المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغتنا العربية في خطر



اجمل كلام
11-12-2005, 08:41 AM
يظهر ان اعداء اللغة العربية لن تغمض لهم عين او يستقر لهم جفن إلا بعد ان يطمئنوا ان حربهم الضارية ومؤامراتهم الخفية ضد اللغة العربية قد أينعت ثمارها وحان وقت قطافها.فلم تكف هؤلاء الاعداء كل الحروب والعداوات والاحقاد التي تعرضت لها هذه اللغة التي خصها الله سبحانه وتعالى من بين كل لغات الارض , لتكون لغة القرآن الكريم ولغة الحديث النبوي الشريف, ومستوعب الشريعة الاسلامية ولغة المعارف الاسلامية والحضارية, وصوت الاذان من فوق ملايين المآذن منادياً (الله اكبر الله اكبر .. اشهد ان لا اله الا لله اشهد ان محمد رسول الله) , بصوت عربي واحد خمس مرات في اليوم, واهم رابطة من روابط وحدة الامة العربية... طوال فتراتها التاريخية, من ظلام دخلته منذ القرن الثالث عشر الميلادي وحتى القرن التاسع عشر وتكالب اعداؤها على محاربتها أينما وجدت وبشتى الاساليب والحيل الماكرة.


مرة بالدعوة الى استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية, ومرة بالدعوة الى استبدال الفصحى باللهجات العامية, ومرة بتكثيف الحملات الاعلامية والدراسات البحثية المغرضة من قبل المبشرين والمستشرقين, من اجل التشكيك في قوتها وصلاحيتها بقصد زعزعة ثقة اهلها فيها وتشتيت صفوفهم, وتعميق جذور الخلاف بين العرب في لسانهم الموحد, واخرى بسيطرتها الاستعمارية على بعض الدول العربية (تونس, المغرب, الجزائر, مصر...) , واستبدال لغتهم العربية بلغة انجليزية أو فرنسية أو إيطالية... حتى اصبح الكثير منا يدخل اطفاله فيما قبل مرحلة المدرسة الابتدائية ليتعلموا اللغة الانجليزية, رغم خطورة مثل هذه الخطوة على لغتهم القومية. (جريمة تربوية) من قبل اكبر علماء التربية, وذلك لانها تؤدي الى تدمير هوية اطفالنا الفكرية واللغوية. لأن اللغة والفكر ينموان معاً منذ الطفولة المبكرة ومفردات الطفل اللغوية في هذا السن لم تكتمل بعد, وعقله لن يمكنه من استيعاب لغته القومية واللغات الاجنبية التي يتعلمها معاً, وهذا الامر يحدث له تشوهات لغوية وخلطاً بين مفردات هذه اللغات, وبالتالي لايسيطر الطفل على مفردات لغته اليومية... ونظرة متفحصة لواقع لغتنا العربية اليوم تكشف لنا ان لغتنا العربية في خطر, فنسبة كبيرة قد تصل الى 50% من طلابنا يدرسون في مدارس اجنبية او كليات ومعاهد وجامعات كل مناهجها باللغة الانجليزية, واطفالنا يتربون في احضان المربية الاجنبية او الزوجة الاجنبية. وحين تذهب الى اي شركة لشراء شيء سوف تجد ان الموظفين من اول الاستعلامات حتى مدير الشركة يتحدثون الانجليزية, وحين تتسلم الفاتورة سوف تجدها مكتوبة بالانجليزية... تنادي على الخدامة ترد عليك بلغة اجنبية... تسأل السائق فيرد عليك باللغة الاجنبية... تذهب الى السينما فتشاهد نسبة 90% افلاما امريكية او هندية... تشتري دواء او منتجاً غذائياً او اثاثاً للبيت فتجد ان كل الارشادات المكتوبة عليه باللغة الاجنبية... تفتح التلفزيون او الراديو فتجد ان المذيعة او المذيع لا يخلو حديثهما من بعض الكلمات الانجليزية والاخطاء النحوية... تقرأ الجريدة فتلاحظ ان القراء يكتبون ويستعرضون وهم متذمرون من الرسائل التي تصلهم او التي شاهدوها حول الاخطاء التي تحدث اثناء كتابتها باللغة العربية حتى المتخصصون والاساتذة وبعض المثقفين لم ينج حديثهم او محاضراتهم او كتاباتهم من بعض الاخطاء النحوية والاملائية. وفي صراحة غير معهودة اعترف احد الكتاب الكبار قائلا مكسوف والله العظيم من الاخطاء الكثيرة التي تقع في هذا المكان (ويقصد عموده الذي يكتبه) في الاملاء والنحو والصرف والمعلومات الخاصة بالعربية. تفتح نافذة البيت او الشقة فلا تسمع الا اصواتا تتحدث باللغة الاجنبية تمر في الاسواق والمحلات والمراكز التجارية فتجد ان اسماءها