جِهَاد و كَفَى
26-11-2005, 10:43 AM
حارسة القبس
http://images.epilogue.net/users/mrhook/thumb/22_Moxs_Library.jpg
وسط أكوام الكتب..
هذه المرتصة فوق الأرفف في غرفة المكتبة كنت ابحث عن مرجع أستعين به في بحثي للتاريخ..
استبشرت حين وجدت كتاباً عتيق الطراز.. مذهبة أطرافه .. يبدو أن الدهر نال منه طويلاً
حاولت أن أتهجى عنوانه لم أستطع..
جلبت نظارتي فقرأت عنوان أثار دهشتي
"حراس القبس"
حملني العنوان فوق سفين الفكر لكن بلا خارطة أو حتى شراع
"أي حراس هؤلاء"
"و ما ذاك القبس؟؟!"
برغم غموض عنوان و شكل ذاك الكتاب إلا أني أعدته لحيث كان ..
فهذا ليس مرادي و لا مبتغاي و كذا الوقت لا يسمح بالإطلاع ..
أعدته على أمل العودة له من جديد..
سقطت إحداى أوراقه حين أعدته ، انحنيت لأعيدها فقرأت عنوان الورقة المكتوب بخيط رفيع واضح
" حارسة القبس رقم 3 "
لم أستطع منع نفسي من المضي في قراءة هذه الوثيقة..
كانت تلك الوثيقة نص كتبته حارسة القبس المذكورة بيدها..
و ذاك نص الوثيقة
http://images.epilogue.net/users/heikowagner/thumb/darklight-awakening.jpg
"أرضنا .. أرض النور في الأيام الخوالي .. أرض الموت في الزمن الحالي .. لازالت تعج بالموتى الأحياء .. هؤلاء الذين ينهشون ما بقي في أجسادنا ثم يرتشفون عليه راحاً من دمانا..
أما نحن -الأحياء الموتى- فما بقي منا هو فقط بقايا نور يلمع بين ثنايا الأرواح..
كاهن أرضنا يطلق نداءً بالاجتماع في المحفل العظيم .. للجميع وجه النداء..
ألمح الحيرة تعلو الوجوه..
و كما طلب الكاهن حضر الجميع عند ظهور نجوم المجنح تحت جنح الليل..
ودخلنا جميعاً بهو المحفل .. نبادل أمارات الحيرة و العجب بعضنا البعض..
http://images.epilogue.net/users/erickson762/thumb/priestess_copy.jpg
دخل الكاهن الساحة فلحقته الأنظار تتأمله .. رجل أشيب .. عليه من الزمان وقار .. تلمح في عينيه عمق الحكمة و هدوء الفطنة .. له لحية مرسلة بيضاء تزيده هيبة في النفوس.. يستند على قربان الشجرة البيضاء .. هذه العصا التي لاتزال ترمز لأرضنا أرض النور.. يرتدي عباءته البيضاء ..
و ما أن وصل الكاهن المنصة حتى أشار بإغلاق الأبواب .. أغلق عينيه و سكن طويلاً ثم فتح عينيه على حين غفلة منا وقال:
" شهاب حارس القبس توهج اليوم, و حسب نص النبوءة (( سترونه آتي , النجم لأجله يسطع , ثلاثون عدوها ليلة بليلة , يأتيكم فيها حارسكم و القبس في يده)) .. خلال ثلاثين ليلة يأتي مخلصنا ليعيد قبس منارة أرضنا
فض الاجتماع"
تركنا العجوز و الحيرة تلمع أكثر من ذي قبل في وجوهنا..
بعضنا استبشر و البعض سخر و الآخرون لم يجدوا حالاً ينطق باسمهم..
لكننا كلنا تشاركنا في شيء .. كلنا يرجو أن يأتي هذا الحارس .. كلنا اقتسمنا كسرة الأمل هذه..
لطالما سمعنا عن حكاية الحارسين الأولين لكننا كنا نراها نبوءة أسطورة ، بل هي فقط محض خرافة لكننا كنا نأمل .. فلربما .. من يدري ؟؟! فالمنارة في وسط أرضنا ملت الظلام و الأزهار السوداء تأمل أن تعود كما كانت بيضاء يوماً..
