تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حذارى لمن يهيج العوام على الحكام!!!!!!(()))(())



الفارس الجديد
08-01-2006, 11:56 PM
اخوانى اما بعد فقد وجدت تلكم المقاله على جهازى فأحببت ان اريها لكم حتى لا تنخدعوا بالخطب الثوريه و الكلمات الحماسيه و الشعارات النديه والجماعات الحزبيه التى تثير الفتن القويه كالمظاهرات و المنشورات الورقيه

التى تدعو لزلزلة الامن و اثارة الفتن



فأعرنى اخى القارىء بصرك و ليتسع صدرك كى تفتح قلبك و تشم نفسك






اسئلة الاهل والخلان فى معاملة الولاه والسلطان
*******

بسم الله الرحمن الرحيم



قال عز وجل:(فإن تنازعتم في شيٍ فردوه إلى الله)

كذلك فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في مبدأ خطبته دائماً : (( من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له ، أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محـدثاتــها ، وكل محدثة بدعـة ، وكل بدعة ضلالة )) رواه مسلم في صحيحه .

ولهذا فقد أجمع أهل العلم على أن الردّ حين النزاع دائماً لا يكون إلاّ إلى الله والى رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

*وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - : ( أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد ).

**وكما علمنا -حفظكم الله ونفع بعلمكم- نحن لا نتعصب للرجال ولكن للدليل.

و اما بعد:-

فإن من تولّى أمر المسلمين من الأئمة وكان موصوفاً بالظلم والفسق والجور مما لا يصل إلى حدّ الكفر والردّة ، فالواجب طاعته والانقياد له فيما يسوغ طاعته فيه من شرائع الإسلام من الجماعة والجمعة والحج والجهاد ، ولا يكاد أحدٌ من الولاة في قديم الزمان وحديثه يسلم من بعض المخالفات الشرعية عدا زمن الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم.







.
(فصل)اقوال السلف



مما لا يخفى على حضرتكم اقوال السلف فى هذا ومنها:

قال الامام أحمد - رحمه الله - في رسالته في السنة من رواية عبدوس عند اللالكائي في كتاب السنة له (1/166) : ( أصول السنة عندنا ... السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البرّ والـفـاجر ، ومـن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف (2) حتى صار خليفة سمّى أمير المؤمنين ، والغزو ماضٍ مع الأمراء إلى يوم القيامة البرّ والفاجر لا يترك - إلى أن قال : - وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولّى جائزة ركعتين ، ومن أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة - إلى أن قال : - ومن خرج على إمام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ، ولا يحلّ قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق ...) .

وروى اللالكائي (1/154) في عقيدة الإمام سفيان الثوري - رحمه الله -قال : ( يا شعيب : لا ينفعك ما كتبت حتّى ترى الصلاة خلف كل برّ وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل.) .

ونقل أيضاً (1/177) في عقيدة الإمامين أبي حاتم الرازي وأبي زرعة قالا : ( .... ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاّه الله - عزّ وجلّ - أمرنا ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ...)



وقال الإمام بن تيمية - رحمه الله – في " العقيدة الواسطية " : ( ويرون إقامة الحج والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً ... )



وَقَالَ الإمام الطحاوي فِي بيان أهل السنة والجماعة: "ولا نرى الخروج عَلَى أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا نَنْزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لَم يأمروا بِمعصية، وندعوا لَهم بالصلاح والمعافاة".

. لا شك أن الفجور مُنافي للبر والعدل، فلم يشترط السلف في الإمام أن يكون برًّ عادلاً كي يُطاع في المعروف ويُحرَّم الخروج عليه.



(فصل)النصوص الصريحة الصحيحة



- وكما لا يخفى عنكم احاديث النبى فانت اعلم بها منى

اقتصر على ما رواه الإمامان الجليلان البخاري ومسلم

روى مسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدّع الأطراف ) .

وعند البخاري من حديث أنس - رضي الله عنه - : (( ولو لحبشيٍ كأن رأسه زبيبه )) .

وعندهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( على المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره إلاّ أن يؤمر بمعصية ، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )) .

وروى مسلم أيضاً عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟! ، قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، إلاّ من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة )) .

وعندهما عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : ( بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال : (( الاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان )) )(سياتى ذكره) .

وعند مسلم أيضاً عن عبدالله - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ، قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منّا ذلك ؟! ، قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله حقكم )) ، ولم يقل نابذوهم بالسيف واخرجوا عليهم .

عند مسلم من رواية ممطور عن حذيفة - رضي الله عنه - في حديث الفتن المشهور الذي أوله : (( كان الناس يسألون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني )) ، وهو متفق عليه ، وزاد مسلم في رواية ممطور أبي سلام عن حذيفة - رضي الله عنه - : (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال : قلت يا رسول الله كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ ، قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )) (1)

ومما لا يخفى عليكم ان هذه الأحاديث وغيرها جمعها الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه في كتاب الإمارة ، فأحسن وأجاد ، وبها وبغيرها يبلغ هذا الأصل ـ وهو السمع والطاعة للأئمة وإن كانوا جائرين وظلمه - إلى حدّ التواتر في المعنى بمجموع هذه الأحاديث النبوية .

قال الحافظ ابن حجر فِي الفتح (13/7): "وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء".

وَقَالَ النووي فِي شرحه عَلَى صحيح مُسْلِم (12/222): "أجمعَ العلماء عَلَى وجوب طاعة الأمراء فِي غير معصية". اهـ

، روى الآجري ـ رحمه الله ـ في الشريعة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لسويد بن غفلة - رضي الله عنه - : ( لعلّك أن تخلّف بعدي فأطع الأمام وإن كان عبداً حبشياً وإن ضربك فاصبر وان حرمك فاصبر وان دعاك إلى أمر منقصة في دنياك فقل : سمعاً وطاعة دمي دون مالي )



*****************

فصل
، وقد روي في الحديث : (( صنفان من أمتي متى صلحا صلح الناس : الأمراء والعلماء )) ، وقيل في الأثر : ( لا تصلح الخاصة إذا فسدت العامة ) ، قال الله تعالى : { وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضاً } ، ولهذا مما تقرر أن جور السلطان وغلاء الأسعار عقوبة لا تنزل إلاّ بذنب ، فكان الواجب على المسلمين إذا حصل مثل ذلك الرجوع إلى الله والصبر على الأذية وحقن دماء المسلمين ، لأن بقاءهم صلاح لأحوال الناس ، ورعاية لشؤونهم ،

، قال ابن المبارك - رحمه الله - منشداً :

كم يرفع الله بالسلطان مظلمة في ديننا رحمةً منه ودنيـانا

لولا الخلافة لم تأمن لنا سـبـلٌ وكان أضعفنا نهباً لأقوانا

بل قال أهل العقل والعلم : ( إمام ظلوم خير من فتنة تدوم ) ، وقال آخرون : ( ستون سنة من سلطان ظالم خير من ليلة واحدة بلا سلطان ) .

