Abo3zo
24-11-2005, 03:58 PM
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ومن لم يجعل الله له نورا ً فما له من نور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على النبي الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
أما بعد ...
لكل شيء في الوجود مهمة ورسالة ينبغي أن يؤديها. . . للجماد رسالة وللنبات رسالة وللحيوان رسالة وللإنسان رسالة .
ورسالة الإنسان :أن يعبد الله عز وجل ويعرفه حق المعرفة والدعوة إلى الإسلام لها كل عقله وقلبه‘ ولسانه وقلمه‘وجهده وجهاده‘لا يستطيع الابتعاد عنها إلا كما يستطيع الحوت الابتعاد عن الماء.
الدعوة إلى الله لا يصلح لها بداهة أي شخص ..إن الداعية المسلم في عصرنا هذا يجب أن يكون ذا ثروة طائلة من الثقافة الإسلامية والإنسانية. بمعنى أن
يكون عارفا ً للكتاب والسنة والفقه الإسلامي والحضارة الإسلامية وفي الوقت نفسه يجب أن يكون ملما ً بالتاريخ الإنساني وعلوم الكون والحياة والثقافات المعاصرة التي تتصل بشتى المذاهب والفلسفات .
ويجب على من يدعو إلى الله أن يتجرد لرسالته التي يؤديها فتكون شغله الشاغل وعليه أن يعامل الناس بقلب مفتوح فلا يكون أنانيا ً ولا حاقدا ً ولا تحركه النزوات العابرة ولا ينحصر داخل تفكيره الخاص فهو يخاطب الآخرين وينبغي أن يلتمس الأعذار للمخطئين وألا يتربص بهم بل يأخذ بأيديهم إذا تعثروا .
ويحتاج الداعية المسلم في هذا العصر إلى بصر بأساليب أعداء الإسلام على اختلاف منازعهم سواء كانوا ملحدين ينكرون الألوهية أو كتابيين ينكرون الإسلام .
وقد لاحظت أن هناك أصنافا ً من الناس في ميدان الدعوة تسيء إلى الإسلام أشد الإساءة منهم الذي يشتغل بالتحريم المستمر فلا تسمع منه إلا أن الدين يرفض كذا وكذا دون أن يكلف نفسه عناء لتقديم البديل الذي لا يحتاج إليه الناس.. وكأن مهمته اعتراض السائرين في الطريق ليقفوا مكانهم دون أن يوجههم إلى طريق آخر أرشد وأصوب.
وهناك دعاة يعيشون في الماضي وكأن الإسلام دين تاريخي وليس حاضرا ً ومستقبلا ً والغريب أنك قد تراه يتحامل على المعتزلة والهمجية مثلا ًَ وهو محق في ذلك ولكنه ينسى أن الخصومات التي تواجه الإسلام قد تغيرت وحملت حقائق وعناوين أخرى .
وهناك دعاة آخرون لا يفرقون بين الشكل والموضوع أو بين الأصل والفرع أو بين الجزء والكل فهم يستميتون في الإنكار بأي شكل من الأشكال ويبدون قواهم كلها في محاربة هذا الشكل أما الموضوع فهم لا يدرون ماذا يصنعون إزاءه ولهؤلاء عقلية لا تتماسك فيها صور الأشياء بنسب مضبوطة‘ولذلك قد يهجمون شرقا ً على عدو موهوم ويتركون غربا ً عدوا ً ظاهرا ً بل ربما حاربوا في غير عدو .
وهؤلاء وأولئك عبءٌ على الدعوة الإسلامية يجب إصلاحهم كما يجب إصلاح الذين يدخلون في ميدان الدعوة بنية العمل لأنفسهم لا لمبادئهم فإن العمل الذي يستهدف القيم الإسلامية غير العمل الذي يدور حول المآرب الشخصية .
إن أخطر ما يواجه العمل الإسلامي في الدعوة هو التدين الفاسد أي استناد النفس إلى قوة غيبية وهي تعمل للخرافات والأوهام ‘أو هي تعمل للأغراض والمآرب .
الدين مثلا ً يقظة ٌ عقلية وهؤلاء يعانون تنويما ً عقليا ً متصلا ً والدين قلب سليم وهؤلاء استولت على قلوبهم علل رديئة .
والأمر في كشف التدين الفاسد يحتاج إلى تفاصيل للتعامل مع الآفات النفسية والعقلية التي تسبب هذا البلاء‘ وقد خصص أبو حامد الغزالي جزءا ً ضخما ً من كتابه: (الإحياء) في علاج هذه الآفات والتحذير منها كما وضع ابن الجوزي كتاب(تلبيس إبليس) للكشف عن صور التدين الفاسد وإبعاد العامة والخاصة عنه.
والحقيقة أن التدين الفاسد سر انحراف كثير من العقلاء لأنهم ينظرون إلى الدين من خلال مسالك بعض رجاله وآثارهم في الحياة العامة .
لقد أحببت أن أنقل هذا الكلام بتصرف عن أحد أهل العلم جزاهم خيرا , عسى أن يجعل الله مشاركاتنا في هذا المنتدى الاسلامي من باب الدعوة و على أمل أن يكتب سبحانه و تعالى لنا الأجر والثواب في نيتنا هذه.
