ولد اليوفي
03-12-2005, 01:16 PM
"الفيفا" يعلن الحرب على الظاهرةالمستثمرون الجدد في الأندية الجانب المظلم لكرة القدم
ان تواترت اشاعات عن رغبة رجال اعمال روس بشراء اندية من الدرجة الاولى في الدوري الانجليزي مثل ويست هام وانستون فيلا حتى شعر الجميع بالفرحة والدهشة في انجلترا لكن المشاعر مغايرة لذلك في سويسرا حيث اعلن “الفيفا” و”اليوفا” سلفا عن قلقهما من قضية تملك اصحاب رؤوس الاموال للاندية وذلك في الاجتماع السنوي لليوفا في موناكو الذي تناول قرعة مباريات كأس السوبر الاوروبية ومنافسات الاندية، حينها وجه المدير التنفيذي لارس اولسون تحذيرا بقوله: “ان فكرة تدفق الاموال الضخمة لكرة القدم ينذرنا بخطر محدق اولا لأن التقنية الحديثة مثل الانترنت يمكن ان تعبر الحدود وثانيا لأن من الصعب مقاضاة الخصوم وهناك امكانية استغلال العصابات الاجرامية للكرة كماكينة كبيرة لضخ الاموال المغسولة.. لذلك كله يتوجب علينا ايقاف هذا الاعصار”.
بعد اسبوعين من هذا الاجتماع اعرب بلاتر في مؤتمر الفيفا في مراكش ايضا عن قلقه من تدفق الاموال لميدان كرة القدم من مصادر مشبوهة مما يعرض النزاهة في اللعبة للخطر، “لذا نحن مطالبون بتحجيم هذه المخاطر، ويتوجب علينا الحذر مما تجره علينا من ويلات.. التجارب علمتنا ان لا دخان من دون نار وعلينا اخماد هذه النار”.
ظل الغموض يكتنف مصدر هذه المخاوف لدى ادارة الفيفا وإدارة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (اليوفا) ولكن تلميحات بتقرير نتائج مباريات قبل خوضها، مراهنات مغشوشة وغسيل اموال دارت هنا وهناك دون تحديد.
وأثار التواطؤ في بطولة كأس اوروبا الماضية وبالتحديد في مباراة سسكا موسكو وتشيلسي الدهشة لأن النادي الروسي برعاية سبنيفت (أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا) المملوكة من قبل رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي، خسر امام النادي الانجليزي وبعدما تحقق اليوفا من الموضوع تبين ان ابراموفيتش لا يتمتع بموقع مهيمن في ادارة سسكا وعلق اولسون على ذلك بالقول: “حاليا لا يتجاوز ابراموفيتش قوانين التملك للاندية بيد اننا نعيد النظر في هذه القوانين التي تمنع في الوقت الحاضر أي شخص من احتلال “موقع مهيمن” في اكثر من ناد واحد، ويجب علينا الآن تعريف ما تعنيه كلمة “موقع مهيمن” وكل ذلك للمحافظة على نزاهة اللعب قدر المستطاع”.
وقد اماطت مجلة “فوتبول انترناشيونال” الالمانية اللثام عن سلسلة انتصارات عبر الانترنت بين النادي البرازيلي كورنثيانز المملوك من قبل “قاعدة لندن السرية MSA” والذين اهتموا بالمراهن لمصلحة ويست هام، اف سي بورتو وسسكا موسكو من خلال سلسلة من الانتقالات قامت بها شركة تسمى “سبورت ايجنيز” مسجلة في جبل طارق ولها مكاتب في “اسرائيل”. ووفقا لما قاله يان رانيكي رئيس نادي وارسو بولونيا فإن المفاوضات مع ناديه حول شراء النادي تمت بقيادة وكيل غير مرخص اسمه بني زاهافي الذي تفاوض ايضا من اجل العديد من التنقلات لمصلحة تشيلسي، وأشارت الصحيفة الالمانية الى ان سسكا اشترى احد عشر لاعبا من الاندية البرتغالية وإن عشرة من هذه الصفقات تمت من خلال هذه الشركة.
ومن الجدير بالذكر ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم قد ناضل في قضية تملك عدة اندية في السابق ابرزها في اواخر عام 1990 عندما قامت شركة الاستثمار الوطني (ENIC) الانجليزية بشراء سندات كثيرة للهيمنة على عدد من النوادي الاوروبية مثل فسينزا وايك اليونانيين وحين تأهل هذان الناديان لبطولة كأس اوروبا اعلمت رئاسة الاتحاد الاوروبي الشركة بضرورة بيع سنداتها في احد الناديين وإلا ستواجه الاندية الاقصاء من المنافسات.
