى عن قول جميع الأطباء ،
حيث قال صلى الله عليه و سلم : (المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء) ولا يخفى أن الصوم هو رأس الحمية ..

- لا داعي للقلق .. هنالك حقيقة علمية مدهشة مفادها ( إن العمل الذهني وحده لا يفضي إلى التعب ) ، وقد لا يتصور ذلك أحد ولكن طائفة من العلماء
حاولوا منذ بضع سنين أن يتعرفوا على مدى احتمال المخ الإنساني للعمل قبل أن يدركه الكل ولشد ما كانت دهشتهم حين وجدوا
أن الدماء المندفعة من المخ وإليه، وهو في أوج نشاطه، خالية من كل أثر للتعب، ورأوا بأنه إذا أخذت عينه من دماء عامل يشتغل بيديه،
بينما هو يزاول عمله تكون حافلة بخمائر التعب وإفرازاته أما إذا أخذت عينة من الدماء المارة بمخ عالم مثل أنشتاين فلن تجد بها أثراً
لخمائر التعب حتى في نهاية يوم حافل بالنشاط الذهني.

فإذا كان الأمر كذلك فمن أين يأتي التعب إذا؟!

يقول الدكتور هادفيلد - وهو عالم نفس إنكليزي - في كتابه (سيكولوجيا القوة): إن الجانب الأكبر من التعب الذي نحسه ناشئ عن أصل ذهني،
بل الحقيقة أن التعب الناشئ عن أصل جسماني هو غاية في الندرة.

ويقول الأمريكي أ.أ.بريل: إن مائة في المائة من التعب الذي يحسه العمال الذين يتطلب عملهم الجلوس المتواصل راجع إلى عوامل نفسية
أي عاطفية من قبيل التبرم والضيق والقلق والإحساس بعدم الاستقرار النفسي والروتين والإحباط والتوتر و..

مثل هذه العوامل العاطفية التي يعاني العمال ضغوطها وهم جالسون في محل عملهم ترسلهم آخر النهار إلى بيوتهم ممسكين أدمغتهم من (الصداع العصبي).

وإذا كان التعب، الذي يأكل الأعمار ناجماً من القلق والتوتر والثورات العاطفية، فلا يمكن معالجته إلا عن طريق التوسل بالهدوء والاسترخاء.

ولعل أفضل شيء يوفر الهدوء والاسترخاء ويطرد القلق والتوتر والثورة النفسية هو الصوم وذلك لأمرين:

1- إنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة حتى لا تلح به المصائب والهموم.

2- الصوم من حيث يخفض ضغط الدم فإنه يخفف اللهب المسعور الذي يطارد الإنسان إلى الهرع والاندفاع والقلق والتوتر على أثر أي خسارة.

ولقد قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم ): " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سأله أحد فليقل: إني صائم "
ليعلمنا طريقة الاستفادة الكاملة من الصوم ورياضة الهدوء والاسترخاء التي بها يتم التغلب على الأمراض النفسية الخطيرة وأولها القلق.

هنا نقف .. و بدون قلق
أم ننتهي .. لأ .. :) سنتابع معكم غداً
إن شاء الله
الصحة في رمضان
تحية عطرة
و السلام عليكم

سهم الاسلام
14-10-2005, 08:27 AM
عشرون وصية طبية في رمضان

هل علينا شهر رمضان ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .
ومع إطلالة هذا الشهر المبارك يحلو الحديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان ,
ولكن هناك وقفات صحية ، ووصايا طبية ، لا بد أن نعيرها شيئا من الانتباه ليكون لنا رمضان أيضا الصحة والنشاط والعطاء .

ونستعرض في هذا المقال بعضا من تلك الوصايا :

1- كلوا واشربوا ولا تسرفوا "الأعراف " :
تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات .
فإذا جاء شهر رمضان ، والتزم الصائم بهذه الآية ، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة ،
وخرج في نهاية شهر رمضان ، وقد نقص وزنه قليلا ، وانخفضت الدهون ، يكون في غاية الصحة والسعادة ،
وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه ، وارتياحا في جسده . فالكنافة والقطائف وكثير من الحلويات واللحوم والدسم تتحول في الجسم إلى دهون ،
وزيادة في الوزن ، وعبء على القلب . وقد اعتاد الكثير منا على حشو بطنه بأصناف الطعام ، ثم يطفئ لهيب المعدة بزجاجات المياه الغازية أو المثلجات .

وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ،
فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .

2- لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر :
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه .. وفي التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة .
فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ،
مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء .

3- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر :
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة .
وعن أنس رضي الله عنه ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء ” رواه الترمذي وأبو داود ،
فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفع عنه الجوع ، مثلما هو بحاجة إلى الماء .
والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة ،
كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .

4- أفطر على مرحلتين :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره .
وفي ذلك حكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ،
ويزول الشعور بالعطش والجوع . ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالمهم .
ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .

5- اختر لنفسك غذاء صحيا متكاملا :
فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ، واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية بالألياف ،
كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع ، فتأكل كمية أقل من باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان .
كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم وتلبك الأمعاء .

6- ضرورة تناول وجبة السحور :
فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بضرورة تناول وجبة السحور ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء
والصداع أثناء نهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد ..
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : “ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور “
ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها .

7- وصية لتجنب الإحساس بالعطش :
حاول تجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور لأنها تزيد الاحساس بالعطش .
ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعة التحضير .
واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.

8- وصية لتجنب الإمساك :
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ،
وحاول أن تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.

9- تجنب النوم بعد الإفطار :
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله .
ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام .. وتظل النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم ، ث
م النهوض لصلاة العشاء والتراويح ، فهي تساعد على هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم .

10- رمضان فرصة للتوقف على التدخين :
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه المرء عن التدخين ،
فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص الأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ،
وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا .
والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك .
فإذا كنت أيها الصائم تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار ، فلماذا لا تداوم على ذلك . وليس هذا صعب بالتأكيد،
لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة ، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك .

11- إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب :حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه .. فماذا يفعل الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ،
وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام ( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ،
وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبع طاقة ضائعة .
وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المصابين بهذا المرض ،
كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول ، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين .

12- وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان :
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ،
وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ، والباقي بعد أربع ساعات .
كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن الزبادي ، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات
أما لمرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية .
كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها إنها صومها واستشارة الطبيب .

13- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين :
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل ،
ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر معه هذه الخيانة ،
ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام .
وعلى الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه ، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسارع بإفطاره .
وهناك عدد من الأمراض التي تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها .
وينصح الأباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر الغذائية ، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور

14- فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة أيام أخر “البقرة 184? :
فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه
إلى زيادة المرض عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار .
والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحامل المريض على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ،
غير أنه إذا شق عليه الصوم مشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان المريض أولى من المسافر بهذا ،
لأن المسافر الذي يشق عليه السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشد خطرا ، ولهذا قدم في القرآن على السفر .

15- إن كنت مريضا راجع طبيبك قبل البدء بالصيام :
فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلم المعالج ، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ،
وهو الذي يعطي المريض النصيحة المثلى والإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة العلاج ،
وقد يضطر لتعديل طريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء .

16- وصية لمرضى القلب :
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر .
فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم .
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام ،
وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم .
وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام ،
أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام .
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة ، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد ،
والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم .

17- وصية للمصابين بالحصيات الكلوية :
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان . أما إذا كانت لديهم حصيات ،
أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية .
ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة .
ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ،
كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها .

18- وصية لمرضى السكر :
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام ، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له .
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية ، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار ، والثانية بعد صلاة التراويح والثالثة عند السحور .
يفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ،
والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب .
وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا .

19- وصية للمصابين بعسر الهضم :
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المرئ
أو أي سبب عضوي آخر .
وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام ، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات ، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة ،
والابتعاد عن البهارات والمسبكات .

20- وصية أخيرة : هل حقا نحن نصوم رمضان ؟
فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزق الحلال . وهو حركة في الليل في صلاة التراويح ،
وهو دعوة لجسم سليم …وقلب تائب لله ، طامع في رحمته .
ولكن للأسف الشديد ، فإن الصيام الذي يمارسه البعض منا ،
ليس هو الصيام الذي شرعه الخالق ، فهو نوم لمعظم النهار ، وغضب لأتفه الأسباب ن بدعوى الصيام .
فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ، وتخمة وسهر في اللهو و العبث في ليل رمضان

أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كل عام ؟

أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ،
وفوق هذا وذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟


كتبها
د. علي بن محمد الشكري
نقلها
;)
سهم الاسلام

تحية عطرة لكم
و صياماً مقبولاً
إن شاء الله
و شكراً لكم جميعاً
زواراً و أعضاءاً و أخوتاً
على متابعة المجلة
فتابعونا و لا تنسونا
من الدعاء الطيب في جوف الليل

و السلام عليكم

سهم الاسلام
16-10-2005, 07:05 AM
الأطباء يؤكدون أن الصيام بديل لعمليات التجميل

دراسة أمريكية حديثة أثبتت أن الجوع يطيل عمر الشباب، خصوصاً شباب المرأة.. وأن الماء هو سر الشباب الدائم للبشرة، وللجلد بصفة عامة..

وقام طبيب باكستاني مسلم بتأكيد هذه النظرية على المرأة المسلمة في شهر رمضان، حيث أكد أن المرأة الصائمة والملتزمة بالصلاة تكون أكثر جمالاً ونضارة وحيوية، وأن المرأة التي تواظب على الصلاة والصوم بقية العام يطول عمر شبابها ثلاثة أضعاف عن العمر الافتراضي الطبيعي لشباب ونضارة الجلد والبشرة عند النساء.

وفي تطور آخر أكد الدكتور مصطفى نوفل أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية في مصر: أن التمر والحليب عاملان مهمان جداً في حيوية ونضارة المرأة أثناء الصيام، ومواظبة المرأة عليهما مع الوضوء الذي ينظف البشرة ويزيل الدهون والشحوب من عليها، يعد بمثابة عملية علاج طبيعي للمرأة طوال شهر رمضان.

وقال د. نوفل: على المرأة المسلمة الابتعاد أيضاً عن المواد الحريفة والدهون في رمضان، وأن تمارس رياضة المشي بعد الإفطار، فهذا من شأنه أن يزيد جمالها ورونقها دون أن تضع أي مساحيق تجميل على وجهها، خصوصاً إذا التزمت المرأة بروحانية الشهر والاعتدال في كل شيء من أجل أن تظل جميلة بدون ماكياج طوال الشهر الكريم.. ويمكن أن يمتد ذلك طوال العام. . السؤال هنا..

