سهم الاسلام
12-12-2005, 11:03 PM
تقرير ميليس الجديد
موجز :
إن مجلس الأمن عملاً بقراره رقم 1636 2005 الصادر في 31 من اكتوبر 2205 قد طلب إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة إلى الأمم المتحدة أن تبلغ عن التقدم الذي أحرزته اللجنة في تحقيقها بالنسبة إلى الاعتداء الارهابي الذي وقع في الرابع عشر من شباط 2005 في بيروت وأودى بحياة رئيس الوزراء السابق وآخرين وبالمساعدة على تحديد المخططين والمنظمين والمتواطئين ومرتكبي هذه الجريمة
وإن التقرير الحالي يحدد التقدم المحرز في الخطوط العريقة منذ اعتماد مجلس الأمن القرار 1636 ويورد كذلك ملاحظاته وتوصياته ويحيلها إلى مجلس الأمن للنظر فيها ويحدد التقرير كذلك المسائل والمواضيع التي تحتاج إلى تحقيق اضافي كما يشير التقرير إلى التقدم المحرز فيما يتعلق بشكل ومضمون التعاون السوري مع اللجنة وإن القاضي رئيس اللجنة يحدد الخطوات الآتية التي يتعين التخطيط لها في إطار التحقيق كما يشير إلى عدد من الملاحظات والتوصيات التي تعكس التقدم الحالي في عملية التحقيق.
الديباجة:
عملاً بقرار مجلس الأمن 1559 2005 إن لجنة التحقيق الدولية المستقلة احالت تقريرها في 19 من اكتوبر 2005 وعكست فيه نتيجة العمل الذي قامت منذ بدء عملها في السادس عشر من حزيران 2005 وفي كتاب تاريخه 14 تشرين الأول 2005 طلب رئيس الوزراء اللبناني من أمين عام الأمم المتحدة أن يمدد ولاية لجنة التحقيق حتى منتصف كانون الأول 2005 وهدف هذا التمديد هو تمكين اللجنة في مساعدة السلطات اللبنانية على المضي في مختلف مسارات التحقيق الذي تبينت خلال عملية التحقيق وذلك لتحقيق هدف اللجنة وهو المساعدة في تحديد المخططين والمنظمين ومرتكبي الاعتداء الارهابي الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و22 آخرين في 14 شباط 2005 في بيروت. وعلى اثر عرض اللجنة تقريرها وعلى اثر العرض الذي تقدم به رئيس اللجنة أمام مجلس الامن حول مضمون التحقيق في 25 من تشرين الأول 2005 إن مجلس الأمن وبناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية وآخذا بعين الاعتبار توصيات اللجنة التي استمرت في المساعدة أوصى أنه واعتمد مجلس الامن في 31 من تشرين الأول 2005 القرار 1636 حيث أنه رحب بتقرير اللجنة وكذلك رحب بقرار امين عام الأمم المتحدة بتوسيع صلاحية اللجنة وتمديدها حتى 15 من كانون الاول 2005.
وإن قرار مجلس الامن رقم 1636 يأتي كتكملة للقرار 1595 الذي يوسع صلاحية اللجنة المعروفة بلجنة التحقيق الدولية ويعطيها الحقوق نفسها والصلاحيات نفسها إزاء الجمهورية العربية السورية تماما كتلك التي تملكها اللجنة في تحقيقها مع السلطات اللبنانية ويعطي القرار كذلك اللجنة السلطة في تحديد موقع واجراءات استجواب المسؤولين السوريين والافراد السوريين الذين تعتبرهم اللجنة ضرورين للتحقيق.
كما دعا القرار السلطات السورية إلى التعاون الكامل وغير المشروط مع اللجنة وإلى توقيف أي مسؤول سوري أو مواطن سوري يعتبر مشتبه من قبل اللجنة وعملا بالقرارين المذكورين تابعة اللجنة عملها في خطوط التحقيق نفسها التي اعتمدتها منذ بدء عملها واللجنة بتعاون وثيق مع السلطات الامنية والقضائية اللبنانية قد توصلت الى خيوط جديدة واستمعت إلى عدد اضافي من الشهود عدد 500 وقد وافقت على لائحة تضم 19 مشتبه بهم كذلك قامت اللجنة بتحليل كم هائل من المواد والوثائق بمساعدة قوى الامن الداخلي واستمرت في التبادلات مع مكتب المدعي العام في لبنان في تبادل كل المعلومات والمواد والاثباتات ذات الصلة.
اما بالنسبة إلى المسار السوري في التحقيق فقد تصرفت اللجنة عملا بقرار مجلس الامن 1636 وهذا قرار الذي اعتمد توصيات واستنتاجات اللجنة واشار إلى أنه على السلطات السورية أن توضح عددا كبيرا من المسائل التي لم توضح بعد، وقد اعطيت الفرصة ايضا للسلطات السورية بان تقوم بتحقيقها الخاص في مقتل الرئيس الحريري واخرين وايضا بتوضيح أي تورط سوري في هذا المجال، وعملاً بالمرسوم التشريعي رقم 96 الصادر في 29 من تشرين الأول 2005 تم تأليف لجنة قضائية سورية للقيام بتحقيق سوري في قضية مقتل الرئيس الحريري وفي حين رحبت لجنة التحقيق الدولية في هذه المبادرة اعتبر أن اللجنة القضائية السورية تهدف إلى التركيز على التحقيق الداخلي في هذه القضية لتوضيح ما أشارت إليه اللجنة الدولية في تقريرها، ولكن اللجنة السورية لا يمكنها أن تبطل أو أن تستبدل عمل اللجنة الدولية، واللجنة الدولية من جهتها سوف تستمر في اتصالاتها مع السلطات السورية للمضي قدما على المسار السوري ومن خلال تشكيل اللجنة القضائية إن السلطات السورية قد اعتبرت على أنها توافق على تحمل جزءها من المسؤولية لجهة تسليط الضوء وكشف النقاب عن بعض الظروف المتعلقة بعملية الاغتيال والمساعدة على تحديد الحقيقة، أما ما إذا كانت هذه الخطوة نتيجة رغبة حقيقية في التعاون في الجوهر أو أنها قد جاءت نتيجة للرسالة الصارمة والواضحة التي أرسلها مجلس الامن بقراره 1636 هذا امر أن نقرره لاحقا اذا ما تم تنفيذ فعلي لعملية التحقيق وتم التحقيق بكامل ابعاده اضافة إلى ذلك لا يمكن القول إلا أن الاستجابة المستمرة والفعلية للسلطات السورية هي التي سوف تزيل أي شكوك بشأن مضمون هذه الخطوة السورية.
