تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعة القصص الشعبيية(-1-)



_Oni_
11-10-2005, 08:00 PM
http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/65.gif (http://www.syrianstory.com/divers24.htm#حكايات شعبية)




ماذا يقول الماء؟



يحكى أن أحد الملوك أرق في إحدى الليالي، وجافاه النوم، فنهض من سريره، وأخذ يتمشى في شرفة القصر، وهو يفكر ويتأمل، فهداه تفكيره إلى أن يسأل عن الماء، ماذا يقول حين يغلي؟!

وأرسل على الفور وراء وزيره، فتم احضاره من بيته، والنوم ما يزال يملأ عينيه، ولما سأله الملك عما يقول الماء حين يغلي؟ دهش الوزير، وأجابه بأنه لا يقول شيئاً، فغضب الملك، وأمره أن يبحث عن جواب، وأمهله ثلاثة أيام، إن لم يأت بعدها بجواب مقنع، قطع رأسه.

وخرج الوزير مغتّم الصدر، يفكر ويتأمل، فلا يهديه تفكيره إلى شيء، إذ أنه مقتنع بأن الماء لا يقول شيئاً وهو يتردد في سؤال أحد خشية أن يسخر منه الناس، إنْ هو سألهم مثل هذا السؤال.

وقد ظل على مثل هذه الحالة إلى عصر اليوم الثالث، من غير أن يهتدي إلى جواب، ومن غير أن يبوح بمكنون نفسه لأحد، حتى رقت لحاله زوجته، فنصحت له بالخروج للتنزه، عسى أن ينشرح صدره، ويستريح مما هو فيه.

واستجاب الوزير إلى نصيحة زوجته، فخرج مع أحد معاونيه، متنكّرين في زي سائحين، وقصدا إلى البادية يتفسحان، ومن بعيد لاحت لهما مضارب إحدى القبائل، فقصدا إليها، وما إن بلغا أول خيمة، حتى خرج لهما شيخ عجوز، رحب بهما، وقادهما إلى خيمته، وقدم لهما ما لديه من طعام، في كرم كبير، وكانت تعمل على خدمتهم، وتقدم لهم الطعام ابنة الشيخ العجوز، وهي صبية تبدو عليها مخايل الذكاء.

وبعد تناول الطعام أحضرت الصبية أدوات القهوة، وأوقدت النار وأخذت تغلي الماء لتعد القهوة، وكان الوزير قد أحس بالسرور والانشراح، ولكنه حين رأى الماء يغلي، ندّت عنه، من غير أن يشعر، آهة طويلة، وذكر سؤال الملك، فتكدّر.

وتنبه إليه الشيخ العجوز، فسأله عن الهمّ الذي يحمله، فتبسم الوزير، وأجابه أن لا هم لديه ولا حزن، ولكن خاطرا مرّ في باله، وهو تساؤله عما يقول الماء وهو يغلي، فضحك الشيخ العجوز، وقال له: "لأجل هذا تشغل بالك"، ثم التفت إلى ابنته، وقال لها: "أجيبي عمّك يا بنت عن تساؤله" فقالت على الفور: الماء يا عم يقول:

الحق علي أنا اللي في الوادي جريت

كل عود مني انتشا منه انكويت

فأعجب الوزير بجواب البنت، فشكرها، وشرب القهوة، ثم شكر للرجل العجوز حسن ضيافته، وكرمه، وودعه، وخرج مع معاونه.

وأسرع الوزير إلى الملك يخبره بالجواب، وهو في غاية السرور، فأمر الملك السياف بقطع رأسه، فدهش الوزير، وسأله عن السبب، فرد عليه الملك بأن الجواب الذي قدمه ليس جوابه هو، فاعترف بالحقيقة.

وعلى الفور أمر الملك رجاله بإحضار الصبية، وأبيها، فأُحضرت إليه، فخصص لها جناحاً في قصره، تعيش فيه مع أبيها، وجعلها من كبار جواريه.




http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/65.gif (http://www.syrianstory.com/divers24.htm#حكايات شعبية)






أنف القاضي



يحكى أن بنتا صغيرة، كان لها بيت صغير، فيه سرير صغير، وحصيرة صغيرة، ومطبخ صغير، فيه أوان صغيرة، وقدر صغيرة، وملاعق صغيرة، وكانت كل أشيائها مثلها، صغيرة صغيرة.

وذات يوم خرجت إلى السوق، فرأت في الطريق فلساً، فاشترت به دبساً، ورجعت إلى البيت فوضعته على الرف، وغطته بالغربال، ثم قعدت في الشمس تتسلى، منتظرة وقت الظهر، حتى تتغداه.

وهي قاعدة في الشمس الدافئة، ذكرت جارتها الذبابة، فقالت تحدث نفسها: "لا بد أن تأتي جارتي الذبابة، كعادتها، لتستعير الغربال، وعندئذ تأكل الدبس، وتترك لي القذر في الصحن، ولم تمض برهة حتى دق الباب، فمضت تفتحه، فإذا جارتها الذبابة في الباب تقول لها: يا جارتي أعيريني الغربال"، فقالت لها: "هو على الرف، ادخلي فخذيه، ولكن لا تأكلي الدبس"، فأخذت الذبابة الغربال، وخرجت.

وبعد قليل أحست الفتاة الصغيرة بالجوع، فمضت إلى المطبخ، ونظرت، فإذا الذبابة قد أكلت الدبس، وتركت لها القذر في الصحن، فانطلقت على الفور إلى القاضي، تشكو له أمرها.

فقالت له: أنا بنت صغيرة.

فأجابها: هكذا خلقت.

فقالت له: أسكن في بيت صغير.

فأجابها: على قدك.

فقالت له: فيه مطبخ صغير.

فأجابها: يكفيك.

فقالت له: خرجت إلى السوق.

فأجابها: حسناً فعلت

فقالت له: عثرت على فلس

فأجابها: لقد رزقت.

فقالت له: اشتريت به بعض الدبس

فأجابها: حلوا اشتريت

فقالت له: خبأته على الرف

فأجابها: نعم ما خبأت

فقالت له: فزارتني الذبابة

فأجابها: جارة استقبلت

فقالت له: فطلبت مني الغربال

فأجابها: حاجة سألتك

فقالت له: قلت لها ادخلي المطبخ، فخذيه

فأجابها: حاجة قضيت

فقالت له: وأوصيتها ألا تأكل الدبس.

فأجابها: حريصا أوصيت

فقالت له: ولكنها أكلت الدبس، وتركت القدر في الصحن

فأجابها: لقد آذتك

فسألته: فما جزاؤها؟

فأطرق القاضي طويلاً، ونظر في الأوراق التي بين يديه، وتفكر، وتأمل، ثم فتح فمه، وتكلم فقال: "حيثما رأيتها، إذا استطعت، فاقتليها".

فنظرت إليه الفتاة الصغيرة مبهوتة، لا تعرف بماذا تجيب، وكادت الدموع تنحدر من عينيها وهو يواجهها بوجه صامت، مغمص العينين، مطبق الشفتين، ينتظر انصرافها، وإذا ذبابة تحط على أنفه، فأسرعت الفتاة الصغيرة إلى نعلها، فرفعته، وضربت به الذبابة، فانتفض القاضي مذعوراً، وصاح بها: "ماذا فعلت؟"، فقالت له: "ألم تقل لي: حيثما رأيتها -إذا استطعت، فاقتليها؟





http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/65.gif (http://www.syrianstory.com/divers24.htm#حكايات شعبية)




الذي يسرق بيضةيسرق جملاً






كان لامرأة عجوز فقيرة، ولد وحيد، ربته على الدلال، فكانت لا تزجره في شيء، ولا تمنعه من شيء، حتى كان يقال له: الدلول، لفرط ما لقيه من دلال أمه، وما يبديه من تعلق بها.

وذات يوم خرج يلعب مع الصبيان، فرأى في خم الجيران بيضة، فدخل الخم فأخذ البيضة ورجع إلى البيت، فسألته أمه عما أرجعه، فأخبرها بأنه عثر على بيضة، فأظهرت الأم فرحها، وأخذت منه البيضة، من غير أن تسأله من أين أحضرها، ثم صنعت له منها طبقاً، وقدمته إليه.

وفي يوم آخر، خرج أيضاً ليلعب مع الصبيان، فرأى دجاجة تنقر وتفحص الأرض برجليها فهجم عليها، وحملها بين يديه، ومضى إلى أمه، وهو ينادي: "انظري ماذا لقيت"، ففرحت الأم بالدجاجة، ومضت فذبحتها وهيأت منها طعاماً شهياً، تناولته وابنها في نهم شديد.

وفي يوم آخر، وقد كبر الولد، مر بالسوق، فرأى وعاء فيه عسل، موضوعاً على قارعة الطريق، وإلى جانبه مكيال، وكرسي صغير، فتلفت حوله، فلم ير أحداً، ويبدو أن صاحب العسل قد ذهب لقضاء حاجة، فحمل الولد وعاء العسل، وأسرع به إلى البيت، يقدم إلى أمه ما عثر عليه في الطريق، ففرحت به الأم فرحاً شديداً، وباركته، وقالت له: "إنك دائماً موفق، ومحظوظ"، فأعجب الولد بنفسه، ومضى يبحث عن أشياء أخرى يعثر عليها، هنا أو هناك.

ومرت الأيام وقد أصبح شاباً، فاعتاد على التقاط ما يغفل عنه الناس، في الطرقات، حتى بات يتحين ذلك، ويترصده، ثم أخذ يرقب أبواب البيوت، فلا يتردد في دخول دار يجد بابها مفتوحاً، كما لا يتورع عن اقتحام دكان غاب عنها صاحبها لحين، ليأخذ كل ما تشتهيه نفسه، من غير أن يشعر به أحد.

فكان يحضر لأمه على الدوام الصحون والطسوت والثياب، والأطعمة والأشربة من شتى الألوان، بل كان يجلب لها بين الحين والحين، شيئاً من المال، وكانت كل مرة تفرح به، وتباركه، وتشجعه على ما هو فيه، وتزينه له، ولا تسأله من أين أحضره؟ وكيف حمله؟ فقد كانت تظن أن كل ما يأتي به كان يعثر عليه.

وهكذا غدا ابنها رجلاً، وصار لصاً، يسرق البيوت والدكاكين، وينهب الأموال والأشياء، ولا يتورع عن مشاركة أمثاله من اللصوص والشطار، فقد كان دائماً يطمع في الأكبر والأعظم، كما كان يزداد جرأة وحدّة.

وذات يوم اقتحم قصر الملك، ودخل بيت المال، فسرق ما فيه من أموال، وولى هارباً، فما عادت الحيل تعييه، ولكن الحراس شعروا به، فلحقوه، حتى أدركوه، ومعه المال المسروق، فقادوه إلى القصر، وسلموه إلى الملك.

وما هي إلا بضعة أيام، حتى صدر عليه الحكم بالشنق، وفي اليوم المحدد لذلك، نصبت له المشنقة، في ساحة البلدة، وأخذ الناس يتقاطرون عليها من كل صوب، للفرجة على ذلك المجرم، الذي روع الناس بسرقاته، حتى إنه جرؤ على سرقة مال المملكة.

وخرجت أمه للفرجة مع من خرج من الناس، وهي لا تعرف أن المحكوم عليه هو ابنها، فقد غاب عن البيت وقلقت عليه، ولكنها لا تتوقع شيئاً مما جرى.

ولما قدم إلى المشنقة، أرسل الملك يسأله إن كان يريد شيئاً، فطلب أن يودع أمه، فنودي على أمه، وعندئذ ذهلت الأم، وتقدمت تصرخ وتعول، منكرة ما صار إليه، فلما تقدمت منه، طلب منها أن تمد لسانها ليقبلها، فاستغربت منه ذلك، فألح عليها، ففعلت، فما كان منه إلا أن أطبق أسنانه على لسانها، وعضه عضاً، حتى قطعه.

فهاج الناس، واستغربوا الأمر، ونادى عليه الملك، فمثل بين يديه، فسأله، لماذا فعلت ذلك، فأجابه:

-لسانها هو السبب، لأنها كانت لا تسألني من أين أحضر ما كنت أحضر لها من أشياء، وأنا صغير، بل كانت تشجعني كلما أحضرت شيئاً، وتباركني، وتقول إني محظوظ، حتى غدوت سارقاً، فالذي يسرق بيضة في الصغر يسرق جملاً في الكبر.

وعندئذ خفف عنه الحكم، فأمر بالاكتفاء بسجنه لبضعة أعوام، ثم طلب منه أن يعتذر لأمه وأن يسامحها، فعاد إليها يعانقها ويبكي على ما كان.





الوطنية





في الطريق الوعرة بين الجبال، كان أحد الرجال مع ولده يسوق حماره المحمل بالمؤن والعتاد للثوار. وبينما هما في بعض الطريق، إذا مجموعة من الجند الأعداء تحيط بهما، وتقتادهما إلى التحقيق.

ووقف الرجل مع ولده أمام الضابط، بعزة وإباء، وطلب الضابط من الرجل أن يدله على مواضع الثوار، فطلب منه أن يقتل ولده أولاً، فدهش الضابط، وسأله عن السبب، فأجابه بأنه يخشى أن يخبر الولد الثوار بأن والده قد دل الأعداء عليهم، فعجب الضابط من الأمر، ثم أقدم على قتل الولد أمام أبيه.

ثم طلب الضابط من الرجل أن يدله على أماكن الثوار، وهنا رفض الرجل، وطلب منه أن يقتله كما قتل الولد، ودهش الضابط، ولم يجد سبباً مقنعاً لقتل الولد من قبل، فردّ عليه الرجل بأنه كان يخشى إن قتل هو أولاً أن يخبر الولد من بعده الأعداء بأماكن الثوار، أما الآن، وقد قتل الولد قبله، فهو لا يخشى شيئاً، وقد اطمأن إلى أنه لم يخن وطنه.




http://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/glitter.gifhttp://www.syrianstory.com/65.gif (http://www.syrianstory.com/divers24.htm#حكايات شعبية)






كرة من الذهب



يروى أن أحد الرجال كان على غنى كبير، يملك الدور والأراضي والأموال، وكان يبدو دائماً كئيباً قلقاً ضيق النفس متشائماً، لا يهنأ بشيء، ولا يسعد، وقد جرب السفر، والسهر، وكل أنواع التسلية، فلم يذهب عنه ما هو فيه من كرب وضيق.

وذات يوم أشار عليه أحد صحبه أن يصنع كرة من الذهب، ليتسلى بها مع زوجته في البيت يدحرجها لها، وتدحرجها له، ويتبادلانها، في أثناء السهرة، وفرح الرجل لنصيحة صاحبه، ومضى على الفور إلى أحد الصاغة، وطلب منه أن يصنع له كرة من الذهب الخالص، واستحثه في إنجازها وأجزل له في العطاء، وهو الغني المقتدر.

وأخذ الرجل يلعب مع زوجته بالكرة كل مساء، يدحرجها لها، وتدحرجها له، ويتسليان بها، ولكن لم يذهب عن الرجل شيء من كربه وضيقه، بل لعله ازداد بهذه الكرة ضيقاً وكرباً فمضى إلى صاحبه، يحدثه عما كان معه من أمر الكرة التي نصح له بها.

وعندئذ ضحك صاحبه طويلاً، وقال له: ما أقصده بكرة من الذهب هو الولد، يملأ حياتك دفئاً وأنساً وبهجة.



ملاحظة:ترقبوا العدد الثاني:ciao: :biggthump