ابن الشمس
01-12-2005, 02:17 PM
أبي مهندس معماري ، له من الخبرة ما يقارب 25 سنة ، مرتبه الشهري الذي يتقاضاه من بلدية مدينتنا التي يعمل فيها 15 ألف ليرة سورية (تعادل 300 دولارأمريكي تقريباً) و هي لا تكفينا عادة لآخر الشهر .. لكن قد يزيد مدخوله الشهري لأننا نملك معمل بلوك .. أيضا من خلال عمل أبي الحر ضمن مهنته طبعاً من خلال رسم الخرائط و المسح و ما أشببهها …
عوّدنا أبي في البيت أن لا يكون هناك تقنية حديثة إلاّ و نعرفها أكثر من كل الناس ..
فمثلاً :كان عمري 12 سنة عندما كان الحاسوب في منزلنا و أقمت دورة تدريبية عليه في صيف ذلك العام - أي من حولي 9 سنوات - أنا و أخي في حين لم يكن عدد أجهزة الكمبيوتر في مدينتنا يزيد عن عدد أصابع اليد ..
و سمح لي بإنشاء موقع أنا و أصدقائي و دفع لي أكثر من 60 ألف ليرة دفعة واحدة - تعادل 1100 $ - على الرغم من أنه لم يؤمن بجدواه …
لم يبخل عليّ ابي بأية مصاريف زائدة بتاتاً .. فسمح لي رغم الحالة الضيقة حضور العديد من الدورات و الندوات و الدروس المكلفة .. حتى و لو لم يكن يؤمن بإهميتها …
خلال السبع سنوات التي كنت أقضيها في دمشق بهدف الدراسة كان يرسل لي بحدود 5000 ليرة أي ثلث مرتبه تماما ..
و عندما دخلت الانترنت إلى سوريا كنا أول من اشترك بها … لكن ؟!..
لكن لضيق الحال كان يسمح لي بعدد محدود من الساعات شهريا .. و لأنني لم أكن على علم كامل بها كنت في كثير من الأحيان أكتفي بذلك مع بعض الشطحات ..
لكن في بعض الأحيان لا سيما في فترات الإجازة التي كنت أقضيها عند أهلي هنا … كانت فاتورة الانترنت كارثية ..
إحداها كانت 14000 ليرة .. أي المرتب كاملاً .. لحسن حظي أنّ الفاتورة ظهرة بعدما كنت قد ذهب لدمشق http://www.hiahmad.net/blog/wp-images/smilies/icon_smile.gif ..
و بشكل عام في كل زيارة إلى أهلي كانت تتبعها كارثة في فاتورة الانترنت ..
آخر هذه الفواتير كانت اليوم .. حيث فاتورة الانترنت هي نصف المرتب تماما ..
دخل أبي اليوم إلى البيت مغضباً جداً .. كنت أجلس في غرفتي و أدردش مع أحدهم فسمعت صوته مرتفعاً …
و قمت بالاعتذار إلى محدثي على المسنجر و أغلقتُ جهاز الحاسوب و أيضا باب غرفتي و بكل هدوء …
أبي لم يعتد أن يوجه لي الكلام أبداً .. فهو يخشى على مشاعري سريعة الذوبان .. لذلك هو يوجهها إلى سيدتي الوالدة التي اعتادت - أكرمها الله - أن تأخذ نصيبي من “المحاضرات” …
آخر سنتين لي في دمشق كنت أصرف ثلثي المبلغ الذي يرسله أبي إليّ على الانترنت ..
إنني أشعر بقدر كبير من تأنيب الضمير ..
إنني خجل جداً من نفسي فعلاً …
فأبي الذي لم يحرمني في أي وقت من أي هواية أو معلومة أو أي وسيلة معرفية .. أقابله بهذا الاستهتار و اللامبالاة .. إنه أمر مخزي و خسيس مني فعلاً ..
لم أجرؤ على الجلوس معهم على مائدة الغداء و طلبتُ من إخوتي أن يحضرو لي طاولة الطعام إلى غرفتي ..
لا أجد لنفسي أيّة أعذار يا سيّدي .. و كنتُ قد وعدتك سابقاً أن أخفف من هذا الصرف و البذخ اللا مبرر ..
إنني خجلٌ منك جداً … و إنني لا أستطيع أن أضع عيناي في عينيك ..
أعتذر يا مولاي .. إنني حقا آسف
وأعدك هذه المرة جاداً أن أخفف من ذلك .. سأستخدم البطاقات المسبقة الدفع للتخفيف أيضا ..
