سهم الاسلام
31-12-2005, 11:16 AM
النص الكامل لحديث عبد الحليم خدام لقناة العربية ( 1 )
أدلى عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية بحديث تلفزيوني لقناة العربية الفضائية وفيما يلي النص الكامل للحديث:
س: بداية هل أنت هنا في باريس مبعد أم مبتعد لماذا و إلى متى؟
ج: في الواقع لست مبعدا و لست مبتعدا ،جئت إلى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة هامة من تاريخ سوريا و المنطقة،
في هذه المرحلة كنت أحد القياديين الأساسيين في التخطيط و في التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية و رأيت أن من واجبي الوطني أن أؤرخ هذه المرحلة لتطلع الأجيال و الناس على هذه الحقائق و الوقائع الصحيحة ، حيث استطعنا أن نحقق لسوريا مكانة مرموقة في الساحتين العربية و الدولية .
في باريس استطيع الكتابة بهدوء بعيدا عن الضجيج السياسي الموجود في سوريا فآثرت الابتعاد من أجل الكتابة و ليس من أجل الابتعاد عن العمل السياسي و سأعود إلى دمشق و سوريا فهي في قلبي و في عقلي ، جئت إلى باريس من أجل الكتابة. لم أتعرض لا إلى إساءة و لا للتهديد و خرجت و علاقاتي مع الرئيس بشار الأسد علاقات حسنة وودية و الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيء، لي وجهات نظر مختلفة لكن قبل سفري ودعته و يعرف أني سأقيم طويلا من أجل الكتابة ، فما يقال حول تهديد أو مضايقة غير صحيح، يعني حتى الآن غير صحيح.
س: لماذا حتى الآن ، هل تتوقع ان تصدر تهديدات معينة لاحقا ؟
ج :أتوقع أن يقوم بعض الذين ضللوه في تحريضه .
س: هل تخشى في حال عودتك من محاكمة أو فتح بعض الملفات ضدك ؟
ج: أولا السوريون جميعا يعرفون من هو عبد الحليم خدام ، و يعرفون التضحيات التي قدمتها من أجل إعلاء كلمة سورية و يعرفون الجهود التي بذلتها من أجل أن تكون سورية رفيعة في مقامها و موقعها و يعرفون أني تعرضت لخمس محاولات اغتيال ليس لأني اختلفت في " كازينو قمار " مع أحد لكن لأني كنت المدافع القوي عن سياسة سورية ، يعرفون كل ذلك . و بالتالي إذا جريء أحد على التفكير بمحاكمتي يجب ان يحسب انه سيكون في يوما في قفص الاتهام .
س: يعني هل هناك ملفات يمكن ان تستحضرها على الآخرين ؟
ج: لدي الكثير ....لدي الكثير لأقوله ، و هناك الكثير لا أقوله إلا لمصلحة سورية و مصلحة البلد ، و من يحاول أو يفكر بذلك يعرف ما لدي ...يعرف جيدا ما لدي ، و يعرف أن لدي أمورا كثيرة و خطير ة
س: بماذا يتعلق هذا الامر الخطير و بمن يتعلق تحديدا؟
ج: مصلحة سورية تقتضي ان لا اتحدث .
س: عائلتك اين تقيم الان ، هل هي قي فرنسا ام قسم منها بقي في دمشق ؟
ج: هي في دمشق ، و لكنهم جاؤوا الى باريس لقضاء فترة الأعياد .
س: اذا سيعودون و هم ليسوا هنا لأسباب أمنية ؟
ج: سيعودون .
س: في آخر لقاء لك مع الرئيس بشار الأسد كيف كانت أجواء اللقاء، هل حصلت مشادة، نقاش حاد بينكما ماذا قال لك و ماذا قلت له ؟
ج: في الواقع جميع لقاءاتنا كانت ودية و هذا الرجل يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس و كان يبدي لي مودة و احترام ، و أعتقد أن قسم كبير من ذلك يعود إلى معرفته بطبيعة العلاقة بيني و بين والده . لم أسمع منه أي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي . و عندما غادرت - أي قبل مغادرتي بيومين – استقبلني و كان الحديث وديا و شاملا زو بالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر و لكن هناك احترام متبادل .