انتظرنا يوماً
أسبوعاً
خمسة عشر يوماً
عشرين يوماً
خمسة و عشرين يوماً
اليأس يطبق على صدري كما الناس.. لن أنتظر أكثر .. لا أحتاج لحارس يضيء منارتي .. حملت سيفي و جعبة سهامي و قوسي و رمحي .. ارتديت درعي .. ومضيت لأنتزع ما أرادوا سلبي و قومي أياه .. اتجهت تجاه المنارة .. قاتلت كل من اعترضني حتى وصلت بوابة المنارة .. تجمع الناس حولي .. اندهشوا و انقلب اندهاشهم تعجباً .. صار الجميع يشير لجبيني..
http://images.epilogue.net/users/matthewart/thumb/Crane-Duelist.jpg
بين الجموع تقدم مني الكاهن الأشيب يعلو وجهه ابتسام و قال لي
" يا حارسة القبس.. أحييك"
تسائلت و الحيرة تعلو وجههي
" ماذا في جبيني؟؟!"
فرد
"نور الحراس
نور الحراس .. علامة تميز جبين الحارس و هي إشارة مضيئة في جبين الحارس"
شد الكاهن على جبيني و نظر في عيني ثم أعطاني عصاه (( قربان الشجرة البيضاء)) الذي ما أن لمس يدي حتى صار قبساً.. ثم أشار الأشيب لجمهور الأرضحولنا و قال
" أنت وحدك أملهم"
نظرت للقبس ثم للناس ثم للسيف في يدي الأخرى ثم للناس ثانياً و ابتسمت و ادرت لهم ظهري و دخلت المنارة
ظلام يشقه أنوار قبسي و روحي و دمي
أبناء الموت ينهشون جسدي
و سيفي يبيدهم للجحيم و للرماد
خفافيش الليل تهاجم نوري
و سهامي تتلقاهم لحيث الفناء
عرق جبيني يخالط دمي ليغدو ترياقاً
يسقط فوق الأرض ليعيد النور في أرجاء المكان
تندحر أمامي الظلمة
أنا في قمة المنار
أرى أرضي كلها من ها هنا
أضع يدي على زجاج المنار
كم أحب هذه الأرض
كم أحن للنور بها
أبتسم وأدير ظهري لمركز المنار
ما هي إلا خطوات و يعود النور من جديد
كل ما علي هو أن أضيء من جديد المنار بقبسي
http://images.epilogue.net/users/morgorth/thumb/angel_copy.jpg
ما أن اقتربت حتى تعالت ضحكات من ركن في المكان .. بشري بروح ذئب .. بعيون ضبع .. بقلب موت
تمتم بكلمات
تمزقني طعنات لا أدري من أين
أسقط مغالبة جراحي ... دمائي تنزف و لا أستطيع أن أوقف النزيف
http://images.epilogue.net/users/goldseven/thumb/wp_Nirnaeth_col.jpg
أهمس
" هل انتهيت؟
كل ما فعلته سينتهي هنا؟
النور سيتلاشى
كل ما فعلته كان عدم
لا شيء
أبداً"
http://images.epilogue.net/users/carolinaeade/thumb/i_nanah.jpg
رفعت قبسي بآخر ما تبقى لي من عزم و قدرة و صحت " لن تكون هذه النهاية أبداااااااااااااااااااا"
و ألقيت القبس وسط المنار
تلاشى كل ظلام في المكان
و صاحب الضحكات صار رماد
أما أنا فسقطت غارقة في دمائي .. يعلو وجهي ابتسام الرضا.. النور يشق روحي.. كم أشعر بالراحة ؛ فلأجل النور كانت تضحيتي الأخيرة ..لا أشعر بألم الرحيل .. بل أشعر فقط بالنور يقودني لمملكة النور العليا .. روحي تحلق الآن بعيدا بعد أداء واجبها .. إلى اللقاء في مملكة النور الأبدية
http://images.epilogue.net/users/kayne/thumb/phoenixDA900.jpg
سُطر من الجنة
حارسة القبس رقم 3"
أعدتها لحيث كانت و ابتسمت
هل صدقت
ليس مهماً
المهم أن لأجل النور ستكون تضحيتي الأخيرة
http://images.epilogue.net/users/mrhook/thumb/22_Moxs_Library.jpg
وسط أكوام الكتب..