العربية قد اختفت وحلت محلها اسماء اجنبية, وتشاهد اكثر لوحات اللافتات الاعلانية او الارشادية وقد كتب عليها بلغة لا تعرف هل هي عربية ام هندية ام انجليزية. تعاملاتنا اليومية والتجارية كلها خليط من لغات هندية انجليزية فلبينية كورية روسية او فرنسية... الخ الموظف المواطن في بعض وزارات الدولة يضطر الى ان يكلم المراجع الآسيوي اما باللغة الاوردية او باللغة الانجليزية) حتى الآسيوي العامل البسيط في محل او معرض او شركة اضطر لتعليم اللغة الروسية ليخاطب الزبائن الروس القادمين, ومع انه له اكثر من عشرين او ثلاثين سنة فانه لا يعرف كيف يتحدث العربية. وحدثني احد الاصدقاء انه عندما كان عائداً من المانيا جلس بجانب احد الالمان فوجده يقلب قاموساً في يده فسأله: تبحث عن ماذا؟ اجاب: أبحث عن بعض الكلمات العربية حتى يمكنني ان استخدمها اثناء دخولي المطار. اجابه قائلاً: سهل عليك فالامر قد لا يحتاج هذه الكلمات... حتى الدراسات بينت ان ابناء عدد من الشعوب الآسيوية الذين يعيشون في منطقة الخليج يظلون يتكلمون بلغاتهم الاصلية والى حد ما اللغة الانجليزية في تخاطبهم دون استخدام اللغة العربية, لغة المجتمع الذي يعيشون فيه. مع ان المتعارف عليه في نظر علم اللغة الاجتماعي ان الطرف الاضعف في البيئة اللغوية يضطر الى استخدام لغة الطرف الاقوى. تتصل بالشركات او بعض المؤسسات والدوائر والفنادق او المدارس والمعاهد والكليات فيرد عليك السكرتير او السكرتيرة باللغة الانجليزية... تذهب الى بعض الفنادق يستقبلك موظفو الاستقبال مرحبين بلغة انجليزية. ولم يبق لنا الا بعض المؤسسات التعليمية, والآن هناك اتجاه خطير نحو هذه المؤسسات التربوية بدأ يتصاعد وبكل قوة, يدعو الى تغريب مناهج التعليم العالي وتحويلها كلها الى اللغة الانجليزية, وايضا هناك مشروع لتحويل مادة الرياضيات في مراحل التعليم الثانوي الحكومي الى اللغة الانجليزية, حتى وصل الامر الى تحويل مادة اللغة العربية في مدارس التعليم الخاص من مادة اجبارية يستفيد منها الطلبة الاجانب وبالاخص المسلمون منهم الى مادة اختيارية في قانون التعليم الخاص الجديد. ان هذا الامر لو تم سوف يهدد الامن القومي والامن اللغوي لهذه الامة, ويفسد عليها كل الجهود الخيرة التي تبذلها الدولة في سبيل نهوض اللغة العربية والتقدم بها ونشرها وقد يحرم الميدان التعليمي من وظائف كثيرة سواء على مستوى التعليم العالي, او على مستوى مدرسي الرياضيات في التعليم الحكومي او مدرسي اللغة العربية في التعليم الخاص. وقد يجعل المدرسين الذين يعلمون طلابنا باللغة العربية محل سخرية, خاصة ونحن دخلنا الآن مرحلة توطين الوظائف, ويعطي الفرصة لبعض من يتربصون في الخفاء لتغريب هذا المجتمع عن لغته القومية وهويته العربية. ويكفي ان نشير الى ان نتائج احدى الدراسات الخليجية بينت مدى عمق الخطر الذي اصاب اللغة القومية (اللغة العربية) من جراء هذه المشاريع التغريبية, حيث اوضحت نتائج الدراسة ان لغة الطلاب المواطنين والعرب الذين درسوا في مدارس تدرس مناهجها بلغة اجنبية اصبحت جد ضعيفة وتراجعت امام منافسة اللغات الاجنبية الاخرى, حيث تبين وجود تفاوت كبير بين من يجيدون استخدام اللغة الانجليزية واللغة العربية, فالذين يجيدون استخدام اللغة الانجليزية قراءة بلغوا 60% مقابل 5,16% يجيدون استخدام اللغة العربية قراءة, ومن يجيدون الكتابة باللغة الانجليزية 60% مقابل 5,15% ممن يجيدون الكتابة بالعربية, ومن يجيدون المحادثة والقراءة والكتابة باللغة الانجليزية 7,27% مقابل 39% من الطلبة الذين يجيدون المحادثة والقراءة والكتابة باللغة العربية, وخطورة هذا الامر انه قد يزيد من هجر طالب الامارات للغته الوطنية مستقبلا. ان خطوة جعل مادة اللغة العربية مادة اختيارية في مدارس التعليم الخاص للاجانب خطوة غير موفقة وغير مدروسة, ولها آثار سلبية كثيرة. ويكفي ما يعانيه مدرس