الراشدين
15-11-2005, 03:38 PM
أجيَال النّصر وَأجيَال الهَزِيَمة
ليس الانتصار والانكسار حظوظا عمياء تصيب الأمم وهي غير مستحقة لها، أو تفجؤها على غير توقع منها، أو تلتوي بمسيرها فتقهرها على وجهة كانت تؤثر سواها.
كلا، فإن الأمور تتدافع إلى نهايتها وفق سنن كونية دقيقة
وخواتيم الصراع بين الأمم لا تقع خبط عشواء، ولا تكيلُها الأقدار جزافا بل تجيء وفق مقدمات منتظمة، كما تجيء النتائج بعد استكمال الأسباب.
وربما كان ما يصيب الأفراد أحيانا من نوازل مبهمة سببا في عدّ المصائب جملة أقداراً قاهرة.
وربما كان ذلك ما جعل المتنبي يقول:
ألا لا أُري الأحداث مدحاً ولا ذما * * * * *فما بطشها جهلاً ولا كفُّها حلما
وهذا الكلام من زوات الشعراء، ومما قد يتسلى به الغافلون عندما تؤدّبهم السماء.
والحق أني عندما أتأمل في هزائمنا المتلاحقة أمام اليهود خلال ما مضى من سنوات أشعر بأن الغزو الثقافي قد حقق مراده وفق ما يشتهي. وأن ما غرسه في بلادنا قد آتى ثماره المرة كلها.
وأن جهوده الماكرة في ميادين التعليم والإعلام منذ استعمر الأراضي والعقول لم تضع سدى.من عشرات السنين والأجيال الجديدة تُذادُ عن القرآن الكريم ذوداً، وتجهل في آياته تجهيلاً !!!
من عشرات السنين والتاريخ الإسلامي تُعكر منابعه، وتققل حصصه، ويلحق تارة بالتاريخ القومي، وتارة بالتاريخ الأجنبي، حتى لا اُحسب محمد وصحبه آباءنا الروحيين والفكريين !!!
من عشرات السنين وعلوم العقيدة والفقه والتربية والأدب تطارد من التعليم العام لتكون بضاعة بعض الأزهريين المغموصين.
وأخيراً تُزوى البضاعة وحملتها في ركن بعيد عن الأضواء لتتلاشى على مر الأيام.
من عشرات السنين والأوضاع المقلوبة التي تشبه عوامل التعرية تنحت مقوماتنا من الإيمان والصلاة والتقوى، وتطلق أسراب الديدان لتلتهم كل نبت يبدو للشرف والوفاء والحياء. فلما التقى الجمعان في سيناء وغير سيناء وقع ما كان الاستعمار يمهد له من قديم، ويسوق الأمور إليه بتؤدة وصبر.
إن كل القوى الناقمة على الإسلام اختبأت وراء الاستعمار الحديث لتنال منه بشتى الأساليب، فإذا احتاج الأمر إلى المكر لانت، وإذا احتاج الأمر إلى القسوة بطشت.
وهي في لينها تدسُّ السموم، وفي شدتها تحترف الهمجية والجبروت، وفي كلتا الحالتين لا تنام عن غايتها أبداً.
إنها تريد بناء مجتمعات منسلخة عن الإسلام، مرتدة عن هديه في البيت والشارع والمدرسة والمحكمة وسائر مناحي الحياة العامة.
وقد وصل الغزو الثقافي إلى غايته المنشودة، وانعكس ذلك كله على معاركنا مع بني إسرائيل.
ذلك أن المعارك يربحها طلاب التضحية من أصحاب العقائد، ولا يربحها عُبّادُ الشهوات من أبناء الدنيا.
وينبغي أن أجيب هنا عن شبهة روجها القاصرون.
إن العلم سلاح عظيم في إحراز النصر، هذه حقيقة لا يحتاج كشفها إلى عبقرية، ولا يماري فيها إلا مجنون.
وبناء الدولة على العلم هو وظيفة كل حكم راشد، خصوصاً العلم التجريبي والتطبيقي.لكن العلم أداة تُستخدم لنصرة من يمتلكها.
