أمل السيد
06-12-2005, 09:17 PM
معاناة مطلقة:bawling:
نصحوني الناس كثيرا قبل ان ارتبط به ، لم اكن اعلم ان حياتي ستؤل الى ما آلت إليه الآن.. دائما نتشاجر أمام الاطفال، اضطر في معضم الاحيان ان اتراجع خوفا على مشاعرهم، أما هو فقد إستغل ذلك في صالحه..
ضاع الاحترام والتفاهم ودخل الشك بيننا، هو لايشك بي ولكنه يصطنع ذلك كي أتوقف عن ملاحقته بالأسئلة.. بتُ لا أعي تصرفاتي إن كانت متهورة أم إنهزامية.. فقدت بسببه ثقتي بنفسي، وكرهت أن نستمر مع بعضنا تحت أي مسمى يربطنا..
نصحوني الناس أن أتمهل ، فالأمر الأن لايعنيني وحدي بل يعني كل من حولي وبالأخص أطفالي.. كان هو رافض أيضا، وعندما طال الأمر وافق بشرط، أن أتخلى عن أبنائي.. بالطبع رفضت ورفعت عليه دعوى في المحكمة، فإعتبرتها أمي فضيحة، وابي لامني كثيرا على هذا ، وبالفعل تم الطلاق و إستعدت حريتي منه وظلوا اطفالي معي بحكم من القاضي.. ولكني وقعت في سجن جديد ، سجن أبي ، الذي أصر على أن أبيع منزل صغير كنت قد إشتريته لأعيش فيه بهدوء، وأجبرني على العودة و العيش معهم في المنزل الكبير، وهناك كنت عرضة للتوبيخ في كل لحظة ، بل كانوا كثيرا ما يذكرني بزوجي السابق.. لم يكن مسموحا لي أن أخرج إلا مع أخي أو أمي.. والأدهى و الأمر من ذلك كله أنهم كانوا يستضيفون زوجي السابق و أهله أو زوجته الجديدة ويرحبون بهم أفخم ترحيب ويتحسرون عليه ، في حين هو لم يأتي إلا لرؤية الأولاد.. دون مراعاة لأي منهم لمشاعري. ...
ظلموني الناس بتجنيهم علي وخصوصا عندما إلتحقت بإحدى الوظائف الخاصة، وبدأت حينها الشائعات تطاردني في كل مكان بأنني على علاقة بأحد المراجعين الذي كثر حضوره لتخليص معاملته، كان هذا الشاب بالفعل يضمر نوايا خبيثة ويريد مشاركتي له بالرذيلة فقط لأنني مطلقة ولاحرج علي كما يدعي، ولكنني كنت أنهره في كل مرة وأحاول الإبتعاد عن مخاطبته أو إتمام أي نوع من المعاملات معه.. قدمت شكوى ضده عند مجلس الإدارة ، فتم توقيعه على تعهد بعدم التعرض لي.. فبدأ حينها برسم الشائعات حولي..
بعد أشهر من إستقالتي تقدم لي أحدهم يريد أن يتزوجني بشرط أن أترك أولادي لأمي ترعاهم، بالطبع رفضت ولكن والدتي أرادت ذلك بشدة، كانت تريد أن تريحني بأية طريقة وهي لاتعلم إنني و القدر تواعدنا أن لانتفق ولايريح أحدنا الآخر...
طوال السنين التي مضت و أنا أشعر بحزن وضيق شديدين، لم تعد لدي الرغبة في مواجهة الناس ، وألفت العزلة، إنكببت على تربية الأولاد وما أدراكم ما الأولاد، شعرت بحالة إكتآب شديد، بسبب قيود فرضت علي..
أصر أحد أبنائي على الإلتحاق بإحداى جامعات أمريكا فخفت عليه مما سمعت عن إعتقالات عشوائية لأبناء المسلمين لكنه حاول يائسا أن يطمئنني ، ورحل ووعدني برسائل يرسلها لي أصبحت أغلى عندي من كنوز الدنيا..
