المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية السيستاني مقتنع بعدم مواجهة امريكا الا بالمقاومة السلمية



ابوعوف
28-01-2006, 02:40 AM
http://www.alquds.co.uk/live/data/2006/01/01-27/s40.jpg



حمل دول الخليج مسؤولية استقدام القوات الأجنبية

عمان ـ القدس العربي من بسام البدارين:
اتجه السفير الايراني في الأردن نحو توجيه (اللوم) للشيعة العرب في العراق وللعرب عموما في ثلاثة مواقع علي الأقل اتهمت فيها بلاده بدعم الفوضي وعدم الاستقرار في العراق بعد الحرب علي هامش ندوة غير مسبوقة تضمنت مواجهة حوارية بين السفير محمد الايراني ونخبة من الاعلاميين الأردنيين ونظمها مركز الحقيقة للدراسات تدشينا لقرب اصدار العدد الأول من مطبوعته الجديدة (الحقيقة الدولية).
وفي معرض رده علي سؤال حول دور بلاده في تمركز القوات الحربية الأجنبية في الخليج العربي الذي أصر السفير عدة مرات علي تسميته بالخليج الفارسي، قال الايراني ان طهران لا تؤيد وجود القوات الأجنبية عموما في المنطقة ثم أضاف: لا أعرف يمكن الأخوة في دول الخليج المجاورة لديهم حسابات مختلفة مرتبطة بشؤونهم الخاصة وبشؤون شعوبهم وهو تلميح دبلوماسي الي أن الدول العربية هي التي استدعت القوات الأجنبية لأغراض تتعلق بالأنظمة.
واتهم السفير الايراني القدس العربي التي شاركت في الندوة بالحضور بتصورات مسبقة وجاهزة عندما تساءلت ما اذا كانت الولايات المتحدة قد فتحت خطوط اتصال خلفية مع الايرانيين قبل احضار قواتها للخليج؟ وما اذا كانت الحرب علي العراق كان يمكن أن تحصل أصلا لو أن ايران ليست طرفا بالمعادلة علي نحو أو آخر؟ فيما أصر السفير علي أن بلاده لم تساعد الاحتلال الأمريكي للعراق وان كانت ترحب بسقوط نظام الرئيس صدام حسين.
ووفقا للسفير فان بلاده مستهدفة فقد اعترف البريطانيون بوجود جهات داخل ايران يمكن أن تنفذ هجمات وتفجيرات مشيرا الي ان الاستعمار مرفوض في فلسفة الايرانيين بشكل كبير ولا يجتمع الاستعمار مع الفكر الشيعي ملمحا الي ان شيعة العراق من العرب في اشارة الي انهم هم الذين رحبوا بالقوات الأمريكية لأغراض تتعلق بحساباتهم مع النظام السابق.
وشدد علي أن المرجع الشيعي الأهم في العراق السيستاني ليس مرتاحا بالتأكيد للاستعمار الأمريكي لكن له رأيا خاصا في مسار الأحداث فهو يؤيد المقاومة السلبية وغير مقتنع بمواجهة الأمريكيين ويعتقد بان مواجهتهم قد تنتهي بعودة حزب البعث وهو (خط أحمر) بالنسبة للسيستاني ولغيره من مراجع الشيعة في العراق. وردا علي ملاحظة بعنوان مظاهر الفوضي التي سببها أنصار طهران بعد احتلال العراق خصوصا في مناطق النفوذ الشيعي الجنوبية طلب السفير الايراني عدم نسيان أن مليوني عراقي كانوا في ايران قبل الحرب عادوا الي بلادهم بعدها وهم يحملون مشاعر سلبية جدا ضد مؤسسات النظام الذي شردهم مؤكدا أن الأمريكيين يعلمون بان خسارتهم ستكون كبيرة لو ترك الأمر للشيعة في العراق.
وقال: هناك في صفوف الشعب العراقي وتحديدا الشيعة خوف من عودة صدام والبعث أكثر من أي شيء آخر وفي السياسة الايرانية لا وجود لفكرة الحرب لا مع الولايات المتحدة ولا مع أي دولة أجنبية في المنطقة مما يفسر سبب عدم تقدم ايران بأي خطوات ضد الحرب الأخيرة مصرا علي ان السؤال الذي لا زال مفتوحا دون اجابة حتي الآن هو التالي: لماذا أعلن صدام حسين الحرب علي ايران أصلا في الماضي؟ وقال: هذا سؤال لا يوجد حتي الآن الحد الأدني من الاجابة عليه واخواننا العرب لا يميلون الي تقديم اجابة. ونفي الايراني وجود نفوذ لايران داخل العراق يوظف لأغراض سياسية وأمنية مشيرا الي ان رئيس الحكومة في العراق وكذلك رئيس الجمهورية زارا كل دول الجوار دون زيارة ايران وقال ان ايران طرف في المعادلة العراقية .. هذا صحيح.. والسبب أن هناك تاريخا وجغرافيا مع الشعب العراقي لا يمكن تجاهلهما وهناك علاقات شعبية وتقاليد واحدة في الكثير من المناطق وحدود مفتوحة واختلاط اجتماعي فكيف لايران أن تترك كل هذه القواسم المشتركة حتي تتجنب القول بأنها لا تتدخل!
وتساءل: ماذا تتوقعون من ايران تحت عنوان علاقتها بالشعب العراقي ؟ .. هل ندخل كطرف ضد دول قاسية ومختلة ونحن رسميا طلبنا من أي جهة تتحدث عن تدخل ايران في شؤون العراق الداخلية أن تأتي بمستندات لكن هذا الموضوع أحيانا يأخذ طابعا طائفيا لكن الأوضاع الآن تغيرت في العراق والشيعة أقلية في الكثير من البلدان المجاورة وهم أغلبية في العراق وذلك لا يعني أنهم ينبغي أن يرتبطوا بمراكز قوي خارج وطنهم فقد لا يحتاجون لذلك لأنهم أغلبية ولا تنسوا أن مليوني عراقي يقيمون في ايران منذ 30 عاما واندمجوا تماما في المجتمع الايراني وهؤلاء لهم طبيعتهم ولهم مشاعرهم.
واعتبر السفير أن الأمن والاستقرار هما المفيدان لايران وليس العكس والعراق بجميع طوائفه أفضل لنا من عراق مقسم ولدينا الاستعداد للتعامل مع أي وثائق ومستندات تدعي دعمنا للارهاب متهما الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالازدواجية فكيف يحترم حقوق الانسان ويهدد بضربة نووية ضد من يثبت تورطه في عمل ارهابي ضد فرنسا ثم يقف ويهدد ايران علي أساس أنها ستصل للنووي بعد عشر سنوات.
وقال بان الخطر الاسرائيلي علي النظام العربي أكبر تماما من أي خطر آخر ووجود اسرائيل هو السبب الرئيسي لكل المصائب والسلاح النووي الاسرائيلي هو الخطر الحقيقي علي البلدان العربية مشيرا الي ان اللغة الثانية في بلاده هي اللغة العربية ولان الايرانيين والعرب لهم مصير واحد.
وسخر السفير الايراني من التكلم عن علاقات بين ايران وتنظيم القاعدة وقال بان مثل هذا الكلام مفيد للغرب فقط وأن الفكر السلفي المتشدد ممثلا بطالبان وبن لادن في أفغانستان كان ضد المصالح العليا للشعب الايراني.




المصدر : القدس العربي