Zecs
12-01-2006, 05:14 PM
السلام عليكم
ما هي مواقف السنة من أوائل الشيعة؟ هل اولئك مثل هؤلاء؟ما حقيقة تشيعهم ؟
كل هذه الاسئلة كانت تجول في خاطري, وتحيك الشكوك المريبة مع خوفي من اتهام جيل من الصحابة وكبار التابعين.
ولكني قرأت من كتاب الاستاذ عبد الستار الشيخ* ما أراح بالي عن طريق اعادة تعريفه للتشيع والرفض في كتابه ( أبو هريرة راوية الاسلام وسيد الحفاظ الأثبات )
فاحببت ان تعم الفائدة في هذا المنتدى
الاقتباس الحرفي يبدأ من هنا
"معنى التشيع قديما:
قال الحافظ في ترجمة أبان بن تغلب من "تهذيب التهذيب" : (قال: ابن عدي: له نسخ عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة, وهو من أهل الصدق في الروايات , وإن كان مذهبه مذهب أهل الشيعة, وهو في الرواية صالح لا بأس به. قلت(1) : هذا قول منصف, وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين, فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان , وأن عليا كان مصيبا في حروبه, وأن مخالفه مخطئ , مع تقديم الشيخين وتفضيلهما , وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله غليه وسلم , وإن كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته - للحديث - بهذا , ولا سيما إن كان غير داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض, فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولاكرامة)(2)
وقال الحافظ في "هدي الساري": ( والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة, فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه, ويطلق عليه رافضي , وإلا فشيعي , فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض , وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو)(3)
وساق الحافظ في "هدي الساري" من روى له البخاري في "صحيحه" ممن روى رُمي بالتشيع - على مذهب المتقدمين - مع الذين رموا ببدعة ما في فصل نفيس(4) .
كما ذكر السيوطي أسماء من رمي ببدعة , ممن أخرج لهم الشيخان أو أحدهما , وذكر فيهم من رمي بالتشيع(5).
من هنا تعلم أن من وصف بالتشيع من الأجيال المباركة الأولى فهو بهذه الصفة التي قدمناها, لذا ترى أسماء جمهرة منهم قد روى لهم أكابر أئمة الحديث وفي مقدمتهم البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة ومالك وأحمد وغيرهم , فرمي الراوي بالتشيع لا يضره بناء على ما أوضحناه.
وأما اليوم فالمقصود بالتشيع هو الرفض , بل الغلو فيه , لما نجده من سب للصحابة بل لعنهم! فمثل هؤلاء لا تقبل رواياتهم , ولا يسمع لقولهم ولا كرامة."
-----------------------------------------------------------------------
* مفكر وباحث إسلامي
(1) القائل هو ابن حجر
(2) تهذيب التهذيب: 1/81-82 ; وانظر قول ابن عدي في الكامل: 1/390 رقم (207)
(3) هدي الساري, ص459
(4) المرجع السابق, ص459-460
(5) تدريب الراوي: 1/328
نهاية الاقتباس الحرفي
على امل تحقق الفائدة والسلام عليكم
ما هي مواقف السنة من أوائل الشيعة؟ هل اولئك مثل هؤلاء؟ما حقيقة تشيعهم ؟
كل هذه الاسئلة كانت تجول في خاطري, وتحيك الشكوك المريبة مع خوفي من اتهام جيل من الصحابة وكبار التابعين.
ولكني قرأت من كتاب الاستاذ عبد الستار الشيخ* ما أراح بالي عن طريق اعادة تعريفه للتشيع والرفض في كتابه ( أبو هريرة راوية الاسلام وسيد الحفاظ الأثبات )
فاحببت ان تعم الفائدة في هذا المنتدى
الاقتباس الحرفي يبدأ من هنا
"معنى التشيع قديما:
قال الحافظ في ترجمة أبان بن تغلب من "تهذيب التهذيب" : (قال: ابن عدي: له نسخ عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة, وهو من أهل الصدق في الروايات , وإن كان مذهبه مذهب أهل الشيعة, وهو في الرواية صالح لا بأس به. قلت(1) : هذا قول منصف, وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين, فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان , وأن عليا كان مصيبا في حروبه, وأن مخالفه مخطئ , مع تقديم الشيخين وتفضيلهما , وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله غليه وسلم , وإن كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته - للحديث - بهذا , ولا سيما إن كان غير داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض, فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولاكرامة)(2)
وقال الحافظ في "هدي الساري": ( والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة, فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه, ويطلق عليه رافضي , وإلا فشيعي , فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض , وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو)(3)
وساق الحافظ في "هدي الساري" من روى له البخاري في "صحيحه" ممن روى رُمي بالتشيع - على مذهب المتقدمين - مع الذين رموا ببدعة ما في فصل نفيس(4) .
كما ذكر السيوطي أسماء من رمي ببدعة , ممن أخرج لهم الشيخان أو أحدهما , وذكر فيهم من رمي بالتشيع(5).
من هنا تعلم أن من وصف بالتشيع من الأجيال المباركة الأولى فهو بهذه الصفة التي قدمناها, لذا ترى أسماء جمهرة منهم قد روى لهم أكابر أئمة الحديث وفي مقدمتهم البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة ومالك وأحمد وغيرهم , فرمي الراوي بالتشيع لا يضره بناء على ما أوضحناه.
وأما اليوم فالمقصود بالتشيع هو الرفض , بل الغلو فيه , لما نجده من سب للصحابة بل لعنهم! فمثل هؤلاء لا تقبل رواياتهم , ولا يسمع لقولهم ولا كرامة."
-----------------------------------------------------------------------
* مفكر وباحث إسلامي
(1) القائل هو ابن حجر
(2) تهذيب التهذيب: 1/81-82 ; وانظر قول ابن عدي في الكامل: 1/390 رقم (207)
(3) هدي الساري, ص459
(4) المرجع السابق, ص459-460
(5) تدريب الراوي: 1/328
نهاية الاقتباس الحرفي
على امل تحقق الفائدة والسلام عليكم