سهم الاسلام
21-01-2006, 12:49 PM
جنبلاط : اسرائيل ليست عدوة «هلّق» ... سوريا عدوتي
http://www.champress.net/photo/JNBLATT47891.jpg
الذي استمع الى الوزير وليد جنبلاط امس، شعر ان الرجل كان يتكلم دائماً وفي كل لحظة اثناء المقابلة بتأثير كبير بحادثة اغتيال والده منذ تسع وعشرين سنة، حتى انه اضاع التركيز في لحظة ما عندما سألته مقدمة البرنامج التلفزيوني عن اتفاق الطائف، فأجاب ان اتفاق الطائف أوصل الى اغتيال والده.
والذي يركز على وليد جنبلاط يرَ أن الرجل عانى بينه وبين نفسه في تحمل اغتيال والده، واوحى بان العماد حكمت الشهابي كان ينسيه جروحاته في هذا المجال.
وكان في كل الحديث يتكلم بحقد ضد القيادة السورية وضد كل من تحالف مع سوريا في لبنان انطلاقاً من عملية اغتيال والده سنة 1977، والتي يبدو ان جنبلاط حفظها في ذاكرته الى يوم الثأر، ونفذ الثأر عام 2005، وواضح ذلك من خلال قوله انه خلال السنة الماضية وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط وضع زهرة لأول مرة على قبره.
يحق للوزير جنبلاط كإنسان ان يشعر ما يشعر، وهو شعور طبيعي لرجل قرر وضع عملية اغتيال والده في ذاكرته، ولكن ليس من حق جنبلاط ان يرسم السياسة من خلال الثأر والحقد، وليس من حقه ان يجعل لبنان اسير الثأر والحقد، حتى ولو كان كمال جنبلاط قائداً كبيراً ومفكراً سياسياً بازراً.
الخطير في كلام وليد جنبلاط هو أنه يؤكد ان جنبلاط سيكون أسير الثأر والحقد خلال السنوات المقبلة، وإنه غير قادر على الخروج من هذا الثأر حتى وصل به الامر الى اطلاق اقوال خطيرة.
«هلق» اسرائيل مش عدوة وسوريا عدوتي
وعندما يطلق جنبلاط كلاماً خطيراً بهذا الشكل حيث يقول ان اسرائيل ليست عدوة الان بل ان سوريا هي عدوتي، فيعني ذلك وفي اللحظة التاريخية لمحاولة اسرائيل الهيمنة على لبنان وسوريا يأتي جنبلاط ليقول للشعب العربي واللبناني والاسلامي ان اسرائيل ليست العدو بل ان سوريا هي العدو.
لم تكن زلة لسان لدى جنبلاط، ذلك ان السيدة مقدمة البرنامج حاولت تصحيح كلام وليد جنبلاط فجاء رده تأكيداً على ان سوريا هي العدو واسرائيل ليست العدو «هلّق».
كلام خطير قاله وليد جنبلاط، ولا يستطيع سعد الحريري الحليف السني له تحمُّل هذا الكلام، ولا يستطيع ابناء طائفة الموحدين قبول هذا الكلام، ولا يستطيع اللبنانيون من مسيحيين وبقية الطوائف قبول هذا الكلام، لأن وضع عنوان ان العدو الان هي سوريا واسرائيل ليست العدو يطلق عنواناً خطيراً على الساحة اللبنانية، فلبنان ما زال بحالة حرب مع اسرائيل، وهنالك اسرى لبنانيون لدى اسرائيل، وهنالك جثامين الشهداء لدى اسرائيل، وهنالك ارض محتلة من قبل اسرائيل.
كلام جنبلاط استفزاز للشعب الفلسطيني، كلام جنبلاط استفزاز للشعب العربي، وكلام جنبلاط لا يدخل في القاموس اللبناني.
وحتى الذين دخلوا مع شارون الى بيروت من اللبنانيين، وحتى اللواء انطوان لحد لم يقل هذا الكلام بهذا الوضوح.
يبدو واضحاً ان وليد جنبلاط يعيش حالة الثأر لوالده، ولكن السؤال رغم مكانة كمال جنبلاط التاريخية: هل ان هؤلاء اللبنانيين الذين قتلوا خلال الحرب من كل الطوائف ليسوا بشراً؟
هل ان المواطن اللبناني الذي جرى قتله من الميليشيات لم يكن انساناً؟
هل ان الفقراء الذين تم ذبحهم في الجبل من المسيحيين بأوامر من جنبلاط ليسوا من صنف البشر ولا من صنف الانسان، ولا قيمة لهم؟
والد وليد جنبلاط يجب الانتقام له، ولكن لبنان الذي جرى قتله اثناء الحرب لا يجري السؤال عنه؟
وليد جنبلاط لا يريد ان ينسى والده، وعلى اولاد الجبل ان ينسوا اباءهم واخوتهم وعائلاتهم الذين جرى ذبحهم في الجبل.
هل على اللبنانيين ان ينسوا اباءهم من الشمال الى الجنوب الى البقاع الى الجبل الذين قتلوا اثناء الحرب باوامر واضحة من الميليشيات والطوائف والمذاهب؟
اباؤنا الذين ماتوا على الطرقات غدراً وبرصاص القناصين لا قيمة لهم، ووحده وليد جنبلاط له الحق بالانتقام والثأر وقيادة البلاد الى حرب ضد سوريا وضد المقاومة وضد كل الناس، لأنه يريد الانتقام لوالده.
هنالك مشكلة شخصية ولو انها ذات طابع وطني يجب حلها، لأن لبنان ان دخل في دوامة المطالبة بالثأر والعمل وفق الاحقاد، فإن حرباً جديدة ستأتي او على الاقل لنقل ان كل هؤلاء السياسيين المذهبيين والطائفيين وخاصة قادة الميليشيات يجب ان يدخلوا السجن ويحاكموا.
إما ان نفكر باستقلال لبنان وتأكيده وفتح صفحة جديدة وإما ان تتحكم الاحقاد في لبنان وتسير به الى الخراب.
شار أيوب
الكلام الذي قاله النائب وليد جنبلاط من المختارة لتلفزيون المستقبل تخطى كل الكلام السابق، ويشكل عنوانا واضحا لحجم الازمة والتصعيد الذي يعاني منه لبنان ويضعه في هذا الوضع الصعب.
فقد عبر جنبلاط بشكل لافت عن توجهه عندما قال انه لا يعتبر ان اسرائيل عدوة في الوقت الحاضر وانما النظام السوري، واعلن ان خلافه المركزي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو حول النظرة الى النظام السوري وتوصيف الاغتيالات والتفجيرات التي جرت.
واتهم نصرالله بانه يغطي وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، معتبرا ان هناك محدلة جديدة في المنطقة مشكلة من ايران والنظام السوري ولبنان، وانه لا يقبل ان يكون داخل هذا المحور.
ورفض اي معالجة او حل للازمة الحكومية وعودة وزراء «امل» و«حزب الله» خارج اطار ما نص عليه البيان الوزاري، معتبرا ان الاتفاق على شيء آخر خارج ذلك يدخل لبنان في اتفاق قاهرة جديد.
وفي غمرة هذا الكلام بدا واضحا ان الامور باقية على حالها من المراوحة والاصطدام بحائط التصعيد الجنبلاطي المستمر وان الازمة الحكومية مستمرة، والمبادرات العربية تتعرض باستمرار لاطلاق النار من قبل فريق الاكثرية النيابية وعلى رأسهم جنبلاط.
وحول الازمة الحكومية قالت مصادر وزارية مطلعة لـ«الديار» امس في هذا المجال انه لم يطرأ اي جديد على صعيد هذه الازمة لا سيما ان مجلس الوزراء اول امس تجاهل ما اعلنه السيد نصرالله ولم يبحث في هذا الموضوع ما يعني ان الامور لا تزال على حالها وانه لا يوجد حتى الان بوادر جدية لانهاء الازمة الحكومية وبالتالي عودة وزراء حركة «امل» وحزب الله الى الحكومة.
واضاف المصدر انه لا يستطيع التكهن في ما اذا كان بالامكان انضمام هؤلاء الوزراء الى جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مشيرا الى انه كلما اقتربنا من الحل يطرأ تطور ما او يصدر موقف ما «يخربط» المعالجات ويبقي الامور مجمدة.
حديث جنبلاط
قال النائب وليد جنبلاط في اول موقف من نوعه لمسؤول لبناني في حوارمع تلفزيون المستقبل امس «ان اسرائيل ليست عدوتي في الوقت الحاضر بل النظام السوري».
وعندما استوضحته الزميلة نجاة شرف الدين حول هذا الموقف وما اذا كان هناك التباس في التعبير قد يؤدي الى التباس في الفهم اكتفى بالقول :«اسرائيل مجرمة بحق العرب والفلسطينيين، ولكن النظام السوري ايضا له ملف اسود بالاغتيال السياسي».