أسأل الله أن يجعلنا من دعاته العالمين العاملين المخلصين إنه سميع قريب مجيب .
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على النبي الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
أما بعد ...
لكل شيء في الوجود مهمة ورسالة ينبغي أن يؤديها. . . للجماد رسالة وللنبات رسالة وللحيوان رسالة وللإنسان رسالة .
ورسالة الإنسان :أن يعبد الله عز وجل ويعرفه حق المعرفة والدعوة إلى الإسلام لها كل عقله وقلبه‘ ولسانه وقلمه‘وجهده وجهاده‘لا يستطيع الابتعاد عنها إلا كما يستطيع الحوت الابتعاد عن الماء.
الدعوة إلى الله لا يصلح لها بداهة أي شخص ..إن الداعية المسلم في عصرنا هذا يجب أن يكون ذا ثروة طائلة من الثقافة الإسلامية والإنسانية. بمعنى أن
يكون عارفا ً للكتاب والسنة والفقه الإسلامي والحضارة الإسلامية وفي الوقت نفسه يجب أن يكون ملما ً بالتاريخ الإنساني وعلوم الكون والحياة والثقافات المعاصرة التي تتصل بشتى المذاهب والفلسفات .
ويجب على من يدعو إلى الله أن يتجرد لرسالته التي يؤديها فتكون شغله الشاغل وعليه أن يعامل الناس بقلب مفتوح فلا يكون أنانيا ً ولا حاقدا ً ولا تحركه النزوات العابرة ولا ينحصر داخل تفكيره الخاص فهو يخاطب الآخرين وينبغي أن يلتمس الأعذار للمخطئين وألا يتربص بهم بل يأخذ بأيديهم إذا تعثروا .
ويحتاج الداعية المسلم في هذا العصر إلى بصر بأساليب أعداء الإسلام على اختلاف منازعهم سواء كانوا ملحدين ينكرون الألوهية أو كتابيين ينكرون الإسلام .
وقد لاحظت أن هناك أصنافا ً من الناس في ميدان الدعوة تسيء إلى الإسلام أشد الإساءة منهم الذي يشتغل بالتحريم المستمر فلا تسمع منه إلا أن الدين يرفض كذا وكذا دون أن يكلف نفسه عناء لتقديم البديل الذي لا يحتاج إليه الناس.. وكأن مهمته اعتراض السائرين في الطريق ليقفوا مكانهم دون أن يوجههم إلى طريق آخر أرشد وأصوب.
وهناك دعاة يعيشون في الماضي وكأن الإسلام دين تاريخي وليس حاضرا ً ومستقبلا ً والغريب أنك قد تراه يتحامل على المعتزلة والهمجية مثلا ًَ وهو محق في ذلك ولكنه ينسى أن الخصومات التي تواجه الإسلام قد تغيرت وحملت حقائق وعناوين أخرى .
وهناك دعاة آخرون لا يفرقون بين الشكل والموضوع أو بين الأصل والفرع أو بين الجزء والكل فهم يستميتون في الإنكار بأي شكل من الأشكال ويبدون قواهم كلها في محاربة هذا الشكل أما الموضوع فهم لا يدرون ماذا يصنعون إزاءه ولهؤلاء عقلية لا تتماسك فيها صور الأشياء بنسب مضبوطة‘ولذلك قد يهجمون شرقا ً على عدو موهوم ويتركون غربا ً عدوا ً ظاهرا ً بل ربما حاربوا في غير عدو .
وهؤلاء وأولئك عبءٌ على الدعوة الإسلامية يجب إصلاحهم كما يجب إصلاح الذين يدخلون في ميدان الدعوة بنية العمل لأنفسهم لا لمبادئهم فإن العمل الذي يستهدف القيم الإسلامية غير العمل الذي يدور حول المآرب الشخصية .
إن أخطر ما يواجه العمل الإسلامي في الدعوة هو التدين الفاسد أي استناد النفس إلى قوة غيبية وهي تعمل للخرافات والأوهام ‘أو هي تعمل للأغراض والمآرب .
الدين مثلا ً يقظة ٌ عقلية وهؤلاء يعانون تنويما ً عقليا ً متصلا ً والدين قلب سليم وهؤلاء استولت على قلوبهم علل رديئة .
والأمر في كشف التدين الفاسد يحتاج إلى تفاصيل للتعامل مع الآفات النفسية والعقلية التي تسبب هذا البلاء‘ وقد خصص أبو حامد الغزالي جزءا ً ضخما ً من كتابه: (الإحياء) في علاج هذه الآفات والتحذير منها كما وضع ابن الجوزي كتاب(تلبيس إبليس) للكشف عن صور التدين الفاسد وإبعاد العامة والخاصة عنه.
والحقيقة أن التدين الفاسد سر انحراف كثير من العقلاء لأنهم ينظرون إلى الدين من خلال مسالك بعض رجاله وآثارهم في الحياة العامة .
لقد أحببت أن أنقل هذا الكلام بتصرف عن أحد أهل العلم جزاهم خيرا , عسى أن يجعل الله مشاركاتنا في هذا المنتدى الاسلامي من باب الدعوة و على أمل أن يكتب سبحانه و تعالى لنا الأجر والثواب في نيتنا هذه.
أسأل الله أن يجعلنا من دعاته العالمين العاملين المخلصين إنه سميع قريب مجيب .