اللغة العربية في مدارس التعليم الخاص من تهميش داخل تلك المدارس ومن اوضاع مالية متدنية, حيث لا يتعدى راتبه في اكثر تلك المدارس 1500 ـ 2000 درهم, بينما يصل راتب مدرس اللغة الانجليزية او الفرنسية او الالمانية او الموسيقى الى ما يقارب 5000 او 6000 او حتى عشرة آلاف درهم. ان اجبارية اللغة العربية التي كانت موجودة في القانون السابق كانت تصب في مصلحة الدولة والطالب الاجنبي الذي يعيش بيننا ويعمل ابواه في مجتمعنا ويحاول ان يفهم لغتنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا, ومن ثم عندما يعود الى وطنه الام سوف ينشرها بين افراد مجتمعه خاصة في وجود هذا الكم من الجنسيات والذي قد يصل الى 80 جنسية. ان اصحاب هذا المشروع المقترح لم يراعوا ان هناك اقليات مسلمة تحتاج الى تعليم ابنائها اللغة العربية حتى يكونوا قادرين على قراءة القرآن بشكل سليم, وان يتعرفوا على شعائرهم الاسلامية بشكل صحيح مثل باقي اخوانهم من العرب والمسلمين. خاصة وانهم في بلدانهم قد لا تتوفر لهم هذه الظروف او لا يسمح لهم بممارسة حياتهم الثقافية واللغوية, وهذا ما نسمع عنه في نشرات الاخبار, وان هناك فريقا يحب ان يتعلم اللغة العربية وقد يؤدي حبهم لتعلم اللغة العربية الى ان يكون مدخلا سهلا لحب الاسلام والدخول فيه. وقد كشفت لي الزيارات الميدانية لبعض المدارس الخاصة ان هناك طلابا اجانب من جنسيات مختلفة قد دخلوا الاسلام بعد تعلمهم مادة اللغة العربية, واصبحوا اليوم وبحمد الله في عداد الطلاب المسلمين, ومازلت اتذكر كلمات احد مدراء المدارس وهو بريطاني الجنسية كان يشكو لي بصريح العبارة انه يريد ممارسة الحديث باللغة العربية, ولكن كلما يذهب الى مكان يتحدثون معه باللغة الانجليزية. ان عدم احترامنا للغتنا العربية سوف يجعل الآخرين ينظرون الينا بنوع من السخرية خاصة وان الزيارات الميدانية اظهرت بوضوح ان 80% من ادارات المدارس ليست لديها رغبة في تدريس اللغة العربية وهذا ما حدث على ارض الواقع, فبعد طرح فكرة مشروع القانون سارعت احدى المدارس لابلاغ الخبر عبر ميكرفون الاذاعة, واخرى سارعت الى حذف مادة اللغة العربية من جدول المدرسة, وثالثة بدأت ادارتها تسخر من مدرسي مادة اللغة العربية وتطلب منهم الاستعداد للبحث عن اي عمل إلا تدريس اللغة العربية ورابعة اعدت قائمة لاقالة مدرسي اللغة العربية واضافة رواتبهم لتقوية مادة اللغة الانجليزية والفرنسية والتربية الموسيقية واصبح هؤلاء المعلمون حملة لغة القرآن الكريم مشردين. كل دول العالم تحاول جاهدة اقامة مراكز لغوية وثقافية من خلال سفاراتها في بعض الدول لنشر لغتها وبقوة, وتتدخل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وعسكريا بكل الوسائل لادخال هذه اللغة في تلك البلدان (الاستعمار الاوروبي خير دليل) بواسطة المشاريع التجارية والشروط الخفية, والتأكد من ان اللغة هي اساس التعامل في هذا المشروع وان نسبة من العاملين من اصحاب اللغة, تصرف المكافآت وتمنح البعثات لمواطنين البلد الذين يتجهون الى تعلم هذه اللغة, وهذا ما تفعله المراكز الثقافية الخاصة التابعة لبعض اللغات الاجنبية بل ان من الدول من يستفيد المليارات من وراء انتشار لغاتهم الى العالم فمثلا حجم ما يدخل على بريطانيا من تصدير اللغة الانجليزية ونشرها في العالم وخاصة فيما يتعلق منها بأدب شكسبير, يضاهي دخل اكثر حقول البترول في منطقة الخليج. ونحن نحذر من ان مثل هذه المشاريع قد تكون (مؤامرة) خطيرة لاغتيال العقل العربي واللغة العربية في بلدها الام, ونحن هنا نريد ان ننقذ اللغة العربية من عبث الذين يعملون في الخفاء وعبث الذين لا يعلمون او يجهلون قيمة هذه اللغة, والذين يريدون ان يخنقوها او الذين تعجبهم (بهلوانيات الافكار) واخشى ما اخشاه ان يمتد التهاون بهذه اللغة فتصبح هذه اللغة محلا للامتهان والسخرية والاستهزاء في افواه الحاقدين.