واعتبر ان خلافه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو حول النظرة للنظام السوري مكرراً اتهامه لهذا النظام بانه وراء التفجيرات والاغتيالات التي جرت.
وحرص على القول انه سيرد على نصر الله بالهدوء الذي اتسم به حديثه لتلفزيون «نيو.تي.في»، واصفا حديثه بانه «سيكون هادئاً ولكن صلبا».
وقال جنبلاط ايضا انه يختلف مع الامين العام لحزب الله حول توصيف الاغتيالات التي حصلت ومن وراء هذه الاغتيالات.
وفي رده على نصرالله ايضا قال جنبلاط :«هناك مقدسات عند الجميع، نحترم مقدسات السيد ولكن عليه ان يراعي مقدساتنا واعراضنا، واننا نعتبر ان الوزير حماده والرفيق ابو كروم والشهيد تويني من مقدساتنا واعراضنا، ونطلب منه ان يحترم شهداءنا».
ودعا جنبلاط الى «احترام الشهداء اللبنانيين الذين ذهبوا عن ضلال وقاتلوا مع اسرائيل».
وكرر قوله انه لم يكن يقصد سلاح المقاومة عندما تكلم عن الغدر، رافضا ان يعتذر عما قاله، وقال انه يختلف مع السيد نصرالله حول قوله ان سوريا آخرموقع للممانعة.
وقال «ان السيد (نصرالله) في مقدمة المناضلين والمجاهدين في العالم العربي ولكن عليه ان يحترم المناضلين والمجاهدين الذين سبقوا ... نحترم سلاحهم ونحترم اعراضهم فليحترموا شهداءنا واعراضنا».
وقال جنبلاط صراحة انه يحرض على النظام السوري. ثم تناول موضوع امن حزب الله، فقال «ان امنه الذي اخترق الدفاعات الاسرائيلية وفلسطين المحتلة يجب ان يحمي خلفيته، وانا لا اقتنع بان هذا الامن لا يستطيع في اوج الوصاية السورية رصد سيارة تحمل الف كليوغرام من المتفجرات».
وتوجه الى نصرالله قائلا :« صحيح ان حجمك هائل، ولكن لا تستطيع ان تكون مستقلا عن الدعم السوري والايراني».
ورأى ان «محدلة جديدة ركبت في المنطقة هي ايران والنظام السوري ولبنان»، موضحا انه لا يقبل ان يكون في هذا المحور.
وردا على سؤال ما اذا كانت هناك ازمة ثقة مع «حزب الله» قال لا ولكن وضعت اليوم نقاط الخلاف بيننا.
واعتبر جنبلاط ان عبارة المقاومة ليست ميليشيا وردت في البيان الوزاري.
وجدد مطالبته باقرار سوري بلبنانية مزارع شبعا من خلال التقدم بطلب رسمي الى الامم المتحدة وان يكون الاقرار قانونيا.
واضاف ان شعار التحرير الدائم يعني ابقاء لبنان رهينة بيد النظام السوري. اما اذا كان النظام السوري يريد لبنان جبهة مفتوحة، فلا مانع شرط ان تفتح سوريا جبهتها. ولكن الواقع ان الجبهة السورية تحترم اتفاق الهدنة الحاصل منذ اتفاق فصل القوات في العام 73، ولكن ابقاء لبنان جبهة مفتوحة لابقاء لبنان ورقة تسوية بيد النظام السوري مسألة مرفوضة.
واذ اكد ان القرار 425 طبق والخط الازرق معترف به دوليا، قال بانه لن يقبل بالتسوية مع اسرائيل الا بعد عودة الجولان وقيام الدولة الفلسطينية، معتبرا ان هذه النقاط الاربع تشكل ثوابت للتفاهم مع حزب الله. واضاف ان ضمانته يبقى الجيش وان يكون حزب الله جزءا منه.
وردا على الشعار الذي رفعه الرئيس الايراني خلال زيارته لدمشق بدعم المقاومة ومنع التدويل قائلا، فلنتشارك في فتح الجبهات، ولكن فقط لبنان، فهذا مرفوض، هل نحن ارض مستباحة، وهل المطلوب ابقاء كل انواع التجاذب على ارض لبنان.
وحول السؤال عن لقائه بالسيد حسن نصرالله قال الوزارة موجودة وهي المكان الوحيد.