أرجوك سامحني للمرة الأخيرة .. وأفتح مع ولدك الذي يحبك صفحة جديدة في عالم الانترنت ، الذي كانت لك يد كبيره في تعشقي له ..
ابنك المخجول منك .. أحمديتو
عوّدنا أبي في البيت أن لا يكون هناك تقنية حديثة إلاّ و نعرفها أكثر من كل الناس ..
فمثلاً :كان عمري 12 سنة عندما كان الحاسوب في منزلنا و أقمت دورة تدريبية عليه في صيف ذلك العام - أي من حولي 9 سنوات - أنا و أخي في حين لم يكن عدد أجهزة الكمبيوتر في مدينتنا يزيد عن عدد أصابع اليد ..
و سمح لي بإنشاء موقع أنا و أصدقائي و دفع لي أكثر من 60 ألف ليرة دفعة واحدة - تعادل 1100 $ - على الرغم من أنه لم يؤمن بجدواه …
لم يبخل عليّ ابي بأية مصاريف زائدة بتاتاً .. فسمح لي رغم الحالة الضيقة حضور العديد من الدورات و الندوات و الدروس المكلفة .. حتى و لو لم يكن يؤمن بإهميتها …
خلال السبع سنوات التي كنت أقضيها في دمشق بهدف الدراسة كان يرسل لي بحدود 5000 ليرة أي ثلث مرتبه تماما ..
و عندما دخلت الانترنت إلى سوريا كنا أول من اشترك بها … لكن ؟!..
لكن لضيق الحال كان يسمح لي بعدد محدود من الساعات شهريا .. و لأنني لم أكن على علم كامل بها كنت في كثير من الأحيان أكتفي بذلك مع بعض الشطحات ..
لكن في بعض الأحيان لا سيما في فترات الإجازة التي كنت أقضيها عند أهلي هنا … كانت فاتورة الانترنت كارثية ..
إحداها كانت 14000 ليرة .. أي المرتب كاملاً .. لحسن حظي أنّ الفاتورة ظهرة بعدما كنت قد ذهب لدمشق http://www.hiahmad.net/blog/wp-images/smilies/icon_smile.gif ..
و بشكل عام في كل زيارة إلى أهلي كانت تتبعها كارثة في فاتورة الانترنت ..
آخر هذه الفواتير كانت اليوم .. حيث فاتورة الانترنت هي نصف المرتب تماما ..
دخل أبي اليوم إلى البيت مغضباً جداً .. كنت أجلس في غرفتي و أدردش مع أحدهم فسمعت صوته مرتفعاً …
و قمت بالاعتذار إلى محدثي على المسنجر و أغلقتُ جهاز الحاسوب و أيضا باب غرفتي و بكل هدوء …
أبي لم يعتد أن يوجه لي الكلام أبداً .. فهو يخشى على مشاعري سريعة الذوبان .. لذلك هو يوجهها إلى سيدتي الوالدة التي اعتادت - أكرمها الله - أن تأخذ نصيبي من “المحاضرات” …
آخر سنتين لي في دمشق كنت أصرف ثلثي المبلغ الذي يرسله أبي إليّ على الانترنت ..
إنني أشعر بقدر كبير من تأنيب الضمير ..
إنني خجل جداً من نفسي فعلاً …
فأبي الذي لم يحرمني في أي وقت من أي هواية أو معلومة أو أي وسيلة معرفية .. أقابله بهذا الاستهتار و اللامبالاة .. إنه أمر مخزي و خسيس مني فعلاً ..
لم أجرؤ على الجلوس معهم على مائدة الغداء و طلبتُ من إخوتي أن يحضرو لي طاولة الطعام إلى غرفتي ..
لا أجد لنفسي أيّة أعذار يا سيّدي .. و كنتُ قد وعدتك سابقاً أن أخفف من هذا الصرف و البذخ اللا مبرر ..
إنني خجلٌ منك جداً … و إنني لا أستطيع أن أضع عيناي في عينيك ..
أعتذر يا مولاي .. إنني حقا آسف
وأعدك هذه المرة جاداً أن أخفف من ذلك .. سأستخدم البطاقات المسبقة الدفع للتخفيف أيضا ..
أرجوك سامحني للمرة الأخيرة .. وأفتح مع ولدك الذي يحبك صفحة جديدة في عالم الانترنت ، الذي كانت لك يد كبيره في تعشقي له ..
ابنك المخجول منك .. أحمديتو