عين النمر
14-10-2005, 08:15 PM
نقلت صحيفة الوطن السعودية تحقيقا عن مكبرات الصوت خارج المساجد و مدى ضررها على المحيطين بها و هذا نص التحقيق
الرياض: الوطن
يثار بين الفينة والأخرى الحديث عن استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد خاصة في شهر رمضان المبارك حيث خصوصيته في صلاة التراويح والوتر وصلاة قيام الليل الآخر، وما مدى مشروعية إذاعة هذه الصلوات والقراءة والدعاء فيها خارج المسجد؟. وهل من المشروع استعمال مكبرات الصوت الخارجية لإسماع الناس في بيوتهم القراءة والذكر والدعاء؟. أم إن المصلحة في قصر الصوت على من كان داخل المسجد؟. لأنهم المقصودون في ذلك ولأن في استعمال مكبرات الصوت الخارجية إزعاجا وإيذاء لجيران المسجد وسكان الحي دون وجه حق وفيهم النائم والمريض والمشغول فيتأذى بذلك، كما أن في استعمال المكبرات الخارجية إزعاجا للمساجد الأخرى القريبة كذلك حيث تتداخل أصوات المساجد مما يشوش على المصلين ويشتت أذهانهم!.
أثيرت هذه المسألة في عدد من البلدان الإسلامية في مصر والأردن وتركيا كما أثيرت في دول الخليج العربي واستقر الأمر عند وزارات الأوقاف في غالب هذه البلدان على الاكتفاء بمكبرات الصوت الداخلية للمساجد ومنع استعمال المكبرات الخارجية إلا في الأذان وبعضها منع استعمالها خارج المسجد حتى في الأذان.
والمتتبع لكلام أهل العلم في هذه المسألة وما هو المشروع فيها يجد أنهم يؤكدون أن استعمال مكبرات الصوت يدخل في قاعدة المصالح المرسلة التي يجب ضبطها وعدم التوسع فيها من جانب كما لا يبالغ في إغفالها والمنع منها على الإطلاق من جانب آخر بل يرون أن استعمالها يدور على قاعدة مراعاة المصالح ودرء المفاسد، كما أن العلماء يميزون بين الآذان وغيره كالإقامة والصلاة والقراءة والدعاء والمواعظ ونحوها فيرون أن الغاية من الآذان هي إعلام الناس بدخول وقت الصلاة ودعوتهم لحضورها فالمصلحة حينئذ في استعمال المكبرات الخارجية لأن الناس حينها يكونون خارج المسجد في بيوتهم وأسواقهم وأعمالهم، بينما الغاية من الإقامة والصلاة والقراءة ونحوها هي إسماع المأمومين خلف الإمام وهم موجودون حينها داخل المسجد فالمصلحة حينئذ تكون بالاقتصار على المكبرات الداخلية فحسب دون المكبرات الخارجية.
وهذا التأصيل الذي نص عليه عدد من أهل العلم يمثل الرأي الوسط في هذه المسألة بين قول المانعين من استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد مطلقا حتى في الآذان وبين قول المجيزين لذلك مطلقا حتى في القراءة والدعاء ونحوها دون مراعاة لما يحصل على جيران المسجد وسكان الحي من مفاسد وأضرار جراء ذلك؟.
وقد نص العلامة محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمنه على أنه في حال إسماع الإمام القراءة والتكبير لمن خلفه من المأمومين فلا يشرع حينها رفع صوت المكبرات أكثر من ذلك، وذكر رحمه الله أن في رفع صوت المكبرات من غير حاجة تشويشا على الناس وأنه يؤدي إلى الشهرة والسمعة الأمر الذي يخل بقصد الإمام وصلاته.