الفارس الجديد
09-01-2006, 12:05 AM
(فصل) سؤال وجواب

(نعم ، نحن لا نكفره ، لأننا لم نقم عليه الحجة ، لكننا لا نسمع له ولا نطيع لأنه ليس بولي أمر شرعي ، ذلك لأنه يحكم بغير ما أنزل الله ، ويستبدل القوانين الوضعية الكافرة بالشريعة الإسلامية ويحمل الناس عليها ، لذا فهو يحمل الناس على الكفر، فلا نقر له بالولاية الشرعي
وللجواب وبِغض النظر عن مسألة الحكم بغير ما أنزل الله(سياتى ذكره) نسوق أحد الآثار الواردة عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، يقر فيها بالولاية الشرعية لولي أمره - الخليفة الواثق - الذي كان يرى القول بخلق القرآن - وهو كفر - ويريد أن يحمل الناس على هذا القول قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد الخلال

(89 أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال سألت أبا عبدالله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول سبحان الله الدماء الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة قلت والناس اليوم أليس هم في فتنة ج1/ص133
يا أبا عبدالله قال وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك ورأيته ينكر الخروج على الأئمة وقال الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به. إسناده صحيح. السنة للخلال 1/132-134

وقال بن عثيمين(والشريط عندى سمعته باذنى)كلاما (النقط لم اسمعها جيدا او غير مؤثره فى الموضوع)

("كما ان ملء الصدور تجاه ولاة الامور يحدث الشر والفتنه ..فاذا حاول احد ان يقلل من هيبة ولاة الامور والعلماء ضاع الشرع والامن......وهل نحن اعلم وافقه من الامام احمد لسنا اعلم من هؤلاء الائمه كان الامام احمد يضرب و.......ويضرب بالسياط حتى يغمى عليه ومع ذلك يقول لو اعلم ان لى دعوه مستجابه لصرفتها للسلطان وكان يدعو المامون بامير المؤمنين (وكان يقول بخلق القران) وهل راينا من ولاة امورنا مثل ذلك

هل علمت انهم يدعون الى بدعه ويقولون من ضادنا فيها سنحبسه او نضربه او نقتله انا لا اعلم.

فالواجب ان ننظر ماذا فعل السلف تجاه ولاة الامور ولنعلم ما قيل لابو حنيفه قوم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويكفرون امرائهم ويفعلون ما يفعلون قال :لا يفعلون قالوا ولم اليس الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضه قال: بلى ولكن ما يفسدون اكثر مما يصلحون. ....اضبط نفسك واعرف العواقب.وانا اقول ان الاخوة الذين يقولون بمثل هذه الامور لا يخدمون الا العلمانيين. العلمانيين الان هل يحبون ان تبقى الدوله,لا لانهم لا يريدون الاسلام يريدون دوله من حديد......يريدون ان تتسلط عليكم الدوله بمثل هذه النعارات حتى تقضى عليكم,.......الذين يقولون هذا يخدمون العلمانيين بطريقه غير مباشره, ......اقول لكم ادرك ما نقل عن السلف مع ولاة المور- الذين احدثو فى دين الله ما ليس منه- انظر موقفهم معهم,والله يعلم انى انا لو قيل لى لا تخطب ولاتنصح ولاتكلم ولا تصلى فى جماعه ما خرجت لان المفاسد ستكون اكبر باضعاف من المصلحة العامه")

:و لنصح السلطان عدلاً كان أو جائراً : بالرفق واللين والانبساط له ، والدعاء له في أول الكلام بالهداية التوفيق ........

وقال انس بن مالك - رضي الله عنه - : ( نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم ، واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب ) ، رواه ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " (2/488) .

روى البيهقي عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله تعالى عنهما - أنه قال : ( اتقوا السلطان فإنه يغضب غضب الصبي ، ويبطش بطش الأسد ) ،

والمسيء في طريقة النصح أمام السلطان جانٍ على نفسه ومخاطرٌ بها ، وقد يحتج محتجٌ بصنيع بعض الصحابة وأئمة الدين مع بعض الأمراء والسلاطين والقسوة عليهم في مجالسهم ، ولكن هذا لا يستقيم الاستدلال به لأنه مخالف لأصل الدعوة وهو اللطف والرفق واللين قال تعالى : { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك } ، وشرع الله مقدّم على صنيع كل أحد ، وما جرى من أولئك الأفاضل من الصحابة وغيرهم جرى على عادة عصرهم في إجلال الملوك والأمراء للعلماء وهيبتهم في قلوبهم ، مع صدق النصح من الناصح لا بقصد الإهانة والإذلال !!

أن يكون ذلك النصح بمحضرٍ منه في السرِّ لا في غيابه ولا على رؤوس الأشهاد وإن حضر !!

وسئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن كيفية أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر ؟ ، فقال : ( إن كنت فاعلاً ولا بُدّ ففيما بينك وبينه ) ، ذكر ذلك ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " ، ثم قال : كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرّاً .

قال بن باز(وهو فى شريط عندى سمعته بنفسى)حين سال س0: هل من منهج السلف نقد الولاة فوق المنابر، وما منهج السلف في نصح الولاة؟

ج0: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر فلانا يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم.

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تكلم عثمان؟فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ إني لأكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه(أخرج القصة الشيخان، وأحمد وغيرهم، من حديث "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار..."بألفاظ، عن أسامة بن زيد).

ولما فتحوا (أي الخوارج ) الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان بأسباب ذلك، وقتل جمع كثر من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه، نسأل الله العافية. انتهى كلام الشيخ رحمه الله.