المصدر : الديار
http://www.champress.net/paner/42064paner_top.gif (http://www.champress.net/?page=show_det&id=6832)
http://www.champress.net/photo/JNBLATT47891.jpg
الذي استمع الى الوزير وليد جنبلاط امس، شعر ان الرجل كان يتكلم دائماً وفي كل لحظة اثناء المقابلة بتأثير كبير بحادثة اغتيال والده منذ تسع وعشرين سنة، حتى انه اضاع التركيز في لحظة ما عندما سألته مقدمة البرنامج التلفزيوني عن اتفاق الطائف، فأجاب ان اتفاق الطائف أوصل الى اغتيال والده.
والذي يركز على وليد جنبلاط يرَ أن الرجل عانى بينه وبين نفسه في تحمل اغتيال والده، واوحى بان العماد حكمت الشهابي كان ينسيه جروحاته في هذا المجال.
وكان في كل الحديث يتكلم بحقد ضد القيادة السورية وضد كل من تحالف مع سوريا في لبنان انطلاقاً من عملية اغتيال والده سنة 1977، والتي يبدو ان جنبلاط حفظها في ذاكرته الى يوم الثأر، ونفذ الثأر عام 2005، وواضح ذلك من خلال قوله انه خلال السنة الماضية وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط وضع زهرة لأول مرة على قبره.
يحق للوزير جنبلاط كإنسان ان يشعر ما يشعر، وهو شعور طبيعي لرجل قرر وضع عملية اغتيال والده في ذاكرته، ولكن ليس من حق جنبلاط ان يرسم السياسة من خلال الثأر والحقد، وليس من حقه ان يجعل لبنان اسير الثأر والحقد، حتى ولو كان كمال جنبلاط قائداً كبيراً ومفكراً سياسياً بازراً.
الخطير في كلام وليد جنبلاط هو أنه يؤكد ان جنبلاط سيكون أسير الثأر والحقد خلال السنوات المقبلة، وإنه غير قادر على الخروج من هذا الثأر حتى وصل به الامر الى اطلاق اقوال خطيرة.
«هلق» اسرائيل مش عدوة وسوريا عدوتي
وعندما يطلق جنبلاط كلاماً خطيراً بهذا الشكل حيث يقول ان اسرائيل ليست عدوة الان بل ان سوريا هي عدوتي، فيعني ذلك وفي اللحظة التاريخية لمحاولة اسرائيل الهيمنة على لبنان وسوريا يأتي جنبلاط ليقول للشعب العربي واللبناني والاسلامي ان اسرائيل ليست العدو بل ان سوريا هي العدو.
لم تكن زلة لسان لدى جنبلاط، ذلك ان السيدة مقدمة البرنامج حاولت تصحيح كلام وليد جنبلاط فجاء رده تأكيداً على ان سوريا هي العدو واسرائيل ليست العدو «هلّق».
كلام خطير قاله وليد جنبلاط، ولا يستطيع سعد الحريري الحليف السني له تحمُّل هذا الكلام، ولا يستطيع ابناء طائفة الموحدين قبول هذا الكلام، ولا يستطيع اللبنانيون من مسيحيين وبقية الطوائف قبول هذا الكلام، لأن وضع عنوان ان العدو الان هي سوريا واسرائيل ليست العدو يطلق عنواناً خطيراً على الساحة اللبنانية، فلبنان ما زال بحالة حرب مع اسرائيل، وهنالك اسرى لبنانيون لدى اسرائيل، وهنالك جثامين الشهداء لدى اسرائيل، وهنالك ارض محتلة من قبل اسرائيل.
كلام جنبلاط استفزاز للشعب الفلسطيني، كلام جنبلاط استفزاز للشعب العربي، وكلام جنبلاط لا يدخل في القاموس اللبناني.
وحتى الذين دخلوا مع شارون الى بيروت من اللبنانيين، وحتى اللواء انطوان لحد لم يقل هذا الكلام بهذا الوضوح.
يبدو واضحاً ان وليد جنبلاط يعيش حالة الثأر لوالده، ولكن السؤال رغم مكانة كمال جنبلاط التاريخية: هل ان هؤلاء اللبنانيين الذين قتلوا خلال الحرب من كل الطوائف ليسوا بشراً؟
هل ان المواطن اللبناني الذي جرى قتله من الميليشيات لم يكن انساناً؟
هل ان الفقراء الذين تم ذبحهم في الجبل من المسيحيين بأوامر من جنبلاط ليسوا من صنف البشر ولا من صنف الانسان، ولا قيمة لهم؟
والد وليد جنبلاط يجب الانتقام له، ولكن لبنان الذي جرى قتله اثناء الحرب لا يجري السؤال عنه؟
وليد جنبلاط لا يريد ان ينسى والده، وعلى اولاد الجبل ان ينسوا اباءهم واخوتهم وعائلاتهم الذين جرى ذبحهم في الجبل.