استأنفت (ENIC) القرار حتى اوصلت القضية لمحكمة التحكيم الرياضية لكنها خسرت القضية واضطرت بعد ذلك بقليل لبيع كلا الناديين بيد ان هناك اختلافا مهما بين موقف اليوفا مع شركة (ENIC) والمشكلة الحالية في قضية الملكية المتعددة والسيطرة عليها لأن شركة الاستثمار الوطني كانت شفافة فيما يخص ملكيتها للنوادي (لأن ذلك من متطلبات إدراجها في لائحة (لندن ستوك اكسجينج) أما شركتا كورنثيانز و(GSA) فتلقى الدعم من قبل شركات عبر المحيطات ومستثمريها مجهولو الهوية ويعملون خارج لوائح وقوانين الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.
صحيح ان الاتحاد الاوروبي (الفيفا) والاتحاد الاوروبي (اليوفا) يريان ان مسألة تملك النوادي عائدة للاتحادات المحلية، إلا ان الاخيرة ترفض التدخل في هذه القضية. فعلى سبيل المثال سيصبح دوري الدرجة الاولى الانجليزي فاقدا للشعبية اذا ما حاول منع الهيمنة المالية على نادي ويست هام او استون فيلا، وما ان يقدم النادي صورة صريحة عن وضعه المالي حتى يفتح ذراعيه للمستثمرين الجدد بتشجيع من جمهوره الذي لا يهتم بهوية المستثمر او مصدر امواله، علاوة على ان من المستبعد جدا قدرة الاتحادات المحلية على مواصلة مقاضاة هؤلاء المستثمرين. ادركت الفيفا واليوفا اخيرا ان قضية تملك النوادي تهدد نزاهة اللعبة لكنها لم تضع حتى الآن استراتيجية التحرك لحل هذه المعضلة رغم ان طلبها شيئا من الشفافية حول ملكية النوادي المشاركة في منافسات الدوري او بطولة اوروبا هو بداية مشوار الالف ميل.
الايام الرياضي
ان تواترت اشاعات عن رغبة رجال اعمال روس بشراء اندية من الدرجة الاولى في الدوري الانجليزي مثل ويست هام وانستون فيلا حتى شعر الجميع بالفرحة والدهشة في انجلترا لكن المشاعر مغايرة لذلك في سويسرا حيث اعلن “الفيفا” و”اليوفا” سلفا عن قلقهما من قضية تملك اصحاب رؤوس الاموال للاندية وذلك في الاجتماع السنوي لليوفا في موناكو الذي تناول قرعة مباريات كأس السوبر الاوروبية ومنافسات الاندية، حينها وجه المدير التنفيذي لارس اولسون تحذيرا بقوله: “ان فكرة تدفق الاموال الضخمة لكرة القدم ينذرنا بخطر محدق اولا لأن التقنية الحديثة مثل الانترنت يمكن ان تعبر الحدود وثانيا لأن من الصعب مقاضاة الخصوم وهناك امكانية استغلال العصابات الاجرامية للكرة كماكينة كبيرة لضخ الاموال المغسولة.. لذلك كله يتوجب علينا ايقاف هذا الاعصار”.
بعد اسبوعين من هذا الاجتماع اعرب بلاتر في مؤتمر الفيفا في مراكش ايضا عن قلقه من تدفق الاموال لميدان كرة القدم من مصادر مشبوهة مما يعرض النزاهة في اللعبة للخطر، “لذا نحن مطالبون بتحجيم هذه المخاطر، ويتوجب علينا الحذر مما تجره علينا من ويلات.. التجارب علمتنا ان لا دخان من دون نار وعلينا اخماد هذه النار”.
ظل الغموض يكتنف مصدر هذه المخاوف لدى ادارة الفيفا وإدارة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (اليوفا) ولكن تلميحات بتقرير نتائج مباريات قبل خوضها، مراهنات مغشوشة وغسيل اموال دارت هنا وهناك دون تحديد.