س: يقال انك تركت سورية في الزمن الصعب ، تركتها عندما لم يعد لديك هذا الموقع الذي استفدت منه سابقا بماذا ترد ؟
ج: تركت سورية في الزمن الصعب، هذا صحيح تركتها من اجل سورية. أنا كما أشرت أريد كتابة تاريخ المرحلة كنت عاملا أساسيا في هذه المرحلة
س: أنت أول مسؤول سوري و على هذا المستوى يقدم استقالته من قيادة الحزب و الدولة ، هل يعود ذلك الى خلاف مع الرئيس بشار الأسد شخصيا ام لأسباب آخرى ؟
ج: انا تعرفت على الرئيس بشار الأسد عام 1998 . في المرحلة التي كان والده يعده بها لوراثته. و جرت عدة لقاءات بيننا ، و كان محور هذه اللقاءات الوضع الداخلي و الوضع العربي و الوضع الدولي . و كانت و جهات نظرنا متفقة على وجوب تحقيق إصلاحات جدية في سورية . إصلاحات سياسية تتناول توسيع المجال الديمقراطي و حرية العمل الحزبي و الحريات العامة و الحريات الفردية . كما ناقشنا الوضع الاقتصادي و الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية جذرية توفي لسورية القدرات من أجل رفع مستوى معيشة الناس و من أجل محاربة البطالة و توفير متطلبات الدفاع الوطني و ناقشنا الوضعين العربي و الدولي و كنا متفقين على كيفية التعامل بما يخدم مصالح سوريا و ألأمة العربية و لذلك عندما تسلم رئاسة الجمهورية قررت التعامل معه و تقديم كل العون و المساعدة و أن أضع خبرتي المتراكمة خلال السنين الطويلة في العمل السياسي و أن أضع معرفتي بما يؤدي إلى ضمان مصالح البلاد بعد أداء القسم قدمت له دراسة حول تطوير الحزب و تطوير الحزب يعني تطوير النظام السياسي في سوريا و تناولت في هذه الدراسة عدد من المواضيع منها قضية الحريات و الديمقراطية و الوضع الاقتصادي و كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا و مسألة العلاقة بين الإسلام و العروبة و مسألة الحداثة. قدمت مجموعة من المقترحات بشكل أن المذكرة تشكل إستراتيجية للسياسة الخارجية لسوريا و أعتقد لو أن الرئيس بشار ألسد تبنى هذه الإستراتيجية لما وقعت سوريا في هذه الحقول من الألغام و لما واجهنا هذه الصعوبات الخارجية و الداخلية لأن المشكلة الكبرى هي أن الدولة عندما لا تكون لها سياسة تكون سائرة في طريق مليء بالأوهام و في ظلام دامس ،و ركزنا في القيادة على الموضوع الاقتصادي و اتخذنا قرارات في تشرين الأول عام 2000 تتضمن مجموعة هامة من القرارات الاقتصادية و أرسلت إلى مجلس الوزراء فنامت هناك، و في إحدى زياراتي إلى فرنسا التقيت الرئيس جاك شيراك و تمنيت عليه أن يقدم أو أن يبعث لنا بمجموعة من الخبراء تدرس الإدارة في سوريا
و كيفية تطويرها و تحديثها و جاءت بالفعل مجموعة من الخبراء و درست و قدمت مقترحات و نامت هذه المقترحات في أدراج الحكومة و لم ينفذ منها شيئا عندئذ تشكلت عندي القناعة أن عملية التطوير و الإصلاح سواء كان سياسيا أم اقتصاديا أو إداريا لن تسير فقررت الاستقالة ، راجعت نفسي ووضعتها أمام أحد خيارين أما أن أكون مع الوطن و أما أن أكون مع النظام فاخترت الوطن لأنه هو الحقيقة الثابتة، و النظام هو حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الأنظمة في البلدان. ففي هذه المراجعة وجدت أن الإنفراد في السلطة و التمركز في السلطة كبير بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية تماما غابت فيه قيادة الحزب و قيادة المنظمات الشعبية و أصبح دورها جميعا هو تغطية القرار الذي يصدر عن الرئيس توقفت عملية الإصلاح فازداد التسيب في الدولة و ازداد الفساد لدرجة أن موظفا سابقا في الأمن العام قبل عام 1979 كان يتقاضى راتبا لا يزيد عن "200 " ليرة سورية توفي عن ثروة تعادل أربع مليارات دولار و محاسب آخر في شركة طيران قبل عام 1979 يملك هو و أولاده ثروة لا تقل عن 8 مليار دولار في الوقت الذي يزاد فيه الفقر و تزداد فيه الحاجة إلى موارد البلاد دخلت الدخل الصافي للشركتين السنوي يعادل 700 مليون دولار أي مبلغ يقارب سدس موازنة الدولة ، هذا الأمر ظاهرة ملفتة و غير مسبوقة في الحياة السياسية في سوريا منذ
الاستقلال .
س: ماذا تقصد بالقريب هل لنا أن نحدد من هم الأقرباء؟
ج: الأقرباء يعني ابن العم ، ابن الخال يعني الدائرة القريبة من الأقرباء و الدائرة القريبة من الأصدقاء، هذا هو المقصود، عندما لا يجد ملايين السوريين ما يأكلونه و عندما يبحث بعضهم عن الطعام في القمامة تتراكم الثروة بأيدي مجموعة قليلة من الناس و بشكل غير مشروع لأن القانون غائب الحاضر هو مصالح الدائرة الضيقة التي تحيط بالحكم ، نصف الشعب السوري يعيش تحث خط الفقر و النصف الآخر يعيش على التوازي مع خط الفقر و قلة صغيرة من الناس تعيش في بحبوحة ، لا نستطيع أن نواجه الضغوط الخارجية
و الشعب السوري مصادرة حريته و ممنوع عليه العمل السياسي ، و تتسلط عليه أجهزة الأمن .
س: كي نكون موضوعيين عبد الحليم خدام ، كل ما تطرحه عن ضرورة الإصلاح و منح الحرية للناس ووقف تسلط أجهزة الأمن عليهم كل هذا لماذا لم تطرحه عندما كنت في موقع القرار على مدى ثلاثين عاما و أكثر في الدولة السورية؟
ج: نحن لو عدنا إلى مؤتمرات الحزب منذ عام 1971 حتى عام 2005 و إلى اجتماعات القيادات القطرية خلال تلك المرحلة نجد أن وجهات نظر كنت أطرحها مبنية على أساس تطوير البلاد و تحقيق المنطلقات التي قامت عليها حركة تشرين عام 1970 قامت الحركة على أساس الانفتاح و مشاركة الشعب و تم وضع دستور على هذا الأساس و تم إطلاق حرية الأحزاب السياسية في تلك الفترة ثم بعد ذك جاءت التراكمات سلبية لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و التطورات الهائلة التي جرت في العالم في مجال المبادئ و القيم و الفكر و أنماط الحياة في الوضع الداخلي الدولة كانت كعضو في القيادة القطرية و القيادة الفكرية كانت مغيبة لم يكن لها أي دور إطلاقا، كانت تمارس السلطة التنفيذية من قبل رئيس الدولة و مع ذلك في اجتماعات القيادة ليس هناك اجتماع و بصورة خاصة بعد عام 2000 و تسلم الرئيس بشار الأسد مسؤولية رئاسة الجمهورية، ليس هناك اجتماع و أنا اتحدي ووثائق القيادة و محاضر الاجتماعات موجودة، إلا و كنت أطرح مسألتين الضغوط الخارجية و الحاجة إلى الإصلاح الداخلي ، و إلى تحقيق الحوار الوطني و تعزيز الوحدة الوطنية و مشاركة الناس ليس هناك اجتماع إلا أحيانا يكون موضوع اقتصادي أدخل على الخط و أتحدث عن الوضع الداخلي
و عن الحاجة إلى الإصلاح و هذا موجود في محاضر مسجلة في اجتماعات القيادة سواء أكانت في القصر الجمهوري أو مقر القيادة القطرية.
اجهزة الامن حوالت ان تنسب التقصير الى الحرس القديم
س: أنت تقول أنك حاولت طرح أفكار إصلاحية و هم الرئيس بشار الاسد و فريقه لم يتجاوبوا مع ذلك ، و لكن ما تردد سابقا كان العكس و هو أن الرئيس بشار يطرح ألأفكار الإصلاحية و يعيق هذه الأفكار الحرس القديم ، و أنت من ضمنه، هذا ما قيل بداية ؟
ج: هذه النقطة طرحتها أجهزة الأمن ، هي أرادت أن تغطي التقصير في الإصلاح و بالتالي أرادت أن تنسب هذا التقصير إلى الحرس القديم ، و لكن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع أولها الإنفراد بالسلطة و ثاني سبب القراءة الخاطئة للأحداث العربية و الدولية .
قراءة خاطئة للتطورات الدولية
س: عفوا يعني إنفراد الرئيس بشار الأسد شخصيا؟
ج: نعم شخصيا طبعا، و ثاني سبب القراءة الخاطئة للتطورات الدولية و الإقليمية و الاستنتاج الخاطئ لقرارات لمواجهة هذه التطورات و أعطي بعض الأمثلة في مطلع أيلول 2004 زار سوريا داريل عيسى و قابل الرئيس مارتن أندك و قابل الرئيس أيضا، هذا ما سمعته من الرئيس قال داريل عيسى سيعمل على تعزيز العلاقات السورية الأميركية و مارتن أندك أنتقد سياسة ضرب بوش للعراق، ثم قال للرئيس بشار سيأتي خلال أيام دينس خلال أيام مع وفد كبير و الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها لبنان بل يهمها العراق، و في مرات أخرى قيل في القيادة نفس الكلام و زرع في عقل الرئيس بشار ألسد أن الولايات المتحدة الأميركية ستأتيه زاحفة تفاوضه من أجل العراق و تبقيه في لبنان، هذه قراءة خاطئة أوصلت إلى النتائج أتت فيما بعد ، إذا القراءة الخاطئة و الاستنتاج الخاطئ وضع البلاد أيضا في مجموعة من " المطبات" التي تعاني منها الآن، و السبب الثالث هو الانفعال و ردود الفعل و هما صفتان سيئتان إذا لازمتا أي مسؤول لأن التصرف بالانفعال و ردود الفعل يفقد المنفعل القدرة على التمييز بين الخطأ و الصواب .
س: الإنفعال ..تقصد انفعال من؟
ج: انفعال الرئيس ، يعني يعطيه خبر يتحمس ثم يتخذ قرارا بعد فترة يكتشف أن ما نمي إليه غير صحيح، فيبادر إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكب، و لكن لماذا ننفعل، يعني الرئيس حافظ الأسد كانت لديه قدرة متميزة على ضبط النفس ، و هذه صفة مهمة لمن يتولى مسؤولية إدارة أي بلد، الأمر الآخر هو ما يزرعه المحيطون بصاحب القرار في عقله من أنه المتميز و إذا أخطأ سيظهرون خطأه صوابا و إذا ظلم يصورون ظلمه عدلا، و عندئذ تضيع الحقائق و يضيع العدل وويل للناس ، الدائرة المحيطة بما تزرعه من أوهام لعبت و تلعب دور كبيرا .
س:هل لي أن أدخل في بعض الأسماء، آصف شوكت ، ماهر ألأسد ، كيف هي علاقاتك مع هاتين الشخصيتين تحديدا ؟
ج: الواقع أنا عندما كنت في السلطة لم تكن لي اتصالات بالقوات المسلحة الا عبر وزير الدفاع و رئيس الاركان . اذا اقتضت مقتضيات العمل اعرفهم و لكن ليس هناك بيني و بينهم سياسي او غير ذلك ؟
س: حصل سجال حاد بينك و بين فاروق الشرع خلال المؤتمر العاشر لحزب البعث و انتقدت السجال السياية الخارجية لسورية ، الا تشعر بالغبن و انت ترى فاروق الشرع يصبح الرجل الثاني في سورية و انت الذي رافقت حافظ الأسد على مدى أكثر من ثلاثين عاما ؟
ج : لا اشعر بالغبن لأني لا اقبل ان اضع فاروق الشرع بمواجهتي ، هذا أولا . و ثانيا لم تجري ملاسنة حادة فهو أخطىء في ادارة الجلسة و ثالثا اللجنة السياسية كما أشرت في مطلع الحديث رفضت التقرير الذي قدمه و رابعا ليس هو الرجل الثاني و لا العاشر في سورية إطلاقا . يعني لا اريد ان اظلم نفسي و ان أقبل ان يقال أن ملاسنة جرت بيني و بينه هذا بعيد .
غازي كنعان
س: تعرف غازي كنعان جيدا و قد جمعكما الإمساك بالملف اللبناني ، الرواية الرسمية السورية تقول انه انتحر هل لديك أسباب للتشكيك بهذه الرواية ؟
ج: في الواقع ليست لدي معلومات و لم يتصل بي أحد من الدائرة الضيقة حول المرحوم غازي كنعان ، و لكن إذا أخذنا في الاعتبار الظروف التي وضع فيها غازي كنعان و الضغوط النفسية التي تعرض لها يمكن ترجيح عملية الانتحار يعني لا أستطيع ان أعطي رأيا قاطعا لكن يمكن ترجيح عملية الانتحار . و لا أدري إذا جرى تحقيق في هذا الأمر جدي و بالتالي اذا وصل هذه التحقيق الى استنتاجات جدية و لكن أنا أخذ ظواهر الأمور .
س: يعني ما هي هذه الظروف النفسية التي وضع بها و التي يمكن ان تكون كبيرة او خطيرة لدرجة تدفعه للانتحار ؟
ج:هو قبل يوم كان مدعوا على الافطار عند احد أصدقاءه و كان موجود عدد من الناس و كان في حالة من المرح و لا يبدو عليه انه في صدد الانتحار ، في اليوم الثاني صار هناك صورة أخرى إذ شوهد و هو متوتر خارج من مكتبه أين ذهب ، بمن اتصل ، من اتصل به ، ماذا قيل له ، حقيقة لا أحد يعرف او على الأقل انا لا اعرف .
س: كنت على تواصل معه في الفترة الأخيرة ؟
ج:عمليا مضى أكثر من سنة و نصف لم أجتمع به ، كنا نتحدث بالهاتف أحيانا و هو كان منشغل بوزارة الداخلية و انان منشغل بأعمالي أي كانت اللقاءات قليلة و توقفت خلال سنة او سنة و نصف و اعتقد ان توقيفها لم يكن بإرادته .
س: يعني طلب إليه أن يوقف اللقاءات بك ؟
ج: أعتقد ذلك .
رستم غزالة
س: ما هي الجهة التي كانت تمارس ضغطا عليه او ابعدته عن الواجهة و هو الذي كان صاحب نفوذ قبل ذلك ؟
ج: يوجد امور مختلفة ، يعني الوضع اللبناني بلا شك انعكس انعكاسا كبيرا على غازي و لم ينعكس على رستم غزالي . مع العلم ان البعض أراد تحميله مسألة التراكمات في الوضع اللبناني و نسي رستم غزالة ، غازي كان له أخطاء في لبنان لا أحد يناقش في هذا الأمر، لكن كان يخطئ بأدب و يتراجع بأدب . رستم غزالة تصرف و كأنه الحاكم المطلق في لبنان ففي أحد المرات علمت انه شتم الرئيس الحريري و شتم نبيه بري و شتم الأستاذ وليد جنبلاط ، فقلت للرئيس بشار لماذا تتركه في لبنان هذا يسيء لك و للبلد و هذا يتصرف بشكل غير معقول مع القيادات اللبنانية و يشتم رئيس الوزارة ......الخ ، فقال لي : انه أخطئ مع نجيب ميقاتي و مع سليمان فرنجية فقلت له هؤلاء أصحابك أخطئ معهم فقال : الحق على غازي الذي رشحه فقلت له : غازي أخطئ فقال : سأحكي معه و أنبهه ، فعلا نبهه و أعتذر، فقلت له رستم غزالة آخذ من بنك المدينة 35 مليون دولار و الملف أكيد أعطوك أياه فقال له : أنه فعلا حرامي، روح شوف شو عامل بضيعته ، عامل قصر و سوق، و لكن قلت له أنت قائد الجيش و رئيس جمهورية و تعرف أن ضابطا لديك مرتكب هذه الخروقات فكيف تدعه، عاد و قال لي : غازي كنعان هو الذي رشحه، بعد اغتيال الرئيس الحريري أجتمعت معه في 28 شباط 2005 و قلت له هذا المجرم "جيبو اقطع له رقبتو" هذا هو الذي خلق هذا الوضع في لبنان.
س: قلت هذا الكلام للرئيس الاسد عن رستم غزالي؟
ج: طبعا على كل حال بكرا يوجد تشكيلات و على أساس أن يقال و لم تتم إقالته ، و خطب الرئيس في مجلس الشعب و قال هناك أخطاء في لبنان و قلت له أنا أريد أن أحميك ، شكل لجنة تحقيق و اجلب الضباط الذين أساؤوا في لبنان و حولهم إلى محكمة ميدانية و ليتحملوا مسؤولية الأخطاء التي حدثت في لبنان، لماذا تتحمل الدولة أخطاءهم أو أنت ، فقال لي الآن لا نستطيع أن نحاسب أحد إلى بعد المؤتمر و قلت له أجلب وزير الخارجية الذي ورطك في القرار 1559 و ضعه في البيت، فقال لا نستطيع أن نحاسب أحدا الآن إلى ما بعد المؤتمر، جاء المؤتمر و إذ برستم غزالي عضو في المؤتمر و سلمه رئيس فرع ألمن في ريف دمشق الذي له علاقة في لبنان و بدا الواحد منا يتساءل لماذا حماية رستم غزالي و الجميع يعرف موبقات هذا الرجل.