هذه المرتصة فوق الأرفف في غرفة المكتبة كنت ابحث عن مرجع أستعين به في بحثي للتاريخ..
استبشرت حين وجدت كتاباً عتيق الطراز.. مذهبة أطرافه .. يبدو أن الدهر نال منه طويلاً
حاولت أن أتهجى عنوانه لم أستطع..
جلبت نظارتي فقرأت عنوان أثار دهشتي
"حراس القبس"
حملني العنوان فوق سفين الفكر لكن بلا خارطة أو حتى شراع
"أي حراس هؤلاء"
"و ما ذاك القبس؟؟!"
برغم غموض عنوان و شكل ذاك الكتاب إلا أني أعدته لحيث كان ..
فهذا ليس مرادي و لا مبتغاي و كذا الوقت لا يسمح بالإطلاع ..
أعدته على أمل العودة له من جديد..
سقطت إحداى أوراقه حين أعدته ، انحنيت لأعيدها فقرأت عنوان الورقة المكتوب بخيط رفيع واضح
" حارسة القبس رقم 3 "
لم أستطع منع نفسي من المضي في قراءة هذه الوثيقة..
كانت تلك الوثيقة نص كتبته حارسة القبس المذكورة بيدها..
و ذاك نص الوثيقة
http://images.epilogue.net/users/heikowagner/thumb/darklight-awakening.jpg
"أرضنا .. أرض النور في الأيام الخوالي .. أرض الموت في الزمن الحالي .. لازالت تعج بالموتى الأحياء .. هؤلاء الذين ينهشون ما بقي في أجسادنا ثم يرتشفون عليه راحاً من دمانا..
أما نحن -الأحياء الموتى- فما بقي منا هو فقط بقايا نور يلمع بين ثنايا الأرواح..
كاهن أرضنا يطلق نداءً بالاجتماع في المحفل العظيم .. للجميع وجه النداء..
ألمح الحيرة تعلو الوجوه..
و كما طلب الكاهن حضر الجميع عند ظهور نجوم المجنح تحت جنح الليل..
ودخلنا جميعاً بهو المحفل .. نبادل أمارات الحيرة و العجب بعضنا البعض..
http://images.epilogue.net/users/erickson762/thumb/priestess_copy.jpg
دخل الكاهن الساحة فلحقته الأنظار تتأمله .. رجل أشيب .. عليه من الزمان وقار .. تلمح في عينيه عمق الحكمة و هدوء الفطنة .. له لحية مرسلة بيضاء تزيده هيبة في النفوس.. يستند على قربان الشجرة البيضاء .. هذه العصا التي لاتزال ترمز لأرضنا أرض النور.. يرتدي عباءته البيضاء ..
و ما أن وصل الكاهن المنصة حتى أشار بإغلاق الأبواب .. أغلق عينيه و سكن طويلاً ثم فتح عينيه على حين غفلة منا وقال:
" شهاب حارس القبس توهج اليوم, و حسب نص النبوءة (( سترونه آتي , النجم لأجله يسطع , ثلاثون عدوها ليلة بليلة , يأتيكم فيها حارسكم و القبس في يده)) .. خلال ثلاثين ليلة يأتي مخلصنا ليعيد قبس منارة أرضنا
فض الاجتماع"
تركنا العجوز و الحيرة تلمع أكثر من ذي قبل في وجوهنا..
بعضنا استبشر و البعض سخر و الآخرون لم يجدوا حالاً ينطق باسمهم..
لكننا كلنا تشاركنا في شيء .. كلنا يرجو أن يأتي هذا الحارس .. كلنا اقتسمنا كسرة الأمل هذه..
لطالما سمعنا عن حكاية الحارسين الأولين لكننا كنا نراها نبوءة أسطورة ، بل هي فقط محض خرافة لكننا كنا نأمل .. فلربما .. من يدري ؟؟! فالمنارة في وسط أرضنا ملت الظلام و الأزهار السوداء تأمل أن تعود كما كانت بيضاء يوماً..
