المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إقامة الإسلام لا تكون بدون إقامة الدولة الإسلامية



rajaab
30-11-2005, 03:54 PM
إقامة الإسلام لا تكون بدون إقامة الدولة الإسلامية:

ومن عجيب الأمر أن ترى أن هناك من يقوم لإقامة الإسلام من غير أن يصب جهده على إيجاد الدولة الإسلامية.

ومن عجيب الأمر كذلك أن ترى أن بين المسلمين من لا ينظر إلى الدولة الإسلامية والعمل لإيجادها إلا على أنها حكم شرعي عادي لا يفضل ولا يقدم على غيره.

ومن عجيب الأمر كذلك أن ترى بين المسلمين من يعمل لتطبيق الأحكام الشرعية من خلال الأنظمة القائمة على حساب العمل لإقامة الدولة الإسلامية ، التي تقوم هي بما أناطه الشرع بها من إقامة أحكام الإسلام.

وبذلك نستطيع أن نقرر أن أهم وأوجب فرض من الفروض الكفائية هو العمل لإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله . وهذا العمل يقوم به الآن قسم من المسلمين. ولكن الكفاية غير حاصلة بهذا القسم، لأن الدولة غير قائمة حتى الآن، وبذلك يصبح هذا الفرض الكفائي شبيهاً بفرض العين، كما تقدّم آنفاً ، أي أن كل مسلم صار الآن مطالباً أن يعمل قدر استطاعته لإقامة الدولة الإسلامية .

ومن هنا فإن أدق اقتداء برسول الله r وأصحه هو أن ينظر المسلم إلى الواجبات العينية التي أوجبها الله عليه ، وأن ينظر إلى المحرمات – وهي كلها عينية – التي حرمها الله عليه. ثم ينظر إلى الواجبات الكفائية التي أمر الله بإيجادها ليقوم بها أو يشارك في القيام بها قدر استطاعته. وبعد النظر هدانا الله لأهم فرض كفائي، وهو العمل لإقامة الدولة الإسلامية التي هي الطريق لإقامة غالبية أحكام الإسلام من عينية وكفائية.

والمسلم بهذا يكون قد حَضَّر نفسه ليوم الحساب عندما يُسأل عما قدم وأخّر. فهو قد قام بالفروض العينية، وانتهى عن المحرمات – وكلها عينية – وقام بالواجب الكفائي الأول الذي بقيامه به يسقط عنه كل الفروض المتعلقة به، وما أكثرها. وبهذا يكون المسلم قد أمسك بالحقيقة من كل أطرافها. فقام بما يقيم الإسلام في حق نفسه كفرد، وقام كذلك بما يقيم الإسلام في المجتمع، وهو ان بقي عليه شيء لم يقم به فلا يعدو القليل من الفروض الكفائية، والتي طبيعة قيامها تكون فردية وليست جماعية. من مثل رد السلام وتشميت العاطس والصلاة على الميت.