أما الآخر... كان حنونا عوضني الله به عن البنات، وكان أكثر إخوته محافظة على الصلاة و الإلتزام بالشعائر الدينية، ولكن سرعان ما حرمت منه عندما ذهب للجهاد في فسطين وأستشهد، إحتسبت عند الله، وصبرت وكابرت على حرقة قلبي أيام معدودة، لكني لم أستطع الصمود أكثر فنزلت دموعي دما وبالأخص عندما جاء والده ليأخذ عزاء إبنه..
لم يعرف قلبي يزما الراحة، لا أكذب عليكم فكرة أن أعود إلى زوجي السابق، فالعيش تحت رحمت مزاجه وقسوته، لهو أهون مما مررت به من بعد طلاقي، وبالأخص عندما طرد أصغر أبنائي من المدرسة لكثرة تغيبه وأصبح لايأتي الى البيت الا نادرا..ومع ذلك عزة نفسي كانت تمنعني من الرجوع له، وكيف أخبره بهذا؟ فقررت بعدها أن أنسى الموضوع ..
ذات يوم تلقيت رسالتين متناقضيتين فلم أعرف هل أبكي أم أفرح فالأولى من مركزالشرطة يعلمني بوجود إبني الأصغر محتجزا بتهمة السرقة، والأخرى من إبني المغترب يعلمني بموعد عودته.. لملت نفسي وخرجت من مزلي لا أعي أين أذهب، فإذابي أمام منزل زوجي ويفتح لي الباب و يدعوني للدخول..
لا أعلم لماذا ذهت إلى هنا ولماذا بكيت عندما قدم لي كأسا من الماء؟!! !! أخبرته عن رسالة مركز الشرطة، فهم بالإتصال بمعارفه ليتحققوا من الأمر ويحاولوا إخراجه بكفالة.. إتصلت بي أمي تبحث عني فترددت في إخبارها بمكاني.. لكنها سمعت صته وهو يحادث أحدهم بالهاتف.. فتوقفت لحظة عن الكلام، تبعها سيل من الأسئلة التي انا نفس لا أملك الإجابة عليها..
كانت أمي تحذرني من أمر تحقق عندما طلب مني أن أعود إليه من جديد، إستغربت كلامه .. تحدثنا في أمور كثيرة بعدها ولكن هذا الأمر ظل يتردد في ذهني...
ولكنني إستغربت من رفض أمي الشديد له بعدما كانت تتمنى مثل هذا الأمر، لكن إستغرابي لم يتأخر عندما أخبرني إبني البكر نوايا جدته التي راحت تحكي له كل شيء، بنها تريدني زوجة لأحدهم ،لكنني بالطبع رفضت ذلك زأبعدت الفكرة عن إبني..
الناس قالوا عيشي مابقي من حياتك، ووقفوا مع والدتي وساندوها.. ولكنني هذه المرة لم أستمع لصوتهم وإستمعت لصوت قلبي وقلب أبنائي، ووافقت عل الزواج بزوجي السابق مرة أخرى ، رغم معارضة زوجته وغضبها الشديد..
وكدت أتحسر على نفسي بأني لم أستمع لمن حولي، وخصوصا عندما وجدت سوء المعاملة من زوجته ، كنت وحيدة في بيت هذا الغريب زوجي ، فأبني الأكبر تزوج وإستقل بحياته، والصغير يقضي عقوبته في مركز الأحداث.. ماسبب عودتي؟
لماذا أنا لوحدي؟
أين أبنائي؟
هل أنفصل عنه؟ ستكون المرة الثانية؟!!!
بدأت أهلك وبدأ جسدي يتهاوى،، لم أعد أستطيع النهوض ، و أعياني المرض، بتُ طريحة الفراش، ولم أجد من يهتم بي.. خشيت الزمن وخشيت الموت وأنا مهملة فطلبت من زوجي أن ينقلني لدار المسنين، فسارع بذلك. وهناك رُميت، بقيت وحيدة مع العجائز، كنت أبكي ليل نهار وكنت أحلم بإبني الذي استشهد وأحمد الله على إنني إستطعت أن أزرع وردة وسط حقل الشوك..