انتظرنا يوماً
أسبوعاً
خمسة عشر يوماً
عشرين يوماً
خمسة و عشرين يوماً
اليأس يطبق على صدري كما الناس.. لن أنتظر أكثر .. لا أحتاج لحارس يضيء منارتي .. حملت سيفي و جعبة سهامي و قوسي و رمحي .. ارتديت درعي .. ومضيت لأنتزع ما أرادوا سلبي و قومي أياه .. اتجهت تجاه المنارة .. قاتلت كل من اعترضني حتى وصلت بوابة المنارة .. تجمع الناس حولي .. اندهشوا و انقلب اندهاشهم تعجباً .. صار الجميع يشير لجبيني..
http://images.epilogue.net/users/matthewart/thumb/Crane-Duelist.jpg
بين الجموع تقدم مني الكاهن الأشيب يعلو وجهه ابتسام و قال لي
" يا حارسة القبس.. أحييك"
تسائلت و الحيرة تعلو وجههي
" ماذا في جبيني؟؟!"
فرد
"نور الحراس
نور الحراس .. علامة تميز جبين الحارس و هي إشارة مضيئة في جبين الحارس"
شد الكاهن على جبيني و نظر في عيني ثم أعطاني عصاه (( قربان الشجرة البيضاء)) الذي ما أن لمس يدي حتى صار قبساً.. ثم أشار الأشيب لجمهور الأرضحولنا و قال
" أنت وحدك أملهم"
نظرت للقبس ثم للناس ثم للسيف في يدي الأخرى ثم للناس ثانياً و ابتسمت و ادرت لهم ظهري و دخلت المنارة
ظلام يشقه أنوار قبسي و روحي و دمي
أبناء الموت ينهشون جسدي
و سيفي يبيدهم للجحيم و للرماد
خفافيش الليل تهاجم نوري
و سهامي تتلقاهم لحيث الفناء
عرق جبيني يخالط دمي ليغدو ترياقاً
يسقط فوق الأرض ليعيد النور في أرجاء المكان
تندحر أمامي الظلمة
أنا في قمة المنار
أرى أرضي كلها من ها هنا
أضع يدي على زجاج المنار
كم أحب هذه الأرض
كم أحن للنور بها
أبتسم وأدير ظهري لمركز المنار
ما هي إلا خطوات و يعود النور من جديد
كل ما علي هو أن أضيء من جديد المنار بقبسي
http://images.epilogue.net/users/morgorth/thumb/angel_copy.jpg
ما أن اقتربت حتى تعالت ضحكات من ركن في المكان .. بشري بروح ذئب .. بعيون ضبع .. بقلب موت
تمتم بكلمات
تمزقني طعنات لا أدري من أين
أسقط مغالبة جراحي ... دمائي تنزف و لا أستطيع أن أوقف النزيف
http://images.epilogue.net/users/goldseven/thumb/wp_Nirnaeth_col.jpg
أهمس
" هل انتهيت؟
كل ما فعلته سينتهي هنا؟
النور سيتلاشى
كل ما فعلته كان عدم
لا شيء
أبداً"
http://images.epilogue.net/users/carolinaeade/thumb/i_nanah.jpg
رفعت قبسي بآخر ما تبقى لي من عزم و قدرة و صحت " لن تكون هذه النهاية أبداااااااااااااااااااا"
و ألقيت القبس وسط المنار
تلاشى كل ظلام في المكان
و صاحب الضحكات صار رماد
أما أنا فسقطت غارقة في دمائي .. يعلو وجهي ابتسام الرضا.. النور يشق روحي.. كم أشعر بالراحة ؛ فلأجل النور كانت تضحيتي الأخيرة ..لا أشعر بألم الرحيل .. بل أشعر فقط بالنور يقودني لمملكة النور العليا .. روحي تحلق الآن بعيدا بعد أداء واجبها .. إلى اللقاء في مملكة النور الأبدية
http://images.epilogue.net/users/kayne/thumb/phoenixDA900.jpg
سُطر من الجنة
حارسة القبس رقم 3"
أعدتها لحيث كانت و ابتسمت
هل صدقت
ليس مهماً
المهم أن لأجل النور ستكون تضحيتي الأخيرة