سيريانيوز (http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=17674)
أدلى عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية بحديث تلفزيوني لقناة العربية الفضائية وفيما يلي النص الكامل للحديث:
س: بداية هل أنت هنا في باريس مبعد أم مبتعد لماذا و إلى متى؟
ج: في الواقع لست مبعدا و لست مبتعدا ،جئت إلى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة هامة من تاريخ سوريا و المنطقة،
في هذه المرحلة كنت أحد القياديين الأساسيين في التخطيط و في التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية و رأيت أن من واجبي الوطني أن أؤرخ هذه المرحلة لتطلع الأجيال و الناس على هذه الحقائق و الوقائع الصحيحة ، حيث استطعنا أن نحقق لسوريا مكانة مرموقة في الساحتين العربية و الدولية .
في باريس استطيع الكتابة بهدوء بعيدا عن الضجيج السياسي الموجود في سوريا فآثرت الابتعاد من أجل الكتابة و ليس من أجل الابتعاد عن العمل السياسي و سأعود إلى دمشق و سوريا فهي في قلبي و في عقلي ، جئت إلى باريس من أجل الكتابة. لم أتعرض لا إلى إساءة و لا للتهديد و خرجت و علاقاتي مع الرئيس بشار الأسد علاقات حسنة وودية و الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيء، لي وجهات نظر مختلفة لكن قبل سفري ودعته و يعرف أني سأقيم طويلا من أجل الكتابة ، فما يقال حول تهديد أو مضايقة غير صحيح، يعني حتى الآن غير صحيح.
س: لماذا حتى الآن ، هل تتوقع ان تصدر تهديدات معينة لاحقا ؟
ج :أتوقع أن يقوم بعض الذين ضللوه في تحريضه .
س: هل تخشى في حال عودتك من محاكمة أو فتح بعض الملفات ضدك ؟
ج: أولا السوريون جميعا يعرفون من هو عبد الحليم خدام ، و يعرفون التضحيات التي قدمتها من أجل إعلاء كلمة سورية و يعرفون الجهود التي بذلتها من أجل أن تكون سورية رفيعة في مقامها و موقعها و يعرفون أني تعرضت لخمس محاولات اغتيال ليس لأني اختلفت في " كازينو قمار " مع أحد لكن لأني كنت المدافع القوي عن سياسة سورية ، يعرفون كل ذلك . و بالتالي إذا جريء أحد على التفكير بمحاكمتي يجب ان يحسب انه سيكون في يوما في قفص الاتهام .
س: يعني هل هناك ملفات يمكن ان تستحضرها على الآخرين ؟
ج: لدي الكثير ....لدي الكثير لأقوله ، و هناك الكثير لا أقوله إلا لمصلحة سورية و مصلحة البلد ، و من يحاول أو يفكر بذلك يعرف ما لدي ...يعرف جيدا ما لدي ، و يعرف أن لدي أمورا كثيرة و خطير ة
س: بماذا يتعلق هذا الامر الخطير و بمن يتعلق تحديدا؟
ج: مصلحة سورية تقتضي ان لا اتحدث .
س: عائلتك اين تقيم الان ، هل هي قي فرنسا ام قسم منها بقي في دمشق ؟
ج: هي في دمشق ، و لكنهم جاؤوا الى باريس لقضاء فترة الأعياد .
س: اذا سيعودون و هم ليسوا هنا لأسباب أمنية ؟
ج: سيعودون .
س: في آخر لقاء لك مع الرئيس بشار الأسد كيف كانت أجواء اللقاء، هل حصلت مشادة، نقاش حاد بينكما ماذا قال لك و ماذا قلت له ؟
ج: في الواقع جميع لقاءاتنا كانت ودية و هذا الرجل يتصف بأدب رفيع في حديثه مع الناس و كان يبدي لي مودة و احترام ، و أعتقد أن قسم كبير من ذلك يعود إلى معرفته بطبيعة العلاقة بيني و بين والده . لم أسمع منه أي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي . و عندما غادرت - أي قبل مغادرتي بيومين – استقبلني و كان الحديث وديا و شاملا زو بالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر و لكن هناك احترام متبادل .