كان دارالمسنين آخر مطافي حيث وضعت رحالي وأطلقت العنان لروحي لترتفع لخالقها علها تجد شيئا من الراحة و السكينة التي إفتقدتها في هذه الحياة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أمل السيد:ciao:
نصحوني الناس كثيرا قبل ان ارتبط به ، لم اكن اعلم ان حياتي ستؤل الى ما آلت إليه الآن.. دائما نتشاجر أمام الاطفال، اضطر في معضم الاحيان ان اتراجع خوفا على مشاعرهم، أما هو فقد إستغل ذلك في صالحه..
ضاع الاحترام والتفاهم ودخل الشك بيننا، هو لايشك بي ولكنه يصطنع ذلك كي أتوقف عن ملاحقته بالأسئلة.. بتُ لا أعي تصرفاتي إن كانت متهورة أم إنهزامية.. فقدت بسببه ثقتي بنفسي، وكرهت أن نستمر مع بعضنا تحت أي مسمى يربطنا..
نصحوني الناس أن أتمهل ، فالأمر الأن لايعنيني وحدي بل يعني كل من حولي وبالأخص أطفالي.. كان هو رافض أيضا، وعندما طال الأمر وافق بشرط، أن أتخلى عن أبنائي.. بالطبع رفضت ورفعت عليه دعوى في المحكمة، فإعتبرتها أمي فضيحة، وابي لامني كثيرا على هذا ، وبالفعل تم الطلاق و إستعدت حريتي منه وظلوا اطفالي معي بحكم من القاضي.. ولكني وقعت في سجن جديد ، سجن أبي ، الذي أصر على أن أبيع منزل صغير كنت قد إشتريته لأعيش فيه بهدوء، وأجبرني على العودة و العيش معهم في المنزل الكبير، وهناك كنت عرضة للتوبيخ في كل لحظة ، بل كانوا كثيرا ما يذكرني بزوجي السابق.. لم يكن مسموحا لي أن أخرج إلا مع أخي أو أمي.. والأدهى و الأمر من ذلك كله أنهم كانوا يستضيفون زوجي السابق و أهله أو زوجته الجديدة ويرحبون بهم أفخم ترحيب ويتحسرون عليه ، في حين هو لم يأتي إلا لرؤية الأولاد.. دون مراعاة لأي منهم لمشاعري. ...
ظلموني الناس بتجنيهم علي وخصوصا عندما إلتحقت بإحدى الوظائف الخاصة، وبدأت حينها الشائعات تطاردني في كل مكان بأنني على علاقة بأحد المراجعين الذي كثر حضوره لتخليص معاملته، كان هذا الشاب بالفعل يضمر نوايا خبيثة ويريد مشاركتي له بالرذيلة فقط لأنني مطلقة ولاحرج علي كما يدعي، ولكنني كنت أنهره في كل مرة وأحاول الإبتعاد عن مخاطبته أو إتمام أي نوع من المعاملات معه.. قدمت شكوى ضده عند مجلس الإدارة ، فتم توقيعه على تعهد بعدم التعرض لي.. فبدأ حينها برسم الشائعات حولي..
بعد أشهر من إستقالتي تقدم لي أحدهم يريد أن يتزوجني بشرط أن أترك أولادي لأمي ترعاهم، بالطبع رفضت ولكن والدتي أرادت ذلك بشدة، كانت تريد أن تريحني بأية طريقة وهي لاتعلم إنني و القدر تواعدنا أن لانتفق ولايريح أحدنا الآخر...
طوال السنين التي مضت و أنا أشعر بحزن وضيق شديدين، لم تعد لدي الرغبة في مواجهة الناس ، وألفت العزلة، إنكببت على تربية الأولاد وما أدراكم ما الأولاد، شعرت بحالة إكتآب شديد، بسبب قيود فرضت علي..
أصر أحد أبنائي على الإلتحاق بإحداى جامعات أمريكا فخفت عليه مما سمعت عن إعتقالات عشوائية لأبناء المسلمين لكنه حاول يائسا أن يطمئنني ، ورحل ووعدني برسائل يرسلها لي أصبحت أغلى عندي من كنوز الدنيا..
