تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الله أعلى وأجل



mernoir
16-12-2005, 11:44 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

ففي معركة أحد ؛ عن البراء رضي الله عنه قال : ((وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم محمد فقال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن أبي قحافة قال صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن الخطاب فقال إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك قال أبو سفيان اعل هبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه قالوا ما نقول قال صلى الله عليه وسلم ((قولوا الله أعلى وأجل)) قال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أجيبوه) قالوا ما نقول قال : قولوا الله مولانا ولا مولى لكم . قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثله لم آمر بها ولم تسؤني )) . رواه البخاري .

وفي رواية لأحمد : قال عمر : ((لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)) .

نعم والله (الله أعلى واجل) ، فأين من ناصب العداء للأنبياء صلوات الله عليهم ، أين من عادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، فلم يذكرهم التاريخ ذهبوا وتلك المنابر تلعنهم وتدعو عليهم إلى قيام الساعة : أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن سار على هديهم من بعدهم فتلك سيرتهم ملئت الدنيا إشراقا وعزا ،، نعم فسيرتهم مذكورة من فوق المنابر وتلهج بها ألسنة الخطباء والعلماء على مر العصور ، فالله مولانا ولا مولى لهم .

نعم أمة الإسلام فالعزة كل العزة هي بتمسكنا بدين الله جل وعلا ، والمنهج القويم الذي خطه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ذلك الطريق الذي خطه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه وهما مطاردان في جبال مكة ، الطريق الذي خطته أقدام المهاجرين يوم هاجروا في سبيل الله ، الطريق الذي سارت عليه أجيال الأمة فنالت العزة رغم هول المصائب ، فالإمام أحمد يجلد ويأبى أن يخرج عن ذلك الطريق فصبر واحتسب وجاهد في الله حق جهاده ، فأعزه الله وذكر اسمه في كل مجلس علم أو خطبة تضرب به الأمثال في الصمود والتضحية : فأين أعداءه وأين جلادوه لم تذكر سيرتهم وقطع دابرهم ، ذلك لأن دين الله أعلى وأجل من أي انحراف وأي طغيان قال تعالى : (( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (المجادلة:21).

أمة الإسلام إن ديننا هو دين العزة ، هو الدين الباقي فالله سبحانه حافظ له : ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) (الحجر:9) .

فإن فرح الأعداء بكثرة الأموال والقوة فنحن نفرح بـ ( لا اله إلا الله ) فهي باقية خالدة ، وإن كان الأعداء يتراكضون خوفا من الموت ، فإننا نفرح بتقديم كوكبة من الشهداء في سبيل الله ،((فلا سواء قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار)) .

نعم أيها الإخوة فأمتنا لن تموت فقد اختارها الله من بين الأمم لكي تحمل هذه الرسالة العظيمة ، أمتنا لن تموت رغم الجراح فهي باقية بإذن الله سبحانه ، نعم باقية على مر الأيام والعصور فقد قال صلى الله عليه وسلم (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة )) رواه البخاري .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك )) رواه مسلم .

فيا أمة الإسلام مهما تكالبت عليك الأمم فأنت باقية بإذن الله ، مهما أثخنتك الجراح فأنت باقية لن تموتي مادمت متمسكة بكتاب الله ،، فأمتنا لن تموت ، فلو قدر لها أن تموت لماتت يوم حوصر المسلمون في مكة ، لو قدر لها أن تموت لماتت يوم هاجر المسلمون مكة مطاردين في الصحراء ،، لو قدر لأمتنا أن تموت لماتت يوم أن صب المشركين عذابهم على المستضعفين من المسلمين في مكة ،، لو قدر لهذه الأمة أن تموت لماتت يوم بدر يوم أن كان المسلمون قلة ضعفاء ، لكن إيمانهم عظيم فقابلوا طغيان قريش، لو قدر لأمتنا أن تموت وتنسى لماتت يوم الخندق ، يوم تحزب الأحزاب من كل صوب وحاصروا المسلمين في المدينة فرفعت الأيادي مستغيثة إلى الله فجاء الفرج ونصر الله ،، لو قدر لأمة الإسلام أن تموت لماتت يوم مؤتة يوم قابل المسلمون وهم ثلاثة آلاف قوة قدرها مائتي ألف ، لكنها امة لن تموت .

يا أمة الإسلام جراحك كبيرة والمصائب جسيمة ، لكنك لن تموتي ، قال تعالى : (( وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (يونس:65) .

وقال تعالى : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)) (المنافقون: من الآية8).

فلو قدر لهذه الأمة أن تموت لماتت يوم أن دخل التتار بغداد ، فاستباحوها وقتلوا الآلاف من المسلمين وسالت شوارعها دماً ، وحرقت مكتباتها ، وأصبحت بغداد مقبرة كبيرة دفن بها المسلمون ،، لكن الأمة لن تموت فلقد قامت الأمة ورجعت إلى ربها فنصرها الله ،، ولو قدر لهذه الأمة أن تموت لماتت في الشيشان وأفغانستان وفلسطين والعراق : يوم تكالبت عليها أمم الكفر ، لكنها أمة لن تموت : فهاهي قوافل الشهداء تمضي ، وهاهي التضحيات العجيبة ، لا يمر يوم إلا وتزف الأمة شهيداً استشهد وهو يواجه أعداء الملة والدين .

وهاهم قادة الكفر من الصليبيين واليهود ومن والاهم : يصرحون ويهتفون (النصر لديموقراطيتنا) التي هي عقيدتهم الإلحادية كما كان يهتف من كان من قبلهم (اعل هبل) ، ولكن ( الله أعلى واجل ) ، (الله أعلى واجل) ، وتكبيرات المجاهدين ترد عليهم (الله اكبر ، الله اكبر) ،، فالله مولانا ولا موالى لهم ،، وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار : (لا سواء لا سواء ) نعم لا سواء نطق بها فاروق الأمة عمر رضي الله عنه لتكون درسا لنا ، لتكون شعارنا ، لا سواء ،، فنحن نرجو من الله الجنة ، وأعداءنا يرجون الدنيا قال تعالى : ((وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)) (النساء: 104)

نسأل الله أن تعود امتنا إلى دين ربها وأن يقر أعيننا بنصر من عنده إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

mohammedsamih
17-12-2005, 10:50 AM
ما شاء الله عليك, سلسلة رائعة من المقالات النافعة.

أشكر لك همك, و أحسبك من الدعاة إلى الحق, و أسأل الله الإخلاص لنا ولك.

فعلا كما قلت, الله أعلى و أجلّ.

أحْـــــمَـدْ
04-01-2006, 05:05 PM
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه


... أخي الكريم الحبيب في الله ...

... جزاكَ الله خيرا ً ... باركَ الله فيكَ و لكَ ...

... حقا ً ما أحوجنا إلي اليقين في الله و تعظيمه و إجلاله و توقيره سبحانه ... ففي ذلك صلاحنا و نجاتنا في الدنيا و الآخرة ...

... فــ الله أعلي و أجلّ - سبحانه - ...


... لاَ تَنْسَاني مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
... وَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً ...

... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
... أَخُوكَ المـُحـِبُّ لكَ فِى اللَّه ...

أبو حفص الشريف
04-01-2006, 06:05 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم

المسلم البدري
04-01-2006, 06:15 PM
بارك الله فيك أخي أبو حفص ونسأل الله الهداية ......وأن يرحمنا ولا يعذبنا بما فعل السفهاء منا ويثبتنا على الصراط المستقيم .ونسأل الله أن يرحم االمسلمين المؤمنين والمؤمنات ويرحمناولا يجعل لنا غلا في قلوبنا ويهدينا إلى سبيله ونرد على حوض نبيه....:o