رد على المعارضين نحن اليوم في حاجة الى رجال ومفكرين متمكنين لغويا, يؤمنون ايمانا قويا بأهمية اللغة العربية في حياتنا وبوجوب النهوض بها, ومسؤوليتهم الكبرى في نشرها الى كل انحاء العالم ولسنا في حاجة إلى بعض المشككين والمروجين والحاقدين أو المعارضين بدلائل وحجج ضعيفة, فحجة ان التعريب سيضعف قدرة الطلاب على التحدث باللغات الاجنبية وان هذا الامر لن يجعلهم يستطيعوا التواصل حضاريا مع الثقافات الاخرى, تدل على ما يعانيه البعض من عدم ثقة وعجز فكري واضح. فأكثر الدول التي تعتز بلغاتها لم تستسلم لمثل هذه الحجج, حيث اوضحت تجارب الدول التي حققت انجازات عالية من التقدم والتطور والتكنولوجي, مثل المانيا واليابان والصين والاتحاد السوفييتي وكوريا واسرائيل, كل هذه البلدان تحقق لها ذلك التقدم عن طريق اعتمادها على لغاتها القومية وليس على لغة الاخرين, حتى الفرنسيون عندما شعروا بأن اللغة الانجليزية بدأت تغزو لغتهم الفرنسية طالبوا باستقلال مقاطعتهم (كيبيك) في شرق كندا, غير مبالين بما قد يقعون منه من فقر وركود في الاقتصاد ومحاربة الجيران, في سبيل المحافظة على لغتهم الفرنسية وانقاذها من غزو الانجليز, والامريكيون رغم انهم دولة عظمى الا انهم خافوا من فرنسيي كندا على كيانهم ولغتهم, فسارعوا إلى تحصين بعض ولاياتهم الجنوبية بمنع ازدواجية اللغة في برامجها التعليمية والاكتفاء باللغة الانجليزية وحدها حاذفة من البرامج تعليم الاسبانية والفرنسية. وليكن معلوما لدى اصحاب الحجج الضعيفة ان احدث دراسة صدرت عن الامم المتحدة اكدت على أن التكنولوجيا تتعمق فقط عندما تكون باللغة القومية, واشارت الدراسة إلى ما حدث في اليابان حيث تم تطوير التكنولوجيا الغربية وتدريسها للطلاب اليابانيين باللغة اليابانية وليس باللغات الاوروبية, وايضا في عالمنا العربي تمثل تجربة سوريا في (تعريب) مناهج التعليم العالي خير دليل, حيث ان الطلاب السوريين عندما انتهوا من دراساتهم الجامعية في كل التخصصات العلمية والطبية باللغة العربية داخل جامعات سوريا, ذهبوا إلى الدول الغربية مثل فرنسا وامريكا وانجلترا والمانيا وتخصصوا هناك, مثلهم مثل غيرهم من الطلاب الدارسين باللغة الانجليزية, ولم يحسوا بأي تأخر أو نقص أو ضعف, ولم تشر الجامعات الاوروبية انهم متأخرين في علومهم الجامعية التي درسوها باللغة العربية.