ويشهد لمقال الشيخ - يرحمه الله - ما ذكره ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (6/170) عن عبدالله بن عكيم - رحمه الله - أنه قال : لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان - رضي الله عنه - !! ، فقالوا له : يا أبا معبد أوَاعنت على دمه ؟! ، فقال : إنّي أعدّ مساويه عوناً على دمه .

وقال فى شريط اخر(سمعته ايضا وهو عندى)من مفهوم نصيحة الولاه:-

من نصيحتهم الا نثير الناس عليهم واثارة الناس عليهم ليس معناها ان نقول ايها الناس ثوروا على الحكام هذا ما حدث لكن ذكر المساوىء واخفاء المحاسن يوجب اثارة الناس

روى ابن أبي عاصم - رحمه الله - في " السنة " عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ( إيّاكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة ) ، فقيل : يا أبا الدرداء ، فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟، قال : ( اصبروا فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت

المقصود من هذا كلّه إذا تأمله العاقل علم بفساد صنيع أولئك القوم الذين يجاهرون بالنصيحة للولاة على رؤوس الأشهاد ، وجهدهم جهد المنبتّ !! ، لا ظهر أبقى ولا أرض قطع !! ، فلا نصيحة أدّوها على وجهها ، ولا سلامة بقوا عليها !! ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله (1) (http://www.montada.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=4418508#_ftn1) .

وكان الواجب سلوك المنهج القويم في تقديم النصح والدعاء لهم فإن هذا من خير ما يعامل به السلطان ، قال العالم الجليل الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان ) ، وجُعل ذلك شعاراً لأهل السنة والجماعة وهو الدعاء للسلطان بالصلاح والهداية

قال البربهاري - رحمه الله - في رسالته في " السنة " : ( إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنّة وإذا رأيت الرجل لا يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب هوى ) .

قال بن باز : فالنصيحة تكون بالثناء على ما فعل من الخير ، والحث على إصلاح الأوضاع ، والتحذير مما وقع من الشر ، هذه طريقة أهل الخير الناصحين لله ولعباده .



ومن خير مقامات الدعاء له بالصلاح الجمع وصلاة الأعياد لاجتماع الناس وكثرة المؤمِّنين على الدعاء ، ومن قال أن الدعاء للسلطان في خطبة الجمعة بدعة ، فهو المخطئ حقاً لأن من سنن خطبة الجمعة الدعاء بما فيه صلاح المسلمين ، ومن أعظم صلاح المسلمين صلاح إمامهم ، ولربما يستجاب دعا داعٍ بتأمين رجلٍ واحد من الذين حضروا هذه الخطبة فيصلح الله شأن الإمام فتصلح حال الرعية .







جزاك الله خيرا لسعة صدرك وحلمك .
ادعو الله ان لا اكون ممن قيل فيهم جاءنى الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكن

وان اكون ممن جاءه الدليل فصادف قلبا يريد الحق فتمكن

**سدد الله اياكم وبارك فى جهودكم ونصر بكم الحق وجعلنى واياكم من الهداة المهتدين الناصرين لدين الله والذابين عن شريعته والدعاه اليه على بصيره واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.


تمت


(1) (http://www.montada.com/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=4418508#_ftnref1) ومن صور مخالفة منهج السلف المستقيم في هذا الباب : كتابة الشعارات وحمل الرايات والخروج بالمظاهرات وأعمال الشغب ، وتوزيع المنشورات المتضمنة السب والتعيير بالولاة ، فهذا كلّه من المنكر الذي يخالف الكتاب والسنة وعمل أهل السنة .

الفارس الجديد
09-01-2006, 07:23 PM
كل عام و انتم بخير

سلامة المصرى
09-01-2006, 08:06 PM
هذا موضوع جديد , وأنا به سعيد , وصاحبه صنديد , الفارس الجديد ! :)
عذرا أخي على الاسلوب , لكن القافية تحكم كما يقولون عندنا بمصر .... المهم , ..
فعلا لم يعد أحد يلتفت لمثل هذا الامر , وتجد الناس تتهمك بالجبن عندما تعلن لهم الرأي الصواب القائل بعدم الخروج على الحاكم إلا في حالات مشددة لا يصل إليها الحكام الاذكياء أبدا مهما كان جبروتهم ..
فالمشكلة حقيقة هى الشعور بالعجز والإحباط المؤديان للغضب وبالتالي الثورة , المحرمة شرعا
وإبداء الراى لم يكن أبدا بالتظاهرات , ولي سابقا تجربة شخصية مع المظاهرات عندنا , ففيها يخرج الرجال مع النساء ويختلط الحابل بالنابل , والتلميذة بالشاب فيحدث مالا تحمد عقباه !!
فالخروج على حاكمنا هو منتهى أمنية عدونا , حيث يسود الاضطراب في تلك الفترة ونصبح لقمة سائغة في الفم
شكرا على فتح الموضوع...

الحق الواضح
09-01-2006, 10:10 PM
:)
عذرا أخي على الاسلوب , لكن القافية تحكم كما يقولون عندنا بمصر .... المهم , ..
فعلا لم يعد أحد يلتفت لمثل هذا الامر , وتجد الناس تتهمك بالجبن عندما تعلن لهم الرأي الصواب القائل بعدم الخروج على الحاكم إلا في حالات مشددة لا يصل إليها الحكام الاذكياء أبدا مهما كان جبروتهم ..
فالمشكلة حقيقة هى الشعور بالعجز والإحباط المؤديان للغضب وبالتالي الثورة , المحرمة شرعا
وإبداء الراى لم يكن أبدا بالتظاهرات , ولي سابقا تجربة شخصية مع المظاهرات عندنا , ففيها يخرج الرجال مع النساء ويختلط الحابل بالنابل , والتلميذة بالشاب فيحدث مالا تحمد عقباه !!
فالخروج على حاكمنا هو منتهى أمنية عدونا , حيث يسود الاضطراب في تلك الفترة ونصبح لقمة سائغة في الفم
شكرا على فتح الموضوع...

ناديت لو اسمعت حيا و لكن لا حياة لمن تنادى
و نارا لو نفخت فيها اضاءت و لكن انت تنفخ فى رمادى

الفارس الجديد
26-01-2006, 07:27 AM
هذا وقت الموضوع الان

مدعم باقوال العلماء الاكابر

حنـــظله
26-01-2006, 09:55 AM
... لا حول و لا قوة إلا بالله ...

الفارس الجديد
28-01-2006, 10:53 PM
جزا الله المشرف خير الجزاء

من الاسلام( العلم ثم الاعتقاد ثم الانقياد()

فليس عندما يأتى حكم شرعى لا يوافق هوانا و عقلنا رددناه هكذا بل لابد من التسليم لامر الله

المهم الان ان نركز فى قراءة الموضوع

اخوانى الموضوع هام لابد ان نفهمه جيدا

حنـــظله
29-01-2006, 12:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


برافو أحمد , على بدايتك (الموفقة) في الإشراف !


يا أخي الفاضل , من العلماء الذين (تعديت) عليهم ؟

ردي كان موجها (لفكر) وتوجه معين وليس حتى (فتوى) محدده أو عالم بعينه


أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم


لم تخافون من النقاش ؟؟؟؟؟


وبخصوص الأعضاء


أيش (الإتهامات) اللي تقصدها؟


أنا قلت أن الاخ كاتب الموضوع هو (مجرد ناقل) , حتى هذه تمنعوننا من قولها ؟

دعه يرد ويشرح ما أتى لنا به , حتى نتأكد من خطأ (أتهامي) له



رحم الله أيامك يا أبا خالد
وشفاك الله من كلّ (علّة) وشفانا جميعا

الفارس الجديد
29-01-2006, 01:01 AM
اخى ليس هناك اية عداوه بيننا نحن مسلمين اخوان


ارجو ان نتفهم لما اكتبه و لا ندخل فى حوارات عقيمه


الموضوع معروض لمن له استفسار فى شىء ليس للجدال فيه


ارجو ان تعلق و تبدى رأيك

و شفى الله ابو خالد و بارك لنا فى احمد

شايف
29-01-2006, 11:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان و تبيين لبعض ما يجب في الإنكار على السلاطين




الحمد لله عظيم المنن ، دافع النقم و المِحَن ، ذي الفضل و النعماء على من آمن به و تولاه ، و ذي العزة و الجبروت و البأس الشديد على من حادَّه أو عاداه .
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و آله و صحبه و من والاه ، ثم أما بعد .
فإن الله تعالى مذ خلقنا و كرمنا و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يتركنا هملاً نهيم على وجوهنا دون أن يبين لنا سبل الرشاد ، بل بعث فينا نبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم بما يصلح العباد و البلاد ، و يسوس الدنيا و أهلها إلى يوم المعاد ، فتوفي عليه الصلاة و السلام و ما من خير إلا و دلنا عليه ، و لا شر إلا حذَّرنا منه ، و أخذ بحُجَزِنا يصرفنا عنه ، و لا علم ينفع في دينٍ أو دنيا إلا أوقفنا عليه .
و لحق رسول الله صلى الله عليه و سلم بربه و ما من طائر يقلِّبُ جناحيه ، في السماء إلا و قد ذكر لأصحابه منه علماً ، كما روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي الدرداء و أبي ذرٍّ رضي الله عنهما .
فهل يظن عاقل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد عرف ما ستؤول إليه أمور أمته من بعده و أخبر به و بالغ في بيانه ، و ذِكْرِ أشراطه ، و التحذيرِ من أشراره ، يدعنا و شأننا في مجابهة المحن ، و مواجهة الفتن ، دون أن يبين لنا في ذلك سبيلاً رشَداً ، فيأتينا العقلاء منه بقبسٍ أو يجدوا في شرعِه هدى ؟!
كلا و الله ! ما كان الأمر كذلك ، و ما ينبغي له أن يكون ، فقد علَّمنا من لا ينطق عن الهوى كيف نعامل الأمراء في كل حال ، فقال في موعظته التي ذرفت لها العيون و وجلت منها القلوب : ( عليكم بتقوى اللّه ، و السمع و الطاعة ، و إن عبداً حبشياً ) ، رواه ابن ماجة و غيره بإسنادٍ صحيح عن العرباض بن سارية رضي الله عنه .
و روى الشيخان عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أنه قال : دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ ، فكان فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فِي مَنْشَطِنَا وَ مَكْرَهِنَا ، وَ عُسْرِنَا وَ يُسْرِنَا وَ أَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَ أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ، إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً ، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ) .
فقيَّد صلى الله عليه و سلَّم منازعة الأمر – الحُكمَ – أهله ، بظهور الكفر البواح من المنازَع .

و ههنا مسائل يحسن التنبيه إليها بين يدي هذا الحديث الشريف :
أُولاها : التفريق بين إنكار المنكر و بين الخروج على الحاكم ، إذ ليس كل من أنكر منكراً على حاكم ذي سلطة ( شرعية أو غير شرعية ) خارجاً عليه بمجرد الإنكار فضلاً عن أن يكون خارجي المنهج و الفكر و المذهب ، كما يصوره البعض ، لأن الأمَّة مازالت تنكر على حكامها و ولاة أمورها سرّاً و جهراً ، بحسب الإمكان ، و ما يقتضيه الحال ، و لم نقف في تاريخنا المديد على من اتُّهم بالخروج ، أو نسب إلى الخروج أصلاً ، فضلاً عن أن ينسب إلى الخوارج ( كطائفة ) لمجرد إنكار المنكر – علانيةً - على الحاكم ، و دعوته إلى العدل و الإنصاف و ردِّ المظالم و إحقاق الحق .
و يشهد لهذا تبويب الإمام مسلم في صحيحه بما يؤكد على التفريق بين الإنكار الواجب و الخروج المحرم بقوله : بَابُ وُجُوبِ الإِنْكَارِ عَلَى الأُمَرَاءِ فِيمَا يُخَالِفُ الشَّرْعَ ، وَ تَرْكِ قِتَالِهِمْ .اهـ .
و ما رواه ابن ماجة في سننه بإسنادٍ صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) ، و في رواية : ( كلمة حقًّ ) .
و ما صح في سننه أيضاً من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ، أنه قال : عرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلٌ عند الجمرة الأولى ، فقال : يا رسول الله أيُّ الجهاد أفضل ؟ فسكت عنه . فلما رمى الجمرة الثانية سأله ، فسكت عنه . فلما رمى جمرة العقبة وضَعَ رِجْلَه في الغَرْز ليَركب ، قال : ( أين السائل ؟ ) قال : أنا يا رسول الله . قال : ( كلمة حق عند ذي سلطان جائر ) .
قلتُ : لو كان إنكار المنكر على السلطان الجائر منكَراً ، لما كان القيام به أفضل الجهاد في سبيل الله ! و لما جعل من قُتِل دون ذلك في مقام سيِّد الشهداء ، كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلَّم إذ قال : ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، و رجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله ) رواه الحاكم في مستدركه عن جابر بإسناد صحَّحه ، و أقرَّه الذهبي .

