amawi
05-01-2006, 11:52 PM
احاول ان اودع وطني من غير بكاء
اتت ساعة الوداع ، وما اقساها من ساعة اتت معلنة معها نهاية كل شي، اتت لتقول لي هذا يومك ،هذا يوم البكاء والنحيب .
هذا ما دار بخاطري قبل ساعات من موعد سفري للخارج لكن هل حقا سأبكي ؟ هل سأبكي لأني اودع هذا الوطن ؟ هل سأبكي لأني ساودع جبالا وسهولا وصخورا ورمال ؟ ولماذا ابكي على كل ذلك ؟ وانا الذي لم يهتز له رمش ولم تنسكب منه دمعة واحدة حتى حين انتقال والدتي – رحمها الله – الى بارئها عز وجل .
انقضت تلك الساعات مسرعة دون ان احس بها فركبت السيارة بجوار اخي ليوصلني الى المطار وفي الطريق بدأت انظر يمينا وشمالا ، شعور غريب تحرك في داخلي حينها ، واحسست بأني أرى جوانب الطرقات بما فيها من اشجار واعشاب ورمال ، احسست أني اراها لأول مرة نظرت الى الجبال من حولي ولأول مرة في حياتي ادرك مدى جمالها الفتان .
لا اعرف مالذي حدث حينها بدأ لساني يتحرك وحده بدأت أتلفظ بشيء من الشعر وجسدي كله يرتجف .
اتذكر منه :
أيا وطني لو انني ادركت الزمانَ
فــــعرفت مـدى جمــــالـكَ
لما فكرت يوما ان الى غيرك ذهابيَ
لكنها هي الحياة ومشاقها
واني احبك والله واظنك كذلكَ
بعدها صمت .. صمت .. صمت . ولم اعد اسمع أي شيء وبدأت رحلة الماضي بدأت وما عرف لمَ بدأت ، أرى صورة تتبعها الاخرى وكأني أجلس في احدى دور عرض السينما اشاهد احد الافلام .
لن تتصور ولن يتصور احد منكم مهما فعل شعوري في تلك اللحظة فقد كنت اتقلب من حالة الى اخرى بسرعة جنونية .
لم اعرف كم انقضى من الوقت لكن لا يهم فأخيرا انتهت تلك الرحلة وقد لفت نظري ان جميع الصور قد تعلقت بوطني وذكرياتي معه فقد رأيت السهل والجبل والوادي ، رأيت الماء والسراب ، رأيت الشجر والعشب نعم رأيت كل هذا .
وافقت من صمتي على صوت مذياع السيارة وهو يطربني باحدى الاناشيد الوطنية المؤثرة .
دخلت في دوامة اللاوعي من جديد وحاولت الخروج من هذا الجو لكن الى اين ؟ أين اذهب ؟ اين اهرب من ذاك الصوت الذي يقول وداعا ؟ اين اذهب ؟خطرت في بالي عبارة سمعتها واحببتها فقررت التوجه الى مكانها ، نعم قررت الذهاب الى عالم اللانهاية وما بعدها مضى بعض الوقت لكن دون ان افلح بايجاد هذا العالم ، عاد ذاك الصوت الخفي وبدأ بالاقتراب شيئا فشيئا ، بدأت اخاف وأخاف وعندما اقترب مني يريد انتزاعي خرجت من تلك الحالة وعدت الى عالمي الطبيعي لكن كيف وبأي الطرق ؟ لا أعرف .
لم اجد نفسي الا وقد خرجت وما ان فتحت اعيني حتى سمعت صوت اخي يقول لي ها قد وصلنا ، دخلت الى مبنى المطار وأنا محطم يائس وحزين وحانت ساعة الوداع عانقت اخي وبكيت .. بكيت .. وبكيت .. وبكيت حتى غطت الدموع وجهي بأكمله ، الا انني لم ابكي حزنا على فراق اهلي واصدقائي ، لا لقد بكيت على ما هو اعظم .. بكيت على فراق وطني ، حاولت ان لا ابكي لكن لم استطع .
ففداك يا وطني دمعي ودمي وأهلي ، فداك يا من انت الأم والأب والأخ والصديق .. فداك .