وبعث بعض الأئمة هذا السؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء (إنني إمام مسجد بقرية بمنطقة جازان وأقوم بحديث ديني على جماعة المسجد بعد صلاة الفجر مستعملا في ذلك الحديث الميكرفون وأقصد بذلك أن يستفيد من ذلك الحديث بعض النساء وغيرهم من المجاورين للمسجد، وفيه بعض الإخوان يطلبون مني بأن أقفل الميكرفون، ويدعون أنني أزعج الناس والبعض منهم يعيب علي في ذلك، ونيتي إن شاء الله بعيدة عن السمعة والرياء أعاذنا الله وإياكم من ذلك، أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا؟.)
فأجابت اللجنة بقولها (إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم ووعظهم وتذكيرهم بالله واليوم الآخر وحثهم على المعروف ونهيهم عن المنكر مطلوب شرعا، وهذا من دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولكن على الداعية إلى الله أن يتخير لذلك الوقت المناسب والكيفية المناسبة التي ليس فيها أذى للناس ولا جفوة ولا تنفير لهم وإلا انقلب معروفه منكرا، وعلى هذا ينبغي لك ألا تستعمل الميكرفون في حديثك في الوقت المذكور دفعا للأذى عن الناس ويكفيك أن ترشد من معك بالمسجد بخلاف الأذان فإنا أمرنا بإبلاغ الناس ليحضروا إلى صلاة الجماعة بالمسجد فكلما كان الصوت أندى وأعلى كان أحسن ولو تأذى بذلك من لا يريد حضور صلاة الجماعة وعلينا أن نقف عند ما شرع الله. وبالله التوفيق) عضو عبدالله بن قعود عضو عبدالله بن غديان نائب الرئيس عبدالرزاق غفيفي الرئيس عبدالعزيز بن باز.
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (نقل الصلاة عبر مكبرات الصوت من على رؤوس المنائر فيه تشويش على الناس في بيوتهم وشل لأذكارهم وتسبيحاتهم الخاصة وربما يكون فيه إزعاج لبعض النوّم والمرضى الذين لم يجدوا راحة إلا في ذلك الوقت وأنه أيضاً إذا أذن للمساجد الأخرى التي بجوار هذا الصوت والتشويش عليها وقد حدثني كثير من الناس الذين كانوا بجوار المساجد التي ترفع الأذان من على المنائر حدثني إنه إذا كان صوت الإمام في المسجد الذي نقلت صلاته عبر هذه المكبرات أحسن من صوت إمامهم وقراءته أحسن من قراءة إمامهم أنهم يتابعون ذلك الإمام الذي خارج مسجدهم ويدعون إمامهم ولا ينصتون لقراءة الإمام).
ويقول رحمه الله (حدثني بعض الناس أنهم يكبرون بتكبير الإمام المجاور بتكبير إمام المسجد المجاور ظناً منهم أن هذا التكبير تكبير إمامهم وهذا أمر معلوم عند كثير من الناس وهو أيضاً أمر لا ينضبط بمعنى أنه قد يقول قائل إن صوتي لا يبلغ المسجد الفلاني ولا يشوش على أهله فإن هذا أمر لا ينطبق لأن هذا خاضع لاتجاه الرياح فإذا كانت الرياح متجهة إلى المساجد المجاورة سمعوا الصوت وإذا كانت متجهة إلى خلافها لم يسمعوا الصوت وربما يكون الصوت قوياً جداً حوله على أي حال كان اتجاه الرياح، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثين صححهما ابن عبد البر أنه سمع الصحابة رضي الله عنهم يقرأون ويجهرون فنهاهم عن ذلك وقال "لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة" وفي لفظ آخر "لا يؤذين بعضكم بعضا " وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن ليس للإنسان أن يجهر جهراً يشوش على المصلين).
يقول الشيخ (نصيحتي لإخواني المسلمين أن يدعوا هذا العمل الذي يشوشون به على من بقربهم ويؤذونهم وهذا أمر قد جاء به النص عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا مجال للاجتهاد فيه فإذا علمنا أن في ذلك تشويشا على من حولهم من المساجد تخبيطاً لصلاتهم فإن هذا داخل فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والمصالح التي قد تحصل أو قد يتوهم بعض الناس حصولها هي مغمورة جداً في المفاسد التي تترتب على ذلك).