و ثانيها : أن تقييد الإنكار بالإشهار أو الإسرار أمر تحكمه مقاصد الشريعة ، و يجب ضبطه بضوابطها ، و ينظر إليه من خلال المصالح المترتبة على القيام به ، و المفاسد المترتبة على تركه ، و هذا يختلف بحسب الأمور المنكرة ، و حال المنكِر ، و المنكَر عليه ، و أسلوب الإنكار ، لذلك رأينا أئمة السلف ينكرون المنكر على الحاكم علانية تارةً ، و خفيةً تاراتٍ أُخَر ، فيما بينهم و بين الحاكم ، دون أن يتحجَّر أحدهم واسعاً ، أو يحمل الناس على رأيه مكرَهين .
و قد اشتهر من الإسرار في الإنكار موقف أسامة بن زيد من عثمان بن عفان رضي الله عنهم و عن سائر الصحابة الكرام ، حيث كان يتخوله بالموعظة و النصيحة سراً .
فعَنْ شَقِيقٍ بن سلمة ، عَنْ أُسَامَةَ بن زيد ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَلا تَدْخُلُ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فَتُكَلِّمَهُ ، يَعْنُونَ عُثْمَانَ ، فَيَقُولُ : أَتَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا أُسْمِعُكُمْ ، وَ اللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَفْتَحُهُ ، وَ لا أَقُولُ لأَحَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ أَمِيراً إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : ( يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ فِي الرَّحَى ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ : مَا لَكَ ؟ أَلَمْ تَكُ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ تَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَ آتِيهِ ) ، رواه أحمد و أصله في صحيح البخاري .
قال القاضي عياض رحمه الله [ كما في فتح الباري : 13 / 57 ] : ( مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك ، بل يتلطف به ، و ينصحه سراً فذلك أجدر بالقبول ) .
و هذا منهج مبرئٌ لذمة من يقدر على الوصول إلى الأمير أو الوقوف بين يديه ليأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر ، و لكن ليت شعري كيف تبرأ ذمة من لا يملك حيلة و لا يستطيع سبيلاً إلى الإنكار إلا من وراء جُدُرٍ ، إن لم يبذل وُسعَه في قول الحق و العمل به و لو عن بُعدٍ ؟
و معاذ الله أن نبرر الإنكار علانية أو ندعو إليه مع إمكانية تحقيق الغاية المرجوة من الإنكار بين العالم و الحاكم .
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن سعيد بن جهمان قال : ( أتيت عبد الله بن أبي أوفى ، و هو محجوب بالبصرة ، فسلمت عليه . قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان . قال : فما فعل والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله أنهم كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها ؟ قال : بل الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس و يفعل بهم . قال فتناول يدي ، فغمزها بيده غمزةً شديدة ، ثم قال : ويحك يا ابن جهمان ، عليك بالسواد الأعظم ، عليك بالسواد الأعظم ، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته ، فأخبره بما تعلم ، فإن قبل منك ، و إلا فدعه ؛ فإنك لست بأعلم منه ) .
و هذا مقيد بقول عبد الله بن أبي أوفى صراحةً : إن كان السلطان يسمع منك .
قلتُ : أما إن تترس الأمير بحاشية السوء ، و لم يمكن إيصال الحق إليه ، فلا أقل من تبصير العامة بضررٍ لا يدفع بأقل من العلم به .

و ثالثها : أنَّ حمل معنى الكفر البواح على الخروج من الملة بالكفر الأكبر دون غيره من كبائر المعاصي و فواحش الذنوب ، أمر يسوغ فيه الخلاف ، بل قد وقع الخلاف فيه يقيناً ، بذهاب بعض العلماء إلى تأويل الكفر البواح بالمعاصي ، كما فعل الإمام النووي رحمه الله إذ قال في شرحه لصحيح مسلم [ 12 / 229 ] :
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْراً بَوَاحاً عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ) هكذا هو لمعظم الرُّواة . و في معظم النُّسخ : بواحاً بالواو . و في بعضها : براحاً ، و الباء مفتوحة فيهما . و معناهما: كفراً ظاهراً ، و المراد بالكفر هنا : المعاصي . و معنى ( عندكم من اللهِ فيه برهان ) أي : تعلمونه من دين اللهِ .
و معنى الحديث : لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم ، و لا تعترضوا عليهم ؛ إلاَّ أن تروا منهم منكراً محقَّقاً تعلمونه من قواعد الإسلام ، فإذا رأيتم ذلك فأنكروه عليهم ، و قولوا بالحقِّ حيث ما كنتم ، و أمَّا الخروج عليهم و قتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، و إن كانوا فسقة ظالمين ، و قد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، و أجمع أهل السُّنَّة أنَّه لا ينعزل السُّلطان بالفسق ) .
فتأمل وفقك الله لهداه كيف ذهب الإمام النووي رحمه الله إلى تأويل الكفر البواح بالمعاصي ، و لم يحمله على الكفر المخرج من الملة ، فضلاً عن أن يقصره عليه ، و لم يرَ بأساً في منازعة ولاة الأمر و الاعتراض عليهم حال وقوعهم في المعاصي و المنكرات المحققة المعروفة بما يُعلَم من قواعد الإسلام ، شريطة أن لا يكون ذلك بالسيف ما لم يُتيقَّن خروج الحاكم من الملة بالكُليَّة .
و مع ذلك فقد نقل [ في شرح صحيح مسلم أيضاً 2 / 26 ] عن إمام الحرمين رحمه الله القول بمشروعية التواطؤ لخلع الإمام الفاسق بما هو أقل من الكفر و إن استلزم ذلك إشهار السلاح في وجهه و محاربته ، حيث قال : ( قال إمام الحرمين رحمه الله: و إذا جار والي الوقت و ظهر ظلمه و غشمه و لم ينزجر حين زُجِرَ عن سوء صنيعه بالقول ، فلأهل الحلِّ و العقد التَّواطؤ على خلعه ، و لو بشهر الأسلحة و نصب الحروب ، هذا كلام إمام الحرمين ، و هذا الَّذي ذكره من خلعه غريب ، و مع هذا فهو محمول على ما إذا لم يخف منه إثارة مفسدة أعظم منه ) .
فاتق الله في يا من يعيب على إخوانه القيام بما هو أدنى مما ذهب إليه إمام الحرمين و أقره عليه النووي بشرطه المذكور ، و ارأف بإخوانك الذين ينكرون منكراً قعدت عن إنكاره ، و لولا ما حملوه عنك من القيام بالواجب الكفائي لكنت من الآثمين ، فادع لهم ، و احفظ ظهورهم ، و لا تكن عوناً للظالمين عليهم .
و حذار من أن تتوهم في كلامنا هذا تحريضاً على ارتكاب أعلى المفسدتين مع إمكانية تحاشيهما أو الاكتفاء بارتكاب أدناهما ، لأن الدعوة إلى إنكار المنكر على الحاكم المسلم علانية خلافُ الأصل الذي ندعو إليه ، و نحتسب الأجر عليه .
إذ إن الإنكار على الحاكم المسلم سراً هو الأصل ما دام ذلك كافياً و كفيلاً لإحقاق الحق و دفع المنكر بأقل منه .
أما إن تعذر ذلك و خُشيَ من تفشي المنكر ، و شيوع الفاحشة في الذين آمنوا فيعدل عن هذا الأصل إلى ما لا يتم الواجب إلا به ، و من ذلك الإنكار علانية علَّ ذلك يبلغ من كان له قلبٌ أو ألقى السمع و هو شهيد ، فيبذل وسعه ، و يبرئ ذمَّته في التصدي للمنكر و أهله قبل فوات الأوان ، و يكون ذلك في حالات منها :
الحالة الأولى : إذا شهد العالم وقوع المنكر أو وافق حضور الوالي المتلبس به ، فيجب الإنكار في الحال ، و لا يسعه تأخيره عن وقت الحاجة لبيانه .
و مثال ذلك ما عرف من إنكار أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، و غيره على مروان بن الحكم تقديم خطبتي العيد على الصلاة ، خلافاً للسنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم .
فقد روى مسلم في صحيحه بإسناده عن طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوانُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ؟ فَقَالَ مروان : قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ . فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ) الحديث .
الحالة الثانية : إذا غلب على الظن تعالي الحاكم على الحق و أهله ، و تطاوله على من يأمره و ينهاه بسيفه و بطشه ، فعندئذ يجد الداعية مندوحة من المواجهة مع من لا يتورع عن إراقة دماء مخالفيه و معارضيه ( بالحق ) ، فيعدل إلى إنكار المنكر بما تيسر من وسائل أُخَر ، و أقلها تحذير العباد من المنكر الذي يقره الحاكم و لا ينكره .
روى ابن ماجة في سننه بإسناد حسن عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ) قالوا : و كيف يذل نفسه ؟ قال : ( يتعرض من البلاء لما لا يطيقه ) .
و روى ابن سعدٍ في طبقاته عن عمارة بن مهران ، قال : قيل للحسن : أَلا تَدْخُلُ عَلَى الأمَرَاءِ ، فَتَأْمُرَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ تَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : ( لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ ، إِنَّ سُيُوفَهُمْ لَتَسْبِقُ أَلْسِنَتَنَا ، إِذَا تَكَلَّمْنَا قَالُوا بِسُيُوفِهِمْ هَكَذَا ، وَ وَصَفَ لَنَا بِيَدِهِ ضَرْباً ) .
و لا يستفاد من هذا أن الحسن ، ترك الأمراء و شأنهم فلم يأمرهم و لم ينهَهم ، و حاشاه من ذلك و هو الغيور على دين الله ، الذي لا يخاف فيه لومة لائم ، و لكنه لم ينكر منكرهم في مجالسهم دفعاً لمفسدة أكبر ، و لم يعدِم وسيلةً أخرى لإحقاق الحق و الأمر به ، و إبطال المنكر و النهي عنه ، كما يبدو ، و الله أعلم .
الحالة الثالثة : إذا كان المنكر الواجب إنكاره يبلغ في ضرره و شرِّه عموم الأمة ، و لا يقتصر في ذلك على الحاكم العاصي أو خاصته ، فهذا لا بد من أن يحذَّر منه كل من قد يقع فيه ، أو يلتبس عليه أمره ، أو يتضرر به ، و من هذا القبيل إسقاط الجهاد حال كونه فرضاً متعيناً على المسلمين كما هو الحال اليوم في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس ، فلو قدِّرَ أن حاكماً دعا إلى وضع الحرب مع العدو ، و تنازل عن الحَرَم و الحُرُمات ، و الديار و المقدَّسات ، فقد أتى منكراً جسيماً يجب إنكاره عليه ، و تبصير الأمة بخطره كي لا تموت فيهم الغيرة على الدين ، و العزيمة على مجاهدة المعتدين .
