المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية حمل الدعوة



rajaab
23-10-2005, 03:36 PM
أهمية حمل الدعوة

الإسلامية

إن الدعوة هي فعل إمالة وترغيب. فأن تدعو إنساناً إلى الإسلام معناه أنك تميله إلى ما تدعوه إليه وترغبه فيه. لذلك لا تقتصر الدعوة إلى الإسلام على القول فقط، بل تشمل كل ما يُميل ويرغّب من قول أو عمل، ولذلك تُحْمَلُ الدعوة بلسان الحال ولسان المقال. ويعطي المسلم بالتزامه المثل الحي لما يدعو له بلسانه، ويبيّن صورة الإسلام الحقيقية بالتزامه الحق.

قال تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[. وقال جلّ من قائل: ]فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ... [.

والدعوة إلى الله واجبة وهي عبادة يتقرب بها الداعي إلى ربه، ويعلم أن مقامها رفيع، يرفعه الله بها في الدنيا والآخرة.

والدعوة إلى الله هي مهمة الأنبياء الذين قاموا بها، وأقاموا عن طريقها دين ربهم.

قال تعالى: ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ[. وقال تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً @ وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً[ فرسولنا الكريم r بلّغ الإسلام ونصح الأمة وكان شاهداً على الناس بما دعاهم إليه في الدنيا حتى أنه كان يستشهدهم ويطلب من الله سبحانه أن يشهد له، وها هو في حجة الوداع يقول: «... ألا هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد» [رواه البخاري] فالدعوة هي إرث النبي r لأمته، نحافظ عليه إن أردنا أن نحافظ على الإسلام فينا.

لأنه لا يتصور وجودٌ مؤثر للإسلام من غير دعوة توجده.

ولا يتصور نقاء الإسلام في نفوس أتباعه من غير دعوة تنقيه من غبش الأفكار المنحرفة وتأثره بها.

ولا يتصور إقامة الإسلام من غير دعوة تقيمه.

ولا يتصور انتشار قوي للإسلام من غير دعوة تنشره.

فلولا الدعوة الإسلامية لما قوي الدين ولما انتشر، ولما حوفظ عليه، ولما أقيمت حجة الله على خلقه ...

فبالدعوة إلى الإسلام يعود الإسلام إلى سابق عزه وقوة وجوده. وما أحوجنا اليوم إلى ذلك.

وبالدعوة إلى الإسلام ينتشر الإسلام بين الناس جميعاً، ويكون الدين كله لله. وما أحوج العالم اليوم إلى ذلك ...

وبالدعوة إلى الإسلام تظهر حجة المسلم ، وتُقطَع حجة الكافر، ولا يعذر في تركه الإسلام. يقول تعالى: ]رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً[.

ومن هنا أخذت الدعوة إلى الإسلام أهميتها بين المسلمين، وقام بها المسلمون الأوائل، وأولهم النبي r، وحرصوا عليها حرصهم على الدين. ولولا الدعوة إلى الإسلام لما وصل إلينا، ولما اعتنقه مئات الملايين من البشر. بل قل لما تعدى إيمانَ الرسول r. فمن أول ما نزل على الرسول r قوله تعالى: ]اقرأ[ أمره أن يقرأ لنفسه وأن يقرأ للناس. ومن أوائل ما نزل عليه r كان قوله تعالى: ]قُمْ فَأَنذِرْ[.

فدعوة الرسول r أوجدت الإسلام من كل جوانبه، وأوجدت المسلمين الأوائل الذين كانوا خير من حمل الخير رسالة بعد الرسول r. ودعوة هؤلاء هي التي حملت الإسلام لمن بعدهم. وهكذا حتى يومنا هذا يجب أن تمضي الدعوة حتى قيام الساعة.

ومن هنا فإن الدعوة بالنسبة للإسلام هي كالجريان بالنسبة للماء. فكما أن الماء يروي ويسقي ويعطي الخير للناس، ولكنه بحاجة لمن ينقله. فكذلك الإسلام الذي هو الدين الحق، والتصوّر الصحيح لهذه الحياة هو أيضاً يحتاج لمن ينقله، وينقل خيره لكي يروي ويسقي ويهدي من اتبع رضوان الله.

ومن هنا تبرز الصلة الوثيقة بين الإسلام وبين الدعوة له.

ومن هنا كانت الدعوة ركناً ركيناً وأمراً حيوياً في الإسلام. لازمة له لزوم تأثيره، ولازمة له لزوم انتشاره. فعمر الدعوة هو بعمر الإسلام: منذ نشأته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومن هنا يجب أن تأخذ الدعوة أهميتها في حياة المسلمين، ويجب أن تشغل بالهم وأن ينفقوا عليها وقتهم ويبذلوا لها جهدهم.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حمل الدعوة:

وفي هذا يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم تحت باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

واعلم أن هذا الباب – أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – قد شيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبقَ منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جداً.

وهذا باب عظيم به قوام الأمر وملاكه. وإذا كثر الخبث عمّ العقابُ الصالحَ والطالحَ. وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقاب: ]فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[.

وان الحاجة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورية وباقية ما بقيت الحاجة إلى الحياة نفسها وأمنها وعافيتها. فإن الدعوة تعدل ذلك كله .. وقد وضح النبي r مدى هذه الحاجة في الحديث وضرب لذلك مثلاً فقال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم. فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ مَن فوقنا؟ فإن تركهم الذين في الأعلى وما أرادوا هلكوا جميعاً، وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً» [رواه البخاري]. وبهذا الحديث يتبين كيف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساوي حياة المجتمع وسلامته. وان أي تهاون في القيام به لا جزاء له إلاّ أن تهوي السفينة بالجميع إلى القاع وان يصبح الكل من المهلكين المغرقين.

وقد عبّر القرآن عن أهمية الدعوة وحاجة الناس إليها بكثير من الآيات. ولم تقتصر ألفاظ القرآن على مادة الدعوة بل شملت الكثير من الألفاظ والمعاني التي تدور جميعها حول موضوع الدعوة. وكذلك أحاديث الرسول r. نذكر بعضها على سبيل الذكر لا الحصر:

فقد عبّر القرآن عن الدعوة بلفظ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: ]كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ... [ وقال جل من قائل: ]وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [.

وقال رسول الله r: «والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف وتَنْهَوُنَّ عن المنكر أو ليوشِكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يُستجابُ لكم» [رواه الترمذي]. وقال r: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].

اســــــــلام
24-10-2005, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اللهم اجعلنا ممن يدعو الى الدين الحق ..

بارك الله فيك وجزاك ربي الجنة ..

دمت بحفظ الله ..