واللجنة ما زالت تنتظر البت في طلبات التحقيق الاخرى وفي الوقت نفسه نظمت اللجنة القضائية السورية مؤتمرا صحفياً مع شاهد سوري اعطى الصحفيين فرصة لطرح اسئلة عليه قبل ان تتمكن اللجنة القضائية من فعل ذلك وهذا الاخير قد ناقض التصريحات الذي كان قد سبق وادلى بها امام اللجنة.
اما التصريحات السورية الرسمية التي تبعت ذلك فدعت اللجنة الدولية للتحقيق بأن تعيد النظر بأخطائها الماضية وان تعيد النظر بتقريرها وكان ذلك بمثابة إشارة واضحة الى انه في حين إن القنوات الرسمية للاتصال كانت تعمل بين اللجنة والسلطات السورية فيما يتعلق بالتعاون فان اللجنة القضائية والسلطات السورية كانت تهدف إلى التشكيك بمضمون تقرير اللجنة الدولية واعتبر ذلك محاولة لاعاقة التحقيق داخليا واجرائيا، غير أنه تجدر الاشارة إلى أنه بالرغم من هذا التردد ومن هذه المماطلة، إن السلطات السورية قد مكنت من استجواب المسؤولين الخمسة التي طلبت اللجنة استجوابهم وقد حصلت هذه الاستجوابات المطولة خارج سورية وفقا للشروط التي حددتها اللجنة. وقد تمكن المحققون التابعون للجنة الدولية من استجواب شاهد سوري في سورية من دون أي تدخل وكان هذا بداية عملية طال انتظارها. ويعود الى السلطات السورية ان تكون اكثر تعاونا لإحراز مزيد من التقدم الذي سوف ضروريا لتسريع التقدم الذي حصل حتى الان.
وحتى الان قد احرزت اللجنة تقدما ملحوظاً ومنتظما على المسار اللبناني ولكن يجب ان يواكب هذا التقدم تقدم مماثل على المسار السوري ولهذا السبب ترى اللجنة انه على سورية ان تقوم بعملية تحقيقها الخاصة بشكل محترف وسريع،وان تستجيب الى مطالب اللجنة في الوقت المناسب وبشكل كامل وغير مشروط
قبل أن تتمكن اللجنة الدولية من أن تحدد صلاحية اللجنة المعروفة بلجنة التحقيق الدولية ويعطيها الحقوق نفسها والصلاحيات نفسها إزاء الجمهورية العربية السورية تماما كتلك التي تملكها اللجنة في تحقيقها مع السلطات اللبنانية، ويعطي القرار كذلك اللجنة السلطة في تحديد موقع وإجراءات استجواب المسؤولين السوريين والأفراد السوريين الذين تعتبرهم اللجنة ضروريين للتحقيق. كما دعا القرار السلطات السورية إلى التعاون الكامل وغير المشروط مع اللجنة وإلى توقيف أي مسؤول سوري أو مواطن سوري يعتبر مشتبه من قبل اللجنة.
وعملا بالقرارين المذكورين تابعت اللجنة عملها في خطوط التحقيق نفسها التي اعتمدتها منذ بدء عملها بتعاون وثيق مع السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية، وتوصلت إلى خيوط جديدة واستمعت إلى عدد إضافي من الشهود عددهم 500، وقد توصلت إلى لائحة تضم 19 مشتبه بهم. كذلك قامت اللجنة بتحليل كم هائل من المواد والوثائق بمساعدة قوى الأمن الداخلي، واستمرت في تبادل المعلومات مع مكتب المدعي العام في لبنان، حيث تم تبادل كل المعلومات والمواد والإثباتات ذات الصلة.
أما بالنسبة إلى المسار السوري في التحقيق فقد تصرفت اللجنة عملا بقرار مجلس الأمن 1636، هذا القرار الذي اعتمد توصيات واستنتاجات اللجنة وأشار إلى أنه على السلطات السورية أن توضح عددا كبيرا من المسائل التي لم توضح بعد، وقد أعطيت الفرصة أيضا للسلطات السورية بان تقوم بتحقيقها الخاص في مقتل الرئيس الحريري وآخرين، وأيضا بتوضيح أي تورط سوري في هذا المجال، وعملاً بالمرسوم الاشتراعي رقم 96 الصادر في 29 من تشرين الأول 2005 تم تأليف لجنة قضائية سورية للقيام بتحقيق سوري في قضية مقتل الرئيس الحريري، وفي حين رحبت لجنة التحقيق الدولية في هذه المبادرة اعتبر أن اللجنة القضائية السورية تهدف إلى التركيز على التحقيق الداخلي في هذه القضية لتوضيح ما أشارت إليه اللجنة الدولية في تقريرها، ولكن اللجنة السورية لا يمكنها أن تبطل أو أن تستبدل عمل اللجنة الدولية، واللجنة الدولية من جهتها سوف تستمر في اتصالاتها مع السلطات السورية للمضي قدما على المسار السوري. ومن خلال تشكيل اللجنة القضائية فإن السلطات السورية قد اعتبرت على أنها توافق على تحمل جزءها من المسؤولية لجهة تسليط الضوء وكشف النقاب عن بعض الظروف المتعلقة بعملية الاغتيال والمساعدة على تحديد الحقيقة، أما ما إذا كانت هذه الخطوة نتيجة رغبة حقيقية في التعاون في الجوهر أو أنها قد جاءت نتيجة للرسالة الصارمة والواضحة التي أرسلها مجلس الأمن بقراره 1636 فهذا أمر سنقرره لاحقا إذا ما انتهى التحقيق بكامل أبعاده، كذلك فإنه يمكن القول أن الاستجابة المستمرة والفعلية للسلطات السورية هي التي سوف تزيل أي شكوك بشأن مضمون هذه الخطوة السورية.
وعلى اثر اعتماد مجلس الأمن القرار 1636 سارعت اللجنة إلى استدعاء 6 مسؤولين سوريين اعتبرتهم مشتبه بهم، وبعد نقاشات وتأخر ملحوظ في الإجراءات، تم تحديد موقع لاستجواب المسؤولين السوريين الخمسة، فيما تأجلت عملية استجواب المشتبه السادس، واللجنة ما زالت تنتظر البت في طلبات التحقيق الأخرى.
وفي الوقت نفسه نظمت اللجنة القضائية السورية مؤتمرا صحفياً مع شاهد سوري أعطى الصحفيين فرصة لطرح أسئلة عليه قبل أن تتمكن اللجنة القضائية من فعل ذلك، وهذا الأخير قد ناقض التصريحات الذي كان قد سبق وأدلى بها أمام اللجنة.
اما التصريحات السورية الرسمية التي تبعت ذلك فدعت لجنة التحقيق الدولية لأن تعيد النظر بأخطائها الماضية وان تعيد النظر بتقريرها وكان ذلك بمثابة إشارة واضحة إلى انه في حين إن القنوات الرسمية للاتصال كانت مفتوحة بين اللجنة والسلطات السورية، فيما يتعلق بالتعاون فان اللجنة القضائية والسلطات السورية، كانت تهدف إلى التشكيك بمضمون تقرير اللجنة الدولية واعتبر ذلك محاولة لإعاقة التحقيق داخليا وإجرائيا، غير أنه تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من هذا التردد ومن هذه المماطلة، إن السلطات السورية قد مكنت من استجواب المسؤولين الخمسة التي طلبت اللجنة استجوابهم، وقد حصلت هذه الاستجوابات المطولة خارج سورية وفقا للشروط التي حددتها اللجنة.
الفصل الثاني- التقدم المحرز في عملية التحقيق
في الفترة القصيرة التي تلت تقريرها الأخير، استمرت اللجنة في إتباع خطوط التحقيق التي طورتها خلال عملها في الأشهر الستة الماضية كذلك قد تابعت عددا من الخيوط الجديدة والمصادر، ودققت في مواد جديدة توفرت لها.
كما استمر التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية وبشكل خاص مع مكتب النائب العام وكذلك مع قاضي التحقيق في القضية، وشمل ذلك نقل المعلومات، وحصل هذا النقل بشكل منتظم، هذا بالإضافة إلى عقد لقاءات أسبوعية، فضلا عن أن قوى الأمن الداخلي قد شاركت في مراجعة وتحليل الأدلة بشكل وثيق مع المحققين. ونشير كذلك إلى أن ممثلا عن مكتب المدعي العام في لبنان قد شارك أيضا في الإعداد لاستجواب المشتبه بهم السوريين.
وقد وضعت اللجنة إستراتيجية تقضي بتسليم نتائج تحقيقاتها إلى السلطات اللبنانية بغية أن تتمكن هذه السلطات من الاضطلاع الكامل على عملية التحقيق والقيام بدورها في هذا الإطار، وأيضا إلى تعزيز الشفافية.
وما بين السابع من تشرين الأول والعاشر من كانون الأول 2005 تم الاستماع إلى 52 شاهدا، وكذلك دونت 69 مذكرة تحقيق، وأصدرت 8 بيانات اشتباه. كذلك أجريت 3 عمليات تفتيش و 7 مداهمات. وبشكل عام يمكن القول إن لجنة التحقيق قد توصلت إلى وضع 37 ألف صفحة من الوثائق التي أدخلت في ملف القضية. وشارك في التحقيق 14 محققاً من 10 دول مختلفة، إضافة إلى عدد من الخبراء الخارجيين. وعند تجديد ولاية اللجنة في آخر شهر تشرين الأول، تم تدعيم سلطات فريق التحقيق الدولي، وزود الفريق بالمزيد من الخبرات وبقدرات التحليل والبحث وبقاعدة بيانات الكترونية وآلية لإدارة هذه البيانات، كذلك ساهم التعاون الوثيق مع الإنتربول بإحراز التقدم، فيما أمّن فريق الدعم مساعدة كبيرة لجهة اللغات المستعملة والخدمات المرتبطة بالتحقيق. وتضم اللجنة حالياً 93 موظفا، ولديها أيضا شراكات مع منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، كما أنها تستفيد من مساهمات الخبرات الوطنية وتستمر في تدعيم الوسائل الداعمة لمهمتها. ويود رئيس اللجنة أن يحيي كل من شارك في هذه العملية.
إن اللجنة بتوافق تام مع السلطات اللبنانية تعيد التأكيد على وجهة نظرها ومفادها أن التحقيق يزداد تعقيدا ويتطلب كثيرا من الأشهر كي يتم وينجز بشكل شامل ودقيق. ومن خلال العمل في الوقت نفسه على عدة مسارات في التحقيق، سوف تتمكن اللجنة من تحديد العناصر الأكثر أهمية للتحقيق، كما تستمر اللجنة في تتبع الخيوط التي تم التوصل إليها في الأشهر الماضية في إطار التحقيق مع المشتبه بهم اللبنانيين والسوريين والعاملين معهم والشهود وأيضا العمل على مختلف الأدلة التي تم الحصول عليها من موقع الجريمة، وهي تتعلق بطبيعة ونوع المتفجرات المستخدمة في عملية الاغتيال، والمعلومات المتوفرة حول أي إثباتات أخرى تم العثور عليها في موقع الجريمة، إضافة إلى الأفراد المرتبطين بشكل وثيق بأحداث 14 شباط 2005.
وحتى هذا التاريخ تستمر اللجنة الدولية باستجواب المشتبه بهم وبأخذ تصريحاتهم وعددهم 19، والمحللون هم الآن بصدد مراجعة هذه الإفادات مركزين على أي مواضيع أساسية أو على أي خيوط يمكن تحديدها وذلك من اجل التدقيق والتأكد من صحة هذه المعلومات وربطها بأي إفادات أخرى قد حصلوا عليها. وإحدى مجالات التركيز هي المعلومات المتعلقة بالتخطيط لعملية الاغتيال بما في ذلك المواقع والتواريخ والأوقات والمشاركين في اجتماعات التخطيط، كما تشمل عمليات التحليل الاستماع إلى مكالمات هاتفية قام بها المشتبه بهم قبل عملية الاغتيال أو خلالها أو مباشرة بعدها، وعملية التدقيق بهذه المكالمات الهاتفية تهدف إلى اختبار شامل ومتناسق لمصداقية المصادر وصدقية المعلومات المجموعة. هذه العملية سوف تساعد اللجنة على التوصل إلى صورة أوضح عن الأمور التي أدت إلى الاغتيال أو التي لحقته مباشرة بما في ذلك عن الأشخاص المتورطين وعن اتصالاتهم بأشخاص آخرين.
وتقوم اللجنة أيضا بمراجعة كل إفادات الشهود للإشارة إلى أي إجراءات سوف يتوجب اتخاذها، أكان ذلك من خلال عمليات استجواب أخرى، أو تحليل لمكالمات هاتفية، أو غيرها من الإثباتات، وذلك للتأكيد على صحة الإفادات المأخوذة وتتبع خيوط جديدة.
وفيما يتعلق بأبرز المواضيع التي تم تحديدها في عملية التحقيق، فإن المحللين هم الآن بصدد مقارنة الإفادات وغيرها من الإثباتات الموجودة في ملفات لجنة التحقيق الدولية لكي تحدد أي من هذه المواضيع يتطلب متابعة دقيقة. وتحقيقا لهذه الغاية فإن اللجنة الدولية بصدد تطوير قاعدة بيانات لتتبع الخيوط المجموعة مما سيسمح للمحللين والمحققين أن يستعملوا قاعدة البيانات هذه كأداة بحث للمقارنة بين إفادات المشتبه بهم والشهود والتحقق من صحتها، وقاعدة البيانات هذه سوف تصدر تقارير حول أهمية المواضيع أو الخيوط المذكورة في الإفادات، وسوف تسمح كذلك باستعادة المعلومات الضرورية لدى إعادة استجواب بعض المشتبه بهم والشهود ولدى إدخال أي إثباتات جديدة.
بالنسبة إلى المشتبه بهم فإن لجنة التحقيق الدولية وبالتعاون الوثيق مع السلطات القضائية اللبنانية قد حددت حتى الآن 19 شخصا اعتبرتهم على أنهم مشتبه بهم في هذا التحقيق مشيرة إلى انه بالاستناد إلى الإثباتات التي تم جمعها حتى الآن هناك أسباب تكفي للاعتقاد بان هؤلاء الأشخاص قد يكونون متورطين بطريقة أو بأخرى في تخطيط أو تنفيذ هذه الجريمة أو أنهم قد يكونون قد شاركوا في محاولة متعمدة لتضليل التحقيق لجهة تحديد مرتكبي الجريمة وهؤلاء الأشخاص قد حددوا على أنهم مشتبه بهم ولكنهم يستفيدون من قرينة البراءة حتى إثبات ذنبهم بعد المحاكمة. ولدى القيام بالاستجواب أعطي هؤلاء الحقوق التي يتمتع بها المتهمون في إطار القانون اللبناني، وقد استمرت اللجنة في التحقيق في الأدلة المجموعة ضد هؤلاء المشتبه بهم وتم التحقق من صحة إفاداتهم ومقارنتها بإفادات الشهود الآخرين وتقييم هذه الإفادات ومقارنتها بالأدلة التي تم جمعها لتقييم مصداقيتها وهذه عملية مستمرة نظرا لان التقدم المنتظم في عملية التحقيق حاصل ولكن عملية التحقيق عملية معقدة وهناك أدلة جديدة وخيوط جديدة وشهود جدد قد ظهروا وذلك يتطلب عملا دقيقا ومقارنة بين كل الإفادات وأيضا كل الإثباتات التي تم جمعها
يتبع لاحقاً إن شاء الله
تقدمها
سيريا نيوز
موجز :
إن مجلس الأمن عملاً بقراره رقم 1636 2005 الصادر في 31 من اكتوبر 2205 قد طلب إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة إلى الأمم المتحدة أن تبلغ عن التقدم الذي أحرزته اللجنة في تحقيقها بالنسبة إلى الاعتداء الارهابي الذي وقع في الرابع عشر من شباط 2005 في بيروت وأودى بحياة رئيس الوزراء السابق وآخرين وبالمساعدة على تحديد المخططين والمنظمين والمتواطئين ومرتكبي هذه الجريمة
وإن التقرير الحالي يحدد التقدم المحرز في الخطوط العريقة منذ اعتماد مجلس الأمن القرار 1636 ويورد كذلك ملاحظاته وتوصياته ويحيلها إلى مجلس الأمن للنظر فيها ويحدد التقرير كذلك المسائل والمواضيع التي تحتاج إلى تحقيق اضافي كما يشير التقرير إلى التقدم المحرز فيما يتعلق بشكل ومضمون التعاون السوري مع اللجنة وإن القاضي رئيس اللجنة يحدد الخطوات الآتية التي يتعين التخطيط لها في إطار التحقيق كما يشير إلى عدد من الملاحظات والتوصيات التي تعكس التقدم الحالي في عملية التحقيق.
الديباجة:
عملاً بقرار مجلس الأمن 1559 2005 إن لجنة التحقيق الدولية المستقلة احالت تقريرها في 19 من اكتوبر 2005 وعكست فيه نتيجة العمل الذي قامت منذ بدء عملها في السادس عشر من حزيران 2005 وفي كتاب تاريخه 14 تشرين الأول 2005 طلب رئيس الوزراء اللبناني من أمين عام الأمم المتحدة أن يمدد ولاية لجنة التحقيق حتى منتصف كانون الأول 2005 وهدف هذا التمديد هو تمكين اللجنة في مساعدة السلطات اللبنانية على المضي في مختلف مسارات التحقيق الذي تبينت خلال عملية التحقيق وذلك لتحقيق هدف اللجنة وهو المساعدة في تحديد المخططين والمنظمين ومرتكبي الاعتداء الارهابي الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و22 آخرين في 14 شباط 2005 في بيروت. وعلى اثر عرض اللجنة تقريرها وعلى اثر العرض الذي تقدم به رئيس اللجنة أمام مجلس الامن حول مضمون التحقيق في 25 من تشرين الأول 2005 إن مجلس الأمن وبناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية وآخذا بعين الاعتبار توصيات اللجنة التي استمرت في المساعدة أوصى أنه واعتمد مجلس الامن في 31 من تشرين الأول 2005 القرار 1636 حيث أنه رحب بتقرير اللجنة وكذلك رحب بقرار امين عام الأمم المتحدة بتوسيع صلاحية اللجنة وتمديدها حتى 15 من كانون الاول 2005.
وإن قرار مجلس الامن رقم 1636 يأتي كتكملة للقرار 1595 الذي يوسع صلاحية اللجنة المعروفة بلجنة التحقيق الدولية ويعطيها الحقوق نفسها والصلاحيات نفسها إزاء الجمهورية العربية السورية تماما كتلك التي تملكها اللجنة في تحقيقها مع السلطات اللبنانية ويعطي القرار كذلك اللجنة السلطة في تحديد موقع واجراءات استجواب المسؤولين السوريين والافراد السوريين الذين تعتبرهم اللجنة ضرورين للتحقيق.
كما دعا القرار السلطات السورية إلى التعاون الكامل وغير المشروط مع اللجنة وإلى توقيف أي مسؤول سوري أو مواطن سوري يعتبر مشتبه من قبل اللجنة وعملا بالقرارين المذكورين تابعة اللجنة عملها في خطوط التحقيق نفسها التي اعتمدتها منذ بدء عملها واللجنة بتعاون وثيق مع السلطات الامنية والقضائية اللبنانية قد توصلت الى خيوط جديدة واستمعت إلى عدد اضافي من الشهود عدد 500 وقد وافقت على لائحة تضم 19 مشتبه بهم كذلك قامت اللجنة بتحليل كم هائل من المواد والوثائق بمساعدة قوى الامن الداخلي واستمرت في التبادلات مع مكتب المدعي العام في لبنان في تبادل كل المعلومات والمواد والاثباتات ذات الصلة.
اما بالنسبة إلى المسار السوري في التحقيق فقد تصرفت اللجنة عملا بقرار مجلس الامن 1636 وهذا قرار الذي اعتمد توصيات واستنتاجات اللجنة واشار إلى أنه على السلطات السورية أن توضح عددا كبيرا من المسائل التي لم توضح بعد، وقد اعطيت الفرصة ايضا للسلطات السورية بان تقوم بتحقيقها الخاص في مقتل الرئيس الحريري واخرين وايضا بتوضيح أي تورط سوري في هذا المجال، وعملاً بالمرسوم التشريعي رقم 96 الصادر في 29 من تشرين الأول 2005 تم تأليف لجنة قضائية سورية للقيام بتحقيق سوري في قضية مقتل الرئيس الحريري وفي حين رحبت لجنة التحقيق الدولية في هذه المبادرة اعتبر أن اللجنة القضائية السورية تهدف إلى التركيز على التحقيق الداخلي في هذه القضية لتوضيح ما أشارت إليه اللجنة الدولية في تقريرها، ولكن اللجنة السورية لا يمكنها أن تبطل أو أن تستبدل عمل اللجنة الدولية، واللجنة الدولية من جهتها سوف تستمر في اتصالاتها مع السلطات السورية للمضي قدما على المسار السوري ومن خلال تشكيل اللجنة القضائية إن السلطات السورية قد اعتبرت على أنها توافق على تحمل جزءها من المسؤولية لجهة تسليط الضوء وكشف النقاب عن بعض الظروف المتعلقة بعملية الاغتيال والمساعدة على تحديد الحقيقة، أما ما إذا كانت هذه الخطوة نتيجة رغبة حقيقية في التعاون في الجوهر أو أنها قد جاءت نتيجة للرسالة الصارمة والواضحة التي أرسلها مجلس الامن بقراره 1636 هذا امر أن نقرره لاحقا اذا ما تم تنفيذ فعلي لعملية التحقيق وتم التحقيق بكامل ابعاده اضافة إلى ذلك لا يمكن القول إلا أن الاستجابة المستمرة والفعلية للسلطات السورية هي التي سوف تزيل أي شكوك بشأن مضمون هذه الخطوة السورية.
واللجنة ما زالت تنتظر البت في طلبات التحقيق الاخرى وفي الوقت نفسه نظمت اللجنة القضائية السورية مؤتمرا صحفياً مع شاهد سوري اعطى الصحفيين فرصة لطرح اسئلة عليه قبل ان تتمكن اللجنة القضائية من فعل ذلك وهذا الاخير قد ناقض التصريحات الذي كان قد سبق وادلى بها امام اللجنة.
اما التصريحات السورية الرسمية التي تبعت ذلك فدعت اللجنة الدولية للتحقيق بأن تعيد النظر بأخطائها الماضية وان تعيد النظر بتقريرها وكان ذلك بمثابة إشارة واضحة الى انه في حين إن القنوات الرسمية للاتصال كانت تعمل بين اللجنة والسلطات السورية فيما يتعلق بالتعاون فان اللجنة القضائية والسلطات السورية كانت تهدف إلى التشكيك بمضمون تقرير اللجنة الدولية واعتبر ذلك محاولة لاعاقة التحقيق داخليا واجرائيا، غير أنه تجدر الاشارة إلى أنه بالرغم من هذا التردد ومن هذه المماطلة، إن السلطات السورية قد مكنت من استجواب المسؤولين الخمسة التي طلبت اللجنة استجوابهم وقد حصلت هذه الاستجوابات المطولة خارج سورية وفقا للشروط التي حددتها اللجنة. وقد تمكن المحققون التابعون للجنة الدولية من استجواب شاهد سوري في سورية من دون أي تدخل وكان هذا بداية عملية طال انتظارها. ويعود الى السلطات السورية ان تكون اكثر تعاونا لإحراز مزيد من التقدم الذي سوف ضروريا لتسريع التقدم الذي حصل حتى الان.
وحتى الان قد احرزت اللجنة تقدما ملحوظاً ومنتظما على المسار اللبناني ولكن يجب ان يواكب هذا التقدم تقدم مماثل على المسار السوري ولهذا السبب ترى اللجنة انه على سورية ان تقوم بعملية تحقيقها الخاصة بشكل محترف وسريع،وان تستجيب الى مطالب اللجنة في الوقت المناسب وبشكل كامل وغير مشروط
قبل أن تتمكن اللجنة الدولية من أن تحدد صلاحية اللجنة المعروفة بلجنة التحقيق الدولية ويعطيها الحقوق نفسها والصلاحيات نفسها إزاء الجمهورية العربية السورية تماما كتلك التي تملكها اللجنة في تحقيقها مع السلطات اللبنانية، ويعطي القرار كذلك اللجنة السلطة في تحديد موقع وإجراءات استجواب المسؤولين السوريين والأفراد السوريين الذين تعتبرهم اللجنة ضروريين للتحقيق. كما دعا القرار السلطات السورية إلى التعاون الكامل وغير المشروط مع اللجنة وإلى توقيف أي مسؤول سوري أو مواطن سوري يعتبر مشتبه من قبل اللجنة.
وعملا بالقرارين المذكورين تابعت اللجنة عملها في خطوط التحقيق نفسها التي اعتمدتها منذ بدء عملها بتعاون وثيق مع السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية، وتوصلت إلى خيوط جديدة واستمعت إلى عدد إضافي من الشهود عددهم 500، وقد توصلت إلى لائحة تضم 19 مشتبه بهم. كذلك قامت اللجنة بتحليل كم هائل من المواد والوثائق بمساعدة قوى الأمن الداخلي، واستمرت في تبادل المعلومات مع مكتب المدعي العام في لبنان، حيث تم تبادل كل المعلومات والمواد والإثباتات ذات الصلة.
أما بالنسبة إلى المسار السوري في التحقيق فقد تصرفت اللجنة عملا بقرار مجلس الأمن 1636، هذا القرار الذي اعتمد توصيات واستنتاجات اللجنة وأشار إلى أنه على السلطات السورية أن توضح عددا كبيرا من المسائل التي لم توضح بعد، وقد أعطيت الفرصة أيضا للسلطات السورية بان تقوم بتحقيقها الخاص في مقتل الرئيس الحريري وآخرين، وأيضا بتوضيح أي تورط سوري في هذا المجال، وعملاً بالمرسوم الاشتراعي رقم 96 الصادر في 29 من تشرين الأول 2005 تم تأليف لجنة قضائية سورية للقيام بتحقيق سوري في قضية مقتل الرئيس الحريري، وفي حين رحبت لجنة التحقيق الدولية في هذه المبادرة اعتبر أن اللجنة القضائية السورية تهدف إلى التركيز على التحقيق الداخلي في هذه القضية لتوضيح ما أشارت إليه اللجنة الدولية في تقريرها، ولكن اللجنة السورية لا يمكنها أن تبطل أو أن تستبدل عمل اللجنة الدولية، واللجنة الدولية من جهتها سوف تستمر في اتصالاتها مع السلطات السورية للمضي قدما على المسار السوري. ومن خلال تشكيل اللجنة القضائية فإن السلطات السورية قد اعتبرت على أنها توافق على تحمل جزءها من المسؤولية لجهة تسليط الضوء وكشف النقاب عن بعض الظروف المتعلقة بعملية الاغتيال والمساعدة على تحديد الحقيقة، أما ما إذا كانت هذه الخطوة نتيجة رغبة حقيقية في التعاون في الجوهر أو أنها قد جاءت نتيجة للرسالة الصارمة والواضحة التي أرسلها مجلس الأمن بقراره 1636 فهذا أمر سنقرره لاحقا إذا ما انتهى التحقيق بكامل أبعاده، كذلك فإنه يمكن القول أن الاستجابة المستمرة والفعلية للسلطات السورية هي التي سوف تزيل أي شكوك بشأن مضمون هذه الخطوة السورية.
وعلى اثر اعتماد مجلس الأمن القرار 1636 سارعت اللجنة إلى استدعاء 6 مسؤولين سوريين اعتبرتهم مشتبه بهم، وبعد نقاشات وتأخر ملحوظ في الإجراءات، تم تحديد موقع لاستجواب المسؤولين السوريين الخمسة، فيما تأجلت عملية استجواب المشتبه السادس، واللجنة ما زالت تنتظر البت في طلبات التحقيق الأخرى.
وفي الوقت نفسه نظمت اللجنة القضائية السورية مؤتمرا صحفياً مع شاهد سوري أعطى الصحفيين فرصة لطرح أسئلة عليه قبل أن تتمكن اللجنة القضائية من فعل ذلك، وهذا الأخير قد ناقض التصريحات الذي كان قد سبق وأدلى بها أمام اللجنة.
اما التصريحات السورية الرسمية التي تبعت ذلك فدعت لجنة التحقيق الدولية لأن تعيد النظر بأخطائها الماضية وان تعيد النظر بتقريرها وكان ذلك بمثابة إشارة واضحة إلى انه في حين إن القنوات الرسمية للاتصال كانت مفتوحة بين اللجنة والسلطات السورية، فيما يتعلق بالتعاون فان اللجنة القضائية والسلطات السورية، كانت تهدف إلى التشكيك بمضمون تقرير اللجنة الدولية واعتبر ذلك محاولة لإعاقة التحقيق داخليا وإجرائيا، غير أنه تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من هذا التردد ومن هذه المماطلة، إن السلطات السورية قد مكنت من استجواب المسؤولين الخمسة التي طلبت اللجنة استجوابهم، وقد حصلت هذه الاستجوابات المطولة خارج سورية وفقا للشروط التي حددتها اللجنة.
الفصل الثاني- التقدم المحرز في عملية التحقيق
في الفترة القصيرة التي تلت تقريرها الأخير، استمرت اللجنة في إتباع خطوط التحقيق التي طورتها خلال عملها في الأشهر الستة الماضية كذلك قد تابعت عددا من الخيوط الجديدة والمصادر، ودققت في مواد جديدة توفرت لها.
كما استمر التعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية وبشكل خاص مع مكتب النائب العام وكذلك مع قاضي التحقيق في القضية، وشمل ذلك نقل المعلومات، وحصل هذا النقل بشكل منتظم، هذا بالإضافة إلى عقد لقاءات أسبوعية، فضلا عن أن قوى الأمن الداخلي قد شاركت في مراجعة وتحليل الأدلة بشكل وثيق مع المحققين. ونشير كذلك إلى أن ممثلا عن مكتب المدعي العام في لبنان قد شارك أيضا في الإعداد لاستجواب المشتبه بهم السوريين.
وقد وضعت اللجنة إستراتيجية تقضي بتسليم نتائج تحقيقاتها إلى السلطات اللبنانية بغية أن تتمكن هذه السلطات من الاضطلاع الكامل على عملية التحقيق والقيام بدورها في هذا الإطار، وأيضا إلى تعزيز الشفافية.
وما بين السابع من تشرين الأول والعاشر من كانون الأول 2005 تم الاستماع إلى 52 شاهدا، وكذلك دونت 69 مذكرة تحقيق، وأصدرت 8 بيانات اشتباه. كذلك أجريت 3 عمليات تفتيش و 7 مداهمات. وبشكل عام يمكن القول إن لجنة التحقيق قد توصلت إلى وضع 37 ألف صفحة من الوثائق التي أدخلت في ملف القضية. وشارك في التحقيق 14 محققاً من 10 دول مختلفة، إضافة إلى عدد من الخبراء الخارجيين. وعند تجديد ولاية اللجنة في آخر شهر تشرين الأول، تم تدعيم سلطات فريق التحقيق الدولي، وزود الفريق بالمزيد من الخبرات وبقدرات التحليل والبحث وبقاعدة بيانات الكترونية وآلية لإدارة هذه البيانات، كذلك ساهم التعاون الوثيق مع الإنتربول بإحراز التقدم، فيما أمّن فريق الدعم مساعدة كبيرة لجهة اللغات المستعملة والخدمات المرتبطة بالتحقيق. وتضم اللجنة حالياً 93 موظفا، ولديها أيضا شراكات مع منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، كما أنها تستفيد من مساهمات الخبرات الوطنية وتستمر في تدعيم الوسائل الداعمة لمهمتها. ويود رئيس اللجنة أن يحيي كل من شارك في هذه العملية.
إن اللجنة بتوافق تام مع السلطات اللبنانية تعيد التأكيد على وجهة نظرها ومفادها أن التحقيق يزداد تعقيدا ويتطلب كثيرا من الأشهر كي يتم وينجز بشكل شامل ودقيق. ومن خلال العمل في الوقت نفسه على عدة مسارات في التحقيق، سوف تتمكن اللجنة من تحديد العناصر الأكثر أهمية للتحقيق، كما تستمر اللجنة في تتبع الخيوط التي تم التوصل إليها في الأشهر الماضية في إطار التحقيق مع المشتبه بهم اللبنانيين والسوريين والعاملين معهم والشهود وأيضا العمل على مختلف الأدلة التي تم الحصول عليها من موقع الجريمة، وهي تتعلق بطبيعة ونوع المتفجرات المستخدمة في عملية الاغتيال، والمعلومات المتوفرة حول أي إثباتات أخرى تم العثور عليها في موقع الجريمة، إضافة إلى الأفراد المرتبطين بشكل وثيق بأحداث 14 شباط 2005.
وحتى هذا التاريخ تستمر اللجنة الدولية باستجواب المشتبه بهم وبأخذ تصريحاتهم وعددهم 19، والمحللون هم الآن بصدد مراجعة هذه الإفادات مركزين على أي مواضيع أساسية أو على أي خيوط يمكن تحديدها وذلك من اجل التدقيق والتأكد من صحة هذه المعلومات وربطها بأي إفادات أخرى قد حصلوا عليها. وإحدى مجالات التركيز هي المعلومات المتعلقة بالتخطيط لعملية الاغتيال بما في ذلك المواقع والتواريخ والأوقات والمشاركين في اجتماعات التخطيط، كما تشمل عمليات التحليل الاستماع إلى مكالمات هاتفية قام بها المشتبه بهم قبل عملية الاغتيال أو خلالها أو مباشرة بعدها، وعملية التدقيق بهذه المكالمات الهاتفية تهدف إلى اختبار شامل ومتناسق لمصداقية المصادر وصدقية المعلومات المجموعة. هذه العملية سوف تساعد اللجنة على التوصل إلى صورة أوضح عن الأمور التي أدت إلى الاغتيال أو التي لحقته مباشرة بما في ذلك عن الأشخاص المتورطين وعن اتصالاتهم بأشخاص آخرين.
وتقوم اللجنة أيضا بمراجعة كل إفادات الشهود للإشارة إلى أي إجراءات سوف يتوجب اتخاذها، أكان ذلك من خلال عمليات استجواب أخرى، أو تحليل لمكالمات هاتفية، أو غيرها من الإثباتات، وذلك للتأكيد على صحة الإفادات المأخوذة وتتبع خيوط جديدة.
وفيما يتعلق بأبرز المواضيع التي تم تحديدها في عملية التحقيق، فإن المحللين هم الآن بصدد مقارنة الإفادات وغيرها من الإثباتات الموجودة في ملفات لجنة التحقيق الدولية لكي تحدد أي من هذه المواضيع يتطلب متابعة دقيقة. وتحقيقا لهذه الغاية فإن اللجنة الدولية بصدد تطوير قاعدة بيانات لتتبع الخيوط المجموعة مما سيسمح للمحللين والمحققين أن يستعملوا قاعدة البيانات هذه كأداة بحث للمقارنة بين إفادات المشتبه بهم والشهود والتحقق من صحتها، وقاعدة البيانات هذه سوف تصدر تقارير حول أهمية المواضيع أو الخيوط المذكورة في الإفادات، وسوف تسمح كذلك باستعادة المعلومات الضرورية لدى إعادة استجواب بعض المشتبه بهم والشهود ولدى إدخال أي إثباتات جديدة.
بالنسبة إلى المشتبه بهم فإن لجنة التحقيق الدولية وبالتعاون الوثيق مع السلطات القضائية اللبنانية قد حددت حتى الآن 19 شخصا اعتبرتهم على أنهم مشتبه بهم في هذا التحقيق مشيرة إلى انه بالاستناد إلى الإثباتات التي تم جمعها حتى الآن هناك أسباب تكفي للاعتقاد بان هؤلاء الأشخاص قد يكونون متورطين بطريقة أو بأخرى في تخطيط أو تنفيذ هذه الجريمة أو أنهم قد يكونون قد شاركوا في محاولة متعمدة لتضليل التحقيق لجهة تحديد مرتكبي الجريمة وهؤلاء الأشخاص قد حددوا على أنهم مشتبه بهم ولكنهم يستفيدون من قرينة البراءة حتى إثبات ذنبهم بعد المحاكمة. ولدى القيام بالاستجواب أعطي هؤلاء الحقوق التي يتمتع بها المتهمون في إطار القانون اللبناني، وقد استمرت اللجنة في التحقيق في الأدلة المجموعة ضد هؤلاء المشتبه بهم وتم التحقق من صحة إفاداتهم ومقارنتها بإفادات الشهود الآخرين وتقييم هذه الإفادات ومقارنتها بالأدلة التي تم جمعها لتقييم مصداقيتها وهذه عملية مستمرة نظرا لان التقدم المنتظم في عملية التحقيق حاصل ولكن عملية التحقيق عملية معقدة وهناك أدلة جديدة وخيوط جديدة وشهود جدد قد ظهروا وذلك يتطلب عملا دقيقا ومقارنة بين كل الإفادات وأيضا كل الإثباتات التي تم جمعها
يتبع لاحقاً إن شاء الله
تقدمها
سيريا نيوز