مشاهدة النسخة كاملة : غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم -
Dark Gamer
30-12-2005, 12:33 PM
غزوة بدر الكبرى
منذ بدء الدعوة الإسلامية ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المسلمين يلاقون العداوة والعذاب من المشركين حتى هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين جميعا إلى المدينة وتأسست الدولة الاسلامية
http://sirah.al-islam.com/image/maps/8.gif
ولذلك .. كانت غزوة بدر أول مواجهة عسكريه بين المسلمين والمشركين ... نعم أول معركه بين الحق والباطل
فلقد خرج المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله علية وسلم وهم يريدون قافلة قريش التجارية لتكون بمثابه التعويض عن مانهبته قريش من المهاجرين من مكة إلى المدينة , فنحن نعرف أن الذى هاجر من المسلمين من مكة إلى المدينة ترك أمواله ومنازله وكل شئ فى سبيل السماح له بالهجرة
ولكن ... خرج مشركو مكة لمواجهة المسلمين .. خر ج قادة مكة من أساطين الكفر والجبروت من أمثال أبى جهل وعتبة .. وغيرهم من المشركين لتأديب المسلمين عن جرأته م للتعرض لقافلتهم التجارية
فكانت معرك ة بدر أول مواجه ة بين الحق والنو ر الإسلام ى الساطع .. وبين الباطل المظلم للشرك والكفر ورغ م أن المسلمين لم يكونوا على أه بة الاستعداد للد خول فى معركة حربية عسكرية إلاأنهم دخلوا المعركة : بالإيمان وبالإسلام وبالتوحيد .. وهذه القوى الثلاث كفيله بدحر أى قوة أخرى
وصلت قوات المسلمين إلى موقع بئر بدر قبل قوات قريش الكافرة المشركة , فأشار أحد الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعسكروا بعد البئر ليمنع قوات العدو من الشرب من بئر بدر ويشرب المسلمون بسهولة وبذلك يعطش المشركون
ولذلك ... نصر الله الإسلام والمسلمين نصرا عزيزا مؤزرا فأمدهم الله بألف من الملائكة مردفين ليقاتلوا الكفر وليقطعوا دابر المشركين
وبرزت فى هذه المعركة بطولات رائعة لرموز الإسلام ضد صناديد الكفر , بدأها سيدنا حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب رضى الله عنهم , فقتلوا المشركين المبارزين
وبدأت المعركة الكبرى ... المعركة الشرسة بين الحق الإسلامى والباطل المشرك ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بنصر الإسلام والمسلمين .. حتى وجدت قوات العدو نفس ها غارقة فى دماء القتلى فولوا هاربين فارين من المعر كة ... ونصر الله عز وجل قوات الإسلام نصرا كبيرا ودحر أهل الشرك والكفر
وكانت محصلة المعركة الأولى بين الإسلام والشرك : قتل سبعين من رؤساء المشركين وقيادتهم وكان أول من قتل منهم الأسود بن عبد الأسد المخزومى
وأسر منهم سبعون من المشركين وأول من أسر منهم عقبة بن أبى معيط والنصر بن الحارث
وفر من بقى من المشركين , تاركين أمتعتهم وأموالهموفرسهم وبعيرهم غنيمة للمسلمين وأول من فر منهم هو خالد بن الأعلم الخزاعى
وحقا ... لقد نصر الله المؤمنين ببدر نصرا عزيزا مؤزرا خالصا لوجه الله الكريم
واستشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا وسنتعرض ياأصدقائى لقصص بطولتهم وكفاحهم واستشهادهم فى هذه الصفحات
وكانت غزو ة بدر الكبرى بمنطقة عين بدر على بعد حوالى 150 كيلومترا من المدينة المنورة بالقرب من ساحل البحر الأحمر يوم الجمعة 17 رمضان سنة 2 هجرية
Dark Gamer
30-12-2005, 12:34 PM
غزوة أحد
حاول المشركون بعد هزيمتهم المنكرة في بدر ، وخاصة أولئك الذين قتل آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ، أن ينتقموا ويأخذوا بثأر قتلاهم ، فمشوا إلى أبي سفيان بن حرب يطلبون منه المعونة على حرب محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم . فجمعت قريش جموعها ومن انضم إليهم من العرب ، وخرجوا ومعهم كثير من النسوة مثل هند بنت عتبة ، وأم حكيم بنت الحارث ، وفاطمة بنت الوليد وغيرهن ، ليحرضوا المشركين ويحثوهم على القتال ، ولما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بخروج المشركين على رأس آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب الأموي ونزولهم عند أحد استشار أصحابه ، أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة ؟ لكنهم فضلوا الخروج وخاصة أولئك الشباب المتحمسون الذين لم يحضروا بدرا ، فوافقهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخرج إليهم متقلدا سيفه ن لابسا درعه ، واتجه بجيشه المؤلف من ألف مقاتل إلى أحد ، وفي الطريق استعرض جيشه فرد الصغار منه ، مثل عبد الله بن عمر ، وأسامة ابن زيد ، وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدري ... وقبل وصوله إلى أحد تخاذل بعض المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبي فانسحب ومعه ثلاثمائة رجل ، فأصبح عدد المسلمين سبعمائة رجل فقط ، ومضى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى وصل إلى أحد فانتقى خمسين راميا من جنده ، وأمرهم أن يرتفعوا إلى جبل عينين أو جبل الرماة ، وذلك ليحموا ظهور المسلمين ، كما أكد لهم أن يبقوا مكانهم لا يبرحونه ، حتى وإن هزم المسلمون أو انتصروا ، وتقدم الجيش حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام وغيرهم من الأبطال الصناديد رضي الله عنهم وهؤلاء من المهاجرين ، وسعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، وغيرهم من الأنصار ، أما جيش المشركين فقد كان على ميمنته قائد سلاح الفرسان خالد بن الوليد ، وعلى ميسرته عكرمة ابن أبي جهل ، أما قائد المشاة فكان صفوان ابن أمية ، وقارماة النبال عبد الله بن ربيعة ، واحتدمت المعركة بين جيش الحق ، وعلا صهيل الخيول ، وارتفع صوت قعقعة السلاح ، ثم دب الذعر والخوف في صفوف المشركين ، وتخاذلوا على كثرتهم أمام المسلمين على قلتهم وولوا هاربين ، بعد أن قتل من قتل منهم من رؤوس الكفر والطغيان ، لكن المسلمين ورغم النصر المبين الذي حققوه ، شعروا بالحزن والكآبة عندما فقدوا بطلا من أعظم أبطالهم هو أسد الله : حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قتله رجل يسمى وحشي غدرا وغيلة ، والذي سارع ليخبر هندا بنت عتبة التي قدمت إليه ، وبقرت بطنه وأخرجت أمعاءه ، ولاكت كبده ، وشارفت المعركة على الانتهاء ، عندما بدأ المسلمون يطاردون فلول الأعداء ، ويجمعون الغنائم ، فلما رأى الرماة في أعلى هذا النصر وانهزام المشركين ، تركوا أماكنهم ، وانطلقوا يجمعون الغنائم ن مخالفين أمر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأى خالد بن الوليد نزول الرماة ، عاد بجيشه ، مطوقا جيش المسلمين من الخلف ، فدبت الفوضى في صفوف المسلمين ، وقتل أحد المشركين مصعب بن عمير حامل لواء المسلمين ، ثم أخذ يصيح : لقد قتلت محمدا ، وعندما شاع النبأ بين صفوف المسلمين ، ارتبكوا وتزعزعوا ، وهم بعض المسلمين بالرجوع إلى المدينة ، لولا صعود رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى جبل ينادى : أنا رسول الله ، عندئذ عادت الحمية إليهم وكروا على المشركين يدافعون عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ويحمونه بأجسادهم ، عندما تركزت هجمات المشركين على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريدون قتله ، فكسرت رباعيته اليمنى وشقت شفته ، وجرحت وجنته وسال الدم الطاهر على وجهه الكريم ، ولم ينقذ الموقف إلى الفارس البطل علي بن أبي طالب ، الذي فرق جموع المشركين ، وسعد بن أبي وقاص الذي رمى ألف سهم عليهم ، ثم بدأ المسلمون يلملمون جموعهم عائدين إلى المدينة المنورة ، بعد أن فقدوا عدد من الصحابة الكرام أمثال: حمزة بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جحش ، ومصعب بن عمير ، وسعد بن الربيع ، وجميع الرماة وقائدهم عبد الله بن جبير وغيرهم وكان ذلك في الخامس عشر من شوال من السنة الثالثة للهجرة النبوية
http://sirah.al-islam.com/image/maps/9.gif
Dark Gamer
30-12-2005, 12:36 PM
غزوة الخندق