رياح الغرب القوية ان اللغة تظاهرة اجتماعية تنعكس عليها كل الظواهر التي قد تصيب المجتمع من تقدم أو تأخر دون نهوض أو سقوط, ولا نجد في عالمنا القديم أو عالمنا المعاصر لغة متطورة في مجتمع متخلف حضاريا, لان التقدم مرتبط ارتباطا كليا بمسألة استخدام اللغة القومية كأساس للحضارة, واللغة العربية لم تكن خارجة عن هذه القاعدة طوال فتراتها التاريخية حتى الان, حيث انها كانت في السابق ايام عصر البداوة بسيطة وتطورت يوم ان اصبح هذا المجتمع بعد الاسلام مجتمعا متقدما, وصارت اللغة العربية في الفترة الممتدة من منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي اللغة التي يتحدث بها مليارات من البشر, لدرجة انه كان يشترط على الشخص الذي يريد الالمام بثقافة عصره ان يتعلم اللغة العربية. وعندما ساد الظلام العالم العربي والاسلامي نتيجة الاستعمار والتخلف, انعكس ذلك التخلف على مصير اللغة العربية باعتبارها ظاهرة اجتماعية وهبت من الغرب رياح الحضارة القوية التي اقتلعت رؤوس وعقول ونفوس وقلوب الكثيرين منا, ممن بهرتهم لغة الحضارة الغربية بعلومها المتقدمة, فمنهم من ذاب في تيارها الثقافي والحضاري دون تمحيص أو تدقيق أو معاينة, ومنهم من هاجم لغته العربية وحضارته الاسلامية ودعا إلى استبدالها بلغة اجنبية اخرى, ومنهم من اصبح يدافع بكل قوة عن تلك الحضارات بكل لغاتها ويدعو مجتمعه, إلى حد الاخذ بها واتباعها بحلوها ومرها, ومن هنا اختلت الموازين وضعفت الثقة واصاب العجز النفسي والفكري الكثير من مفكري هذه الامة وابنائها, فتم تهميشها وعدم الاهتمام بها واصابها الوهن والهزال.

غياب الاجتهاد اللغوي ان لغتنا العربية تحتل اليوم المرتبة الرابعة بين اوسع لغات العالم انتشارا, اذ تأتي بعد الصينية والانجليزية والهندية من حيث عدد الناطقين بها وتأتي قبل الروسية واليابانية والفرنسية والاسبانية والالمانية, كما انها لغة رسمية في الكثير من المحافل العالمية كهيئة الامم المتحدة واليونيسكو والمنظمات الدولية الاخرى, وتحتوي على مخزون عميق من المعارف والمفردات اللغوية حيث يبلغ اجمالي عدد مفرداتها ستة ملايين وسبعمائة الف مفردة لا يستخدم منها سوى خمسة ملايين وستمائة الف كلمة, وتشتمل على حوالي ثمانين الف مادة مثل (مادة كتب .. يكتب .. كاتب .. الخ) وما يستخدم من ذلك لا يتجاوز العشرة آلاف فقط, بينما نجد ان كل مخزون اللغة الانجليزية يبلغ مائة الف مفردة والفرنسية خمساً وعشرين الف مفردة. ورغم كل ذلك فان الغياب الحاد من بعض المهتمين بأمر اللغة العربية في وطننا قد ساهم وبصورة كبيرة في انحسار دورها الفقهي واضعاف دورها الحضاري امام اللغات الاخرى, وبروز الكثير من المشكلات فيها والتي تتخلف بعقم اساليب تدريسها وعدم حداثة مناهجها التعليمية وبقاء تلك المناهج دون تطوير يتناسب مع من يريدون تعلمها, بجانب ضعف كفاءة القائمين عليها. ونحن لا ننكر دور المجمع اللغوي منذ انشائه عام ,1934 انه تصدى للكثير من مشكلات اللغة العربية وقضاياها وبخاصة في مجتمعنا المعاصر, حيث اسهم في حل قضية المصطلح الغربي وتيسير تعليم اللغة العربية وقواعدها النحوية والصرفية, وتيسير كتاباتها واحياء التراث اللغوي, الا ان الامر يحتاج إلى علماء ومفكرين لوضع (فقه عربي جديد) ليجعلوها لغة عربية سهلة قابلة للتداول والتصدير, خاصة وانا مقبلون على قرن جديد ونظام عولمة يدق الابواب بكل عنف وقوة, ونحن مازلنا مستغرقين في غربة وتغريب نصنعه بانفسنا. والاولى بنا ان نؤكد هويتنا ونتمسك بلغتنا, ويكفي ان نشير إلى ما قاله (الثعالبي) عنها في كتابه (فقه اللغة العربية) : (من احب الله تعالى احب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم, ومن احب الرسول العربي احب العرب, ومن احب العرب احب العربية, ومن احب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همه اليها) .

بقلم: محمد عبد العزيز الباهلي كاتب وباحث من الامارات

الذئب المتوحش
12-12-2005, 03:27 PM
مشكور أخوي على الجهد المبذول و بارك الله فيك

بالنسبة للغة العربية أصبحت لغز غريب و هي أم اللغات :06:


و شكر و تقدير لك
0000000000000:ciao:

أخوك الذئب المتوحش :)

EverIslam
12-12-2005, 04:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بيت الشعر الذي ختمت به من أجمل أبيات الشعر التي سمعتها اجل:

أخي الكريم: لقد أردت أن اعرض هذا الموضوع على الإخوة الكرام ولكنك سبقتني إليه، جازاك الله خيرا

اللغة العربية في خطر، لا شك في ذلك. حبذا لو ذكرت أسماء الدول التي فيها تحدث هذه المصائب.



تحيا اللغة العبرية وتموت العربية؟

الجميع يعرف ان اللغة العبرية كانت لغة ميتة أي لم تكن متداولة بين افراد شعبها، وانما تحدثوا الآرامية او العربية او الاجنبية، ولكن حين ارادوا انشاء كيان لهم عرفوا ان كيان شعب لا يقوم بحدود دولة فقط وانما بلغة وتاريخ، لذا قاموا باحياء اللغة العبرية.

بالمقابل، نرى الوضع الذي وصلت اليه اللغة العربية من تجاهل، وليعلم من يريد ذلك انه بذلك يجني على نفسه.

فمن ناحية نفسية الابتكارات والاختراعات تتم من خلال تفكير المرء، وتفكير المرء بلغته يساعده كثيرا على التطور والابتكار اكثر من التفكير بلغة اخرى.

تجربة شخصية: لقد تعلمت عن الفلاسفة بلغة اجنبية، قرأت الكتب الاجنبية وقدمت الوظائف بلغة اجنبية. نسبيا انا تلميذ مجتهد، وعلاماتي عادية. وكنت استغرب كيف ادرس تقريبا نفس الساعات التي يدرسها الاجنبي ومع ذلك علاماته اعلى من علاماتي، ولكي اكون أعلى منه علي ان ادرس أضعاف دراسته, ولكن حين قرأت – بالصدفة – كتاب عن فيلسوف باللغة العربية اكتشفت السبب، لقد شعرت بأنني كنت نائم والآن فهمت كل النظريات الفلسفية.

وقد اقترحت على طلبة الجامعة العرب أن يقوموا بترجمة المحاضرات والمصادر إلى العربية كي يستطيعوا الامتياز في مجالات دراستهم.



فالقراءة والتفكير بلغة الأم مهم لفهم المادة، ومن ثم لتطويرها، مناقشتها وابتكار أمور أخرى لتضيف عليها.



ولكن لدي سؤال: ماذا عملت في مواجهة هذا الخطر؟ أو ماذا تنوي أن تفعل؟ بالإضافة لطرحه في المنتدى؟



أخبرني عن أي شيء مستجد





باحترام

أنصار اللغة العربية

EverIslam
13-12-2005, 04:01 PM
أنا البحر في احشائه الدر كامن.... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

EverIslam
14-12-2005, 09:25 AM
يبدو , إخواني الكرام، أن اللغة العربية فعلا في خطر، وليس بسبب الأعداء ولكن بسبب تجاهلنا لها وعدم إعطائها المجال المطلوب للدراسة، فمن خلال تصفحي لم يتطرق أي مشارك للموضوع، حتى الذي طرح الموضوع وكأنه نسيه.

أرجو إعطاء الموضوع أهمية اكبر والمشاركة بالآراء البناءة.

EverIslam
15-12-2005, 11:41 AM
مشكور أخوي على الجهد المبذول و بارك الله فيك

بالنسبة للغة العربية أصبحت لغز غريب و هي أم اللغات :06:


و شكر و تقدير لك
0000000000000:ciao:

أخوك الذئب المتوحش :)

مشكور اخي على المرور والمشاركة.

ولكن لماذا نهمل العربية.. لن أهملها وسترونها على القائمة طالما أنا موجود في المنتدى.

EverIslam
18-12-2005, 09:48 AM
سأعيش رغم الداء والاعداء... كالنسر فوق القمة الشماء
<
<
حرف الالف
من سيكمل؟

EverIslam
18-12-2005, 12:30 PM
أرنو الى الشمس المضيئة هازئا... بالسحب والامطار والانواء

محمود الانباري
21-12-2005, 01:06 AM
مشكوووووووووووووور