ويقول الشيخ أيضا (من الناس من يقول إن بقاء الصلاة من على المنائر قد يستمع إليه بعض النساء في البيوت وينتفعون بقراءة القاري فنقول إن هذه المصلحة منغمرة في جانب المفاسد الأخرى لأن من الناس من لا يرغب أن يسمع هذا الصوت الذي يشغله كما قال السائل عن أذكاره الخاصة وقراءته الخاصة ومن الناس من يكون محتاجا للنوم لكونه سهر طول الليل ومساهرا لمرض أو قلق ثم ينام فينام بعد أن يصلي الفجر لكونه لا يستطيع الخروج للصلاة في المساجد ثم يأتي هذا الصوت الذي يزعجه وينبهه من النوم فهذه مفسدة ثم إننا رأينا وشاهدنا كثيراً من الناس إذا أقبل على المسجد وسمع الإمام في آخر القراءة ذهب يسعى ويشتد سعياًَ أي يركض ليدرك الركوع مع الإمام وهذا وقوع فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم على كل حال المصلحة كل المصلحة أن يتبع الإنسان ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلاً للمأمور وتركاً للمنهي وإذا كان قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه نهى أن يشوش المصلون بعضهم على بعض برفع أصواتهم في القراءة فهذا هو الفيصل في هذه المسألة ولا تحسين للعقول بعد وجود النص أبداً فنصيحتي لأخواني أن يدعوا هذا وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى استعمال المكبر في داخل المسجد فليستعملوه في داخل المسجد كما لو كان المسجد كبيراً وفيه نساء لا يسمعنّ إلا بذلك أو كان ذلك في يوم الجمعة فليستعملوه وإذا لم تدع الحاجة إليه حتى في داخل المساجد فلا ينبغي استعماله أيضاً لأن ذلك يؤدي إلى أن يعتاد الإنسان على هذا المكبر فلا يخشع إلا إذا استعمله ولأن في هذا إضاعة المال بصرف الكهرباء وأرجو ألا ينتقدنا أحد في هذه النقطة فيقول إن صرف الكهرباء هذا قليل جداً وما أكثر الكهرباء التي تصرف في غير فائدة فنقول إنها أمر يسير بالنسبة إلى واحد لكن إذا قدر أن في البلد مئات من المساجد واستعملت هذه المكبرات فكم تستهلك من كيلوات في خلال الخمس صلوات في كل يوم وليلة على كل حال أهم شيء عندي في هذه المسألة أن في رفع الصوت من على المنائر ولاسيما في الصلاة الجهرية الليلة مع تقارب المساجد إيذاء للمصلين بعضهم بعضاً وقد يكون فيها أيضاً إيذاء لمن كان حول المساجد من البيوت وإن كان قد يكون فيه مصلحة لبعض ساكني البيوت لكن قد يكون فيه مضرة أيضاً وإيذاء لبعض ساكني البيوت والقاعدة الشرعية عند أهل العلم أن دفع المفاسد أولى من جلب المصالح عند التساوي).
وحينما سئل الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين حفظه الله عن حكم استعمال بعض الأئمة لمكبرات الصوت الخارجية مع ما فيها من تشويش على الناس أجاب بقوله (على هؤلاء الأئمة أن يخفضوا أصوات الميكروفونات، وتكون بقدر ما يسمع المصلون الحاضرون حتى لا يحصل تشويش على أهل المساجد الأخرى ومتى تضرر أهل مسجد من آخر فعليهم نصحهم وإذا لم يقبلوا رفعوا أمرهم إلى الوزارة أو الهيئة أو الإمارة سعيا لإزالة الضرر).