و مثل ذلك التحذيرُ من المنكرات السارية كالتعامل بالربا ، و إشاعة الفواحش ، و سائر ما يعم شره ، و لا يؤمن الوقوع فيه ، و من أخطر ذلك ما تبثه وسائل الإعلام و الإجرام من لوثات العقول و الأفكار و السلوك و الأخلاق ، فهذه و أمثالها أمور يجب على القادر أن ينكرها على الحكام ، و يحذِّر من خطرها المحكومين ، نصيحة لله و لرسوله و لعامة المسلمين و خاصتهم .
و لا تبرأ الذمة في هذه الأحوال بمجرد الهمس في أذن الحاكم بوجود هذه المنكرات ، إن لم يفض ذلك إلى تغييرها ، و يعصم المسلمين من الوقوع في شرورها ، بل لا بد من إنكارها علناً ، و بيان مفاسدها و مخاطرها على رؤوس الأشهاد ، ليهلك من هلك عن بيِّنة و يحيى من حيَّ عن بيِّنة .
روى الحاكم في مستدركه أن أميراً من أمراء الكوفة دعا ساحراً يلعب بين يدي الناس ، فبلغ جندباً ، فأقبل بسيفه و اشتمل عليه ، فلما رآه ضربه بسيفه فتفرق الناس عنه ، فقال : أيها الناس ، لن تُراعوا إنما أردت الساحر ، فأخذه الأمير فحبسه ، فبلغ ذلك سلمان ، فقال : ( بئس ما صنعا لم يكن ينبغي لهذا و هو إمام يؤتم به يدعو ساحراً يلعب بين يديه ، و لا ينبغي لهذا أن يعاتب أميره بالسيف ) .
و يظهر من سياق هذا الخبر أنَّ تغيير المنكر بالسيف كان لعموم شرِّه و خطره ، حيث كان الساحر يلعب بين يدي الناس ، و هذه فتنة ظاهرة يتعين إنكارها و دفعها ، و هذا ما أقدم عليه جندب بعد أن بيَّن للناس أنَّه ما خرج ليريعهم ، بل خرج ليقيهم الفتنة بسيفه ، و هذا اجتهاد منه ، أنكر عليه سلمان خروجه بالسيف فيه ، و لم ينكر عليه مجرد مخالفة الحاكم أو اعتراض سبيل الساحر الفتان ، و الله أعلم .
الحالة الرابعة : إذا بلغه أن الحاكم قضى قضاءً ، أو أمر أمراً يخالف كتاب الله و سنَّة رسوله ، فيجب إنكار المنكر حينما يبلغه ، إذا بلغه من ثقةٍ ، و لا يجوز له الكف عن الإنكار أو التوقف فيه ، أو إرجاؤه إلى حين لقاء الأمير ، لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ، و لو سكت العالم عن المنكر لحظة سماعه به أو بلوغه إيَّاه لأوهم إقراره له ، خاصَّةً إذا كان عالماً يُتَّبَع ، و إماماً قدوةً علَماً .
روى عبد الرزاق في مصنَّفه عن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ و قد سَأَلَهُ رَجُلٌ ، أَتُحَرِّمُ رَضْعَةٌ أَوْ رَضْعَتَانِ ؟ فَقَالَ : ( مَا نَعْلَمُ الأُخْتَ مِنَ الرَّضَاعَةِ إِلا حَرَامًا ) ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يُرِيدُ ابْنَ الزُّبَيْرِ - يَزْعُمُ أَنَّهُ لا تُحَرِّمُ رَضْعَةٌ ، وَ لا رَضْعَتَانِ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : ( قَضَاءُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قَضَائِكَ وَ قَضَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ) و رواه بنحوه الدارقطني ، و سعيد بن منصور كلٌّ منهما في سننه .
الحالة الخامسة : إذا نهى السلطان عن تبليغ حق ، أو إحياء سنَّةٍ أو إماتة بدعةٍ ، فإن على الداعية الصادق أن يؤثر طاعة الرحمن على طاعة السلطان .
روى عبد الرزاق في مصنَّفه عن الشعبي ، عن عمه قيس بن عبدٍ قال : اختلفتُ إلى عبد الله بن مسعود سنةً فما رأيته مصلياً صلاة الضحى و لا صائماً يوماً من غير رمضان ، قال : فبينا نحن عنده ذات ليلة أُتيَ فقيل له : هذا رسول الوليد ، فقال عبد الله : ( أطفئوا المصباح ) ، فَدَخَلَ ، فقال له : إن الأمير يقول لك : اترك هؤلاء الكلمات التي تقول ، قال : ( و ما هن ؟ ) قال : ( هذه الكلمات ؟ ) قال : فلم يزل يرددهن ، قال : قولَك : كلٌّ مُحدَثَةٍ بدعةٌ ، قال : ( إني لن أتركهن ) ، قال : فإنه يقول لك : فاخرج ، قال : ( فإني خارج ) ، قال : فخرج إلى المدينة .
قلتُ : و غير بعيدٍ عن هذه الصورة ما ( قد ) يعمد إليه بعض ولاة المسلمين اليوم من تغييرٍ لمناهج التعليم ؛ يراد منه التغاضي عن بعض أحكام الشريعة ، أو كتمان بعضها ، أو تضييع بعض حدودها و أحكامها كتلك المتعلقة بباب الولاء و البراء و الإعداد و الاستعداد و الخروج في سبيل الله للجهاد .
و الموفَّق من عرف الطريق فسلَكَها ، و أعرض عن الشُّبَهِ و من عَرَضَها .
الحالة السادسة : إذا وقع الحاكم في منكر ، أو اقترف مظلمة بسبب فتوى حملت على غير وجهها من عالم ثقة ، فالواجب على العالم أن يسعى حثيثاً لتبرئة ذمته ، و رفع الظلم الواقع بسببه .
رواه أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عن أَبي بَكْرٍ الْمَروذِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ شَرِيكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ ، يَقُولُ : صَلَّيْتُ عِنْدَ الْمَقَامِ عِشَاءَ الآخِرَةِ ، وَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِنْدَ الْمَقَامِ ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ ، فَوَقَفَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا سُفْيَانُ ، بِأَيِّ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّ أَنْ يُحْبَسَ ابْنِي بِسَبَبِكَ ؟ وَ كَانَ أَرَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ : فَرَأَيْتُ سُفْيَانَ قَدْ قَامَ إِلَى الْمَقَامِ ، فَإِذَا الْوَالِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : لِمَ تَحْبِسُ رَجُلاً بِسَبَبِي ؟ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الأَمِيرُ : أَوْ قَالَ : الْوَالِي - شَكَّ الْمَرْوَزِيُّ - : هَذَا اللَّيْلُ ، وَ بَابُ السِّجْنِ مُغْلَقٌ ، قَالَ سُفْيَانُ : ( لا أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى تُخْرِجَهُ ) ، قَالَ : ( فَأَرْسَلَ وَ جِيءَ بِالْمَفَاتِيحِ ، وَ فَتَحَ بَابَ السِّجْنِ ، وَ جِيءَ بِابْنِهَا ، حَتَّى دُفِعَ إِلَيْهَا ) .