http://www.quran-radio.com/gh_alrasool/7_1.gif
ملأ الحقد قلوب اليهود من بني قينقاع وبني النضير ، عندما طردهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة المنورة ، وازدادوا حقدا بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها المسلمون ، فلجؤوا إلى المكيدة الخداع وحياكة المؤامرات ورأوا أن كل قبيلة بمفردها لا تستطيع محاربة المسلمين فشكلوا وفدا ذهب إلى أبي سفيان ، واتفقوا معه على ضرورة التخلص من الدعوة الإسلامية وأهلها ، ثم اتجهوا نحو القبائل العربية ، يوغرون صدورهم ويملؤه بالعداوة والبغضاء على النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه ن واستطاعوا تشكيل جيش عرف باسم الأحزاب ، مؤلف من ستة آلاف مقاتل ، ولما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، نبأ المشركين وتحزب الأحزاب ، جمع أصحابه من مهاجرين وأنصار ومن بينهم سلمان الفارسي ن وطلب منهم المشورة ، عندئذ قام سلمان الفارسي وعرض على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يحفر المسلمون خندقا حول المدينة ، يمنع المشركين من احتلال المدينة أو دخولها ، فلاقت هذه الفكرة استحسانا من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر بحفر الخندق ، وساهم المسلمون جميعا بهمة عالية ، في حفر الخندق ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يحفر بنفسه ، حتى صادفته صخرة قاسية ن عجز المسلمون عن تحطيمها ، فأمسك رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المعول ، وقال : باسم الله ثم ضربها ضربة ، فخرج منها نور شديد ، ثم ضربها الضربة الثانية ، فتفتت ، ثم وبعد انتهاء حفر الخندق ، أصبحت المدينة كالحصن الحصين ، جلس خلفها ألف مقاتل ، ينتظرون قدوم الأحزاب ، وفي الخامس من شوال من السنة الخامسة للهجرة ، تقدم جيش الأحزاب المؤلف من عشرة آلاف مقاتل ، بعد أن انضم إليه أربعة آلاف قرشي ، ودهشوا عندما رأوا الخندق يحيط بالمدينة كما يحيط السوار بالمعصم ، فباءت خططهم بالفشل ، إلا أنهم قرروا حصار المدينة ، ولم يبق أمامهم أمل لدخول المدينة ، سوي بني قريظة ، الذين نقضوا العهود والمواثيق ، فبات المسلمون في خطر محدق ، إلا أن الله سبحانه وتعالى رد كيد بني قريظة إلى نحورهم عندما خافوا من جيش المسلمين ، وخشوا أن يحل بهم مثلما حل ببني النضير وبني قينقاع ، ثم دارت بين المتحاربين مناوشات بالنبال والسهام ، واقتحم عدد من المشركين الخندق ، إلا أن أبطال الإسلام ، كعلي بن أبي طالب وغيره كانوا لهم بالمرصاد ، ويئس المشركون من طول الحصار دون أن يتمكنوا من دخول المدينة ، وخاصة بعد فقدان الثقة بين قريش وبني قريظة ، حتى توقع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن ينسحب المشركون بين لحظة وأخرى ، إلا أن الله سبحانه وتعالى أجبرهم على الانسحاب ، بعد أن أرسل عليهم ريحا عاتية ، اقتلعت خيامهم وقلبت قدورهم ، وأعمت عيونهم ، فبدأ الخوف والجزع ، ، يدب في أوصالهم ، فما كان من قائد هم الأعلى أبو سفيان بن حرب ، إلا أن سارع في الانسحاب ، عائدا إلى مكة يجر ذيول الخيبة والخسران ، هذا وبعد خروج الأحزاب توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى بني قريظة ، لمعاقبتهم فحاصرهم في حصونهم حتى استسلموا ، فخرجوا صاغرين {4} ، فحكم عليهم سعد بن معاذ بالقتل ، ونفذ هذا الحكم العادل ، في سبعمائة يهوي أو يزيد . وهكذا كفى الله المسلمين القتال وغلب الأحزاب وحده ، هذا وقد اشترك المسلمون في غزوات أخرى ، في السنة السادسة من الهجرة حتى كانت غزوة الحديبة ، ثم تلاها غزوات وسرايا أخرى ، حتى كان يوم الفتح المبين
http://www.quran-radio.com/gh_alrasool/7_2.gif
Dark Gamer
30-12-2005, 12:37 PM
غزوة تبوك
بعد فتح مكة ودخول الحجاز كلها في الإسلام ، خشي العرب التابعون للروم من المسلمين في بلاد الشام من قوة الإسلام . فقرر الروم غزو المسلمين . وجهزوا جيشاً كبيراً عسكروا جنوب بلاد الشام .
وصلت الأخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التي يمر بها صعبة ، وأن الأيام أيام قيظٍ وقحط . فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك في الجيش ، وحث الأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار وتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس.كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله . وتبرع عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار . وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن من الذهب .
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العام التاسع بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان عددهم ثلاثين ألفاً تقريباً . و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق . وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع . وكان الحر شديداً للغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهم وإخراج ما في كروشها فيعصرونه ويشربونه . لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة .
http://webcache.dmz.islamweb.net.qa/seera/sera_dicchenary/CN16.jpg
وقضى المسلمون في تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الروم الذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت على الحياة .
واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام . فأشار عليه الفاروق عمر بالعودة إلى المدينة . فاستحسن الرسول صلى عليه وسلم رأيه وعادوا إلى المدينة حامدين شاكرين .
Dark Gamer
30-12-2005, 12:39 PM
فتح مكة
بعد صلح الحديبية انضمت قبيلة بكر لقريش ، وانضمت قبيلة خزاعة لحلف المسلمين .
وكان بين بني بكرٍ وقبيلة خزاعة ثارات في الجاهلية ودماء ، وذات يومٍ تعرضت قبيلة خزاعة لعدوانٍ من قبيلة بكر الموالية لقريش ، وقتلوا منهم نحو عشرين رجلاً . ودخلت خزاعة الحرم للنجاة بنفسها ، ولكن بني بكرٍ لاحقوهم وقتلوا منهم في الحرم . فجاء عمرو بن سالم الخزاعي الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرهم بعدوان قبيلة بكرٍ عليهم ، وأنشد الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :
يا رب إني نـاشد محمداً حلف أبـينا وأبيه الأتلدا
إنه قريشٌ أخلفوك المـوعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
فانصر رسول الله نصراً أعتدا وادع عباد الله يأتوا مدداً
فقال له رسول الله عليه وسلم : نصرت يا عمرو بن سالم ، والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه . ودعا الله قائلاً اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها .
وندمت قريش على مساعدتها لبني بكرٍ ، ونقضها للعهد ، فأرسلت أبا سفيانٍ إلى المدينة ليصلح ما فسد من العهد ، ولكنه عاد خائباً إلى مكة .
وأخذ رسول الله عليه وسلم يجهز الجيش للخروج إلى مكة . فحضرت جموعٌ كبيرة من القبائل .
ولكن حدث شيءٌ لم يكن متوقعاً من صحابي . وهو أن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة كتب كتاباً بعث به إلى قريشٍ مع امرأة ، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله عليه وسلم ، وأمرها أن تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ . فإذا الوحي ينزل على رسول الله عليه وسلم بما صنع حاطب ، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة . وتم القبض عليها قبل أن تبلغ مكة ، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها .
فلما عاتب النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتداداً عن دينه ، ولكنه خاف إن فشل رسول الله عليه وسلم على أهله والذين يعيشون في مكة .
فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال رسول الله عليه وسلم:
إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .
وكان حاطب ممن حارب مع رسول الله عليه وسلم في غزوة بدر . فعفا عنه ، وتحرك جيش المسلمين بقيادة رسول الله عليه وسلم إلى مكة في منتصف رمضان من السنة الثامنة للهجرة . وبلغ عددهم نحو عشرة آلاف مقاتل . ووصلوا مر الظهران قريباً من مكة ، فنصبوا خيامهم ، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار . فأضاء الوادي .
وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان . فأخذه العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام : ويحك يا أبا سفيانٍ أما آن لك
أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ .
فقال العباس : والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟
فقال : أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً .
وبعد حوارٍ طويلٍ دخل أبو سفيانٍ في الإسلام . وقال العباس : إن أبا سفيانٍ يحب الفخر فاجعل له شيئاً . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن .
وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يري أبا سفيانٍ قوة المسلمين ، فحبسه عند مضيق الجبل . ومرت القبائل على راياتها ، ثم مر رسول الله صلى عليه وسلم في كتيبته الخضراء. فقال أبو سفيان : ما لأحدٍ بهؤلاء من قبل ولا طاقة .
ثم رجع أبو سفيانٍ مسرعاً إلى مكة ، ونادى بأعلى صوته : يا معشر قريش ، هذا محمدٌ قد جاءكم فيما لا قبل لكم به . فمن دخل داري فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن . فهرع الناس إلى دورهم وإلى المسجد . وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيش المسلمين ، وقد دخل مرفوع الجباه . ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة .
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها وهو يقرأ قوله تعالى : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ))
واستسلمت مكة ، وأخذ المسلمون يهتفون في جنبات مكة وأصواتهم تشق عناء السماء : الله أكبر .. الله أكبر .
وتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرم ، وطاف بالكعبة ، وأمر بتحطيم الأصنام المصفوفة حولها . وكان يشير إليها وهو يقول : (( و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ))
وبعد أن طهرت الكعبة من الأصنام أمر النبي عليه الصلاة والسلام بلالاً أن يؤذن فوقها .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً . أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم . فقال عليه الصلاة والسلام : اذهبوا فأنتم الطلقاء.
فما أجمل العفو عند المقدرة ، وما أحلى التسامح والبعد عن الانتقام . ولننظر ما فعل الغالبون بالمغلوبين في الحربين العالميتين في قرننا هذا ، قرن الحضارة كما يقولون ، لنعلم الفرق ما بين الإسلام والكفر .
وهكذا ارتفعت راية الإسلام في مكة وما حولها ، وراح الناس ينعمون بتوحيد الله .
Dark Gamer
30-12-2005, 12:41 PM
غزوة خيبر
ما كاد رسول الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ، ويستريح بالمدينة شهراً من الزمن حتى أمر بالخروج إلى خيبر . فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمين وقد بذلوا جهدهم في جمع الأحزاب في غزوة الخندق لمحاربة المسلمين .
وخرج رسول الله عليه الصلاة والسلام في مطلع العام السابع الهجري في جيش تعداده ألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً فيها ثمانية حصونٍ منفصلٌ بعضها عن بعض .وكان يهود خيبر من أشد الطوائف اليهودية بأساً وأكثرها وأوفرها سلاحاً .
والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً . واليهود يستميتون في الدفاع عنها . واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ .
وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب يهودياً خارجاً من الحصون فأسره وأتى به الرسول عليه الصلاة والسلام . فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكم على أمرٍ منه نجاحكم. فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذا الحصد قد أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم . فإذا فتح عليكم هذا الحصد فسألوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ))
فبات الناس ليلتهم كل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له : والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
http://sirah.al-islam.com/image/maps/11.gif
ولما ذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في سلاحه فقتله . وأحاط المسلين بالحصون ، وحمل المسلمون عليهم حملة صادقة . فسقطت حصونهم حصنا بعد حصن . واستولى اليأس على اليهود وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الصلح على أن يحقن دماءهم ، فقبل الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصارت أرضهم لله ولرسوله وللمسلمين .
وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع .
وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا .
وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم . ولم يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام ما صنع الرومان حينما فتحوا أورشليم وأحرقوا الكتب المقدسة فيها ، وداسوها بأرجلهم ، ولا ما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها .
Dark Gamer
30-12-2005, 01:00 PM
غزوة مؤتة
في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله عليه وسلم جيشاً للقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير الذي كان رسول الله عليه وسلم قد بعثه إلى أمير بصرى داعياً له إلى الإسلام .
وأمر على الجيش زيد بن حارثة ، وقال عليه الصلاة والسلام : إن أصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب ، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ، فإن أصيب عبد الله فخالد بن الوليد .
وانطلق الجيش وبلغ عددهم ثلاثة آلافٍ من المهاجرين والأنصار . وأوصاهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن لا يقتلوا امرأةً ولا صغيراً ، ولا شيخاً فانياً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً .
ووصل الجيش إلى مكان يدعى معان في أرض الشام . وكان هرقل قد حشد مائتي ألف مقاتل لقتال المسلمين .
