المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاكل العرب .. صنعت لهم فعانوها وحدهم مهم (التصويت)



Sadknight
14-11-2005, 11:33 AM
التقرير الذي اعده برنامج الامم المتحدة الانمائي قال كلمة حق بشأن مشاكل العالم العربي وهي ان العوامل الخارجية هي في الاساس التي اسهمت في ايجاد مناخ التوتر الذي ساد المنطقة العربية في الاونة الاخيرة ، وهذه هي كلمة الحق التي اغضبت واشنطن وجعلتها تقاطع التقرير وتضغط على الامم المتحدة حتى لا يتم اعتماده ، وهو تقرير يدور حول التنمية البشرية في العالم العربي والمعوقات التي تواجهه.
وقد اثبتت الاحداث ان الصراع العربي الاسرائيلي والاحتلال الاميركي للعراق قد أثارا الفوضى في عالمنا الذي لم يعتد على احد ولم يتوان لحظة عن المساهمة في الفعاليات الدولية التي تقرب وجهات النظر بين الشرق والغرب ، والتقرير الذي من المقرر ان يصدر في مارس قد حاول مراعاة وجهة النظر الاميركية حتى لا يواجه المقاطعة والتهديد بخفض المساهمة الاميركية في البرنامج التابع للامم المتحدة الا ان ضغوط واشنطن هذه الايام يتعذر مواجهتها.
لقد اعترف العرب ان لديهم بعض القصور في مسائل حقوق الانسان الا ان المنطق والواقع يقول ان هذا القصور مرده عدم اتاحة الفرصة للمنطقة العربية كي تنمو تدريجيا باتجاه بناء مؤسساتها السياسية والاقتصادية على النحو الصحيح ، فكل عقد من السنين تسقط المنطقة ضحية حرب واحدة على الاقل ولا تكاد تتعافى من اثارها المدمرة حتى تكون اصابع خفافيش الظلام في اروقة السياسة الدولية قد حاكت للعرب مؤامرة جديدة مكتملة الاركان لتظل الدائرة الجهنمية في الدوران ممسكة بتلابيب المشروع الحضاري العربي ومؤثرة فيه الى حد التهلكة والتوقف التام.
والان يواجه العرب ضغوطا للدخول فيما اسماه (الاجانب) الشرق الاوسط الكبير حتى تذوب هويتهم في المحيط الاوسع وتتفكك عرى وحدتهم ويصبحون طعما سائغا في افواه حيتان النظام العالمي الجديد القائم على عرقلة نهضة الامم الصغيرة لتظل مجرد مصدر للمواد الخام التي تدير عجلات الاقتصاد في الدول الصناعية الكبرى وفي نفس الوقت تظل تلك الدول الصغيرة سوقا مفتوحة وطاقة مستهلكة فاذا ما بادرت الدول الصغيرة ، ومن بينها الدول العربية ، الى بناء نهضتها الاقتصادية تم مواجهتها بتقارير واتهامات بقصور الممارسة الديمقراطية وانتهاكات حقوق الانسان والتطرف ومعاداة (الاخر) الى غير ذلك من تهم صارت سبة تقذف في وجه كل من يحاول الرد او الدفاع عن نفسه.
ان أي مراقب منصف للاحداث يستطيع بسهولة ان يرصد الجهد الذي بذله العرب في الاونة الاخيرة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عنهم وتسليط الضوء على مساهماتهم الملموسة لتوثيق عرى التفاهم المشترك وتشاطر القيم الانسانية العليا ، وبخاصة قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ، الا ان (الاخر) ابى اشد الاباء وأمعن في رسم صورة سلبية موجعة للعرب والمسلمين بوجه عام.
لقد استحسنت الولايات المتحدة من قبل تقريرا مشابها للتقرير الحالي وذلك عام 2002 واتخذت منه اساسا لوضع مقترحات للاصلاح السياسي في الشرق الاوسط ولكن لأن التقرير الحالي تضمن بعض وجهات النظر النابعة من مفكرين ينتمون لهذه المنطقة ويتفهمون ازمتها على الوجه الصحيح ، لذلك حاربته واشنطن خدمة لاطماعها واطماع اسرائيل ومن ثم فإن العرب مدعوون اليوم للتأكد على صدق توجهاتهم الانفتاحية على العالم بالافعال التي تدعم الاقوال ودون التفريط في مصالحهم او تعطيل برامجهم التنموية من اجل ارضاء الذين صنعوا المشاكل للعرب ثم تركوهم يعانون وحدهم نتائجها المريرة.