ليس الانتصار والانكسار حظوظا عمياء تصيب الأمم وهي غير مستحقة لها، أو تفجؤها على غير توقع منها، أو تلتوي بمسيرها فتقهرها على وجهة كانت تؤثر سواها.
كلا، فإن الأمور تتدافع إلى نهايتها وفق سنن كونية دقيقة
وخواتيم الصراع بين الأمم لا تقع خبط عشواء، ولا تكيلُها الأقدار جزافا بل تجيء وفق مقدمات منتظمة، كما تجيء النتائج بعد استكمال الأسباب.
وربما كان ما يصيب الأفراد أحيانا من نوازل مبهمة سببا في عدّ المصائب جملة أقداراً قاهرة.
وربما كان ذلك ما جعل المتنبي يقول:
ألا لا أُري الأحداث مدحاً ولا ذما * * * * *فما بطشها جهلاً ولا كفُّها حلما
وهذا الكلام من زوات الشعراء، ومما قد يتسلى به الغافلون عندما تؤدّبهم السماء.
والحق أني عندما أتأمل في هزائمنا المتلاحقة أمام اليهود خلال ما مضى من سنوات أشعر بأن الغزو الثقافي قد حقق مراده وفق ما يشتهي. وأن ما غرسه في بلادنا قد آتى ثماره المرة كلها.
وأن جهوده الماكرة في ميادين التعليم والإعلام منذ استعمر الأراضي والعقول لم تضع سدى.من عشرات السنين والأجيال الجديدة تُذادُ عن القرآن الكريم ذوداً، وتجهل في آياته تجهيلاً !!!
من عشرات السنين والتاريخ الإسلامي تُعكر منابعه، وتققل حصصه، ويلحق تارة بالتاريخ القومي، وتارة بالتاريخ الأجنبي، حتى لا اُحسب محمد وصحبه آباءنا الروحيين والفكريين !!!
من عشرات السنين وعلوم العقيدة والفقه والتربية والأدب تطارد من التعليم العام لتكون بضاعة بعض الأزهريين المغموصين.
وأخيراً تُزوى البضاعة وحملتها في ركن بعيد عن الأضواء لتتلاشى على مر الأيام.
من عشرات السنين والأوضاع المقلوبة التي تشبه عوامل التعرية تنحت مقوماتنا من الإيمان والصلاة والتقوى، وتطلق أسراب الديدان لتلتهم كل نبت يبدو للشرف والوفاء والحياء. فلما التقى الجمعان في سيناء وغير سيناء وقع ما كان الاستعمار يمهد له من قديم، ويسوق الأمور إليه بتؤدة وصبر.
إن كل القوى الناقمة على الإسلام اختبأت وراء الاستعمار الحديث لتنال منه بشتى الأساليب، فإذا احتاج الأمر إلى المكر لانت، وإذا احتاج الأمر إلى القسوة بطشت.
وهي في لينها تدسُّ السموم، وفي شدتها تحترف الهمجية والجبروت، وفي كلتا الحالتين لا تنام عن غايتها أبداً.
إنها تريد بناء مجتمعات منسلخة عن الإسلام، مرتدة عن هديه في البيت والشارع والمدرسة والمحكمة وسائر مناحي الحياة العامة.
وقد وصل الغزو الثقافي إلى غايته المنشودة، وانعكس ذلك كله على معاركنا مع بني إسرائيل.
ذلك أن المعارك يربحها طلاب التضحية من أصحاب العقائد، ولا يربحها عُبّادُ الشهوات من أبناء الدنيا.
وينبغي أن أجيب هنا عن شبهة روجها القاصرون.
إن العلم سلاح عظيم في إحراز النصر، هذه حقيقة لا يحتاج كشفها إلى عبقرية، ولا يماري فيها إلا مجنون.
وبناء الدولة على العلم هو وظيفة كل حكم راشد، خصوصاً العلم التجريبي والتطبيقي.لكن العلم أداة تُستخدم لنصرة من يمتلكها.