س: يقال انك تركت سورية في الزمن الصعب ، تركتها عندما لم يعد لديك هذا الموقع الذي استفدت منه سابقا بماذا ترد ؟
ج: تركت سورية في الزمن الصعب، هذا صحيح تركتها من اجل سورية. أنا كما أشرت أريد كتابة تاريخ المرحلة كنت عاملا أساسيا في هذه المرحلة
س: أنت أول مسؤول سوري و على هذا المستوى يقدم استقالته من قيادة الحزب و الدولة ، هل يعود ذلك الى خلاف مع الرئيس بشار الأسد شخصيا ام لأسباب آخرى ؟
ج: انا تعرفت على الرئيس بشار الأسد عام 1998 . في المرحلة التي كان والده يعده بها لوراثته. و جرت عدة لقاءات بيننا ، و كان محور هذه اللقاءات الوضع الداخلي و الوضع العربي و الوضع الدولي . و كانت و جهات نظرنا متفقة على وجوب تحقيق إصلاحات جدية في سورية . إصلاحات سياسية تتناول توسيع المجال الديمقراطي و حرية العمل الحزبي و الحريات العامة و الحريات الفردية . كما ناقشنا الوضع الاقتصادي و الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية جذرية توفي لسورية القدرات من أجل رفع مستوى معيشة الناس و من أجل محاربة البطالة و توفير متطلبات الدفاع الوطني و ناقشنا الوضعين العربي و الدولي و كنا متفقين على كيفية التعامل بما يخدم مصالح سوريا و ألأمة العربية و لذلك عندما تسلم رئاسة الجمهورية قررت التعامل معه و تقديم كل العون و المساعدة و أن أضع خبرتي المتراكمة خلال السنين الطويلة في العمل السياسي و أن أضع معرفتي بما يؤدي إلى ضمان مصالح البلاد بعد أداء القسم قدمت له دراسة حول تطوير الحزب و تطوير الحزب يعني تطوير النظام السياسي في سوريا و تناولت في هذه الدراسة عدد من المواضيع منها قضية الحريات و الديمقراطية و الوضع الاقتصادي و كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا و مسألة العلاقة بين الإسلام و العروبة و مسألة الحداثة. قدمت مجموعة من المقترحات بشكل أن المذكرة تشكل إستراتيجية للسياسة الخارجية لسوريا و أعتقد لو أن الرئيس بشار ألسد تبنى هذه الإستراتيجية لما وقعت سوريا في هذه الحقول من الألغام و لما واجهنا هذه الصعوبات الخارجية و الداخلية لأن المشكلة الكبرى هي أن الدولة عندما لا تكون لها سياسة تكون سائرة في طريق مليء بالأوهام و في ظلام دامس ،و ركزنا في القيادة على الموضوع الاقتصادي و اتخذنا قرارات في تشرين الأول عام 2000 تتضمن مجموعة هامة من القرارات الاقتصادية و أرسلت إلى مجلس الوزراء فنامت هناك، و في إحدى زياراتي إلى فرنسا التقيت الرئيس جاك شيراك و تمنيت عليه أن يقدم أو أن يبعث لنا بمجموعة من الخبراء تدرس الإدارة في سوريا
و كيفية تطويرها و تحديثها و جاءت بالفعل مجموعة من الخبراء و درست و قدمت مقترحات و نامت هذه المقترحات في أدراج الحكومة و لم ينفذ منها شيئا عندئذ تشكلت عندي القناعة أن عملية التطوير و الإصلاح سواء كان سياسيا أم اقتصاديا أو إداريا لن تسير فقررت الاستقالة ، راجعت نفسي ووضعتها أمام أحد خيارين أما أن أكون مع الوطن و أما أن أكون مع النظام فاخترت الوطن لأنه هو الحقيقة الثابتة، و النظام هو حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الأنظمة في البلدان. ففي هذه المراجعة وجدت أن الإنفراد في السلطة و التمركز في السلطة كبير بشكل غابت فيه المؤسسات الدستورية تماما غابت فيه قيادة الحزب و قيادة المنظمات الشعبية و أصبح دورها جميعا هو تغطية القرار الذي يصدر عن الرئيس توقفت عملية الإصلاح فازداد التسيب في الدولة و ازداد الفساد لدرجة أن موظفا سابقا في الأمن العام قبل عام 1979 كان يتقاضى راتبا لا يزيد عن "200 " ليرة سورية توفي عن ثروة تعادل أربع مليارات دولار و محاسب آخر في شركة طيران قبل عام 1979 يملك هو و أولاده ثروة لا تقل عن 8 مليار دولار في الوقت الذي يزاد فيه الفقر و تزداد فيه الحاجة إلى موارد البلاد دخلت الدخل الصافي للشركتين السنوي يعادل 700 مليون دولار أي مبلغ يقارب سدس موازنة الدولة ، هذا الأمر ظاهرة ملفتة و غير مسبوقة في الحياة السياسية في سوريا منذ
الاستقلال .
س: ماذا تقصد بالقريب هل لنا أن نحدد من هم الأقرباء؟
ج: الأقرباء يعني ابن العم ، ابن الخال يعني الدائرة القريبة من الأقرباء و الدائرة القريبة من الأصدقاء، هذا هو المقصود، عندما لا يجد ملايين السوريين ما يأكلونه و عندما يبحث بعضهم عن الطعام في القمامة تتراكم الثروة بأيدي مجموعة قليلة من الناس و بشكل غير مشروع لأن القانون غائب الحاضر هو مصالح الدائرة الضيقة التي تحيط بالحكم ، نصف الشعب السوري يعيش تحث خط الفقر و النصف الآخر يعيش على التوازي مع خط الفقر و قلة صغيرة من الناس تعيش في بحبوحة ، لا نستطيع أن نواجه الضغوط الخارجية
و الشعب السوري مصادرة حريته و ممنوع عليه العمل السياسي ، و تتسلط عليه أجهزة الأمن .
س: كي نكون موضوعيين عبد الحليم خدام ، كل ما تطرحه عن ضرورة الإصلاح و منح الحرية للناس ووقف تسلط أجهزة الأمن عليهم كل هذا لماذا لم تطرحه عندما كنت في موقع القرار على مدى ثلاثين عاما و أكثر في الدولة السورية؟
ج: نحن لو عدنا إلى مؤتمرات الحزب منذ عام 1971 حتى عام 2005 و إلى اجتماعات القيادات القطرية خلال تلك المرحلة نجد أن وجهات نظر كنت أطرحها مبنية على أساس تطوير البلاد و تحقيق المنطلقات التي قامت عليها حركة تشرين عام 1970 قامت الحركة على أساس الانفتاح و مشاركة الشعب و تم وضع دستور على هذا الأساس و تم إطلاق حرية الأحزاب السياسية في تلك الفترة ثم بعد ذك جاءت التراكمات سلبية لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و التطورات الهائلة التي جرت في العالم في مجال المبادئ و القيم و الفكر و أنماط الحياة في الوضع الداخلي الدولة كانت كعضو في القيادة القطرية و القيادة الفكرية كانت مغيبة لم يكن لها أي دور إطلاقا، كانت تمارس السلطة التنفيذية من قبل رئيس الدولة و مع ذلك في اجتماعات القيادة ليس هناك اجتماع و بصورة خاصة بعد عام 2000 و تسلم الرئيس بشار الأسد مسؤولية رئاسة الجمهورية، ليس هناك اجتماع و أنا اتحدي ووثائق القيادة و محاضر الاجتماعات موجودة، إلا و كنت أطرح مسألتين الضغوط الخارجية و الحاجة إلى الإصلاح الداخلي ، و إلى تحقيق الحوار الوطني و تعزيز الوحدة الوطنية و مشاركة الناس ليس هناك اجتماع إلا أحيانا يكون موضوع اقتصادي أدخل على الخط و أتحدث عن الوضع الداخلي
و عن الحاجة إلى الإصلاح و هذا موجود في محاضر مسجلة في اجتماعات القيادة سواء أكانت في القصر الجمهوري أو مقر القيادة القطرية.
