المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم نضـــــــــال .. سيدة الشموخ



جِهَاد و كَفَى
24-12-2005, 05:14 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



منذ أعوام ليست بالبعيدة رأيت على التلفاز ما أثار عجبي و دهشتي حقاً .. استشهادي يقول وصيته قبل استشهاده .. ليس بالشيء الغريب فقد رأيت ذلك كثيراً لكن العجيب هي تلك السيدة التي كانت تشد من عزمه

تساعده .. كانت أمه .. نعم أمه .. عجبت منها .. بل ذهلت .. وليدك أنتِ تجهزيه للشهادة .. فلذة كبدك الغالي



كانت هذه السيدة هي أم نضال فرحات... فلسطينية في الخمسينيات من العمر، شامخة كشموخ الجبال، تتلمس في قوتها الخير في الأمة كلها، من خير النساء التي شهد بشجاعتها ونضالها الشيخ الجليل أحمد ياسين والرنتيسي وكل المجاهدين الفلسطينيين، أم وجدة انتقلت الآن من تحريض أبنائها لتحريض أحفادها على الجهاد في سبيل الله .. تلك السيدة قدمت ثلاثة من أبنائها فداء للأرض



هذه السيدة هي أم لكل مجاهد يبغي مرضاة لله في تحرير وطنه حيث أن تاريخ تلك المرأة حافل بالجهاد و التضحيات و تحمل الأعباء في سبيل الله و ذلك منذ حوالي أكثر من ثلاثة عقود حين تعرضت لضغوطات الأهل و الأقارب عندما ارتدت الحجاب و في هذا تقول أم نضال بعبارات يعتريها الفخر و الخجل حين حضرت اول ندوة للنساء في مسجد الإصلاح للشيخ يعقوب عرفت الحجاب رغم التزامي وقتها بالصلاة والصيام و لكن كون أن تعاليم الحجاب لم تكن معروفة في مثل تلك الأيام مع ندرة انتشار المحجبات فكنت كبنات جيلي لا أرتديه و أضافت لكنني و منذ تلك اللحظات تعمقت في ديني و أصررت على الحجاب و المضي في طريق الجهاد رغم كل الضغوطات التى تعرضت لها وصلت حد طلاقي فما كان منى حينها إلا أن صرخت في وجه الجميع سأضحي بزوجي و سأضحي بأولادي و لكننى لن أضحي بديني أبداً .

ففي عام 1992 آوت أم نضال في بيتها المتواضع المناضل عماد عقل" قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" الذي وصفه اليهود "بذي الأرواح السبعة".."والذي استشهد في منزلها بتاريخ 24-2-1993 بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن مائتي جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل واستشهاد عقل. و عن هذا تقول أم نضال "كنت كثيرا ما أسمع عن وضع الشباب المطارَدين من قبل جيش الاحتلال، وكيف لا يشعرون بالأمن في بيوت مستضيفيهم؛ فصممت أن أفوز بشرف إيوائهم فاقترحت على ابني الأكبر نضال أن نحفر خندقا خلف المنزل، تحت حظيرة الحمام ليصبح مأوى للشباب المطاردين، وفعلا لاقت هذه الفكرة ترحيبا من زوجي وابني فأعددنا الخندق، وعرضت الأمر على شباب المقاومة الذين كان يعرفهم ليكرمنا الله بشرف خدمة المجاهد عماد عقل. وتؤكد أم نضال: "كنت أشعر بقمة السعادة وأنا أشرف على خدمة عقل، وأتمنى أن يمكث أكبر قدر من الوقت في المنزل، ولكن في بعض اللحظات كنت أشعر بالقلق؛ لأن وجوده في المنزل يشكل خطرا كبيرا على أبنائي ففي أي لحظة يمكن أن يتعرض المنزل للاقتحام وبالتالي ربما أفقد أبنائي الستة، وكنت سرعان ما أهذب نفسي وأنهرها، فإن كان عقل حمل روحه على كفه ليقاوم جيش الاحتلال ويصرعهم ويشكل بؤرة خطر على أعدائه فنحن كذلك على استعداد أن نضحي ".كثيرا ما تعرض منزلها للاقتحام من قبل جيش الاحتلال وعماد مختبئ به حيث كان ينفذ عمليات المقاومة ثم يعود إليها بملابسه وعليها دماء الجنود، حيث ينجو بنفسه من دوامة الاعتقال في الخندق الذي أُعدَّ له بعد أن تهيئ له الطريق. وحول هذا تقول: "في يوم عاد عماد من عمليته البطولية في حي الزيتون وقد اتسخ بنطاله بدم أحد الجنود وما كاد يخلعه لأغسله حتى حاصر جيش الاحتلال المنزل فخرجت أجري إلى عماد ليهرب من باب المطبخ إلى الخندق الخلفي وعدت إلى الغرفة لتفقدها فربما نسي سلاحه أو بعض الرصاص، فتدور الشبهات حول المنزل، وفعلا فقد نسي عماد مع السرعة سلاحه الشخصي على الأرض وبعض الرصاصات"، تابعت فرحات بصوت يحن إلى تلك الأيام: "ولا أدري كيف نجا جميع أولادي في ذلك اليوم من موت محقق؟".