هل على اللبنانيين ان ينسوا اباءهم من الشمال الى الجنوب الى البقاع الى الجبل الذين قتلوا اثناء الحرب باوامر واضحة من الميليشيات والطوائف والمذاهب؟
اباؤنا الذين ماتوا على الطرقات غدراً وبرصاص القناصين لا قيمة لهم، ووحده وليد جنبلاط له الحق بالانتقام والثأر وقيادة البلاد الى حرب ضد سوريا وضد المقاومة وضد كل الناس، لأنه يريد الانتقام لوالده.
هنالك مشكلة شخصية ولو انها ذات طابع وطني يجب حلها، لأن لبنان ان دخل في دوامة المطالبة بالثأر والعمل وفق الاحقاد، فإن حرباً جديدة ستأتي او على الاقل لنقل ان كل هؤلاء السياسيين المذهبيين والطائفيين وخاصة قادة الميليشيات يجب ان يدخلوا السجن ويحاكموا.
إما ان نفكر باستقلال لبنان وتأكيده وفتح صفحة جديدة وإما ان تتحكم الاحقاد في لبنان وتسير به الى الخراب.
شار أيوب
الكلام الذي قاله النائب وليد جنبلاط من المختارة لتلفزيون المستقبل تخطى كل الكلام السابق، ويشكل عنوانا واضحا لحجم الازمة والتصعيد الذي يعاني منه لبنان ويضعه في هذا الوضع الصعب.
فقد عبر جنبلاط بشكل لافت عن توجهه عندما قال انه لا يعتبر ان اسرائيل عدوة في الوقت الحاضر وانما النظام السوري، واعلن ان خلافه المركزي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو حول النظرة الى النظام السوري وتوصيف الاغتيالات والتفجيرات التي جرت.
واتهم نصرالله بانه يغطي وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، معتبرا ان هناك محدلة جديدة في المنطقة مشكلة من ايران والنظام السوري ولبنان، وانه لا يقبل ان يكون داخل هذا المحور.
ورفض اي معالجة او حل للازمة الحكومية وعودة وزراء «امل» و«حزب الله» خارج اطار ما نص عليه البيان الوزاري، معتبرا ان الاتفاق على شيء آخر خارج ذلك يدخل لبنان في اتفاق قاهرة جديد.
وفي غمرة هذا الكلام بدا واضحا ان الامور باقية على حالها من المراوحة والاصطدام بحائط التصعيد الجنبلاطي المستمر وان الازمة الحكومية مستمرة، والمبادرات العربية تتعرض باستمرار لاطلاق النار من قبل فريق الاكثرية النيابية وعلى رأسهم جنبلاط.
وحول الازمة الحكومية قالت مصادر وزارية مطلعة لـ«الديار» امس في هذا المجال انه لم يطرأ اي جديد على صعيد هذه الازمة لا سيما ان مجلس الوزراء اول امس تجاهل ما اعلنه السيد نصرالله ولم يبحث في هذا الموضوع ما يعني ان الامور لا تزال على حالها وانه لا يوجد حتى الان بوادر جدية لانهاء الازمة الحكومية وبالتالي عودة وزراء حركة «امل» وحزب الله الى الحكومة.
واضاف المصدر انه لا يستطيع التكهن في ما اذا كان بالامكان انضمام هؤلاء الوزراء الى جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مشيرا الى انه كلما اقتربنا من الحل يطرأ تطور ما او يصدر موقف ما «يخربط» المعالجات ويبقي الامور مجمدة.
حديث جنبلاط
قال النائب وليد جنبلاط في اول موقف من نوعه لمسؤول لبناني في حوارمع تلفزيون المستقبل امس «ان اسرائيل ليست عدوتي في الوقت الحاضر بل النظام السوري».
وعندما استوضحته الزميلة نجاة شرف الدين حول هذا الموقف وما اذا كان هناك التباس في التعبير قد يؤدي الى التباس في الفهم اكتفى بالقول :«اسرائيل مجرمة بحق العرب والفلسطينيين، ولكن النظام السوري ايضا له ملف اسود بالاغتيال السياسي».