الاربعاء الموافق 16/11/2005
اتت ساعة الوداع ، وما اقساها من ساعة اتت معلنة معها نهاية كل شي، اتت لتقول لي هذا يومك ،هذا يوم البكاء والنحيب .
هذا ما دار بخاطري قبل ساعات من موعد سفري للخارج لكن هل حقا سأبكي ؟ هل سأبكي لأني اودع هذا الوطن ؟ هل سأبكي لأني ساودع جبالا وسهولا وصخورا ورمال ؟ ولماذا ابكي على كل ذلك ؟ وانا الذي لم يهتز له رمش ولم تنسكب منه دمعة واحدة حتى حين انتقال والدتي – رحمها الله – الى بارئها عز وجل .
انقضت تلك الساعات مسرعة دون ان احس بها فركبت السيارة بجوار اخي ليوصلني الى المطار وفي الطريق بدأت انظر يمينا وشمالا ، شعور غريب تحرك في داخلي حينها ، واحسست بأني أرى جوانب الطرقات بما فيها من اشجار واعشاب ورمال ، احسست أني اراها لأول مرة نظرت الى الجبال من حولي ولأول مرة في حياتي ادرك مدى جمالها الفتان .
لا اعرف مالذي حدث حينها بدأ لساني يتحرك وحده بدأت أتلفظ بشيء من الشعر وجسدي كله يرتجف .
اتذكر منه :
أيا وطني لو انني ادركت الزمانَ
فــــعرفت مـدى جمــــالـكَ
لما فكرت يوما ان الى غيرك ذهابيَ
لكنها هي الحياة ومشاقها
واني احبك والله واظنك كذلكَ
بعدها صمت .. صمت .. صمت . ولم اعد اسمع أي شيء وبدأت رحلة الماضي بدأت وما عرف لمَ بدأت ، أرى صورة تتبعها الاخرى وكأني أجلس في احدى دور عرض السينما اشاهد احد الافلام .
لن تتصور ولن يتصور احد منكم مهما فعل شعوري في تلك اللحظة فقد كنت اتقلب من حالة الى اخرى بسرعة جنونية .
لم اعرف كم انقضى من الوقت لكن لا يهم فأخيرا انتهت تلك الرحلة وقد لفت نظري ان جميع الصور قد تعلقت بوطني وذكرياتي معه فقد رأيت السهل والجبل والوادي ، رأيت الماء والسراب ، رأيت الشجر والعشب نعم رأيت كل هذا .
وافقت من صمتي على صوت مذياع السيارة وهو يطربني باحدى الاناشيد الوطنية المؤثرة .
دخلت في دوامة اللاوعي من جديد وحاولت الخروج من هذا الجو لكن الى اين ؟ أين اذهب ؟ اين اهرب من ذاك الصوت الذي يقول وداعا ؟ اين اذهب ؟خطرت في بالي عبارة سمعتها واحببتها فقررت التوجه الى مكانها ، نعم قررت الذهاب الى عالم اللانهاية وما بعدها مضى بعض الوقت لكن دون ان افلح بايجاد هذا العالم ، عاد ذاك الصوت الخفي وبدأ بالاقتراب شيئا فشيئا ، بدأت اخاف وأخاف وعندما اقترب مني يريد انتزاعي خرجت من تلك الحالة وعدت الى عالمي الطبيعي لكن كيف وبأي الطرق ؟ لا أعرف .
لم اجد نفسي الا وقد خرجت وما ان فتحت اعيني حتى سمعت صوت اخي يقول لي ها قد وصلنا ، دخلت الى مبنى المطار وأنا محطم يائس وحزين وحانت ساعة الوداع عانقت اخي وبكيت .. بكيت .. وبكيت .. وبكيت حتى غطت الدموع وجهي بأكمله ، الا انني لم ابكي حزنا على فراق اهلي واصدقائي ، لا لقد بكيت على ما هو اعظم .. بكيت على فراق وطني ، حاولت ان لا ابكي لكن لم استطع .
ففداك يا وطني دمعي ودمي وأهلي ، فداك يا من انت الأم والأب والأخ والصديق .. فداك .
الاربعاء الموافق 16/11/2005