وأثار التواطؤ في بطولة كأس اوروبا الماضية وبالتحديد في مباراة سسكا موسكو وتشيلسي الدهشة لأن النادي الروسي برعاية سبنيفت (أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا) المملوكة من قبل رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي، خسر امام النادي الانجليزي وبعدما تحقق اليوفا من الموضوع تبين ان ابراموفيتش لا يتمتع بموقع مهيمن في ادارة سسكا وعلق اولسون على ذلك بالقول: “حاليا لا يتجاوز ابراموفيتش قوانين التملك للاندية بيد اننا نعيد النظر في هذه القوانين التي تمنع في الوقت الحاضر أي شخص من احتلال “موقع مهيمن” في اكثر من ناد واحد، ويجب علينا الآن تعريف ما تعنيه كلمة “موقع مهيمن” وكل ذلك للمحافظة على نزاهة اللعب قدر المستطاع”.
وقد اماطت مجلة “فوتبول انترناشيونال” الالمانية اللثام عن سلسلة انتصارات عبر الانترنت بين النادي البرازيلي كورنثيانز المملوك من قبل “قاعدة لندن السرية MSA” والذين اهتموا بالمراهن لمصلحة ويست هام، اف سي بورتو وسسكا موسكو من خلال سلسلة من الانتقالات قامت بها شركة تسمى “سبورت ايجنيز” مسجلة في جبل طارق ولها مكاتب في “اسرائيل”. ووفقا لما قاله يان رانيكي رئيس نادي وارسو بولونيا فإن المفاوضات مع ناديه حول شراء النادي تمت بقيادة وكيل غير مرخص اسمه بني زاهافي الذي تفاوض ايضا من اجل العديد من التنقلات لمصلحة تشيلسي، وأشارت الصحيفة الالمانية الى ان سسكا اشترى احد عشر لاعبا من الاندية البرتغالية وإن عشرة من هذه الصفقات تمت من خلال هذه الشركة.
ومن الجدير بالذكر ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم قد ناضل في قضية تملك عدة اندية في السابق ابرزها في اواخر عام 1990 عندما قامت شركة الاستثمار الوطني (ENIC) الانجليزية بشراء سندات كثيرة للهيمنة على عدد من النوادي الاوروبية مثل فسينزا وايك اليونانيين وحين تأهل هذان الناديان لبطولة كأس اوروبا اعلمت رئاسة الاتحاد الاوروبي الشركة بضرورة بيع سنداتها في احد الناديين وإلا ستواجه الاندية الاقصاء من المنافسات.
استأنفت (ENIC) القرار حتى اوصلت القضية لمحكمة التحكيم الرياضية لكنها خسرت القضية واضطرت بعد ذلك بقليل لبيع كلا الناديين بيد ان هناك اختلافا مهما بين موقف اليوفا مع شركة (ENIC) والمشكلة الحالية في قضية الملكية المتعددة والسيطرة عليها لأن شركة الاستثمار الوطني كانت شفافة فيما يخص ملكيتها للنوادي (لأن ذلك من متطلبات إدراجها في لائحة (لندن ستوك اكسجينج) أما شركتا كورنثيانز و(GSA) فتلقى الدعم من قبل شركات عبر المحيطات ومستثمريها مجهولو الهوية ويعملون خارج لوائح وقوانين الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.
صحيح ان الاتحاد الاوروبي (الفيفا) والاتحاد الاوروبي (اليوفا) يريان ان مسألة تملك النوادي عائدة للاتحادات المحلية، إلا ان الاخيرة ترفض التدخل في هذه القضية. فعلى سبيل المثال سيصبح دوري الدرجة الاولى الانجليزي فاقدا للشعبية اذا ما حاول منع الهيمنة المالية على نادي ويست هام او استون فيلا، وما ان يقدم النادي صورة صريحة عن وضعه المالي حتى يفتح ذراعيه للمستثمرين الجدد بتشجيع من جمهوره الذي لا يهتم بهوية المستثمر او مصدر امواله، علاوة على ان من المستبعد جدا قدرة الاتحادات المحلية على مواصلة مقاضاة هؤلاء المستثمرين. ادركت الفيفا واليوفا اخيرا ان قضية تملك النوادي تهدد نزاهة اللعبة لكنها لم تضع حتى الآن استراتيجية التحرك لحل هذه المعضلة رغم ان طلبها شيئا من الشفافية حول ملكية النوادي المشاركة في منافسات الدوري او بطولة اوروبا هو بداية مشوار الالف ميل.
الايام الرياضي