اجهزة الامن حوالت ان تنسب التقصير الى الحرس القديم
س: أنت تقول أنك حاولت طرح أفكار إصلاحية و هم الرئيس بشار الاسد و فريقه لم يتجاوبوا مع ذلك ، و لكن ما تردد سابقا كان العكس و هو أن الرئيس بشار يطرح ألأفكار الإصلاحية و يعيق هذه الأفكار الحرس القديم ، و أنت من ضمنه، هذا ما قيل بداية ؟
ج: هذه النقطة طرحتها أجهزة الأمن ، هي أرادت أن تغطي التقصير في الإصلاح و بالتالي أرادت أن تنسب هذا التقصير إلى الحرس القديم ، و لكن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع أولها الإنفراد بالسلطة و ثاني سبب القراءة الخاطئة للأحداث العربية و الدولية .
قراءة خاطئة للتطورات الدولية
س: عفوا يعني إنفراد الرئيس بشار الأسد شخصيا؟
ج: نعم شخصيا طبعا، و ثاني سبب القراءة الخاطئة للتطورات الدولية و الإقليمية و الاستنتاج الخاطئ لقرارات لمواجهة هذه التطورات و أعطي بعض الأمثلة في مطلع أيلول 2004 زار سوريا داريل عيسى و قابل الرئيس مارتن أندك و قابل الرئيس أيضا، هذا ما سمعته من الرئيس قال داريل عيسى سيعمل على تعزيز العلاقات السورية الأميركية و مارتن أندك أنتقد سياسة ضرب بوش للعراق، ثم قال للرئيس بشار سيأتي خلال أيام دينس خلال أيام مع وفد كبير و الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها لبنان بل يهمها العراق، و في مرات أخرى قيل في القيادة نفس الكلام و زرع في عقل الرئيس بشار ألسد أن الولايات المتحدة الأميركية ستأتيه زاحفة تفاوضه من أجل العراق و تبقيه في لبنان، هذه قراءة خاطئة أوصلت إلى النتائج أتت فيما بعد ، إذا القراءة الخاطئة و الاستنتاج الخاطئ وضع البلاد أيضا في مجموعة من " المطبات" التي تعاني منها الآن، و السبب الثالث هو الانفعال و ردود الفعل و هما صفتان سيئتان إذا لازمتا أي مسؤول لأن التصرف بالانفعال و ردود الفعل يفقد المنفعل القدرة على التمييز بين الخطأ و الصواب .
س: الإنفعال ..تقصد انفعال من؟
ج: انفعال الرئيس ، يعني يعطيه خبر يتحمس ثم يتخذ قرارا بعد فترة يكتشف أن ما نمي إليه غير صحيح، فيبادر إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكب، و لكن لماذا ننفعل، يعني الرئيس حافظ الأسد كانت لديه قدرة متميزة على ضبط النفس ، و هذه صفة مهمة لمن يتولى مسؤولية إدارة أي بلد، الأمر الآخر هو ما يزرعه المحيطون بصاحب القرار في عقله من أنه المتميز و إذا أخطأ سيظهرون خطأه صوابا و إذا ظلم يصورون ظلمه عدلا، و عندئذ تضيع الحقائق و يضيع العدل وويل للناس ، الدائرة المحيطة بما تزرعه من أوهام لعبت و تلعب دور كبيرا .
س:هل لي أن أدخل في بعض الأسماء، آصف شوكت ، ماهر ألأسد ، كيف هي علاقاتك مع هاتين الشخصيتين تحديدا ؟
ج: الواقع أنا عندما كنت في السلطة لم تكن لي اتصالات بالقوات المسلحة الا عبر وزير الدفاع و رئيس الاركان . اذا اقتضت مقتضيات العمل اعرفهم و لكن ليس هناك بيني و بينهم سياسي او غير ذلك ؟
س: حصل سجال حاد بينك و بين فاروق الشرع خلال المؤتمر العاشر لحزب البعث و انتقدت السجال السياية الخارجية لسورية ، الا تشعر بالغبن و انت ترى فاروق الشرع يصبح الرجل الثاني في سورية و انت الذي رافقت حافظ الأسد على مدى أكثر من ثلاثين عاما ؟
ج : لا اشعر بالغبن لأني لا اقبل ان اضع فاروق الشرع بمواجهتي ، هذا أولا . و ثانيا لم تجري ملاسنة حادة فهو أخطىء في ادارة الجلسة و ثالثا اللجنة السياسية كما أشرت في مطلع الحديث رفضت التقرير الذي قدمه و رابعا ليس هو الرجل الثاني و لا العاشر في سورية إطلاقا . يعني لا اريد ان اظلم نفسي و ان أقبل ان يقال أن ملاسنة جرت بيني و بينه هذا بعيد .