والتقى الجيشان غير المتكافئين عدداً أو عدة . وقاتل المسلمون قتال الأبطال . وصمدوا أمام هذا الجيش الضخم . وقاتل زيد بن حارثة حامل اللواء حتى استشهد ، فتولى القيادة جعفر بن أبي طالب ، وحمل اللواء بيمينه فقطعت ، ثم حمله بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى ضربه رجلٌ من الروم فاستشهد ، فسمي بذي الجناحين حيث أبدله الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .
ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وقاتل حتى استشهد . فأخذ الراية خالد بن الوليد . واستعمل دهاءه الحربي ، حتى انحاز بالجيش ، وأنقذه من هزيمة منكرة كادت تقع . فانتهز خالد فرصة قدوم الليل فغير نظام الجيش ، فجعل ميمنة الجيش ميسرة ، وميسرته ميمنة ، كما جعل مقدمة الجيش في المؤخرة ، ومؤخرة الجيش في المقدمة .
فلما أطل الصباح ، أنكرت الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم ، وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلام ، فظنوا أنهم قد جاءهم مدد . فرعبوا وانكشفوا ، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم ، والمسلمون يقاتلونهم أثناء انسحابهم بضعة أيامٍ حتى خاف الروم أن يكون ذلك استدراجاً لهم إلى الصحراء . فتوقف القتال .
وهكذا تبدلت هزيمة جيش المسلمين إلى نصرٍ . وأي نصرٍ أكبر من صمود جيشٍ يبلغ عدده ثلاثة آلاف مقاتلٍ أمام جيشٍ عدده مائتا ألف مقاتلٍ .
وإنه لشيءٌ نادرٌ أن يقف جنديٌ واحدٌ أمام سبعين من الجنود المحملين بالسلاح ، ولكن قوة الإيمان هي التي جعلت المسلمين يصمدون أمام جيش العدو .
Dark Gamer
30-12-2005, 01:01 PM
http://www.almoslim.net/magnet/media/honain678.gif
بعد أن فتح المسلمون مكة ، انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش.
وفزعت هوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم . وقالوا لنغز محمداً قبل أن يغزونا . واستعانت هاتان القبيلتان بالقبائل المجاورة ، وقرروا أن يكون مالك بن عوف سيد بني هوازن قائد جيوش هذه القبائل التي ستحارب المسلمين . وأمر رجاله أن يصطحبوا معهم النساء والأطفال والمواشي والأموال ويجعلوهم في آخر الجيش ، حتى يستميت الرجال في الدفاع عن أموالهم وأولادهم ونسائهم .
لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خرج إليهم مع أصحابه وكان ذلك في شهر شوال من العام الثامن للهجرة . وكان عدد المسلمين اثني عشر ألفاً من المجاهدين . عشرة آلف من الذين شهدوا فتح مكة ، وألفان ممن أسلموا بعد الفتح من قريش .
ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير فاغتروا بالكثرة وقالوا لن نغلب اليوم من قلة .
وبلغ العدو خبر خروج المسلمين إليهم فأقاموا كميناً للمسلمين عند مدخل وادي أوطاس ( قرب الطائف ) وكان عددهم عشرين ألفاً .
وأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى نزلوا بالوادي . وكان الوقت قبيل الفجر ، والظلام يخيم على وادي حنين السحيق . وفوجئ المسلمون بوابل من السهام تنهال عليهم من كل مكان . فطاش صوابها ، واهتزت صفوفهم ، وفر عددٌ منهم .
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هزيمة المسلمين نادى فيهم يقول :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم العباس أن ينادي في الناس ، فقال : يا معشر الأنصار، ويا معشر المهاجرين ، يا أصحاب الشجرة . فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين ، فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك .
وانتظم الجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال . وأشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على المعركة . وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون ، وولوا الأدبار تاركين النساء والأموال والأولاد . وأخذ المسلمون ينهمكون في تكثيف الأسرى وجمع الغنائم . وبلغ عدد الأسرى من الكفار في ذلك اليوم ستة آلاف أسير .
وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بإذن الله تعالى .
http://www.nabulsi1.com/text/07tarbia/2madarg/mad-082/image001.gif
وكانت حنين درساً استفاد منه المسلمون . فتعلم المسلمون أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة . وأن الاعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين . ومرت الأيام فإذا بوفد من هوازن يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن ولاءه للإسلام ، وجاء وفد من ثقيف أيضاً يعلن إسلامه . وأصبح الذين اقتتلوا بالأمس إخواناً في دين الله ...
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .