الوردة الجريحة
05-01-2006, 01:40 AM
http://www.l22l.com/uploads/538335dbfd.gif
في هذا العصر
حيث الماديات طغت على حياتنا
لا يزال يمر أمامي مشهد ذلك الشاب
قبل أكثر من سنتين
وقد أنزل إحدى الـ ... من سيارته
وآخر
كان ينتظر ركوبها لسيارته
مشاهد حقيقة
رأيتها بعيني .. وعلى الملأ
وفي وضح النهار
وكأن الأمر عادي ..
وكأن الأمر طبيعي ..
لا أعلم هل أنا من أعاني من ضيق أفق
حين أصاب بالأسى لحال هذه الأمة وشبابها
وما وصلوا إليه من مجاهرة بالمعاصي وأمام الجميع
أم أنني محقة .. فيما أشعر من ألم
وأغض الطرف وأغفل عقلي
وأدعوه للامبالاة
فهذا زمن ليس بزماني
وليس بزمان قيمي ومبادئي ..
هي حكايتان
لشابين من شباب هذه الأمة
ليسوا من هذا الزمن ..
بل من زمن مضى
رحمهما الله
في قصتهما عظة وعبرة
ودعوة صادقة من القلب
وســـــــــؤال ؟؟
كم شاب من شباب أمتي كمثل هؤلاء ؟؟
قال جابر بن نوح : كنت بالمدينة جالساً عند رجل في حاجة ، فمر بنا شيخُ
حسن الوجه حسن الثياب ، فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه
وقال : يا أبا محمد أسأل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر،
فقال الشيخ :
وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وقد صرت حيراناً من الثكل باهتاً أخاً كلف ضاقت علي رباعها
فقال له الرجل : أبشر فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو ألا يحرمك الله
الأجر في مصيبتك .
فقلت له : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بإبنه وكان به باراً قد كفاه جميع ما يعنيه ، ومنيته عجب .
فقلت : وما كانت ؟
قال : أحبته إمرأة ، فأرسلت إليه تشكو حبه وتسأله الزيارة
وكان لها زوج ، فألحت عليه ، فأفشى ذلك إلى صديق له
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك
فأمسك ، وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى
فلما يئست منه ذهبت إلى إمراة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب
في تهييجه ، فعملت لها في ذلك ، فبينا هو ذات ليلةٍ مع أبيه إذ خطر ذكرُها بقلبه
وهاج منه أمر لم يعرفه واختلط عقله ، فقام مسرعاً فصلى واستعاذ والأمر يشتد
فقال يا أبه أدركني بقيد
فقال : يابني ، ما قصتك ؟
فحدثه بالقصة ، فقام وقيده وأدخله بيتاً ، فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور
ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره .
http://www.l22l.com/uploads/538335dbfd.gif
قال مخرمة بن عثمان : نُبئت أن فتى من العباد هوى جارية من أهل البصرة
فبعث إليها يخطبها فامتنعت
وقالت : إن أردت غير ذلك فعلت.
فأرسل إليها : سبحان الله ! أدعوك إلى مالا إثم فيه وتدعيني إلى مالا يصلح ؟
فقالت : قد أخبرتك بالذي عندي فإن شئت تقدم ، وإن شئت فتأخر
فأنشد يقول :
وأسألها الحلال وتدع قلبي إلى مالاأريد من الحرام
كداعي آل فرعون إليه وهم يدعونه نحو الأثام
فظل منعماً في الخلد يسعى وظلوا في الجحيم وفي السقام
فلما علمت أنه قد امتنع من الفاحشة أرسلت إليه : أنا بين يديك على الذي تحب.
فأرسل إليها : لاحاجة لنا فيمن دعوناه إلى الطاعة ودعانا إلى المعصية
ثم أنشد :
لاخير فيمن لايراقب ربه عند الهوى ويخافه إيمانا
حَجَب التُقى سُبل الهوى فأخو التقى إذا وافا المعاد هوانا
نعم
لا خير فيمن لا يراقب ربه
شابين من شباب الامة في عصر ماضٍِ
ولكنهما نعم الشباب
مثال وتأكيدا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن السبعة الذين يظلهم الله عزوجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال
فقال : إني اخاف الله
فكم شابٌ من شباب أمتنا
في أصقاع الأرض
وفي مختلف الظروف
دعته إمرأة
فقال : إني أخاف الله
؟؟؟
http://www.l22l.com/uploads/538335dbfd.gif
القصتان منقولتان من كتاب
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
للإمام ابن القيم الجوزية
رحمه الله
في هذا العصر
حيث الماديات طغت على حياتنا
لا يزال يمر أمامي مشهد ذلك الشاب
قبل أكثر من سنتين
وقد أنزل إحدى الـ ... من سيارته
وآخر
كان ينتظر ركوبها لسيارته
مشاهد حقيقة
رأيتها بعيني .. وعلى الملأ
وفي وضح النهار
وكأن الأمر عادي ..
وكأن الأمر طبيعي ..
لا أعلم هل أنا من أعاني من ضيق أفق
حين أصاب بالأسى لحال هذه الأمة وشبابها
وما وصلوا إليه من مجاهرة بالمعاصي وأمام الجميع
أم أنني محقة .. فيما أشعر من ألم
وأغض الطرف وأغفل عقلي
وأدعوه للامبالاة
فهذا زمن ليس بزماني
وليس بزمان قيمي ومبادئي ..
هي حكايتان
لشابين من شباب هذه الأمة
ليسوا من هذا الزمن ..
بل من زمن مضى
رحمهما الله
في قصتهما عظة وعبرة
ودعوة صادقة من القلب
وســـــــــؤال ؟؟
كم شاب من شباب أمتي كمثل هؤلاء ؟؟
قال جابر بن نوح : كنت بالمدينة جالساً عند رجل في حاجة ، فمر بنا شيخُ
حسن الوجه حسن الثياب ، فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه
وقال : يا أبا محمد أسأل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر،
فقال الشيخ :
وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وقد صرت حيراناً من الثكل باهتاً أخاً كلف ضاقت علي رباعها
فقال له الرجل : أبشر فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو ألا يحرمك الله
الأجر في مصيبتك .
فقلت له : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بإبنه وكان به باراً قد كفاه جميع ما يعنيه ، ومنيته عجب .
فقلت : وما كانت ؟
قال : أحبته إمرأة ، فأرسلت إليه تشكو حبه وتسأله الزيارة
وكان لها زوج ، فألحت عليه ، فأفشى ذلك إلى صديق له
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك
فأمسك ، وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى
فلما يئست منه ذهبت إلى إمراة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب
في تهييجه ، فعملت لها في ذلك ، فبينا هو ذات ليلةٍ مع أبيه إذ خطر ذكرُها بقلبه
وهاج منه أمر لم يعرفه واختلط عقله ، فقام مسرعاً فصلى واستعاذ والأمر يشتد
فقال يا أبه أدركني بقيد
فقال : يابني ، ما قصتك ؟
فحدثه بالقصة ، فقام وقيده وأدخله بيتاً ، فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور
ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره .
http://www.l22l.com/uploads/538335dbfd.gif
قال مخرمة بن عثمان : نُبئت أن فتى من العباد هوى جارية من أهل البصرة
فبعث إليها يخطبها فامتنعت
وقالت : إن أردت غير ذلك فعلت.
فأرسل إليها : سبحان الله ! أدعوك إلى مالا إثم فيه وتدعيني إلى مالا يصلح ؟
فقالت : قد أخبرتك بالذي عندي فإن شئت تقدم ، وإن شئت فتأخر
فأنشد يقول :
وأسألها الحلال وتدع قلبي إلى مالاأريد من الحرام
كداعي آل فرعون إليه وهم يدعونه نحو الأثام
فظل منعماً في الخلد يسعى وظلوا في الجحيم وفي السقام
فلما علمت أنه قد امتنع من الفاحشة أرسلت إليه : أنا بين يديك على الذي تحب.
فأرسل إليها : لاحاجة لنا فيمن دعوناه إلى الطاعة ودعانا إلى المعصية
ثم أنشد :
لاخير فيمن لايراقب ربه عند الهوى ويخافه إيمانا
حَجَب التُقى سُبل الهوى فأخو التقى إذا وافا المعاد هوانا
نعم
لا خير فيمن لا يراقب ربه
شابين من شباب الامة في عصر ماضٍِ
ولكنهما نعم الشباب
مثال وتأكيدا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن السبعة الذين يظلهم الله عزوجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال
فقال : إني اخاف الله
فكم شابٌ من شباب أمتنا
في أصقاع الأرض
وفي مختلف الظروف
دعته إمرأة
فقال : إني أخاف الله
؟؟؟
http://www.l22l.com/uploads/538335dbfd.gif
القصتان منقولتان من كتاب
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
للإمام ابن القيم الجوزية
رحمه الله