كيف تتمكن المرأة من ذلك؟

ربما تبدو الكثير من السيدات والفتيات عندما يستغنين عن (الماكياج) وكأنهن مريضات، بسبب الشحوب البادي على وجههن والإجهاد الذي لا تخطئه عين الزوج، لكن كيف تظل المرأة جميلة في الشهر الكريم، جمال الطبيعة وليس الجمال الاصطناعي؟

يقول الدكتور حسام الدين محمد أستاذ جراحات التجميل: إن الوضوء بانتظام في الشهر الكريم يجعل الوجه أكثر نضارة لأنه يعمل على إزالة الأتربة والدهون الزائدة من البشرة، مع مراعاة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) الموجودة في الخس والجرجير والجزر، وأيضاً تناول حساء الخضر بأنواعها وتناول اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء المشوية والكبد والسمك المشوي واللبن ومشتقاته وإعداد الطعام بزيت الصويا أو عباد الشمس أو الزيتون، وأيضاً تناول الفواكه الطازجة بكميات كافية، ويفضل احتساء العصائر الطبيعية بدون سكر. ويؤكد الأطباء أن الالتزام بهذه النصائح يعد بديلاً حقيقياً لعمليات التجميل الخاصة بنضارة الوجه والبشرة.


جمالاً.. وحيوية
ويضيف د. حسام الدين: أن هناك بعض الأطعمة التي تزيد من شحوب الوجه، وهي فواتح الشهية والصلصة الحريفة بكثرة والدهون والحلويات الشرقية الدسمة وفي إطار المشروبات يفضل الابتعاد عن القهوة والشاي والمياه الغازية، علماً بأن اللجوء إلى الريجيم إلى درجة الإصابة (بالأنيميا) يفسد أي علاج للبشرة ويسبب إجهادها وإرهاقها مما يجعل المرأة تبدو مريضة، والغريب أن كثيراً من السيدات لا يفهمن معنى كلمة (ريجيم) فهي لا تعني الإقلال من الطعام أو الامتناع تماماً عن نوعيات معينة من المأكولات، ولكن المعنى الحقيقي (للريجيم) هو الأخذ بنظام معين للتغذية واتباعه دون الإخلال بالطاقة الحقيقية التي يحتاج إليها الجسم من فيتامينات وأملاح معدنية ومواد كربوهيدراتية وغيرها، هذا إلى جانب أن البيئة التي نعيش فيها تساعد على راحة أو إجهاد البشرة، فمثلاً المكان الذي يتوافر فيه الجو النقي ونسبةالأوكسجين المطلوبة للجسم يضفي الراحة والحيوية على الجسم كله، وبالتالي يعود على البشرة بالنضارة ويؤدي إلى زيادة عدد كريات الدم الحمراء ويترتب على ذلك تدفق الدماء إلى الوجه فيشرق.
وينصح الدكتور حسام الدين بضرورة الابتعاد عن الدهون (والمسبكات) والمكسرات الدسمة لأن كل هذا يؤذي البشرة، إلى جانب الاهتمام بوضعالكريمات المغذية والمرطبة للبشرة، مع الأخذ في الاعتبار أن الحصول على قسط وافٍ من النوم يجعل الوجه أكثر جمالاً وحيوية.


المشي بعد الإفطار
ويضيف د.حسام الدين: من الأهمية بمكان ممارسة المشي لمدة ربع ساعة يومياً بعد الإفطار، أو على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وذلك من أجل هضم الطعام بشكل جيد، وهو الأمر الذي يفيد الجسم عامة والوجه بشكل خاص، كما أن ممارسة أي نوع من التمرينات الرياضية مفيد جداً، على أن يكون ذلك بعد الإفطار بنحو ساعتين على الأقل.
ويتابع د.حسام الدين: وهناك بعض التمرينات التي تفيد الوجه وتساعد على تألقه وحيويته، فيمكن للمرأة تدليك الوجه بأطراف الأصابع بداية من الخدين في حركات دائرية باتجاه الأذن، ثم إجراء حركات دائرية بأطراف الأصابع في منتصف الجبهة حتى الوجنتين، وأيضاً يمكن القيام بحركات تدليك دائرية في منطقة أعلى الفم. وهذه التمرينات تساعد على تنشيط الدورة الدموية في الوجه وتخلصه من تراكم الدهون والأتربة، مما يجعل البشرة أكثر جمالاً، خصوصاً إذا داومت المرأة على الاستمرار في هذه التمرينات حتى لو مرة واحدة في اليوم.


جمال طبيعي
أما (ماصك) الوجه بالأعشاب الطبيعية مفيد جداً وهو أفيد من عمليات شد الوجه وغيرها، خصوصاً والمرأة مشغولة في أعمال المطبخ فإن عمل (الماصك) بالأعشاب يحمي وجهها من الأبخرة المتصاعدة أثناء عمليات الطهي وإعداد الولائم والعزائم الرمضانية، التي تتطلب قضاء المرأة وقتاً طويلاً بالمطبخ هذا إلى جانب الهدوء والراحة النابعة من روحانيات رمضان تجعل الوجه جميلاً وهادئاً فتبدو المرأة جميلة أكثر من أي وقت آخر. وهناك تركيبة أعشاب طبيعية للبشرة الدهنية، فيمكن للمرأة وضع مقادير متساوية كمقدار ملعقة كبيرة مثلاً من الدقيق والزبادي وعسل النحل وعصير التفاح مع قليل من زيت اللوز والخل وورق البقدونس ويتم خلط هذه المقادير في الخلاط جيداً وتصفى وتوضع في إناء مغطى ثم يدهن بها الوجه جيداً فتعطي إحساساً بالنعومة وبريقاً وحيوية، لأن هذه التركيبة غنية بالفيتامينات والبروتينات المغذية للبشرة. وبالنسبة للبشرة الجافة، يمكن للمرأة خلط نفس المقادير من عسل النحل وزيت اللوز وصفار البيض وزيت الخروع مع بعض أوراق النعناع، وتخلط المقادير في الخلاط جيداً وتوضع على الوجه لمدة ساعة كل يوم، وهذا الخليط يساعد على فرد تجاعيد الوجه وتغذيته.


التوازن والاعتدال
أما الدكتور محمد هيثم الخياط - نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط فيقول: من المعروف أن الصيام هو في الأصل عبادة ومن فضل الله أنه ذكر لنا الحكمة منه فقال عز من قائل: {كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} والوقاية تشتق من التقوى.. أي وقاية الإنسان من الضرر وهذا ما نجده بالفعل إذا صام الإنسان صوماً حقيقياً، وقد ورد في الأثر (صوموا تصحوا) فالوقاية إذا صام تتمثل فيما أمر الله به عز وجل من وسطية واعتدال ونفهم من ذلك أن الله سبحانه وتعالى يريد من المسلم أن يتناول الطعام والشراب ولا ينقطع عنهما ترهباً أو زهداً في غير محله، ولكنه في الوقت نفسه يضع لنا ضابطاً يضمن عدم إساءة استعمال هذه النعمة فقوله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تُسْرِفُواْ} يعني تجاوز الحدود ومخالفة التوازن الذي وضعه الله سبحانه وتعالى {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ}
وهذا الشهر الكريم مناسبة لتنقية روحه وجسدهفالإنسان يحتاج إلى تناول الطعام من أجل تزويد جسده بالطاقة اللازمة لقيامه بمختلف التفاعلات الحيوية لكن إذا تناول أكثر من حاجته فهذه الزيادة لا تلبث أن تتراكم في جسده مما يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض التي يطلق عليها أمراض الرخاء مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والقلب والشرايين فالصوم شهراً كاملاً مناسبة مهمة للتخلص من هذه الرواسب، لكن من المؤسف أن كثيراً من الناس لا يستفيدون من هذه العبادة الروحية والجسدية ويصبح الشهر بالنسبة لهم شهر إفراط في تناول الأطعمة ويفقدهم ذلك مزاياه الروحية، حيث يتقاعسون عن صلاة القيام أو أداء النوافل التي يضاعف أجرها في رمضان ومن أجل ذلك كان من الضروري أن نلتزم بما أمر الله به بالاعتدال في المأكل ، ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس.


ومن الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون التركيز على وجبة الإفطار مع أن للسحور فائدة صحية لأن نفس الكمية من الغذاء إذا قسمه على عدد أكبر من الوجبات فإنها تخفف من حدوث السمنة، فضلاً عن أن تناول طعام خفيف قبيل صلاة الفجر يقي من إصابة الإنسان بالصداع وهو ما يحدث غالباً لمن لا يتسحرون إلى جانب أن السحور يساعد في النهوض لصلاة الفجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة).

سيريا نيوز

سهم الاسلام
18-10-2005, 07:57 AM
الحمدلله ..
أخوتي الأحبــة ..

جميل جداً أن نتعرف عن أحداث شهر رمضان المبارك و لو بمعلومات قصيرة فهي مهمة تفيدنا و تثقفنا بالمعلومات ..
أحداث رمضانية ..
و قد قسمته إلى قسمين الأول : من 1 إلى 15 رمضان و الثاني : من 16 إلى 30 رمضان ..

بسم الله نبدأ ..
القسم الأول :

..: 1 رمضان :..

رمضان هو شهر القرآن، به نزل، وبه يكثر إلهاج المسلمين تلاوة وحفظا،
وبه اشتهر مقرئون عظام، قرءوه مرتلا ومجودا..
فما هي قصة ما نسمعه من المصحف المرتل؟… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article16a.shtml)

1 من رمضان 1286 هـ = 25 من ديسمبر 1869م
مولد "شكيب أرسلان" أمير البيان، أحد دعاة الوحدة العربية، وأول من دعا إلى إنشاء جامعة عربية،
وهو من أبرز راود الإصلاح وزعماء التحرر الوطني ضد الاستعمار،
وصاحب أكبر عدد من المقالات والرسائل والأحاديث،
ومؤلف "الحلل السندسية" و"تاريخ غزوات العرب"… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article16.shtml)

1 من رمضان 1318هـ = 12 من ديسمبر 1901م
جوجليلمو ماركوني ينجح في تحقيق أول بث إذاعي عبر المحيط الأطلنطي،
والمعروف أن ماركوني عالم فيزيائي إيطالي،
حصل على جائزة نوبل بالاشتراك؛ للتحسينات التي أدخلها على الإرسال التلغرافي اللاسلكي.

1 من رمضان 1425هـ= 15 من أكتوبر 2004م
استشهاد 110 فلسطينيين بينهم 30 طفلا
وإصابة ما يزيد عن 400 فلسطيني نصفهم من الأطفال خلال عملية اجتياح واسعة
لشمال قطاع غزة استمرت 17 يوما، وسمتها إسرائيل "أيام الندم".

- . - . - . -
..: 2 رمضان :..

من رمضان 114 هـ = 26 من أكتوبر 732م
اشتعال معركة "بلاط الشهداء" بين المسلمين
بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" والفرنجة بقيادة "شارل مارتل"،
وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"،
وقد اشتعلت المعركة مدة عشرة أيام من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان،
ولم تنته المعركة بانتصار أحد الفريقين، لكن المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article17.shtml)

2 من رمضان 702 هـ = 20 من إبريل 1303م
نشوب معركة مرج الصفر بالقرب من دمشق بين المغول بقيادة "قتلغ شاه" والمماليك بقيادة الناصر "محمد قلاوون"،
وانتهت المعركة بنصر المماليك الذين أبلوا بلاء حسنا،
ولما بلغت أنباء هذه الهزيمة "محمود غازان" سلطان المغول اغتم واشتد حزنه، ثم لم يلبث أن توفي كمدا.

2 من رمضان 996 هـ = 26 من يوليو 1588م
الجيش البولوني المعزز بوحدات الصاعقة التركية يهزم الجيش الألماني في معركة كارفو،
ويأسر الأرشيدق الألماني سيجموند. ويرجع سبب هذه المعركة إلى رغبة الألمان في السيطرة على العرش البولوني
الذي كان تابعا للدولة العثمانية حتى عام 1592م.

2 من رمضان 1135هـ= 5 يونيو 1723م
مولد الاقتصادي البريطاني "آدم سميث" أشهر الاقتصاديين الكلاسيكيين،
وصاحب الكتاب الشهير "ثروة الأمم"، وتوفي "سميث" سنة 1790م.

2 من رمضان 1264 هـ = 2 أغسطس 1848م
الجيش التركي يدخل رومانيا، وقد ردت روسيا على هذه الخطوة من تركيا باحتلال مولدافيا،
وذلك في إطار التنافس بين الدولتين في منطقة البلقان في أوربا.

2 من رمضان 1361 هـ =13 سبتمبر 1942 م
توقف جريدة "النديم" أهم الصحف الهزلية في تونس عن الصدور بعد 22 عاما من الاستمرار.

2 من رمضان 1369هـ=17 يونيو 1950م
توقيع "معاهدة الدفاع المشترك" بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية،
وتتضمن المعاهدة بنودا تتعلق بفض المنازعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية،
وبنودا تتعلق بمواجهة أي عدوان مسلح ضد الدول الأعضاء، إلا أن هذه المعاهدة لم تدخل حيز التطبيق منذ توقيعها.

2 من رمضان 1373هـ = 5 من مايو 1954م
حكومة ثورة يوليو 1952م في مصر تغلق جريدة "المصري" لصاحبها أحمد أبو الفتح،
وتستولي على ممتلكات الجريدة وعلى مبانيها، بعد صدور قانون "تطهير الصحافة"،
وقد صدرت جريدة "المصري" سنة 1936م، وكانت من الجرائد التي تطالب بالحرية والحياة البرلمانية في مصر، وكانت تتميز بالجرأة في عرض قضاياها.

2 من رمضان 1402 هـ = 24 يونيو 1981 م
اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في بريطانيا يعقد مؤتمره التاسع عشر تحت شعار "التربية كوسيلة لإعداد الدعاة".

- . - . - . -
..: 3 رمضان :..

3 من رمضان 65هـ = 14 من نوفمبر 683م
وفاة مروان بن الحكم، مؤسس الدولة الأموية الثانية، صاحب عدد من الإنجازات الحضارية،
مثل: ضبط المكاييل، والأوزان. توفي بدمشق سنة 65هـ.... تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article18.shtml)

3 من رمضان 1305هـ = 13 مايو 1888م
البرازيل تلغي العمل بنظام الرق. ويرجع اكتشاف البرازيل إلى عام 1500م عندما اكتشفها البحار البرتغالي "بيدروكابرال"،
وتدفق البرتغاليون عليها، وأبادوا السكان الأصليين، ثم أخذولاا في جلب الرقيق من إفريقيا عام 1550م،
وفي 1888م ألغي الرق، وفي العام التالي أعلنت البرازيل جمهورية.

3 من رمضان 1305هـ = 14 من مايو 1888م
مولد "ماري عبده" صاحبة مجلة "العروس" إحدى رائدات الصحافة النسائية السورية، أنشأت مجلة "العروس" كأول مجلة نسائية سورية،
وترجمت بعض الكتب الأجنبية، توفيت في ديسمبر 1965م.

3 من رمضان 1307هـ = 22 من إبريل 1890 م
استشهاد القائد المسلم الأمير "رابح بن الزبير" الذي أقام مملكة إسلامية في منطقة "تشاد"،
كانن عاصمتها مدينة "ديكوا" بعد قيام الفرنسيين بغزو مملكته والدخول إلى العاصمة "ديكوا".

3 من رمضان 1329هـ = 28 من أغسطس 1911م
مولد الكاتب والمؤرخ حسين مؤنس، ولد بالسويس، وتلقى تعليمه الجامعي بجامعة القاهرة،
وبعد التخرج عمل بالجامعة والصحافة.
ترك مؤلفات كثيرة من أشهرها "أطلس تاريخ الإسلام"، و"موسوعة تاريخ الأندلس".

3 من رمضان 1358هـ = 16 أكتوبر 1939 م
توقف مجلة النذير عن الصدور، وهي إحدى المجلات التي كانت تصدرها جماعة الإخوان المسلمين.

3 من رمضان 1362هـ = 3 من سبتمبر 1943م
استسلام إيطاليا للحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكانت إيطاليا قد دخلت الحرب سنة 1940 م بعد تحالفها مع ألمانيا النازية،
لكن بعد سلسلة من الهزائم اضطرت للتسليم للحلفاء بعد نزول القوات البريطانية والأمريكية لجنوب إيطاليا.

3 من رمضان 1402هـ = 25 يونيو 1982 م
وفاة المؤرخ اللبناني الكبير عجاج نويهض أحد أعلام الدراسات التاريخية ومترجم كتاب حاضر العالم الإسلامي الذي كتبه لوتروب وهو الأصل،
لكن شكيب أرسلان زاد فيه زيادة بلغت حجم الكتاب الأصلي.

- . - . - . -
..: 4 رمضان :..

4 من رمضان 927 هـ = 8 من أغسطس 1521م
السلطان العثماني ينجح في فتح مدينة بلغراد التي كانت تعد مفتاح أوربا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية،
وقد حاصر العثمانيون هذه المدينة ثلاث مرات: سنة 1441م و1456م و1492م
لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا في عهد القانوني.

4 من رمضان 1073 هـ = 12 من أبريل 1663م
الدولة العثمانية تعلن الحرب على ألمانيا بعد 56 عاما من معاهدة سيتفاتوروك التي أوقفت الحرب السابقة بين الجانبين،
وكان سبب الحرب هذه المرة هو بناء الألمان قلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية.

4 من رمضان 1264هـ = 4 أغسطس 1847م
ذكرى مولد الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني.

4 من رمضان 1341هـ = 19 إبريل 1923م
ذكرى صدور دستور 1923 في مصر، الذي يعد أهم دستور صدر قبل ثورة يوليو 1952،
وقد جاء هذا الدستور بعد ثورة 1919، وتأثر بمناخها السياسي والشعبي؛
ونص على أن الأمة هي مصدر السلطات… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article19.shtml)

4 من رمضان 1363 هـ = 23 من أغسطس 1944م
وفاة الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني آخر خلفاء الدولة العثمانية، في منفاه في باريس عن عمر يناهز 76 عاما،
وقد قضى 20 عاما في منفاه بعد إلغاء الخلافة وطرده من تركيا في مارس 1923، ودفن في المدينة المنورة.

4 من رمضان 1390هـ = 3 من نوفمبر 1970م
الملك حسين بن عبد الله يعلن الأحكام العرفية في الأردن، ويعين مستشاره العسكري حابس المجالي حاكما عسكريا عاما للأردن،
ويشكل وزارة جديدة برئاسة الزعيم داود خلفا لوزارة عبد المنعم الرفاعي المستقيلة، ويعين حكاما عسكريين في كل محافظات الأردن.

- . - . - . -
..: 5 رمضان :..

5 من رمضان 666هـ = 19 من مايو 1268م
نجاح المسلمين بقيادة بيبرس في استرداد مدينة إنطاكية من يد الصليبيين بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم 170 عامًا،
وكان لوقوعها صدى كبير، فقد كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبيون في الشرق سنة 491هـ = 1097م… URL=http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article20.shtml]تفاصيل ç [/URL]


5 من رمضان 1310 هـ= 23 مارس 1893 م
مولد الشاعر الكبير محمود بيرم التونسي... URL=http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/06/article4.shtml]تفاصيل ç [/URL]

5 من رمضان 1336 هـ = 14 من يونيو 1918م
الجيش العثماني يحتل مدينة تبريز الإيرانية أثناء الحرب العالمية الأولى.

5 من رمضان 1367هـ= 11 من يوليو 1948م
وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة "موشيه ديان" ترتكب مجزرة في مدينة اللد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية.
واحتمى المواطنون من الهجوم في مسجد دهمش، وقتل في الهجوم 426 فلسطينيا.
ولم يتم الاكتفاء بذلك بل بعد توقف عمليات القتل اقتيد المدنيون إلى ملعب المدينة حيث تم اعتقال الشباب،
وأعطي الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيرا على الأقدام دون ماء أو طعام؛
ما تسبب في وفاة الكثير من النساء والأطفال والشيوخ.

5 من رمضان 1373 هـ = 7 مايو 1954 م
حركة الفلاقة التونسية المقاومة تكثف عمليات مقاومتها للفرنسيين بعد هزيمة فرنسا في الهند الصينية.

5 من رمضان 1375 هـ = 15 إبريل 1956م
الحبيب بورقيبة يشكل أول وزارة تونسية بعد استقلال تونس عن فرنسا.

5 من رمضان 1384 هـ = 7 يناير 1965 م
المغرب يعين مولاي حسن بن إدريس العلوي وزيرا للشئون الموريتانية والصحراء الغربية.

5 من رمضان 1409 هـ = 10 إبريل 1989م
نشوب أزمة حدودية حادة بين موريتانيا والسنغال ترجع إلى مشاكل الرعي والتداخل السكاني بين البلدين.

5 من رمضان 1421 هـ = 9 من مارس 1992م
وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن، ولد بيجن في روسيا البيضاء عام 1913،
وهاجر إلى فلسطين عام 1942، وأسس منظمة "أرجون" الصهيونية الإرهابية التي نفذت مذبحة "دير ياسين"،
رأس بيجن حزب الليكود عام 1973م، ورأس الوزراء عام 1977، واستمر في الوزارة حتى عام 1983م،
وقام بعقد معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، وقام بغزو لبنان عام 1982م، وحصل على جائزة نوبل للسلام.

- . - . - . -
..: 6 رمضان :..

6 من رمضان 1208 هـ = 27 من مارس 1794م
الرئيس الأمريكي يحصل على صلاحيات في صرف مبلغ يزيد على 688 ألف دولار،
لإنشاء سفينة متينة يمكنها صد هجمات القراصنة الأتراك التي تتعرض لها السفن الأمريكية،
وكانت تلك هي البداية الحقيقية لوضع حجر الأساس لتأسيس قوة بحرية وصناعة سفن أمريكية.

6 من رمضان 1292 هـ = 6 من أكتوبر 1875م
محمود نديم باشا –رئيس وزراء الدولة العثمانية– يصدر قرارا عرف باسم "قرارات 6 من رمضان"
تتضمن تخفيض فائدة الديون الخارجية المستحقة على الدولة العثمانية والبالغة 200 مليون قطعة ذهبية إلى النصف،
وأثار هذا القرار غضب إنجلترا وفرنسا.

6 من رمضان 1358 هـ = 19 اكتوبر 1939 م
المناضلون الليبيون في الخارج يعقدون اجتماعا في الإسكندرية يجددون فيه البيعة لـمحمد إدريس السنوسي بالإمارة في ليبيا.

- . - . - . -
..: 7 رمضان :..

7 من رمضان 361هـ = 22 من يونيو 971م
افتتاح الجامع الأزهر للصلاة بعد أن أتمّ جوهر الصقلي بناءه في القاهرة العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية،
وظل منذ ذلك الوقت حتى الآن مركزًا من مراكز الإشعاع الحضاري في العالم الإسلامي… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article22.shtml)

7 من رمضان 362هـ =10 يونيو 973م
الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" يدخل القاهرة، عقب قدومه مع أركان دولته من المغرب،
ولد المعز 319هـ، وتسلم الحكم سنة 341هـ، وقضي 24 عاما في الحكم، وتوفي سنة 365هـ،
وهو رابع الخلفاء الفاطميين، وقد بدأت الدولة الفاطمية بعبيد الله المهدي سنة 297هـ، وانتهت بالخليفة العاشر "الآمر بأمر الله" سنة 567هـ.

7 من رمضان 960 هـ = 17 من أغسطس 1553م
القائد البحري العثماني طرغد بك يستولي على جزيرة كوريكا ومدينة كاتانيا في صقلية، بعد إبادته لحاميتها، وتخليصه لسبعة آلاف أسير مسلم،
ثم قام بتسليم كوريكا للفرنسيين الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا أمام الأسبان الذين سيطروا عليها في نفس العام


- . - . - . -
..: 8 رمضان :..

8 من رمضان 83هـ = 5 من أكتوبر 702م
مولد الإمام "جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب"، المعروف بـ "جعفر الصادق"، من كبار التابعين،
أحد الأئمة المجتهدين، اشتهر بالتبحر في الفقه مع معرفة واسعة بعلم الكيمياء… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article23.shtml)

8 من رمضان 431 هـ = 23 مايو 1040 م
السلطان السلجوقي طغرل بك ينتصر على جيش الدولة الغزنوية في معركة دندانكان،
ويستولي على خراسان، ويجبر الغزنويين على الاعتراف بالدولة السلجوقية كأكبر وأقوى دولة في المنطقة.

8 من رمضان 455هـ = 4 من سبتمبر 1036م
ولاية السلطان السلوجوقي "ألب أرسلان"، بعد وفاة عمه السلطان "طغرل بك" المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة،
ويعد ألب أرسلان من كبار رجال التاريخ، وصاحب الانتصار الخالد على الروم في معركة "ملاذ كرد".

8 من رمضان 1315 هـ = 31 من يناير 1898م
صدور مجلة "أنيس الجليس" النسائية في مدينة الإسكندرية، أصدرتها "ألكسندرا ميلتادي"، وكانت المجلة واسعة الانتشار، واستمرت في الصدور 10 سنوات حتى توقفت نهائيا عام 1908م.

8 من رمضان 1365 هـ = 6 أغسطس 1946 م
المناضل الجزائري فرحات عباس يؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري U.D.M.A.
وكان شعاره: نعم للاستقلال نعم للارتباط بفرنسا في شكل جمهورية جزائرية.

8 من رمضان 1388 هـ = 29 نوفمبر 1968 م
الحكومة الإندونيسية تمنح المؤسسة الدينية الطاهرية الصفة الرسمية، ومنشئ هذه المؤسسة هو محمد طاهر رجبلي.

8 من رمضان 1390 هـ = 6 نوفمبر 1970 م
إقصاء رئيس الوزراء التونسي الباهي الأدغم عن منصبه أثناء تواجده في الأردن للمصالحة بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية بتكليف من جامعة الدول العربية.

8 من رمضان 1425هـ = 22 من أكتوبر 2004م
وفاة الشيخ عباس السيسي أحد رموز الدعوة الإسلامية، وأحد تلاميذ حسن البنا مؤسس دعوة الإخوان المسلمين، اشتهر بكتابه "الدعوة إلى الله حب" الذي صار عنوانا لمدرسة دعوية كاملة.


- . - . - . -
..: 9 رمضان :..

9 من رمضان 297هـ = 22 من مايو 910م
وفاة الفقيه الظاهري محمد بن داود بن علي، أحد أئمة الفقه في القرن الثالث الهجري،
خلف أباه في حلقته الفقهية، ونشر المذهب الظاهري الذي أسسه أبوه، واشتهر بكتابه "الزهرة"… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article24.shtml)

9 من رمضان 1326 هـ = 5 من أكتوبر 1908م
القيصر النمساوي فرانتس جوزيف الأول 1830-1916م يعلن ضم بلاد البوسنة والهرسك ذات الأغلبية المسلمة إلى بلاده بعد 30 عاما من احتلالها
واغتصابها من الدولة العثمانية التي كانت تتبعها البوسنة والهرسك، وذلك في إطار خطة تقسيم أملاك الدولة العثمانية.

9 من رمضان 1326 هـ = 5 من أكتوبر 1908م
بلغاريا تعلن انفصالها عن الدولة العثمانية وتعلن قيام نظام الحكم الملكي فيها من جانب واحد، وقد وافقت الدولة العثمانية على هذا الاستقلال في إبريل 1909 مقابل حصولها على 5 ملايين ليرة ذهبية.
كانت مساحة بلغاريا آنذاك أكثر من 96 ألف كم2، ويزيد عدد سكانها على 4 ملايين نسمة.

9 من رمضان 1332 هـ = 1 من أغسطس 1914م
ألمانيا تعلن الحرب على روسيا أثناء الحرب العالمية الأولى،
وقد تسببت هذه الحرب في تفشي الفقر والبطالة في روسيا مما مهد الطريق لنشوب ثورة أكتوبر الشيوعية التي استولى خلالها البلاشفة على الحكم في روسيا.

يتبع ...

سهم الاسلام
18-10-2005, 08:05 AM
تابع ..

..: 10 رمضان :..

10 من رمضان 8هـ = 1 من يناير 630م
قيام الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بالتحرك لفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، الذي سُمي بعام الفتح،
وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي –صلى الله عليه وسلم- في الدعوة، وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية... تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article25b.shtml)

10 من رمضان 485هـ = 14 من أكتوبر 1092
وفاة الوزير أبي علي الحسن علي بن إسحاق، المعروف بنظام الملك، أحد مشاهير الوزراء في التاريخ الإسلامي، وصاحب المدارس النظامية… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article25.shtml)

10 من رمضان 961 هـ = 9 من أغسطس 1554م
نشوب حرب بحرية طاحنة في مضيق هرمز بالخليج العربي بين الأسطولين العثماني والبرتغالي
استمرت 18 ساعة بدون توقف، لم تؤد إلى نصر كامل لأحد الفريقين.

10 من رمضان 1129 هـ = 18 من أغسطس 1717م
الأمير الألماني أوجين يسيطر على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية بعد 42 يوما من الحصار،
وقد سقط من العثمانيين 20 ألف شهيد أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلال الألماني لبلغراد 22 عاما.

10 من رمضان 1368 هـ = 18 يوليو 1949م
تشكيل أول حكومة في برقة برئاسة فتحي الكيخيا الذي تولى منصب نائب رئيس الحكومة ووزير عدل في أول حكومة اتحادية وهي حكومة محمود المنتصر.

10 من رمضان 1371 هـ = 2 يونيو 1952م
تتويج "إيزابيث الثانية" ملكة على العرش البريطاني، وكان عمرها يناهز الخامسة والعشرين عاما،
وصعدت إلى العرش في وقت كانت تشهد فيه الإمبراطورية البريطانية أفول نجمها، وخسارتها لمستعمراتها في العالم.

10 من رمضان 1380 هـ = 26 من فبراير 1961م
وفاة الملك المغربي محمد الخامس إثر عملية جراحية. ولد عام 1909م. اعتلى العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وتعرض للنفي إلى مدغشقر هو وأسرته من قبل الاحتلال الفرنسي،
وعاد عام 1957م إلى العرش مرة أخرى. وخلفه في العرش في المغرب ابنه الملك الحسن الثاني.

10 من رمضان 1393هـ = 6 من أكتوبر 1973م
انتصار المصريين على اليهود في معركة العبور، بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها العرب في حروبهم مع اليهود... تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/qpolitic-oct-2000/qpolitic6.asp)

10 من رمضان 1412 هـ = 13 مارس 1992 م
فوز الحزب الجمهوري الديمقراطي والاشتراكي بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية الموريتانية
بعد انسحاب 6 من أحزاب المعارضة من خوض الانتخابات التشريعية.

- . - . - . -
..: 11 رمضان :..

11 من رمضان 624هـ = 25 من أغسطس 1227م
وفاة تيموجين بن يسوكاي بهادر، المعروف بجنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول،
وواحد من أقسى الغزاة الذين نكب بهم تاريخ البشرية، وارتكب من المذابح ما تقشعر لهولها الأبدان…تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article26.shtml)

11 من رمضان 764هـ = 23 من يونيو 1363م
وفاة المؤرخ الكبير محمد بن شاكر بن أحمد، المعروف بابن شاكر الكتبي،
أحد أعلام المؤرخين في القرن الثامن الهجري، وصاحب كتاب "عيون التواريخ"، و"فوات الوفيات".

11 من رمضان 986 هـ = 11 من نوفمبر 1578م
العثمانيون ينتصرون على الصفويين في معركة "شماهي" في القفقاس،
وقد خسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، وجاءت هذه المعركة في إطار حروب طاحنة بين الجانبين للسيطرة على زعامة العالم الإسلامي.

- . - . - . -
..: 12 رمضان :..

12 من رمضان 597هـ= 16 من يونيو 1200م
وفاة الإمام "أبو الفرج بن الجوزي" شيخ العراق، وإمام الحديث والفقه واللغة والتفسير،
وصاحب التصانيف الكثيرة التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف،
ومن أبرزها: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، و"صفو الصفوة" "و"أخبار الأذكياء" وغيرها... تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article27.shtml)

12 من رمضان 1425هـ= 26 من أكتوبر 2004م
مقتل 87 مسلما على يد قوات الأمن التايلاندية في مظاهرات
قام بها آلاف المتظاهرين المسلمين في إقليم ناراثيوات الذي يقطنه غالبية مسلمة جنوب تايلاند للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين مسلمين.

- . - . - . -
..: 13 رمضان :..


13 من رمضان 202 هـ = 25 من مارس 818م
أهالي قرطبة يقومون بثورة عارمة ضد الأمير "الحكم بن هشام" عرفت بثورة "أهل الربض" كادت أن تزعزع الملك،
وقد قابل الحكم هذه الثورة ببطش شديد، ندم عليه عند موته سنة 206هـ ندما شديدا.

13 من رمضان 1199 هـ = 20 يوليو 1785م
مولد السلطان العثماني محمود الثاني، أحد سلاطين الدولة العثمانية النظام.
صدرت في عهده التنظيمات العثمانية التي كانت خطوة على طريق الإصلاح،
وقضى على فرقة الانكشارية التي كانت في أخريات عهدها من معوقات التقدم… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/07/article10.shtml)

13 من رمضان 1265هـ= 2 أغسطس 1848م
وفاة محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، وأحد الشخصيات البارزة في التاريخ المصري والعربي في العصر الحديث،
سعى لبناء إمبراطورية مصرية كبرى، فاهتم بالتعليم والصناعة والجيش والبحرية والزراعة،
غير أن آماله التوسعية والنهوضية دفعت الأوروبيين إلى تقويض حلم دولته الكبرى.

13 من رمضان 1331 هـ = 16 أغسطس 1913م
مولد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن ، في روسيا البيضاء، درس بيجن القانون،
وتنقل بين عدد من الدول منها بولندا، ورحل إلى فلسطين عام 1942، وأسس منظمة أرجون الإرهابية التي ارتكبت مذبحة دير ياسين، رأس حزب الليكود عام 1973،
ورأس الوزارة عام 1977 حتى عام 1983، وعقد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية،
وحصل على جائزة نوبل للسلام، وقام بغزو لبنان عام 1982 حيث وقعت مذبحة صابرا وشاتيلا.

13 من رمضان 1332 هـ= 4 من أغسطس 1914م
ذكرى نشوب الحرب العالمية الأولى التي شارك فيها ثلاثون دولة، واستمرت أربع سنوات ونصف السنة،
انقسم فيها العالم إلى معسكرين متحاربين: الأول بزعامة ألمانيا والنمسا والمجر والدولة العثمانية،
والثاني بزعامة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article28.shtml)

13 من رمضان 1324 هـ = 1 نوفمبر 1906 م
الصحفي التونسي السيد عزوز الخياري يصدر أول صحيفة هزلية في تونس أسماها "ترويح النفوس" اعتبرها سلوى للمحزونين،
ظاهرها الهزل الرايق وباطنها الجد الشايق، وتميزت وتميزت بنشر النوادر الفكاهية والمقالات الانتقادية والرسوم الكاريكاتورية.

13 من رمضان 1425هـ= 27 من أكتوبر 2004م
وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، وكانت صحته قد تدهورت ونقل إلى فرنسا ، إلا أن الأطباء الفرنسيين لم يتمكنوا من تحديد سبب تدهور صحته، وهو ما رجح فرضية تسميمه، وقد تم إعلان وفاته رسميا يوم الخميس 11-11-2004م.

- . - . - . -
..: 14 رمضان :..

14 من رمضان 630هـ= 24 من يونيو 1233م
وفاة مظفر الدين كوكبوري، أمير إربل، واحد من كبار القادة الذين شاركوا صلاح الدين الأيوبي في جهاده ضد الصليبيين،
وسبق أن تناولنا ترجمته في ذكرى مولده 27 من المحرم 549م تحت عنوان "الأمير الفارس والحاكم الإنسان".

14 من رمضان 748هـ = 18 من ديسمبر 1347م
ولاية السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون، تولى الحكم صغيرا، ولم يكن مطلق اليد في تصريف شئون الدولة،
وهو صاحب أعظم أثر إسلامي في مصر، المعروف باسم مدرسة السلطان حسن… تفاصيل ç

14 من رمضان 922هـ = 11 من أكتوبر 1416م
ولاية السلطان "طومان باي" الحكم في مصر بعد مقتل السلطان "قانصوه الغوري" في معركة مرج دابق،
وهو آخر سلاطين الدولة المملوكية، وبمقتله سقطت الدولة في قبضة العثمانيين،
وأصبحت مصر ولاية عثمانية بعد أن كانت مقرا للخلاقة العباسية الثانية، .

14 من رمضان 1195 هـ = 3 من سبتمبر 1781 م
اعتراف بريطانيا باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية بعد سلسلة من الحروب خاضها جورج واشنطن قائد القوات الوطنية،
وكان قد عقد مؤتمر في يوليو 1776م اشترك فيه عدة ولايات كانت نواة الاتحاد الأمريكي،
وأعلن فيه استقلال الولايات المتحدة، واضطرت بريطانيا بعد هزائمها المتكررة إلى الاعتراف بهذا الاستقلال.

14 من رمضان 1278 هـ = 31 مايو 1855 م
وفاة أحمد الباي سلطان تونس، حاول أن يقيم هناك نهضة إصلاحية محاولا الاستفادة من تجربة محمد علي بمصر.

14 من رمضان 1377 هـ = 4 من إبريل 1958م
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا بناء على طلب السودان لبحث الخلاف بين العراق ومصر، واتفقت الدول الست التي حضرت الاجتماع -وهي مصر والسودان والسعودية والمغرب ولبنان واليمن-
على أن حكومة العراق تمثل تهديدا.

14 من رمضان 1385 هـ = 5 يناير 1966م
انعقاد مؤتمر طشقند لحل النزاع الهندي الباكستاني بشأن مشكلة كشمير والتي اندلعت بسببها عدة حروب بين البلدين .

- . - . - . -
..: 15 رمضان :..

15 من رمضان 1224 هـ = 24 من أكتوبر 1809م
الدولة العثمانية تنتصر على روسيا في معركة "تاتاريجه"، ويقتل من الروس 10 آلاف جندي.

15 من رمضان 1306هـ= 15 من مايو 1889م
مولد الشاعر الكبير إيليا أبي ماضي، أحد شعراء المهجر المعروفين، ولد في لبنان، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقر هناك.
من دواوينه: تذكار الماضي، والجداول، والخمائل.

15 من رمضان 1359هـ= 17 من أكتوبر 1940م
وفاة المؤرخ الكبير أحمد شفيق، ولد بالقاهرة وتلقى تعليمه بها واستكمله في فرنسا،
وبعد عودته عمل في معية الخديوي عباس حلمي، وبعد اعتزاله العمل السياسي اشتغل بالتأليف والتصنيف،
ومن أشهر أعماله: حوليات مصر السياسية، ومذكراتي في نصف قرن… تفاصيل ç (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article30a.shtml)

15 من رمضان 1411 هـ = 1 إبريل 1991 م
الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد يعلن إجراء أول انتخابات عامة متعددة الأحزاب في تاريخ البلاد .

نقطة إنتهى .. المصدر : إسلام أون لاين ..
و إلى اللقاء في القسم الثاني إن شاء الله ..
و نعتذر عن الإطالة ..
بارك الله فيكم و السلام عليكم

سهم الاسلام
19-10-2005, 06:38 AM
السلام عليكم ..
أخوتي .. صحيح أنني متأخر في طرح الموضوع و لكن مازلنا في منتصف الشهر ..
أي لنا فرصة عظيمة من دخول الجنة و العتق من النار و الفوز في الآخرة إن شاء الله ..

و طالما لدينا وقت فأحببت أن أنقل لكم النص التالي من سيريا نيوز عن
أفضل النصائح للاحتفاظ برشاقة الجسم فى شهر رمضان

سهل مشروع الريجيم لكن الاستمرار فيه والتقيد به- للأسف- صعب ،
خاصة فى شهر رمضان الذى تعد فيه الأطباق الدسمة والحلويات أطباقاً رئيسية على موائد الشرقيين ،
اخترنا لكم مجموعة من نصائح كبار خبراء الريجيم حتى يمكننا المحافظة على لياقتنا ورشاقتنا ، خاصة فى شهر رمضان .

يعد المحشى من أكثر الأكلات المفضلة لدى الشرقيين على الرغم من أنه ضد الرشاقة،
لذا نقدم لك مجموعة نصائح يمكن من خلالها تناول المحشي ولكن بدون كوارث :

1- يمكنك تناول المحشي ولكن يجب زيادة الخضرة أو اللحم المفروم بداخله
والإقلال قدر الإمكان من الأرز.

2- أما عن عدد الوحدات التي يمكنك تناولها فقط حتى لا تحدث زيادة في الوزن فهي كالآتي:

- محشي الكرنب "5 وحدات".

- محشي البصل "3 وحدات".

- محشى ورق العنب "5 وحدات".

- محشى الباذنجان "4 وحدات".

- محشي الكوسة "7 وحدات".

- محشي الطماطم "5 وحدات".


أيهما يفضل الخبراء.. العصائر الطبيعية أم المشروبات عالية السعرات في رمضان؟
أكد معظم خبراء الريجيم على ضرورة الإكثار من العصائر الطبيعية مثل عصير الليمون أو الجوافة أو البرتقال في رمضان للحفاظ على رشاقة الجسم
وحيويته بشكل أكبر من عصائر مثل قمر الدين والعرقسوس الذى يعد من أكثر العصائر التي تسبب حدوث ارتفاع في ضغط الدم وحجز الأملاح في الجسم.

كيف تتناول ما تشتهى من الحلويات بدون حرمان؟
يمكن تناول الخشاف أو قمر الدين عصير مرتين في الأسبوع أىٍٍ منهما، أو بالتبادل ولكن بشرط أن يكون اليومان متباعدين..


لكن ما الوقت المناسب لتناول الحلويات بدون حدوث زيادة في الوزن؟
إن أنسب وقت لتناول الحلويات يكون بعد الإفطار بثلاث ساعات حتى يتم هضم طعام الإفطار جيداً،
ذلك لأن تناول كميات كبيرة من الحلويات بعد الإفطار مباشرة تؤدى إلى تخزين الزائد على الحاجة فى صورة دهون تحت الجلد
وهذا يؤدى إلى زيادة الوزن والبدانة ومن ثم ارتفاع الضغط والكوليسترول.



تبكير أو تأخير الطعام أيهما أفضل صحياً؟
يفضل جميع خبراء الريجيم التبكير فى الإفطار والتأخير في السحور حسب سنة الرسول صلى الله عليه وسلم،
بالإضافة إلى أن ذلك الأمر يعد ضرورياً حتى يتم الهضم الكامل للطعام وحتى لا تتكون السمنة.


التمر باللبن ضروري في رمضان كيف؟.. ومتى؟
أكد الخبراء على أهمية تناول التمر باللبن فى حدود تمرتين، ويكون اللبن منزوع الدسم..
"سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم" .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمرٍ فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طهور".
وقد اتبع الخبراء ذلك الحديث الشريف، فأكد الدكتور رفعت قمر على أهمية التمر باللبن فى البداية
لأن التمر باللبن يساعد على تنشيط الحركة الدموية للأمعاء الدقيقة والغليظة فيمتنع الإمساك.. إ
ضافة إلى أن تناول التمر باللبن يساعد على إمداد الصائم بالطاقة الحرارية، فتسد الشهية
وتمنع الصائم من تناول كمية كبيرة من الطعام.

أما في حالة عدم وجود التمر المنقوع فيفضل بالنسبة للراغبين فى إنقاص سريع للوزن تناول الشوربة الدافئة
وهى من أهم المنبهات للمعدة لتبدأ ممارسة عملها.


السحور ضروري لرشاقتك
أكد الخبراء على أهمية وجبة السحور لأنها تسمح بتوزيع الطعام على فترتين- وليس فترة واحدة-
وهما الإفطار والسحور المهمة أيضاً للجهاز الهضمى حتى تسمح له بالنشاط
وكذلك للمحافظة على مستوى السكر في الدم في فترة الصيام.


تقسيم الوجبات مهم لرشاقتك في رمضان
أكد الخبراء على ضرورة تقسيم الإفطار على مرتين والسحور على مرتين حتى يتم تناول الطعام بالقدر المعتدل
وليس التهام الطعام بشراهة بعد الجوع الشديد فيؤدى إلى زيادة كمية الأكل على الحاجة المطلوبة،
وأيضاً تكون الأمعاء قد تنبهت بعد هذه الفترة الطويلة من الصيام فتقوم بعملية الامتصاص والهضم بصورة مثالية ولا تحدث زيادة في الوزن.



إياك والتلفزيون فى رمضان ؟
إن من أكثر العوامل التي تسبب سمنة الشرقيين في رمضان هي الحرص على تناول طعام الإفطار والسحور أمام التلفزيون
مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام ومن ثم زيادة الوزن.


إذا شعرت بالجوع الشديد ماذا أفعل؟
كثيراً ما يشعر الكثيرون بالجوع الشديد بين الإفطار والسحور، لذا ينصح الدكتور صبحى أحمد الشيشى بتناول ثمرة أو2 من الفاكهة مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم بعد الإفطار
لأنك سوف تشعر بعدها برغبة شديدة في تناول السكر.



نظام الخمائر في رمضان
يمكن تناول 3 أقراص من الخميرة قبل الأكل بنصف ساعة فى الإفطار والسحور ويؤدى هذا إلى:
1- الشعور بالشبع طوال اليوم.
2- الإحساس بامتلاء البطن.
3- تقليل الوزن.
4- عدم الإحساس بالإجهاد طوال اليوم حيث تحتوى الخميرة على فيتامين "ب" المركب.

إنتهى :) ..
و السلام

سهم الاسلام
25-10-2005, 07:18 AM
اغتنام العشر الأواخر من رمضان

الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد :

فهذه رسالة منقولة من صفحة شمس الاسلام في بيان فضل العشر الأواخر من رمضان من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ،
و ما يستحب فيها من الأعمال ،
وكيف كان حال النبي صلى الله عليه وسلّم في هذه العشر ؟
و فيها بيان لليلة القدر و فضل العمل فيها مع بيان أسباب مغفرة الذنوب في رمضان .

وقد اخترناها من كتاب " لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف " للحافظ ابن رجب الحنبلي ،
وقد سميناها " العشر الأواخر من رمضان "
نسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين ، و أن يهدينا جميعاً إلى الحق والدين ، إنه ولي ذلك و القادر عليه ..

و عن عائشة رضي الله عنها ، قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شذ مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله لا
وفي رواية : " أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشدّ المئزر " رواه البخاري ومسلم ..

الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان

كان النبي صلى الله عليه وسلّم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر :

فمنها :

إحياء الليل ، فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله ،
ففي حديث عائشة قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلّم يخلط العشرين بصلاة و نوم، فإذا كان العشر- يعني الأخير- شمّر وشد المئزر " رواه أحمد،.
ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه ، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: "ما أعلمه صلى الله عليه وسلّم قام ليلة حتى الصباح ".

ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي،
قال سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يطرق فاطمة وعلما ليلاً فيقول لهما: "ألا تقومان فتصليان " رواه البخاري ومسلم،.

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة ، ونضح الماء في وجهه.
وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي ، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه ا لآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) [طه 132].

وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا.


يا نائماً بالليل كم ترقد…. قم يا حبيبي قد دنا الموعد

وخذ من الليل وأوقاته…… ورداً إذا ما هجع الرقد

من نام حتى ينقضي ليله…. لم يبلغ المنزل أويجهد

ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يشذ المئزر. واختلفوا في تفسيره،
فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء،
وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان.
وفي حديث أنس: " وطوى فرا شه، واعتزل النساء ".
وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم)[البقرة: 187]،: إنه طلب ليلة القدر.
والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؟
لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستمتاع المباح، فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل،
خصوصاً في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن هاهنا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يصيب من أهله في العشرين من رمضان،
ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.

ومنها تأخيره للفطور إلى السحر: روي عنه من حديث عائشة وأنس أنه لما كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً .
ولفظ حديث عائشة: "كان وسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شذ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً" رواه ابن أبي عاصم،.
وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، قال: "لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟
قال صلى الله عليه وسلّم إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعمٌ يطعمني وساقٍ يسقين " رواه البخاري،.
وظاهر هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلّم كان يواصل الليلكله، وقد يكون صلى الله عليه وسلّم إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر،
ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل، فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

ومنها اغتساله صلى الله عليه وسلّم بين العشائين، وقد تقدم من حديث عائشة: "واغتسل بين الأذانين " والمراد: أذان المغرب والعشاء،
قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر . وكان النخعي يغتسل في العشركل ليلة،
ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.
وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر
ويقول: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.



فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجمع والأعياد.
وكذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى،
وتطهيره من أدناس الذنوب؟ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئأ.

ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى،
وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى… تقلب عرياناً وإن كان كاسيا

ومنها الاعتكاف، ففي " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى.
وفي "صحيح البخاري " عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ".
وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلّم في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلّياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.


فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله وما يرضيه عنه. وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال .


ليلة القدر

قال تعالى ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر)[القدر: ا-3]،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال في شهر رمضان: "فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم " رواه أحمد والنسائي ،.
وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أُري أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.

وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: "من قام ليلة القدر أيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة ، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.

قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءةً مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ،
فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلّم: أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني "
والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحب العفو؟ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض؟
فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وعفوه أحب إليه من عقوبته.
وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: " أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك" رواه مسلم،.
وإنما أمر بسؤاال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر ؟ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا،
فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر .

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
إعداد القسم العلمي بدار الوطن في المملكة العربية السعودية

و سنكمل الرسالة بفضل من الله , اليوم بعد صلاة التراويح إن شاء الله تعالى ..
و السلام عليكم

سهم الاسلام
25-10-2005, 10:25 PM
نتابع معكم أواخر العشر من رمضان ..

أسباب المغفرة في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر أيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
وقال رضي الله عنه قال: صلى الله عليه وسلّم : "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواهما البخاري ومسلم،.

دل حديث أبي هريرة رضي الله عنه على أن هذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب،
وهي صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، فقيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له،
سواء كانت في أول العشر أو أوسطه أو آخره، وسواء شعر بها أو لم يشعر، ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر .

وأما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر ،
فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه،
فيترتب له على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه بتمام السببين ، وهما صيام رمضان وقيامه.

فإذا كمّل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوّا ما عليهم من العمل، وبقي ما لهم من الأجر وهو المغفرة؟
فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة قُسّمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه،
ومن نقص من العمل الذي عليه نقص من الأجر بحسب تقصه، فلا يلم إلا نفسه.
قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن وفئ وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين.
فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال؟ من وفاها فهو من خيار عباد الله الموفين، ومن طفف فيها فويل للمطففين.
أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته، ويطفف في مكيال صيامه وصلاته.

غدا توفى النفوس ما كسبت …ويحصد الزارعون ما زرعوا

إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم… وإن أساءوا فبئس ما منعوا

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكمالها وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من ردة، وهؤلاء الذين (يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة)[المؤمنون:. 6].
روي عن علي رضي الله عنه، قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: (إنما يتقبل الله من المتقين) [المائدة: 27].

وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا،
وتخلف آخرون فخابوا. فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.

ومن أسباب المغفرة فيه أيضاً: تفطير الصوام، والتخفيف عن المملوك، ومنها الذكر، ومنها الاستغفار،
والاستغفار طلب المغفرة، ودعاء الصائم يستجاب في صيامه وعند فطره، ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا،
فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروما غاية الحرمان.

فمتى يُغفر لمن لا يُغفر له في هذا الشهر؟ متى يقبل من رُدّ في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟
متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟
كل ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يقطع ثم يوقد في النار، من فرط في الزرع في وقت البِذار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسار.

رمضان شهر العتق من النيران

وأما آخر الشهر فيُعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار،
فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار.

ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتبا على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره،
فقال تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[البقرة: 185]،.
فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته.

يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟
وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟!

فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؟
ففي صحيح ابن خزيمة: "فاستكروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما.
فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار.
وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار".

فهذه الخصال الأربعة المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة.
فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوأ، ولا تبقي ذنبا، ولا يسبقها عمل،
وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة،
فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة،
فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول! عنه مسدود.
وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: "حولهما ندندن " رواه أبو داود وابن ماجة،.

يتبع بفضل من الله في الغد إن شاء الله ..
و السلام عليكم ..

سهم الاسلام
28-10-2005, 09:50 PM
نتابع معكم الرسالة , و أعذروني على التقصير و التاخير ..

وداعاً رمضان

عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام،
ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام. فاستمتعوا منه فيما بقي من الليالي اليسيرة والأيام،
واستودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلام، وودّعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تَدَفَّق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق،
عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق،
عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من كلام الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله تعالى ـ.
من كتاب "لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف" للحافظ ابن رجب الحنبلي"

سهم الاسلام
28-10-2005, 09:57 PM
خير الأعمال في العشر الأخير ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بدايتاً لم يبقى من رمضان إلا القليل , و لقد كان النبي صلى الله عليه و سلم تزداد أعماله الصالحة من القيام و الذكر و العبادات ، و خاصة في العشر الأخير ..
و قد كان يقوم بإحياء ليلة القدر في ليالي العشر الأخير ..
إن ليلة القدر لم تحدد ليلتها فأحد العلماء يقولون إن ليلة القدر هي ليلة 21 من رمضان أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 أي الأيام الفردية ..

فأكثر العلماء يقولون إن ليلة القدر هي ليلة 27 و لهذا فكان النبي يقوم كامل العشر الأخير أي 21 , 22 ,23 , 24 , 25 إلــخ ..و حتى ليلة العيد ..
فأيها المسلم لا تضيع هذه الفرصة العظيمة من القيام و العبادة و الاستغفار و التوبة , لنتكلم قليلاً عن ليلة القدر ..

قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر .
وفي المسند عن عبادة مرفوعا : ( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها .
فيا من أضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ، فإنها تحسب من العمر ، والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها أي 83 سنة ، من حرم خيرها فقد حرم وهي في العشر الأواخر من رمضان ،
وهي في الوتر من لياليه أحرى ، وأرجى الليالي ليلة سبع وعشرين ،
لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه : ( والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين ) ..
وكان أبي يحلف على ذلك ويقول : ( بالآية والعلامة التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها .
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال :قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )


أخوتي الأفاضل كونو معنا بعد إحياء ليلة القدر ..
و ذلك لمتابعة المجلة من المواضيع الهامة كالحديث عن صدقة الفطر و آداب العيد و أحكامه و شوال إمتداد لرمضان أي الاستقامة فلا تنسونا ..
و أدعو لنا و للمسلمين في النجاح و التوفيق و النصر و التوبة و المغفرة و النجاة من النار ..

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم ..

سهم الاسلام
31-10-2005, 10:45 PM
عبادات العيد

قد يتساءل المرء هل في العيد عبادات مميزة مثلما لرمضان عباداته المميزة
نقول نعم هناك عبادات خاصة في العيد
و لنبدأ بعيد الفطر الذي يطل علينا بعد أيام فكل عام و أنتم بخير .

سنتكلم عن عبادات العيد المميزة أي إضافة إلى العبادات الدائمة كالصلاة و هي تأتي حسب التسلسل :

1 – الإفطار : عجباً و هل الإفطار عبادة ..
نعم الإفطار يوم العيد عبادة و يسن للمرء أن يفطر ثلاث تمرات قبل الذهاب إلى صلاة العيد
ليذهب إلى الصلاة مفطراً و يكره أن يصلي المسلم صلاة العيد صائماً .

لقد كنا في رمضان نعبد الله بصيامنا لا بغرض الجوع و العطش بل امتثالاً لأمر الله ،
و قد أمرنا الله بالإفطار يوم العيد لذلك فالفطر عبادة نثاب عليها فلنجعل إفطارنا عبادة بأن نخلص النية فيه لله تعالى .

2 – صلاة العيد : صلاة العيد واجب على كل مسلم بالغ عاقل
و تكون بعد شروق شمس صباح أول أيام العيد بنصف ساعة أو أكثر و هي لهذا العام حوالي الساعة 6.37 صباحاً بتوقيت دمشق .

3 – تكبيرات العيد : الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد ،
هذه التكبيرات قبل الصلاة من سنن العيد .

4 – المباركة بالعيد و التسليم على المسلمين بعد الصلاة :
لا شك أن العلاقات الاجتماعية السليمة هي أنبل غايات هذا الدين الحنيف لذلك يسن للمرء أن يبارك للمصلين عقب صلاة العيد من عرفه منهم و من لم يعرف .

5 – زيارة القبور :
في زيارة القبور عظة و تذكرة بمآل الإنسان في نهاية حياته ليعمل لما بعد الموت
و يسن عند دخول المقبرة السلام على الأموات ( السلام عليكم دار قوم آمنين ، أنتم السابقون و نحن اللاحقون ) .
كما يسن أن يقرأ الإنسان الفاتحة على أرواح أموات المسلمين و يكره البكاء الشديد أو العويل لما فيه من استنكار لأمر الله بالموت .

6 – زيارة الأرحام و الأقارب :
و هذا أعظم عبادات العيد ففيه تزول الأحقاد و تنجلي النفوس و الأرحام هم :
أبوك و أمك و أخوتك و أخواتك و أعمامك و عماتك و أخوالك و خالاتك و بنات أخوتك و بنات أخواتك ..
و يسن أيضاً التبريك بالعيد و الدعاء بالخير و بقبول الصيام في شهر الفضل رمضان .

7 – الفرح :
الفرح في العيد واجب بأن يتناسى الإنسان همومه و ليس الفرح لانتهاء شهر الصيام بل الفرح بحلول العيد .

و نذكرك بأداء فطرة رمضان قبل صلاة العيد و بستحين في هذه الأيام
و التي قدرها العلماء كحد أدنى ( 35 ل.س أي ما يعادل ثلثي دولار أميركي أو 2 ريال سعودي )
عن كل فرد في العائلة صغيراً أو كبيراً و من الأفضل إخراج أكثر من ذلك .

مكروهات العيد :

1 - من أكره المكروهات في العيد البدء بالمنكرات و كأن شيئاً لم يكن و كأننا لم نكن في شهر الرحمة رمضان .
2 – من المكروهات أيضاً أن تعم مجالسنا بالغيبة و النميمة و هتك أستار الناس .
3 – من المكروهات مصافحة النساء للرجال ممن لا يحل لهم ذلك ، و يكره أيضاً الاختلاط المحرم الذي يسود في الشهر الفضيل .
4 – استعمال المفرقعات هو أحقر وسيلة للتعبير عن الفرح و فيه اذى للأطفال و فيه إسراف لا مبرر له
و اسألوا أصحاب المشافي عن تعداد الحالات التي تصل إليهم و التي تحيل العيد إلى مأساة فهذا فقد بصره و ذلك احترقت يده و غير ذلك .
لذلك علينا أن نمنع أطفالنا من استعمال المفرقعات و اللجوء إلى ألعاب أخرى أكثر أمناً و تسلية .
5 – حاذر أن تضيع الصلاة المفروضة بانشغالك بالضيوف أو الزيارات ، و اجعل عبادة الله من أولوياتك .

كل عام و أنتم بخير

نتابع معكم من التفاصيل الكاملة حول أحكام العيد و آدابه بعد ساعات قليلة إن شاء الله تعالى ..

و السلام عليكم ..

سهم الاسلام
01-11-2005, 07:35 AM
العيد آدابه وأحكامه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

فإن العيد اسم لكل ما يُعتاد ويعود وتكرر ، والأعياد شعارات توجد لدى كل الأمم سواء أكانت كتابية أم وثنية أم غير ذلك ،
وذلك لأن إقامة الأعياد ترتبط بغريزة وجبلّة طبع الناس عليها فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات يحتفلون فيها ويتجمّعون ويُظهرون الفرح والسرور .

وأعياد الأمم الكافرة ترتبط بأمور دنيوية كبداية سنة أو بدء موسم زرع أو اعتدال جو أو قيام دولة أو تنصيب حاكم ونحو ذلك .
وترتبط أيضا بمناسبات دينية ككثير من أعياد اليهود والنصارى الخاصة بهم فمن أعياد النصارى مثلا العيد الذي يكون في الخميس الذي يزعمون أن المائدة أنزلت فيه على عيسى عليه الصلاة والسلام
وعيد رأس السنة الكريسمس وعيد الشكر وعيد العطاء ويحتفلون به الآن في جميع البلاد الأوربية والأمريكية وغيرها من البلاد التي للنصرانية فيها ظهور
وإن لم تكن نصرانية في الأصل وقد يشاركهم بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن حولهم عن جهل أو عن نفاق .

وللمجوس كذلك أعيادهم الخاصة بهم مثل عيد المهرجان وعيد النيروز وغيرهما.

وللباطنية أيضا أعيادهم مثل عيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه عليا رضي الله عنه بالخلافة وبايع فيه الأئمة الاثني عشر من بعده .

تميز المسلمين بأعيادهم :

لقد دلّ قوله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا " على اختصاص المسلمين بهذين العيدين لا غير
وأنه لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ولا من لباس ، ولا إيقاد نيران ولا عبادة
ولا يمكّن الصبيان من اللعب في أعيادهم ، ولا إظهار الزينة ، ولا يسمح لصبيان المسلمين بمشاركة الكفار في أعيادهم . وكل الأعياد الكفرية والبدعية محرمة كعيد رأس السنة
وعيد الجلاء وعيد الثورة وعيد الشجرة وعيد الجلوس وعيد الميلاد وعيد الأم وعيد العمال وعيد النيل وعيد شم النسيم وعيد المعلم وعيد المولد النبوي .

وأما المسلمون فليس لهم إلا عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى لما جاء عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ
وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ . "
سنن أبي داود 1134

وهذان العيدان هما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها .

وفيما يلي نتعرض لطائفة من أحكام العيدين وآدابهما في الشريعة الإسلامية .

أولا : أحكام العيد

صومه :

يحرم صوم يومي العيد لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ . "
رواه مسلم 827

حكم صلاة العيدين :

ذهب بعض العلماء إلى وجوبها وهذا مذهب الأحناف واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم واظب عليها ولم يتركها ولا مرة واحدة ، واحتجوا بقوله تعالى ( فصل لربك وانحر ) أي صلاة العيد والنحر بعده وهذا أمر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج النساء من البيوت لشهادتها ،
والتي ليس عندها جلباب تستعير من أختها . وذهب بعض العلماء إلى أنها فرض كفاية وهذا مذهب الحنابلة ، وذهب فريق ثالث إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة وهذا مذهب المالكية والشافعية ،
واحتجوا بحديث الأعرابي في أن الله لم يوجب على العباد إلا خمس صلوات .

فينبغي على المسلم أن يحرص على حضورها وشهودها خصوصا وأنّ القول بوجوبها قول قوي ويكفي ما في شهودها من الخير والبركة والأجر العظيم والاقتداء بالنبي الكريم .

شروط الصحة والوجوب والوقت

اشترط بعض العلماء ( وهم الحنفية والحنابلة ) لوجوب صلاة العيدين الإقامة والجماعة .
وقال بعضهم إنّ شروطها هي شروط صلاة الجمعة ما عدا الخطبة فإنّ حضورها ليس بواجب
وجمهور العلماء على أن وقت العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب الرؤية المجردة ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال .

صفة صلاة العيد

قال عمر رضي الله عنه : صلاة العيد والأضحى ركعتان ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى .

وعن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة .

والتكبير سبع في الركعة الأولى وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما .

وعن عائشة رضي الله عنها : التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرات الركوع رواه أبو داود صحيح بمجموع طرقه .

ولو أدرك المأموم إمامه أثناء التكبيرات الزوائد يكبر مع الإمام ويتابعه ولا يلزمه قضاء التكبيرات الزوائد لأنها سنّة وليست بواجبة .

وأما ما يُقال بين التكبيرات فقد جاء عن حماد بن سلمة عن إبراهيم أن الوليد بن عقبة دخل المسجد وابن مسعود وحذيفة وأبو موسى في المسجد فقال الوليد :
إن العيد قد حضر فكيف أصنع ، فقال ابن مسعود : يقول الله أكبر ويحمد الله ويثني عليه
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو الله ، ثم يكبر ويحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .. الخ رواه الطبراني ،
وهو حديث صحيح مخرج في الإرواء وغيره .

القراءة في صلاة العيد:

يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة العيد بـ ( ق ) و ( اقتربت الساعة ) كما في صحيح مسلم
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ
فَقَالَ كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَاقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ . " صحيح مسلم 891

وأكثر ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسبح والغاشية كما كان يقرأ بهما في الجمعة فقد جاء عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ . " صحيح مسلم 878

وقال سمرة رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين ( سبح اسم ربك الأعلى ) و (هل أتاك حديث الغاشية ) رواه أحمد وغير وهو صحيح الإرواء 3/116

الصلاة قبل الخطبة :

من أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة كما ثبت في مسند أحمد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ ثُمَّ خَطَبَ ."
مسند أحمد 1905 والحديث في الصحيحين

ومما يدلّ على أن الخطبة بعد الصلاة حديث أبي سعيد رضي الله عنه :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس
والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإذا كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه ، أو يأمر بشيء أمر به ،
قال أبو سعيد : فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت
فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة ، فقلت له : غيرتم والله .
فقال : يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ، فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم ،
فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة ، فجعلنها قبل الصلاة . رواه البخاري 956

- الرخصة في الإنصراف أثناء الخطبة لمن أراد

عن عبد الله بن السائب قال : شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال : إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب .
إرواء الغليل 3/96

- عدم المبالغة في تأخيرها :

خرج عبد الله بن بُشر ، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس في يوم الفطر عيد الفطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام ،
وقال انا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم قد فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح . رواه البخاري معلقا مجزوما به

النافلة في المصلى:

لا نافلة قبل صلاة العيد ولا بعدها كما جاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم العيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما . " سنن أبي داود 1159

وهذا إذا كانت الصلاة في المصلى أو في مكان عام وأما إن صلى الناس العيد في المسجد فإنه يصلي تحية المسجد إذا دخله قبل أن يجلس .

إذا لم يعلموا بالعيد إلا من الغد :

عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قالوا :
غُمّ علينا هلال شوال فأصبحنا صياماً ، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمر الناس أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد رواه الخمسة ، صحيح : الإرواء 3/102 .

ومن فاتته صلاة العيد فالراجح أنه يجوز له قضاؤها ركعتين .

شهود النساء صلاة العيد

عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ فَقَدِمَتْ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ فَحَدَّثَتْ عَنْ أُخْتِهَا
وَكَانَ زَوْجُ أُخْتِهَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عَشَرَةَ غَزْوَةً وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتٍّ قَالَتْ كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى
فَسَأَلَتْ أُخْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ قَالَ لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا وَلْتَشْهَد الْخَيْرَ
وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ سَأَلْتُهَا أَسَمِعْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ بِأَبِي نَعَمْ وَكَانَتْ لا تَذْكُرُهُ إِلا قَالَتْ بِأَبِي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَخْرُجُ الْعَوَاتِقُ
وَذَوَاتُ الْخُدُورِ أَوْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ وَالْحُيَّضُ وَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى . صحيح البخاري 324

قوله : ( عواتقنا ) العواتق جمع عاتق وهي من بلغت الحلم أو قاربت , أو استحقت التزويج , أو هي الكريمة على أهلها , أو التي عتقت عن الامتهان في الخروج للخدمة ,
وكأنهم كانوا يمنعون العواتق من الخروج لما حدث بعد العصر الأول من الفساد , ولم تلاحظ الصحابة ذلك بل رأت استمرار الحكم على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

قوله : ( وكانت أختي ) فيه حذف تقديره قالت المرأة وكانت أختي . قوله : ( قالت ) أي الأخت ,

قوله : ( من جلبابها ) .. أي تعيرها من ثيابها ما لا تحتاج إليه .

قوله : ( وذوات الخدور ) بضم الخاء المعجمة والدال المهملة جمع خدر بكسرها وسكون الدال , وهو ستر يكون في ناحية البيت تقعد البكر وراءه ,

( فالحيّض ) : هو بضم الحاء وتشديد الياء المفتوحة جمع حائض أي البالغات من البنات أو المباشرات بالحيض مع أنهم غير طاهرات

قوله : ( ويعتزل الحيض المصلى ) قال ابن المنيِّر : الحكمة في اعتزالهن أن في وقوفهن وهن لا يصلين مع المصليات إظهار استهانة بالحال .
فاستحب لهن اجتناب ذلك .

وقيل سبب منع الحُيّض من المصلى .. الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة ,
وقيل : لئلا يؤذين غيرهن بدمهن أو ريحهن .

وفي الحديث الحث على حضور العيد لكل أحد , وعلى المواساة والتعاون على البر والتقوى ،
وأن الحائض لا تهجر ذكر الله ولا مواطن الخير كمجالس العلم والذكر سوى المساجد ,
وفيه امتناع خروج المرأة بغير جلباب .

وفي هذا الحديث من الفوائد أن من شأن العواتق والمخدرات عدم البروز إلا فيما أذن لهن فيه .
وفيه استحباب إعداد الجلباب للمرأة , ومشروعية عارية الثياب . واستدل به على وجوب صلاة العيد ..
وروى ابن أبي شيبة أيضا عن ابن عمر أنه كان يخرج إلى العيدين من استطاع من أهله .

وقد صرح في حديث أم عطية بعلة الحكم وهو شهودهن الخير ودعوة المسلمين ورجاء بركة ذلك اليوم وطهرته .

وقال الترمذي رحمه الله في سننه بعد أن ساق حديث أم عطية : وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَرَخَّصَ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدَيْنِ وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ وَرُوِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ
أَكْرَهُ الْيَوْمَ الْخُرُوجَ لِلنِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ فَإِنْ أَبَتِ الْمَرْأَةُ إِلا أَنْ تَخْرُجَ فَلْيَأْذَنْ لَهَا زَوْجُهَا أَنْ تَخْرُجَ فِي أَطْمَارِهَا الْخُلْقَانِ وَلا تَتَزَيَّنْ
فَإِنْ أَبَتْ أَنْ تَخْرُجَ كَذَلِكَ فَلِلزَّوْجِ أَنْ يَمْنَعَهَا عَنْ الْخُرُوجِ وَيُرْوَى عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَوْ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيُرْوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ الْيَوْمَ الْخُرُوجَ لِلنِّسَاءِ إِلَى الْعِيدِ الترمذي 495

وقد أفتت بالحديث المتقدم أم عطية رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة كما في هذا الحديث ولم يثبت عن أحد من الصحابة مخالفتها في ذلك ,
وأما قول عائشة " لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد "
فلا يعارض ذلك ( ما دامت المرأة تخرج بالشروط الشرعية ) .. والأولى أن يخص السماح بالخروج بمن يؤمن عليها
وبها الفتنة ولا يترتب على حضورها محذور ولا تزاحم الرجال في الطرق ولا في المجامع .

ويجب على الرجل تفقد أهله عند خروجهن للصلاة ليتأكد من كمال حجاب النساء ، فهو راع ومسؤول عن رعيته ،
فالنساء يخرجن تفلات غير متبرجات ولا متطيبات ، والحائض لا تدخل المسجد ولا المصلى ويمكن أن تنتظر في السيارة مثلاً لسماع الخطبة .

يتبع ..

سهم الاسلام
01-11-2005, 07:37 AM
آداب العيد:

الاغتسال:

من الآداب الاغتسال قبل الخروج للصلاة فقد صح في الموطأ وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى . الموطأ 428

وصح عن سعيد بن جبير أنه قال : (سنة العيد ثلاث المشي والاغتسال والأكل قبل الخروج ) ،
وهذا من كلام سعيد بن جبير ولعله أخذه عن بعض الصحابة.

وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .

والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز .

الأكل قبل الخروج :

من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . البخاري 953

وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام .
وعلل ابن حجر رحمه الله بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم ، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله . فتح 2/446 ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح .

وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل إلا بعد الصلاة من أضحيته .

التكبير يوم العيد :

وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .

وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .

وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير إرواء 3/122

وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى
وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا . إرواء 2/121

ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمرا مشهورا جدا عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين
كابن أبي شيبة وعبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس
فيقول: ( ألا تكبرون ) وكان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول : ( كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام ) .

ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .

صفة التكبير

ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه :
أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .

ورأى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد . الإرواء 3/126

التهنئة :

ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك
وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .

وعن جبير بن نفير ، قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . ابن حجر إسناده حسن ، الفتح 2/446

فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات
وتهنئة الصحابة بعضهم بعضا عند حصول ما يسر مثل أن يتوب الله تعالى على امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك .

ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق ومحاسن المظهر الاجتماعية بين المسلمين .

وأقل ما يقال في موضوع التهنئة أن تهنئ من هنأك بالعيد ، وتسكت إن سكت كما قال الإمام أحمد رحمه الله : إن هنأني أحد أجبته وإلا لم أبتدئه .

التجمل للعيدين

عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .. رواه البخاري 948

وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على التجمل لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير.

وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . صحيح ابن خزيمة 1765

وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه .

فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عند من الثياب عند الخروج للعيد .

أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب
أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة أفتراه يصح من مؤمنة أن تعصي من خرجت لطاعته وتخالف أمره بلبس الضيق
والثوب الملون الجذاب الملفت للنظر أو مس الطيب ونحوه .

حكم الاستماع لخطبة العيد

قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه الكافي ص 234 .

فإذا سلم خطب خطبتين كخطبتي الجمعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، ويفارق خطبتي الجمعة في أربعة أشياء .. ثم قال :-

الرابع : أنهما سنة لا يجب استماعهما ولا الإنصات لهما ، لما روى عبد الله بن السائب قال :
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ، فلما قضى الصلاة قال : ( إنا نخطب من أراد أن يجلس للخطبة فليجلس ، ومن أحب أن يذهب فليذهب ) .

وقال النووي رحمه الله في كتابه المجموع شرح المهذب ص 23 :

ويستحب للناس استماع الخطبة ، وليست الخطبة ولا استماعها شرطاً لصحة صلاة العيد ،
لكن قال الشافعي : لو ترك استماع خطبة العيد أو الكسوف أو الاستسقاء أو خطب الحج أو تكلم فيها أو انصرف وتركها كرهته ولا إعادة عليه .

وفي الشرح الممتع على زاد المستنقع للشيخ ابن عثيمين 5/192 :

قوله : ( كخطبتي الجمعة ) أي يخطب خطبتين على الخلاف الذي أشرنا إليه سابقاً ،
كخطبتي الجمعة في الأحكام حتى في تحريم الكلام ، لا في وجوب الحضور ، فخطبة الجمعة يجب الحضور إليها لقوله تعالى :
( يا آيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع )
وخطبتا العيد لا يجب الحضور إليهما ، بل للإنسان أن ينصرف ، لكن إذا بقي يجب عليه أن لا يكلم أحداً ، وهذا ما يشير إليه قول المؤلف : ( كخطبتي الجمعة ) .

وقال بعض أهل العلم ، لا يجب الإنصات لخطبتي العيدين ، لأنه لو وجب الإنصات لوجب الحضور ، ولحرم الإنصراف ، فكما كان الإنصراف جائزاً .. فالاستماع ليس بواجب .

ولكن على هذا القول لو كان يلزم من الكلام التشويش على الحاضرين حَرُم الكلام من أجل التشويش ، لا من أجل الاستماع ،
بناء على هذا لو كان مع الإنسان كتاب أثناء خطبة الإمام خطبة العيد فإنه يجوز أن يراجعه ، لأنه لا يشوش على أحد .
أما على المذهب الذي مشى عليه المؤلف ، فالاستماع واجب ما دام حاضراً .

الذهاب من طريق والعودة من آخر

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ رواه البخاري 986

وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج ماشياً يصلي بغير أذان ولا إقامة ثم يرجع ماشياً من طريق آخر . قيل ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة ،
والأرض تحدّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ . وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين . وقيل لإظهار ذكر الله ،
وقيل لإغاظة المنافقين واليهود وليرهبهم بكثرة من معه . وقيل ليقضى حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على المحاويج أو ليزور أقاربه وليصل رحمه .

تنبيهات على بعض المنكرات :

1- بعض الناس يعتقدون مشروعية إحياء ليلة العيد ، ويتناقلون في ذلك حديثا لا يصح ،
وهو أن من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب وهذا الحديث جاء من طريقين ، أحدهما ضعيف والآخر ضعيف جدا ،
فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بذلك من بين سائر الليالي ، وأما من كان يقوم سائر الليالي فلا حرج أن يقوم في ليلة العيد .

2- اختلاط النساء بالرجال في بعض المصليات والشوارع وغيرها ،
ومن المحزن أن يحدث هذا في أقدس البقاع ؛ في المساجد بل المسجد الحرام ،
فإن كثيرا من النساء - هداهن الله - يخرجن متجملات متعطرات ، سافرات ، متبرجات ، ويحدث في المسجد زحام شديد ، وفي ذلك من الفتنة والخطر العظيم ما لا يخفى ،
ولهذا لا بد للقائمين على ترتيب صلاة العيد من تخصيص أبواب ومسارات خاصة للنساء وأن يتأخّر خروج الرجال حتى ينصرف النساء .

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا وأن يتوب علينا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

نقلاً عن الاسلام ..
و السلام عليكم ..

سهم الاسلام
02-11-2005, 11:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

بدايتاً أهنئكم بعيد الفطر المبارك فكل عام و انتم بخير ..

أيها الأخوة و الأخوات ..
نرجو منكم أن تسامحونا على تقصيرنا في تقديم على ماوعدناكم فيها من إعدادات المجلة
كالفقرة الخاصة بالأعضاء و كالطرائف الرمضانية و عدم متابعة الجزء الثاني من أحداث رمضانية ..
و أعتذر للمرة الثانية ..

نـهـايــة المـجـلــة ..

و أما الآن ..

نحن نودع خير الأشهر ..
و ندعو الله أن يتقبله منا و يتقبلنا فيه ..
و يبلغنا رمضان العام القادم إن شاء الله ..

فـ ـطـ ـر مـ ـبـ ـاركـ

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..