المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَرْضُ عَيْنٍ على كل مسلم أن يعرف الأحكام المتعلقة بأعماله:



rajaab
03-12-2005, 07:55 PM
فَرْضُ عَيْنٍ على كل مسلم أن يعرف الأحكام المتعلقة بأعماله:

أما الحكم الشرعي في حق المكلَّف فهو أنه يجب على كل مسلم بالغ عاقل أن يتفقه في الدين الأمور التي تلزمه في الحياة لأنه مأمور أن يسيّر أعماله كافة بأوامر الله ونواهيه. ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بأعماله. وعلى ذلك يكون التفقه في الدين للأحكام اللازمة للمسلم في معترك الحياة فرضَ عين لا فرض كفاية. وما زاد على ذلك فهو مستحب بالنسبة له. فهو إن صلى وجب عليه معرفة كيفيتها، وإن بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول ووجبت عليه الزكاة عليه معرفة ما يؤديه وبالمقدار الذي يملكه، فإن كان ماله ذهباً أو فضة كان عليه أن يتعلم كيفية تأديتها ولمن تؤدى ولا يضره عدم معرفة أحكام الزكاة المتعلقة بالثمار والمواشي. وإن علمها فقد استزاد من الخير وله أجره. وإن قام يعمل لإقامة الدولة الإسلامية كان عليه أن يتعلم ما يقيم به هذه الدولة. وهكذا فإن كل فرض تعلق بذمته ، تعلّق تبعاً له العلم به.

وبهذا يستطيع المسلم إن تأمّن له ذلك أن يطمئن لصحة إيمانه واستقامة التزامه.

فهو إن صفت نيّته لربه وهُدِيَ إلى صواب العمل فإنه سيجد رباً رحيماً يقبل منه عمله. وينجّيه يوم الحساب برحمته.

الجانب الثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

قلنا إن الإسلام فيه بيان لكل المعاريف، وبيان لكل المنكرات، ويجب على المسلم أن يأتمر بكل معروف تعلق بذمته وينتهي عن كل منكر، والسؤال الذي يرد هو: هل يأمر بكل معروف ائتمر به؟ أو يأمر بأكثر منه أو بأقل، وهل ينهى عن كل منكر انتهى عنه؟ أو ينهى عن أكثر منه أو عن أقل؟.

لا بد قبل تناول هذا الموضوع من إدراك واقع ما يريد الشرع أن يتحقق. فالشرع يريد أن يقوم مجتمع إسلامي لا يخرج أي مفهوم فيه عن مفاهيم الشرع، ولا أي عمل عما أقره الشرع. وكل منكر أنكره الشرع يجب أن يمنع ويلاحق. أي يجب أن يوجد كل ما أمر الله به من عقائد وأحكام، وأن يلاحق كل منكر حدث أو يمكن أن يحدث. وقد طلب الله سبحانه من المسلمين القيام بهذه المهمة، وجعلها مهمة عظيمة جليلة، وأعطى عليها الأجر الجزيل. يقول الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه (إحياء علوم الدين): "أما بعد: فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد ، وهلك العباد".