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-10-14/culture/culture08.htm
ما رأيكم يا جماعة بالهكلام انا ليس لدي اي تعليق لقلة فقهي الديني
تحياتي للجميع
الرياض: الوطن
يثار بين الفينة والأخرى الحديث عن استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد خاصة في شهر رمضان المبارك حيث خصوصيته في صلاة التراويح والوتر وصلاة قيام الليل الآخر، وما مدى مشروعية إذاعة هذه الصلوات والقراءة والدعاء فيها خارج المسجد؟. وهل من المشروع استعمال مكبرات الصوت الخارجية لإسماع الناس في بيوتهم القراءة والذكر والدعاء؟. أم إن المصلحة في قصر الصوت على من كان داخل المسجد؟. لأنهم المقصودون في ذلك ولأن في استعمال مكبرات الصوت الخارجية إزعاجا وإيذاء لجيران المسجد وسكان الحي دون وجه حق وفيهم النائم والمريض والمشغول فيتأذى بذلك، كما أن في استعمال المكبرات الخارجية إزعاجا للمساجد الأخرى القريبة كذلك حيث تتداخل أصوات المساجد مما يشوش على المصلين ويشتت أذهانهم!.
أثيرت هذه المسألة في عدد من البلدان الإسلامية في مصر والأردن وتركيا كما أثيرت في دول الخليج العربي واستقر الأمر عند وزارات الأوقاف في غالب هذه البلدان على الاكتفاء بمكبرات الصوت الداخلية للمساجد ومنع استعمال المكبرات الخارجية إلا في الأذان وبعضها منع استعمالها خارج المسجد حتى في الأذان.
والمتتبع لكلام أهل العلم في هذه المسألة وما هو المشروع فيها يجد أنهم يؤكدون أن استعمال مكبرات الصوت يدخل في قاعدة المصالح المرسلة التي يجب ضبطها وعدم التوسع فيها من جانب كما لا يبالغ في إغفالها والمنع منها على الإطلاق من جانب آخر بل يرون أن استعمالها يدور على قاعدة مراعاة المصالح ودرء المفاسد، كما أن العلماء يميزون بين الآذان وغيره كالإقامة والصلاة والقراءة والدعاء والمواعظ ونحوها فيرون أن الغاية من الآذان هي إعلام الناس بدخول وقت الصلاة ودعوتهم لحضورها فالمصلحة حينئذ في استعمال المكبرات الخارجية لأن الناس حينها يكونون خارج المسجد في بيوتهم وأسواقهم وأعمالهم، بينما الغاية من الإقامة والصلاة والقراءة ونحوها هي إسماع المأمومين خلف الإمام وهم موجودون حينها داخل المسجد فالمصلحة حينئذ تكون بالاقتصار على المكبرات الداخلية فحسب دون المكبرات الخارجية.
وهذا التأصيل الذي نص عليه عدد من أهل العلم يمثل الرأي الوسط في هذه المسألة بين قول المانعين من استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد مطلقا حتى في الآذان وبين قول المجيزين لذلك مطلقا حتى في القراءة والدعاء ونحوها دون مراعاة لما يحصل على جيران المسجد وسكان الحي من مفاسد وأضرار جراء ذلك؟.
وقد نص العلامة محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمنه على أنه في حال إسماع الإمام القراءة والتكبير لمن خلفه من المأمومين فلا يشرع حينها رفع صوت المكبرات أكثر من ذلك، وذكر رحمه الله أن في رفع صوت المكبرات من غير حاجة تشويشا على الناس وأنه يؤدي إلى الشهرة والسمعة الأمر الذي يخل بقصد الإمام وصلاته.
وبعث بعض الأئمة هذا السؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء (إنني إمام مسجد بقرية بمنطقة جازان وأقوم بحديث ديني على جماعة المسجد بعد صلاة الفجر مستعملا في ذلك الحديث الميكرفون وأقصد بذلك أن يستفيد من ذلك الحديث بعض النساء وغيرهم من المجاورين للمسجد، وفيه بعض الإخوان يطلبون مني بأن أقفل الميكرفون، ويدعون أنني أزعج الناس والبعض منهم يعيب علي في ذلك، ونيتي إن شاء الله بعيدة عن السمعة والرياء أعاذنا الله وإياكم من ذلك، أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا؟.)