أما الآخر... كان حنونا عوضني الله به عن البنات، وكان أكثر إخوته محافظة على الصلاة و الإلتزام بالشعائر الدينية، ولكن سرعان ما حرمت منه عندما ذهب للجهاد في فسطين وأستشهد، إحتسبت عند الله، وصبرت وكابرت على حرقة قلبي أيام معدودة، لكني لم أستطع الصمود أكثر فنزلت دموعي دما وبالأخص عندما جاء والده ليأخذ عزاء إبنه..
لم يعرف قلبي يزما الراحة، لا أكذب عليكم فكرة أن أعود إلى زوجي السابق، فالعيش تحت رحمت مزاجه وقسوته، لهو أهون مما مررت به من بعد طلاقي، وبالأخص عندما طرد أصغر أبنائي من المدرسة لكثرة تغيبه وأصبح لايأتي الى البيت الا نادرا..ومع ذلك عزة نفسي كانت تمنعني من الرجوع له، وكيف أخبره بهذا؟ فقررت بعدها أن أنسى الموضوع ..
ذات يوم تلقيت رسالتين متناقضيتين فلم أعرف هل أبكي أم أفرح فالأولى من مركزالشرطة يعلمني بوجود إبني الأصغر محتجزا بتهمة السرقة، والأخرى من إبني المغترب يعلمني بموعد عودته.. لملت نفسي وخرجت من مزلي لا أعي أين أذهب، فإذابي أمام منزل زوجي ويفتح لي الباب و يدعوني للدخول..
لا أعلم لماذا ذهت إلى هنا ولماذا بكيت عندما قدم لي كأسا من الماء؟!! !! أخبرته عن رسالة مركز الشرطة، فهم بالإتصال بمعارفه ليتحققوا من الأمر ويحاولوا إخراجه بكفالة.. إتصلت بي أمي تبحث عني فترددت في إخبارها بمكاني.. لكنها سمعت صته وهو يحادث أحدهم بالهاتف.. فتوقفت لحظة عن الكلام، تبعها سيل من الأسئلة التي انا نفس لا أملك الإجابة عليها..
كانت أمي تحذرني من أمر تحقق عندما طلب مني أن أعود إليه من جديد، إستغربت كلامه .. تحدثنا في أمور كثيرة بعدها ولكن هذا الأمر ظل يتردد في ذهني...
ولكنني إستغربت من رفض أمي الشديد له بعدما كانت تتمنى مثل هذا الأمر، لكن إستغرابي لم يتأخر عندما أخبرني إبني البكر نوايا جدته التي راحت تحكي له كل شيء، بنها تريدني زوجة لأحدهم ،لكنني بالطبع رفضت ذلك زأبعدت الفكرة عن إبني..
الناس قالوا عيشي مابقي من حياتك، ووقفوا مع والدتي وساندوها.. ولكنني هذه المرة لم أستمع لصوتهم وإستمعت لصوت قلبي وقلب أبنائي، ووافقت عل الزواج بزوجي السابق مرة أخرى ، رغم معارضة زوجته وغضبها الشديد..
وكدت أتحسر على نفسي بأني لم أستمع لمن حولي، وخصوصا عندما وجدت سوء المعاملة من زوجته ، كنت وحيدة في بيت هذا الغريب زوجي ، فأبني الأكبر تزوج وإستقل بحياته، والصغير يقضي عقوبته في مركز الأحداث.. ماسبب عودتي؟
لماذا أنا لوحدي؟
أين أبنائي؟
هل أنفصل عنه؟ ستكون المرة الثانية؟!!!
بدأت أهلك وبدأ جسدي يتهاوى،، لم أعد أستطيع النهوض ، و أعياني المرض، بتُ طريحة الفراش، ولم أجد من يهتم بي.. خشيت الزمن وخشيت الموت وأنا مهملة فطلبت من زوجي أن ينقلني لدار المسنين، فسارع بذلك. وهناك رُميت، بقيت وحيدة مع العجائز، كنت أبكي ليل نهار وكنت أحلم بإبني الذي استشهد وأحمد الله على إنني إستطعت أن أزرع وردة وسط حقل الشوك..
كان دارالمسنين آخر مطافي حيث وضعت رحالي وأطلقت العنان لروحي لترتفع لخالقها علها تجد شيئا من الراحة و السكينة التي إفتقدتها في هذه الحياة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أمل السيد:ciao: