تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية العنصرية الحقيقية في هذا النظام



mathematician
15-10-2005, 04:36 AM
المغرب يطهّر شماله من المهاجرين الافارقة وسط احتجاجات علي معاملة عنصرية
الباقون في الناضور يرقدون بمستشفاها: اموات او مصابون
الناضور (المغرب) ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:
بدت مدينة الناضور الواقعة شمال المغرب وبالمحاذاة مع مليلية المحتلة، في الايام الماضية، وكأنها مدينة من الوسط الأمريكي في العشرينات والثلاثينات.
لا يتعلق الأمر بنظافة المدينة أو هندسة معمارها. فهذه الأشياء لا يمكن الحديث عنها في المغرب لأنها غير موجودة رغم أن في الديانة الرسمية للدولة، الاسلام، النظافة من الايمان ، وانما الحديث هنا عن وجود انسان أسود اللون في شوارعها.
الأفارقة الذين كانوا يعيشون في المدينة أو ضواحيها في انتظار الانتقال الي الفردوس الأوروبي لم يعد لهم أثر. اختفوا بسبب قنص الانسان الأسود علي يد الأجهزة الأمنية المحلية، وهذا هو ما تشترك فيه الناضور مع هذه المدن الأمريكية العنصرية التي كان سكانها يقومون باصطياد السود وطردهم نحو الجنوب.
سكان الناضور بعيدون عن عنصرية الأمريكيين، بل بالعكس، فهم استقبلوا الأفارقة وتعاملوا معهم بانسانية فائقة وبحسن الضيافة التي تميز الانسان المغربي، لاسيما وأن نصف سكان هذه المدينة يعيشون في المهجر، ويكفي أنه لولا مساعدة السكان المحليين المعروفين بـ الريفيين للمهاجرين الأفارقة لماتوا جوعا، ولكن السلطات الأمنية المحلية بتعقبها للانسان الافريقي المهاجر هي التي أثرت سلبا علي صورة مدينة الناضور ذات الساكنة المتسامحة. خلال تواجد القدس العربي في المدينة الأسبوع الجاري، علق ناشط حقوقي علي هذه الظاهرة المجحفة في حق الأفارقةبالقول لدي صديق مغربي أسود البشرة لم أراه منذ يومين. أخاف أن يكون قد جري ترحيله الي بوعرفة أو أقصي الجنوب رفقة المهاجرين الأفارقة .
تعليق هذا الناشط كان من باب السخرية، ولكن في الوقت نفسه كشف عن شيء خطير لا يستطيع الكثيرون في المجتمع المغربي الاعتراف به، وهو أن تعامل الدولة المغربية مع هجرة الأفارقة كان عنصريا وخطيرا للغاية لم يحترم في البدء أدني المعايير الانسانية حتي صدرت احتجاجات الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية ووقع التراجع عن هذه الاجراءات، ولكن دون الاعتراف بها.
القليلون الذين تحركوا في المغرب وأصدروا البيانات ونظموا تظاهرات، كان علي رأسهم الجمعية المغربية لحقوق الانسان وجمعية الدفاع عن حقوق الانسان واليسار الاشتراكي الموحد وجمعية أصدقاء وعائلات ضحايا قوارب الموت. الباقون، في مقدمتهم الأحزاب السياسية، التزموا الصمت وبعضها أصدر بيانات مبهمة للغاية لم تقو علي التنديد بما حدث للمهاجرين الأفارقة، في حين تجد هذه الأحزاب تتشدق بالدفاع عن المهاجرين المغاربة عندما يتعرضون للاعتداءات في دول الاتحاد الأوروبي. ولم يقف أي وزير في البرلمان للرد علي هذه الاتهامات أو اتهامات اسبانيا علي لسان وزير داخليتها خوسي آلونسو الذي قال أن المغرب هو الذي أطلق النار علي المهاجرين فجر 29 ايلول/سبتمبر في سبتة وقتل أربعة منهم. المغرب في ملف الهجرة السرية الافريقية يعتبر ضحية بحكم موقعه الجغرافي ومحاولات الاتحاد الأوروبي الضغط عليه لكي يتحول الي دركي القارة العجوز، امكانياته المادية المحدودة للغاية ودول الجوار لا تساعده مثل الجزائر التي المتهمة بالتهاون في ضبط حدودها، لكن المغرب لم يحسن التصرف وطعن نفسه بيده ثلاث مرات:
الأولي، عندما راهن علي حلول غير انسانية في ترحيل المهاجرين مثل التخلي عنهم في الصحراء. ولعل جريدة لوبوبيلير (الشعبية) السنغالية كانت معبرة عندما تساءلت منذ أيام هل المغاربة أشقاء لنا؟ في تعليقها علي ما جري للسنغاليين وباقي الأفارقة.
والطعنة الثانية، عندما حفرا خندقا في مليلية ونشر الجيش المغربي لمنع تسلل الأفارقة في حين كان يؤّمن ويوفر بدون وعي الهدوء والاستقرار للاحتلال الاسباني. وكانت الطعنة غير مباشرة ضد مطالبه باستعادة السيادة، ويتساءل أكثر من واحد، أرأيتم بلدا يطالب باستعادة أراضيه ويقوم بحفر خندق يفصلها عنه.
والطعنة الأخيرة، عندما لجأ في أعقاب التنديد الدولي بالمعاملة السيئة ضد الأفارقة التي ارتكبها الي نظرية تآمر أطراف خارجية ضد المغرب واستقراره وانتقاله الديمقراطي ومشروعه للتنمية البشرية الي تلك الكلمات التي يحب الرسميون المغاربة ترديدها.
الناضور هادئة هذه الايام، فقد تم تنظيفها من الافارقة. الوحيدون الموجودون تعثر عليهم بمستشفي المدينة، وهم فئتان: مصابون برصاص قوي الامن المغربية، واموات يرقدون بقسم حفظ الجثث في انتظار قريب قد لا يأتي ابدا.

المصدر www.alquds.co.uk (http://www.alquds.co.uk/) القدس العربي