غازي كنعان
س: تعرف غازي كنعان جيدا و قد جمعكما الإمساك بالملف اللبناني ، الرواية الرسمية السورية تقول انه انتحر هل لديك أسباب للتشكيك بهذه الرواية ؟
ج: في الواقع ليست لدي معلومات و لم يتصل بي أحد من الدائرة الضيقة حول المرحوم غازي كنعان ، و لكن إذا أخذنا في الاعتبار الظروف التي وضع فيها غازي كنعان و الضغوط النفسية التي تعرض لها يمكن ترجيح عملية الانتحار يعني لا أستطيع ان أعطي رأيا قاطعا لكن يمكن ترجيح عملية الانتحار . و لا أدري إذا جرى تحقيق في هذا الأمر جدي و بالتالي اذا وصل هذه التحقيق الى استنتاجات جدية و لكن أنا أخذ ظواهر الأمور .
س: يعني ما هي هذه الظروف النفسية التي وضع بها و التي يمكن ان تكون كبيرة او خطيرة لدرجة تدفعه للانتحار ؟
ج:هو قبل يوم كان مدعوا على الافطار عند احد أصدقاءه و كان موجود عدد من الناس و كان في حالة من المرح و لا يبدو عليه انه في صدد الانتحار ، في اليوم الثاني صار هناك صورة أخرى إذ شوهد و هو متوتر خارج من مكتبه أين ذهب ، بمن اتصل ، من اتصل به ، ماذا قيل له ، حقيقة لا أحد يعرف او على الأقل انا لا اعرف .
س: كنت على تواصل معه في الفترة الأخيرة ؟
ج:عمليا مضى أكثر من سنة و نصف لم أجتمع به ، كنا نتحدث بالهاتف أحيانا و هو كان منشغل بوزارة الداخلية و انان منشغل بأعمالي أي كانت اللقاءات قليلة و توقفت خلال سنة او سنة و نصف و اعتقد ان توقيفها لم يكن بإرادته .
س: يعني طلب إليه أن يوقف اللقاءات بك ؟
ج: أعتقد ذلك .
رستم غزالة
س: ما هي الجهة التي كانت تمارس ضغطا عليه او ابعدته عن الواجهة و هو الذي كان صاحب نفوذ قبل ذلك ؟
ج: يوجد امور مختلفة ، يعني الوضع اللبناني بلا شك انعكس انعكاسا كبيرا على غازي و لم ينعكس على رستم غزالي . مع العلم ان البعض أراد تحميله مسألة التراكمات في الوضع اللبناني و نسي رستم غزالة ، غازي كان له أخطاء في لبنان لا أحد يناقش في هذا الأمر، لكن كان يخطئ بأدب و يتراجع بأدب . رستم غزالة تصرف و كأنه الحاكم المطلق في لبنان ففي أحد المرات علمت انه شتم الرئيس الحريري و شتم نبيه بري و شتم الأستاذ وليد جنبلاط ، فقلت للرئيس بشار لماذا تتركه في لبنان هذا يسيء لك و للبلد و هذا يتصرف بشكل غير معقول مع القيادات اللبنانية و يشتم رئيس الوزارة ......الخ ، فقال لي : انه أخطئ مع نجيب ميقاتي و مع سليمان فرنجية فقلت له هؤلاء أصحابك أخطئ معهم فقال : الحق على غازي الذي رشحه فقلت له : غازي أخطئ فقال : سأحكي معه و أنبهه ، فعلا نبهه و أعتذر، فقلت له رستم غزالة آخذ من بنك المدينة 35 مليون دولار و الملف أكيد أعطوك أياه فقال له : أنه فعلا حرامي، روح شوف شو عامل بضيعته ، عامل قصر و سوق، و لكن قلت له أنت قائد الجيش و رئيس جمهورية و تعرف أن ضابطا لديك مرتكب هذه الخروقات فكيف تدعه، عاد و قال لي : غازي كنعان هو الذي رشحه، بعد اغتيال الرئيس الحريري أجتمعت معه في 28 شباط 2005 و قلت له هذا المجرم "جيبو اقطع له رقبتو" هذا هو الذي خلق هذا الوضع في لبنان.
س: قلت هذا الكلام للرئيس الاسد عن رستم غزالي؟
ج: طبعا على كل حال بكرا يوجد تشكيلات و على أساس أن يقال و لم تتم إقالته ، و خطب الرئيس في مجلس الشعب و قال هناك أخطاء في لبنان و قلت له أنا أريد أن أحميك ، شكل لجنة تحقيق و اجلب الضباط الذين أساؤوا في لبنان و حولهم إلى محكمة ميدانية و ليتحملوا مسؤولية الأخطاء التي حدثت في لبنان، لماذا تتحمل الدولة أخطاءهم أو أنت ، فقال لي الآن لا نستطيع أن نحاسب أحد إلى بعد المؤتمر و قلت له أجلب وزير الخارجية الذي ورطك في القرار 1559 و ضعه في البيت، فقال لا نستطيع أن نحاسب أحدا الآن إلى ما بعد المؤتمر، جاء المؤتمر و إذ برستم غزالي عضو في المؤتمر و سلمه رئيس فرع ألمن في ريف دمشق الذي له علاقة في لبنان و بدا الواحد منا يتساءل لماذا حماية رستم غزالي و الجميع يعرف موبقات هذا الرجل.
سيريانيوز (http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=17674)