أمّا خلال سنوات انتفاضة الأقصى المباركة فكانت أمّ نضال فرحات هي الأم الأولى التي قدّمت فلذة كبدها محمد ليكون شهيداً وودّعته قبل استشهاده فكان الشهيد محمد (17 عاماً)، قد اقتحم مستوطنة "عتصمونا"، كبرى مستوطنات مجمّع "غوش قطيف" الاستيطاني المقام على أراضي المواطنين جنوب القطاع، في الثامن من آذار من عام 2002. وكانت تضمّ المغتصبة 131 وحدة سكنية للمستوطنين إضافةً إلى 470 دونماً من الأراضي الزراعية والدفيئات وأكبر مدرسة دينية للمتطرفين اليهود. وخاض الشهيد محمد معركة شرسةً بسلاحه الآلي وقنابله مع جنود الاحتلال في الأكاديمية العسكرية التابعة للمستوطنة، استمرّت زهاء ساعة، وتمكّن خلالها من اقتحام مقرّ الأكاديمية العسكرية وأطلق النار من رشاشه من نوع "كلاشنيكوف" باتجاه مجموعةٍ من العسكريين كانوا يتلقّون تدريبات عسكرية تمهيداً لدخولهم في صفوف الجيش الإرهابيّ الصهيونيّ، وتمكّن الشهيد من إفراغ تسعة مخازن من الذخيرة إضافةً إلى إلقاء ستة قنابل يدوية كانت بحوزته داخل غرف الأكاديمية مما أسفر عن مقتل سبعة صهاينة وإصابة 22 آخرين بجروحٍ، واستشهد محمد ليروي بدمائه الطاهرة تراب هذه الأرض.



ثم استشهد ابنها البكر نضال فرحات القائد البارز في الجناح العسكري لحماس في عملية اغتيال معقدة وقعت في السادس عشر من نيسان عام 2003 حينما انفجرت طائرة شراعية صغيرة كان يعكف مع عناصر في الحركة علي تفخيخها في احدي المستوطنات الاسرائيلية وقتل في حينها سبعة من كوادر كتائب القسام . أما ابنها وسام فقد كان يقضي حكمًا بالمؤبد في زنازين الاحتلال, بتهمة إدخاله شاحنة مفخّخة داخل دولة الكيان- وببناء ملجأ ومأوى الشهيد عماد عقل قائد كتائب القسّام- عام 1993, الّذي كان يدير منه غرفة العمليّات العامّة لكتائب القسّام في تلك الفترة و لله الحمد تم الإفراج عنه منذ ما يقرب الشهرين . فيما أصيب ابنها الرابع مؤمن بجروحٍ خلال تصدّيه لقوات الاحتلال أثناء اجتياحها لحيّ "الشجاعية" قبل أكثر من عامٍ ونصف العام. وشُرّدت العائلة من منزلها أكثر من مرةٍ عندما حاولت قوات الاحتلال هدم منزلها خلال اجتياحاتها لمنطقة "الشجاعية"، إلا أنها لم تتمكّن من هدمه بفضل الله ثم بسالة المقاومة. كما أنّ والد الشهيد محمد لم يمهله الأجل كثيراً بعد استشهاد نجليه وتوفّيَ قبل نحو عامين.



