المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخسارة السعودية جاءت من أخطاء بسيطة وغياب الانسجام أبرز نقاط الضعف



Private Jeddawi
16-11-2005, 02:06 PM
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
نالت مباراة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونظيره الغاني (1/3) التي أقيمت أول من أمس في إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة درجة تقييم إيجابية بالنظر إلى أنها كانت أول اختبارات الأخضر في معسكره التحضيري الطموح لنهائيات كأس العالم المقبلة.

لكن الإيجابية التي تمثلت بملاقاة منتخب قوي انتزع بطاقة التأهل للمرة الأولى إلى النهائيات العالمية لا تلغ كم الملاحظات التي سجلت على الأخضر، والتي لا بد من الحديث عنها، طالما أن الغاية من المذاكرة التجريبية اكتشاف الأخطاء ومعالجتها وتقليص مساحات تأثيرها السلبية مع مضي الوقت والاقتراب الحثيث من النهائيات التي تنطلق في التاسع من يونيو المقبل.

وتشعبت الأخطاء بازدواجية مثيرة بين أخطاء يتحمل مدرب المنتخب غابرييل كالديرون مسؤوليتها، وأخرى تقع برمتها على عاتق اللاعبين، وساهم اجتماع هذه وتلك في خسارة المنتخب التي لم تأت كمحصلة طبيعية لملاقاة خصم متمكن وجاهز ويمتلك تجربة عريضة وخبرة كبيرة، بل لتواضع في المحصلة الجماعية لأداء الأخضر دون أن ننسى الظروف الصعبة التي خاض فيها المباراة والتي تمثلت بغياب أكثر من عنصر مهم ومؤثر خصوصاً في خط المقدمة.

التدرج في القوة
يؤكد خبراء التدريب أن التطور الصحيح لإعداد أي منتخب يجب أن يتم بطريقة التدرج المتصاعد في قوة الخصوم الذين تتم مواجهتهم خلال مرحلة الإعداد، ومن هنا يثور السؤال حول ما إذا كانت غانا هي الخيار الأمثل بالنسبة لبداية تحضير الأخضر، خصوصاً وأن كالديرون سبق أن رفض خوض مواجهات قوية في بداية التحضير بحجة تأثيراتها السلبية على معنويات اللاعبين، وأن مواجهة أول من أمس جاءت بعد خمسة أيام فقط من التحضير

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول إن اللاعبين دخلوا معسكر المنتخب جاهزين لياقياً وفنياً بعدما شاركوا أنديتهم في انطلاقة دوري هذا الموسم، لأنهم يحتاجون فترة ليست قصيرة لتحقيق الانسجام الجماعي خصوصاً في ظل التباين اللياقي بين إعداد هذا اللاعب أو ذاك تبعاً لطريقة العمل في ناديه، ولهذا شهدنا تواضعاً لياقياً لدى سعد الحارثي وطلال المشعل قياساً بجاهزية محمد الشلهوب ونواف التمياط مثلاً.

التحكم بالإيقاع
وأظهرت المواجهة أن الأخضر لعب بأسلوب الفورات فتارة رفع سوية الإيقاع كما فعل عند بدء المباراة وقي الدقائق الـ10 الأخيرة منها، وتارة هبطت سويته، وهذا أمر يتطلب المعالجة لأن المشاركة في النهائيات العالمية تتطلب أن نلعب بمنتخب يقدم رتماً عالياً على مدى دقائق المباراة كاملة.

وإذا راعينا أن الأخضر ما زال في بداية المشوار وأن الوصول لهدف اللعب بإيقاع مرتفع يصعب الوصول إليه في الخطوات الأولى، فإننا كنا نطمع بزمن أعلى في رتمه وإيقاعه مما شاهدناه من دقائق محدودة لإيقاع مرتفع فنياً.

كما لا يمكن أن نغفل أن كثرة التبديلات التي أجراها كالديرون (6 تغييرات) أفقدت الفريق كثيراً من التركيز والتنظيم، ولم تتح للاعبين فرصة الإحساس بالاعتياد على الزميل والانسجام الكروي معه، ولذلك أخلى الأخضر مساحات واسعة في أحيان كثيرة سمحت للغانيين بمزيد من حرية الحركة والقدرة على التركيز، وكان الأجدى أن يتم تقليص عدد التبديلات، بحيث يتم تجريب بعض اللاعبين لفترات أطول، على أن يمنح آخرون الفرصة في المواجهات المقبلة.

غياب المساندة
ولوحظ على أداء الأخضر غياب المساندة الهجومية من ظهيري الجنب فاقتصر دور أحمد البحري وعبدالعزيز الخثران ثم بديله زيد المولد على الأداء الدفاعي بعيداً عن التحرك الطولي الأمامي الذي يحقق المباغتة ويفك بعض الرقابة عن لاعبي خط المقدمة.

وبعيداً عن تسديدتي التمياط التي تحولت أولاهما لهدف كان الأروع في المباراة، وتصدى الحارس للثانية غاب التسديد المباغت والبعيد كسلاح مهم ومؤثر في ظل عدم نجاعة خط الهجوم الذي استسلم للرقابة، كما كان الأجدى بكالديرون أن يكتفي بطلال المشعل كرأس حربة تقليدي على أن يترك لمحمد أمين فرصة التحرك عبر الأطراف وخصوصاً في الجهة اليمنى لأن خطورة هذا الأخير تتجلى هناك.

معضلة الدفاع
وكشفت مباراة أول من أمس أن الأخضر يعاني معضلة في خط الظهر وخصوصاً في العمق الدفاعي، وهذه مسألة يجدر الانتباه لها مبكراً ليس لأن هذا العمق كان خلف الأهداف الغانية وحسب، ولكن لأن تواضعه في المواجهات والاحتكاكات الثنائية قد يكون قاتلاً في النهائيات.

كما يحتاج الأخضر إلى مراجعة أكيدة لتقنية التعامل مع الكرات العرضية التي هددت مرماه مراراً وتكراراً ولولا توفيق مبروك زايد في التعامل معها لتضاعفت الغلة الغانية.
وقد يكون من الأجدى تطوير تقنية الأخضر بحيث يصل إلى منع الكرات العرضية من المنبع، ويبطل خطورتها في مهدها بدل ترك المساحة لتنفيذها ومن ثم محاولة التعامل معها.

الأساسي والبديل
وقدم المنتخب الغاني صورة جميلة خلال المباراة عن أهمية أن تكون العناصر البديلة بذات فعالية العناصر الأساسية، حينما أجرى جملة تبديلات لم تضعفه بقدر ما زادت من قوته في الشوط الثاني، وهذا ما يحتاج إليه الأخضر خصوصاً في خضم المشاركة في النهائيات العالمية مع كل ما تستتبعه من تعرض البعض للإصابة أو البطاقات الملونة في منافسة تستلزم أن يخوض المنتخب 3 مباريات قوية في ظرف 10 إلى 12 يوماً تقريباً.

التجربة الغانية كانت غنية، وكشفت كثيراً من المثالب في بداية الطريق، ولعل هذا ما ركز عليه نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل حينما أكد على أن الاستفادة كانت كبيرة من المباراة، ووجه شكره للغانيين الذين كشفوا بعض أخطاء الأخضر في بداية المشوار مما سيشكل حافزاً لتصحيحها.

*************************************



جريدة الوطن