المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعاة التغريب



mernoir
16-12-2005, 11:50 AM
أصحاب الدعوات الهدامة، أمثال من يدعوا لسفور المرأة وغيره, إذا أرادوا تسويغ باطلهم في صفوف الناس، دخلوا على الناس من مداخل يظنها السفيه الجاهل شرعية, كإبليس تماماً يدخل عليك من طريق الشر, وإلا دخل عليك من أبواب الخير، ولا غرور في ذلك، فهو معلمهم الأكبر، لا أقول أصحاب هذه الدعوات أتوا النصوص الشرعية وأقول العلماء فيها، فأخذوا بعض أقوال العلماء التي فهموها فهماً شهوانياً، والصقوها بالدين، وركبوا بضاعتهم عليها، وعرضوها على الناس, ونحب أن نسأل الذين يحاولون أن يسوغوا باطلهم الذي يقحمونه على إسلامنا بعزائمنا، يتحايلون على أن يسوغوا باطلهم الذي ألصقوه بالدين ونصوصه، فنقول هل تعلمون أحد من المسلمين دعى قبل اليوم بدعوتكم؟ فإذا كان ذلك لم يحدث من قبل اليوم، تستطيعوا أن تزعموا أن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. وأن علماء المسلمين قد غفلوا جميعاً عن فهم نصوص دينهم، حتى جاء هؤلاء الذين أوحى إليهم شياطينهم من الجن والأنس في باريس من أمثال قاسم أمين، فانتكس تفكيرهم بين معاهدها، وما بدا لهم حين لم يعتصموا بحبل الله المتين, الذي يذود عنهم كل شيطان مريد, وذلك حين بُعثوا إلى تلك البلاد لينقلوا إلينا الصالح النافع من علومها وصناعتها, فضلوا الطريق، وعادوا إلينا بغير الوجه الذي بعثوا به, جاء هؤلاء بعد ثلاثة عشر قرناً من نزول القرآن، ليخرجوا لنا حقائق التنزيل التي غاب علمها عن الأولين والآخرين من الفقهاء، ويضربوا بإجماع المسلمين في الأجيال المتعاقبة عرض الحائط، أليس ابتداع هذه الدعوة في ظل الاحتلال الإنجليزي، وتزعم فريق من المتفرنجين الذين عُرفوا بموالاة ذلك الأجنبي المحتل, أليس دليلاً كافياً على أنها طارئة علينا من الغرب، تقليداً بأهله المنحرفين عن فطرة الله التي فطر الناس عليها، بل إن أصحاب هذه الدعوات كشفوا على حقيقتهم كما قال الشاعر:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة** وإن خلالها تخفى على الناس تعلم

فهذا تحرير قاسم أمين الذي لبس لباس الدين، في كتابه عن تحرير المرآة، وحرف النصوص الشرعة عن وجهها، ها هو ينكشف على حقيقته، وذلك أنه حين واجه تلك المعارضة الشديدة، التي أحرجته كثيراً بعد تأليفه كتاب عن تحرير المرآة، ها هو يسفر عن وجهه الحقيقي، ويخلع عنه ثوب الحياء، وقناع التدين, ويكشف في جرأة وصراحة عن أهدافه المغرضة، في كتابه الجديد الذي سماه المرآة الجديدة، حين بد فيه تأثيره بالحضارة الغربية واضحاً، من خلال ما يسمى بالمنهج العلمي، فيقول في كتابه عن التشريع الفسيولوجي، والتجربة في البلاد التي منحت المرآة حريتها، قد أثبت أن المرأة مساوية للرجل في الملكات، ويستشهد فيقول: إن العفة تكتسب بمنهج الحرية للمرأة، وإن اختلاف الأجواء لا أثر له في ذلك، ويقول نحن لا نستغرب أن المدينة الإسلامية أخطأت في فهم طبيعة المرآة، وتقدير شأنها، فليس خطؤها في ذلك أكبر من خطئها في كثير من الأمور الأخرى، ويقول والذي أراه أن تمسكنا بالماضي هو من الأهواء، التي يجب أن ننهض لمحاربتها جميعاً، لأنه ميل إلى التدين والتقهقر، وهذا هو الداء الذي يلزم أن نبادر إلى علاجه، وليس له من الدواء على أن نربي أولادنا على أن يعرفوا شئون المدينة الغربية، ويقفوا على أصولها وفروعها وأثارها، وإذا أتى هذا انحلت الحقيقة أمام عيوننا ساطعة سطوع الشمس، وعرفنا قيمة التمدن الغربي، وتيقنا أن من المستحيل أن يتم إصلاح ماضي أحوالنا إذا لم يكن مؤسساً على العلوم العصرية الحديثة، على أن قال هذا هو الذي جعلنا نضرب الأمثال بالأوروبيين، ونشيد بتقليدهم، وحملنا على أن نستلفت الأنظار على المرآة الأوربية.

mohammedsamih
17-12-2005, 10:40 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذه المقالة الجميلة و على الهم الذي تحمله و جعلك من الدعاة المصلحين.

لفائدة الجميع, أنصحكم بمتابعة سلسلة الأخ (الزاهد الورع) عن المرأة في الغرب و الجاهلية و الإسلام تحت اسم (المرأة بين الكرامة و الانحلال) في المنتدى العام, و هذا هو الرابط:
http://www.montada.com/showthread.php?t=437924