المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطلّقة لا تعرف اليأس



mohammedsamih
12-11-2005, 12:32 PM
كما قيل: سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الناس و أخبارهم. هذا ما حدث معي خلال رحلتي الأخيرة, و كنت قد بدأت الحديث عن موقف سابق في موضوعي "بيني و بين مضيفة الطائرة", و ها أنا أسرد لكم واحدا آخر سائلا الله تعالى أن يرزقنا جميعا حسن الاستفادة منه.

لم أكن قد زرت هذا المكان منذ ست سنين, و عند وصولي هناك بدأت بطرق أبواب الأهل و الأصدقاء, فقد اشتقت لأيام المدرسة و البراءة و الأصحاب. و خلال أحد الزيارات, و في معمعة الترحيب و التهاني, دخلت علينا طفلة صغيرة جميلة, فسلمت و جلست. أخبرني صديقي أن اسمها "حلا" و هي ابنة أخته. داعبناها قليلا حتى نذهب عنها الخجل, ثم سألها خالها – و هو صديقي صاحب المنزل- أن تقرأ علينا شيئا من القرآن, فبدأت في قراءة سورة "النبأ" و "النازعات" بصوت جميل رقيق. ثم سألها أن تذكر أسماء الله الحسنى, فأوردتها بسلاسة و تمكن وسط ذهول الحاضرين. قلت لصاحبي: ما شاء الله, حفظها الله لكم, كم عمرالبنت؟ فقال: لم تتجاوز الخمس سنوات, وهي تحفظ جزء "عم" كاملاً! قلت: سبحان الله! من ذا الذي يبذل من وقته و جهده لتعليمها؟ قال: إنها أختي – أمها- تحرص على تعليمها و تنشئتها نشأة صالحة, و هي تقيم عندنا مع ابنها و ابنتها بعد أن تركت منزلها. فسألته عن السبب, فقال: لقد طلقها زوجها, فقد كان يضربها و يضربها كما تضرب البهائم, و نحن و هي صابرون, و لكنه كان يفتعل المشاكل لأدنى سبب, و في كل مرة يطردها من المنزل نحاول إقناعها للعودة إلى المنزل للحفاظ على هذه الأسرة, و يأتي هو بنفسه لردها و مصالحتها, و لكنه يعود و يفتعل المشاكل و يضربها بقسوة و همجية, و في آخر مرة طلقها و رمى لها الأولاد أيضا – يا له من قلب أسود لا يعرف معنى للرحمة و الأبوة – و هي الآن تقيم عندنا, و قد حصلت مؤخرا على درجة الماجستير و هي تحضر الآن لرسالة الدكتوراة! قلت: ما شاء الله, يا ليت لنا مثل نصف عزيمتها و صبرها, لقد ذكرتني بالنساء الأوائل التي تزن إحداهن ألفاً من رجال هذا الزمان, فهي المرأة الألف! فقال : نعم, فهي شعلة من نشاط, لكل أفراد البيت قدوة.


تعليق:

رغم كل هذه المشاكل: مطلقة, تعرضت للضرب و المهانة, لها أولاد صغار, لا بيت لها, نظرة المجتمع للمطلقة على أنها هي المسؤولة عن خراب بيتها – ظلموها- رغم كل ذلك, هي شعلة من نشاط, شمعة تضيء رغم الرياح, تسمو وسط العوائق و المثبطات, تعرف طريقها, فهي سائرة إلى جنة ربها, مشتاقة لصحبة مريم و خديجة و فاطمة, و هي تنشر عبق طيبها لزهرتيها: ابنها و ابنتها, و هي مع ذلك كله تعلمنا معنى البذل و عدم الانكسار.

فلله درها من امرأة, و لله درها من جوهرة, طوبى لمن سار مسارها, و غرس غرسها.

الوردة الجريحة
12-11-2005, 01:25 PM
لم يكن الطلاق أبدا نهاية حياة
بل يجب أن يكون بداية لحياة جديدة وسعي وراء النجاح والتألق
وهذه الانسانة الرائعة أدركت ذلك
من خلال تنشئتها لأبنائها ومن خلال إتمامها لدراستها
هي تعطي وتعطي ولكن متى سيعطيها المجتمع حقها ؟؟

اميرة الحلا
12-11-2005, 09:54 PM
الطلاق معاناة نفسية وفشل في مسيرة الحياة وجرح ينزف حزنا والما

حتى ياتي من يوقفه وهذه مشاعر حقيقية ولكن لا نجعلها النهاية بل البداية للانطلاق الى رحاب افضل فقد يتعطل مركب ولكن في الوجود مراكب كثيرة
نعم المراة الصلبة التي لا تهزها اي ريح تعصف عليها ان تتماسك وتثبت حتى تبلغ النجاح

جزاك الله خيرا

mohammedsamih
13-11-2005, 09:43 AM
جوزيتما خيرا على المشاركة و التعليق الجميل