واعتبر ان خلافه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو حول النظرة للنظام السوري مكرراً اتهامه لهذا النظام بانه وراء التفجيرات والاغتيالات التي جرت.
وحرص على القول انه سيرد على نصر الله بالهدوء الذي اتسم به حديثه لتلفزيون «نيو.تي.في»، واصفا حديثه بانه «سيكون هادئاً ولكن صلبا».
وقال جنبلاط ايضا انه يختلف مع الامين العام لحزب الله حول توصيف الاغتيالات التي حصلت ومن وراء هذه الاغتيالات.
وفي رده على نصرالله ايضا قال جنبلاط :«هناك مقدسات عند الجميع، نحترم مقدسات السيد ولكن عليه ان يراعي مقدساتنا واعراضنا، واننا نعتبر ان الوزير حماده والرفيق ابو كروم والشهيد تويني من مقدساتنا واعراضنا، ونطلب منه ان يحترم شهداءنا».
ودعا جنبلاط الى «احترام الشهداء اللبنانيين الذين ذهبوا عن ضلال وقاتلوا مع اسرائيل».
وكرر قوله انه لم يكن يقصد سلاح المقاومة عندما تكلم عن الغدر، رافضا ان يعتذر عما قاله، وقال انه يختلف مع السيد نصرالله حول قوله ان سوريا آخرموقع للممانعة.
وقال «ان السيد (نصرالله) في مقدمة المناضلين والمجاهدين في العالم العربي ولكن عليه ان يحترم المناضلين والمجاهدين الذين سبقوا ... نحترم سلاحهم ونحترم اعراضهم فليحترموا شهداءنا واعراضنا».
وقال جنبلاط صراحة انه يحرض على النظام السوري. ثم تناول موضوع امن حزب الله، فقال «ان امنه الذي اخترق الدفاعات الاسرائيلية وفلسطين المحتلة يجب ان يحمي خلفيته، وانا لا اقتنع بان هذا الامن لا يستطيع في اوج الوصاية السورية رصد سيارة تحمل الف كليوغرام من المتفجرات».
وتوجه الى نصرالله قائلا :« صحيح ان حجمك هائل، ولكن لا تستطيع ان تكون مستقلا عن الدعم السوري والايراني».
ورأى ان «محدلة جديدة ركبت في المنطقة هي ايران والنظام السوري ولبنان»، موضحا انه لا يقبل ان يكون في هذا المحور.
وردا على سؤال ما اذا كانت هناك ازمة ثقة مع «حزب الله» قال لا ولكن وضعت اليوم نقاط الخلاف بيننا.
واعتبر جنبلاط ان عبارة المقاومة ليست ميليشيا وردت في البيان الوزاري.
وجدد مطالبته باقرار سوري بلبنانية مزارع شبعا من خلال التقدم بطلب رسمي الى الامم المتحدة وان يكون الاقرار قانونيا.
واضاف ان شعار التحرير الدائم يعني ابقاء لبنان رهينة بيد النظام السوري. اما اذا كان النظام السوري يريد لبنان جبهة مفتوحة، فلا مانع شرط ان تفتح سوريا جبهتها. ولكن الواقع ان الجبهة السورية تحترم اتفاق الهدنة الحاصل منذ اتفاق فصل القوات في العام 73، ولكن ابقاء لبنان جبهة مفتوحة لابقاء لبنان ورقة تسوية بيد النظام السوري مسألة مرفوضة.
واذ اكد ان القرار 425 طبق والخط الازرق معترف به دوليا، قال بانه لن يقبل بالتسوية مع اسرائيل الا بعد عودة الجولان وقيام الدولة الفلسطينية، معتبرا ان هذه النقاط الاربع تشكل ثوابت للتفاهم مع حزب الله. واضاف ان ضمانته يبقى الجيش وان يكون حزب الله جزءا منه.
وردا على الشعار الذي رفعه الرئيس الايراني خلال زيارته لدمشق بدعم المقاومة ومنع التدويل قائلا، فلنتشارك في فتح الجبهات، ولكن فقط لبنان، فهذا مرفوض، هل نحن ارض مستباحة، وهل المطلوب ابقاء كل انواع التجاذب على ارض لبنان.
وحول السؤال عن لقائه بالسيد حسن نصرالله قال الوزارة موجودة وهي المكان الوحيد.
المصدر : الديار
http://www.champress.net/paner/42064paner_top.gif (http://www.champress.net/?page=show_det&id=6832)