وبعدها استشهد ابنها الثالث(رواد) ... في انفجار جباليا



أمس كنت محظوظة .. فعلاً محظوظة جداً .. حضرت مع أهلي الندوة التي أقيمت في نقابة الأطباء و كانت هي ضيفة شرفها .. وجه ملائكي باسم كان وجهها .. بشاشة و صبر يميزها .. كم سعدت بأن أراها أمام ناظري و وجه لوجه .. أكبرتها و أكبرت صبرها و خجلت من نفسي

فما إن تقع عيناك على وجهها الأبيض المبتسم حتى يسكنك شعور غريب يدفعك للاقتراب منها برهبة ووقار شديدين



حضر تلك الأحتفالية سفير فلسطين في القاهرة و مدير الإدارة الصحية بالجامعة العربية حسين حمودة نائباً عن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى و أيضاً الممثلة محسنة توفيق و الفنان الملتزم وجدي العربي و الدكتورة مكارم الديري أستاذة الأدب العربي بجامعة الأزهر بالإضافة إلى مضيفيها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام أتحاد الأطباء العرب و الدكتور جمال عبدالسلام رئيس لجنة الإغاثة في الأتحاد



لا يكمن أن تكفي كلماتي في مدح تلك الفاضلة

أم من مدرسة ليست أرضية أبداً



فإليها سلاماً ألف سلام

::::



http://palestine-info.net/arabic/hamas/shuhda/2003/nedal_farhat/1215.JPG

ابنها البكرالشهيد نضال



http://palestine-info.com/arabic/hamas/shuhda/2002/mohamadfarhat/1.jpg

ابنهاالشهيد محمد



http://www.alqassam.ws/shohada/photos/rawaadd.jpg

ابنها الشهيد رواد



http://www.sabiroon.org/html/images/content/wisamFarhat.jpg



أم نضال مع ولدها وسام



________



إن شاء الله يا إخوان سأنقل لكم مقطع فيديو من كلمتها التي ألقتها في المؤتمر

Muroga Hyouma
24-12-2005, 05:34 PM
السلام عليكم و رحمــة الله و بركاتــه

أسعد الله مساءك يا أختــي الكريمــــه

قال الله تعالــى في كتابه العزيز: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون "

و ان الله سبحانه و تعالى قد فرض علينا الجهاد
و قد حثنا عليــه رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليــه

و ان امرءةً عظيمه كــ أم نضال تستحق أن يقف لها أيَ منّا وقفت احترامٍ و تقدير
لما فعلته من أجل دينها و أرضها و عرضها
فقد ضحّت هذه المرأة العظيمه بفلاذت أكبادها ( مع العلم ان ذلك ليس سهلاً عليها )
من أجل ماذا ... ؟؟
من أجل دينها و وطنها الغالــي عليها و علينا فلسطيــن الحبيبه
و كم أود أن تكون هذه المرأه مثالاً تحتذي به باقي الأمهات في وطننا العربي و الإسلامي


كما أود من الله سبحانه و تعالى نصرنا نحن أمــة العرب و المسلمين على اليهود لعنهم الله
و أدعوا الله أن ينصر شعب فلسطين الحبيبه و أن يمنح كل أهالي و اقارب الشهداء الصبــر في فقدائهم

و شكراً اختي على هذا الموضوع الأكثــر من رائع
و عسى ان يجعله الله في ميزان حسناتك :)

و فقك الله يا أختي الكريمه


Regards