قلتُ : خليق بعلمائنا الأثبات في هذا الزمان أن ينكروا على الحاكم استغلال فتاوى الأئمة للزج بشباب الأمة في غياهب السجون ، و دياهب المعتقلات ، و أجدر بهم أن يكفوا عن الإفتاء بما من شأنه أن يوقع الحاكم في المظالم ، و يولجهم أبواب الجور و الحيف بتبرير من يقذف شباب الأمة بالخروج على الحكام و المروق من الشريعة لمجرد حماسهم و غيرتهم على دينهم و ديارهم و أهليهم الذين يُعمل فيهم الأعداء القتل و التشريد .
و لست إذ أرى مشروعة الإنكار العلني على الحكام في الحالات الست التي أوردتها أقصر الحق على ما ذكرت ، و لكنه استقراء واقع المسلمين ، والنظر حال السلف الصالحين ، و ضبط ذلك بضوابط الشرع المتين ، فإن وفقت في عرضه فالحمد لله ربِّ العالمين ، و إلا فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و ما توفيقي إلا بالله العلي العظيم ، عليه توكلت و إليه أنيب
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل ، و بالله التوفيق .


وكتب
د . أحمد بن عبد الكريم نجيب
Dr.Ahmad Najeeb
alhaisam@msn.com (alhaisam@msn.com)




المصدر : http://saaid.net/Doat/Najeeb/14.htm

http://saaid.net/Doat/Najeeb/index.htm

سلامة المصرى
29-01-2006, 01:10 PM
تعليقا على جزئية بالمشاركة السابقة :
"
قال إمام الحرمين رحمه الله: و إذا جار والي الوقت و ظهر ظلمه و غشمه و لم ينزجر حين زُجِرَ عن سوء صنيعه بالقول ، فلأهل الحلِّ و العقد التَّواطؤ على خلعه ، و لو بشهر الأسلحة و نصب الحروب "

أي لأهل الحل والعقد فقط , مجلس الشورى الغير موجود الآن أصلا .. لذلك :
* الخروج على الحاكم عن طريق تحريض العامة يعتبر محرما شرعا !!
وتلك هي خلاصة الكلام , فليستح من يدعو للفتنة ......

الفارس الجديد
29-01-2006, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





شكرا لك اخ (شايف) على المشاركه و الحوار الفعال



و لكن لى تعليقات عليه:-

1ولا:- فى استدلالك او استدلال الدكتور احمد نجيب قلت (كلمة حق عند سلطان جائر ) عند

لاحظ جيدا عند اى بينك و بينه و ليس علنيا امام الناس و فوق المنابر بل عنده

فهذه هى لغتنا الجميله و حرف الجر يغير المعنى تماما



**ثانيا:-لقد جئتك بأقوال اهل العلم و الائمه الاعلام المعاصرين مثل بن باز و بن عثيمين و الالبانى فى اول النص الموضوع



فلم لم تأخذ هذه الفتاوى بعين الاعتبار و بدلا من مناقشتى في جزئيه منها او اكثر جئتنى بموضوع جديد و كأنك تنهى النقاش



***ثالثا :- و هى مثل الثانيه لحد ما ايهما اولى و اعلم بأن نرجع له كاتب موضوعك مع كل احترامى له ام العلماء هؤلاء



طبعا الجواب و اضح



رابعا:- انت قلت هناك فرق بين الانكار و الخروج

فالانكار يثير الناس فيكون هو نواة الثوره و الخروج عليهم فالاولى بدايه للثانيه

و قد و ضحت ذلك فى البدايه ((راجع تعريف القعديه))



خامسا:-لقد دندنت حول كلمة ان السلف كانوا ينصحون تاره علنيا و تاره سرا فأين الدليل لم تأتى الا بدليل او 2 ولم تبين التخريج او الاسناد او الصحه



سادسا:- فلنراجع الاسئله الموجوده فى موضوعى مره اخرى و منهم هل يجوز الانكار العلنى على الولاه ؟؟؟ فلم يقولوا يجوز او كان فى مثل هذا بل الاجابه رادعه صريحه ولله الحمد





*-*و هناك قاعده هامه جدا و هى انه



اذا كان انكار المنكر سيترتب عليه منكر اكبر منه فلا يجوز الانكار


اخيرا هذه المسائل لن نفتى فيها نحن بل الخضوع لله و لرسوله و للدليل




***اتمنى ان اكون قد وصلت اليك معلومه مفيده و انا معك فى اى استفسار و يا حبذا ان ناقشنا مسأله مسأله و ا لا يكون النقد على الموضوع كله كذا سواء بالايجاب او السلب

الفارس الجديد
29-01-2006, 07:41 PM
[

بسم الله الرحمن الرحيم





شكرا لك اخ (شايف) على المشاركه و الحوار الفعال



و لكن لى تعليقات عليه:-

1ولا:- فى استدلالك او استدلال الدكتور احمد نجيب قلت (كلمة حق عند سلطان جائر ) عند

لاحظ جيدا عند اى بينك و بينه و ليس علنيا امام الناس و فوق المنابر بل عنده

فهذه هى لغتنا الجميله و حرف الجر يغير المعنى تماما



**ثانيا:-لقد جئتك بأقوال اهل العلم و الائمه الاعلام المعاصرين مثل بن باز و بن عثيمين و الالبانى فى اول النص الموضوع



فلم لم تأخذ هذه الفتاوى بعين الاعتبار و بدلا من مناقشتى في جزئيه منها او اكثر جئتنى بموضوع جديد و كأنك تنهى النقاش



***ثالثا :- و هى مثل الثانيه لحد ما ايهما اولى و اعلم بأن نرجع له كاتب موضوعك مع كل احترامى له ام العلماء هؤلاء



طبعا الجواب و اضح



رابعا:- انت قلت هناك فرق بين الانكار و الخروج

فالانكار يثير الناس فيكون هو نواة الثوره و الخروج عليهم فالاولى بدايه للثانيه

و قد و ضحت ذلك فى البدايه ((راجع تعريف القعديه))



خامسا:-لقد دندنت حول كلمة ان السلف كانوا ينصحون تاره علنيا و تاره سرا فأين الدليل لم تأتى الا بدليل او 2 ولم تبين التخريج او الاسناد او الصحه



سادسا:- فلنراجع الاسئله الموجوده فى موضوعى مره اخرى و منهم هل يجوز الانكار العلنى على الولاه ؟؟؟ فلم يقولوا يجوز او كان فى مثل هذا بل الاجابه رادعه صريحه ولله الحمد





*-*و هناك قاعده هامه جدا و هى انه



اذا كان انكار المنكر سيترتب عليه منكر اكبر منه فلا يجوز الانكار


اخيرا هذه المسائل لن نفتى فيها نحن بل الخضوع لله و لرسوله و للدليل




***اتمنى ان اكون قد وصلت اليك معلومه مفيده و انا معك فى اى استفسار و يا حبذا ان ناقشنا مسأله مسأله و ا لا يكون النقد على الموضوع كله كذا سواء بالايجاب او السلب