فأجابت اللجنة بقولها (إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم ووعظهم وتذكيرهم بالله واليوم الآخر وحثهم على المعروف ونهيهم عن المنكر مطلوب شرعا، وهذا من دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولكن على الداعية إلى الله أن يتخير لذلك الوقت المناسب والكيفية المناسبة التي ليس فيها أذى للناس ولا جفوة ولا تنفير لهم وإلا انقلب معروفه منكرا، وعلى هذا ينبغي لك ألا تستعمل الميكرفون في حديثك في الوقت المذكور دفعا للأذى عن الناس ويكفيك أن ترشد من معك بالمسجد بخلاف الأذان فإنا أمرنا بإبلاغ الناس ليحضروا إلى صلاة الجماعة بالمسجد فكلما كان الصوت أندى وأعلى كان أحسن ولو تأذى بذلك من لا يريد حضور صلاة الجماعة وعلينا أن نقف عند ما شرع الله. وبالله التوفيق) عضو عبدالله بن قعود عضو عبدالله بن غديان نائب الرئيس عبدالرزاق غفيفي الرئيس عبدالعزيز بن باز.
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (نقل الصلاة عبر مكبرات الصوت من على رؤوس المنائر فيه تشويش على الناس في بيوتهم وشل لأذكارهم وتسبيحاتهم الخاصة وربما يكون فيه إزعاج لبعض النوّم والمرضى الذين لم يجدوا راحة إلا في ذلك الوقت وأنه أيضاً إذا أذن للمساجد الأخرى التي بجوار هذا الصوت والتشويش عليها وقد حدثني كثير من الناس الذين كانوا بجوار المساجد التي ترفع الأذان من على المنائر حدثني إنه إذا كان صوت الإمام في المسجد الذي نقلت صلاته عبر هذه المكبرات أحسن من صوت إمامهم وقراءته أحسن من قراءة إمامهم أنهم يتابعون ذلك الإمام الذي خارج مسجدهم ويدعون إمامهم ولا ينصتون لقراءة الإمام).
ويقول رحمه الله (حدثني بعض الناس أنهم يكبرون بتكبير الإمام المجاور بتكبير إمام المسجد المجاور ظناً منهم أن هذا التكبير تكبير إمامهم وهذا أمر معلوم عند كثير من الناس وهو أيضاً أمر لا ينضبط بمعنى أنه قد يقول قائل إن صوتي لا يبلغ المسجد الفلاني ولا يشوش على أهله فإن هذا أمر لا ينطبق لأن هذا خاضع لاتجاه الرياح فإذا كانت الرياح متجهة إلى المساجد المجاورة سمعوا الصوت وإذا كانت متجهة إلى خلافها لم يسمعوا الصوت وربما يكون الصوت قوياً جداً حوله على أي حال كان اتجاه الرياح، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثين صححهما ابن عبد البر أنه سمع الصحابة رضي الله عنهم يقرأون ويجهرون فنهاهم عن ذلك وقال "لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة" وفي لفظ آخر "لا يؤذين بعضكم بعضا " وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن ليس للإنسان أن يجهر جهراً يشوش على المصلين).
يقول الشيخ (نصيحتي لإخواني المسلمين أن يدعوا هذا العمل الذي يشوشون به على من بقربهم ويؤذونهم وهذا أمر قد جاء به النص عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا مجال للاجتهاد فيه فإذا علمنا أن في ذلك تشويشا على من حولهم من المساجد تخبيطاً لصلاتهم فإن هذا داخل فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والمصالح التي قد تحصل أو قد يتوهم بعض الناس حصولها هي مغمورة جداً في المفاسد التي تترتب على ذلك).
ويقول الشيخ أيضا (من الناس من يقول إن بقاء الصلاة من على المنائر قد يستمع إليه بعض النساء في البيوت وينتفعون بقراءة القاري فنقول إن هذه المصلحة منغمرة في جانب المفاسد الأخرى لأن من الناس من لا يرغب أن يسمع هذا الصوت الذي يشغله كما قال السائل عن أذكاره الخاصة وقراءته الخاصة ومن الناس من يكون محتاجا للنوم لكونه سهر طول الليل ومساهرا لمرض أو قلق ثم ينام فينام بعد أن يصلي الفجر لكونه لا يستطيع الخروج للصلاة في المساجد ثم يأتي هذا الصوت الذي يزعجه وينبهه من النوم فهذه مفسدة ثم إننا رأينا وشاهدنا كثيراً من الناس إذا أقبل على المسجد وسمع الإمام في آخر القراءة ذهب يسعى ويشتد سعياًَ أي يركض ليدرك الركوع مع الإمام وهذا وقوع فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم على كل حال المصلحة كل المصلحة أن يتبع الإنسان ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلاً للمأمور وتركاً للمنهي وإذا كان قد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه نهى أن يشوش المصلون بعضهم على بعض برفع أصواتهم في القراءة فهذا هو الفيصل في هذه المسألة ولا تحسين للعقول بعد وجود النص أبداً فنصيحتي لأخواني أن يدعوا هذا وإذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى استعمال المكبر في داخل المسجد فليستعملوه في داخل المسجد كما لو كان المسجد كبيراً وفيه نساء لا يسمعنّ إلا بذلك أو كان ذلك في يوم الجمعة فليستعملوه وإذا لم تدع الحاجة إليه حتى في داخل المساجد فلا ينبغي استعماله أيضاً لأن ذلك يؤدي إلى أن يعتاد الإنسان على هذا المكبر فلا يخشع إلا إذا استعمله ولأن في هذا إضاعة المال بصرف الكهرباء وأرجو ألا ينتقدنا أحد في هذه النقطة فيقول إن صرف الكهرباء هذا قليل جداً وما أكثر الكهرباء التي تصرف في غير فائدة فنقول إنها أمر يسير بالنسبة إلى واحد لكن إذا قدر أن في البلد مئات من المساجد واستعملت هذه المكبرات فكم تستهلك من كيلوات في خلال الخمس صلوات في كل يوم وليلة على كل حال أهم شيء عندي في هذه المسألة أن في رفع الصوت من على المنائر ولاسيما في الصلاة الجهرية الليلة مع تقارب المساجد إيذاء للمصلين بعضهم بعضاً وقد يكون فيها أيضاً إيذاء لمن كان حول المساجد من البيوت وإن كان قد يكون فيه مصلحة لبعض ساكني البيوت لكن قد يكون فيه مضرة أيضاً وإيذاء لبعض ساكني البيوت والقاعدة الشرعية عند أهل العلم أن دفع المفاسد أولى من جلب المصالح عند التساوي).
وحينما سئل الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين حفظه الله عن حكم استعمال بعض الأئمة لمكبرات الصوت الخارجية مع ما فيها من تشويش على الناس أجاب بقوله (على هؤلاء الأئمة أن يخفضوا أصوات الميكروفونات، وتكون بقدر ما يسمع المصلون الحاضرون حتى لا يحصل تشويش على أهل المساجد الأخرى ومتى تضرر أهل مسجد من آخر فعليهم نصحهم وإذا لم يقبلوا رفعوا أمرهم إلى الوزارة أو الهيئة أو الإمارة سعيا لإزالة الضرر).
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-10-14/culture/culture08.htm
ما رأيكم يا جماعة بالهكلام انا ليس لدي اي تعليق لقلة فقهي الديني
تحياتي للجميع